
«الفيصل للبحوث» يُبرز التراث الوثائقي عالمياً
شارك مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية في فعالية منظمة اليونسكو حول «التراث الوثائقي والتنمية المستديمة»، التي عُقدت في باريس بحضور نخبة من الخبراء والمتخصصين الدوليين. ومَثَّلَ المركزَ الدكتورُ عبدالله حميد الدين، الذي شارك في النقاشات المعمقة حول سُبُل تفعيل الذاكرة الثقافية، وبناء أنظمة ذاكرة مستديمة، تتجاوز حدود الحفظ التقليدي إلى فضاءات التفاعل المجتمعي والابتكار الثقافي.
وتضمنت الفعالية استكشاف مجالات تعاون جديدة في التراث الرقمي، والتوثيق المجتمعي، والأرشفة العابرة للثقافات، بما يسهم في تعزيز الدور الثقافي للمملكة على المستويين الإقليمي والدولي. وشارك المركز في معرض «نافذة على التراث الوثائقي»، الذي نظّمته الهيئة الملكية لمحافظة العلا بالتعاون مع اليونسكو، وركّز على إبراز أهمية الوثائق التاريخية والمخطوطات والخرائط والمواد السمعية والبصرية كجسور للتفاهم الحضاري، وقنوات للحوار بين الثقافات.
وقَدَّمَ مركز الملك فيصل في المعرض أربع مخطوطات نادرة مستنسخة طبق الأصل للعرض المؤقت، وذلك ضمن برنامج «ذاكرة العالم» الذي يهدف إلى الحفاظ على التراث الوثائقي الإنساني. وشملت المعروضات: رسمًا نادرًا للحرمين الشريفين في مكة والمدينة من مخطوط دلائل الخيرات للجزولي (تركيا، القرن 13هـ/ 19م)، ومصحفًا شريفًا بخط النسخ مزخرفًا على الطراز الكشميري المتأثر بالنمط الشيرازي (الهند، القرن 10هـ/ 16م)، إضافة إلى ربعة قرآنية مزينة بزخارف نباتية دقيقة، وألوان زرقاء وحمراء، بخط الثلث الدمشقي (سوريا، القرن 9هـ/ 15م)، ومصحف مزخرف بألوان مستخرجة من اللازوردي منسقة مع الذهبي والأصفر (الهند، القرن 12هـ/ 18م).
وتعكس هذه النماذج القيّمة التنوع الجغرافي والزمني للتراث الإسلامي الذي يحتفظ به المركز، والثراء الفني والجمالي لمخطوطات المصحف الشريف، كإرث جامع بين البعد الروحي والدقة الحرفية والمدارس الزخرفية المختلفة في العالم الإسلامي.
ويمتلك مركز الملك فيصل واحدة من أبرز المجموعات الوثائقية في العالم العربي، تضم أكثر من 130 ألف مخطوطة بين أصلية ومصوّرة، بينها نفائس نادرة ذات قيمة تاريخية عالمية. ويواصل المركز تطوير «وحدة الذاكرة السعودية» كمبادرة بحثية رائدة تهدف إلى حفظ وتفعيل التراث الوطني عبر منهجيات علمية متقدمة، وهو مشروع يُعَدُّ نموذجًا دوليًّا في مجال إدارة التراث الوثائقي والرقمي.
ويتبنى المركز رؤية ثقافية ترى في تفعيل الذاكرة مدخلًا لبناء هوية مَرِنة ومبدعة، وتحويل التراث إلى قوة حيّة تُلهِم التنمية، وتدعم الابتكار، وتُعزز القدرة على التكيف مع التحولات المتسارعة. وعبر مشاركاته الدولية، يعمل المركزُ على توسيع شراكاته البحثية، وتفعيل مبادرات تعاونية تجعل من التراث الوثائقي رافعة للفهم الثقافي، والتنمية المستديمة، والتقارب الحضاري العالمي.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صحيفة سبق
منذ ساعة واحدة
- صحيفة سبق
665 ألف حاج يصلون المملكة عبر المنافذ الجوية والبرية والبحرية حتى 22 ذو القعدة
استقبلت المملكة أكثر من 665 ألف حاج من القادمين من خارجها حتى الثاني والعشرين من شهر ذي القعدة في موسم حج هذا العام، بحسب ما أعلنته وزارة الحج والعمرة التي أوضحت أن نسبة الدخول بلغت 46 في المئة من إجمالي التأشيرات الصادرة حتى الآن، في مؤشرٍ يعكس انسيابية الإجراءات وفاعلية منظومة العمل المشترك في مختلف المنافذ. وتوزع الحجاج على ثلاث جهات دخول رئيسة؛ كانت في مقدمتها المنافذ الجوية التي استقبلت أكثر من 642 ألف حاج، تلتها المنافذ البرية بنحو 20 ألف حاج، في حين بلغ عدد القادمين عبر المنافذ البحرية 2821 حاجاً وسط منظومة خدمات متكاملة تشرف عليها نخبة من الجهات الحكومية والأمنية والخدمية.


الرياض
منذ 8 ساعات
- الرياض
الحجاج اليمنيون يشيدون بخدمات منفذ الوديعة
أشاد الحجاج اليمنيون بالخدمات المقدمة لهم من الجهات العاملة بمنفذ الوديعة، مؤكدين أن ذلك غير مستغرب على أبناء المملكة، الذين يجعلون خدمة الحجيج اهتمامهم ونصب أعينهم، وهم يؤدون عملهم بكل احترافية، لإنهاء إجراءات الدخول بكل يسر وسهولة. وعبّر الحاج محمد عبدالله الثمري عن شكره وتقديره لحكومة المملكة على اهتمامها وحرصها على راحة الحجيج من أنحاء العالم كافة، ليؤدوا مناسكهم بكل يسر وطمأنينة. من جهته أشار الحاج زياد أحمد علي إلى حجم السعادة التي يشعر بها وهو يتجه صوب مكة المكرمة والمدينة المنورة لأداء مناسك الحج، وهو على ثقة تامة بأنه والحجاج الآخرين لن يواجهوا تعبًا أو صعوبة؛ نظرًا لما لمسوه من عمل متقن واحترافي من جميع الجهات العاملة بمنفذ الوديعة، إلى جانب السرعة في إنهاء الإجراءات، والترحيب الحار وتوزيع الورود من العاملين كافة، مؤكدًا التطور الهائل في الخدمات المقدمة لهم، من خلال الإجراءات الحديثة والمتطورة التي تسهم في خدمة الحجاج وراحتهم. بدوره قدّم الحاج إبراهيم عبدالله جباري شكره لكل العاملين بالمنفذ على كرم الضيافة وحسن الاستقبال، والخدمات المقدمة والتنظيم المميز والعمل الاحترافي التي أسهمت في إنهاء إجراءات دخولهم بسرعة وراحة تامة، سائلًا الله العلي القدير أن يديم على المملكة أمنها واستقرارها. وتحدثت الحاجة صديقة محمد علي عن فرحتها الغامرة وهي تهم بمغادرة المنفذ بعد إنهاء إجراءات دخولها، مشيدة بالدور الكبير الذي تقوم به المملكة في خدمة الحجيج. وتعمل الجهات الحكومية والخاصة والتطوعية العاملة بمنفذ الوديعة ومدينة الحجاج بشكل متواصل، وعلى مدار الساعة، لاستقبال الحجاج القادمين من الجمهورية اليمنية، وتسهيل وإنهاء إجراءات دخولهم إلى المملكة لأداء فريضة الحج لهذا العام، ليؤدوا مناسكهم بكل يسر وسهولة وطمأنينة.


الرياض
منذ 8 ساعات
- الرياض
«الفيصل للبحوث» يُبرز التراث الوثائقي عالمياً
شارك مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية في فعالية منظمة اليونسكو حول «التراث الوثائقي والتنمية المستديمة»، التي عُقدت في باريس بحضور نخبة من الخبراء والمتخصصين الدوليين. ومَثَّلَ المركزَ الدكتورُ عبدالله حميد الدين، الذي شارك في النقاشات المعمقة حول سُبُل تفعيل الذاكرة الثقافية، وبناء أنظمة ذاكرة مستديمة، تتجاوز حدود الحفظ التقليدي إلى فضاءات التفاعل المجتمعي والابتكار الثقافي. وتضمنت الفعالية استكشاف مجالات تعاون جديدة في التراث الرقمي، والتوثيق المجتمعي، والأرشفة العابرة للثقافات، بما يسهم في تعزيز الدور الثقافي للمملكة على المستويين الإقليمي والدولي. وشارك المركز في معرض «نافذة على التراث الوثائقي»، الذي نظّمته الهيئة الملكية لمحافظة العلا بالتعاون مع اليونسكو، وركّز على إبراز أهمية الوثائق التاريخية والمخطوطات والخرائط والمواد السمعية والبصرية كجسور للتفاهم الحضاري، وقنوات للحوار بين الثقافات. وقَدَّمَ مركز الملك فيصل في المعرض أربع مخطوطات نادرة مستنسخة طبق الأصل للعرض المؤقت، وذلك ضمن برنامج «ذاكرة العالم» الذي يهدف إلى الحفاظ على التراث الوثائقي الإنساني. وشملت المعروضات: رسمًا نادرًا للحرمين الشريفين في مكة والمدينة من مخطوط دلائل الخيرات للجزولي (تركيا، القرن 13هـ/ 19م)، ومصحفًا شريفًا بخط النسخ مزخرفًا على الطراز الكشميري المتأثر بالنمط الشيرازي (الهند، القرن 10هـ/ 16م)، إضافة إلى ربعة قرآنية مزينة بزخارف نباتية دقيقة، وألوان زرقاء وحمراء، بخط الثلث الدمشقي (سوريا، القرن 9هـ/ 15م)، ومصحف مزخرف بألوان مستخرجة من اللازوردي منسقة مع الذهبي والأصفر (الهند، القرن 12هـ/ 18م). وتعكس هذه النماذج القيّمة التنوع الجغرافي والزمني للتراث الإسلامي الذي يحتفظ به المركز، والثراء الفني والجمالي لمخطوطات المصحف الشريف، كإرث جامع بين البعد الروحي والدقة الحرفية والمدارس الزخرفية المختلفة في العالم الإسلامي. ويمتلك مركز الملك فيصل واحدة من أبرز المجموعات الوثائقية في العالم العربي، تضم أكثر من 130 ألف مخطوطة بين أصلية ومصوّرة، بينها نفائس نادرة ذات قيمة تاريخية عالمية. ويواصل المركز تطوير «وحدة الذاكرة السعودية» كمبادرة بحثية رائدة تهدف إلى حفظ وتفعيل التراث الوطني عبر منهجيات علمية متقدمة، وهو مشروع يُعَدُّ نموذجًا دوليًّا في مجال إدارة التراث الوثائقي والرقمي. ويتبنى المركز رؤية ثقافية ترى في تفعيل الذاكرة مدخلًا لبناء هوية مَرِنة ومبدعة، وتحويل التراث إلى قوة حيّة تُلهِم التنمية، وتدعم الابتكار، وتُعزز القدرة على التكيف مع التحولات المتسارعة. وعبر مشاركاته الدولية، يعمل المركزُ على توسيع شراكاته البحثية، وتفعيل مبادرات تعاونية تجعل من التراث الوثائقي رافعة للفهم الثقافي، والتنمية المستديمة، والتقارب الحضاري العالمي.