
هل يقصي الاعتراف بدولة فلسطينية حركة حماس ويبقيها خارج اللعبة السياسية؟
ففي اليوم نفسه، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في رسالة على منصة إكس وبشكل واضح قائلا: فرنسا ستعترف رسميا بفلسطين في سبتمبر/أيلول. وهو التزام كررته الدبلوماسية الفرنسية منذ ذلك الحين، لا سيما في نيويورك يومي الإثنين والثلاثاء 28 و29 يوليو/تموز.
ألمانيا: "حل الدولتين هو المسار الوحيد..."
وتأمل فرنسا باعتبارها رئيسة مشاركة لمؤتمر برعاية الأمم المتحدة، في أن تحذو دول أخرى حذوها نحو الاعتراف بدولة فلسطينية.
وفي الصدد، أورد وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول الخميس بأن الاعتراف بدولة فلسطينية سيكون أكثر جدوى في نهاية مفاوضات بشأن حل الدولتين، لكن العملية يجب أن تبدأ الآن. كما حذر من أن برلين سترد باتخاذ "خطوات أحادية".
وأضاف الوزير في بيان أصدره بعد فترة وجيزة من زيارته الخميس إلى إسرائيل والأراضي الفلسطينية "حل الدولتين التفاوضي يظل هو المسار الوحيد الذي يمكن أن يوفر للشعب على الجانبين حياة مفعمة بالسلام والأمن والكرامة".
كندا تنضم إلى "الزخم" وباريس ترحب
وكان رئيس الوزراء الكندي مارك كارني قد أفاد الأربعاء بأن بلاده "تعتزم" الاعتراف بدولة فلسطين خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في أيلول/سبتمبر المقبل.
الأمر الذي لاقى ترحيب باريس، التي أكدت أنها "ستواصل جهودها" لكي تنضم دول أخرى إلى هذا "الزخم". إذ قال قصر الإليزيه في بيان "يسعدنا أن نتمكّن من العمل مع كندا لإحياء آفاق السلام في المنطقة. سنواصل جهودنا من أجل أن ينضم آخرون إلى هذا الزخم في إطار تحضيرات الجمعية العامة".
الاعتراف بفلسطين واستبعاد حركة حماس
تفيد إحصاءات وكالة الأنباء الفرنسية، بأن 51 دولة من بين الدول الأعضاء في الأمم المتحدة البالغ عددها 193 دولة ـ بما فيها غالبية الدول الغربية ـ لا تعترف بالدولة الفلسطينية التي أعلنتها القيادة الفلسطينية بالمنفى في 15 نوفمبر/تشرين الثاني عام 1988 بالجزائر.
هذا، وعلى الجانب الآخر من بحر المانش، من المرجح أن تحذو دولة عملاقة أخرى في مجموعة الدول السبع حذو فرنسا. إذ أعلن رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، الثلاثاء 29 يوليو/تموز، أن بريطانيا ستعترف بدولة فلسطين في سبتمبر/أيلول المقبل، ما لم تلتزم إسرائيل بوقف إطلاق النار في غزة.
وفي هذه الحالة أيضا، سيقصي اعتراف لندن المحتمل بدولة فلسطينية حركة حماس من اللعبة السياسية. وأكد رئيس الوزراء البريطاني قائلا إن الحركة الإسلامية الفلسطينية يجب أن تكون "خارج أي دور رئيسي في غزة" بعد الآن وأن تطلق سراح الرهائن الإسرائيليين الذين تحتجزهم.
ويشار إلى أن الاعتراف الفرنسي يتضمن شروطا صارمة موجهة إلى السلطة الفلسطينية وعلى رأسها محمود عباس (89 عاما) الذي سيضطر للقيام بإصلاحات عميقة في السلطة، بما في ذلك استبعاد كامل لأي عضو من أعضاء حركة حماس من الحكم، وقبول مفهوم دولة فلسطينية مستقبلية منزوعة السلاح.
ويعتبر إقصاء الحزب الفلسطيني، طلب دول المنطقة التي دعت إليه "لأول مرة"، منددة بحركة حماس وبما جرى في 7 من شهر أكتوبر/تشرين الأول، وفق ما أفاد وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو في مقابلة مع فرانس24.
وأضاف جان نويل بارو قائلا: "إن هذه الدول تعرب بوضوح عن نيتها في تطبيع العلاقات مع إسرائيل في المستقبل والتعاون مع إسرائيل ودولة فلسطين المستقبلية".
ومن جانبه، دعا وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، جميع الدول الأعضاء الأخرى إلى "دعم" المشروع الذي تقوده بلاده وفرنسا.
ولكن هل ستوافق حركة حماس، التي لا تزال تدير قطاع غزة رسميا، على استبعادها؟ يجيب عادل بكوان، مدير المعهد الأوروبي لدراسات الشرق الأوسط وشمال أفريقيا قائلا لفرانس24: "فعليا، لا خيار لها".
هل بالفعل خرجت حماس من اللعبة؟
في غزة، خسرت الحركة، وفق الخبير "ما بين 70% و80% من بنيتها التحتية العسكرية. وخارج القطاع الفلسطيني، لم تعد حليفتها، الجمهورية الإسلامية الإيرانية -المنهكة من الحرب الأخيرة- تمتلك القدرة على تسليح أو تمويل حليفتها الفلسطينية"، على حد قول عادل بكوان.
ويضيف الخبير قائلا إن الاعتراف بدولة فلسطينية من شأنه أيضا أن يضعف شرعية حماس في قتال إسرائيل، فضلا عن نفوذها داخل المجتمع الفلسطيني بأكمله. "ما الذي تطالب به حماس؟ دولة فلسطينية قائمة ضمن حدود عام 1967 (منذ أن عدّلت الحركة ميثاقها عام 2017، ملاحظة التحرير)، وهو بالضبط ما تطالب به فرنسا.
لكن "ما دامت حماس مسلحة، فتبقى جماعة إرهابية، بل ومعارضة للسلام، ولمفهوم حل الدولتين"، بحسب فريدريك أنسيل، أستاذ الجغرافيا السياسية في معهد العلوم السياسية، ومؤلف كتاب "الحرب العالمية لن تقع، أسباب جيوسياسية للأمل" إصدار دار النشر "أوديل جاكوب".
"الحل الوحيد ذو مصداقية"
تأسست حركة حماس في أواخر ثمانينيات القرن العشرين، وانبثقت من الجناح المسلح لجماعة "الإخوان المسلمون". وقد رفعت من وتيرة وحجم هجماتها الانتحارية ضد المدنيين طوال تسعينيات القرن العشرين إثر اتفاقات أوسلو، التي فسحت المجال لعمليات الجماعات المتطرفة من الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.
ويضيف فريدريك أنسيل قائلا إن المبادرة الفرنسية " تندرج ضمن الحل الوحيد ذي المصداقية، الذي تنادي به الأمم المتحدة منذ عقود، ولكنه قبل كل شيء الحل الأقل سوءا".
ويردف الخبير قائلا: "حتى لو اعترفت 192 دولة من أصل 193 في الأمم المتحدة بفلسطين، فإن ذلك لن يكون كافيا لتغيير سياسة نتانياهو، الذي يفعل ما يحلو له". كما يعتبر أنه "لن يحدث تغيير جوهري في سياسة هذه الحكومة إلا في سيناريو واحد فقط: إذا ضرب الرئيس الأمريكي بقبضته على الطاولة".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


فرانس 24
منذ ساعة واحدة
- فرانس 24
ماكرون يطالب "بمزيد من الحزم" حيال الجزائر ويعلق إعفاء حاملي جوازاتها الدبلوماسية من التأشيرة
أمر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حكومته الأربعاء، "بمزيد من الحزم والتصميم" حيال الجزائر. هذا، وأشار الرئيس الفرنسي إلى "مصير" الكاتب بوعلام صنصال والصحافي كريستوف غليز المسجونين بالبلد المغاربي، وطلب اتخاذ "قرارات إضافية" في هذا الصدد. ومن بين التدابير التي وردت في رسالة وجهها إلى رئيس الحكومة فرنسوا بايرو واطلعت عليها صحيفة "لوفيغارو"، طلب الرئيس ماكرون أن تعلق الحكومة "رسميا" تطبيق الاتفاقية المبرمة عام 2013 مع الجزائر "بشأن إعفاءات التأشيرة لجوازات السفر الرسمية والدبلوماسية".


فرانس 24
منذ ساعة واحدة
- فرانس 24
ماذا بعد رفض حزب الله تسليم السلاح؟ وماهي التداعيات المتوقعة على لبنان؟
05:36 05/08/2025 بعد فشل المفاوضات في غزة، مصر بين "كامب ديفيد" ومخطط التهجير القسري الشرق الأوسط 04/08/2025 في الذكرى الخامسة لانفجار مرفأ بيروت: عون يؤكد أن القانون سيطبق على الجميع دون تمييز الشرق الأوسط 04/08/2025 ملف مرفأ بيروت، أول امتحان أمام السلطة في لبنان الشرق الأوسط 04/08/2025 فرنسا تسقط مساعدات إنسانية جوا على غزة.. عملية محفوفة بالمخاطر وسط انتقادات أممية الشرق الأوسط 03/08/2025 المجاعة تفتك بأجساد الأطفال في غزة والألم يتضاعف تحت الحصار الشرق الأوسط 03/08/2025 فيديو صادم من حماس يكشف معاناة الرهائن.. وتظاهرات غاضبة تجتاح تل أبيب الشرق الأوسط 02/08/2025 محمود يزبك : "أول مرة نسمع أن حماس منفحتة على نزع سلاحها لكن بشرط" الشرق الأوسط 01/08/2025 غزة : الأمم المتحدة تؤكد ضرورة إيصال المساعدات عبر الطرق البرية الشرق الأوسط


فرانس 24
منذ 6 ساعات
- فرانس 24
تونس: مدينة حلق الوادي تستقبل الدورة الرابعة لمهرجان "نسمات المتوسط" المتخصص في فنون الشارع
01:28 06/08/2025 الناسا تسعى لبناء أول مفاعل نووي على سطح القمر بحلول عام 2030 06/08/2025 ما حظوظ أن تثمر زيارة ويتكوف إلى روسيا وقفا للحرب في أوكرانيا؟ 06/08/2025 الحرب في غزة: ما حقيقة الخلافات بين الحكومة والجيش في إسرائيل؟ 06/08/2025 غزة: عشرون قتيلا وعشرات الجرحى إثر انقلاب شاحنة على مئات من منتظري المساعدات 06/08/2025 ويتكوف في موسكو قبيل انتهاء مهلة ترامب لوقف الهجوم الروسي في أوكرانيا 06/08/2025 قضية إبستين: الكونغرس يستمع إلى الرئيس الأسبق بيل كلينتون وزوجته هيلاري في أوكتوبر 06/08/2025 الدفاع المدني في غزة: مقتل 20 شخصا جراء انقلاب شاحنة مساعدات غذائية 06/08/2025 حريق "ضخم" يلتهم أكثر من 11 ألف هكتار في إقليم أود جنوب فرنسا 06/08/2025 "إينولا غاي": الطائرة التي ألقت القنبلة الذرية على هيروشيما عام 1945 وأودت بحياة 140 ألف شخص