
فوائـد ولطائف غاية الفصاحه فى إيه من سورة الأنعام
وفى تفسيــر الإمـام السعـــدي:- ولهذا قال تعالى: ﴿ ولِتَصْغَى إليه ﴾ أي: ولتميلَ إلى ذلك الكلام المزخرف ....
﴿ أفئدةُ الذين لا يؤمنون ب الآخرة ﴾ لأن عدم إيمانهم باليوم الآخر وعدم عقولهم النافعة يحمِلُهم على ذلك...
﴿ولِيَرْضَوْه﴾ بعد أن يَصْغَوا إليه، فيصغَوْن إليه أولاً، فإذا مالوا إليه ورأوا تلك العبارات المستحسنة ؛ رضوه وزُيِّن في قلوبهم وصار عقيدةً راسخةً وصفة لازمة....
ثم ينتجُ من ذلك أن يقترفوا من الأعمال والأقوال ما هم مقترفون....أي: يأتون من الكذب بالقول والفعل ما هو من لوازم تلك العقائد القبيحة؛ فهذه حال المفترين شياطين الإنس والجن المستجيبين لدعوتهم ...
وأما أهل الإيمان ب الآخرة وأولو العقول الوافية والألباب الرزينة؛ فإنهم لا يغترُّون بتلك العبارات، ولا تخلبهم تلك التمويهات، بل همَّتهم مصروفةٌ إلى معرفة الحقائق، فينظرون إلى المعاني التي يدعو إليها الدعاة؛ فإن كانت حقًّا؛ قبلوها وانقادوا لها، ولو كُسِيَتْ عباراتٍ رديةً وألفاظاً غير وافية، وإن كانت باطلاً؛ ردُّوها على من قالها، كائناً مَن كان، ولو ألبست من العبارات المستحسنة ما هو أرقُّ من الحرير...
ومن حكمةِ اللهِ تعالى في جعله للأنبياء أعداءً وللباطل أنصاراً قائمين بالدعوة إليه: أن يحصُلَ لعبادِهِ الابتلاءُ والامتحانُ؛ ليتميَّز الصادقُ من الكاذب، والعاقل من الجاهل، والبصير من الأعمى.
ومن حكمتِهِ: أنَّ في ذلك بياناً للحقِّ وتوضيحاً له؛ فإنَّ الحقَّ يستنير ويتَّضح إذا قام الباطل يصارعه ويقاومه؛ فإنه حينئذ يتبيَّن من أدلة الحقِّ وشواهده الدالة على صدقه وحقيقته ومن فساد الباطل وبطلانه ما هو من أكبر المطالب التي يتنافس فيها المتنافسون..
ومن فوائـد ولطائف هذه الآية على غاية الفصاحة؛ لأنّه أولا يكون الخداع، فيكون الميل، فيكون الرّضا، فيكون فعل الاقتراف، فكأنّ كل واحد مسبب عمّا قبله.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صدى البلد
منذ 2 ساعات
- صدى البلد
أذكار المساء كاملة.. كيف تحصّن نفسك من كل مكروه؟
أذكار المساء كاملة هي خير ما يهتدي به الإنسان مع بداية ظلمات الليل من أجل تحصين النفس من كل مكروه وسوء وتُعد أذكار المساء من أبرز الوسائل التي يثاب عليها المواظب عليها، حيث وردت في السنّة النبوية الشريفة أدعية وأذكار تُقال في المساء تحفظ المسلم، وتملأ قلبه طمأنينة ويقينًا، في هذا التقرير، نسلّط الضوء على أهمية أذكار المساء، فضلها، وأبرز ما ورد فيها من نصوص نبوية، إلى جانب التأثير النفسي والروحي الذي تتركه في نفس المسلم. أذكار المساء لتحصين النفس الدعاء عبادة عظيمة يتقرب بها العبد إلى ربه ويظهر بها حاجته إلى خالقه، لذا نستعرض لكم أدعية وأذكار المساء مكتوبة في النقاط التالية. أَمْسَيْـنا وَأَمْسى الملكُ لله وَالحَمدُ لله، لا إلهَ إلاّ اللّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لهُ، لهُ المُلكُ ولهُ الحَمْد، وهُوَ على كلّ شَيءٍ قدير، رَبِّ أسْأَلُكَ خَـيرَ ما في هـذهِ اللَّـيْلَةِ وَخَـيرَ ما بَعْـدَها، وَأَعوذُ بِكَ مِنْ شَـرِّ ما في هـذهِ اللَّيْلةِ وَشَرِّ ما بَعْدَها، رَبِّ أَعـوذُبِكَ مِنَ الْكَسَلِ وَسوءِ الْكِـبَر، رَبِّ أَعـوذُ بِكَ مِنْ عَذابٍ في النّارِ وَعَذابٍ في القَبْر. (مرة واحدة). اللّهـمَّ أَنْتَ رَبِّـي لا إلهَ إلاّ أَنْتَ، خَلَقْتَنـي وَأَنا عَبْـدُك، وَأَنا عَلـى عَهْـدِكَ وَوَعْـدِكَ ما اسْتَـطَعْـت، أَعـوذُ بِكَ مِنْ شَـرِّ ما صَنَعْت، أَبـوءُ لَكَ بِنِعْـمَتِـكَ عَلَـيَّ وَأَبـوءُ بِذَنْـبي فَاغْفـِرْ لي فَإِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنوبَ إِلاّ أَنْتَ. (مرة واحدة).من قالها موقنًا بها حين يمسي ومات من ليلته دخل الجنّة وكذلك حين يصبح. رَضيـتُ بِاللهِ رَبَّـًا وَبِالإسْلامِ ديـنًا وَبِمُحَـمَّدٍ صلى الله عليه وسلم نَبِيّـًا. (3 مرات)، من قالها حين يصبح وحين يمسي كان حقًا على الله أن يرضيه يوم القيامة. اللّهُـمَّ إِنِّـي أَمسيتُ أُشْـهِدُك، وَأُشْـهِدُ حَمَلَـةَ عَـرْشِـك، وَمَلَائِكَتَكَ، وَجَمـيعَ خَلْـقِك، أَنَّـكَ أَنْـتَ اللهُ لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ وَحْـدَكَ لا شَريكَ لَـك، وَأَنَّ ُ مُحَمّـدًا عَبْـدُكَ وَرَسـولُـك. (4 مرات). من قالها أعتقه الله من النار. اللّهُـمَّ ما أَمسى بي مِـنْ نِعْـمَةٍ أَو بِأَحَـدٍ مِـنْ خَلْـقِك، فَمِـنْكَ وَحْـدَكَ لا شريكَ لَـك، فَلَـكَ الْحَمْـدُ وَلَـكَ الشُّكْـر. (مرة واحدة)،من قالها حين يمسي أدّى شكر يومه. حَسبِـيَ اللّهُ لا إلهَ إلاّ هُوَ عَلَـيهِ تَوَكَّـلتُ وَهُوَ رَبُّ العَرْشِ العَظـيم. (7 مرات)،من قالها كفاه الله ما أهمّه من أمر الدنيا والآخرة. بِسـمِ اللهِ الذي لا يَضُـرُّ مَعَ اسمِـهِ شَيءٌ في الأرْضِ وَلا في السّمـاءِ وَهـوَ السّمـيعُ العَلـيم. (3 مرات)،لم يضرّه من الله شيء. أذكار المساء مكتوبة لتحصين النفس والاستعانة بـ أذكار وأدعية المساء من أهم يلجأ إليه العبد في استجابة الدعاء، والأذكار تكون سببا في إجابة الدعاء وفي السطور التالية نعرض أهم أذكار المساء مكتوبة بأكثر من صيغة مجربة: أَعوذُ بِكَلِماتِ اللّهِ التّامّاتِ مِنْ شَرِّ ما خَلَق. (3 مرات).من قاله لم يضره شيء حتى يصبح. اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ على نَبِيِّنَا مُحمَّد. (10 مرّات).من صلى عليّ حين يصبح وحين يمسي أدركته شفاعتي يوم القيامة. اللَّهُمَّ إِنَّا نَعُوذُ بِكَ مِنْ أَنْ نُشْرِكَ بِكَ شَيْئًا نَعْلَمُهُ، وَنَسْتَغْفِرُكَ لِمَا لَا نَعْلَمُهُ. (3 مرات). اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ الْهَمِّ وَالْحَزَنِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ الْعَجْزِ وَالْكَسَلِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ الْجُبْنِ وَالْبُخْلِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ غَلَبَةِ الدَّيْنِ، وَقَهْرِ الرِّجَالِ. (3 مرات). أسْتَغْفِرُ اللهَ العَظِيمَ الَّذِي لاَ إلَهَ إلاَّ هُوَ، الحَيُّ القَيُّومُ، وَأتُوبُ إلَيهِ. (3 مرات). يَا رَبِّ، لَكَ الْحَمْدُ كَمَا يَنْبَغِي لِجَلَالِ وَجْهِكَ، وَلِعَظِيمِ سُلْطَانِكَ. (3 مرات). لَا إلَه إلّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءِ قَدِيرِ. (100 مرة)،كانت له عدل عشر رقاب، وكتبت له مائة حسنة، ومحيت عنه مائة سيئة، وكانت له حرزا من الشيطان. سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ. (100 مرة).حُطَّتْ خَطَايَاهُ وَإِنْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ. لَمْ يَأْتِ أَحَدٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِأَفْضَلَ مِمَّا جَاءَ، بِهِ إِلَّا أَحَدٌ قَالَ مِثْلَ مَا قَالَ أَوْ زَادَ عَلَيْهِ. أفضل لترديد وقت أذكار المساء هناك اختلاف بين الفقهاء حول تحديد وقت أذكار المساء وكذلك وقت أذكار الصباح، ولكن ما اتفق عليه جمهور العلماء أن ترديد الأذكار أمر مستحب لكل مسلم ويجب أن يجعل من يومه وردا يخصصه في ذكر الله. من جانبها، يبّنت دار الإفتاء المصرية، وقت أذكار المساء بأن من العلماء من يرى أن وقت أذكار المساء يبدأ من وقت العصر وينتهي بغروب الشمس، ومنهم من يرى أن وقت أذكار المساء يمتد إلى ثلث الليل، وذهب بعضهم إلى أن بداية أذكار المساء تكون بعد الغروب.


الموجز
منذ 6 ساعات
- الموجز
موضوع خطبة الجمعة اليوم عن الماء مقوم أساسي للحياة
وحددت وزارة الأوقاف موضوع خطبة اليوم الجمعة، الموافق الأول من أغسطس 2025، السابع من صفر 1447 هـ، بعنوان: «نِعْمَةُ الْمَاءِ مُقَوِّمٌ أَسَاسَيٌ للْحَيَاةِ». موضوع خطبة الجمعة وقالت وزارة الأوقاف إن الهدف من هذه الخطبة هو: بيان عظم نعمة المياه، باعتبارها الأساس الذي تقوم عليه الحياة، مشيرة إلى أنها «أرخص موجود وأغلى مفقود»، ما يبرز قيمتها الحيوية في حياة الإنسان والمجتمعات. لا يفوتك وشددت وأكدت وزارة الأوقاف على جميع الأئمة الالتزام بموضوع خطبة الجمعة نصًا أو مضمونًا على أقل تقدير. وألا يزيد أداء الخطبة عن خمس عشرة دقيقة للخطبتين الأولى والثانية. وجاء النص كالتالي: نص موضوع خطبة الجمعة اليوم «الحمدُ للهِ نحمدُهُ ونستعينُهُ ونتوبُ إليهِ ونستغفرُهُ ونؤمنُ بهِ ونتوكلُ عليهِ ونعوذُ بهِ مِن شرورِ أنفسِنَا وسيئاتِ أعمالِنَا، ونشهدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ له وأنَّ سيِّدَنَا مُحمدًا عبدُهُ ورسولُهُ ﷺ. أمَّا بعدُ: أولًا: أهميةُ الماءِ والحفاظ عليه في الإسلامِ إنَّ الماءَ نعمةٌ مِن اللهِ عظيمةٌ وهبةٌ مِن المولَى جزيلةٌ، بهِ تدومُ الحياةُ وتعيشُ الكائناتُ وتخضرُّ الأرضُ وتنبتُ مِن كلِّ زوجٍ بهيجٍ، وهو أصلُ جميعِ المخلوقاتِ، قالَ تعالَى: {وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلا يُؤْمِنُونَ}(الأنبياء: 30)، ويقولُ تعالى: {وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِّن مَّاءٍ ۖ فَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَىٰ بَطْنِهِ وَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَىٰ رِجْلَيْنِ وَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَىٰ أَرْبَعٍ ۚ يَخْلُقُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [النور: ٤٥]، كما روي عَنْ أبي هريرةَ (رضي اللهُ عنه) قالَ: قلتُ: يا رسولَ اللهِ، إنِّي إذا رأيتُكَ طابتْ نفسي وقرَّتْ عيني، فأَنبِئْني عن كلِّ شيءٍ. فقالَ: ' كُلُّ شيءٍ خُلِقَ مِن ماءٍ'. (مسندُ الإمامِ أحمد، والمستدركُ للحاكمِ وصحَّحه الذهبيُّ). فالماء أغلَى مِن المُلكِ، ومِمَّا يؤكدُ أنَّ الماءَ أغلَى مِن المُلكِ هذه القصةُ الرائعةُ: فقد رويَ أنَّ ابنَ السماكِ دخلَ على هارونَ الرشيدِ الخليفةِ العباسِي يومًا، فاستسقَى الخليفةُ فأُتِىَ بكأسٍ بهَا، فلمَّا أخذَهَا قال ابنُ السماكِ: على رسلِكَ يا أميرَ المؤمنين! لو مُنعتَ هذه الشربةَ بكمْ كنتَ تشتريهَا؟! قال: بنصفِ مُلكِي. قال: اشربْ هنأكَ اللهُ تعالى يا أميرَ المؤمنين. فلمَّا شربهَا قال: أسألُكَ باللهِ لو مُنعتَ خروجَهَا مِن بدنِكَ بماذا كنتَ تشترِى خروجَهَا؟! قال: بجميعِ ملكِي. قال ابنُ السماكِ: لا خيرَ في ملكٍ لا يساوِي شربةَ ماءٍ. فبكَى هارونُ الرشيدُ.!! ملكٌ يمتدُّ مِن الصينِ شرقاً إلى المحيطِ الأطلسِي غرباً لا يُساوِي شربةَ ماءٍ ..!!! ولأهميةِ الماءِ في جميعِ شئونِ حياتِنَا أنَّ اللهَ جعلَهُ ليسَ لهُ لونٌ ولا طعمٌ ولا رائحةٌ!! فلو كانَ للماءِ لونٌ لتشكلتْ كلُّ ألوانِ الكائناتِ الحيةِ بلونِ الماءِ الذي يُشكلُ معظمَ مكوناتِ الأحياءِ، ولو كان للماءِ طعمٌ لأصبحتْ كلُّ المأكولاتِ بطعمٍ واحدٍ وهو طعمُ الماءِ، فكيفَ يُستساغُ أكلُهَا؟! {يُسْقَى بِمَاءٍ وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} (الرعد: 4)، ولو كانَ للماءِ رائحةٌ لأصبحتْ كلُّ المأكولاتِ برائحةٍ واحدةٍ فكيفَ يُستساغُ أكلُهَا؟! لكنْ حكمةُ اللهِ في الخلقِ اقتضتْ أنْ يكونَ الماءُ الذى نشربُهُ ونسقِى بهِ الحيوانَ والنباتَ ماءً عذبًا أي بلا لونٍ ولا طعمٍ ولا رائحةٍ. فهل نحن أدينَا للخالقِ حقَّ هذه النعمةِ فقط؟! ولم تقفْ الحكمةُ في ماءِ الحياةِ! ولكن انظرْ إلى هذه المياهِ المختلفةِ، فهذا ماءُ الأذنِ مرٌّ، وماءُ العينِ مالحٌ، وماءُ الفمِّ عذبٌ! فاقتضتْ رحمةُ اللهِ أنّهُ جعلَ ماءَ الأذنِ مُرًّا في غايةِ المرارةِ؛ لكى يقتلَ الحشراتِ والأجزاءَ الصغيرةَ التي تدخلُ الأذنَ، وجعلَ ماءَ العينِ مالحًا؛ ليحفظَهَا لأنَّ شحمتَهَا قابلةٌ للفسادِ فكانتْ ملاحتُهَا صيانةً لهَا، وجعلَ ماءَ الفمِّ عذبًا؛ ليُدرَكَ طعمُ الأشياءِ على ما هي عليهِ إذ لو كانتْ على غيرِ هذه الصفةِ لأحالَهَا إلى غيرِ طبيعتِهَا، حقًّا لا نملكُ إلّا أنْ نقولَ: سبحانَ اللهِ !!! لذلك دعانَا الإسلامُ إلى نظافةِ المياهِ وذلكَ بالمحافظةِ على تنقيتِهَا وطهارتِهَا، وعدمِ إلقاءِ القاذوراتِ والمخلفاتِ والبقايَا فيهَا، باعتبارِ أنَّ الماءَ أساسُ الحياةِ، وقد جاءتْ أوامرُهُ ﷺ ناهيةً عن أنْ يُبالَ في الماءِ الراكدِ، فَعَنْ جَابِرٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ: ' أَنَّهُ نَهَى عَنْ الْبَوْلِ فِي الْمَاءِ الرَّاكِدِ' (مسلم)، كما يشملُ النهيُ البولَ في الماءِ الجارِي وفي أماكنِ الظلِّ باعتبارِهَا أماكنُ يركنُ إليهَا المارةُ للراحةِ مِن وعثاءِ السفرِ، وعناءِ المسيرِ، وربَّمَا لأنَّ الشمسَ لا تدخلهَا فلا تتطهرُ فتصبحُ محطَّ الأوبئةِ وموضعَ الأمراضِ، وفي الحديثِ: ' لَا يَبُولَنَّ أَحَدُكُمْ فِي الْمَاءِ الدَّائِمِ الَّذِي لَا يَجْرِي ثُمَّ يَغْتَسِلُ فِيهِ ' (متفق عليه). كذلك نهَى ﷺ عن الإسرافِ في الوضوءِ، فقد جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ يَسْأَلُهُ عَنْ الْوُضُوءِ؟ فَأَرَاهُ الْوُضُوءَ ثَلَاثًا ثَلَاثًا. ثُمَّ قَالَ:' هَكَذَا الْوُضُوءُ، فَمَنْ زَادَ عَلَى هَذَا فَقَدْ أَسَاءَ وَتَعَدَّى وَظَلَمَ '(ابن ماجة والنسائي بسند حسن). وعن عَقِيلِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «يُجْزِئُ مِنَ الْوُضُوءِ مُدٌّ، وَمِنَ الْغُسْلِ صَاعٌ» ، فَقَالَ رَجُلٌ: لَا يُجْزِئُنَا، فَقَالَ: قَدْ كَانَ يُجْزِئُ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنْكَ، وَأَكْثَرُ شَعَرًا، يَعْنِي النَّبِيَّ ﷺ '. (ابن ماجة بسند حسن). وعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ مَرَّ بِسَعْدٍ وَهُوَ يَتَوَضَّأُ، فَقَالَ: مَا هَذَا السَّرَفُ؟ فَقَالَ: أَفِي الْوُضُوءِ إِسْرَافٌ؟ قَالَ: نَعَمْ، وَإِنْ كُنْتَ عَلَى نَهَرٍ جَارٍ. ' (أحمد وابن ماجة). وإذَا كانَ هذا في شأنِ عبادةٍ، فمَا ظنُّكَ بمَا دونَ العبادةِ ؟!!! إنَّ اللهَ سبحانَهُ وتعالى قد وعدَنَا بالمزيدِ إنْ شكرنَا نعمةَ الماءِ، وبالعذابِ إنْ أسرفنَا في استخدامِهَا، حيثُ قالَ: {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ} (إبراهيم: 7)، فالماءُ نعمةٌ فإذَا استخدمتَهُ في طاعةٍ وحافظتَ عليهِ فقد شكرتَ النعمةَ وأديتَ حقَّهَا، فبذلكَ تُنَالُ الرحمةُ والمغفرةُ، أمَّا إذا استخدمتَهُ في معصيةٍ وأسرفتَ فيهِ فقد ظلمتَ نفسَكَ وكفرتَ بالنعمةِ ولم تؤدِّ حقَّهَا فبذلكَ دخلتَ في دائرةِ الظلمِ والكفرانِ !! ثانيًا: أثرُ الذنوبِ والمعاصِي في حجبِ نعمةِ الماءِ إنّ المعاصِي والذنوبَ وارتكابَ المحرماتِ لها أثرُهَا السيئُ في حجبِ النعمِ والبركاتِ عامةً وفي نعمةِ الماءِ خاصةً، وقد تضافرت نصوصُ القرآنِ والسنةِ وأقوالِ سلفِ الأمةِ في ذلك. قال تعالى في النعم والبركات عامة:{ وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آَمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ }(الأعراف: 96)، ونحن نعلمُ أنّ اللهَ أهلكَ قومَ نوحٍ غرقًا بالماءِ بسببِ عصيانهِم وطغيانهِم، كما أهلكَ فرعونَ غرقًا في اليمِّ بسببِ جبروتِه وتكبرِه وعصيانِه، وأبَى اللهُ إلّا أنْ يجريَ الماء مِن فوقِه ليكونَ الجزاءُ مِن جنسِ العملِ. لذلك قال اللهُ تعالى: {وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقاً} [الجـن:16]. ومِن السنةِ ما روي عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ:' قَالَ رَبُّكُمْ عَزَّ وَجَلَّ: لَوْ أَنَّ عِبَادِي أَطَاعُونِي لَأَسْقَيْتُهُمْ الْمَطَرَ بِاللَّيْلِ وَأَطْلَعْتُ عَلَيْهِمْ الشَّمْسَ بِالنَّهَارِ؛ وَلَمَا أَسْمَعْتُهُمْ صَوْتَ الرَّعْدِ' (أحمد والحاكم وصححه). وعن عبدِاللهِ بنِ عمرَ قال: قال رسولُ اللهِ ﷺ: يا مَعْشَرَ المهاجرينَ! خِصالٌ خَمْسٌ إذا ابتُلِيتُمْ بهِنَّ، وأعوذُ باللهِ أن تُدْرِكُوهُنَّ: …. ولم يَمْنَعُوا زكاةَ أموالِهم إلا مُنِعُوا القَطْرَ من السماءِ، ولولا البهائمُ لم يُمْطَرُوا …' (ابن ماجة والحاكم وصححه ووافقه الذهبي). فتأملُوا حكمةَ اللهِ تعالى في حبسِ الغيثِ عن عبادِه، وابتلائهِم بالقحطِ إذا منعوا الزكاةَ، وحرمُوا المساكين، كيفَ جوزوا على منعِ ما للمساكينِ قِبَلَهُم مِن القوتِ بمنعِ اللهِ ماءَ القوتِ والرزقِ وحبسِه عنهم؛ فقال لهم بلسانِ الحالِ: منَعتم الحقَّ فمُنعتم الغيث، فهلا استنزلتمُوه ببذلِ ما للهِ قِبَلَكُم؟!! فمدارُ إمساكِ المطرِ وحجبهِ أو إنزالِه وإدرارِه على المنعِ والعطاءِ مِن العبدِ نفسِه وبكسبِه. لذلك كان الحسنُ البصريُّ -رحمه اللهُ- إذا رأى السحابَ قال: في هذه واللهِ رزقكُم، ولكنكُم تحُرمونَهُ بخطاياكُم وذنوبِكُم. وقال اللهُ تعالى: {وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ} [الذاريات:22]، فالرزقُ المطرُ، وما توعدونَ بهِ الجنةَ، وكلاهُمَا في السماءِ. ومِن أقوالِ السلفِ: قال مجاهدٌ: إنَّ البهائمَ تلعنُ عصاةَ بنِي آدمَ إذا اشتدتْ السَنَةُ – أي : القحطُ – وأُمسكَ المطرُ، وتقولُ: هذا بشؤمِ معصيةِ ابنِ آدمَ. وقال عكرمةُ: دوابُّ الأرضِ وهوامُهَا، يقولون: مُنعنَا القطرُ بذنوبِ بني آدمَ. وقد جاء رجلٌ إلى الحسنِ البصرِي فقال له : إنّ السماءَ لم تمطر !! فقال له الحسنُ البصريُّ: اِستغفرْ اللهَ. ثم جاء رجلٌ آخرٌ فقالَ له: اشكوا الفقرَ!! فقال له الحسنُ البصريُّ: اِستغفرْ اللهَ. ثم جاء ثالثٌ فقال له: امرأتي عاقرٌ لا تلدُ!! فقال له الحسنُ البصري: اِستغفرْ اللهَ. ثم جاء رابعٌ فقال له أجدبت الأرضُ فلم تنبتْ !! فقال له الحسنُ البصريُّ: اِستغفرْ اللهَ. فقال الحاضرون للحسن البصري : عجبنَا لك أو كلمَا جاءكَ شاكٍ قلتَ له اِستغفرْ اللهَ؟! فقال لهم الحسنُ البصريُّ ما قلتُشيئًا مِن عندي، وقرأَ قولَهُ تعالى: {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا} (نوح 10- 12 ). فعليكُم بدوامِ الاستغفارِ والرجوعِ إلى اللهِ تعالى، والبعدِ عن المعاصي والذنوبِ؛ حتى يُصبَّ علينَا الخيرُ والماءُ صباً. ثالثًا: وافعلُوا الخيرَ لعلكُم تُفلحون ينبغِي على كلِّ إنسانٍ أنْ يسعَى جاهداً في عملِ سبيلِ سقيِ الماءِ بأيِّ وسيلةٍ مِن الوسائلِ المختلفةِ، فهذا مِن البرِّ والصدقاتِ الجاريةِ التي تلحقُ المرءَ بعدَ وفاتِهِ، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: إِنَّ مِمَّا يَلْحَقُ الْمُؤْمِنَ مِنْ عَمَلِهِ وَحَسَنَاتِهِ بَعْدَ مَوْتِهِ : عِلْمًا نَشَرَهُ، وَوَلَدًا صَالِحًا تَرَكَهُ، وَمُصْحَفًا وَرَّثَهُ، أَوْ مَسْجِدًا بَنَاهُ، أَوْ بَيْتًا لاِبْنِ السَّبِيلِ بَنَاهُ، أَوْ نَهْرًا أَجْرَاهُ، أَوْ صَدَقَةً أَخْرَجَهَا مِنْ مَالِهِ فِي صِحَّتِهِ وَحَيَاتِهِ، تَلْحَقُهُ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهِ. (ابن ماجة والبيهقي بسند حسن). وعَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ « سَبْعٌ يَجْرِي لِلْعَبْدِ أَجْرُهُنَّ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهِ وَهُوَ فِي قَبْرِهِ: مَنْ عَلَّمَ عِلْمًا، أَوْ كَرَى نَهَرًا، أَوْ حَفَرَ بِئْرًا، أَوْ غَرَسَ نَخْلًا، أَوْ بَنَى مَسْجِدًا، أَوْ وَرَّثَ مُصْحَفًا، أَوْ تَرَكَ وَلَدًا يَسْتَغْفِرُ لَهُ بَعْدَ مَوْتِهِ ». ( البزار والبيهقي وأبو نعيم في الحلية بسند حسن لغيره). وما أجملَ هذه الصورةَ النبيلةَ الرحيمةَ لذِي النورينِ عثمانَ – رضيَ اللهُ عنهُ – الذي يسعَى إلى الجنةِ عن طريقِ التراحمِ والتكافلِ وسقايةِ الناسِ كلِّهِم، ' فإنَّ النبيَّ ﷺ قالَ مَن يشترِي بئرَ رومةَ يوسعُ بهَا على المسلمينَ ولهُ الجنة؟ قال: فاشتراهَا عثمانُ بنُ عفانَ رضيَ اللهُ عنهُ مِن يهودِيٍّ بأمرِ النبيِّ ﷺ وسبلَهَا للمسلمين، وكان اليهودِيُّ يبيعُ ماءَهَا. وفي الحديثِ أنَّ عثمانَ رضي اللهُ عنهُ اشترى منه نصفَهَا باثنَي عشرَ ألفا، ثم قال لليهودِي اخترْ إمَّا أنْ تأخذَهَا يومًا وآخذهَا يومًا وإمَّا أنْ تنصبَ لكَ عليهَا دلوًا وأنصبُ عليهَا دلوًا، فاختارَ يومًا ويومًا، فكان الناسُ يستقونَ منهَا في يومِ عثمانَ لليومينِ، فقالَ اليهودِيُّ: أفسدتَ عليَّ بئرِي فاشترِ باقيهَا، فاشتراهُ بثمانيةَ آلافٍ ' ( زاد المعاد لابن القيم ). تخيلُوا يا عبادَ اللهِ أنّهُ لا يوجدُ بئرٌ ولا ماءٌ للمسلمينَ غيرَ هذهِ، وكان عثمانُ رضي اللهُ عنهُ قادراً على احتكارِهَا وحدَهُ، ولكنّهُ مثالٌ للتراحمِ والتكافلِ، وتخيلُوا لو أنَّ هذهِ البئرَ في أيدِي أحدِ المحتكرينَ الجشعينَ وحدَهُ في هذا الزمانِ، ماذا كان يفعلُ بالمسلمينَ ؟!! ومِن فضائلِ سَقْيِ الماءِ أيضاً أنْ يسقيَهُ اللهُ مِن الرحيقِ المختومِ في الجنةِ، وفي ذلك يقولُ ﷺ:' أَيُّمَا مُسْلِمٍ سَقَى مُسْلِمًا عَلَى ظَمَإٍ سَقَاهُ اللَّهُ مِنْ الرَّحِيقِ الْمَخْتُومِ '. (أحمد وأبوداود والترمذي ) . فاحرصُوا أيُّها المسلمونَ على حفرِ الآبارِ في الأماكنِ التي يحتاجُ إليهَا الناسُ، وهذا أمرٌ ميسورٌ، فَيُطِيْقُ الإنسانُ أنْ يحفرَ لهُ بئرٌ بثمنٍ بخسٍ في بلدٍ فقيرٍ معوزٍ تجرِي عليهِ بركتهُ وبرّهُ، فعن جابرٍ قال: سمعتُ رسولَ ﷺ يقولُ: «مَنْ حَفَرَ مَاءً لَمْ يَشْرَبْ مِنْهُ كَبِدٌ حَرَّى مِنْ جِنٍّ وَلاَ إِنْسٍ وَلاَ طَائِرٍ إِلاَّ آجَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ». (أخرجه البخاري في التاريخ الكبير وابن خزيمة بسند صحيح). كلُّ هذه المعاني تجعلُ الأمةَ في حُبٍّ وتعاونٍ وتكافلٍ وأمنٍ وسلامٍ. وفي الختامِ: احذرْ أنْ تمنعَ الماءَ – بأيِّ وسيلةٍ مِن الوسائلِ – عن المحتاجينَ إليهِ، وذلكَ للحفاظِ على أرواحِهِم مِن الإهلاكِ، فقد توعدَ اللهُ المانعينَ بالعذابِ الأليمِ في الآخرةِ، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ:' ثَلَاثَةٌ لَا يُكَلِّمُهُمْ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ: رَجُلٌ حَلَفَ عَلَى سِلْعَةٍ لَقَدْ أَعْطَى بِهَا أَكْثَرَ مِمَّا أَعْطَى وَهُوَ كَاذِبٌ ؛ وَرَجُلٌ حَلَفَ عَلَى يَمِينٍ كَاذِبَةٍ بَعْدَ الْعَصْرِ لِيَقْتَطِعَ بِهَا مَالَ رَجُلٍ مُسْلِمٍ؛ وَرَجُلٌ مَنَعَ فَضْلَ مَاءٍ فَيَقُولُ اللَّهُ الْيَوْمَ أَمْنَعُكَ فَضْلِي كَمَا مَنَعْتَ فَضْلَ مَا لَمْ تَعْمَلْ يَدَاكَ ' ( البخاري ومسلم). نسألُ اللهَ أنْ يصبَّ علينَا الخيرَ صبًّا صبًّا وأنْ لا يجعلَ عيشنَا كدًّا كدًّا» اقرأ أيضًا:


فيتو
منذ 7 ساعات
- فيتو
منها يوم الجمعة، ما عظمة ذكر رسول الله، وأفضل أوقات الصلاة عليه؟
الصلاة على النبي ، جاءت الصلاة والثناء على النبي بأمر من الله تعالى- حيث أخبر عباده بمنزلة عبده ونبيه عنده في الملأ الأعلى، بأنه يثنى عليه عند الملائكة المقربين وأن الملائكة تصلى عليه، ثم أمر الله أهل العالم السفلى بالصلاة والتسليم عليه؛ ليجتمع الثناء عليه من أهل العالمين العلوي والسفلى جميعا. الصلاة على النبي يوم الجمعة مِن المعلوم أنه مِن السنة الإكثار مِن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم يومَ الجمعة وليلتَها - باتفاق الفقهاء كما دلت على ذلك أحاديث كثيرة، منها: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( أكثروا مِن الصلاة علي يوم الجمعة؛ فإن صلاة أمتي تُعرض علي كل يومِ جمعةٍ، فمَن كان أكثرهم علي كان أقربهم منى منزلةً)) وقوله صلى الله عليه وسلم: ((إنَّ من أفضلِ أيَّامِكُم يومَ الجمعةِ؛ فيهِ خُلِقَ آدمُ، وفيهِ قُبِضَ، وفيهِ النَّفخةُ، وفيهِ الصَّعقةُ؛ فأكْثِروا عليَّ مِنَ الصَّلاةِ فيهِ؛ فإنَّ صلاتَكُم معروضةٌ عليَّ.... )). استحباب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، فيتو عظمة أجر الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة 1.أن النبي صلى الله عليه وسلم أفضل الأنبياء، ويوم الجمعة هو أفضل الأيام كما ورد في الحديث: (إن أفضل أيامكم يوم الجمعة)، فناسب الإكثار مِن الصلاة على أفضل نبي في أفضل يومٍ، وهذا يدل على عِظَم أجر الصلاة على النبي صلى لله عليه وسلم يوم الجمعة؛ ((لأن اجتماع الفضل يدل على عِظَم الأجر)). 2.ولأن يوم الجمعة فيه ساعة إجابة كما في الحديث: أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ذَكَرَ يَومَ الجُمُعَةِ، فَقالَ: فيه سَاعَةٌ لا يُوَافِقُهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ وهو قَائِمٌ يُصَلِّي، يَسْأَلُ اللَّهَ تَعَالَى شيئًا، إلَّا أعْطَاهُ إيَّاهُ، وأَشَارَ بيَدِهِ يُقَلِّلُهَ. 3. مِن أهم أسباب إجابة الدعاء: الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم. كما في الحديث: سمعَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ رجلًا يَدْعُو في صلاتِهِ، فلمْ يُصَلِّ على النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، فقال النبِيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: ((عَجِلَ هذا، ثُمَّ دعاهُ، فقال لهُ أوْ لغيرِهِ: إذا صلَّى أحدُكُمْ فَلْيَبْدَأْ بِتَحْمِيدِ اللهِ والثَّناءِ عليهِ، ثُمَّ لَيُصَلِّ على النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، ثُمَّ لَيَدْعُ بَعْدُ بِما شاءَ)). وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: ((كُلُّ دُعَاءٍ مَحْجُوبٌ عَنِ السَّمَاءِ حَتَّى يُصَلَّى عَلَى مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)). 4. في يوم الجمعة يجتمع الناس في عبادةٍ عظيمةٍ، وهي (صلاة الجمعة)، بخلاف تفرُّقهم في سائر الأيام لانشغالهم، فناسب في يوم الاجتماع أنْ يكثروا مِن الصلاة على مَن جعله الله سببًا لاجتماعهم وتأليف قلوبهم، صلوات ربي وسلامه عليه. ولما كان نبيُّنا صلى الله عليه وسلم صاحبَ الشفاعة العظمى يوم القيامة الذي هو يوم الجمعة، فناسبَ الإكثار مِن الصلاة والسلام عليه في هذا اليوم الذى يُذكِّرنا بشفاعته يوم القيامة. استحباب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، فيتو استحباب الصلاة على النبي أخبر الله عباده بمنزلة ومكانة عبده ونبيه عنده في الملأ الأعلى، بأنه يثنى عليه عند الملائكة المقربين وأن الملائكة تصلى عليه، مصداقا لقوله تعالى: «إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا» (سورة الأحزاب الآية 56)، والمقصود من هذه الآية الكريمة، أن الله- تعالى- أخبر عباده بمنزلة عبده ونبيه عنده في الملأ الأعلى: بأنه يثنى عليه عند الملائكة المقربين وأن الملائكة تصلى عليه، ثم أمر الله أهل العالم السفلى بالصلاة والتسليم عليه. ليجتمع الثناء عليه من أهل العالمين العلوي والسفلى جميعا، والمعنى: إن الله- تعالى- يثنى على نبيه محمد صلّى الله عليه وسلّم ويرضى عنه، وإن الملائكة تثنى عليه صلّى الله عليه وسلّم وتدعو له بالظفر بأعلى الدرجات وأسماها، يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ، أي: عظموه ووقروه وادعوا له بأرفع الدرجات وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا أي: وقولوا: السلام عليك أيها النبي. والسلام: مصدر بمعنى السلامة، أي: السلامة من النقائص والآفات ملازمة لك، والتعبير بالجملة الاسمية في صدر الآية، للإشعار بوجوب المداومة والاستمرار على ذلك. عظمة ذكر رسول الله الصلاة على النبي واجبة بنص القرآن الكريم، مصداقا لقوله تعالى: "إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما"، وجاءت الصلاة والثناء على النبي بأمر من الله تعالى- حيث أخبر عباده بمنزلة عبده ونبيه عنده في الملأ الأعلى، بأنه يثني عليه عند الملائكة المقربين وأن الملائكة تصلي عليه. فالصلاة على النبي هي أمر إلهي واجب العمل به مصداقا لقوله تعالى " إن اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا". والصلاة على النبي لها فضائل عديدة لا تعد ولا تحصى منها أنها: يرفع الله المصلى عليه عشر درجات ويكتب له عشر حسنات ويمحو عنه عشر سيئات، ويذكر المسلم في الملأ الأعلى. الأوقات التي يشرع فيها الصلاة على النبي الصلاة على النبي مشروعة في كل وقت وحين، إلا أنها تكاد تكون مؤكدة في بعض المواضع منها: 1.الإكثار من الصلاة عليه - صلى الله عليه وسلم - يوم الجمعة؛ ففي المسند والسنن عَنْ أَوْسِ بْنِ أَبِي أَوْسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مِنْ أَفْضَلِ أَيَّامِكُمْ يَوْمُ الْجُمُعَةِ، فِيهِ خُلِقَ آدَمُ، وَفِيهِ قُبِضَ، وَفِيهِ النَّفْخَةُ، وَفِيهِ الصَّعْقَةُ، فَأَكْثِرُوا عَلَيَّ مِنَ الصَّلَاةِ فِيهِ، فَإِنَّ صَلَاتَكُمْ مَعْرُوضَةٌ عَلَيَّ." 2.عند ذكر اسمه الشريف - صلوات الله وسلامه عليه - وقال طائفة من أهل العلم: إن ذلك واجب كلما ذكر اسمه الشريف، والجمهور على أن الصلاة عليه واجبة في العمر مرة واحدة، وتستحب استحبابًا مؤكدًا فيما عدا ذلك، ذكر ذلك ابن القيم في جلاء الأفهام. 3.في التشهد الأخير في الصلاة، وعدها الشافعية والحنابلة مع التشهد ركنًا من أركان الصلاة. 4.بعد إجابة المؤذن؛ لما روى مسلم في "صحيحه": من حديث عبد الله بن عمرو، أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إذا سَمِعْتُم المؤذِّنَ فقُولوا مِثْلَ ما يَقُولُ، ثم صَلُّوا عَلَيَّ، فإنّه مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً صَلَّى اللهُ عَليْه بهَا عَشْرًا، ثُمَّ سَلُوا اللهَ لِيَ الوَسِيْلَة، فإِنَّها مَنْزِلةٌ فِي الجَنَّة لا تنبَغِي إلَّا لعَبْدٍ مِنْ عِبَادِ الله تعالى، وأرْجُو أنْ أكُوْنَ أنَا هُوَ، فَمَنْ سألَ لِيَ الوَسِيْلة حَلَّتْ عَلَيْه الشَّفَاعَة". 5.في الصباح والمساء؛ لما روى الطبراني عن أبي الدرداء رضي الله عنه، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من صلى علي حين يصبح عشرًا، وحين يمسي عشرًا أدركته شفاعتي يوم القيامة". 6.الصلاة عليه - صلى الله عليه وسلم – في صلاة الجنازة بعد التكبيرة الثانية. 7.عند الدعاء؛ لما روى الإمام أحمد وأبو داود وغيرهما عن فضالة بن عبيد رضي الله عنه قال: سمعَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- رجلًا يدعُو في صلاته لم يمجِّد الله ولم يصلِّ على النَّبيّ -صلى الله عليه وسلم- فقال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: "عَجِلَ هذا" ثم دعاه، فقال له أو لغيره: "إذا صلَّى أحَدُكم فَلْيبْدأ بتحميد ربه والثَّناء عليه، نُمَّ يُصلَّي على النَّبيّ -صلى الله عليه وسلم-، ثم يدعو بعْدُ بِما شَاء". ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.