هاشم الخالدي… حين يكون القلم وطنًا
الإعلامي الحر هاشم الخالدي، لا تربطني به صداقة أو قرابة أو نسب، ولم يسبق أن جمعتني به معرفة شخصية، وكل ما أعرفه عنه جاء من خلال متابعتي الدقيقة لمجموعته الإعلامية "سواليف"، التي يديرها بعقل يقظ وقلب لا يعرف الخوف. هذه المنصة لم تكن مجرد موقع إلكتروني، بل أصبحت مساحة وطنية مفتوحة، تعكس نبض الشارع الأردني، وتضع قضاياه على الطاولة بلا رتوش ولا تزييف، لتتحول إلى مرجع للرأي العام وصوت للمهمّشين والباحثين عن الحقيقة.
، عرفه القراء صحفيًا ميدانيًا شجاعًا، يطارد الخبر كما يطارد الصياد غنيمته، لكن غنيمته دائمًا كانت الحقيقة ولا شيء سواها. مؤمن بوطنه، مخلص لقيادته وشعبه، لا يعرف طعم الراحة في سبيل كشف الخلل وإظهار الحقائق، مهما كان الثمن ومهما اشتدت الضغوط. يرفض أن يكون قلمه بوقًا أو ورقة مساومة، ويميز نفسه بالنزاهة وجرأة الطرح وحيادية الموقف.
هاشم الخالدي لا يجامل على حساب الوطن، ولا يقبل الأعطيات أو يسعى وراءها، لأنه يدرك أن الصحفي الذي يمد يده يفقد قدرته على رفع صوته. ولأنه يرى أن الإعلام مسؤولية قبل أن يكون مهنة، جعل من التحقيقات الصحفية سلاحه الأول، ومن كشف الحقائق رسالته التي لا يساوم عليها.
ومن خلال "سرايا"، خاض الخالدي معارك إعلامية حقيقية في مواجهة الفساد والترهل الإداري، ففتح ملفات كانت حبيسة الأدراج، وكشف قضايا حاول أصحابها طمسها خلف جدران الصمت. من أبرز ما تناول: فضح شبهات التلاعب في بيع وتأجير أراضٍ تعود ملكيتها للدولة بأسعار متدنية، وتسليط الضوء على عطاءات مشبوهة في مشاريع البنية التحتية، وكشف مخالفات مالية وإدارية في بعض المؤسسات الرسمية. كما تناول ملفات حساسة مثل تهريب وثائق من العقبة، وتجاوزات في قطاع الاستثمار، وقصص تلاعب في توزيع المنح والإعفاءات. لم يكن يكتفي بالنشر، بل يتابع كل قضية خطوة بخطوة، مؤمنًا بأن الصحافة ليست ناقلًا للخبر فقط، بل سلطة رقابية تحاسب وتحرك المياه الراكدة مهما كانت عمقها.
يقضي جل وقته في البحث والتحقيق، يلاحق الخيوط الصغيرة التي يراها الآخرون تفاصيل هامشية، لكنه يعرف أنها مفاتيح لكشف ملفات كبرى. يجد متعته الحقيقية حين تصل كتاباته إلى آذان صافية من أصحاب القرار، ويشعر أن جهده لم يذهب سدى إذا تحركت عجلة الإصلاح بفعل كلمة كتبها أو تحقيق نشره.
وفي زمنٍ يتكاثر فيه المتسلقون على أكتاف المهنة، ويختلط فيه صوت الحق بضجيج المأجورين، يبقى هاشم الخالدي واحدًا من القلائل الذين حافظوا على نقاء الحبر في أقلامهم، وأثبتوا أن الصحافة يمكن أن تكون معركة شرف، وأن الكلمة الحرة لا تُشترى. لقد صار اسمه علامة فارقة في الصحافة الأردنية، ورمزًا للإعلام الذي لا ينحني أمام العواصف، ولا يبدل مواقفه بتبدل المصالح.
في زمنٍ اختلط فيه الباطل بالحق، والصفقات بالمبادئ، يظل هاشم الخالدي نموذجًا للصحفي الحر الذي لم يبدّل أو يساوم، وبقي وفيًّا لحبره، وأمينًا لوطنه، وشاهدًا على أن القلم إذا صان صاحبه شرفه، صار أشد من السيف في وجه الباطل.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

عمون
منذ 8 دقائق
- عمون
قمة الاسكا: الحوار الروسي – الأمريكي على وقع الحرب الأوكرانية
العالم يترقب القمة الأمريكية الروسية في الاسكا والذي يحمل في طياته العديد من الملفات، أهمها: ملف الحرب الروسية الأوكرانية، وتعتبر تلك القمة فرصة؛ لأنّ تلك الحرب هي الأخطر منذ حادثة الصواريخ الكوبية عام 1962 حيث مع بدء الحرب لاحت الحرب العالمية والتهديد باسنخدام الأسلحة النووية، حيث تكتسب تلك الحرب أهمية كبيرة حيث أصبحت اليوم غير محصورة بين الجانب الروسي والجانب الأوكراني بل إنها أصبحت نتيجتها جزءًا من النظام العالمي الجديد، وقد أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن رغبة بإنهاء الحرب، وقد أكد ذلك بلقائه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في البيت الأبيض، يبدو أن ترامب يطمح لإنهاء الحرب بشتى الطرق حتى وإن كان ذلك على حساب أوكرانيا، وهذا ما يرفضه الجانب الأوروبي ويعتبر اللقاء مهمشًا للجانب الاوروبي، وطلب رئيس المجر فيكتور أوربان عقد قمة روسية أوروبية قبل اللقاء الروسي الأمريكي أو بعده. جاءت تلك القمة بعد أن قامت الولايات المتحدة الأمريكية بإرسال مدمرتين عسكريتين بالقرب من روسيا، وفي الوقت نفسه تحاول الإدارة الأمريكية الضغط على أوكرانيا للقبول بالتنازل للجانب الروسي، وقد هدد ترامب بقطع المساعدات عن أوكرانيا، وهي التي تتمتع بدعم أمريكي أوروبي كبير، لذلك تعي روسيا أنها تقاتل وحدها الغرب، لذلك فقد تتنازل روسيا عن بعض الأراضي التي سيطرت عليها، لكنها لن تخرج من هذه الحرب بخُفيّ حُنين، أي لا بُد من تحقيق أهدافها من الحرب مع مناطق أوكرانيا، وذلك لأهداف جيوسياسية، ومن أهم الشروط التي ستفرضها على الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية رفع العقوبات عن روسيا وبالتحديد التي فرضت بعد انطلاق العملية الروسية في أوكرانيا في فبراير عام 2022. روسيا أكدت أنها مستعدة لإنهاء العملية في أوكرانيا شرط أن تقبل أوكرانيا بشرطين، هما: 1- أن توافق أوكرانيا على الانسحاب من الأراضي التي ضمتها روسيا لها وهي ( دونيستك، لوغانسك، خيرسون، زابوريجيا ) مع الاعتراف بسيادة روسيا عليهم. 2- أن تتخلى أوكرانيا عن الانضمام لحلف شمال الأطلسي (الناتو). تلك الشروط التي ما زالت حتى اللحظة أوكرانيا ترفضها، لأنها تعتبر تلك الشروط إعلان استسلام لكن قد تقبل بها الولايات المتحدة في حال لم تستطع إقناع روسيا بوقف الحرب التي استنزفتها السنوات الماضية، لكن باعتقادي أن الطرفين في الوقت الراهن غير متنازلين عن شروطهما، لكن فقد يكون للولايات المتحدة رأي آخر وهذا ما سيتضح بالقمة الروسية الأوكرانية في قادم الأيام.

عمون
منذ 8 دقائق
- عمون
الأردن .. أرض وشعب وكرامة لا تهون
حين يظن الغزاة أن الأردن مجرد أرض صغيرة يمكن ابتلاعها، يخطئون قراءة التاريخ والجغرافيا معًا… هنا أرض الكرامة، حيث لا تمر التهديدات إلا لتنكسر على صخرة العزيمة والبطولة والاستشهاد. في الأيام الأخيرة، أثار رئيس وزراء الاحتلال بن يامن نت نيا هو غضبًا عربيًا واسعًا بعد أن أعلن ارتباطه بما يسميه 'إسرائيل الكبرى'، وهو تصور توسعي يشمل أراضي فلسطينية وأجزاء من دول عربية، في مخالفة صريحة للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة. هذه التصريحات لم تكن مجرد لغو سياسي، بل هي رسالة تهديد مباشرة لسيادة الأردن واستقرار المنطقة. الأردن، بلسان حكومته وقيادته وشعبه، يرفض هذه التصريحات ويعتبرها استفزازًا وتصعيدًا خطيرًا. وكذلك اكدت وزارة الخارجية الأردنية أن المملكة لن تسمح بأي مساس بأراضيها، وأن الدفاع عن السيادة الوطنية واجب لا يقبل المساومة. الموقف ذاته تبنته دول عربية أخرى، بينها مصر والسعودية وقطر، وأدانت خطاب نت نيا هو، ورأت فيه تهديدًا لاستقرار الشرق الأوسط. على ذات الصعيد دعت جامعة الدول العربية مجلس الأمن الدولي إلى التدخل لوقف هذه السياسات التوسعية. إلى جانب ذلك، حاول النت نيا هو، الترويج لفكرة تسليم إدارة غزة إلى قوات عربية، لكن الأردن أوضح أن العرب لن يدعموا أي حل لا يحظى بقبول الفلسطينيين، ولا ياخذ بحل الدولتين ،وأن إدارة الشأن الفلسطيني يجب أن تبقى بيد الفلسطينيين أنفسهم. وفي سياق آخر، ندد الملك عبد الله الثاني بالهجمات الإسرائيلية على دولة في المنطقة ، ومنها إيران، معتبرًا أنها تهدد الاستقرار الإقليمي وتفتح الباب أمام تصعيد أخطر. لكن الأردن ليس غريبًا عن مواجهة التهديدات. ففي معركة الكرامة عام 1968، لقن الجيش العربي الأردني المحتل درسًا قاسيًا، حين حاول اجتياز نهر الأردن في مغامرة انتهت بهزيمة مذلة. يومها، أثبتت الإرادة الأردنية أن الدفاع عن الأرض عقيدة قبل أن يكون قرارًا عسكريًا. لقد علّمتنا الكرامة أن النصر لا يُقاس بعدد الجنود أو حجم السلاح، بل بالإيمان بالحق، ووحدة الصف، والاستعداد للتضحية. واليوم، يثبت الأردنيون أنهم على العهد، يقفون صفًا واحدًا خلف قيادتهم، ويدركون أن الكرامة لا تُورَّث إلا بالتضحيات. والاردنيون مشهود لهم بالرجولة والبطولة والتضحيات من اجل الامة العربية، فكيف اذا كان التهديد يمس كيان الاردن وكرامة شعبه، وفد قال الشاعر: إذا قيل: خيل الله يومًا ألا اركبي رضيت بكف الأردني انسحالها هذه ليست مجرد كلمات، بل مبدأ راسخ: إذا اقترب المعتدي من حدود الأردن، فسيجد أمامه رجالًا يؤمنون أن الدفاع عن الوطن فريضة، وأن الكرامة لا تباع ولا تُشترى ، وانها احدى الحسنيين اما النصر العزيز ، واما الشهادة التي هي أعز وارقى.

الدستور
منذ 8 دقائق
- الدستور
روسيا: 5 قتلى وأكثر من 100 مصاب بحريق هائل في مؤسسة صناعية
موسكو - بترا أعلنت وزارة الطوارئ الروسية، اليوم الجمعة، عن مقتل 5 أشخاص على الأقل وإصابة أكثر من 100 آخرين جراء حريق هائل اندلع في مؤسسة صناعية بمقاطعة ريازان غرب البلاد. وقالت الطوارئ الروسية في بيان صحفي:" شارك أكثر من 70 مختصًا و28 وحدة من المعدات التقنية في عمليات الإطفاء والسيطرة على الحريق، بالتعاون مع السلطات الإقليمية، كما تم فتح تحقيق جنائي لتحديد أسباب الحادث والوقوف على مدى الالتزام بمعايير السلامة الصناعية".