logo
عباس شومان: المخدرات والألعاب الإلكترونية تستنزف الشباب وتدمر الأسر

عباس شومان: المخدرات والألعاب الإلكترونية تستنزف الشباب وتدمر الأسر

صدى البلدمنذ 12 ساعات
قال الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر السابق، الأمين العام لهيئة كبار العلماء، رئيس مجلس إدارة المنظمة العالمية لخريجي الأزهر، اليوم الاثنين، إن الكثير من المعالجات المطروحة اليوم لقضايا المرأة والأسرة لا تعالج المشكلات معالجة حقيقية مدروسة، بل قد تزيدها تعقيدًا وتضر المرأة أكثر مما تنفعها.
وأضاف عباس شومان، خلال كلمته في اليوم الثاني لملتقى «الشباب وتحديات العصر»، الذي يعقده مجمع البحوث الإسلامية بالتعاون مع مجلس الشباب المصري للتنمية، في جلسة بعنوان «الانحرافات المعاصرة المرتبطة بقضايا المرأة والأسرة وخطرها على المجتمع»، أن البعض يطرح حلولًا وهو متحيز لهواه وميوله، فيسعى إلى جلب أكبر قدر ممكن من المكتسبات لفريقه، ولو أضرت هذه المكاسب بالمرأة في النهاية.
وأكد أن بعض الأطروحات التي تنادي بحقوق المرأة تخرجها من دائرة المنفعة إلى دائرة الضرر، مثل إثارة الجدل حول الميراث أو الدعوة إلى زواج المسلمة من غير المسلم، موضحًا أن هذه القضايا، وإن رُوّج لها بزعم إنصاف المرأة، فإنها تخالف الشريعة وتظلمها في محصلتها النهائية. وقال: «من يتأمل هذه الأطروحات يجد أن دعاوى المساواة المطلقة في الميراث مثلا قد زادت المرأة عن حقها الشرعي في حالتين فقط، لكنها أضرتها في أكثر من ثلاثين مسألة، والسبب هو محاولة البعد عما أنزله الله رحمة للعالمين.
وأشار الدكتور شومان إلى أن المشكلة أن كثيرًا من الجهات المعنية بقضايا المرأة لا تتريث في دراسة الواقع وأبعاده الشرعية والاجتماعية، فبدلًا من المعالجة الصحيحة تزيد المشكلة تعقيدًا. وانتقل إلى الحديث عن الانحرافات السلوكية المعاصرة التي تهدد قيم الأسرة والمجتمع، محذرًا من مظاهر التقليد الأعمى في ملابس الشباب، التي صارت ممزقة بأغلى الأثمان بعدما كانت قديمًا ملابس الفقراء، متسائلًا: «هل نبحث عن الفقر ونعود إليه طواعية؟».
وأضاف أن الجري وراء الأزياء الفاضحة والأفكار الوافدة يضيع هوية الأمة ويهدد الأسرة، قائلًا: «صرنا نرى شبابًا وفتيات يرتدون ما لا يليق، ويستخدمون ألفاظًا تلوث آذان الناس وتشيع التلوث السمعي والبصري في المجتمع، حتى وصل هذا الانحراف إلى عمق الريف المعروف بالأصالة والعادات والتقاليد. هذا الجنوح في السلوكيات ليس حرية شخصية، بل خطر حقيقي على الأسرة والمجتمع، إذ كيف ننتظر من هؤلاء أن يكونوا آباء صالحين وأمهات قادرات على تربية الأجيال؟».
وتابع محذرًا من الانشغال المدمر بالألعاب الإلكترونية التي تستنزف أموال الشباب وتضيع وقتهم، قائلًا: «للأسف نرى بعضهم يصل إلى حد الإدمان، ويقترض أو يسرق ليسدد ديونه في هذه الألعاب، بل يوقع أسرته في الحرج والدين. وبعض الآباء يشاركون دون قصد في هذا التدمير حين يسددون عن أبنائهم بدلا من تركهم يتحملون المسؤولية ويتعلمون من أخطائهم».
ودعا الدكتور شومان الشباب إلى الجد والاجتهاد والقبول بالعمل الشريف مهما كان بسيطًا، موضحًا: «لا عيب في العمل الشريف؛ بل العيب أن يرفض الشاب العمل وينام حتى الظهر منتظرًا أمه التي تنظف البيوت لتطعمه، هذه ليست عزة بل ذل. أما من يعمل بيده في أي مهنة فهو كريم النفس عفيف اليد. البعض يرفض أي عمل بسيط ويظن أنه سيصبح مديرًا أو وزيرًا فجأة دون جهد أو تأهيل، وهذا وهم قاتل».
وفي هذا السياق استشهد الدكتور شومان بقصة الأصمعي إمام اللغة، حين مر بشاب يعمل في تنظيف الحمام فوجده ينشد بيتًا فصيحًا «أضاعوني وأي فتى أضاعوا»، فسأله الأصمعي: «ما الذي أضاعوك عنه؟» فرد الشاب: «عن يوم كريهة وسداد ثغر». فسأله الأصمعي: «إن كانت نفسك عزيزة عليك، أما وجدت لها أفضل من هذا المكان؟» فأجابه الشاب: «نعم، وجدت ما هو أدنى منه وهو الحاجة إليك وإلى أمثالك». وأوضح الدكتور شومان أن عبرة هذه القصة أن العمل الشريف، ولو كان متواضعًا، يعف الإنسان عن سؤال الناس ويحفظ كرامته. أما الذي يرفض العمل ويعيش عالة على أهله فهو فاقد للعزة والكرامة.
وأشار إلى ضرورة استعادة الأخلاقيات والقيم الدينية في تربية الشباب، محذرًا من الانفصال عن الدين والاكتفاء بالعبادة الشكلية في المساجد دون أن تنعكس على السلوك في الحياة العامة. وقال: «الدين ليس في المسجد فقط، بل في الأمانة والقناعة والرضا وتحري الحلال في العمل والشارع والمنزل». كما حذر من مخاطر المخدرات التي وصفها بأنها «شر خالص لا نفع فيه على الإطلاق»، مشيرًا إلى أنها «تدمر الصحة والمال وتكون عبئًا على الدولة وأهلها».
وأكد الدكتور شومان أن أعداء الأمة أدركوا أن احتلال العقول أخطر من احتلال الأرض، فسعوا إلى نشر التبعية والتفرقة بين أبناء الأمة وإشغالهم بالترف واللهو وتفكيك وحدتهم، حتى صرنا نقتل بعضنا بأموالنا ونمول حروبنا بأيدينا. داعيا إلى الحذر من تلك المخططات التي تسعى إلى تفريغ الأمة من شبابها وثرواتها وتغييب وعي شعوبها وإبعادنا عن العمل والسعي والتقدم.
وختم الدكتور شومان كلمته قائلًا: «أنتم أيها الشباب من يستطيع إعادة المجتمع إلى الطريق الصحيح، لكن ذلك يحتاج إلى وعي صادق وجهد وتعب والتزام بالقيم. لا شيء يتحقق بالأماني وحدها، بل بالجد والاجتهاد وتحمل المسؤولية». ودعا الله تعالى في ختام كلمته أن يحفظ مصر وسائر بلاد المسلمين، وأن يوجه الشباب إلى العمل الصالح، وأن يجعلهم إضافة نافعة لوطنهم وأمتهم، وأن يصرف عنهم كيد الكائدين ومكر الماكرين.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الحجار: لبنان لن يكون منطلقًا لأي عمل يضرّ بأمن الخليج
الحجار: لبنان لن يكون منطلقًا لأي عمل يضرّ بأمن الخليج

IM Lebanon

timeمنذ ساعة واحدة

  • IM Lebanon

الحجار: لبنان لن يكون منطلقًا لأي عمل يضرّ بأمن الخليج

جاء في 'الراي الكويتية': أجرى النائب الأول لرئيس الوزراء وزير الداخلية الشيخ فهد اليوسف محادثات مع وزير الداخلية اللبناني أحمد الحجار، تناولت سبل تعزيز العلاقات بين البلدين. وفي مؤتمر صحافي عقب اللقاء، أكد اليوسف أن «الكويت ولبنان شقيقان منذ زمن بعيد. والعلاقات بينهما بدأت منذ استقلال دولة الكويت العام 1961». وعن تقويمه لجهود الدولة اللبنانية والقوى العسكرية والأمنية في ملاحقة تجار المخدرات، قال: «بأمانة، هذه أهمّ نقطة أردتُ بحثَها، وهي من أكثر المسائل التي تعني الكويت في ضوء الخوف على أبنائنا نظراً لِما تشكله المخدرات من آفة، ويستخدمها الأعداء أكثر من السلاح لضرب الجيل الجديد. ومن هنا نقدّر التعاون مع الإخوة في لبنان في هذا المجال. وآخر كمية ضُبطت قبل نحو شهر في الكويت كانت بناء على معلومة من لبنان بعدما مرّت بثلاث دول». ورداً على سؤال حول هل ستخصصون دعماً معيّناً للبنان وإعادة الإعمار؟ قال: «الكويت كانت ولاتزال تدعم لبنان. وتكلمت مع دولة رئيس الوزراء. وهناك مبالغ مرصودة أصلاً من الصندوق الكويتي للتنمية، ووعَدني بأنه سيجهّز الجدول الزمني والاحتياجات بناء على المبالغ الموجودة». وحين سئل عن الخروق الاسرائيلية وخصوصاً أن موضوع الأمن في لبنان يعنيكم؟ أجاب: «كنتُ عند رئيس البرلمان (نبيه بري)، وهناك خبر ستسمعونه، ورئيس مجلس النواب كان سعيداً به». وعن دور الكويت في تقريب وجهات النظر بين القوى السياسية لاسيما في موضوع السلاح الذي يهدّد بأن يتعرّض لبنان لحرب شاملة، قال اليوسف: «إن شاء الله يكون كلامك (عن الحرب) بعيداً. والكويت، وكل دول مجلس التعاون تؤكد دعمها للبنان. وتفاءلوا بالخير وأن يكون الآتي أفضل». وأشار إلى أنه سيتم قريباً تعيين سفير للكويت لدى لبنان، «وطبعاً الاستقرار والأمن الذي أراه في لبنان مختلف عن السابق، ودعونا نتفاءل»، معتبراً أنه «كلما زاد الأمان في أي بلد، تزيد الزيارات له. وبالأمس زرتُ إخواناً كويتيين في جبل لبنان، وهم مستقرون في لبنان أكثر مما يستقرون في الكويت، وهذا يعني أنهم يشعرون بالأمان. والأمان يزداد يوماً بعد آخر بفضل الجهود التي تبذلها الدولة اللبنانية». تعاون مثمر من جهته، قال وزير الداخلية اللبناني إن «البحث تمحور خلال الاجتماع في وزارة الداخلية وفي حضور كل مسؤولي الأجهزة الأمنية اللبنانية والكويتية، حول التعاون الأمني في شكل عام». وأضاف «إن الترجمة بدأت مباشرة. فبعد هذا الاجتماع، انتقل فريق عمل متخصص من الجانب الكويتي للقاءاتٍ مباشرة مع زملائهم من الجانب اللبناني تتمحور خصوصاً حول مواضيع مكافحة المخدرات ومكافحة الجرائم المالية، والأدلة الجنائية – قسم المباحث العلمية، لبحث التعاون ولا سيما في موضوع محاربة المخدرات، علماً أنه كان هناك تعاون مثمر جداً، أفضى الى توقيفات وإحباط عمليات ذكرها معالي الوزير. وهناك أمور ما زال العمل جارٍ عليها، وفي الوقت نفسه ثمة بحث في تبادل معلومات وخبرات إن شاء الله في الأيام المقبلة». وتابع الحجار: «الكويت لم تتأخّر يوماً في دعم لبنان، وكانت دائماً حاضرة للوقوف بجانبه، ولها يد بيضاء في كل المجالات. واللبنانيون لطالما عوّلوا على دعم الأشقاء الكويتيين، وإن شاء الله تستمر هذه العلاقات وتثمر نتائج ايجابية». نتائج ممتازة وفي تصريحات خاصة لـ «الراي»، أكد وزير الداخلية اللبناني أن لا ملفات أمنية عالقة بين لبنان والكويت «بل هناك ملفات يَجري أصلاً تَعاوُنٌ وثيق في شأنها وخصوصاً مكافحة المخدرات، وقد أثمرتْ نتائجَ ممتازة، وقد حصلتْ توقيفات في البلدين وتم ضبط كميات كانت تُهرّب في اتجاه الكويت». وشدد على أن لبنان حريص على «ألا يكون منطلقاً لأي عمل يضرّ بأمن دولة الكويت، لا من قريب ولا من بعيد». وقال: «هذا حرصٌ ينطبق على كل دول الخليج العربي والبلدان العربية، وإن كنا نكنّ للكويت تقديراً خاصاً جداً. وهي لم تبخل يوماً، وفي كل المراحل بدعم لبنان، ولم نرَ منها إلا كل الخير. وقال معالي الوزير اليوم كلمة مهمة جداً حول الجالية اللبنانية في الكويت، وأنها من أقلّ الجاليات التي تسبّب مشاكل، وتالياً لديهم رغبة في رؤية المزيد من اللبنانيين يتوجهون للعمل والمساهمة في الاقتصاد والإنماء في دولة الكويت». وهل من وعود بمساعدات كويتية معيّنة للبنان على صعيد دعم المؤسسات الأمنية؟ أجاب الحجار: «منذ لحطة وصوله إلى مطار رفيق الحريري الدولي، أول رسالة قالها معالي الوزير بينما كنتُ في استقباله أن الكويت مستعدة لتقديم كل الدعم الممكن للبنان. وطبعاً الدعم يبدأ بالموقف، ولطالما كان الموقف الكويتي مُسانِداً لبلدنا في كل المجالات، أما في شأن الأمور الأخرى فخلال اللقاء مع الرئيس نواف سلام جرى تداوُل عدد من المواضيع التي يمكن للكويت أن تساهم فيها لجهة دعم لبنان. وخلال الاجتماع في وزارة الداخلية، طرحنا أيضاً ملفات في هذا الإطار. ولمسْنا الإيجابية عند معالي الوزير، ومن خلفه دولة الكويت، وهذا الأمر يحتاج إلى بحث معمّق ومتابعة إن شاء الله». وحين نقول له إن هناك انطباعاً دائماً بأن المساعدات للبنان وخصوصاً من دول الخليج مشروطة؟ أجاب الوزير الحجار: «بالعكس. وبصراحة، منذ لحظة لقائنا في المطار، أول كلمة قالها معالي الوزير كانت: كل الدعم للبنان. وبالتأكيد هذا يعني أن هناك دعماً وبعدها نتحدث في الأمور الأخرى. وخلال لقاءات معالي الوزير التي شاركتُ فيها، مع فخامة الرئيس عون ودولة الرئيس سلام، وهنا، لم نسمع أي شروط بل كل التعاون والانفتاح والمحبة والدعم الذي يحتاج بطبيعة الحال إلى بحث في التفاصيل ومتابعةٍ إن شاء الله في الأيام الآتية». وعما إذا كان بقاء «حزب الله» على لوائح الإرهاب الكويتية والخليجية، يشكل عائقاً، قال الوزير: «العلاقات بين الكويت ولبنان واضحة، وهي من دولة إلى دولة. وفي لبنان (حزب الله) ممثَّل في البرلمان وداخل الحكومة، وتالياً على الصعيد الداخلي نحن نمشي وفق أجندة الدولة اللبنانية، فخامة الرئيس والحكومة. وفي الوقت نفسه، الحكومة ملتزمة ببيانها الوزاري لجهة بسط سلطة الدولة على كامل أراضيها بقواها الذاتية حصراً. أما في ما خص دولة الكويت، فلم نسمع منها خلال كل مباحثاتنا إلا التعاطي من دولة إلى دولة، وكل الدعم والتنسيق والتعاون الممكن». يُذكر أن اليوسف سجل كلمة في السجل الذهبي لوزارة الداخلية اللبنانية، عبّر فيها عن اعتزازه بالعلاقات الأخوية بين لبنان والكويت، وتقديره لحفاوة الاستقبال.

ما حكم من سب الدين عن عمد؟.. أمين الإفتاء يجيب
ما حكم من سب الدين عن عمد؟.. أمين الإفتاء يجيب

صدى البلد

timeمنذ 6 ساعات

  • صدى البلد

ما حكم من سب الدين عن عمد؟.. أمين الإفتاء يجيب

أكد الشيخ أحمد وسام، أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية، أن سب الدين أمر لا يليق بالمسلم، وهو فعل قبيح ومذموم ومحرم شرعًا، مشددًا على أن المسلم الحق لا يتجرأ على النيل من دين الله عز وجل أو وحيه أو شريعته، حتى وإن كان في حالة غضب. وأوضح أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية، خلال تصريحات تلفزيونية، اليوم الاثنين، في ردّه على سؤال حول حكم من يسب الدين عن عمد، قائلاً: "ربنا يعافينا، إحنا في العادة لا نحكم على الأشخاص، لأن الحكم عليهم يحتاج إلى تحقيق، ومعرفة درجة غضبهم وقصدهم ونواياهم، بل ونلتمس لهم سبعين عذرًا، لكننا نتحدث عن خصوص الفعل". حكم من يسب الدين عن قصد وأضاف أمين الفتوى في دار الإفتاء "سبُّ الدين حتى وإن كان القصد المعنى اللغوي كـ(الطريقة أو المنهج)، فهو في كل الأحوال فعل لا يصدر ممن تمكن الإيمان من قلبه، ولا يُتصوّر أن يقصده أحد بحق تجاه دين الله وشريعته". وتابع أمين الفتوى في دار الإفتاء "على من فعل ذلك أن يتوب إلى الله توبة نصوحًا، وأن يستغفره، ويعزم على ألا يعود إلى مثل هذا الفعل، وأن يسلك السبل التي تبعده عن الغضب والانفعال الذي يدفعه إلى التلفظ بما لا يليق أو لا يعرف".

بيرم: هناك مساع لسحب السلاح
بيرم: هناك مساع لسحب السلاح

الديار

timeمنذ 8 ساعات

  • الديار

بيرم: هناك مساع لسحب السلاح

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب اعتبر الوزير السابق مصطفى بيرم، خلال كلمة ألقاها في الاحتفال التكريمي للشهيد حسين علي مزهر في بلدة البابلية، أن "ما قاله المبعوث الأميركي يكشف بشكل واضح النيات الحقيقية للولايات المتحدة، التي لا تريد للبنان سيادة ولا قرارا حرا، بل تسعى فقط إلى نزع سلاح المقاومة حماية لأمن الكيان الإسرائيلي". وقال: "إنّ تصريح المبعوث الأميركي بأن لبنان يواجه تهديدا وجوديا إذا لم يُسلّم سلاحه، يُعيد إلى الأذهان قول الإمام علي: "ما أضمر امرؤ شيئًا في قلبه، إلا ظهر على صفحات وجهه، وفي فلتات لسانه". ورأى أن "سلاح المقاومة ليس أداة داخلية لتسجيل النقاط أو حصد المكاسب، بل هو وسيلة لحماية الكيان اللبناني من السقوط، وهو ضمانة السيادة والقرار الوطني في وجه الأطماع الإسرائيلية والإملاءات الأميركية". أضاف: "المقاومة حمَت الكنيسة كما المسجد، والمواطنية الحقيقية هي في أن نبذل من أجل الأرض، لا أن نهرب منها عند أول تهديد". وشدد على أن "المشروع الأميركي في لبنان لا يبحث عن دولة قوية، بل عن دولة منهارة يسهل التحكم بها"، سائلًا: "أين وزارة الخارجية من هذه التهديدات، هل استدعَت السفيرة، هل بكى الوزير أمامها كما اعتاد القول"؟ ولفت إلى أن "المقاومة هي التعبير العملي عن المواطنة ضمن المشروع المهدوي الذي يسعى إلى نشر القسط والعدل"، وقال: "نحن اليوم من يشكّل حجّية المهدي المنتظر، ولو لم نكن موجودين، فمن كان سيبقى له المطبّعون"؟ واعتبر أن "الثبات على طريق المقاومة هو الخيار الوحيد أمام أبناء هذا الوطن"، قائلا: "نحن أهل الصبر والوعي والبصيرة، لم نتخلَّ عن الساحة رغم الجراح، لأننا نرجو من الله ما لا يرجوه الآخرون".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store