
كيف يتم انتخاب البابا الجديد في الكنيسة الكاثوليكية؟
يتساءل البعض عن كيفية انتخاب البابا الجديد في الكنيسة الكاثوليكية والفاتيكان، وذلك بعد إعلان وفاة البابا فرنسيس اليوم .
ووفقا للمطران مارون لحام النائب البطريركي لبطريركية اللاتين في القدس منذ 2012 وحتى تقاعده في 2017، يقوم بانتخاب البابا 120 كاردينالا (من هم دون سن الثمانين)، حالما يتم استدعاؤهم، عليهم أن يتركوا جميع أعمالهم ويتوجّهوا إلى روما، يسكنون في روما في نزل القديسة مرتا، وهو نزل حديث أمر البابا يوحنا بولس الثاني ببنائه بين عامي 1993 و1996.
المدة المحدّدة بين يوم وفاة البابا أو استقالته
وتابع المدة المحدّدة بين يوم وفاة البابا أو استقالته وانتخاب خليفته هي خمسة عشر يومًا، يمكن أن تمتد إلى عشرين يومًا، لا أكثر، وفي هذه الاثناء يتوقف عمل الكرسي الرسولي حتى انتخاب البابا الجديد، وعندما يُنتخب البابا الجديد، يكون أمامه ثلاثة أشهر لتثبيت الكرادلة في مناصبهم الإدارية إن أراد.
يتعهّد الكرادلة بتصريف أمور الكنيسة الجارية والطارئة،و يتعهّد بتصريف الأمور غير المهمة مجموعة من أربع كرادلة منهم الكاردينال الـcamerlingue (رئيس البلاط)، والكرادلة الثلاثة الباقون يُنتخبون بالقرعة ويتغيّرون كل ثلاثة أيام. أما الأمور المهمّة، فيبحثها مجمع الكرادلة الذي يجتمع برئاسة عميد الكرادلة الذي يعرض على الكرادلة الأمور التي ينبغي بحثها ويأخذ آراءهم عن طريق التصويت. وفي هذه الاجتماعات يُقسم الكرادلة اليمين للمحافظة على القوانين الواردة في الرسالة البابوية Universis dominici gregis (عام 1996) والمتضمنة الترتيبات التي يجب مراعاتها في اختيار البابا.
المحافظة المطلقة على سرّية ما يدور أثناء عملية انتخاب البابا
أهم هذه الترتيبات هو المحافظة المطلقة على سرّية ما يدور أثناء عملية انتخاب البابا، بما في ذلك الامتناع عن استعمال الهاتف (إلاّ في حالة الضرورة القصوى) والبريد الإلكتروني وقراءة الصحف وسماع الراديو ومشاهدة التلفزيون و يحيط بالكرادلة أشخاصٌ يقومون بخدمتهم، معروفون بالحصانة والجدية، ويمُنع الموظفون من الكلام مع الكرادلة.
عملية انتخاب البابا
ينتقل الكرادلة بالباصات من نزل القديسة مرتا إلى الكنيسة السيستينية وفي صباح اليوم الأول، يجتمعون في كنيسة القديس بطرس حيث يقيمون قدّاسًا من أجل انتخاب البابا، وبعد الظهر، يتوجهون إلى كنيسة السيستين مع نشيد "هيا أروح الخالق". ثم يقرأ عميد الكرادلة نص اليمين بصوت عالٍ، ويعيد ذلك كلُّ كادرينال بمفرده، واضعًا يده على الانجيل. ثم يوزع رؤساء التشريفات الليتورجية على الكرادلة ورقتين أو ثلاثة للتصويت، وهي أوراق مربّعة الشّكل ومكتوب فيها "أصوّت لمهمّة البابا... (الاسم)" ثم يتلو رجل دين على الكرادلة تأملًا بسيطًا حول خطورة الخطوة التي سيقومون بها، وبعد ذلك يُترك الكرادلة وحدهم في الكنيسة.
أول عمل يقوم به الكرادلة هو انتخاب ثلاثة أشخاص (عن طريق السحب) لفرز الأصوات، وثلاثة موفدين للذهاب لأخذ أصوات الكرادلة المرضى (إن وجدوا) وثلاثة مراجعين ليُعيدوا عمل فرز الأصوات. يقف الثلاثة الموكلون بفرز الأصوات بقرب الهيكل، بينما يكتب كل كاردينال بخط يده الاسم الذي يختاره، مع مراعاة عدم التعرّف على الشخص من خلال الخط. ثم يطوي الورقة مرتين ويتجه نحو الهيكل ويده مرفوعة. وهناك يتلو صيغة قسم مختصرة ويضع الورقة في وعاء بواسطة صينية صغيرة. ثم ينحني أمام الهيكل ويعود إلى مكانه.
وبعد أن يكون جميع الكرادلة قد أدلوا بصوتهم، بما في ذلك الكرادلة المرضى، يقوم أحد الأشخاص الثلاثة الموكلين بالفرز بتحريك الأوراق أكثر من مرة داخل الوعاء كي يخلطها، بينما يبدأ آخر بعدّها، بحيث يأخذ كلّ رقة على حدة ويُظهرها للجميع ثم يضعها في إناء معدّ لذلك. ثم يجلس الأشخاص الموكلون بالفرز أمام طاولة موضوعة أمام الهيكل، ويمرّرون الأوراق من واحد لآخر، ويقوم الثالث بقراءة الأسماء بصوت عالٍ، وبتسجيل الأصوات. وفي نهاية الفرز، تقوم اللجنة بعدّ الأصوات، بينما تقوم لجنة "المراجعين" بالتأكّد من صحة العملية.
تفاصيل عملية الانتخاب
كي يصبح أحد الكرادلة بابا، يجب أن يحصل على ثلثي الأصوات، بالإضافة إلى صوت إن كان عدد الكرادلة المقترعين لا يقبل القسمة على ثلاثة. يستمر التصويت بوتيرة جلستين صباحًا وجلستين مساءً، إلى حين الوصول إلى عدد الأصوات المطلوب. وفي نهاية كل جلستين، تقوم لجنة الفرز بحرق الأوراق أمام الجميع، في مدفأة موضوعة في الكنيسة، وبحرق أي ملاحظات كتبها الكرادلة أثناء الجلسة. وإن لم يتم انتخاب البابا، توضع مع الأوراق مادة كيماوية تُخرج دخانًا أسود، ليفهم مَن هم في الخارج أن الانتخاب لم يتم بعد.
وإن مرّت ثلاثة أيام تصويت (أي بعد 10 جلسات) دون أن يصل الكرادلة إلى نتيجة، يمضون يومًا كاملًا دون توصيت، يصلّون فيه بصمت ويتشاورون ويستمعون من أحدهم إلى عظة صغيرة. ثم يعودون إلى التصويت لسبع جلسات، ثم يتوقفون يومًا كاملًا ثم يعودون وهكذا دواليك.
تم انتخاب بابوات القرن العشرين بين يوم وأربعة أيام. لكن الترتيبات تحدّد ما يجب فعله في حال لم يتم الانتخاب في هذه الفترة. فبعد 12 يومًا، و30 جلسة تصويت دون نتيجة، تتغير طريقة العمل. يختار الكرادلة بابا بنسبة 50 + 1 من الأصوات، او يختارون بين الشخصين اللّذين نالا أكثر الأصوات في آخر جولة.
عندما يتم انتخاب البابا، يُستدعي سكرتير مجلس الكرادلة ومدير التشريفات الليتورجية إلى الكنيسة السيستينية. ويطلب عميد الكرادلة بحضورهما من المنتخب إن كان يقبل المهمة وما الاسم الذي يختاره لنفسه. وبعد أن يعطي المنتخب جوابه، تُحرق الأوراق وتضاف إليها مادة كيماوية تصدر دخانًا أبيض (وتقرع أجراس روما)، بينما يذهب البابا المنتخب ليرتدي اللباس الجديد (مع العلم أن لباسًا أبيضًا من ثلاثة مقاييس مختلفة يكون جاهزًا من قبل في سكرستيا الكنيسة السيستينية).
وبينما يتجمع المؤمنون في ساحة القديس بطرس، يتقدّم الكرادلة واحدًا بعد الآخر لتقديم الطاعة للبابا الجديد. عندئد، يتقدم عميد الكرادلة – الشمامسة إلى الشرفة الرئيسية لبازيليكا الفاتيكان، ومن هناك يعلن باللغة اللاتينية اسم البابا الجديد "لدينا بابا هو السيد الكاردينال... واتخذ لنفسه اسم، ثم يظهر البابا الجديد على الشرفة ويعطي بركته الأولى للمدينة وللعالم.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


تحيا مصر
منذ 3 أيام
- تحيا مصر
خاص.. تريليونات في الاقتصاد الأميركي... وأطفال غزة تموت جوعًا: مالك فرنسيس يفتح النار على الصمت الدولي
في ظل استثمارات ضخمة تُقدّر بـأكثر من تريليون دولار تضخها السعودية وقطر والإمارات في الاقتصاد الأميركي، يعيش في تصريحات خاصة لموقع تحيا مصر، عبّر عضو الحزب الجمهوري الأمريكي مالك فرنسيس عن استيائه من هذا التناقض الصارخ، متسائلًا عن أولويات الدول العربية في مواجهة الكارثة الإنسانية التي تعصف بغزة. الاستثمارات العربية في أمريكا: أرقام ضخمة وصمت مطبق أوضح فرنسيس أن الدول الخليجية تستثمر مبالغ طائلة في الاقتصاد الأميركي، تشمل قطاعات متعددة مثل السندات والتكنولوجيا والعقارات. ورغم هذه الاستثمارات الضخمة، لا يُلاحظ أي تحرك فعلي من هذه الدول للضغط على واشنطن لوقف دعمها لإسرائيل أو لتخفيف الحصار عن غزة. الواقع المرير في غزة: أطفال يموتون جوعًا تحدث فرنسيس بحرقة عن الوضع الإنساني في غزة، مشيرًا إلى أن الأطفال هناك لا يجدون ما يسد رمقهم، في ظل حصار خانق يمنع دخول الغذاء والدواء. وأكد عضو الحزب الجمهوري الأمريكي أن هذا الوضع يُعد وصمة عار في جبين الأمة العربية، التي تملك من الموارد ما يمكنها من تغيير هذا الواقع الأليم. المفارقة الأخلاقية: ناطحات سحاب في نيويورك ومآسي في غزة أشار فرنسيس إلى التناقض بين بناء ناطحات السحاب في نيويورك بأموال عربية، وبين انهيار المستشفيات في قطاع غزة تحت الحصار، وتساءل عن جدوى هذه الاستثمارات إذا لم تُستخدم كورقة ضغط لوقف المجازر وإدخال المساعدات الإنسانية. غياب الإرادة السياسية: صمت عربي مريب انتقد فرنسيس الصمت العربي تجاه ما يحدث في قطاع غزة، معتبرًا أن البيانات الإنشائية لم تعد كافية أمام صور الجوع والدمار. ودعا عضو الحزب الجمهوري الأمريكي إلى تحويل هذه الاستثمارات إلى أدوات تأثير حقيقية، لا مجرد صكوك ولاء سياسي لا تعود بأي فائدة على القضايا العربية العادلة. دعوة للتحرك: من أجل كرامة الأمة اختتم فرنسيس حديثه بدعوة صريحة للتحرك، مؤكدًا أن المال وحده لا يشتري الكرامة، ولا يحفظ الحقوق، ما لم يكن مسنودًا بمواقف مبدئية وشجاعة. وشدد عضو الحزب الجمهوري الأمريكي على أن قطاع غزة اليوم ليس بحاجة إلى تعاطف عابر، بل إلى التزام حقيقي يبدأ برغيف خبز، ولا ينتهي برفع الحصار. في ظل هذا الواقع المؤلم، تبقى الأسئلة معلقة على أمل البحث عن إجابة: متى يتحرك المجتمع الدولي لنصرة غزة كما يفعل مع أوكرانيا؟ ومتى تُستخدم هذه الاستثمارات العربية الضخمة كوسيلة للضغط من أجل إنهاء معاناة الأطفال الأبرياء؟ الإجابة تكمن في إرادة سياسية حقيقية تضع الكرامة والإنسانية فوق المصالح الاقتصادية.

مصرس
منذ 3 أيام
- مصرس
البابا لاون يلتقي موظفي الكرسي الرسولي
التقى قداسة البابا لاون الرابع عشر صباح اليوم في قاعة بولس السادس بالفاتيكان المسؤولين في الكوريا الرومانية، وموظفي الكرسي الرسولي، وأعضاء حاكمية دولة حاضرة الفاتيكان، إضافة إلى نيابة أبرشية روما. ويُعدّ هذا اللقاء الأول من نوعه منذ انتخاب الحبر الأعظم على السدّة البطرسية وللمناسبة وجّه البابا كلمة رحّب بها بضيوفه عبّر فيها عن شكره العميق لكلّ من يخدم الكنيسة من خلال هذه المؤسسات، كما توقّف عند الأبعاد العميقة لهذه الخدمة، مذكّرًا بأهميّة الذاكرة المؤسساتية التي تحفظ هوية الكنيسة وتوجّه مسيرتها، وبالبُعد الإرسالي الذي يجب أن يطبع كل عمل في قلب الخدمة البطرسية. البابا لاون يوجه الشكر للقائمين على الخدمات قال البابا لاوُن الرابع عشر، إن لقاءنا الأول هذا ليس مقامًا للكلام عن البرامج والخطط، بل هو، بالنسبة إلي، فرصة لأقول لكم: شكرًا من القلب على الخدمة التي تؤدّونها، تلك الخدمة التي، إن صحّ التعبير، "أرثها" عن أسلافي. فكما تعلمون، لقد وصلتُ منذ عامين فقط، حين اختارني البابا الحبيب فرنسيس لأكون عميدًا لدائرة الأساقفة. يومها تركتُ أبرشية تشيكلايو في البيرو، وجئتُ لكي أعمل هنا... يا له من تغيير! أما الآن، فماذا عساي أقول؟ لا أجد أفضل من كلمات سمعان بطرس التي قالها ليسوع على ضفاف بحيرة طبرية: "يا ربّ، أنتَ تعرف كلّ شيء، أنت تعلم أنّي أُحبّك".تابع الأب الأقدس يقول إنَّ البابوات يأتون ويذهبون، أما الكوريا فتبقى. وهذا ينطبق على كلّ كنيسة محليّة، وعلى كوريّاتها الأسقفية، كما ينطبق على كوريّا أسقف روما. فالكوريا هي المؤسسة التي تحفظ وتنقل الذاكرة التاريخية للكنيسة، ولخدمة أساقفتها. وهذا أمر بالغ الأهمية، إذ إنّ الذاكرة هي عنصر جوهري في كيان حيّ. فهي ليست مجرد نظرة إلى الماضي، بل هي غذاء للحاضر وبوصلة للمستقبل. ومن دون الذاكرة، نضيِّع المسيرة ويفقد المسار معناه.كيفيه العمل في الكوريا الرومانية؟ أضاف الحبر الأعظم يقول أيها الأعزاء، هذه هي الفكرة الأولى التي أودّ أن أشارككم إياها: إن العمل في الكوريا الرومانية يعني المساهمة في إبقاء ذاكرة الكرسي الرسولي حيّة، بمعناها الحيوي الذي ذكرته للتو، لكي يتمكّن البابا من أن يقوم بخدمته بأفضل وجه. وبالطريقة عينها، يمكننا أن نقول الأمر عينه عن مختلف خدمات دولة حاضرة الفاتيكان.تابع الأب الأقدس يقول وثمة بُعد آخر أودّ التذكير به، يُكمل بعد الذاكرة، وهو البُعد الإرسالي للكوريا ولكلّ مؤسسة ترتبط بالخدمة البطرسية. وهذا ما شدّد عليه كثيرًا البابا فرنسيس، الذي، بالأمانة لما أعلنه في الإرشاد الرسولي فرح الإنجيل، قام بإصلاح الكوريا الرومانية من منظور البشارة، وذلك من خلال الدستور الرسولي "Predicate Evangelium" حول الكوريا الرومانية وخدمتها للكنيسة والعالم. وقد فعل ذلك سائرًا على خُطى أسلافه، وبشكل خاص القديس بولس السادس والقديس يوحنا بولس الثاني.عطايا الرب تلهمنا بالصبر وأضاف يقول وكما أظنّكم تعلمون، فإن خبرة الرسالة هي جزء لا يتجزأ من حياتي، لا فقط كمعمَّد، شأن كلّ واحد منّا كمسيحيين، بل أيضًا لأنني كراهب أوغسطيني كنتُ مرسَلاً في البيرو، وهناك، بين الشعب البيروفي، نضجت دعوتي الراعوية، وبالتالي لن أستطيع أبدًا أن أفي الرب شكرًا على تلك العطيّة! ثم جاءت الدعوة إلى خدمة الكنيسة هنا في الكوريا الرومانية، فكانت بمثابة رسالة جديدة، وقد تقاسمتها معكم خلال العامين المنصرمين. وسأواصلها، وأتابع السير فيها، ما دام الله يريد، في هذه الخدمة التي أوكِلت إليّ.كيف نكون كنيسة مرسلة؟ وتابع يقول لذلك، أُعيد على مسامعكم ما قلتُه في تحيّتي الأولى مساء الثامن من مايو: "علينا أن نبحث معًا كيف نكون كنيسةً مُرسَلة، كنيسة تبني الجسور، والحوار، وتكون مفتوحة على الدوام لكي تستقبل بأذرع مفتوحة، جميع الذين هم بحاجة إلى محبتنا، إلى حضورنا، إلى الحوار والمحبّة". هذه الكلمات وجّهتُها يومها إلى كنيسة روما؛ وها أنا أكرّرها الآن، مستحضرًا الرسالة التي أوكلت إلى هذه الكنيسة تجاه سائر الكنائس والعالم بأسره: أن تخدم الشركة والوحدة في المحبّة والحقيقة. لقد أعطى الرب لبطرس وخلفائه هذه المهمّة، وأنتم جميعًا، كلٌّ على طريقته، تتعاونون في هذا العمل العظيم. إنّ كلّ واحد منكم يقدِّم اسهامه من خلال قيامه بعمله اليومي، بالتزام وإيمان أيضًا، لأنّ الإيمان والصلاة هما كالملح في الطعام، يعطيان المعنى والطعم. وإذا كان علينا أن نتعاون جميعًا في هذه الرسالة العظيمة للوحدة والمحبّة، فلنبدأ بتحقيقها من خلال سلوكنا اليومي، انطلاقًا من بيئة العمل أيضًا. يمكن للجميع أن يكونوا بناة للوحدة من خلال مواقفهم تجاه زملائهم، متجاوزين سوء التفاهم الحتمي بالصبر والتواضع، واضعين أنفسهم مكان الآخرين، متجنبين الأحكام المسبقة، وبجرعة جيدة من الفكاهة، كما علّمنا البابا فرنسيس.


الدستور
منذ 3 أيام
- الدستور
بابا الفاتيكان: كونوا حرّاسًا للذاكرة وبناة للوحدة
التقى قداسة البابا ليو الرابع عشر، بابا الفاتيكان صباح اليوم السبت، في قاعة بولس السادس بالفاتيكان، المسئولين في الكوريا الرومانية، وموظفي الكرسي الرسولي، وأعضاء حاكمية دولة حاضرة الفاتيكان، إضافة إلى نيابة إيبارشية روما. ويُعدّ هذا اللقاء الأول من نوعه منذ انتخاب الحبر الأعظم على السدّة البطرسية. وللمناسبة وجّه البابا كلمة رحّب بها بضيوفه عبّر فيها عن شكره العميق لكلّ من يخدم الكنيسة من خلال هذه المؤسسات، كما توقّف عند الأبعاد العميقة لهذه الخدمة، مذكّرًا بأهميّة الذاكرة المؤسساتية التي تحفظ هوية الكنيسة وتوجّه مسيرتها، وبالبُعد الإرسالي الذي يجب أن يطبع كل عمل في قلب الخدمة البطرسية. وقال البابا ليو الرابع عشر إن لقاءنا الأول هذا ليس مقامًا للكلام عن البرامج والخطط، بل هو، بالنسبة إلي، فرصة لأقول لكم: شكرًا من القلب على الخدمة التي تؤدّونها، تلك الخدمة التي، إن صحّ التعبير، "إرثها" عن أسلافي. فكما تعلمون، لقد وصلتُ منذ عامين فقط، حين اختارني البابا الحبيب فرنسيس لأكون عميدًا لدائرة الأساقفة. يومها تركتُ أبرشية تشيكلايو في البيرو، وجئتُ لكي أعمل هنا… يا له من تغيير! أما الآن، فماذا عساي أقول؟ لا أجد أفضل من كلمات سمعان بطرس التي قالها ليسوع على ضفاف بحيرة طبرية: "يا ربّ، أنتَ تعرف كلّ شيء، أنت تعلم أنّي أُحبّك". وتابع الأب الأقدس: إنَّ البابوات يأتون ويذهبون، أما الكوريا فتبقى. وهذا ينطبق على كلّ كنيسة محليّة، وعلى كوريّاتها الأسقفية، كما ينطبق على كوريّا أسقف روما. فالكوريا هي المؤسسة التي تحفظ وتنقل الذاكرة التاريخية للكنيسة، ولخدمة أساقفتها. وهذا أمر بالغ الأهمية، إذ إنّ الذاكرة هي عنصر جوهري في كيان حيّ. فهي ليست مجرد نظرة إلى الماضي، بل هي غذاء للحاضر وبوصلة للمستقبل. ومن دون الذاكرة، نضيِّع المسيرة ويفقد المسار معناه. وأضاف الحبر الأعظم: أيها الأعزاء، هذه هي الفكرة الأولى التي أودّ أن أشارككم إياها: إن العمل في الكوريا الرومانية يعني المساهمة في إبقاء ذاكرة الكرسي الرسولي حيّة، بمعناها الحيوي الذي ذكرته للتو، لكي يتمكّن البابا من أن يقوم بخدمته بأفضل وجه. وبالطريقة عينها، يمكننا أن نقول الأمر عينه عن مختلف خدمات دولة حاضرة الفاتيكان.