logo
«وثيقة تمثل خريطة طريق»... ماذا يُعد لمؤتمر «حل الدولتين» المرتقب؟

«وثيقة تمثل خريطة طريق»... ماذا يُعد لمؤتمر «حل الدولتين» المرتقب؟

الشرق الأوسطمنذ يوم واحد

أصبحت صورة «مؤتمر حل الدولتين» الذي ستستضيفه الأمم المتحدة ما بين 17 و20 يونيو (حزيران) المقبل برئاسة مشتركة سعودية ــ فرنسية واضحة، والاستعدادات لعقده، قائمة على قدم وساق.
والمنتظر أن تصدر بنهايته «وثيقة» تكون بمثابة «خريطة طريق» لقيام الدولة الفلسطينية تستند إلى أعمال ثماني مجموعات تم تشكيلها، ومهمتها تقديم مقترحات «عملية» في ثمانية أبواب كاملة تغطي كل جوانب النزاع الفلسطيني ــ الإسرائيلي.
ثمة تعويل حقيقي من رئيسي المؤتمر على المساهمات التي ستوفرها المجموعات التي تعمل على تقديم مقترحات ستتضمنها الوثيقة النهائية، والأمر اللافت ثنائية رئاسة المجموعات، وأبرزها مجموعة «برئاسة (أردنية ــ إسبانية) المعنية بقيام الدولة الفلسطينية، والثانية الخاصة بالمسائل الأمنية وكيفية ضمان الأمن للطرفين الفلسطيني والإسرائيلي برئاسة (إيطاليا وإندونيسيا)، والرابعة المختصة بتوفير المقومات الاقتصادية للدولة الفلسطينية (النرويج واليابان). أما الخامسة فمتخصصة بالشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار، فيما الأخيرة يترأسها الاتحاد الأوروبي والجامعة العربية، ومهمتها تقديم مقترحات بشأن المحافظة على ديمومة اتفاق السلام، الذي قد يتم التوصل إليه.
كذلك، فإن الأسباب التي تدفع اليوم باتجاه تنظيم مؤتمر كهذا واضحة للجميع، ومنطلقها الأول وفق مصادر دبلوماسية فرنسية أن حل الدولتين «أصبح اليوم مهدداً أكثر من أي وقت مضى بسبب حرب غزة وتدميرها بالطبع ورغبة قادة سياسيين إسرائيليين بإعادة احتلالها وتهجير سكانها، ولكن أيضاً بسبب تسريع الاستيطان في الضفة الغربية والتخطيط لفرض السيادة الإسرائيلية عليها».
يثير هذا السياق، وفق القراءة الفرنسية، «قلقاً بالغاً» ويفضي إلى أمر بالغ الأهمية وهو أنه لم يعد بالإمكان القول بـ«تجميد» النزاع أو ترحيله أو تغييبه خصوصاً بعد أن تبين بوضوح أن الحل العسكري لا يفيد، وأن الحل السياسي هو «الخيار الوحيد» وعنوانه قيام دولة فلسطينية والاعتراف بها إلى جانب إسرائيل.
وزراء خارجية فرنسا والمملكة السعودية ومصر والأردن في مقر الخارجية يوم الجمعة الماضي للتحضير لمؤتمر نيويورك حول حل الدولتين للنزاع الفلسطيني ــ الإسرائيلي (أ.ف.ب)
بيد أن المصادر الفرنسية تسارع إلى القول إنها تعي «تعقيدات الوضع والعوائق التي تحول دون تنفيذه والتي حالت دون تحقيقه خلال العقود الثلاثة المنصرمة». ورغم ذلك كله، فإن حل الدولتين «يبقى الحل الوحيد القادر العادل والمستدام والمضمون» لوضع إنهاء النزاع المذكور.
وفي هذا السياق، قال الرئيس إيمانويل ماكرون، الأربعاء، من إندونيسيا، التي يزورها في إطار جولة في جنوب شرقي آسيا، الأربعاء، إن «الحل السياسي وحده هو الذي سيجعل من الممكن استعادة السلام والبناء على المدى الطويل، وسننظم قريباً، بالتعاون مع السعودية، مؤتمراً حول غزة في نيويورك، لإعطاء زخم جديد للاعتراف بالدولة الفلسطينية والاعتراف بدولة إسرائيل، وحقها في العيش بسلام وأمن في هذه المنطقة».
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وامين عام مجموعة «آسيان» كاو كيم هورن الأربعاء في مقر المجموعة في جاكرتا (أ.ف.ب)
ودعت فرنسا وإندونيسيا إلى تحقيق تقدّم في «الاعتراف المتبادل» بين إسرائيل والفلسطينيين بمناسبة المؤتمر.
وقال الطرفان، في بيان مشترك، إن على المؤتمر «أن يُعيد إحياء الأفق السياسي لتسوية سلمية لهذا النزاع، ما من شأنه أن يسمح بمسار لا رجوع عنه باتّجاه إقامة دولة فلسطينية، واعتراف متبادل بين إسرائيل وفلسطين». وللإشارة، فإن إندونيسيا لا تعترف بدولة إسرائيل وهو حال ماليزيا وبروناي من بين مجموعة «آسيان».
يقوم المؤتمر على مبدأ «التبادل» أو «المقايضة»، من جهة دعوة الدول التي لم تعترف بالدولة الفلسطينية وغالبيتها دول غربية إلى الإقدام على هذا العمل.
وفي الجهة المقابلة، دعوة الدول العربية والإسلامية التي لم تعترف بعد بدولة إسرائيل إلى الاعتراف بها وتطبيع العلاقات معها.
وفي هذه «الصفقة» ما يُذكّر بـ«المبادرة العربية» التي تبنتها القمة المنعقدة في بيروت قبل 23 عاماً وكانت بمبادرة من العاهل السعودي الراحل الملك عبد الله بن عبد العزيز.
كان أساس المبادرة قبول إقامة علاقات «طبيعية» مع إسرائيل مقابل قبولها قيام دولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967 وانسحابها من الأراضي العربية التي تحتلها في لبنان وسوريا.
فلسطينيون يرشقون مركبات للجيش الإسرائيلي في أثناء مداهمة في نابلس بالضفة الغربية أمس (أ.ف.ب)
لكن السياق الذي يلتئم فيه المؤتمر على خلفية حرب غزة والجرائم الإسرائيلية المتواصلة (جرائم الحرب، والجرائم ضد الإنسانية) التي دفعت الادعاء في «المحكمة الجنائية الدولية» إلى طلب القبض، بسببها، على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يؤاف غالنت، يجعل باريس حذرة في توقع تحقيق اختراق بارز لجهة الاعتراف العربي بإسرائيل.
وتقول مصادر فرنسية إن باريس تعي أن السياق المرتبط بحرب غزة ّيجعل التطبيع الكامل «ضئيل الاحتمال»، لكنها تضيف: «التطبيع «ليس عملاً (وحيداً) بل هو عملية (أو مسار)، ونأمل في أن تحدث مجموعة من الخطوات في هذا الاتجاه، وأن يتم الإعلان عن عدد من الأمور من قبل الدول العربية والإسلامية التي لم تُطبّع بعد علاقاتها بإسرائيل».
وبرأي المصدر، فإن «التطبيع» يمكن أن يأتي لاحقاً عندما «يظهر أن هناك أفقاً سياسياً قد فتح» بوجه الحل السياسي وقيام الدولة الفلسطينية وأنه «بإمكان الأطراف العربية أن تعرب عما تستطيع القيام به في حال غيرت إسرائيل سياستها».
أثارت طريقة توزيع المساعدات في غزة اعترتها «مذلة» بحق سكان القطاع موجة انتقادات دولية (رويترز)
والمقصود عملياً، بهذا الكلام، بحسب الرؤية الفرنسية، أن الاعتراف بالدولة الفلسطينية، لا يبدو مشروطاً بإتمام التطبيع عربياً أو إسلامياً، بل المرتقب سيكون ما يشبه «إعلان نوايا» لولوج مسار كهذا.
ويبدو أن باريس قد خفضت سقف التوقعات، حيث أفادت المصادر بأن المؤتمر الموعود «ليس النهاية بل هو مجرد بداية ولن يوجِد بذاته حلاً للنزاع إنما يعد نقطة انطلاق من أجل إطلاق دينامية تدفع باتجاه الحلول».
والتعويل، إضافة إلى أهمية الاتصالات رفيعة المستوى التي ستتم بمناسبة المؤتمر، على «الوثيقة النهائية التي ستعرض عناصر ملموسة من شأنها السير نحو حل الدولتين».
كما أن هناك رهاناً على تعبئة المجتمع المدني في الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، وفي هذا السياق، ثمة اجتماع للجانبين في باريس بعد أسبوعين.
يريد رئيسا المؤتمر (السعودية وفرنسا) دفع الأمور إلى الأمام وإطلاق «موجة ضغوط دولية» ودينامية سلمية من شأنها إعادة الحل السلمي إلى الواجهة.
لكن المتعارف عليه أن للموقف الأميركي وزنه في ملفات الشرق الأوسط. وحتى اليوم، لا تكشف باريس عن طبيعة اتصالاتها مع واشنطن بهذا الخصوص، مكتفية بالقول إن المؤتمر مفتوح أمام كل أعضاء الأمم المتحدة بمن فيهم «المراقبون»، وأن لا تعبير رسمياً عن الموقف الأميركي حتى اليوم.
مبعوث ترمب للشرق الأوسط ستيف ويتكوف في البيت الأبيض 28 مايو 2025 (رويترز)
لكن باريس تحرص على القول إنها لا تريد أن تحل محل الولايات المتحدة، بل إنها تعمل مع مجموعة من الدول العربية والأوروبية والغربية من أجل أوسع تعبئة.
ويشار إلى أن اجتماعي باريس ونيويورك الأسبوع الماضي كانا «إيجابيين»، وقد برزت رغبة عارمة تريد أن ينتج المؤتمر «شيئاً مفيداً وبنّاءً لا أن يكون فقط تعبيراً عن مبادئ ومواقف».
وفي أي حال، فقد عجلت إسرائيل، بلسان نتنياهو أو وزير خارجيته، وفق ما نقلت عنهما صحف إسرائيلية وغربية، إلى التهديد بفرض السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية في حال أقدمت دول مثل فرنسا أو بريطانيا على الاعتراف بدولة فلسطين.
وتجدر الإشارة إلى أن 150 دولة منها أربع أوروبية (إسبانيا وآيرلندا وسلوفينيا والسويد) ومالطا، مؤخراً، أعلنت أنها ستعترف بدولة فلسطين بمناسبة مؤتمر جنيف.
وسبق للرئيس ماكرون ولوزير خارجيته جان نويل بارو أن أعربا عن العزم (أو الاستعداد) للإقدام على هذه الخطوة. وعندما سئل الناطق باسم الخارجية كريستوف لوموان عن هذه المسألة اكتفى بتأكيد الموقف الفرنسي الرافض للاستيطان أو الضم، مذكّراً بما قاله بارو مؤخراً حيث أكد أن باريس «تعارض بقوة أي محاولة للضم أكان ذلك يتناول الضفة الغربية أو غزة». ومن المنتظر أن تقدم دول أوروبية على الاحتذاء بباريس مثل بلجيكا والبرتغال ولوكسمبورغ وبريطانيا ويضاف إليها كندا. أما الدول الأوروبية التي ستمتنع عن الاعتراف، فإن ألمانيا تعد في مقدمتها، والتي تقيم علاقات خاصة بإسرائيل نظرا لماضيها النازي.
ترفض باريس بشكل مطلق الحجة الإسرائيلية التي تقول إن «الاعتراف» هو «مكافأة» لحركة «حماس» بل هو بالعكس، «مكافأة للسلطة الفلسطينية التي اختارت طريق السلام والتخلي عن العنف واعترفت بدولة إسرائيل منذ عقود وهي مواظبة على البحث عن حل سلمي».
أما التحديان الأخيران فهما إصلاح السلطة الفلسطينية من جهة، ومن جهة أخرى نزع سلاح «حماس». وقد بحث الملفان خلال الاجتماع الذي ضم، نهاية الأسبوع الماضي، في باريس، وزراء خارجية فرنسا والمملكة السعودية ومصر والأردن.
وترى فرنسا أنه يتعين القيام بمجموعة من الإصلاحات لـ«تهيئة السلطة الفلسطينية وتوفير المصداقية لها من أجل أن تكون أهلاً لإدارة الدولة الفلسطينية العتيدة»، ويراد منها كذلك أن تعيد التأكيد على رفض العنف والرغبة بالسلام وإدانة عملية 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023 ومحاربة خطاب الكراهية فضلاً عن القيام بإصلاحات هيكلية.
واللافت أن المسائل نفسها لا يبدو أنها مطلوبة من الطرف الإسرائيلي.
وأخيراً، ثمة قناعة فرنسية ودولية حول نزع سلاح «حماس» وإبعادها عن حكم غزة وحرمانها من التأثير على السلطة التي ستحكمها، وتستهجن باريس ردة الفعل الإسرائيلية، وترى أن من أهداف المؤتمر ما يتطابق مع الرغبات الإسرائيلية أكان بالنسبة لـ«حماس» أو للتطبيع مع الدول العربية والإسلامية واندماجها الإقليمي واستفادتها من هندسة أمنية تشملها.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

حارات الحجاج في المدينة !
حارات الحجاج في المدينة !

عكاظ

timeمنذ 26 دقائق

  • عكاظ

حارات الحجاج في المدينة !

/*.article-main .article-entry > figure img {object-fit: cover !important;}*/ .articleImage .ratio{ padding-bottom:0 !important;height:auto;} .articleImage .ratio div{ position:relative;} .articleImage .ratio div img{ position:relative !important;width:100%;} .articleImage .ratio img{background-color: transparent !important;} حسين عويضة محمد البكري عبدالغني القش اكتسب أهل المدينة المنورة، خاصية استقبال ضيوف الرحمن وزوار المسجد النبوي وعُرف عنهم حبهم وترحيبهم وحفاوتهم، ويجد الحاج عندهم الراحة والطمأنينة والسكنية في وقت كان عدد الفنادق قليلاً لا يفي بحاجة آلاف الضيوف.. وهنا تدور أسئلة: كيف كانت الفنادق والدور السكنية تستوعب العدد الكبير؟.. وكيف تحولت منازل أهل المدينة لسكنٍ للحجاج؟ إلى أين يمضي السكان حين ينزل الحجاج في منازلهم؟ ما أبرز ملامح تلك الفترة حين تتحول الأحياء إلى حارات للحجاج؟ مع بداية ظهور مؤسسة الأدلاء، كانت خدمة الحجاج في المدينة المنورة تتم بشكل فردي من بعض الأسر المعروفة وغالباً كانوا من العلماء والوجهاء الذين يقومون بإرشاد الحجاج وتلبية حاجاتهم، وحدد النظام ضوابط ممارسة هذه المهنة وانتخاب هيئة لها من 10 أشخاص، ثم حدث التحول إلى مؤسسة أهلية (1405هـ)، وشكّل ذلك نقطة تحول مهمة، وصدر الأمر بإنشاء المؤسسة الأهلية للأدلاء بالمدينة المنورة، وأحال الأمر الخدمة من الطابع الفردي إلى العمل المؤسسي الجماعي؛ وذلك للارتقاء بمستوى الخدمات، ثم حدث التحول إلى شركة في 1440هـ، واستكملت إجراءات التأسيس لشركة الأدلاء (شركة مساهمة مغلقة)، إنفاذاً للمرسوم الملكي.. العيد في البساتين يواصل حسين عويضة ويضيف: كان القائمون على المتاجر والبسطات من أبناء البلد، وهم أصحابها، يُديرون العمل بأنفسهم، لا يغيب عنّي ذكر المردُود الثقافي والفكري الذي كان يعود على أهل المدينة المنورة، من خلال احتكاكهم بالحجاج بمختلف أطيافهم؛ ما نتج عنه تلاقح فكري وثقافي جعل أبناء المدينة المنورة، أكثر انفتاحاً بالتقائهم الحجاج وتعايشهم معهم في سكن، وازدادوا بها ثقافةً وفكراً وقبولاً للآخرين، ومن الأشياء الجميلة التي كان عليها أهل المدينة المنورة.. بعد مغادرة ضيوف الرحمن للمشاعر المقدسة لأداء مناسك الحج إذ كانت هناك طقوس جميلة في يوم الوقوف في عرفة تشبه أيام رمضان، وينتشر بيع المأكولات والمشروبات الرمضانية ويتدفّق الأهالي بعد صلاة العصر رجالاً ونساء وأطفالاً قاصدين المسجد النبوي للإفطار وأداء صلاة المغرب في رحابه، ويُسمّى عندهم يوم الوقفة وليلة العيد الكبير، إذ يجتمعون معاً لقضاء أيام عيد الأضحى بقلوب صافية ونفوس راضية أقارب وجيران من الذين لم يُكتب لهم الحج، واعتاد كثير من أهل المدينة المنورة في عيد الأضحى قضاء العيد في مزارع وبساتين المدينة التي تقع في قباء، والعوالي، وقربان، والعيون، والعاقول وبئر عثمان يَذْبحون أُضْحياتهم، ويقضون أحلى أوقاتهم في أجواء أخويّة وأسريّة، يتمتع جميعهم بروح مُتقاربة ومُتحابّة مُتفائلة ومُتسامحة ومُتعاضدة ومُتكاتفة، كان الناس في تلك الأزمنة يعيشون حياة بسيطة جميلة يترفّعون فيها عن الخوض فيما لا يعنيهم، ويتجنبون الإساءة، مُستشعرين قدسيّة المكان وشرف الجيرة، ويتحَلّون بكَظم الغيظ والعفو والسماح والإحسان، جوار سيد الأنبياء والأخيار صلى الله عليه وسلم، في مدينة المهاجرين والأنصار، وفي انتظار الموسم الثاني لاستقبال الحجاج والترحيب والاحتفاء بعد أداء مناسك الحج. يا هلا ويا مرحبا أحد الأدلاء السابقين خير الدين بصراوي، يؤكد ان أهل المدينة المنورة يتميزون بكرم الضيافة وحسن استقبال الزوار وضيوف الرحمن، وهذا جزء أصيل من ثقافتهم وعاداتهم المتوارثة، ويستقبل أهل المدينة المنورة زوارهم بترحيب وابتسامة صادقة، تعكس سعادتهم بقدومهم. عبارات الترحيب مثل «يا هلا ويا مرحبا» و«حياكم الله» تسمع بشكل متكرر، وعرف عنهم إكرام الضيف الذي يعتبر لديهم من القيم الأساسية، ويتجلى ذلك بوضوح في تعاملهم، وتقديم القهوة العربية والتمور يعتبر من أساسيات الضيافة المدنية الأصيلة، ويبادر البعض بدعوة الزوار إلى منازلهم لتقديم وجبة أو استضافتهم، وتوجد جمعيات متخصصة مثل «جمعية ضيافة المدينة المنورة لخدمة الحجاج والمعتمرين»، التي تُعنى بتقديم الضيافة الراقية وتثقيف الزوار المساعدة والتوجيه ويبدي أهل المدينة استعداداً دائماً لمساعدة الزوار وتقديم المعلومات والتوجيهات التي يحتاجونها، وقد يصطحبون الزوار إلى الأماكن الدينية أو يرشدونهم إلى الخدمات المختلفة. كما تشارك العديد من الفرق التطوعية والجهات الخيرية في تنظيم الموائد وتقديم الوجبات للصائمين والزوار، ويشجع أهل المدينة المنورة زوارهم على زيارة المواقع الدينية والتاريخية في المدينة المنورة مثل مسجد قباء، ومقبرة البقيع ويقدمون لهم المعلومات والنصائح المتعلقة بآداب الزيارة وفضل هذه الأماكن، ويحرص أهل المدينة على توفير جو من الهدوء والسكينة للزوار في محيط الأماكن الدينية، ليتمكنوا من أداء عباداتهم ونسكهم براحة، ويتعامل أهل المدينة مع الزوار من مختلف الجنسيات والثقافات بتسامح واحترام، ويعكسون بذلك الصورة الحقيقية للإسلام وقيمه السمحة، وهذه العادات والتقاليد الأصيلة تعكس كرم أهل المدينة المنورة ما يترك انطباعاً طيباً وذكريات جميلة لدى كل من زار هذه البقعة المباركة. الكلام بلغة الإشارة «عكاظ» استطلعت آراء عدد من المختصين في كيفية تحول العمل الفردي لإسكان ضيوف الرحمن في المدينة المنورة إلى عمل مؤسسي منظم، وكيف تحولت منازل الأهالي في فترة سابقة إلى مساكن لضيوف الرحمن. الباحث والمؤرخ الدكتور محمد أنور البكري يشير إلى أن إسكان الحجاج في السابق كان يعتمد على الأدلاء الذين لا يتجاوز عددهم 200 دليل في المدينة المنورة، وكانوا يشرفون على إسكان الحجاج في منازلهم والمنازل المجاورة لهم، وتتم تهيئة المنازل من بعد شوال، ومع نهاية الحج يقوم الأدلاء في المدينة بزيارة الدول لمعرفة عدد الحجاج والاتفاق معهم، وكل دليل معروف يتولى إسكان حجاج دولة معينة، وكان الأدلاء يبرمون اتفاقات بعدم تدخل أي دليل على نشاط الآخر والحرص على التعاون، ويتم توفير السكن المناسب في حالة عدم توفر مساكن للدليل. المهم في الأمر حرص وإجماع كل الأدلاء على راحة ضيوف الرحمن، ويقوم الدليل بتقديم واجبات الضيافة وإكرام الحجاج خير إكرام، ويعمل مع الجيران على توفير متطلباتهم وترتيب زيارة المواقع الإسلامية والتاريخية، وجميع الجهات الحكومية تتضافر لتقديم أفضل الخدمات لهم، وما يميز تلك الفترة الارتباط والصداقات التي تتكون بين ضيوف الرحمن وأهل المدينة وزيارة النساء لبعضهن، والتخاطب بلغة الإشارة في حال عدم التحدث باللغة العربية، وكثير من الحجاج تعرفوا على العادات والتقاليد وعلـي طباع أهل المدينة المنورة في أكلهم وأزيائهم، كما تعلمت النساء في المدينة طهي الأطعمة الهندية والتركستانية وغير ذلك. ويشير البكري إلى أن عدد الحجاج في السابق لم يكن يتجاوز 200 ألف حاج، يأتون عبر القوافل برّاً أو عن طريق البواخر، ومع تزايد أعدادهم نظمت الدولة إسكانهم عبر شركة الأدلاء. أخبار ذات صلة يؤثرون على أنفسهم المستشار الإعلامي عبدالغني القش يقول: أهالي المدينة المنورة درجوا وما زالوا يستقبلون الحجاج بكل فرح وسرور، يسكنونهم في منازلهم، يقدمون لهم الطعام والشراب الذي يأكلون منه إكراماً، لهم فإذا كان المنزل كبيراً فإن العائلة تصعد إلى الدور العلوي وتترك الدور الأرضي للحجاج، والبعض منهم يغادر المنزل بالكامل ويذهب إلى منزل مجاور، إما أن يكون لأبيه أو لأمه أو أحد أقربائه من الدرجة الأولى، ورغم أن المنازل في ذلك الوقت كانت صغيرة المساحة لكن القلوب كانت منشرحة والصدور منفتحة، يفعلون ذلك من باب الإيثار، وهذا يذكرنا بما فعله الأنصار مع المهاجرين رضوان الله عليهم أجمعين. ويا لها من صورة إنسانية رائعة خلدها القرآن لهم وأثنى عليهم ثناءً منقطع النظير، وهذا العمل الذي كان يقوم به أهل المدينة المنورة جعلهم يكتسبون ثقافات متعددة؛ لأن الحجاج الذين كانوا ينزلون في منازلهم من جنسيات مختلفة، ففي عام يكون الحجاج من الأتراك وفي العام الذي يليه من إندونيسيا وبقية دول العالم الإسلامي، فامتزجت الثقافات، واكتسب أهل المدينة المعارف الإنسانية. امتزاج مشترك في التقاليد ويضيف عبدالغني القش: بعض الحجاج كانوا يمتزجون بعادات وتقاليد أهل المدينة المنورة مثلما يمتزج الأهالي بعادات ضيوفهم، ومن ذلك مثلاً تقديم ما يعرف بالحلوى العجمية في المناسبات، والتركية. أما بعض المأكولات فقد باتت مستساغة عند أهل المدينة المنورة، ولا يعرفها الكثير من سكان الجزيرة العربية باستثناء مكة المكرمة، أما في عصرنا الحالي فقد تحولت تلك المنازل والدور إلى فنادق وشقق سكنية تشرف عليها أجهزة الدولة بتنظيم دقيق ومراقبة مستمرة، ما جعل الجيل الحالي بعيداً عن اكتساب تلك العادات والتقاليد والمعارف التي كانت منتشرة في زمن مضى، وعندما يستذكر الإنسان تلك الأيام فإن الابتسامة ترتسم على شفتيه، فقد كانت الحياة بسيطة إلى أبعد الحدود، وكان الحاج لا يحتاج إلى مزيد أثاث، بل ربما افترش بعضهم الأرض والتحف السماء؛ لأنه آت ليكتسب الأجر ويسعى إلى مرضاة الله وينال ثواب الحج؛ ليعود منه كما ولدته أمه، فلا تعنيه الدنيا في شيء لا يهتم لفراش وثير، ولا لتجهيزات حديثة، ولا لأدوات حضارية في صورة إنسانية بديعة قل أن توجد في أرجاء العالم أجمع أخوة الإسلام، وإنسانية الآدميين ورقي الأخلاق والتسامح والتعايش والمودة. لبان لامي وبخور المشرف التربوي والكاتب الصحفي حسين عويضة، يقول: أهل المدينة اعتادوا في شهور الحج تقسيمه إلى موسمين: موسم قبل الحج ويُطلق عليه: الموسم الأول وفيه يتدفّق حَشدٌ كبير من الحجيج لزيارة المسجد النبوي والصلاة فيه، والتشرف بالسلام على رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم وصاحبيه رضوان الله عليهما، قبل أدائهم فريضة الحج، والفترة الأخرى بعد الحج ويُطلق عليها: (الموسم الثاني) ويتّجه جمعٌ كبير من الحُجّاج إلى المدينة الّذين لم يسبق لهم زيارتها قبل الحج، ونظراً لافتقار المدينة في تلك الحقْبة الزمنية إلى فنادق ووحدات سكنية خاصة للسّكن كانوا يسكنون في بيوت الأهالي. وكان الأهالي يستعدون قبل الحج بتجهيز ملحقات المنازل في الأسطح بعد إخلاء باقي الغرف لسُكنى الحجّاج، ويتم ذلك في الموسمين الأول والثاني، ويصعب وصف البهجة التي كان يشعر بها أهل المدينة صغاراً وكباراً. عند نزول الحجاج في موسم الحج تشهد المدينة المنورة، حراكاً تجارياً كبيراً، فهو مصدر رزق لأهلها ينتظرونه كل عام، ترى المتاجر ممتلئة بالأقمشة والسجّاد والعِطَارة والمجوهرات والأدوات الكهربائية وغيرها من المستلزمات التي يحتاجها الحاج، وترى البسطات تُنصَب أمام المحلات وبسطات تُنصَب في الطرقات لبيع العُطور والسُّبَح وسجّاد الصلاة والعصيرات والشاي بالحليب والهدايا واللّبان اللامي والشامي والبخُور وغيرها. مواقع تاريخية ترحِّب بزوارها المدينة المنورة تزخر بالمواقع التاريخية والإسلامية، التي يحرص الزوار على زيارتها، وأبرزها مسجد قباء، وهو أول مسجد بني في الإسلام، أسسه النبي -صلى الله عليه وسلم- عند وصوله إلى المدينة المنورة. يقع في الجنوب الغربي من المدينة، ويحرص الزوار على الصلاة فيه اقتداءً بالنبي -صلى الله عليه وسلم-، ومسجد القبلتين يتميز بأنه المسجد الذي صلى فيه النبي -صلى الله عليه وسلم- والمسلمون، صلاتين باتجاهين مختلفين للقبلة؛ الأولى باتجاه بيت المقدس والثانية باتجاه الكعبة المشرفة بعد نزول الوحي بتحويل القبلة. والمساجد السبعة: مجموعة من ستة مساجد صغيرة تاريخية تقع في الجهة الغربية من جبل سلع، وترتبط بغزوة الخندق. تشمل مسجد الفتح (أكبرها)، ومسجد سلمان الفارسي، ومسجد أبي بكر الصديق، ومسجد عمر بن الخطاب، ومسجد علي بن أبي طالب، ومسجد فاطمة رضي الله عنهم، ومسجد الجمعة: بُني في الموقع الذي صلى فيه النبي -صلى الله عليه وسلم- أول صلاة جمعة بعد هجرته إلى المدينة المنورة ومسجد المصلي ويقع بالقرب من المسجد النبوي؛ وهو المكان الذي صلى فيه النبي -صلى الله عليه وسلم- صلاة العيد والاستسقاء. ومسجد الإجابة (بني معاوية): يقع شمال شرقي البقيع، ويُروى أن النبي -صلى الله عليه وسلم- دعا فيه دعاءً استجاب الله له في ثلاث مسائل، وزيارة بقيع الغرقد: المقبرة الرئيسية في المدينة المنورة، وتضم قبور العديد من آل بيت النبي -صلى الله عليه وسلم- وزوجاته وأصحابه الكرام والتابعين، وزيارة جبل أحد وهو موقع غزوة أحد الشهيرة، ويضم مقبرة شهداء أحد، وعلى رأسهم حمزة بن عبدالمطلب رضي الله عنه.

«الداخلية»: معاقبة 11 شخصاً لنقلهم 50 مخالفاً لا يحملون تصاريح الحج
«الداخلية»: معاقبة 11 شخصاً لنقلهم 50 مخالفاً لا يحملون تصاريح الحج

عكاظ

timeمنذ 26 دقائق

  • عكاظ

«الداخلية»: معاقبة 11 شخصاً لنقلهم 50 مخالفاً لا يحملون تصاريح الحج

تابعوا عكاظ على أعلنت وزارة الداخلية عن ضبط قوات أمن الحج بمداخل مدينة مكة المكرمة (1) من الوافدين و(10) مواطنين، لمخالفتهم أنظمة وتعليمات الحج بنقلهم (50) مخالفاً لا يحملون تصاريح لأداء الحج. وأصدرت الوزارة بحق الناقلين والمساهمين والمنقولين قرارات إدارية عبر اللجان الإدارية الموسمية، تضمنت عقوبات بالسجن وغرامات مالية تصل إلى (100,000) ريال، والتشهير بالناقلين وترحيل الوافدين منهم مع منعهم من دخول المملكة لمدة (10) سنوات بعد تنفيذ العقوبة، والمطالبة بمصادرة المركبات المستخدمة في النقل قضائياً، ومعاقبة من حاول أداء الحج دون تصريح بغرامة مالية تصل إلى (20,000) ريال. أخبار ذات صلة ودعت وزارة الداخلية جميع المواطنين والوافدين إلى التقيد والالتزام بأنظمة وتعليمات الحج لينعم ضيوف الرحمن في أداء نسكهم بالأمن والأمان. /*.article-main .article-entry > figure img {object-fit: cover !important;}*/ .articleImage .ratio{ padding-bottom:0 !important;height:auto;} .articleImage .ratio div{ position:relative;} .articleImage .ratio div img{ position:relative !important;width:100%;} .articleImage .ratio img{background-color: transparent !important;}

لا عبور.. لا استثناءات..  لا تهاون
لا عبور.. لا استثناءات..  لا تهاون

عكاظ

timeمنذ 26 دقائق

  • عكاظ

لا عبور.. لا استثناءات.. لا تهاون

/*.article-main .article-entry > figure img {object-fit: cover !important;}*/ .articleImage .ratio{ padding-bottom:0 !important;height:auto;} .articleImage .ratio div{ position:relative;} .articleImage .ratio div img{ position:relative !important;width:100%;} .articleImage .ratio img{background-color: transparent !important;} سخّرت السعودية كل مقدراتها لخدمة الإسلام والمسلمين ووضعت التنظيمات لإنجاح الحج، وراعت الأعداد الهائلة التي تتوافد إلى المشاعر المقدسة من شتى بقاع الأرض لأداء الفريضة في مساحات محددة، ما استلزم سن التنظيمات والقوانين، بما يضمن سلامة وأمن الحجاج.. ومن أبرز الضوابط «تصريح الحج». لم يكن شعار «لا حج بلا تصريح» مجرد لافتة بل كان له الدور العظيم في إنجاح المواسم السابقة والقضاء على كثير من التصرفات والتحايل الذي يعمد إليه البعض في محاولة للقفز على الأنظمة ومخالفة الأوامر التي تشترط التصريح، ويحاول هؤلاء دخول المشاعر تحايلاً وتسللاً، ورغم ذلك يصرّ البعض على مخالفة الأنظمة والتعليمات بمحاولة العبور والتسلل إلى المشاعر المقدسة. إن شعار «لا حج بلا تصريح» الذي أطلقته وزارة الداخلية، لم يأتِ من فراغ، بل نابع من حاجة ملحة لتنظيم حركة الحجاج، وتفادي الزحام الذي قد يؤدي إلى حوادث، أو اختناقات بشرية، فالتصريح لا يُعد مجرد ورقة رسمية، بل وسيلة لضمان أن كل حاج لديه سكن، وخدمة صحية، وإعاشة، ومتابعة أمنية تضمن له أداء مناسكه بأمان وسكينة. لا استثناءات تشهد العاصمة المقدسة استنفاراً واسعاً على مختلف المستويات استعداداً لاستقبال الحجاج، وسط خطط أمنية وخدمية متكاملة لضمان سلامة الحجاج وانسيابية الحركة والتنقل داخل مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، عبر ستة مداخل رئيسة إلى مكة المكرمة، تعمل بكامل جاهزيتها التقنية على مدار الساعة، في إطار الجهود الرامية إلى منع دخول المخالفين وتطبيق الإجراءات التنظيمية بكل دقة. وتهدف الاستعدادات المكثفة والعمل الجاد والإجراءات المشدّدة إلى تنظيم دخول الحجاج وضمان سلامة الموسم، وتؤكد التعليمات وتجدد أنه لن يُسمح لأي شخص بدخول مكة دون تأشيرة حج رسمية صادرة عبر القنوات المعتمدة. وطبقاً للبيانات، تغلق جميع المنافذ المؤدية إلى مكة بشكل كامل أمام المخالفين، ولا استثناءات على الإطلاق في ما يتعلق بعبور الأفراد غير الحاصلين على تأشيرات رسمية تسمح بالدخول، سواء من داخل المملكة أو خارجها، ولا تهاون في تطبيق القوانين، وأن السلطات المختصة ستتعامل بحزم مع أي محاولات للدخول غير النظامي إلى مكة حفاظاً على أمن وسلامة الحجاج والنظام العام في المشاعر المقدسة. إحباط دخول 400 مخالف أعلنت وزارة الداخلية عن ضبط قوات أمن الحج بمداخل مدينة مكة المكرمة 124 مخالفاً؛ منهم (62) وافداً و(62) مواطناً؛ لمخالفتهم أنظمة وتعليمات الحج بنقلهم (400) مخالف لا يحملون تصاريح أداء الحج. وأصدرت الوزارة بحق الناقلين والمساهمين والمنقولين، قرارات إدارية عبر اللجان الإدارية الموسمية، تضمنت عقوبات بالسجن وغرامات مالية تصل إلى (100,000) ريال، والتشهير بالناقلين وترحيل الوافدين منهم مع منعهم من دخول المملكة لمدة (10) سنوات بعد تنفيذ العقوبة، والمطالبة بمصادرة المركبات المستخدمة في النقل قضائياً، ومعاقبة من حاول أداء الحج دون تصريح بغرامة مالية تصل إلى (20,000) ريال. من فشل في «التصريح».. أخبار ذات صلة في حكم عدم المستطيع أكدت هيئة كبار العلماء أن الالتزام باستخراج تصريح الحج والتزام قاصدي المشاعر المقدسة يتفق والمصلحة المطلوبة شرعاً، إذ جاءت الشريعة بتحسين المصالح وتكثيرها ودرء المفاسد وتقليلها، وأوضحت أنه لا يجوز الذهاب إلى الحج دون أخذ تصريح، ويأثم فاعله، ومن لم يتمكن من استخراج التصريح فإنه في حكم عدم المستطيع. وبينت أن الالتزام باستخراج تصريح الحج مستند إلى ما تقرره الشريعة الإسلامية من التيسير ‏على العباد، في القيام بعبادتهم وشعائرهم ورفع الحرج عنهم، والإلزام باستخراج تصريح الحج إنما جاء بقصد تنظيم عدد الحجاج بما يمكِّن هذه الجموع الكبيرة من أداء هذه الشعيرة بسكينة وسلامة، وهذا مقصد شرعي صحيح تقرره أدلة الشريعة وقواعدها. وأضافت: إن الالتزام باستخراج تصريح الحج والتزام قاصدي المشاعر المقدسة بذلك يتفق والمصلحة المطلوبة شرعاً، ذلك أن الجهات الحكومية المعنية بتنظيم الحج ترسم خطة موسم الحج بجوانبها المتعددة؛ الأمنية، والصحية، والإيواء والإعاشة، والخدمات الأخرى، وفق الأعداد المصرح لها، وكلما كان عدد الحجاج متوافقاً مع المصرح لهم كان ذلك محققاً لجودة الخدمات التي تقدم للحجاج، ويدفع مفاسد عظيمة من الافتراش في الطرقات الذي يعيق تنقلاتهم وتفويجهم وتقليل مخاطر الازدحام والتدافع المؤدية إلى التهلكة. أبلغوا عنهم دعت وزارة الداخلية للإبلاغ عن كل من يقوم أو يحاول القيام بنقل مخالفي أنظمة وتعليمات الحج بالاتصال بالرقم 911 في مناطق مكة المكرمة، والمدينة المنورة، والرياض، والشرقية، والرقم 999 في بقية مناطق المملكة. وشددت على تطبيق غرامة تصل إلى 100 ألف ريالٍ بحق كل من يقوم بنقل حاملي تأشيرات الزيارة، أو يحاول نقلهم؛ بهدف إيصالهم إلى مدينة مكة المكرمة، والمشاعر المقدسة بداية من الأول من شهر ذي القعدة حتى نهاية اليوم الـ 14 من شهر ذي الحجة، ومصادرة وسيلة النقل البري التي يثبت استخدامها في نقل حاملي تأشيرة الزيارة بأنواعها كافة. وأهابت وزارة الداخلي، بالجميع الالتزام بأنظمة وتعليمات الحج، التي تهدف إلى المحافظة على أمن وسلامة الحجاج؛ لأداء مناسكهم بيسر. الداخلية: عقوبات صارمة على المخالفين أكد المتحدث الأمني بوزارة الداخلية العقيد طلال شلهوب، أن الجهات الأمنية، باشرت تنفيذ العقوبات بحق مخالفي التعليمات التي تقضي الحصول على تصريح لأداء الحج والدخول إلى مدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة أو البقاء فيهما، مضيفاً أن من يضبط مؤدياً أو محاولاً أداء الحج دون تصريح، ومن يقوم من حاملي تأشيرات الزيارة بأنواعها كافة، أو يحاول القيام بالدخول إلى مدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة أو البقاء فيهما يعاقب بغرامة مالية تصل إلى (20000) ريال، وأن من تقدّم بطلب إصدار تأشيرة زيارة بأنواعها كافة لشخص قام أو حاول أداء الحج دون تصريح، أو الدخول إلى مدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة أو البقاء فيهما، وكل من يقوم بنقل حاملي تأشيرات الزيارة، أو يحاول نقلهم بهدف إيصالهم إلى مدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، وكذلك من يقوم أو يحاول إيواء حاملي تأشيرات الزيارة بأنواعها كافة في أي مكان مخصص للسكن؛ الفنادق، والشقق، والسكن الخاص، ودور الإيواء، ومواقع إسكان الحجاج، وغيرها، أو التستر عليهم، أو تقديم أي مساعدة لهم تؤدي إلى بقائهم في مدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، يعاقب بغرامة تصل إلى (100000) ريال، مشيراً إلى أنه تتعدد الغرامات بتعدد الأشخاص المخالفين، وترحيل المتسللين للحج من المقيمين والمتخلفين لبلادهم ومنعهم من دخول المملكة لمدة (10) سنوات.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store