
وزير الإعلام السوري لا تهاون مع مسببي الفوضى في السويداء
اشتباكات السويداء
ومنذ الأحد، قُتل أكثر من 900 شخص في محافظة السويداء السورية ذات الغالبية الدرزية، حسبما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.ووفق المرصد، اندلعت الاشتباكات بين مسلحين دروز وآخرين من البدو. ومع احتدام المواجهات، أعلنت القوات الحكومية تدخّلها لفضّ الاشتباكات.
وانتقد وزير الإعلام السوري بيان الرئاسة الروحية للطائفة الدرزية، متهما إياه بأنه تضمن «صياغات تحض على التهجير ودعوة تفضي لخروج البدو وهي جريمة».
وأكد المصطفى «المجموعات المسلحة الخارجة عن القانون سلكت طرقا مختلفة واستهدفت أبناء العشائر والدولة مسؤولة عن حماية جميع مواطنيها وسعت الدولة السورية دائما لإعمال الحلول السياسية وإنضاج تفاهمات تدمج الجميع والشيخ حكمت الهجري نقض الاتفاق سابقا وتبنى خطابا يستدعي التدخل الأجنبي حالة الفوضى في السويداء ليست جديدة وهي ممتدة منذ أشهر سابقة».
واليوم السبت، سيطرت قوات العشائر على أغلب أحياء مدينة السويداء جنوبي سوريا بعد رفض فصائل في المدينة انتشار قوات الأمن العام تطبيقا للاتفاق الذي أعلن عنه فجر اليوم.وقال مصدر في مجلس القبائل والعشائر السورية إن المعارك تدور وسط مدينة السويداء للسيطرة على أحياء المساكن وعين الزمان والثورة وحسي المسلخ ودار الجرة والتقدم مستمر للسيطرة على مساكن القلعة وحي النهضة ومحيط المشفى الوطني.
غياب الدولة
وقال وزير الإعلام السوري، في المؤتمر الصحفي، السبت، إن غياب الدولة لفترة قد ساهم في إنضاج الأزمة داخل السويداء، لكنه أشار إلى أن قوى الأمن ستتمكن خلال اليوم أو غدا من إتمام مهمتها في فض الاشتباكات بالمدينة.وأضاف أن القوات الحكومية تحاول إنفاذ القانون لضمان إخلاء المحتجزين من الطرفين المتنازعين في السويداء، مشيرا إلى أن الخلاف بين العشائر والدروز قديم لكنه تجدد مؤخرا.
ووعد الوزير بالعمل على تفعيل مؤسسات الدولة وانتشار عناصر الأمن وفق الاتفاق، وقال «حريصون على حصر السلاح بيد الدولة وإدماج كافة التنظيمات داخل مؤسسات الدولة».
وتابع «بدأنا المرحلة الأولى للاتفاق بانتشار الأمن الداخلي لفض الاشتباكات غربي السويداء ويجري العمل بالمرحلة الثانية للاتفاق والتي تقوم على فتح ممرات إنسانية للمدنيين».
وأشار إلى أن المرحلة الثالثة من الاتفاق ستبدأ بعد ترسيخ التهدئة وتشمل تفعيل مؤسسات الدولة وانتشار الأمن الداخلي تدريجيا.وبحسب تصريحات المصطفى، فقد شكلت الحكومة السورية لجنة طوارئ لإدخال المساعدات إلى السويداء، كما ستعمل على فتح ممرات إنسانية بين محافظتي درعا والسويداء.
وشدد وزير الإعلام على أن الدولة السورية مسؤولة عن حماية جميع المواطنين، وقال إن «اتفاق وقف إطلاق النار بالسويداء يمنح فرصة للحلول السياسية والحوار». ورغم إعلان الرئيس السوري، أحمد الشرع، وقف إطلاق نار فوري وتحذيره أي طرف من مغبّة خرقه، تزامنا مع بدء قوات الأمن الانتشار في محافظة السويداء، إلا أن اشتباكات دارت في غرب المدينة وفي ريفها الشمالي.
ودعت الأمم المتحدة إلى وقف إراقة الدماء، مطالبة بتحقيق مستقل في أعمال العنف.
إسرائيل تماطل في الرد على خرائط غزة وتتجاهل مبادرات الوسطاء ومفاوضات التبادل لم تنطلق بعد
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


هبة بريس
منذ 26 دقائق
- هبة بريس
في أول احتفال رسمي منذ أكثر من عقد.. قنصلية المغرب بطرابلس تُحيي الذكرى الـ26 لعيد العرش
عبد اللطيف الباز- هبة بريس في أجواء احتفالية غامرة بالرمزية الوطنية والعمق الدبلوماسي، نظّمت القنصلية العامة للمملكة المغربية بطرابلس، حفلًا رسميًا بمناسبة الذكرى السادسة والعشرين لتربّع صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله على عرش أسلافه المنعمين، وذلك بفندق 'راديسون بلو (المهاري)' بالعاصمة الليبية. الحفل، الذي يُعدّ الأول من نوعه منذ أكثر من عشر سنوات، عرف حضورًا دبلوماسيًا رفيع المستوى، ضمّ عددًا من السفراء وممثلي البعثات الأجنبية المعتمدة بليبيا، إلى جانب وزراء ومسؤولين من حكومة الوحدة الوطنية، ونخبة من الشخصيات السياسية والثقافية، فضلاً عن أفراد من الجالية المغربية المقيمة بليبيا. وفي كلمة بالمناسبة، أكّد القنصل العام للمملكة المغربية بطرابلس، بوزكري الريحاني، أن هذا الاحتفال 'يمثل عودة رمزية ودبلوماسية قوية للمغرب إلى الساحة الليبية، ويجسّد متانة العلاقات الأخوية التي تجمع البلدين.' وأضاف المسؤول الدبلوماسي: > 'نُحيي هذه الذكرى الغالية ليس فقط تخليدًا لحدث وطني عزيز، بل أيضًا تجسيدًا لإرادة المملكة الراسخة في تعزيز الروابط مع ليبيا الشقيقة، وترسيخًا لقيم التضامن والعمل المغاربي المشترك.' كما تناول الكلمة الطاهر الباعور، المكلف بتسيير وزارة الخارجية الليبية، حيث عبّر عن شكره وتقديره للمملكة المغربية على ما تقوم به من دور متميز في تقريب وجهات النظر بين الأطراف الليبية، مشيدًا باتفاق الصخيرات كأهم وثيقة سياسية توافق عليها الليبيون، ومؤكدًا أهمية البناء عليها في سبيل تحقيق الاستقرار الدائم في البلاد. وقد حظي الحفل بإشادة واسعة من الحضور الذين نوهوا بحفاوة الاستقبال وجودة التنظيم، كما عبّر عدد من الشخصيات الليبية والدبلوماسية عن تقديرهم للدور الإيجابي الذي تضطلع به القنصلية المغربية في مدّ جسور التواصل وتعزيز التعاون الثنائي. واختُتمت الأمسية بالدعاء الصادق بأن يحفظ الله جلالة الملك محمد السادس، ويديم على المملكة المغربية نعمة الأمن والاستقرار والازدهار.


هبة بريس
منذ 26 دقائق
- هبة بريس
متطوعو جهة الشرق ينصتون للخطاب الملكي.. مواطنة راسخة والتزام شبابي لأجل مغرب الغد
هبة بريس – أحمد المساعد في أجواء وطنية ملؤها الفخر والاعتزاز، نظّمت المديرية الجهوية لوزارة الشباب والثقافة والتواصل- قطاع الشباب بجهة الشرق، يوم الثلاثاء 29 يوليوز الجاري، حفلًا رسميًا للإنصات للخطاب الملكي السامي الذي وجهه صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله إلى الشعب المغربي، بمناسبة الذكرى السادسة والعشرين لعيد العرش المجيد. وقد جاء هذا الحفل في إطار النسخة الثالثة من برنامج 'متطوع'، الذي يجمع نخبة من شباب الجهة الشرقية المنخرطين في مسار تثقيفي وتكويني يستهدف تعزيز قيم المواطنة، والعمل التطوعي، والالتزام المدني. وبهذه المناسبة الوطنية العزيزة، التأم المشاركون والمشاركات في جو مفعم بالحماس والاعتزاز بالانتماء، استمعوا بخشوع وتفكّر للتوجيهات الملكية السامية، التي رسمت معالم المرحلة المقبلة من البناء التنموي الوطني. ويكتسي هذا الحفل رمزية قوية، إذ يعكس الانخراط الفعلي لقطاع الشباب بجهة الشرق في ترسيخ الحس الوطني لدى الشباب، وترجمة مضامين الخطاب الملكي إلى سلوك مدني ومبادرات شبابية تتسم بالمسؤولية والانخراط في ورش التنمية الشاملة. كما يشكّل هذا النشاط أحد المكونات التربوية لبرنامج 'متطوع'، الذي يراهن على تأهيل جيل من القادة الشباب المؤمنين بالمواطنة الفاعلة والمشاركة المجتمعية. ويُعدّ خطاب جلالة الملك، في سياق هذا البرنامج، منبع إلهام لتحفيز الطاقات الشابة، واستنهاض الهمم لخدمة قضايا الوطن، وترسيخ الثقة في المؤسسات، وتعزيز قيم التضامن والعدالة الاجتماعية. إنّ برنامج 'متطوع'، الذي يستمر إلى غاية 20 غشت 2025، يطمح إلى تكوين شباب متشبّع بقيم الوطنية والمواطنة الإيجابية، من خلال ورشات، وتدريبات، وأنشطة ميدانية، تُجسّد روح العطاء والتطوع، انسجامًا مع التوجيهات الملكية السامية، ووفق الرؤية الاستراتيجية التي تضع الشباب في صلب السياسات العمومية.


كواليس اليوم
منذ 26 دقائق
- كواليس اليوم
مبادرة فرنسية – سعودية للأمم المتحدة تهدف لإيقاظ المجتمع الدولي
أعاد هجوم حماس الوحشي في أكتوبر/تشرين الأول 2023 وحرب الإنتقام المروعة التي شنتها إسرائيل إلى إشعال فتيل الدعوة إلى حلّ الدولتين. أُشيد بالمبادرة الفرنسية – السعودية المشتركة للأمم المتحدة لدعم حلّ الدولتين على أمل أن تُوقظ المجتمع الدولي وتُنهي هذا الصراع الأكثر تدميراً والأطول أمداً منذ الحرب العالمية الثانية. تعتزم الأمم المتحدة عقد مؤتمر لتعزيز حلّ الدولتين في فلسطين برئاسة مشتركة من فرنسا والمملكة العربية السعودية. ومن المقرّر عقد المؤتمر الذي دعت إليه الجمعية العامة في ديسمبر/كانون الأول 2024 يومي 28 و29 يوليو/تموز في مقر الأمم المتحدة بنيويورك. وبغض النظر عن النتيجة، لا أجد مؤتمراً للأمم المتحدة أهم من هذا الموضوع الحيوي الذي بليت به إسرائيل والفلسطينيين لما يقرب من ثمانية عقود. لكن ما يُثير الحيرة هو أن إدارة ترامب تُثني حكومات العالم عن حضور المؤتمر. ينص التحذير الدبلوماسي الذي أُرسل يوم الثلاثاء 10 يونيو/حزيران على أن الدول التي تتخذ 'إجراءات معادية لإسرائيل' عقب المؤتمر ستُعتبر متعارضة مع مصالح السياسة الخارجية الأمريكية وقد تواجه عواقب دبلوماسية من واشنطن. وتكمن المفارقة هنا في أنه عندما كشف ترامب عن خطة إدارته للسلام في الشرق الأوسط في البيت الأبيض في 28 يناير/كانون الثاني 2020، فقد أيد صراحةً حل الدولتين، قائلاً: 'رؤيتي تُقدم فرصة مربحة للجانبين، حلاً واقعيًا قائمًا على دولتين يُعالج خطر إقامة دولة فلسطينية على أمن إسرائيل'. ينبغي على ترامب الذي يُفترض أنه يهتم بالأمن القومي لإسرائيل واستمرارية بقائها كدولة مستقلة أن يعلم، كما أثبت الزمن مرارًا وتكرارًا، أن أمن إسرائيل النهائي يكمن في إنهاء الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني. فبدلاً من تشجيع فرنسا والمملكة العربية السعودية على مبادرتهما والإشادة بهما، فإن تحذيره الدبلوماسي مُشين لأنه لن يؤدي إلا إلى إطالة أمد الصراع لعقود قادمة على حساب كلا الجانبين. كان من غير المعقول أن يُوجّه هذا التهديد المُحيّر للدول التي ستدعم القرار، لا سيما في ظلّ الحرب المروعة الدائرة في غزة، والتي أثبتت أن الوضع الراهن لم يكن ولن يكون مستدامًا. سيزداد الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني تعقيدًا وفتكا وسيُتوّج من جديد بعنفٍ سيُلقي بظلاله حتى على الحرب الكارثية الحالية في غزة، مُسببًا موتًا ودمارًا لا يُحصى من كلا الجانبين. غالبا ً ما تُوقظ أي أزمة بهذا الحجم الناس على واقعهم المُرّ، مُثيرةً تساؤلًا حول كيفية تغيير الديناميكية لإنهاء صراع مُتفشٍّ كهذا، والبحث عن انفراجة من الإنهيار الوشيك غير المسبوق الذي عجّلت به حرب إسرائيل وحماس. علاوة على ذلك، فإن دراسة تاريخ الصراع، مع الأخذ في الإعتبار الحالة النفسية للشعبين، ومطالباتهما الراسخة بالأرض نفسها، وما حدث على مر السنين، قد أثبتت بشكل لا لبس فيه أن وجود دولتين مستقلتين فقط يُتيح حلًا عمليًا ومستدامًا. وهكذا، فقد ثبت خطأ من نعوا حلّ الدولتين خطأً ذريعاً. ولم تصمد الخيارات الأخرى التي طُرحت أمام التدقيق. عدم استدامة الوضع الراهن يزداد الوضع الراهن صعوبةً، كما تُظهر الحرب الحالية وتصاعد العنف في الضفة الغربية بجلاء. فقد أظهرت قرابة ستة عقود من الإحتلال اتسمت بالعنف والإنتفاضات والإرهاب والتوغلات المتكررة في غزة، والتي بلغت ذروتها في الحرب بين إسرائيل وحماس، أن هذا الإحتلال غير قابل للإستمرار. علاوة على ذلك، أدى الحفاظ على الوضع الراهن إلى خلق واقع دولة واحدة بحكم الأمر الواقع. وقد قاوم الفلسطينيون بشدة، ولا يزالون يقاومون، لأنه خلق نظام فصل عنصري بحكم الأمر الواقع، حيث يُحكم اليهود الإسرائيليون في الضفة الغربية بالقانون المدني، بينما يُحكم الفلسطينيون بالأحكام العرفية. دولة ديمقراطية واحدة يرحب الفلسطينيون بدولة ديمقراطية واحدة، إذ يمكنهم، في انتخابات حرة ونزيهة تشكيل أغلبية قريبًا، وربما حكم إسرائيل. يوجد ما يقرب من 3 ملايين فلسطيني في الضفة الغربية و2.1 مليون في غزة ومليونان في إسرائيل نفسها، أي ما مجموعه أكثر من 7 ملايين، وهو ما يعادل تقريبًا عدد السكان اليهود الإسرائيليين. هذا من شأنه أن يقوّض أسس إسرائيل كدولة يهودية، وهو أمر مرفوض رفضًا قاطعًا من جميع الإسرائيليين تقريبًا بغض النظر عن انتماءاتهم السياسية. كيان فلسطيني مستقل هناك خيار آخر يتمثل في إنشاء كيان فلسطيني مستقل في الضفة الغربية وغزة، يشمل المنطقتين 'أ' و'ب'، و80 إلى 90% من المنطقة 'ج'، وغزة. سيكون هذا الكيان منزوع السلاح، لكنه يحافظ على الأمن الداخلي بالتعاون مع إسرائيل، مما يُنهي الإحتلال نظريًا. من جانبها ترفض إسرائيل التخلي عن السيطرة الأمنية الشاملة خوفًا على سلامتها. وقد واصل الفلسطينيون رفضهم القاطع لهذا الخيار، لأنه سيُنتزع حقهم في إقامة دولة. حلّ الدولتين يبقى حلّ الدولتين – دولتان مستقلتان تتعايشان بسلام وتحترمان سيادة وحقوق كل منهما الأخرى – الخيار الوحيد القابل للتطبيق. وبالنظر إلى التداخل السكاني في الضفة الغربية والواقع المتغيّر منذ عام 1967، فإن التعاون الأمني والإقتصادي الوثيق شرطان أساسيان لسلام مستدام. يجب على الإسرائيليين والفلسطينيين تقبّل حقيقة أن تعايشهم لا رجعة فيه. أمامهم خياران فقط: إما أن ينموا ويزدهروا ويعيشوا بسلام معًا، أو أن يستمروا في دوامة العنف لعقود قادمة. الخيار لهم – إما أن يورثوا الحياة أو الموت للأجيال القادمة. للأسف، سيستمر الإسرائيليون والفلسطينيون في المعاناة ودفع ثمن باهظ من الدماء والأموال ما دام نتنياهو أو أي شخص آخر من أمثاله في السلطة. لقد تعهد بعدم السماح أبدًا بإقامة دولة فلسطينية في عهده، وهو الآن يستغل الحرب في غزة ليدفن نهائيًا أي أمل في قيام دولة فلسطينية مستقلة، وهو أمر سيفلت منه مهما حاول. والأسوأ من ذلك، أنه لم يتوصل إلى أي حل مقبول للطرفين لإنهاء الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني. يستطيع ترامب من ناحية أخرى استخدام نفوذه لتغيير ديناميكية الصراع وجذب الإسرائيليين الذين يثقون به وشرح لماذا يوفر لهم حلّ الدولتين وحده الأمن القومي النهائي. يمكنه كبح جماح نتنياهو لإنهاء الحرب في غزة، ووضع استراتيجية للخروج والتحرك نحو إيجاد مسار يؤدي، مع مرور الوقت، إلى إقامة دولة فلسطينية. وقد أبلغه السعوديون أنه لن يكون هناك تطبيع للعلاقات مع إسرائيل ما لم يتم إرساء مثل هذا المسار الموثوق. وبدلاً من ذلك، اختار أن يُظهر لجمهوره، وخاصة الإنجيليين، اهتمامه البالغ بإسرائيل، بينما في الواقع يجعل إسرائيل أكثر ضعفًا وانعدامًا للأمن بترك الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني يتفاقم دون نهاية تلوح في الأفق. والآن يهدّد بلا خجل بمعاقبة الدول التي ستدعم المبادرة الفرنسية – السعودية في الأمم المتحدة، بدلاً من تبنيها من كلّ قلبه. نتنياهو وترامب شخصان مضللان بشكل خطير، يُثير عجزهما وسوء فهمهما الحيرة لما يتطلبه إنهاء أطول صراع وأكثرها دموية منذ الحرب العالمية الثانية. ستكون دماء الإسرائيليين والفلسطينيين الذين سيستمرون في الموت في هذا الصراع لأجيال قادمة ملطخة بأيديهما. لا أقلل للحظة واحدة من مدى صعوبة، بل واستحالة، حلّ العديد من القضايا الخلافية بين إسرائيل والفلسطينيين والتوصل إلى اتفاق قائم على حل الدولتين. ومع ذلك، في غياب أي خيار آخر قابل للتطبيق ليس أمامهما خيار سوى التوقف عند حد ّمعين وتقديم التنازلات اللازمة، بغض النظر عن المدة التي قد يستغرقها التوصل إلى اتفاق. أُشيد بالمبادرة الفرنسية – السعودية لمحاولتها إحياء آفاق حلّ الدولتين، لا سيما في أعقاب الحرب المروّعة في غزة. لقد أثبتت الحرب أنه طالما مُنع الفلسطينيون من إقامة دولة خاصة بهم، سيستمر الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني العنيف في الإشتعال، ولن يورث للأجيال القادمة سوى الموت والدمار.