logo
حديث الجمعة_ أبعاد السعادة في الإسلام

حديث الجمعة_ أبعاد السعادة في الإسلام

المهندس بسام برغوت
يسعى الإنسان بطبيعته إلى السعادة، ويجتهد في بلوغها بمختلف الوسائل، فالبعض يراها في المال، وآخرون في السلطة أو الشهرة، لكن الحقيقة أن هذه الأمور لا تحقق له الطمأنينة الدائمة. قدّم الإسلام تصوراً واضحاً وشاملاً للسعادة، يربطها بالإيمان والعمل الصالح، ويوجه الإنسان نحو السعادة الحقيقية في الدنيا والآخرة. وقد أفرد القرآن الكريم مساحة واسعة للحديث عن السعادة، مما يجعل فهمها من هذا المنظور أساساً لحياة متوازنة وهادئة.
تعريف السعادة في الإسلام
السعادة في الإسلام ليست مجرد مشاعر مؤقتة من الفرح أو اللذة، بل هي حالة دائمة من الطمأنينة والرضا والسكينة القلبية. يقول الله تعالى: ﴿أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ﴾ [سورة الرعد]، في هذا السياق يؤكد الإسلام أن السعادة الحقيقية تنبع من داخل الإنسان، من قلبه وروحه المتصلة بالله، ولا ترتبط حصرياً بالظروف الخارجية. السعادة ليست ناتجة فقط عن الظروف المادية، بل تنبع من الاتزان النفسي، والقدرة على رؤية النعم، والعيش بسلام داخلي، وهذا ما يعززه الإسلام في أتباعه.
السعادة في القرآن الكريم
السعادة بالإيمان: يربط القرآن الكريم السعادة الحقيقية بالإيمان الصادق بالله تعالى. يقول تعالى: ﴿مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً﴾ [سورة النحل]. 'الحياة الطيبة' هنا تشير إلى السعادة والرضا والطمأنينة التي ينعم بها المؤمن، حتى وسط الأزمات.
السعادة بالعمل الصالح: يرتبط العمل الصالح ارتباطاً وثيقاً بالسعادة في القرآن الكريم، لأن الإنسان حين يعمل الخير يشعر بالرضا الداخلي. فالله يعد الذين يؤمنون ويعملون الصالحات بالفوز والسعادة: ﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ طُوبَىٰ لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ﴾ [سورة الرعد]. وهذا المعنى يحمل دلالة عميقة، فالإيمان ليس مجرد معرفة عقلية، بل هو دافع حقيقي يدفع الإنسان إلى الخير، فيعيش مطمئناً ومتزناً، ويشعر بقيمة وجوده.
السعادة بالرضا والقناعة: من أعظم أسباب السعادة في القرآن، القناعة والرضا بما قسمه الله، حيث يقول سبحانه: ﴿لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَىٰ مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ﴾ [سورة الحديد]. هذا التوازن في المشاعر، والرضا بحكم الله، يؤدي إلى استقرار نفسي وسعادة داخلية، ويجعل الإنسان قوياً في وجه الأزمات، راضياً في وقت الشدة، متواضعاً في وقت الفرح.
السعادة في السنة النبوية
جاءت السنة النبوية لتؤكد على أن السعادة لا تكمن في المال أو الجاه بل في القرب من الله. قال النبي ﷺ: 'قد أفلح من أسلم، ورُزق كفافًا، وقنعه الله بما آتاه' [رواه مسلم]. فمن يجمع بين الإيمان والقناعة يكون قد نال أعظم أبواب السعادة، لأن قلبه لا يحزن لفوات شيء، وقال أيضًا ﷺ: 'من أصبح منكم آمناً في سِرْبِه، معافًى في جسده، عنده قوت يومه، فكأنما حِيزت له الدنيا' [رواه الترمذي]. وفي هذا الحديث نكتشف أن السعادة لا تحتاج إلى ثروات طائلة، بل إلى القناعة والأمن والصحة.
أبعاد السعادة في الإسلام
البعد النفسي: يربي الإسلام النفس على التوازن والاتزان، ويمنحها أدوات للتعامل مع القلق والتوتر من خلال التوكل على الله، والدعاء، والذكر، مما يعزز الصحة النفسية. وقد أثبتت الدراسات الحديثة أن الصلاة والتأمل الروحي لهما تأثير كبير في تقليل التوتر والاكتئاب.
البعد الاجتماعي: من أسباب السعادة الاجتماعية في الإسلام الحفاظ على صلة الرحم، وبر الوالدين، والعدل، وحسن الخلق، وعدم الحقد أو الغيبة. فكل هذه القيم تجعل المجتمع أكثر ترابطًا، وتقلل من العداوات، وتزيد من المحبة، وهذا ما يخلق بيئة سعيدة ومتزنة.
البعد الأخلاقي: من أهم مكونات السعادة في الإسلام الصفاء الأخلاقي، كالتواضع، الصدق، الحياء، والوفاء، فهذه الصفات تخلق شعورًا داخليًا بالرضا، وتجعل الإنسان محبوبًا بين الناس، مما يزيد من سعادته.
الفرق بين السعادة الدنيوية والسعادة الأخروية
السعادة الدنيوية: هي مؤقتة وقد تزول بزوال النعم، كالصحة والمال. لكنها ضرورية ويشجع الإسلام على السعي لها بالطرق الحلال. وقد تكون السعادة في بساطة الحياة، لا في تعقيدها، لأن الراحة ليست في كثرة ما نملك، بل في بركة ما نملك.
السعادة الأخروية: هي السعادة الحقيقية والدائمة، وهي هدف المسلم الأسمى. يقول الله تعالى عن أهل الجنة: ﴿إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ﴾ [سورة الانفطار]. والجنة هي النعيم المطلق، حيث لا ألم ولا مرض، ولا حزن ولا فراق، وهي الجزاء الأبدي لمن سار على هدي الله في الدنيا.
ختاماً ،
السعادة في الإسلام ليست وهماً أو هدفاً بعيد المنال، بل هي واقع يتحقق بالإيمان واليقين والعمل الصالح. وهي ليست محصورة في الدنيا، بل تمتد إلى الآخرة، حيث الجزاء الأبدي والنعيم المقيم. وكل من سار على هدي القرآن الكريم وسنة النبي ﷺ ، عاش حياةً طيبة وسعيدة مهما كانت ظروفه. يقول الله عز وجل: ﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَـٰئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾ [سورة البقرة].
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الأنبا عمانوئيل يترأس قداس المناولة الإحتفالية برعية رئيس الملائكة ميخائيل بنجع الصياغ
الأنبا عمانوئيل يترأس قداس المناولة الإحتفالية برعية رئيس الملائكة ميخائيل بنجع الصياغ

صدى البلد

timeمنذ 24 دقائق

  • صدى البلد

الأنبا عمانوئيل يترأس قداس المناولة الإحتفالية برعية رئيس الملائكة ميخائيل بنجع الصياغ

ترأس أمس، نيافة الأنبا عمانوئيل عياد، مطران إيبارشية طيبة للأقباط الكاثوليك، قداس المناولة الاحتفالية لعدد من أبناء وبنات رعية رئيس الملائكة ميخائيل، بنجع الصياغ، بالأقصر. جاء ذلك بمشاركة الأبّ ماركو ناجي، راعي الكنيسة ووكيل عام المطرانيّة، والأب مايكل إميل، الراعي المساعد، والشّمّاس الإنجيلي لويز عيّاد، والشّمّاس الإكليريكي مكاريوس وهيب، بحضور الأخوات الرّاهبات الكومبونيانيّات. وفي حوار أبويّ مع المحتفى بهم، تحدّث راعي الإيبارشيّة عن معنى سرّ الإفخارستيا، وكذلك عن أهمّية التّناول في حياتنا، حيث أنّه السّبيل الأساسيّ للاتّحاد بالرّبّ. وتحدّث الأب المطران حول ضرورة مُصاحبة هذا السّرّ العظيم بأمرين هامّين وهما: أعمال المحبّة، وممارسة سرّ التّوبة. وفي ختام القدّاس، توجّه صاحب النيافة إلى أسرّ الأطفال المحتفى بهم، والخدّام القائمين على إعداد الأطفال، بكلمات الشّكر والتّشجيع، مُشددًّا ضرورة وأهمّيّة الالتزام بحضور القدّاس الإلهيّ، لكي يستمرّ عمل الرّوح القدس في داخلهم، وحضور الله الفعّال فيهم. واختُتم اليوم بتوزيع الهدايا التّذكاريّة على الأطفال، والتّقاط الصّور التّذكاريّة مع أسرهم.

هل يجوز تأخير الصلاة أو جمعها لظروف العمل .. اعرف الضوابط الشرعية
هل يجوز تأخير الصلاة أو جمعها لظروف العمل .. اعرف الضوابط الشرعية

صدى البلد

timeمنذ 24 دقائق

  • صدى البلد

هل يجوز تأخير الصلاة أو جمعها لظروف العمل .. اعرف الضوابط الشرعية

يواجه عدد كبير من الموظفين والعاملين في قطاعات مختلفة تحديًا يوميًا يتمثل في عدم القدرة على أداء الصلاة في أوقاتها المحددة شرعًا، بسبب طبيعة الوظائف وضغط المهام، وهو ما يثير تساؤلات مشروعة حول الحكم الشرعي لتأخير الصلاة أو جمع الفروض في مثل هذه الحالات، ومدى تأثير ذلك على الثواب، أو إن كان يترتب عليه إثم شرعي. وفي هذا الإطار، قدم الدكتور محمد عبد السميع، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، توضيحًا وافيًا حول هذه المسألة، مؤكدًا أن الشرع الإسلامي راعى ظروف الناس العملية، وفتح الباب أمام التيسير بما لا يخل بجوهر العبادة ولا يثقل كاهل المكلفين. وقال عبد السميع، خلال مقطع فيديو نشرته دار الإفتاء المصرية عبر قناتها الرسمية على موقع "يوتيوب"، إن النبي محمد صلى الله عليه وسلم عندما فرضت عليه الصلوات، جاءه سيدنا جبريل عليه السلام، وأوضح له مواقيت الصلاة بقوله:«الوقت من هذا إلى هذا»، مشيرًا بذلك إلى أن أداء الفريضة لا يقتصر على لحظة واحدة بل يمتد عبر فترة زمنية محددة شرعًا. فمثلًا، يبدأ وقت صلاة الظهر في الساعة 12:10 ظهرًا ويستمر حتى يدخل وقت صلاة العصر في 3:30 مساءً، مما يتيح للمكلف أن يصلي في أي وقت ضمن هذا النطاق، دون أن يُعد مؤخرًا للصلاة ما دام لم يخرج وقتها. وأوضح أمين الفتوى أن التبكير في أداء الصلاة هو الأفضل وهو ما حث عليه النبي الكريم ، لما فيه من امتثال سريع لأمر الله، ولكن إن حال بين المسلم وظروف عمله ما يمنعه من التبكير، فلا إثم عليه في ذلك، ويظل مأجورًا ما دام قد حافظ على الصلاة في وقتها. وفيما يتعلق بالجمع بين الصلوات، أكد الدكتور عبد السميع أن الشرع أجاز الجمع في حالات الضرورة أو المشقة، مثل الجمع بين الظهر والعصر، أو بين المغرب والعشاء، وذلك في حال وجود عذر معتبر شرعًا يمنع أداء كل صلاة على حدة في وقتها المحدد. وأشار إلى أنه في حالة جمع التأخير، أي تأخير الصلاة الأولى ليؤديها مع الثانية في وقت الأخيرة، يجب أن ينوي المكلّف الجمع أثناء وقت الصلاة الأولى، بأن يقول في نفسه: «يارب، إنني أنوي جمع التأخير». كما ينبغي أن يُعقد نية الجمع مجددًا عند تكبيرة الإحرام للصلاة الأولى، مع ضرورة أداء الصلاتين بلا فاصل زمني طويل بينهما، بحيث يؤدي المصلي الفريضة الأولى، ثم يتبعها مباشرة بالصلاة الثانية، دون انشغال أو انقطاع. وأوضح الدكتور عبد السميع أن النية هي الفاصل الجوهري في الأحكام، وأن الشريعة الإسلامية قائمة على التيسير ورفع الحرج، ولذلك لا يترتب إثم على من يؤخر الصلاة في مثل هذه الظروف، طالما حافظ على أدائها ضمن الإطار الشرعي، ملتزمًا بالضوابط المعتمدة. و شدد أمين الفتوى على أن الإسلام دين رحمة وتوازن، يدعو للعمل والإنتاج ولا يمنع المسلم من استخدام الرخص الشرعية حين تقتضي الحاجة ذلك، بشرط عدم التهاون أو التفريط. وأكد أن العبادات لم تشرع لتعطيل الحياة، وإنما لتزكيتها وضبطها، ولذلك فإن المحافظة على الصلاة في ظل ضغوط العمل ليست أمرًا مستحيلاً، بل ممكنًا حين يدرك الإنسان أولويات دينه ويستفيد من التيسيرات التي وضعها الشرع.

أذكار الصباح ووقتها وفضلها.. ردد أفضل ما قاله النبي للحفظ والوقاية
أذكار الصباح ووقتها وفضلها.. ردد أفضل ما قاله النبي للحفظ والوقاية

صدى البلد

timeمنذ 3 ساعات

  • صدى البلد

أذكار الصباح ووقتها وفضلها.. ردد أفضل ما قاله النبي للحفظ والوقاية

أذكار الصباح أذكار الصباح ووقتها وفضلها ؟ وقت أذكار الصباح يبدأ من ثلث الليل أو نصفه إلى الزوال، وأفضله بعد صلاة الفجر إلى طلوع الشمس، ووقت أذكار المساء يبدأ مِن زوال الشَّمس إلى الصباح، وأفضله مِن بعد صلاة العصر حتّى غروب الشمس، وتجوز قراءةُ أذكار الصباح بعد طلوع الشمس، وكذلك أذكار المساء بعد غروبها، ويكون للقارئ الأجر والثواب كاملًا. وقت أذكار الصباح والمساء قسَّم الإمام أبو حامد الغزالي أورادَ النهار إلى سبعة، وأورادَ اللَّيل إلى أربعة؛ فقال: «اعلم أنَّ أوراد النهار سبعة: فما بين طلوعِ الصبح إلى طلوع قرص الشمس وردٌ، وما بين طلوع الشمس إلى الزوال وردان، وما بين الزّوال إلى وقت العصر وردان، وما بين العصر إلى المغرب وردان، والليل ينقسم إلى أربعة أوراد: وردان من المغرب إلى وقت نوم الناس، ووردان من النصف الأخير من الليل إلى طلوع الفجر». ولا خلافَ بين الفقهاءِ فيما ورد مِن الأذكار مقرونًا بذِكْر اليوم مطلقًا في جواز الإتيانِ به في أيّ وقتٍ مِن أوقات اليوم، وأن كونه في أول اليوم أفضل مما سواهُ. قال العلَّامة شرف الدين الطيبي: [قوله: (في يوم) مُطلق، لم يُعلم في أيّ وقتٍ من أوقاتِهِ، لا يُقيَّد بشيء منْه]، واختلفوا في ما جاء مِن الأوراد مقرونًا بذكر الصَّباح أو المساء؛ تبعًا لاخْتلافِ تفسيرهما على ما جاء في كلام العرب. فأمَّا وقت أذكار الصباح فأكثرُ أهل اللغة على أنه مِن نصف اللَّيل الأخير إلى وقتِ الزوال، وهو ما حكاهُ ابنُ الجوالِيقي، وابنُ دريد. وفي الشرع: فليس المرادُ كونَ نصف الليلِ هو وقتُ الصباحِ حقيقةً، ولكنْ ما قد اطَّردَت العادةُ على كونه أوَّلَ النهار، وهو طلوعُ الفجر؛ ويؤيّد ذلك: ما أخرجه الإمام البخاري في "صحيحه" عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إِنَّ بِلَالًا يُؤَذِّنُ بِلَيْلٍ، فَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يُنَادِي ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ»، ثم قال: وكان رجلًا أعمى، لا يُنادِي حتى يُقال له: أصبَحْتَ أصبحْتَ. قال الإمام ابنُ بطال في «شرح صحيح البخاري»: «ليس معنى قوله: «أصبحت أصبحت» إفصاحًا بالصبح على معنى أن الصُّبح قد انفجَرَ وظهر، ولكنَّه على معنى التحْذير مِن اطِّلاعه والتحضِير له على النّداء بالأذان؛ خِيفةَ انفجارِهِ». وعليه: وقت أذكار الصباح إنما يكون ابتداؤه مِن هذا الوقت وما قرُب منه، لا مِن نصف الليل، فيبدأ وقتُ أذكار الصباح حينئذٍ ويمتدُّ إلى الضحى، وما بقي وقتُه فحكم الصباح منسحِبٌ عليه إلى زوالِ الشمس. يُنظر: "التوقيف على مهمَّات التعاريف" للعلَّامة المناوي (1/ 212، ط. عالم الكتب)، و"الفتوحات الربانية على الأذكار النواوية" لابن علَّان (3/ 74، ط. جمعية النشر والتأليف الأزهرية). وأمَّا وقت أذكار المساء فالمشهور أنه يبدأ مِن وقت الزَّوال إلى العتْمة، وقيل: إلى آخر نصفِ الليل الأوَّل، وهو مروِيٌّ عن "ثعلب" وحكاه ابنُ السَّمين الحلبي عن "الراغب". ومِن ثَمَّ فيُرجع فيما يُسمَّى بالعشاء للعُرف، وهو مِن زوال الشمس إلى الصَّباح، فيبدأ وقتُ أذكار المساء مِن بعد صلاة العصر إلى المغرب، ويمتدُّ إلى أن يمضي ثلث الليل أو نصفه. وقد أورد المفسِّرون هذا الخلافَ بصدد آياتِ الأمْر بالتَّسبيح والتحمِيد. قد تَتَابعتْ نصوصُ فقهاء المذاهِب الأربعة على وقتِ أذكار طرفي النهار، والضابِطُ عندهم: هو زوال الشَّمس، فينتهي عندئذٍ وقتُ أذكار الصباح، ويبدأ وقت أذكار المساء. قال علاء الدين الحصكفي الحنفي في "الدر المختار" (4/ 230، ط. دار الفكر، ومعه "حاشية ابن عابدين"): [وينبغي التعوُّذُ بهذا الدّعاءِ صباحًا ومساء]. قال العلامة ابنُ عابدين مُحَشِّيًا عليه: [تدخُل أوراد الصَّباح مِن نصف اللَّيل الأخير، والمساءُ مِن الزَّوالِ، هذا فيما عبَّر فيه بهما، وأما إذا عبَّر باليوم والليلة فيعتبران تحديدًا من أولهما]. وقال العلَّامة أبو الحسن علي بن خلف المنوفي المالكي في "كفاية الطالب الرباني" (2/ 479، ط. دار الفكر، ومعه "حاشية العلامة العدوي"): [إن كنت (في الصَّباحِ: وإليْك النُّشُور) أي: انتشار الناس مِن قبورهم يوم القيامة (وَ) إن كنت (في المسَاءِ) قلت: بدَلَ ما زِدْته (وإليْكَ المصِيرُ)] . قال العلامة العدوِيّ مُحَشِّيًا عليه: [الدعاء أو الذكر المطلوبُ عند الصباحِ يدخُل وقته بطلوعِ الفجْر، لكن الأحْسن فعلُه بعد صلاةِ الصُّبح إلى طلوعِ الشمس، والمطلوبُ في المساء الأحسنُ فعله عند اصفِرار الشَّمسِ أو قُربه بيسِير أو بعده إلى النَّوم]. وقال الخطيبُ الشربيني الشافعي في "الإقناع" (1/ 122، ط. دار الفكر، ومعه "حاشية البجيرمي"): [المساء بعد الزوال]. قال العلَّامة البجيرمي مُحَشِّيًا عليه: [قوله: (والمساءُ بعد الزَّوالِ) ويمتدُّ لغة إلى نصفِ الليل، ومنهُ إلى الزَّوال صباحٌ]. وقال العلامة البهوتي الحنبلي في "كشاف القناع" (1/ 530، ط. دار الكتب العلمية): [(وَ) يستحب (أنْ يقُولَ عند الصَّباحِ والمَسَاءِ) ما ورد]. وخلاصة ما سبق، أفادت دار الإفتاء المصرية، بأنَّ العلماء قد اختلفوا في وقتِ أذكار الصباح والمساء بداية ونهاية؛ أمَّا في الصباح: فمنهم مَن يرى أنَّ وقتها يبدأ بعد طلوع الفجر وينتهي بطلوع الشمس، ومنهم مَن يقول ينتهي بانتهاء الضحى. وقت أذكار المساء وأما في وقت أذكار المساء فقالت دار الإفتاء: فمنهم مَن يرى أن أوراده تبتدئ من وقت العصر وتنتهي بالغروب، ومنهم مَن يرى أنَّ وقتها يمتدُّ إلى ثلث الليل، ومنهم من قال: وقتها يكون بعد الغروب، ومنهم مَن قال: مِن الزوال إلى منتصف الليل. يُنظر: "الفتوحات الربانية" لابن علان (3/ 73). قراءة أذكار الصباح والمساء بعد طلوع الشمس أو بعد غروبها أمَّا قراءة أذكار الصباح والمساء بعد طلوعِ الشَّمس وبعد غرُوبها -كما ورد في السؤال- فلا حرَجَ فيه، ويكون للقارئ الأجر كامِلًا؛ لأنَّ وقتَ الصباحِ ينتهي بزوال الشمس، ووقت المساء ينتهي عند مضِيّ ثلثِ اللَّيل أو نصفه. ويتأكَّد ذلك حيثما كان الشخص محافِظًا على هذه الوظيفةِ في صباحِهِ ومسائِهِ، ثم عَرَضَ له عُذر مِن نوم أو شغل أو غير ذلك، ويدل عليه: ما جاء عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ نَامَ عَن حِزْبِهِ، أَوْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ، فَقَرَأَهُ فِيمَا بَيْنَ صَلَاةِ الفَجْرِ وَصَلَاةِ الظُّهْرِ، كُتِبَ لَهُ كَأَنَّمَا قَرَأَهُ مِنَ اللَّيْلِ» أخرجه الإمام مسلم في "صحيحه". قال الإمام أبو العباس القرطبي في "المفهم" (2/ 384، دار الكلم الطيب): [ظاهره: أن له أجرَه مكمَّلًا مضاعفًا، وذلك لحسُن نيته، وصدْقِ تلهفه، وتأسُّفه]. فالمستحَبُّ هو المحافظة على الأوراد، وقراءتها متى تمكَّن المرءُ مِن ذلك؛ قياسًا على قضاءِ الحِزْب إذا عيَّنه على نفسِه في وقتٍ ما. قال بدرُ الدين العيني في "شرح سنن أبي داود" (5/ 219، ط. مكتبة الرشد): [الحزب: ما يجعله الرجل على نفسه من قراءة أو صلاة، كالورد]. وقد نصَّ العلماءُ على استحبابِ التدارُك بلا فرقٍ بين ما فات مِن الورد لعذر وغيره. قال الإمام النووي في "الأذكار" (ص: 13، ط. دار الفكر): [فصلٌ: ينبغِي لمن كان له وظيفةٌ مِن الذكر في وقتٍ من ليل أو نهار، أو عقب صلاة أو حالة مِن الأحوال؛ ففاتته: أن يتدارَكَها ويأتي بها إذا تمكَّن منها ولا يُهمِلها، فإنه إذا اعتادَ الملازمة عليها لم يعرّضها للتَّفويت، وإذا تساهَل في قضائها سَهُلَ عليه تضييعُها في وقتها]. قضاء أذكار الصباح والمساء قال الشيخ أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء، إن وقت أذكار الصباح يبدأ من منتصف الليل إلى الزوال، وأفضل وقت لأذكار الصباح هو بعد صلاة الصبح حتّى طلوع الشمس. وأضاف الشيخ أحمد ممدوح أن وقت أذكار المساء يبدأ من زوال الشمس حتّى نهاية النصف الأول من الليل، وأفضل وقت لأذكار المساء هو: مِن بعد صلاة العصر حتّى غروب الشمس. وأوضح أمين الفتوى فى إجابته عن سؤال ورد إليه يقول صاحبه: «هل يجوز قراءة أذكار الصباح بعد الشروق؟»، أن ذلك يجوز، لأن وقت قراءة أذكار الصباح ينتهى بزوال الشمس. أذكار المساء وردت العديد من الأذكار التي يستحب للمسلم أن يرددها، وذكر العلماء فضائل أذكار المساء ، ولهذا نعرض في هذا التقرير أذكار المساء كاملة مكتوبة ، ومن يريد أذكار المساء مختصرة سريعة ، فلا يتعجل فعليه أن يحرص أن يقرأ أذكار المساء كاملة ، حتى ينال الأجر العظيم، ويحصن نفسه ويغفر الله له ذنوبه بسبب ترديده أذكار المساء . ومن فوائد أذكار المساء أنها تحصين للنفس من شر الشيطان والمخلوقات، وشعور الإنسان بالطمأنينة بعد ترديد أذكار المساء ولهذه الأذكار وقت مُحدد يرى علماء أن وقت أذكار المساء يبدأ من بعد صلاة العصر وتنتهى قبل المغرب، وآخرون يرون أن أذكار المساء تمتد إلى آخر الليل، وحث الرسول -صلى الله عليه وسلم- على أذكار المساء والصباح ، ونقدم لكم صحيح أذكار المساء و أذكار المساء كاملة مكتوبة في هذا التقرير. أذكار المساء كاملة قراءة آية الكرسي (مرّة واحدة): أَعُوذُ بِاللهِ مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ: «اللّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ». (آية الكرسي – سورة البقرة 255). من قالها حين يصبح أُجير من الجن حتى يمسي، ومن قالها حين يمسي أجير من الجن حتى يصبح. قراءة الآية 285 – 286 من سورة البقرة (مرّة واحدة): أَعُوذُ بِاللهِ مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ: «آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ ۚ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ ۚ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ۖ غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ. لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَّسِينَآ أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ». (سورة البقرة – الآية: 285 – 286). فضلها: قال الرسول -صلى الله عليه وسلم: «الآيتانِ مِن آخرِ سورةِ البقرةِ ، مَن قرَأ بهِما مِن ليلةٍ كفَتاه» فقيل في كفتاه أنّهما كفتاه كلّ سوءٍ، أو كفتاه شرّ الشيطان، وقيل إنّهما أجزأتاه؛ أي أجزأتا قارئهما عن قيام الليل أو تلاوة القرآن، أو أجزأتاه في أمور الاعتقاد ممّا يشتملان عليه من معاني الإيمان والأعمال الصالحة. وقت أذكار الصباح أذكار المساء مكتوبة قراءة سورة الإخلاص (3 مرّات): بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمقُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4). قراءة سورة الفلق (3 مرّات):بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (1) مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ (2) وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ (3) وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ (4) وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ (5). أ ذكار المساء قراءة سورة النّاس (3 مرّات):بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (1) مَلِكِ النَّاسِ (2) إِلَهِ النَّاسِ (3) مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ (4) الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ (5) مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ (6). - «أَمْسَيْـنا وَأَمْسى الملكُ لله وَالحَمدُ لله، لا إلهَ إلاّ اللّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لهُ، لهُ المُلكُ ولهُ الحَمْد، وهُوَ على كلّ شَيءٍ قدير، رَبِّ أسْأَلُكَ خَـيرَ ما في هـذهِ اللَّـيْلَةِ وَخَـيرَ ما بَعْـدَها، وَأَعوذُ بِكَ مِنْ شَـرِّ ما في هـذهِ اللَّيْلةِ وَشَرِّ ما بَعْدَها، رَبِّ أَعـوذُ بِكَ مِنَ الْكَسَلِ وَسوءِ الْكِـبَر، رَبِّ أَعـوذُ بِكَ مِنْ عَذابٍ في النّارِ وَعَذابٍ في القَبْر». (مرة واحدة). «اللّهـمَّ أَنْتَ رَبِّـي لا إلهَ إلاّ أَنْتَ، خَلَقْتَنـي وَأَنا عَبْـدُك، وَأَنا عَلـى عَهْـدِكَ وَوَعْـدِكَ ما اسْتَـطَعْـت، أَعـوذُ بِكَ مِنْ شَـرِّ ما صَنَعْت، أَبـوءُ لَكَ بِنِعْـمَتِـكَ عَلَـيَّ وَأَبـوءُ بِذَنْـبي فَاغْفـِرْ لي فَإِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنوبَ إِلاّ أَنْتَ». (مرة واحدة). من قالها موقنًا بها حين يمسي ومات من ليلته دخل الجنّة وكذلك حين يصبح. -«رَضيـتُ بِاللهِ رَبَّـًا وَبِالإسْلامِ ديـنًا وَبِمُحَـمَّدٍ صلى الله عليه وسلم نَبِيّـًا». (3 مرات). من قالها حين يصبح وحين يمسي كان حقًا على الله أن يرضيه يوم القيامة. – «اللّهُـمَّ إِنِّـي أَمسيتُ أُشْـهِدُك، وَأُشْـهِدُ حَمَلَـةَ عَـرْشِـك، وَمَلَائِكَتَكَ، وَجَمـيعَ خَلْـقِك، أَنَّـكَ أَنْـتَ اللهُ لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ وَحْـدَكَ لا شَريكَ لَـك، وَأَنَّ ُ مُحَمّـدًا عَبْـدُكَ وَرَسـولُـك». (4 مرات). من قالها أعتقه الله من النار. – اللّهُـمَّ ما أَمسى بي مِـنْ نِعْـمَةٍ أَو بِأَحَـدٍ مِـنْ خَلْـقِك، فَمِـنْكَ وَحْـدَكَ لا شريكَ لَـك، فَلَـكَ الْحَمْـدُ وَلَـكَ الشُّكْـر. (مرة واحدة).من قالها حين يمسي أدّى شكر يومه.– حَسْبِـيَ اللّهُ لا إلهَ إلاّ هُوَ عَلَـيهِ تَوَكَّـلتُ وَهُوَ رَبُّ العَرْشِ العَظـيم. (7 مرات).من قالها كفاه الله ما أهمّه من أمر الدنيا والآخرة.– بِسـمِ اللهِ الذي لا يَضُـرُّ مَعَ اسمِـهِ شَيءٌ في الأرْضِ وَلا في السّمـاءِ وَهـوَ السّمـيعُ العَلـيم. (3 مرات). لم يضرّه من الله شيء. أذكار المساء كاملة – اللّهُـمَّ بِكَ أَمْسَـينا وَبِكَ أَصْـبَحْنا، وَبِكَ نَحْـيا وَبِكَ نَمُـوتُ وَإِلَـيْكَ الْمَصِيرُ. (مرة واحدة). -أَمْسَيْنَا عَلَى فِطْرَةِ الإسْلاَمِ، وَعَلَى كَلِمَةِ الإِخْلاَصِ، وَعَلَى دِينِ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَعَلَى مِلَّةِ أَبِينَا إبْرَاهِيمَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ المُشْرِكِينَ. (مرة واحدة). – سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ عَدَدَ خَلْـقِه، وَرِضـا نَفْسِـه، وَزِنَـةَ عَـرْشِـه، وَمِـدادَ كَلِمـاتِـه. (3 مرات). – اللّهُـمَّ عافِـني في بَدَنـي، اللّهُـمَّ عافِـني في سَمْـعي، اللّهُـمَّ عافِـني في بَصَـري، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ. (3 مرات). – اللّهُـمَّ إِنّـي أَعوذُ بِكَ مِنَ الْكُـفر، وَالفَـقْر، وَأَعـوذُ بِكَ مِنْ عَذابِ القَـبْر، لا إلهَ إلاّ أَنْـتَ. (3 مرات). اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في الدُّنْـيا وَالآخِـرَة، اللّهُـمَّ إِنِّـي أسْـأَلُـكَ العَـفْوَ وَالعـافِـيةَ في ديني وَدُنْـيايَ وَأهْـلي وَمالـي، اللّهُـمَّ اسْتُـرْ عـوْراتي وَآمِـنْ رَوْعاتـي، اللّهُـمَّ احْفَظْـني مِن بَـينِ يَدَيَّ وَمِن خَلْفـي وَعَن يَمـيني وَعَن شِمـالي، وَمِن فَوْقـي، وَأَعـوذُ بِعَظَمَـتِكَ أَن أُغْـتالَ مِن تَحْتـي. (مرة واحدة). يَا حَيُّ يَا قيُّومُ بِرَحْمَتِكَ أسْتَغِيثُ أصْلِحْ لِي شَأنِي كُلَّهُ وَلاَ تَكِلْنِي إلَى نَفْسِي طَـرْفَةَ عَيْنٍ. (3 مرات). – أَمْسَيْنا وَأَمْسَى الْمُلْكُ للهِ رَبِّ الْعَالَمَيْنِ، اللَّهُمَّ إِنَّي أسْأَلُكَ خَيْرَ هَذَه اللَّيْلَةِ فَتْحَهَا ونَصْرَهَا، ونُوْرَهَا وبَرَكَتهَا، وَهُدَاهَا، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا فيهِا وَشَرَّ مَا بَعْدَهَا. (مرة واحدة). – اللّهُـمَّ عالِـمَ الغَـيْبِ وَالشّـهادَةِ فاطِـرَ السّماواتِ وَالأرْضِ رَبَّ كـلِّ شَـيءٍ وَمَليـكَه، أَشْهَـدُ أَنْ لا إِلـهَ إِلاّ أَنْت، أَعـوذُ بِكَ مِن شَـرِّ نَفْسـي وَمِن شَـرِّ الشَّيْـطانِ وَشِرْكِهِ، وَأَنْ أَقْتَـرِفَ عَلـى نَفْسـي سوءًا أَوْ أَجُـرَّهُ إِلـى مُسْـلِم. (مرة واحدة). – أَعوذُ بِكَلِماتِ اللّهِ التّامّاتِ مِنْ شَرِّ ما خَلَق. (3 مرات). من قاله لم يضره شيء حتى يصبح – اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ على نَبِيِّنَا مُحمَّد. (10 مرّات). من صلى عليّ حين يصبح وحين يمسي أدركته شفاعتي يوم القيامة. – اللَّهُمَّ إِنَّا نَعُوذُ بِكَ مِنْ أَنْ نُشْرِكَ بِكَ شَيْئًا نَعْلَمُهُ، وَنَسْتَغْفِرُكَ لِمَا لَا نَعْلَمُهُ. (3 مرات). – اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ الْهَمِّ وَالْحَزَنِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ الْعَجْزِ وَالْكَسَلِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ الْجُبْنِ وَالْبُخْلِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ غَلَبَةِ الدَّيْنِ، وَقَهْرِ الرِّجَالِ. (3 مرات). – أسْتَغْفِرُ اللهَ العَظِيمَ الَّذِي لاَ إلَهَ إلاَّ هُوَ، الحَيُّ القَيُّومُ، وَأتُوبُ إلَيهِ. (3 مرات).– يَا رَبِّ، لَكَ الْحَمْدُ كَمَا يَنْبَغِي لِجَلَالِ وَجْهِكَ، وَلِعَظِيمِ سُلْطَانِكَ. (3 مرات). – لَا إلَه إلّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءِ قَدِيرِ. (100 مرة). كانت له عدل عشر رقاب، وكتبت له مائة حسنة، ومحيت عنه مائة سيئة، وكانت له حرزا من الشيطان . – سُبْحـانَ اللهِ وَبِحَمْـدِهِ. (100 مرة).حُطَّتْ خَطَايَاهُ وَإِنْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ. لَمْ يَأْتِ أَحَدٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِأَفْضَلَ مِمَّا جَاءَ، بِهِ إِلَّا أَحَدٌ قَالَ مِثْلَ مَا قَالَ أَوْ زَادَ عَلَيْهِ. أذكار المساء فضل أذكار المساء تعد مواظبة المسلم على أذكار الصباح والمساء من الأعمال التي يُحبّها اللهُ لقوله -عز وجل-: «وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا»، وأوصَّى النبيّ محمد -صلى اللله عليه وسلم- بذلك، للأسباب التالية: - الأذكار تربط المسلم بربّه، وتُعلِّق قلبَه به، وتُحصِّنه من الشياطين والشرور المختلفة. - تساعد على حلول البركة في الصحّة، والمال، والأولاد. - حماية المسلم من شرّ ما خلق من الإنس والجن. - الأذكار تقرّب العبد من المولى ليغفر ذنوبه، ويمحو سيئاته. - الأذكار تكون سببًا في أن يزيد الله تعالى حسنات العبد الذاكر - الأذكار تنور بصيرة الذاكر. أذكار المساء فضل المحافظة على أذكار المساء 1- كسب الأجر والثواب الجزيل. 2- رضاء المولى عز وجل. 3- محبة الله عز وجل للعبد. 4- محبة العبد لخالقه سبحانه وتعالى. 5- مغفرة الذنوب والسيئات. 6- سعادة النفس وتذوق حلاوة الذكر ولذّته. 7- حياة للقلب وطمأنينة. 8- انشراح الصدر. 9- الثبات عند مواجهة الأعداء. 10- النصر على الأعداء. 11- الحفظ من كل سوء. 12- رفعة المنزلة في الدنيا والآخرة. 13- نور في الوجه. 14- قوة في الجسم. 15- البراءة من النفاق. 16- كسوة الذاكر المهابة. 17- النجاة من عذاب القبر. 18- جلب النعم ودفع النقم. 19- مضاعفة الحسنات. 20- زوال الهم والغم. المحافظة على أذكار الصباح والمساء والحث عليها قد حثَّ الشرع الشريف على الإكثار مِن الذكر على الوَجهِ الذي يعُم كلَّ الأوقاتِ وأنواعِ الذكر؛ فقال سبحانه: «يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا» [الأحزاب: 41]. ومِن الوظائف الشرعيَّة المطلوبة: أذكارُ طرفي النهار؛ لقوله تعالى عقبَ الأمر بذكرِهِ على جهةِ العموم: «وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا» [الأحزاب: 42]. قال العلَّامة ابنُ عطية في "تفسيره" (4/ 388، ط. دار الكتب العلمية): [أراد في كلِّ الأوقات مجدَّد الزمان بطرفي نهاره وليله]. وحضَّ عليها الشارع في مواضع أخر من كتابه الحكيم؛ فقال تعالى: «وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ» [ق: 39]، وقال تعالى: «وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا» [طه: 130]، ونحو ذلك من الآيات التي تدل على الأمر بأذكار الصباح والمساء مع تنوع المترادفات الدالة عليها؛ للدلالة على عظمها، إذ كثرة المسميات تدل على شرف وعِظَمِ المسمَّى. وعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَن قَالَ حِينَ يُصْبِحُ وَحِينَ يُمْسِي: سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ مَائةَ مَرَّة، لَمْ يَأْتِ أَحَدٌ يَوْمَ القِيَامَةِ بِأَفْضَلَ مِمَّا جَاءَ بِهِ، إِلَّا أَحَدٌ قَالَ مِثْلَ مَا قَالَ أَوْ زَادَ عَلَيْهِ» أخرجه الإمام مسلم في "صحيحه". وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه كان يقول إذا أصْبَحَ: «اللَّهُمّ بِكَ أَصْبَحْنَا، وَبِكَ أَمْسَيْنَا، وَبِكَ نَحْيَا، وَبِكَ نَمُوتُ، وَإِلَيْكَ النُّشُورُ» أخرجه أبو داود في "سننه". وقد ورد في اختصاص أول النهار وآخره بالأذْكارِ عدة معانٍ؛ منها: - فضل هذا الوقت على ما سواهُ؛ كما في "أنوار التنزيل" للإمام البيضاوي (4/ 233، ط. دار إحياء التراث العربي). - كون الذكر في هذين الوقتين مكفِّرًا لما يقع مِن الذنوبِ بينهما؛ كما في "دليل الفالحين" للعلَّامة ابن علان البكري (7/ 258، ط. دار المعرفة). - أن يستقبل الإنسانُ بالذكر حياة الانتباه من موت النوم، وكذا يستقبل النوم الذي هو الموتة الصغرى بالذكر لشبهه بالموت الحقيقي، ولأن الإنسان لا يدري أيقوم من نومته هذه أم لا، فيكون موته على ذكر الله؛ كما في "تفسير الخطيب الشربيني" (1/ 550، ط. الأميرية).

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store