
السياسة... ثم... السياسة
تفرض زيارة الرئيس الأميركي للسعودية، بوصفها أول محطة خارجية للرئيس دونالد ترمب، أن يكون الحديث عن الزيارة سياسياً في المقام الأول. فقد حرص ولي العهد السعودي على نزع فتيل الصراعات في الإقليم الذي يحتاج إلى الهدوء للالتفات للتنمية التي تبحث عنها الشعوب، بدلاً من الصراعات التي لا تخلّف سوى القتل والدمار. فالنزاعات تؤخر التنمية وتهدم المنجزات، وتجعل البلد محل النزاع يتخلف في كل شيء.
ونجاح ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز بإقناع رئيس الولايات المتحدة دونالد ترمب برفع العقوبات الأميركية عن سوريا يعدّ إنجازاً تاريخياً، وقد فرحت به كل الشعوب العربية، وبالذات الشعب السوري الذي خرج رافعاً صورَ ولي العهد السعودي وهاتفاً له. ذلك أن رفع العقوبات عن سوريا سيجعلها تكون عضواً فاعلاً في المجتمع الدولي، وسينعكس إيجاباً على السوريين الذين ملّوا من الصراع الذي دام أربعة عشر عاماً، والذي أكل الأخضر واليابس؛ وقبل ذلك ملّوا من النظام البعثي الذي جثم على صدورهم أربعة وخمسين عاماً.
وإظهار السوريين امتنانهم للأمير محمد بن سلمان يدل على عمق معاناتهم من التهجير وتدمير الاقتصاد، بل تدمير سوريا كاملة، والسوريون يعرفون قبل غيرهم أن رفع العقوبات سيساعد بلادهم في إعادة الإعمار وتحقيق الازدهار الاقتصادي، خاصة أن الشرع أعلن بوضوح سعيه لرفع كل العوائق التي وضعها النظام السابق، والتي كانت تعرقل الاستثمارات الأجنبية، وتدفق رؤوس الأموال لسوريا. ومن المعروف أن الشعب السوري شعب نشط، ولكنه فقط يحتاج للفرصة.
بعد ذلك، تطرق مؤتمر الرياض عبر قادة دول مجلس التعاون للقضايا السياسية، وعلى رأسها النووي الإيراني؛ لأن زعماء الإقليم يهدفون بشكل واضح وجليّ لإعادة الأمن والهدوء للإقليم الذي شتّتته الصراعات.
السياسة ثم السياسة أولاً، لأنها تحقق الأمن الذي يأتي بعده الازدهار الاقتصادي، فلا اقتصاد بلا أمن، لذلك وصفت المبعوثة البريطانية آن سنو زيارة دونالد ترمب بالتاريخية، وأن رفع العقوبات عن سوريا جعلهم يتطلعون للعمل مع سوريا، وحينما يعمل ويتعامل الغرب مع سوريا فإن كل دول العالم ستتعامل مع سوريا، وهذا يدل على نجاح الأمير محمد بن سلمان في جعل سوريا عضواً غير منبوذٍ في المجتمع الدولي. لذلك كانت السياسة أولاً، ثم الاقتصاد ثانياً، فَدُون الأمن لن يكون هناك اقتصاد. ودمتم.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

العربية
منذ 2 ساعات
- العربية
أميركا تصدر أوامر بتخفيف العقوبات على سوريا بعد تعهد ترامب
أصدرت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أمس الجمعة، أوامر قالت إنها ستؤدي إلى رفع العقوبات المفروضة على سوريا على نحو فعال، بعد أن تعهد ترامب هذا الشهر بإلغاء هذه الإجراءات لمساعدة سوريا في إعادة الإعمار بعد حرب أهلية مدمرة. وأصدرت وزارة الخزانة الأميركية ترخيصا عاما يجيز المعاملات التي تشمل الحكومة السورية المؤقتة بقيادة الرئيس أحمد الشرع، وكذلك البنك المركزي والشركات المملوكة للدولة. وقالت وزارة الخزانة في بيان، إن الترخيص العام "يجيز المعاملات المحظورة بموجب لوائح العقوبات السورية، مما يرفع العقوبات المفروضة على سوريا بشكل فعال"، وفق "رويترز". وأضاف البيان "سيتيح الترخيص العام استثمارات جديدة ونشاطات جديدة للقطاع الخاص بما يتوافق مع استراتيجية الرئيس (أميركا أولا)". في هذا السياق، أصدرت شبكة مكافحة الجرائم المالية، التابعة لوزارة الخزانة الأميركية، إعفاءً استثنائياً يسمح للمؤسسات المالية بالتعامل مع المصرف التجاري السوري وفتح الحسابات وتحويل الأموال، من وإلى سوريا. وفي بيان، نقله تليفزيون سوريا اليوم السبت، قالت الشبكة إن هذا الإعفاء "يأتي في إطار جهود الولايات المتحدة لدعم الاستقرار الاقتصادي في سوريا، بعد إعلان الرئيس دونالد ترامب رفع العقوبات المفروضة على سوريا، والسماح بتوسيع الأنشطة الاقتصادية في البلاد". ووفق الإعفاء، يُسمح للمؤسسات المالية الأميركية بفتح حسابات مراسلة والحفاظ عليها قائمة مع المصرف التجاري السوري، ضمن شروط الامتثال للقوانين الأميركية لمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب. ويتضمن الإعفاء شروطاً رئيسية، منها: الالتزام الكامل ببرامج مكافحة غسل الأموال، وتطبيق إجراءات العناية الواجبة المعززة، والامتثال للعقوبات الأميركية الأخرى، وتقديم تقارير دورية عند الطلب، والمراجعة المستمرة للإجراءات الداخلية للمؤسسات المالية. ويشترط الإعفاء أيضا عدم استفادة الكيانات أو الأفراد الخاضعين للعقوبات من هذه المعاملات.، بما في ذلك المرتبطين بروسيا وإيران وكوريا الشمالية ونظام الرئيس المخلوع بشار الأسد. وقال وزير الخارجية ماركو روبيو في بيان إنه أصدر إعفاء لمدة 180 يوما من العقوبات المفروضة على سوريا بموجب قانون قيصر لضمان عدم إعاقة العقوبات للاستثمارات وتسهيل توفير الكهرباء والطاقة والمياه والرعاية الصحية وجهود الإغاثة الإنسانية. وأضاف روبيو "تحركات اليوم تمثل الخطوة الأولى في تحقيق رؤية الرئيس لعلاقة جديدة بين سوريا والولايات المتحدة"، وقال إن ترامب أوضح أنه يتوقع أن يعقب تخفيف العقوبات تحرك من جانب الحكومة السورية. وقال البيت الأبيض بعد لقاء ترامب مع الشرع قبل أيام إن الرئيس طلب من سوريا الالتزام بعدة شروط مقابل تخفيف العقوبات، بما في ذلك مطالبة جميع المسلحين الأجانب بمغادرة سوريا وترحيل من وصفهم بالإرهابيين الفلسطينيين ومساعدة الولايات المتحدة في منع عودة ظهور تنظيم الدولة الإسلامية. وقال روبيو "يقدم الرئيس ترامب للحكومة السورية فرصة لتعزيز السلام والاستقرار سواء داخل سوريا أو في علاقات سوريا مع جيرانها". خطوة إيجابية رحبت سوريا في وقت مبكر اليوم السبت برفع العقوبات المفروضة عليها، وهو ما وصفته وزارة الخارجية بأنه "خطوة إيجابية في الاتجاه الصحيح لتخفيف المعاناة الإنسانية والاقتصادية في البلاد". وقالت الوزارة في بيان إن سوريا "تمد يدها لكل من يرغب في التعاون على أساس الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، وتؤمن بأن الحوار والدبلوماسية هما السبيل الأمثل لبناء علاقات متوازنة تحقق مصالح الشعوب وتعزز الأمن والاستقرار في المنطقة". فُرضت معظم العقوبات الأميركية على سوريا على حكومة الرئيس السوري بشار الأسد وشخصيات بارزة في عام 2011 بعد اندلاع الحرب الأهلية هناك. وقاد الشرع قوات المعارضة التي أطاحت بالأسد في ديسمبر/ كانون الأول. يذكر الترخيص العام على وجه التحديد اسم الشرع، الذي كان مدرجا في السابق تحت اسم أبو محمد الجولاني، من بين الأفراد والكيانات الذين يسمح الآن بالتعامل معهم. كما يدرج أيضا الخطوط الجوية العربية السورية ومصرف سوريا المركزي وعددا من البنوك الأخرى والعديد من شركات النفط والغاز الحكومية وفندق فور سيزونز دمشق. وكان ترامب قد أعلن على نحو مفاجئ قبل أيام خلال زيارة إلى الشرق الأوسط أنه سيأمر برفع العقوبات عن الحكومة السوريةبناء على طلب من ولي العهد السعودي، وهو تحول كبير في السياسة الأميركية قام به قبل اجتماعه لفترة وجيزة مع الرئيس السوري أحمد الشرع في الرياض. ومن شأن تخفيف العقوبات المفروضة على سوريا أن يفسح المجال أمام مشاركة أكبر للمنظمات الإنسانية العاملة في سوريا، وتشجيع الاستثمار الأجنبي والتجارة مع إعادة إعمار البلاد. لكن الولايات المتحدة فرضت طبقات من الإجراءات على سوريا وعزلتها عن النظام المصرفي الدولي وحظرت العديد من الواردات الدولية، ويمكن أن يؤدي احتمال عودة العقوبات على بلد ما إلى تثبيط استثمارات القطاع الخاص. وكانت الولايات المتحدة قد وضعت سوريا لأول مرة على قائمة الدول الراعية للإرهاب في عام 1979، ومنذ ذلك الحين أضافت مجموعات إضافية من العقوبات، بما في ذلك عدة جولات في أعقاب انتفاضة البلاد ضد الأسد في 2011.


الشرق الأوسط
منذ 2 ساعات
- الشرق الأوسط
وزير الخارجية السعودي في مدريد... واجتماعات مرتقبة للجنة الوزارية حول تطورات غزة
وصل الأمير فيصل بن فرحان، وزير الخارجية السعودي، إلى مدريد للمشاركة في اجتماع موسع للجنة الوزارية بشأن غزة ومجموعة مدريد وعدد من الدول الأوروبية بشأن تطورات الأوضاع في القطاع والجهود الدولية لوقف الحرب، طبقاً لبيان عن «الخارجية» السعودية، السبت. ومن المقرر أن يناقش اجتماع مدريد التحضيرات الجارية للمؤتمر الدولي رفيع المستوى لحل الدولتَيْن برئاسة مشتركة من السعودية وفرنسا، المقرر عقده في يونيو (حزيران) المقبل. كما سيناقش التطورات في الضفة الغربية المحتلة، وفقاً للبيان. وكانت الوزارة قد أعلنت، الجمعة، أن اللجنة الوزارية المكلّفة من القمة العربية الإسلامية المشتركة بشأن غزة، التي يرأسها وزير الخارجية السعودي، وبمشاركة وزيري الخارجية المصري بدر عبد العاطي، والأردني أيمن الصفدي، بحثت مع وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو الجهود الدولية لإنهاء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة. يُشار إلى أن الرياض شدّدت على ضرورة إنهاء الاحتلال وتأسيس دولة فلسطينية مستقلة وقابلة للحياة، بصفته سبيلاً وحيداً لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، وذلك خلال رئاسة مشتركة «سعودية - فرنسية»، في مقر الأمم المتحدة بمدينة نيويورك، الجمعة، للاجتماع التحضيري للمؤتمر الدولي رفيع المستوى من أجل التسوية السلمية للقضية الفلسطينية، وتنفيذ حل الدولتَيْن، بمشاركة واسعة من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة. وأكدت المستشارة في وزارة الخارجية السعودية، منال رضوان، التي ترأست وفد بلادها في الاجتماع أن السعودية بالشراكة مع فرنسا تسعى لأن يُشكّل هذا المؤتمر نقطة تحوّل تاريخية نحو سلام عادل ودائم، مشددة على ضرورة إنهاء الاحتلال وتأسيس دولة فلسطينية مستقلة وقابلة للحياة، بصفته سبيلاً وحيداً لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.


عكاظ
منذ 2 ساعات
- عكاظ
بمشاركة 4 وزراء.. المؤتمر الصحفي الحكومي يسلط الضوء على استعدادات الحج
تابعوا عكاظ على ينعقد المؤتمر الصحفي الحكومي في الرياض، الإثنين القادم 26 مايو 2025، الموافق 28 ذي القعدة 1446هـ، ويستضيف وزير الحج والعمرة الدكتور توفيق بن فوزان الربيعة، ووزير النقل والخدمات اللوجستية المهندس صالح بن ناصر الجاسر، ووزير الصحة فهد بن عبدالرحمن الجلاجل، ووزير الإعلام سلمان بن يوسف الدوسري، للحديث عن أبرز الاستعدادات لموسم الحج. وسيجيب الوزراء عن أسئلة الصحفيين والإعلاميين خلال المؤتمر الذي يُبث مباشرة عبر القنوات التلفزيونية السعودية، ومنصة شاهد، ومنصات التواصل الاجتماعي لوزارة الإعلام. أخبار ذات صلة /*.article-main .article-entry > figure img {object-fit: cover !important;}*/ .articleImage .ratio{ padding-bottom:0 !important;height:auto;} .articleImage .ratio div{ position:relative;} .articleImage .ratio div img{ position:relative !important;width:100%;} .articleImage .ratio img{background-color: transparent !important;}