
"إيفين" رمز سيء السمعة لدى معارضي النظام الإيراني
أعلنت إسرائيل اليوم أنها شنت ضربة غير مسبوقة ضد أهداف تابعة للنظام الإيراني في وسط طهران، بما في ذلك سجن "إيفين" الشهير، وفي إعلانه العملية كتب وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس عبر حسابه على منصة "إكس" اليوم الإثنين "إن الجيش الإسرائيلي ينفذ حالياً ضربة غير مسبوقة ضد أهداف تابعة للنظام وأجهزة القمع الحكومية في قلب طهران".
وقالت السلطة القضائية في إيران إن الضربات الإسرائيلية ألحقت أضراراً بأجزاء من السجن، مؤكدة أن هذا الاستهداف يتعارض مع القوانين الدولية. وذكر موقع "ميزان أونلاين" التابع للسلطة القضائية الإيرانية أن الوضع في مباني السجن لا يزال تحت السيطرة.
وسجن إيفين في طهران هو واحد من أشهر السجون سيئة السمعة حول العالم، ويُعرف باحتجاز المعتقلين السياسيين والأجانب ومزدوجي الجنسية الذين غالباً ما يعتقلون من قبل النظام الإيراني، سواء للاشتباه في تورطهم بأمور مناهضة للنظام أو كرهائن، وكثيراً ما ارتبط هذا السجن بالاعتقالات التعسفية والتعذيب والاعترافات القسرية وظروف الاحتجاز اللاإنسانية، وبخاصة في حق السجناء السياسيين والمتهمين بالتجسس أو تهديد الأمن القومي.
ويدار السجن من وزارة استخبارات الجمهورية الإسلامية والحرس الثوري، ويقول حقوقيون إنه غالباً ما يعتقل الأجانب ومزدوجو الجنسية بتهم مبهمة مثل التجسس أو التعاون مع دول معادية، وهي تُهم غير مدعومة بأدلة في كثير من الحالات، وتستخدم كورقة ضغط خلال المفاوضات الدولية، كما حدث مع مزدوجة الجنسية البريطانية - الإيرانية نازنين زغاري راتكليف، أما ظروف الاحتجاز داخل إيفين فهي قاسية وتشمل الحبس الانفرادي والحرمان من الوصول إلى المحامين والتهديدات لأفراد العائلة مع انتهاكات نفسية وجسدية.
القسم (209)
بني السجن على يد آخر شاه لإيران، محمد رضا بهلوي، ليستوعب 300 سجين سياسي، بينهم بعض رجال الدين الذين عارضوا النظام الملكي، وبعد الثورة الإسلامية عام 1979 وسعت الجمهورية الإسلامية المجمع المروع الذي يتضمن المشنقة وساحة الإعدام، ويضم الآن 15 ألف سجين، وفق تقرير لمجلة "نيويوركر" نشر في مايو (أيار) الماضي.
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتذكر الكاتبة الأميركية المتخصصة روبن رايت، ولها مؤلفات عدة حول إيران، أن لديها أصدقاء، بمن فيهم أميركيون، سجنوا في إيفين وغالباً في القسم (209) المخصص للسجناء السياسيين الذين يعتقلون غالباً بتهم وهمية، مثل "نشر الفساد في الأرض" و"العداء لله"، أو بتهم مبهمة مثل الدعاية ضد الدولة الإسلامية، وهناك زنازين انفرادية بلا أسرّة أو مراحيض، أما في أنحاء السجن الأخرى فتكتظ الأقسام بأسرّة طابقية مزدوجة أو ثلاثية من الجدار إلى الجدار، ولا يزال القسم (209) مستودعاً للمعتقلين الذين يستخدمون كورقة مساومة في سياسة إيران الخارجية القاسية، إذ يجري تبادل صحافيين ودبلوماسيين وأكاديميين ورجال أعمال وناشطين بيئيين ضمن صفقات غير متكافئة في مقابل أسلحة وأموال.
وتحدث رجل الأعمال البريطاني - الإيراني أنوشة عاشوري الذي اعتقل عام 2017 بتهم التجسس لمصلحة إسرائيل وسجن أربعة أعوام في إيفين، عن الوضع المزري في الجناح (7) بالقاعة (12) حيث جرى احتجازه، قائلاً في تصريحات إن "الوضع كان سيئاً للغاية، وكنا نعاني من بق الفراش والصراصير والجرذان الضخمة والطعام الفاسد"، ومع ذلك كانت أسوأ لحظات تجربة عاشوري في سجن إيفين هي الأيام الـ 45 التي قضاها في الحبس الانفرادي، حيث عانى مما وصفه بـ "التعذيب النفسي"، وفي مارس (آذار ) 2022 أُطلق عاشوري مع راتكليف بعد أن دفعت الحكومة البريطانية 400 مليون جنيه إسترليني (453 مليون دولار أمريكي) للنظام الإيراني.
البنية القمعية الأيديولوجية
ويرى مراقبون إن استهداف السجن الذي يحظى بمكانة خاصة داخل جهاز أمن النظام الإيراني وفي المخيلة السياسية لكثير من الإيرانيين، يشير إلى تحول كبير في تركيز إسرائيل العسكري من استهداف المنشآت النووية والصواريخ الباليستية والدفاعات الجوية إلى استهداف البنية القمعية الأيديولوجية للنظام، بما في ذلك نظام السجون ومقار الأمن ورموز الدعاية، وهو ما يوحي بأن الهدف الإستراتيجي لم يعد مجرد الردع أو التعطيل، بل الإسهام في إسقاط الديكتاتورية الثيوقراطية التي تبقي شعبها والأجانب في حال خوف دائم، وفق وصف الكاتب البريطاني جوناثان ساسردوتي، الذي يعتقد أنه إذا انهارت جدران إيفين وخرج ضحاياه أحراراً فسيكون ذلك يوم تحرير للإيرانيين والرهائن الأجانب.
وأصدرت إحدى السجينات السياسيات في سجن إيفين أخيراً كتاباً هرّبت أجزاؤه سراً من داخل المعتقل، تكشف فيه عن تفاصيل معاناتها من التعذيب المستمر وجلسات التحقيق التي امتدت طوال الليل والنهار، إضافة إلى التعرض للتحرش الجنسي والتهديد بالقتل، وفي كتابها "نادي خبازات سجن إيفين: النجاة من أسوأ سجون إيران في 16 وصفة"، تسرد سيبيده قليان واقع الحياة القاسي داخل هذا السجن سيئ السمعة.
وكانت قليان قد اعتقلت وتعرضت للتعذيب عام 2018 بعد مساعدتها في تنظيم إضراب لعمال مصنع السكر، وأُفرج عنها بكفالة مطلع عام 2019، وسرعان ما أُعيد اعتقالها بعد أن بث التلفزيون الرسمي الإيراني اعترافها الذي يبدو أنه انتزع منها بالإكراه، وعند الإفراج عنها بعد أربعة أعوام سجلت رسالة فيديو خلعت فيها حجابها ونددت بالنظام ودعت إلى إسقاط المرشد الأعلى علي خامنئي، لتعاد فوراً إلى سجن إيفين حيث لا تزال هناك حتى اليوم.
واعتبرت نويمي كوهلر، شقيقة سيسيل كوهلر المسجونة في سجن إيفين بطهران مع شريكها جاك باري منذ مايو 2022، أن الضربات الإسرائيلية على السجن عمل غير مسؤول كلياً ويعرّض السجناء لـ"خطر مميت".
وقالت كوهلر: "الضربة عمل غير مسؤول تماماً. إن سيسيل وجاك وجميع السجناء في خطر مميت". وأضافت: "هذا أسوأ ما يمكن أن يحصل... ليس لدينا أنباء، ولا نعلم ما إذا كانا ما زالا على قيد الحياة". وحضّت السلطات الفرنسية على "إدانة هذه الضربات الخطيرة جداً" وضمان الإفراج عن السجناء الفرنسيين.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


المناطق السعودية
منذ ساعة واحدة
- المناطق السعودية
ترمب: نهنئ العالم.. إنه وقت السلام و آمل أن تقوم إيران وإسرائيل الآن بخطوات نحو السلام
المناطق_متابعات شدد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الإثنين، على أن المواقع التي هاجمتها الولايات المتحدة في إيران جرى تدميرها تماما. وكتب ترامب في منشور له عبر منصة ترو سوشيال: 'المواقع التي ضربناها في إيران دمرت بالكامل، والجميع يعلم ذلك. وحدها الأخبار الكاذبة ستقول غير ذلك لمحاولة التقليل من الأمر قدر المستطاع، وحتى هم قالوا إنها 'دمرت بشكل جيد جدا!'. واتهم الرئيس الأمريكي وسائل الإعلام التي تشير إلى عدم تدمير المواقع النووية الإيرانية تماما بالكذب وعدم المصداقية. وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية، فجر الأحد، أنها قصفت مواقع نووية إيرانية بأكثر من 182 طنا من المتفجرات، مستخدمة 75 سلاحا، في أكبر عملية تنفذها طائرات الشبح 'بي-2' في تاريخ الولايات المتحدة، وقد استغرقت العملية 25 دقيقة فقط. قال مسؤول أميركي إن الرئيس دونالد ترامب اجتمع بفريق الأمن القومي لبحث استهداف إيران قاعدة العديد. وأوضح المصدر أن ترامب في غرفة العمليات مع وزير الدفاع ورئيس الأركان. وأعلنت إيران، الاثنين، أنها شنت هجوماً على القوات الأمريكية في قاعدة 'العديد' الجوية في قطر. وأكد التلفزيون الإيراني إصابة قاعدة 'العديد' الأمريكية في قطر 'رداً على العدوان الأمريكي'، فيما أفاد موقع 'أكسيوس' الإخباري بأن إيران أطلقت ستة صواريخ صوب القاعدة الأميركية في قطر. وأكد ترامب، صباح الاثنين، أن الضربات الأمريكية دمرت المواقع النووية الإيرانية المستهدفة، وتسببت بـ'ضرر هائل' على الرغم من تنويه مسؤولين من أن الحجم الحقيقي للأضرار لا يزال غير واضح. وقال مسؤولون دفاعيون أمريكيون إنهم يعملون على تحديد حجم الأضرار التي سببتها الضربات. ولم تذكر إيران كذلك حجم الأضرار التي لحقت بها في الهجوم، كما لم تكشف طهران عن أي تفاصيل حتى الآن عن الضربات التي تعرضت لها من قبل إسرائيل. وكتب ترامب على حسابه في منصته التواصلية التي يمتلكها 'تروث سوشيال': 'لحق ضرر هائل بجميع المواقع النووية في إيران، كما أظهرت صور الأقمار الصناعية. التدمير مصطلح دقيق'، دون أن يرفق منشوره بالصور التي أشار إليها. وأضاف ترامب: 'الهيكل الأبيض الظاهر مغروس بعمق في الصخر، حتى سقفه يقع أسفل مستوى الأرض بكثير، وهو محمي تمامًا من اللهب. وقع أكبر ضرر على عمقٍ كبيرٍ تحت مستوى الأرض. هدف محقق!'. يأتي ذلك فيما أفاد مراسل 'أكسيوس' Axios على 'إكس' أن ترامب سيجتمع مع فريقه للأمن القومي في الواحدة ظهرا اليوم الاثنين لمناقشة نتائج الهجوم على إيران. وكان مسؤولون كبار في إدارة الرئيس ترامب أكدوا، أمس الأحد، أن الغارات الجوية الأمريكية على مواقع نووية إيرانية لم تكن تهدف لتغيير النظام، فيما حثت واشنطن طهران على الابتعاد عن الرد العسكري واللجوء إلى التفاوض. كما لم تكن عملية 'مطرقة منتصف الليل' معروفة إلا لعدد قليل من الأشخاص في واشنطن وفي مقر القيادة العسكرية الأمريكية للشرق الأوسط في تامبا بولاية فلوريدا. وقال رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية الجنرال دان كين للصحافيين، إن سبع قاذفات من طراز بي-2 حلقت لمدة 18 ساعة من الولايات المتحدة إلى إيران لإسقاط 14 قنبلة خارقة للتحصينات. وقال كين إن الولايات المتحدة أطلقت 75 قذيفة موجهة بدقة، بما في ذلك أكثر من 20 صاروخ توماهوك، إلى جانب مشاركة 125 طائرة عسكرية على الأقل في العملية التي استهدفت 3 مواقع نووية – فوردو وأصفهان ونطنز. وفيما حذر وزير الدفاع بيت هيغسيث إيران من تنفيذ تهديداتها السابقة بالرد على الولايات المتحدة، وقال إن القوات الأميركية مستعدة للدفاع عن نفسها، قال نائب الرئيس الأمريكي جيه دي فانس، في مقابلة أجراها معه برنامج 'لقاء الصحافة مع كريستين ويلكر' على قناة 'إن بي سي' NBC التلفزيونية، إن الولايات المتحدة ليست في حالة حرب مع إيران بل مع برنامجها النووي.


حضرموت نت
منذ ساعة واحدة
- حضرموت نت
اخبار السعودية : الدبلوماسي الأميركي دينيس روس: خامنئي يرى فرصة لإنهاء الحرب مع واشنطن بعد هجوم "العديد"
قال الدبلوماسي الأميركي السابق والمفاوض البارز دينيس روس، إن المرشد الإيراني علي خامنئي يُدرك وجود 'فرصة جيدة' لإنهاء الحرب مع الولايات المتحدة، وذلك عقب الهجوم الإيراني على قاعدة العديد الجوية في قطر. وأضاف روس في منشور عبر منصة 'إكس'، أن إيران كانت مضطرة للرد حتى لا تبدو ضعيفة أو مستسلمة، لكنه أشار إلى أن عدم سقوط قتلى أمريكيين في الهجوم يمنح خامنئي مساحة لإنهاء التصعيد. ونقلت وكالة 'رويترز' عن روس قوله: 'خامنئي يدرك أن الحفاظ على النظام هو الأولوية القصوى، والظرف الحالي يُعد فرصة جيدة لوقف المواجهة مع واشنطن قبل أن تتوسع وتخرج عن السيطرة'. وتأتي هذه التصريحات وسط دعوات دولية لخفض التوتر في منطقة الخليج، عقب الضربات المتبادلة بين طهران وواشنطن، والتي أثارت مخاوف من انزلاق الأوضاع إلى نزاع إقليمي مفتوح. ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة سبق , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة سبق ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.


الشرق الأوسط
منذ ساعة واحدة
- الشرق الأوسط
إسرائيل وإيران في اليوم الـ11: طهران تستهدف قاعدة «العديد» في قطر (تغطية حية)
مع دخول الصراع بين إسرائيل وإيران يومه الحادي عشر، شنّت إيران هجوماً صاروخيا على القوات الأميركية في قاعدة «العديد» الجوية بقطر، رداً على الضربات الأميركية غير المسبوقة على مواقع نووية في إيران وأدانت دولة قطر، بشدة، الهجوم، مؤكدة أن دفاعاتها الجوية نجحت في التصدي للصواريخ الإيرانية، و«عدم وقوع أي إصابات أو خسائر بشرية». إلى ذلك، واصل الجيش الإسرائيلي ضرباته على مواقع للبنية التحتية العسكرية الإيرانية في غرب البلاد، وأعلن عن مهاجمة 6 مطارات وتدمير 16 طائرة حربية ومروحية. وأعلن وزير الدفاع يسرائيل كاتس عن شن ضربات غير مسبوقة على طهران.