logo
إطلاق النار على الرأس والصدر، تحقيق في وقائع قتل أطفال في غزة

إطلاق النار على الرأس والصدر، تحقيق في وقائع قتل أطفال في غزة

BBC عربيةمنذ 4 أيام
تحذير: يتضمن هذا التقرير تفاصيل عن وفيات أطفال وصوراً لإصابات خطيرة قد يجدها بعض القراء مزعجة.
طفلة صغيرة ترقد على وجهها دون حراك وكأنها نائمة، في أحد شوارع مدينة غزة. ساقاها مطويتان، ورأسها ملتوية إلى أحد جانبيها.
يرقد رجل بجوارها. يمد يده نحوها، ويلامسها برفق، قبل أن تسقط يده على الأرض، وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة.
عُرض هذا الفيديو على قناة "العربي" القطرية في أواخر ديسمبر/ كانون الأول 2023. وذكر التقرير أن الرجل والطفلة، قد أُطلق النار عليهما من قبل قناصة إسرائيليين.
لم تُذكر مزيد من التفاصيل بشأن ما حدث، أو عن هوية هذين الشخصين. لكن تحقيقًا أجرته خدمة بي بي سي العالمية، كشف عن أنهما أب فلسطيني وابنته. الأب يُدعى محمد المجدلاوي، أما ابنته فتُدعى ليان، وكانت تبلغ من العمر عامين. توفي كلاهما على قارعة الطريق في هذا اليوم.
مقتل ليان هو واحد من أكثر من 160 حالة جمعنا أدلة عنها، لأطفال تم إطلاق النار عليهم خلال هذه الحرب في غزة، منذ اندلاع القتال في أكتوبر/تشرين الأول 2023 وحتى يوليو/تموز من هذا العام.
تمنع إسرائيل المراسلين الأجانب من دخول غزة بشكل مستقل، بينما يعيق الدمار وموجات النزوح، مهمة التحقيق وجمع المعلومات.
في حالة ليان ووالدها، ساعدتنا منشورات وتعليقات على وسائل التواصل الاجتماعي في تحديد موقع تصوير الفيديو، والكشف عن هويتي الضحيتين، والعثور علي شهادتيْ وفاتيهما.
لعدة أشهر، بحثنا عن أقارب نجوا من الأحداث في غزة، وتمكنَّا أخيراً من التواصل مع سُريّه والدة ليان، وشقيقها عبود، وشقيقتها شهد، خلال فترة الهدنة في فبراير/شباط 2025، حين أتيحت للناس حرية التنقل بشكل أكبر.
وقدموا لنا روايتهم عما حدث في ذلك اليوم.
في 9 نوفمبر/ تشرين الثاني 2023، وعند منتصف النهار، أخبرتنا العائلة بأنهم غادروا مدرسة في مخيم الشاطئ، حيث كانوا يحتمون من الغارات الجوية، بعد أن تلقوا أمراً بالإخلاء من الجيش الإسرائيلي.
قالوا إنهم ساروا جنوباً من المدرسة، ثم توجهوا شرقاً إلى شارع حميد، حيث مروا بأحد السكان، وأخبرهم بأن الطريق آمن.
كانت شهد تبلغ من العمر 12 عاماً في ذلك الوقت، وقالت لبي بي سي إنه لم يكن هناك أي قتال في المنطقة المحيطة بهم، بشكل مباشر.
قالت شهد: "كنا نسير معاً. كنا نسير أمام والدنا، وكان يلعب ويغني مع ليان".
وعندما مرّوا بشارع فرعي على يسارهم، قالت شهد إنهم رأوا دبابة، فبدأوا يركضون.
كان والدها خلفهم، يتحرك ببطء لأنه كان يحمل ليان.
"نظرنا إلى الخلف فوجدناه مُلقى على الأرض" قالت شهد.
وأضافت أنها وشقيقها ركضا لمساعدته، وأدركا أنه أُصيب برصاصة.
ومضت شهد قائلة "حاولت أن أصل إلى شقيقتي وأمسك بها، ثم أُصبت أنا في ذراعي".
وأشارت إلى أن والدها صرخ وقتذاك : "اذهبوا واتركوني!"
هربت مع والدتها وشقيقها. ولم يروا محمد أو ليان مرة أخرى.
حصلت بي بي سي على صورة أقمار صناعية التُقطت في الساعة 10:30 صباحاً بالتوقيت المحلي (08:30) بتوقيت غرينتش، أي قبل نحو ساعتين من واقعة إطلاق النار، لكن ليس لدينا حق نشرها.
تُظهر الصورة وجوداً للجيش الإسرائيلي على بُعد 280 متراً إلى الشمال من الموقع التي كانت تمر فيه العائلة، وكذلك دبابة في الشارع نفسه، الذي قالت شهد إنها رأت دبابة فيه.
ستيوارت راي، محلل عسكري في شركة ماكنزي إنتليجنس في لندن، فحص الصورة، وحدد وجود دبابات، ومركبات مدرعة، وآليات هندسية عسكرية، وسواتر ترابية دفاعية.
وأشار إلى أن هذا الموقع يحتوي على مبانٍ هي الأطول مقارنة بالمباني الموجودة في المنطقة المحيطة به، ما يدل – بحسب رأيه – على أنه كان موقعاً مُحصناً تابعاً للجيش الإسرائيلي، ومن المرجح أنه كان يضم قوات مشاة.
هناك ثلاثة مقاطع فيديو عُرِضَت على قناة العربي لمحمد وليان.
قمنا بعرض هذه المقاطع على ثلاثة خبراء في الطب الشرعي، لديهم خبرة في إصابات الحروب.
اتفق الجميع على أن ما حدث لمحمد وليان كان قتلاً بالرصاص.
قال البروفيسور ديريك باوندر، الرئيس السابق لقسم الطب الشرعي في جامعة داندي الاسكتلندية، إن وضعية الجثث تشير إلى أن محمد - الذي كان يحمل ليان - قد سقط فجأة، وليس نتيجة انفجار قذيفة.
وأضاف أيضاً أنه لم يُلاحظ وجود إصابات كبيرة واضحة: "إذن نحن نتحدث عن إصابة قد تبدو صغيرة من الخارج، والطلقة النارية هي الاحتمال الرئيسي لذلك."
وتابع باوندر "جروح الطلقات عالية السرعة من البنادق العسكرية، تترك فتحة دخول صغيرة وتتسبب في إصابات داخلية كارثية".
قدمنا هذه الأدلة للجيش الإسرائيلي، فرد قائلا "يعمل جنود جيش الدفاع الإسرائيلي ضد التنظيمات الإرهابية في بيئات حضرية معقدة، وقد تقع أخطاء، أو أضرار غير مقصودة أثناء القتال".
وأضاف "عندما يكون هناك شك معقول، في أن قوات جيش الدفاع الإسرائيلي تصرفت على نحو يتعارض مع قيم وأوامر جيش الدفاع الإسرائيلي، فستتم مراجعة الحادثة ومعالجتها بالجدية اللازمة".
وقالوا إن تفاصيل هذه الحادثة "سُجلت وستنظر فيها الجهات المختصة".
في واقعة إطلاق نار أخرى تحققت منها بي بي سي، أصيبت الطفلة ميرا طنبورة، ابنة الست سنوات، برصاصة اخترقت ظهرها، وفقاً لوالدها سعيد.
وقال الأب إن الواقعة حدثت يوم 18 نوفمبر/تشرين الثاني 2023 بالقرب من نقطة تفتيش تابعة للجيش الإسرائيلي، على طريق صلاح الدين، جنوب غربي مدينة غزة.
طريق صلاح الدين هو الشريان الرئيسي، الذي يربط شمالي غزة بجنوبها، وقد تم تصنيفه من قبل الجيش الإسرائيلي، كممر إجلاء للمدنيين الفارين من الشمال.
وبحسب رواية سعيد، تم تفتيش العائلة في وقت سابق من ذلك اليوم، عند نقطة تفتيش الجيش الإسرائيلي، بعد فرارهم من شمال غزة.
وبعد نحو كيلومتر واحد من تجاوزهم نقطة التفتيش، كان سعيد يتحدث إلى سائق حافلة، بينما كانت ميرا وبعض الأقارب يقفون على بعد أمتار قليلة.
قال سعيد "استدرت إلى الخلف، فأطلق القناص النار على ابنتي ميرا في قلبها."
وأضاف "أنا على يقين أنه كان قناصاً، فلم تكن سوى رصاصة واحدة أصابت قلبها مباشرة"، بعدما اخترقت جسدها من الظهر، بحسب قوله.
بعد ذلك، بحسب سعيد، نزفت ابنته "من أنفها وفمها"، قائلا إنه أسرع بها إلى مستشفى العودة في مخيم النصيرات بمدينة دير البلح، حيث أخبرنا مدير المستشفي بأنهم أعلنوا وفاتها.
اطلعت بي بي سي على صورة لميرا وهي ملفوفة في كفن أبيض، وجهها ظاهر، والدم يغمر منطقة الصدر.
وتُظهر صورة أقمار صناعية التقطت في اليوم السابق لتلك الواقعة، تمركزاً للجيش الإسرائيلي عند نقطة التفتيش. كما يؤكد مقطع فيديو نشره الجيش الإسرائيلي على الإنترنت وجود جنوده هناك.
اجتاز مصوّر بي بي سي عربي جهاد المشهراوي نقطة التفتيش نفسها مع عائلته، قبل يومين من مرور عائلة طنبورة.
يقول إنه رأى بجانب هذه النقطة "جنوداً على التلال الرملية وداخل المنازل المدمرة، يجلسون أو يرقدون على بطونهم، وأسلحتهم جاهزة للإطلاق".
وأضاف أنه شاهد قناصة وجنوداً آخرين، لمسافة تتراوح ما بين كيلومتر وكيلومترين بعد نقطة التفتيش، على الجانب الشرقي من الطريق، داخل مبانٍ مدمرة أو خلف سواتر رملية.
عاد سعيد إلى موقع الحادث خلال هدنة في فبراير/ شباط 2025، ليشير لبي بي سي إلى المكان الذي حدثت فيه واقعة إطلاق النار على ابنته. ويقول إنه حين أُصيبت ميرا، رأى جنوداً إسرائيليين إلى الشرق من ذلك الطريق، "يصوبون أسلحتهم نحونا".
وأشار إلى الاتجاه الذي يعتقد أن الرصاصة جاءت منه. وتظهر صورة الأقمار الصناعية ساترا رمليا في ذلك الموقع.
في وقت إصابة ميرا، لم نجد أي تقارير تفيد بوقوع اشتباكات مع حماس بالقرب من نقطة التفتيش، وهو ما يُقلل من احتمال أن الطفلة كانت ضحيةً لإطلاق نار متبادل.
وقال والدها: "الجيش (الإسرائيلي) قال لنا إنه أنشأ ممراً آمناً في صلاح الدين. بعد أن جعلتمونا نتوجه إلى صلاح الدين، قتلتم طفلة بريئة"، مُخاطبا في حديثه الجنود الإسرائيليين.
عندما عرضنا هذه التفاصيل على الجيش الإسرائيلي، قال إن "ادعاء الإيذاء، في حد ذاته، لا يعني بالضرورة انتهاكًا للقانون".
وكما صرح سابقا في واقعة ليان، أفاد الجيش بأن تفاصيل هذه القضية "سُجلت وستنظر فيها الجهات المختصة".
منذ بدء الحرب، يعبر الأطباء عن قلقهم من وقائع إصابة الأطفال بطلقات نارية في غزة. ولإعداد هذا التقرير، تحدثت بي بي سي إلى 30 طبيباً وممرضاً، وفحصت مئات الصور ومقاطع الفيديو، بالإضافة إلى صور للأشعة وملاحظات طبية ومذكرات يومية شاركوها معنا.
يقول جراح زراعة الأعضاء البروفيسور نظام محمود "شهدنا عددًا كبيرًا من حوادث إطلاق النار، إما برصاص في الرأس أو الصدر، بما في ذلك إصابة أطفال".
محمود أيضا أستاذ استشاري متقاعد في هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية (NHS)، وقد أمضى شهرًا في غزة في أغسطس/آب 2024.
وأوضح محمود أن معظم الإصابات في الرأس، عالجها أطباء جراحة الأعصاب، لكن الأشعة السينية كشفت في إحدى الحالات عن "رصاصة استقرت في دماغ طفل عمره ثلاث سنوات".
وأضاف محمود أنه فقد القدرة على إحصاء عدد الأطفال الذين رآهم مصابين بطلقات نارية، لكنه يقدّر العدد بأكثر من 20 حالة.
كما جمعنا إفادات من شهود عيان وأفراد من عائلات الناجين - بعضها تم مشاركته عبر منظمات لحقوق الإنسان - وجمعنا تقارير إعلامية وتحققنا منها.
بناءً على هذه المعلومات، جمعنا تفاصيل عن 168 طفلاً تعرضوا لإطلاق النار، وأدرجنا في هذه القائمة الحالات التي كان لدينا توثيق لإصابات إصحابها فقط.
من بين هذه الحالات، سُجلت 95 إصابة لأطفال في الرأس أو الصدر - وكان 67 من هؤلاء الأطفال دون سن الثانية عشرة.
وفي 59 من حالات إصابة الأطفال في الرأس أو الصدر، تمكنَّا من الحصول على روايات شهود عيان للأحداث، إما مباشرة أو عبر أطباء وباحثين في مجال حقوق الإنسان.
في 57 من هذه الحالات، تشير المعلومات التي حصلنا عليها، إلى أن الجيش الإسرائيلي هو من أطلق النار على الأطفال.
وفي الحالتين الأخريين، تشير المعلومات إلى أن فلسطينيين هم من أطلقوا النار، الأولى خلال احتفالات شهدت عمليات إطلاق نار احتفالية، والثانية في اشتباكات بين عصابات.
أما الست وثلاثين حالة المتبقية، فليست لدينا روايات توضح ما حدث. ومن دون إمكانية الوصول إلى غزة للتغطية الإعلامية، يظل الحصول على تفاصيل كل حالة، أمراً في غاية الصعوبة.
قال ماثيو موريس، من اللجنة الدولية للصليب الأحمر "لا يمكن للعالم أن يقبل هذا النوع من الحرب، وهذا النوع من التأثير على الأطفال".
وأضاف "قُتل وجُرح أطفال في منازلهم، سواء كانوا يقيمون في خيام، أو يمشون في الشوارع".
ورغم أننا لم نتمكن من الوصول إلى أدلة تحدد دوافع من أطلق النار، تثير واقعتا مقتل ميرا وليان تساؤلات جدية حول نشاط الجيش الإسرائيلي في غزة.
في هذا الأسبوع، نشرت منظمة 'بتسيلم' الإسرائيلية حقوق الإنسان تقريرا، عمّا وصفته بغياب أي قواعد للاشتباك لدى القوات الإسرائيلية في غزة.
جندي إسرائيلي نشير إليه هنا بحرف "ك"، كان في قوات الاحتياط، وخدم في غزة مطلع عام 2024.
وصف "ك" أربع وقائع منفصلة، قال إن وحدته قتلت خلالها أشخاصا غير مسلحين، من بينهم اثنان وصفهما بالمراهقين الصغيرين.
وأضاف أن القاعدة العامة على الطريق الرئيسي الواصل بين شمالي غزة وجنوبها، كانت "أنه ممر آمن، ويُمنع فيه إطلاق النار."
لكن الجنود الإسرائيليين، بحسب "ك"، تلقوا تعليمات تقول "أي شخص تراه خارج الطريق الإنساني، أطلق النار، أطلق النار لتقتله، هكذا قيل لنا".
وأضاف "ك": "قال `قائدنا بالطبع إذا كانت امرأة أو طفلًا، لا تطلق النار، حاول اعتقالهم. لا تكن غبيا`".
لكن "ك" يقول إنه مع مرور الوقت، وبعد أن فقدت وحدته بعض الجنود في اشتباك، تشددت المواقف "و أصبح (ما يقال) فقط من قبيل.. دمر كل شيء، اقتل كل من تراه".
عرضنا الأدلة التي جمعناها حول ليان وميرا، بالإضافة إلى ملخص للحالات الأخرى، على خبراء في القتال وقوانين الحرب.
أشار الخبراء إلى أن هذه الوقائع تثير تساؤلات حول ما إذا كانت عمليات إطلاق النار هذه، ناتجة عن تهور أو إهمال أو تمثل هجمات متعمدة.
وقال ويس براينت، المحلل العسكري الذي خدم في العمليات الخاصة الأمريكية وقدم استشارات لوزارة الدفاع (البنتاغون) بشأن حماية المدنيين، إنه"بموجب القانون الدولي، يقع على عاتق الجنود المحترفين، واجب التحقق قبل إطلاق النار من أن الهدف هو مقاتل معادٍ، حسب التوصيف القانوني، وليس مدنياً".
وأضاف براينت أنه "عندما نرى هذا العدد الكبير من الأطفال يتعرضون لإطلاق نار، وخاصة في الرأس، فهذا يشير إلى وجود خلل خطير."
أما جينينا ديل، أستاذة القانون الدولي في جامعة أكسفورد،فقالت إنه عند الحديث عن قرارات استهداف الأهداف وفق القانون الدولي، "فمن الصعب جداً في كثير من الأحيان الوصول إلى استنتاج قانوني نهائي، أو حتى مبدئي، من مسافة بعيدة حيث لا تتوفر جميع الأدلة."
ولكنها أضافت "في هذه الحالة، فإن الأدلة المتاحة تشير بوضوح إلى انتهاك خطير للقانون، يحتمل أن يشكل جريمة حرب. وهذا أمر نادر الحدوث."
ورداً على سؤال حول تصرفات جنوده، قال الجيش الإسرائيلي في بيان "إلحاق الأذى المتعمد بالمدنيين، وخاصة الأطفال، محظور تماماً وينتهك صراحةً كلاً من القانون الدولي والأوامر الملزمة لجيش الدفاع الإسرائيلي".
وأضاف البيان أن حماس"تستغل السكان المدنيين - وخاصة النساء والأطفال - كدروع بشرية".
ووفقا للبيان، فإن الحوادث التي تثير شبهات حول مخالفة أوامر وقيم الجيش الإسرائيلي سيتم التحقيق فيها، عند الاقتضاء، من قبل قسم التحقيقات الجنائية في الشرطة العسكرية الإسرائيلية.
من بين 168 حالة نظرنا فيها، نعلم أن 90 طفلاً على الأقل لقوا حتفهم. وبسبب الدمار الذي لحق بالمنظومة الطبية في غزة، يصعب تحديد العدد الإجمالي للأطفال، الذين توفوا متأثرين بإصاباتهم.
وفقاً لوزارة الصحة الفلسطينية التابعة لحركة حماس، قُتل أو أُصيب 50 ألف طفل على الأقل في غزة، منذ بدء هذه الحرب.
شنت إسرائيل حملتها العسكرية في غزة، رداً على الهجوم الذي نفذته حماس عبر الحدود في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، والذي أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص، وأسر 251 آخرين كرهائن.
تقول العائلات التي تحدثنا معها خلال هذا التحقيق، إنه ليس لديها أي أمل في تحقيق العدالة لأطفالها.
بعض هذه العائلات لم يتمكن حتى من دفن جثث هؤلاء الأطفال.
بقيت جثتا ليان ومحمد ممددتين في شارع حميد لأيام. وبعد أسبوعين، قام الجيران بدفنهما، خلال هدنة قصيرة.
وحتى تواصلنا مع عائلتهما بعد أكثر من عام، لم يكن لدى العائلة أي فكرة عن وجود فيديو يوثق لحظة وفاتهما.
ساهمت في إنتاج هذا التحقيق: شاينا أوبنهايمر
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

بين القصف والاحتجاج: الانقسام يتعمّق في إسرائيل حول حرب غزة
بين القصف والاحتجاج: الانقسام يتعمّق في إسرائيل حول حرب غزة

BBC عربية

timeمنذ 11 ساعات

  • BBC عربية

بين القصف والاحتجاج: الانقسام يتعمّق في إسرائيل حول حرب غزة

في ظل تعثّر محادثات وقف إطلاق النار مع حماس، يسعى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى توسيع العمليات العسكرية في غزة، رغم تصاعد الضغوط الداخلية والدولية. ظهر رهينتان من المحتجزين الإسرائيليين في غزة، في مقاطع مصوّرة نشرتها كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، وهما يعانيان الضعف والجوع الشديدان. ويقول أحدهما إنه لا يستطيع الوقوف أو المشي، وإنه "على وشك الموت"، وشُوهد الآخر في الفيديو المصور وهو يحفر ما يقول إنه سيكون قبره بيده، ما أثار صدمة واسعة في إسرائيل، وأعاد إشعال الدعوات للتوصل إلى اتفاق هدنة يُنهي الحرب ويضمن عودة الرهائن إلى عائلاتهم، وسط تحذيرات منظمات أممية من خطر المجاعة في القطاع. سخطٌ عام وتحديات سياسية أظهر استطلاع رأي نُشر مؤخراً على قناة 12 الإسرائيلية، أن 74% من الإسرائيليين، بمن فيهم 60% ممن صوتوا لائتلاف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، يؤيدون عقد اتفاق مع حماس يُطلق بموجبه سراح جميع الرهائن دفعةً واحدةً مقابل إنهاء حرب غزة. ووجّه نحو 600 من المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين المخضرمين المتقاعدين، من بينهم رؤساء سابقون لجهازي الشاباك والموساد، رسالة إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يطلبون منه التدخل لوقف الحرب، معتبرين أن حماس "لم تعد تشكل تهديداً استراتيجياً، وأن الحرب فقدت مشروعيتها". كما وقّع أكثر من 1400 من العاملين في قطاع الفن، رسالة مفتوحة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، يطالبونه بوقف فوري لـ "الفظائع التي تُرتكب باسمنا" في غزة، على حدّ تعبيرهم. تبرز أهمية هذه التحركات غير المسبوقة من داخل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية السابقة، باعتبارها تؤشر إلى انقسام داخلي عميق حول جدوى استمرار الحرب، فرسالة المسؤولين المتقاعدين، تُعد تحدياً مباشراً لسياسات نتنياهو، خاصة مع تأكيدهم أن "إسرائيل حققت أهدافها العسكرية" وأن "استمرار القتال يُفقد الدولة توازنها الأخلاقي والأمني" بحسب تعبيرهم. "إطالة الحرب ليست بدافع سياسي" رئيس معهد القدس للاستراتيجية والأمن، يوسي كوبرفاسر، يقول لبي بي سي عربي: "إن إطالة أمد الحرب في قطاع غزة ليست بدافع سياسي، بل لتحقيق أهداف محددة وضعتها إسرائيل منذ البداية، أبرزها هزيمة حركة حماس عسكريا، وإسقاط حكمها في القطاع، ومنع غزة من أن تصبح منصة لهجمات مستقبلية ضد إسرائيل". وأكد كوبرفاسر على "وجود شبه إجماع داخل الدولة الإسرائيلية على ضرورة تحقيق هذه الأهداف، محذرا من أن بقاء حماس في الحكم سيُعد إنجازا كبيرا لها، يسمح لها بإعادة بناء قوتها العسكرية وتعزيز مكانتها بعد أي عملية إعادة إعمار مرتقبة في القطاع". كوبرفاسر اعتبر استعادة الرهائن الإسرائيليين أولوية ملحة للقيادة السياسية والعسكرية، لكنه يقرُّ بوجود"خلافات بين المستوى السياسي والعسكري بشأن إدارة الحرب ومدى التورط في القطاع"، مشيرا إلى تردد الجيش الإسرائيلي في السيطرة الكاملة على غزة "خشية أن يُطلب منه لاحقا إدارة القطاع، وهو سيناريو يرفضه الجيش بشدة". فيما يتعلق بالمستقبل، رجح كوبرفاسر أن إسرائيل قد تلجأ إلى "تصعيد محدود" لزيادة الضغط على حماس ودفعها لتقديم تنازلات، لكنه أعرب عن شكوكه في قدرة هذا التصعيد على حسم المواجهة بالكامل. "بقاء حماس في السلطة يُعتبر انتصارا للحركة" كبير الباحثين في معهد البحوث الأمنية والقومية في تل أبيب، يوحانان تسوريف، يشارك كوبرفاسر في رأيه بأن بقاء حركة حماس في السلطة يعتبر انتصارا لها، ويشير في حديثه لبي بي سي عربي إلى أنه " إذا تم إطلاق سراح سجناء فلسطينيين ضمن صفقة تبادل، فستعيد حماس بناء قوتها ولن تتخلى عن هدفها الاستراتيجي في القضاء على إسرائيل، مما يشكل تهديداً طويل الأمد". تسوريف قال إن هناك أفكارا لتوسيع العمليات العسكرية بهدف الضغط على حماس، لكنه شكك في قدرة هذه الخطوة على تحقيق الأهداف المرسومة دون التوغل في عمق غزة، مع تأكيده أن"القرار النهائي بشأن المسار المستقبلي للحرب لم يُتخذ بعد، وأن الجدل لا يزال قائما داخل القيادة الإسرائيلية حول التوجه بين صفقة سياسية أو تصعيد عسكري إضافي". وكشف تسوريف عن تقديرات في المؤسسة العسكرية تشير إلى أن رئيس الأركان الإسرائيلي يفكر في الاستقالة إذا لم يتم التوصل إلى تفاهمات واضحة مع القيادة السياسية بشأن إدارة قطاع غزة بعد الحرب. "خيار وحيد" يرى الخبير السياسي الإسرائيلي يوآف شتيرن، أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بات أمام خيار وحيد في المرحلة الحالية، وهو توسيع العملية العسكرية في غزة، في ظل غياب أي أفق لاتفاق سياسي أو تحرك تفاوضي حقيقي. وأوضح شتيرن أنه "لفترة زمنية طويلة جداً، كان التقدير السائد أن نتنياهو يمتنع عن دفع صفقة التبادل إلى الأمام لأسباب سياسية بحتة، أبرزها رفض شركائه في الائتلاف لأي تنازلات قد تؤدي إلى انسحابهم من الحكومة، مما يهدد استقرارها". لكن، وبحسب شتيرن، فإن المشهد تغير مؤخراً، حيث لم تعد هناك أي دينامية تفاوضية فعلية، ولا بوادر لاتفاق قريب، مضيفاً "في ظل هذا الفراغ السياسي والتفاوضي، لا يبدو أن أمام نتنياهو سوى خيار التصعيد العسكري كوسيلة وحيدة للتحرك". سيناريوهات مطروحة بلا حسم بعد نحو أسبوعين من تعثّر المفاوضات نتيجة رفض حماس للشروط الإسرائيلية، يعتزم نتنياهو عرض ثلاثة خيارات مطروحة منذ مدة على المجلس الوزاري المصغّر بحسب ما جاء في صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، ألا وهي: شنّ عملية احتلال، فرض حصار موسّع، أو مواصلة استئناف المحادثات على أمل التوصل إلى اتفاق. ورغم تحذير رئيس الأركان من أن تصعيد العمليات قد يهدد حياة الرهائن، لا تزال القيادة السياسية منقسمة، فيما يواصل رئيس الوزراء، صاحب القرار النهائي، تأجيل الحسم. لكن، ورغم طرح هذه السيناريوهات، لم يتم اتخاذ قرار حاسم بشأن أي منها حتى الآن، بسبب الخلافات داخل الحكومة والانقسام بين صناع القرار. وتشير تقديرات إلى أن الخيار الأكثر ترجيحاً هو اتباع استراتيجية "تطويق دون احتلال"، ما قد يُبقي الوضع الميداني في حالة مراوحة "دون تحقيق حسم عسكري أو سياسي". انقسام داخل الحكومة والجيش بينما يميل وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، إلى الحسم العسكري واحتلال القطاع بالكامل، يعارض رئيس الأركان إيال زامير هذا التوجه "محذرا من تآكل قدرة الجيش والمخاطر على حياة الرهائن". ووفقا لإذاعة الجيش، طالب زامير القيادة السياسية بـ "وضوح استراتيجي"، مؤكدا أن الجيش مستعد لقبول صفقة شاملة تنهي الحرب، حتى وإن تطلبت تقديم تنازلات، بشرط الحفاظ على السيطرة الإسرائيلية على المناطق الحدودية. في المقابل، لم يحسم وزير الدفاع يسرائيل كاتس موقفه، فيما لا يزال القائم بأعمال رئيس جهاز الشاباك مترددا، ما يعكس حجم الانقسام والخلافات داخل الأجهزة الأمنية. "استمرار الحرب لا يخدم الأهداف" وسط هذه التباينات، تتواصل الضغوط من عائلات الرهائن، التي حذرت من أن توسيع الحرب قد يكون كارثيا على حياة أبنائها. وفي بيان لهم، شددوا على أن "المراهنة على الحسم العسكري أثبتت فشلها"، وأن "إعادة الرهائن يجب أن تكون أولوية مطلقة" حتى وإن كان الثمن إنهاء الحرب دون تحقيق "نصر استراتيجي". من جهته، أكد زعيم المعارضة يائير لابيد، أن استمرار الحرب لا يخدم الأهداف التي بدأت من أجلها، بل يضر بصورة إسرائيل الدولية دون أن يساهم في استعادة الرهائن. وهاجم بشدة الدعوات لاحتلال غزة، محذراً من أن ذلك سيحمّل المواطنين الإسرائيليين عبء تمويل حياة مدنية كاملة في القطاع دون مكاسب أمنية. وأخيراً، في ظل تراجع التأييد الشعبي وتفاقم التكاليف الإنسانية والسياسية، تتزايد التساؤلات حول جدوى استمرار العمليات العسكرية في غزة. وبينما يرى بعض الخبراء أن الحسم العسكري الكامل قد لا يكون قابلاً للتحقيق أو مستداماً، تزداد الأصوات الداعية إلى حل تفاوضي يوازن بين متطلبات الأمن واعتبارات الواقع الإنساني. وفي غياب تسوية واضحة، يظل النزاع مفتوحاً على احتمالات متعددة، في واحدة من أكثر المراحل تعقيداً منذ بدء الحرب.

خطة نتنياهو بشأن غزة في مهب الريح
خطة نتنياهو بشأن غزة في مهب الريح

BBC عربية

timeمنذ 15 ساعات

  • BBC عربية

خطة نتنياهو بشأن غزة في مهب الريح

نبدأ جولتنا لهذا اليوم من صحيفة الإندبندنت البريطانية، ومقال رأي بعنوان "خطة نتنياهو بشأن غزة في مهب الريح"، كتبه ألون بينكاس، وهو دبلوماسي إسرائيلي ومستشار سياسي سابق لاثنين من رؤساء وزراء إسرائيل. يستهل الكاتب بالإشارة إلى وعد وزير الخارجية البريطاني الراحل آرثر بلفور عام 1917، بدعم إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين، والذي لاقى إشادة من الحركة الصهيونية باعتباره إنجازاً دبلوماسياً تاريخياً ضخماً، ثم يتطرق إلى إعلان رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، في وقت سابق من هذا الأسبوع أنه في حال عدم التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة، ستعترف بريطانيا بدولة فلسطينية، الأمر الذي قوبل بنوبات غضب وتشنجات خطابية حادة من قبل الوزراء الإسرائيليين، وفقاً للكاتب. وعلى الرغم من أن السياق والظروف مختلفة تماماً، لكن بريطانيا عام 1917 التي أصدرت الإعلان، وبريطانيا عام 1947 التي تخلت عن انتدابها على فلسطين ودعمت خطة الأمم المتحدة للتقسيم، وبريطانيا عام 2025 التي تدرس الاعتراف بدولة فلسطينية، جميعها تروي القصة نفسها: أن هناك مسألة تحتاج إلى حل، ويمكن حلها، وفقاً للمقال. ويرى الكاتب أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، لم يكن له أن يُفاجأ بإعلان ستارمر. فقد كان قيد الإعداد تدريجياً، حيث ناشدت بريطانيا إسرائيل خلال العام الماضي إنهاء الحرب في غزة، ومنع المزيد من الكوارث الإنسانية والمجاعة. ويعتبر ألون بينكاس أن صدق نوايا ستارمر تجاه إسرائيل لا يمكن الطعن فيه، وأنَّ نتنياهو اختار تجاهل أي خطط سياسية لغزة ما بعد الحرب والسخرية منها ورفضها، وشنّ حرباً دون أهداف سياسية واضحة، وحذرته بريطانيا، من بين العديد من الحلفاء الآخرين، من أن ذلك سيؤدي إلى كارثة. وأضاف بينكاس: "لكن نتنياهو هو من صوَّر نفسه على غرار تشرشل (رئيس وزراء بريطانيا إبان الحرب العالمية الثانية)، كرئيس وزراء زمن الحرب القادر وحده على إعادة تشكيل المشهد الجيوسياسي في الشرق الأوسط بالقوة العسكرية، مفترضاً في الوقت نفسه أن القضية الفلسطينية ستختفي بشكل سحري". ولم تكن بريطانيا وحدها هي التي اتخذت موقفاً مؤخراً، بل إن الجيش الإسرائيلي يُحذّر نتنياهو أيضاً من أن هذا لن يُسفر عن أي نتيجة، وفق الكاتب. ويواصل الكاتب قائلاً: "تصف وسائل الإعلام الإسرائيلية، بأسلوب درامي مبالغ فيه، قرارات فرنسا ثم بريطانيا، وربما كندا والبرتغال لاحقاً، بالاعتراف بدولة فلسطينية بأنها تسونامي. لكن هذا الوصف مضلل وغير لائق. فالتسونامي ظاهرة طبيعية، ناتجة عن زلزال يؤدي إلى تحرك عنيف لمياه المحيط. أما الأزمة الدبلوماسية التي تمر بها إسرائيل حالياً، فهي من صنع الإنسان، بل من صنع رجل واحد تحديداً: بنيامين نتنياهو. إنها نتيجة الغرور المفرط وغياب تام لأي سياسة رشيدة". ويقول: "أعلنت حوالي 147 دولة - من أصل 193 دولة عضو في الأمم المتحدة - اعترافها بدولة فلسطين المستقبلية"، واصفا هذا الاعتراف واسع النطاق بأنه رمزي وبياني إلى حد كبير، ومع ذلك يرى الكاتب أن الطابع الرمزي لمثل هذه التصريحات يصبح جوهرياً، لأنها تُنشئ مبدأً سياسياً مُنظِّمًا تتجمع حوله العديد من الدول. وأشار ألون بينكاس إلى إعلان أربع من الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن عن نيتها الاعتراف بدولة فلسطينية، معتبر أن "ذلك يجعل إسرائيل تعتمد أكثر من أي وقت مضى، ليس على الولايات المتحدة، بل على نزوات دونالد ترامب المُحبط والمتقلب بشكل متزايد. هذا ليس المكان الذي ينبغي أن تكون فيه إسرائيل". واختتم: " لن يُنشئ ستارمر وكارني (مارك كارني رئيس وزراء كندا) وماكرون دولة فلسطينية بمقتضى تصريحات. إنهم يُدركون ذلك. كما أنه من غير المُمكن قيام مثل هذه الدولة في المستقبل القريب. لكنهم وضعوا مرآة أمام نتنياهو. إلى متى يمكنه تجنب النظر في الأمر؟"، وفق المقال. "انتهاك إرادة البرلمان" ننتقل إلى صحيفة التلغراف، وافتتاحية بعنوان "لا ينبغي السماح للنشطاء المؤيدين للفلسطينيين بانتهاك إرادة البرلمان". تنتقد الصحيفة مسيرات التضامن المنتظمة مع الفلسطينيين، التي جرت في شوارع لندن ومدن بريطانية أخرى منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول عام 2023، والتي "أطلق فيها البعض ضمن الحشود هتافات مشكوك في قانونيتها، تقترب بشكل مزعج من حد الثناء الصريح على إرهابي حماس وحزب الله المحظورين". وتشير التلغراف إلى تصويت البرلمان البريطاني في يوليو/تموز الماضي على حظر هذه المنظمة، وبذلك "أصبح التعبير عن الدعم لمنظمة فلسطين أكشن الآن جريمة جنائية، يُعاقب عليها بالسجن لمدة تصل إلى 14 عاماً" وفقا للصحيفة. وتقول الصحيفة إن نحو 500 ناشط أو أكثر يخططون لانتهاك جماعي لقوانين الإرهاب، حيث يعتزمون الإعلان صراحةً وبشكل لا لبس فيه عن دعمهم لحركة "فلسطين أكشن"، يوم السبت المقبل. "وتعتمد استراتيجيتهم على فرضية أن الشرطة لن تتمكن من توجيه اتهامات بالإرهاب إلى هذا العدد الكبير، ما سيؤدي إلى إرباك المحاكم، أو إلى إحجام السلطات عن تنفيذ القانون، ما يجعله مجرد حبر على ورق. وإن جرت محاكمات، فإن النشطاء يعتزمون تحويلها إلى ساحات لمحاكمة إسرائيل سياسياً، لا فقط لمحاكمة المتهمين". واعتبرت الصحيفة أن الأمر لا يتعلق الآن بما إذا كانت ردود إسرائيل على هجمات حماس مبرّرة أم لا، بل بما إذا كانت قوانين البرلمان ستُطبق على أرض الواقع، أم سيُترك المجال لما يشبه "السلطات الشعبية" العشوائية لتقرر ما تشاء. واختتمت: "إنّ هذا يعد اختبارا لنظامنا القضائي، الذي قد لا يملك القدرة على التعامل مع بضع مئات من الاعتقالات، لكنّ تطبيق القانون يأتي في المقام الأول". "الجيش الأوربي الموحد أمر بعيد المنال" وأخيرا نختتم جولتنا من صحيفة الغارديان، وافتتاحية بعنوان "جيش الاتحاد الأوروبي: القيادة والوحدة لا تزالان بعيدتي المنال". تناقش الصحيفة دعوة رئيس الوزراء الإسباني، بيدرو سانشيز، إلى إنشاء جيش أوروبي في وقت سابق من هذا العام، والذي أشار إلى أن القارة قد تُدرك هذه المرة جدية الأمر. وعلى الرغم من كل التصريحات السياسية التي تُثير الأمر بثقة متزايدة، فإن أوروبا ربما لا تقترب من تشكيل قوة عسكرية موحدة، وفق الصحيفة. وكتبت: "ميزانيات الدفاع آخذة في الارتفاع. التهديدات تتزايد. الولايات المتحدة منشغلة. يبدو أن اللحظة قد حانت. لكن الواقع يقول: ليس بعد". تعدد الصحيفة الصعوبات التي تواجه ذلك الحلم الأوروبي، وأبرزها الانقسامات المستمرة منذ عقود، والتردد السياسي، والاعتماد على الولايات المتحدة. ترى الغارديان أن "المشكلة، تكمن -كالعادة - في السياسة. وتحديداً: من يقود؟". هذه القيادة قد تتنازعها ألمانيا الأوفر حظاً، و"التي تدّعي أنها بلغت نقطة تحول" وتطلب من الاتحاد الأوروبي استثناء الاستثمار العسكري من القيود المالية، وبولندا التي تنفق أعلى نسبة من الناتج المحلي الإجمالي على الدفاع من بين دول الاتحاد، أما فرنسا، فترى نفسها في طليعة أي مشروع كهذا، لكن نزعتها "الديغولية" الأحادية لا تزال متجذرة، وفي حين تملك إيطاليا تملك خبرات صناعية، لكنها تفتقر للوزن الاقتصادي، أمّا المملكة المتحدة (بعد بريكست) فتعمل على إعادة بناء جسور التعاون العسكري مع القوى الأوروبية، لكنها لا تزال تعتبر نفسها حجر الأساس في الناتو. وبالنسبة لدول البلطيق؟ فهي لا تريد أي مشروع أوروبي قد يُغضب واشنطن، وفقاً للصحيفة. حتى تعريف جيش أوروبي أمر صعب، وفق الصحيفة التي تتساءل: "هل سيكون قوة واحدة تحت راية الاتحاد الأوروبي، تجمع القوات المسلحة الوطنية السبع والعشرين للدول الأعضاء في قوة واحدة مشتركة؟ أم شيئًا أكثر مرونة، للحفاظ على حياد دول مثل أيرلندا والنمسا؟ هل يمكن أن يكون قوة تدخل أوروبية أصغر؟ أم جهداً مشتركاً للتجمعات الإقليمية في شكل جديد؟ الإجابة المختصرة هي أنه لا يمكن لأحد الاتفاق على أي شيء سوى الاختلاف". وتكمن المفارقة في أن الجيش الأوروبي يُنظر إليه كرمز للاستقلال عن الولايات المتحدة، بينما يعتمد بصمت على الأقمار الصناعية وهياكل القيادة والذخائر الأمريكية، وفق الصحيفة.

ما مدى واقعية خطة نتانياهو بتوسيع نطاق الحرب في غزة لهزيمة حماس؟
ما مدى واقعية خطة نتانياهو بتوسيع نطاق الحرب في غزة لهزيمة حماس؟

BBC عربية

timeمنذ 15 ساعات

  • BBC عربية

ما مدى واقعية خطة نتانياهو بتوسيع نطاق الحرب في غزة لهزيمة حماس؟

وفقا لما قاله موقع "أكسيوس" الإخباري الأمريكي، فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يدفع باتجاه توسيع نطاق العمل العسكري في غزة وسط جمود مفاوضات الهدنة مع حركة حماس. ونقل إكسيوس عن مصدر سياسي، قوله إن "نتنياهو يعمل على تحرير الأسرى المحتجزين لدى حماس، بالتوازي مع حسم عسكري". وأضاف المصدر أن نتنياهو يقوم بذلك لأنه يعتقد أن حماس غير معنية بصفقة. وكانت وسائل إعلام إسرائيلية، قد نقلت عن مصدر دبلوماسي قوله، إن رئيس الوزراء بنيامين نتنانياهو "يدفع باتجاه إطلاق سراح الرهائن من خلال تحقيق نصر عسكري حاسم". وأشار المصدر الإسرائيلي، الذي لم يكشف عن هويته في تصريحاته، إلى أن "هناك تفاهمًا على أن حماس غير مهتمة بالتوصل إلى اتفاق" وعلى ذلك فإن "رئيس الوزراء يدفع باتجاه إطلاق سراح الرهائن من خلال نصر عسكري حاسم، إلى جانب إدخال المساعدات الإنسانية إلى مناطق خارج منطقة القتال، وإلى أقصى حد ممكن، خارج سيطرة حماس". لكن المصدر لم يحدد في الوقت نفسه كيفية عمل هذه الخطة. زامير يرفض من جانبه حذر رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زامير، من أن "أي عملية عسكرية واسعة النطاق، في قطاع غزة، قد تُعرض حياة الأسرى الإسرائيليين للخطر"، وفق ما نقلته وسائل إعلام إسرائيلية، وقالت القناة "13" العبرية الخاصة، إن هذا التحذير يأتي في وقت "تتجه فيه الحكومة لتوسيع العمليات بالقطاع بعد تعثّر المفاوضات مع حركة حماس". ونقلت القناة عن مصادر أمنية مطلعة، قولها إن زامير، أبلغ مقربين منه، بأنه "لن يسمح بعمليات قد تُعرّض حياة الأسرى للخطر"، مؤكداً الحاجة إلى أوامر واضحة، من المستوى السياسي تخدم أهداف الحرب، وأشارت المصادر إلى أنّ الجيش بقيادة زامير، "يعارض أي عملية عسكرية واسعة قد تعرض حياة المحتجزين للخطر". وكان زامير قد ألغى زيارة له كانت مقررة لواشنطن، الثلاثاء 5 آب/ أغسطس على خلفية "عدم التوصل إلى اتفاق دائم لوقف إطلاق النار" في غزة. ونقلت صحيفة جيروزاليم بوست، عن مصادر إسرائيلية مطلعة قولها، إنّ زامير "ربط مغادرته إلى واشنطن، بإحراز تقدم في التوصل إلى وقف إطلاق نار دائم، في قطاع غزة، وهو ما لم يتحقق". وتزامن إلغاء زامير زيارته لواشطن مع حديث وسائل إعلام إسرائيلية، عن خلافات كبيرة بين القيادتين السياسية والعسكرية، في ما يخص إدارة الحرب، وملف الأسرى في قطاع غزة، عقب انسحاب الوفدين الأميركي والإسرائيلي، من مفاوضات الدوحة التي تعثرت أخيراً. اجتماع الثلاثاء وبينما يستمر الجدل، بشأن سعيه لتوسيع العمليات العسكرية في غزة، يبحث نتنياهو ، الثلاثاء 5 آب/ أغسطس، في اجتماع مع مسؤولين سياسيين وعسكريين "مستقبل العمليات العسكرية في غزة"، وخيارات التعامل مع ملف الأسرى. على صعيد آخر، انتقد أقارب الرهائن الإسرائيليين، ما تردد عن خطط نتانياهو لتوسيع نطاق الحرب في غزة، وتلميحاته في بيان مصور، تضمن لقطات مروعة لرهينتين، إلى عدم وجود اتفاق لوقف إطلاق النار، وتحرير الرهائن في الأفق. سنناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الاثنين 04 آب/أغسطس. خطوط الاتصال تُفتح قبل نصف ساعة من موعد البرنامج على الرقم 00442038752989. إن كنتم تريدون المشاركة بالصوت والصورة عبر تقنية زووم، أو برسالة نصية، يرجى التواصل عبر رقم البرنامج على وتساب: 00447590001533 يمكنكم أيضا إرسال أرقام الهواتف إلى صفحتنا على الفيسبوك من خلال رسالة خاصة Message كما يمكنكم المشاركة بالرأي في الحوارات المنشورة على نفس الصفحة، وعنوانها: أو عبر منصة إكس على الوسم @Nuqtat_Hewar يمكنكم مشاهدة حلقات البرنامج من خلال هذا الرابط على موقع يوتيوب

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store