
روضة السركال: مقابلة رئيس الدولة «الدقائق الأغلى في حياتي»
أعربت بطلة الإمارات في الشطرنج أستاذة الاتحاد الدولي، روضة السركال، عن سعادتها واعتزازها البالغَين هي وأسرتها بلقاء صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، واصفة اللقاء بأنه كان أبوياً يعكس تقدير سموّه ودعم ورعاية المواهب في المجالات كافة، والاهتمام بالأسر المواطنة.
واستقبل صاحب السمو رئيس الدولة، أول من أمس، اللاعبة روضة السركال بعد حصولها على لقب «أستاذة دولية كبيرة» بوصفها أول إماراتية تنال هذا اللقب الدولي، وتأهلها إلى نهائيات بطولة كأس العالم للشطرنج 2025.
وقالت لاعبة منتخب الشطرنج روضة السركال لـ«الإمارات اليوم»: «قبل لقائي صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، أُبلغت بأن سموّه سيلتقي بي في اليوم التالي، ولم أستطع وصف شعوري وقتها، فقد كنت في غاية السعادة والدهشة.. شعور لا يوصف، وكنت ممتنة للغاية لهذا الشرف».
وأضافت: «في لحظة رؤيتي صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان شعرت بتوتر كبير، لكن الفرح كان يغمرني، جلسنا معاً لقرابة 15 دقيقة، تحدثنا خلالها عن الشطرنج، والمدرسة، وتخصصي في المستقبل، وضرورة أن أكون خير سفيرة لدولة الإمارات في الخارج، لقد كان سموّه مهتماً كذلك بأوضاع أسرتي، يسأل عن تفاصيلها، ويبدي استعداداته لتلبية مطالبها لتواصل دعمها لي على المستويين المهني والدراسي».
وأشارت: «كانت تلك الدقائق الأغلى في حياتي، لقد قابلت سموّه من قبل مرتين، الأولى حين كان عمري خمس سنوات، ولم أكن وقتها مدركة قيمة هذه المقابلة، فقد كنت طفلة صغيرة، والثانية بعد فوزنا ببطولة العالم عام 2018، لكن المقابلة الأخيرة كانت مختلفة وخاصة جداً».
وتابعت: «خرجت بعد هذه المقابلة، أشعر وكأنني إنسانة مختلفة، يمكن القول إن الدقائق التي قضيتها في حضرة صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ستغير حياتي تماماً، وسأبذل كل طاقاتي لأكون دوماً عند حُسن ظن سموّه».
شغف منذ الطفولة
وتروي روضة السركال تفاصيل ارتباطها برياضة الشطرنج، قائلة: «أنا الآن في الـ15 من عمري، وبدأت حكايتي مع الشطرنج حين كان عمري أربع سنوات، كنا نمتلك رقعة شطرنج في المنزل، وكنت ألعب مع عائلتي باستمرار، لاحظت والدتي مدى شغفي باللعبة، فحاولت تسجيلي في نادي أبوظبي، لكن كانت هناك عقبة بسبب صغر سني، حيث كان الحد الأدنى للانضمام ست سنوات، لاحقاً رآني المدرب، هشام الأرغد، أحرّك قطعة الحصان بطريقة لافتة، فسمح لي بالانضمام إلى النادي».
وأضافت: «رحلتي في الشطرنج لم تكن سهلة، كنت أتدرب لساعات طويلة في النادي وفي البيت، غالباً ما كنت أمارس اللعبة في أوقات فراغي، وكان عليّ التوفيق بين الدراسة والتدريب. لا أستطيع أن أقول في البداية بأنني مارست الشطرنج من أجل البطولات والألقاب، ولكن كان بغرض الاستمتاع، ولكن بعدما حصلت على لقب أستاذة دولية كبيرة، الكثير من الأشياء تغير في تفكيري».
العودة القوية
وشدّدت روضة السركال على أنها فكرت مرات عدة في اعتزال رياضة الشطرنج، وهذا الشعور كان ينتابها عقب كل خسارة.
وأوضحت: «في كل بطولة كنت أواجه لحظات صعبة، خصوصاً إذ تعرضت للخسارة، أذكر أنه في بطولة العرب الأخيرة بالشارقة، وفي جولة حاسمة أضعت نقلة الفوز، فخسرت الجولة وخرجت من المباراة غاضبة، وأخبرت المدرب أنني أريد التوقف عن اللعب، لكنني عدت في اليوم التالي مباشرة، وفزت ببطولة الكلاسيك، ونلت لقب (أستاذة دولية كبيرة)، وكانت لحظة لا تُنسى، وأيقنت أن الخسارة جزء مهم من النجاح».
وأشارت: «أصبحت مقتنعة بأن لعبة الشطرنج تحتاج إلى الهدوء أكثر من الذكاء، والبطل الذي يعرف كيف يتماسك بعد الخسارة ويتعلم منها هو من سيكون له شأن كبير في المستقبل».
محاماة في الأفق
وأكدت بطلة الإمارات والعرب أن والدتها تلعب دوراً بارزاً في حياتها، سواء على صعيد ممارسة الشطرنج أو الجانب التعليمي، ودائماً ما يكون لها تأثير حاضر في كل يوم من حياتها، على حد وصفها.
وأوضحت: «لا أستطيع أن أنسب أي نجاح لنفسي، لأن والدتي دائماً ما تكون هناك، كما أن لعبة الشطرنج ساعدتني على تحسين ذاكرتي وسرعة استيعابي، وكان لها تأثير إيجابي في دراستي».
وأكملت: «يومي مزدحم. أعود من المدرسة عصراً، وأبدأ تدريبي على الشطرنج من الرابعة والنصف حتى السابعة أو الثامنة مساءً، ثم أعود إلى البيت لعمل واجباتي المدرسية، وأحياناً أتدرب مجدداً، وأخطط من الآن أن أدرس القانون وأحلم بالمرافعة في المحاكم مستقبلاً».
وتابعت: «أملك مجموعة أخرى من المواهب، أحب القراءة في مجالات عدة، وأعزف على (الأورج)، كما أستمتع كثيراً بالسباحة، هذه أشياء تزيد من الطاقة».
قدوة الشطرنج
وكشفت روضة السركال عن اللاعب الذي تعتبره قدوة لها في عالم الشطرنج، قائله: «هناك أستاذ دولي كبير وهو بطل أرمينيا، ليفون أرونيان، يحمل بين طياته شيئاً أعمق من مجرد موهبة على رقعة اللعب، هو حكاية كفاح وطموح، وحبّ كبير للعائلة، لقد وُلد أرونيان في أسرة بسيطة تعاني ضيق الحال، حيث لم تكن الحياة سهلة، ولم يكن الطريق نحو المجد مفروشاً بالورود منذ صغره، وأبدى شغفاً لافتاً بالشطرنج، واعتاد أن يشارك في بطولات محلية صغيرة تُقام في مدينته».
وأضافت: «لم تكن مشاركته لمجرد التسلية، بل كان يجمع الجوائز المالية المتواضعة ليشتري بها كتباً عن الشطرنج، ينهل منها علماً ويطوّر بها مستواه، وكل ذلك بدافع من رغبته في مساعدة أسرته والتخفيف عنها، ورغم المصاعب واصل أرونيان مسيرته بثبات، إلى أن بدأ يحصد الألقاب، ويكسب مالاً كثيراً، ونال إعجاب المحللين والخبراء حول العالم، ليصبح لاحقاً أحد أعمدة اللعبة عالمياً».
خطط مستقبلية
أكدت روضة السركال أنها لا تفضل الاستمرار في ممارسة رياضة الشطرنج لما بعد الثلاثينات من عمرها، وأن قرارها بالاعتزال لن يطول عن ذلك.
وقالت: «بعد اعتزالي اللعب، أطمح لأن أكون مدربة، أساعد الأطفال والشباب للوصول إلى البطولات العالمية، تماماً كما دعمني الكثير من المدربين في النادي والمنتخب، وأتمنّى قبل أن أعتزل أن أتوّج بلقب بطولة آسيا وبطولة العالم، وأصبح من ضمن المصنفات الأول عالمياً».
رسائل للشباب
دعت البطلة الإماراتية الفتيات والشباب إلى العمل على تطوير مستوياتهم في رياضة الشطرنج، ليكون لدى الإمارات منتخب وطني قوي، وقاعدة قوية تخدم الفرق الوطنية، وتساعد المسابقات المحلية على تطوير منافساتها.
كما طلبت من كل فتاة إماراتية أن تحرص على ممارسة الرياضة والإصرار على تحقيق أحلامها، مؤكدة: «لا شيء يمنعكن من ممارسة الرياضة أو تحقيق أحلامكن، وبفضل دعم دولتنا وقيادتنا أصبح الطريق مفتوحاً أمام كل فتاة طموحة لتصل إلى المكانة التي تحلم بها».
البطلة الإماراتية:
• مقابلتي مع صاحب السموّ رئيس الدولة ستغير حياتي تماماً.
• أصبحت مقتنعة بأن لعبة الشطرنج تحتاج إلى الهدوء أكثر من الذكاء.
• أثبتُّ موهبتي بـ «حركة واحدة»، وأحلم بالمرافعة في المحاكم.
• أدعو الفتيات إلى ممارسة الرياضة والإصرار على تحقيق أحلامهن.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


البيان
منذ 22 دقائق
- البيان
«أبوظبي للكتاب».. رؤية ثقافية ومنصّة عالمية للمعرفة والنشر
حقّق معرض أبوظبي الدولي للكتاب 2025، الذي نظّمه مركز أبوظبي للغة العربية في مركز أدنيك أبوظبي تحت شعار «مجتمع المعرفة... معرفة المجتمع»، خلال الفترة من 26 أبريل إلى 5 مايو الماضي، نجاحاً كبيراً؛ إذ استقطبت دورته الـ34 نحو 400,000 زائر، اطلعوا على أكثر من نصف مليون عنوان في شتى أنواع المعرفة. وتواصلت فعاليات المعرض على مدار 10 أيام للمرة الأولى في تاريخه، ليرسي بذلك تقليداً جديداً، بما يعكس قدرته على مواكبة أفضل ممارسات كبريات الفعاليات الثقافية العالمية. وأعلن المعرض إندونيسيا الدولة ضيف الشرف لدورة العام المقبل 2026. تعزيز وجسد المعرض رؤية ثقافية طموحة تهدف إلى تعزيز مكانة أبوظبي منصّة عالمية للثقافة، وصناعة النشر، والمعرفة، مكرّساً حضوره أحد أبرز الأحداث الثقافية التي تقام محلياً، وإقليمياً، ولا سيما بعد أن سجلت مبيعاته ارتفاعاً بنسبة 65 % عن دورة العام الماضي، ما يعكس نجاح المعرض في الترويج للقراءة في المجتمع، ودعم صناعة النشر. وشهد المعرض مشاركة 1400عارض من 96 بلداً من مختلف أنحاء العالم، يتحدثون بأكثر من 60 لغة، فيما استقطبت فعالياته المبتكرة جميع الفئات المجتمعية والعمرية الذين استفادوا مما قدّمته، انسجاماً مع إعلان قيادة دولة الإمارات العام 2025 عاماً للمجتمع، وتأكيداً على مكانة إمارة أبوظبي، مركزاً حيوياً للتواصل الحضاري والثقافي والمعرفي. وقال الدكتور علي بن تميم، رئيس مركز أبوظبي للغة العربية: «يُجسد معرض أبوظبي الدولي للكتاب منصة معرفية كبرى، نقول بثقة إنها الأجمل، لأن ما يبقى ويصبح قيمة خالدة هو الجمال. ونحن نؤمن أنّ ثقافة الجمال هي التي تجمع الإنسانية وتعزز أواصرها وترابطها، وقد نجح معرض أبوظبي الدولي للكتاب في تأكيد هذه القيمة جامعاً بين الأصالة والمعاصرة مستشرفاً المستقبل بمنهج علمي، مقدماً رؤية ثقافية شاملة. وأكدت هذه الدورة من المعرض أن المعرفة ليست ترفاً ولا تراكماً كمياً، بل ضرورة حيوية لاستدامة المجتمعات ونهضتها، وأن اللغة العربية، بما تحمله من تقاليد جمالية ومعرفية وحضارية هي بلا شك حجر الزاوية في مسيرة بناء المستقبل وصياغة الهوية». توجه وأوضح: «عكس المعرض توجهاً استراتيجياً نحو استلهام تقاليد الحضارة العربية العريقة، وإعادة اكتشاف الذات الثقافية من جهة، والانفتاح الخلاق على العالم بمختلف روافده من جهة أخرى، مع التركيز على الابتكار والإبداع مرتكزين أساسيين لمشروع حضاري متجدد، يحرص على استحضار قضايا العصر الكبرى، من الذكاء الاصطناعي، والتحول الرقمي، إلى قضايا الاستدامة، والبيئة، وحفظ التراث، مقدماً منصات للحوار، والتفكير النقدي، وملتقى للأفكار الجديدة». وتابع: «لمسنا النجاحات والإنجازات الكبيرة في الآراء التي وصلتنا من الناشرين، والضيوف المشاركين في الفعاليات، وانطباعات الزائرين، الذين حرصنا على معرفة آرائهم جميعاً، كونها تشكّل دافعاً رئيساً لمزيد من التطور والازدهار للمعرض، فضلاً عن نسب النمو التي تحققت على الصعد كافة، وكشفت الفعاليات عن نجاح المعرض في قراءة الاحتياجات الثقافية لدى الجمهور، وتطلعات الناشرين إلى التواصل والتبادل المعرفي». وتفوّق المعرض في مستوى التنظيم، وحجم المشاركة الدولية، والإقبال الجماهيري، واختيار المتحدثين من كبار المفكرين، والأكاديميين، والكتّاب، والفنانين، وفاق عدد الضيوف المشاركين في برامج وفعاليات المعرض 450 متحدثاً ومشاركاً من الأسماء اللامعة في عالم الفكر والأدب والفنون من ضمنهم، معالي ناظم الزهاوي، ورائد الطب التكاملي الدكتور ديباك شوبرا، والروائي كون إيجلدن، والفنان حسين فهمي، والفنان مينا مسعود، والمبدعة عزة فهمي، والكاتب خالد غطاس، وغيرهم ممن استقطبوا جمهوراً شغوفاً بالعلم، والثقافة، والمعرفة. وحقق المعرض على مستوى برامجه الشاملة ومبادراته النوعية، إنجازات كبيرة، منها مبادرة «على درب العلم» التي استضافت العديد من متحدثي المعرض في المدارس والجامعات، ما رفع نسبة مشاركة الطلبة وتفاعلهم مع المعرض، وأسهم في نقل المعرفة، والعمل على تنشئة الجيل الجديد على المعرفة وحب القراءة وتعزيز الانتماء.


البيان
منذ 22 دقائق
- البيان
دور ريادي في دعم المبدعين
تضطلع جائزة العويس للإبداع منذ أكثر من ثلاثة عقود بدور ريادي في مجال دعم الإبداع والمبدعين في مختلف المجالات، حيث شكلت منصة لاحتضان الأعمال المتميزة في مجالات الآداب والفنون والفكر والأبحاث، على المستويين: الإماراتي والعربي. وحرصت الجائزة، طوال دوراتها المتعاقبة، على مشاركة كافة قطاعات ومؤسسات الدولة الخدمية والتعليمية والثقافية وفتح مجال المشاركة أمام الجميع، وتكريم شخصيات إماراتية منحت العمل الثقافي جل طاقتها، وامتلكت أثراً ثرياً في مجال العمل العام. وفي ذات السياق، حرصت الجائزة على تكريم شخصيات عربية من المقيمين على أرض الدولة ممن أسهموا في تطوير مسيرة العمل الثقافي والإبداعي الإماراتي، حتى زاد عدد من كرمتهم خلال مسيرتها على 600 شخصية ومؤسسة في كافة مجالاتها، التي تشمل: شخصية العام الثقافية، والجائزة الثقافية الخاصة والمسابقات العامة (أفضل كتاب، أفضل بحث، أفضل إبداع أدبي من رواية وشعر وقصة ومسرحية وترجمة وكتاب طفل). هذا إلى جانب جوائز الابتكار العلمي، والفن بمختلف إبداعاته سواء التشكيل أو التصوير والنحت والزخرفة، والفيلم الوثائقي والبرنامج الإذاعي. واليوم، الجائزة صرح حضاري، يرتبط باسم سلطان بن علي العويس، الذي تحتفي اليونسكو بمئويته هذا العام، من خلال فعاليات وأنشطة ثقافية وإبداعية ترتبط بنتاجه الأدبي والثقافي، وجهوده في دعم الإبداع.


البوابة
منذ ساعة واحدة
- البوابة
اليوم.. منتخب شباب اليد يستهل مشواره في بطولة العالم بمواجهة السعودية
يستهل منتخب مصر لكرة اليد للشباب تحت 21 عامًا، بطولة العالم بمواجهة السعودية، اليوم الأربعاء، بالبطولة التي تستضيفها بولندا في نسختها الخامسة والعشرين خلال الفترة من 18 حتى 29 يونيو الجاري. المجموعة الثامنة ويتواجد المنتخب المصري ونظيره السعودي، ضمن المجموعة الثامنة التي تضم أيضًا منتخبي إسبانيا والبحرين. ومن المقرر أن تنطلق المباراة، اليوم الأربعاء في تمام الساعة الثالثة عصرًا بتوقيت القاهرة. ويقود المنتخب المصري المدير الفني مجدي أبو المجد، وتضم قائمة الفريق كل من، يوسف ناجي إيميل، يوسف وليد أحمد، بلال إبراهيم مسعود، محمد مؤمن صفا، عمر مصطفى بركة، محمد عبد الغني عبد الغني، محمد صلاح محمود، عمر عدلان محمد، زياد مهند حشاد، محمد وائل عبد اللطيف، فراس مروان رجب، يوسف أحمد لولا، محمد عماد شعبان، زياد عبد الرحيم، ياسين محمد عبد المنعم، عمر هايمن يوسف، أحمد تغيان عبد الستار، معاذ عزب إبراهيم.