
الاتحاد العمالي: لتعديل الحد الأدنى للأجور في القطاع الخاص!
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب
دعا الاتحاد العمالي العام في بيانٍ شديد اللهجة إلى "وقفة وطنية مسؤولة" من الحكومة اللبنانية، مطالباً بـ"تعديل منطقي وعاجل للحد الأدنى للأجور" في ظل الانهيار المتواصل للقدرة الشرائية وتفلّت الأسعار على دولار السوق.
وجاء في البيان: "سكنك وإيجارك، سلتك الغذائية، رسومك، مدارس أولادك، استشفاؤك، نقلُك، محروقاتك... كلّها على دولار السوق. وحده راتبك، إن كنت في القطاع العام أو الخاص، لا يزال عالقاً عند أرقام ما قبل 2019".
واستنكر الاتحاد استمرار الحكومة في "نهب المواطنين وحرمانهم من حقوقهم"، مشيراً إلى أن "المسؤول يمنح من يريد ويقصي من يريد، ويزيد المحروقات لتغطية ما تبقّى من فتات، فيما يتم اقتطاع مدخرات الناس في المصارف دون رادع".
وطالب الاتحاد بـ"حوار جدي مع الحكومة لإقرار زيادة غلاء معيشة وفق شطور الأجر، ودمج ما يسمى بالمساعدات في الراتب الأساسي لكافة العاملين في القطاع العام، من إدارات ومؤسسات عامة ومصالح مستقلة وقطاعات عسكرية ومتقاعدين".
واختتم البيان بالتحذير من الوصول إلى مرحلة من "الخلل الاجتماعي الكبير"، بما قد يدفع نحو موجة إضرابات واعتصامات وتحركات شعبية في الشارع ما لم يتم تدارك الوضع سريعاً.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الديار
منذ ساعة واحدة
- الديار
روسيا اعلنت التصدي لهجوم أوكراني بالطائرات المسيرة استهدف عدة مطارات عسكرية
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب أعلنت وزارة الدفاع الروسية "التصدي لهجوم أوكراني واسع النطاق بالطائرات المسيرة استهدف عدة مطارات عسكرية". واشارت الوزارة في بيان، الى أن "نظام كييف شن هجوما إرهابيا باستخدام طائرات مُسيرة مُوجهة من طراز (FPV) -منظور الشخص الأول- على مطارات في مناطق مورمانسك، وإيركوتسك، وإيفانوفو، وريازان، وأمور". وأكدت الوزارة أنه "تمّ صد جميع الهجمات الإرهابية في المطارات العسكرية في مناطق إيفانوفو، وريازان، وأمور". واوضحت أنه "في منطقتي مورمانسك وإيركوتسك، اشتعلت النيران في عدة وحدات من الطائرات نتيجة إطلاق طائرات مُسيرة مُوجهة من الأراضي الواقعة بالقرب من المطارات". ولفتت الوزارة إلى أنه "تم إخماد الحرائق، ولم تُسجل أي إصابات بين العسكريين أو المدنيين. كما تم اعتقال بعض المشاركين في الهجمات الإرهابية".

المركزية
منذ ساعة واحدة
- المركزية
وزير الصحة ممثلا عون بافتتاح مؤتمر نقابة الصيادلة: نعمل لإطلاق ورشة إصلاح وتطوير لقطاع الدواء
إفتتحت نقابة الصيادلة في فندق الحبتور، اليوم الصيدلي الثامن والعشرين بعنوان "من أزمات الأمس إلى تطلعات الغد"، برعاية رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون ممثلا بوزير الصحة العامة الدكتور ركان ناصر الدين. كما حضر ممثل رئيس مجلس النواب النائب فادي علامة، الإعلامي بشارة خير الله ممثلا الرئيس ميشال سليمان، رئيس لجنة الإدارة والعدل النائب جورج عدوان، محافظ بيروت القاضي مروان عبود، المدير العام لوزارة الصحة فادي سنان، المدير العام للجمارك بالإنابة ريمون خوري، ممثل رئيس حزب القوات اللبنانية الوزير السابق ريشار قيومجيان وعدد من الشخصيات السياسية والنقابية والحزبية، وممثلين عن الأجهزة الأمنية وحشد من الصيادلة. إستهل الحفل بالنشيد الوطني ونشيد نقابة الصيادلة فكلمة ترحيب ثم تحدث النقيب جو سلوم فقال: "إن المؤتمر يفتح صفحة جديدة وريعه سيعود للصيادلة المتضررين"، مضيفا "أن النقابة تتطلع إلى التعاون مع الوزير ناصر الدين والحكومة ومجلس النواب ولجنتي الصحة والإدارة والعدل لإستعادة دور لبنان كصيدلية الشرق"، وداعيا إلى "تعزيز دور الصيدلي في النظام الصحي وإعطائه الجعالة الثابتة ومنع بيع الأدوية على مواقع التواصل الإجتماعي وعيادات الأطباء والأماكن غير الشرعية، كما إلى الحد من عدد الخريجين حيث من غير المقبول تخرج خمسمئة صيدلي سنويا". ونوه بما تحقق في النقابة في السنوات الأخيرة، كاشفًا أن "المخزون الذي تم تكوينه في ثلاث سنوات بلغ خمسة عشر مليون دولار، وأن الراتب التقاعدي الذي تدفعه النقابة هو من بين الأعلى في نقابات لبنان". علامة ثم ألقى النائب علامة كلمة لجنة الصحة النيابية فقال: "إن السياسة الدوائية كانت هدفًا أساسيًا للجنة الصحة وبتوجيهات الرئيس نبيه بري تم إقرار القانون الذي نص على إنشاء الوكالة الوطنية للدواء LDA"، آملا "الوصول إليها مع الحكومة الحالية كخطوة إصلاحية أساسية على طريق تصحيح مسار السياسة الدوائية في لبنان وتعزيز الأمن الصحي من خلال توفير مظلة حماية لمستهلك الدواء لناحية توفره وجودته بسعر مدروس وتنافسي قائم على الشفافية المهنية والوضوح". وتابع: "مع اعتماد الطرق الشفافة والواضحة في تأمين الدواء عبر الوكالة الوطنية للدواء، سيتم قطع الطريق على أية عملية احتكار أو تلاعب او غش بملف الأدوية"، معتبرا انه "للحد من معضلة فقدان الدواء أو تهريبه أو ارتفاع كلفته على المريض، لا بد إلى جانب الدور المتوقع من الوكالة الوطنية، من تفعيل الصناعة الدوائية في لبنان من خلال دعم المصانع الموجودة حاليًا بتخفيف رسوم استيراد المواد الأولية تشجيعًا لتلك المصانع التي تتمتع بالجودة والمهنية المطلوبة من خلال تصنيعها لأدوية شركات تجارية وبالتالي الاستفادة من دورها وإنتاجها للسوق المحلي". وذكّر النائب فادي علامة بما تحقق في الفترة الأخيرة من خلال التعاون حيث أُقر قانون الـN.S الذي أعطى للصيدلي الحق باقتراح الدواء على المريض، وتم تعديل قانون تنظيم المهنة. وأبدى استعداد لجنة الصحة النيابية للإستمرار بهذا التعاون في سبيل تعزيز حماية مهنة الصيدلة وتطويرها، وكذلك تحسين السياسة الدوائية للبنان التي لن تكون إلا من خلال تعاون الجميع". وختم موجها التحية الى الصيادلة الذين كانوا إلى جانب المريض الذي يحتاج إليهم، ودعاهم إلى حماية مهنتهم، مناشدًا إياهم أن "يكونوا السد المنيع في وجه الدواء المهرّب أو المزوّر وأن يكونوا من أهم ركائز الأمن الصحي في وطننا الحبيب لبنان". عدوان وكانت للنائب عدوان كلمة رأى فيها أن "أزمات الأمس مصدرها واحد وهو تفكك الدولة اللبنانية بكل مواقعها وأجهزتها في ظل الفساد المستشري على كل المستويات وغياب مبدأ الثواب والعقاب"، مضيفا أنه "لا يمكن المبادرة إلى تطلعات المستقبل من دون التوقف عند ما حصل في الماضي ومعالجة أخطائه الكثيرة". وقال: "إما تكون لدينا دولة عادلة قوية قادرة وإما ستستمر كل التجاوزات". ولفت الى أن "المشكلة في لبنان لا تكمن في اجتراح المزيد من القوانين. فالقوانين موجودة ولكن المشكلة في تطبيقها والسهر على تنفيذها بدقة ومسؤولية"، مشيرا إلى "قانونين مهمين تم إقرارهما ويكفي تطبيقها لتحسين الوضع وهما: أولا- قانون إنشاء الوكالة الوطنية للدواء التي تنظم تصنيعه واستيراده وكل ما يتصل به. وسأل: لماذا لم تصدر المراسيم التطبيقية حتى الساعة، داعيًا الوزير ناصر الدين إلى "الإسراع في إعداد المراسيم وتعيين الهيئة". وقال: لا نبرئ صيادلة كبارًا كانوا مسؤولين عن تهريب الدواء المدعوم"، داعيًا إلى "فتح الملفات لمعاقبة كل من تاجر بصحة الناس". ثانيًا- قانون الصيدلة السريرية الذي يلزم المستشفيات بصيدلي ليشرف على توزيع الدواء، وجدد دعوة الوزير ناصر الدين إلى وضع المعايير للبدء بتطبيق القانون. ناصر الدين ثم كانت الكلمة الختامية لرئيس الجمهورية وألقاها الوزير ناصر الدين الذي حمل تحيات رئيس الجمهورية ونقل تقديره للحضور لما يبذلونه من جهد وتضحيات في سبيل صحة الإنسان اللبناني وكرامة مهنة الصيدلة النبيلة. كما نقل حرص محبة رئيس الجمهورية وحرصه الدائم على أن تبقى مهنة الصيدلة ركنًا أساسيًا من أركان النظام الصحي في لبنان. وقال: "في هذا اللقاء الذي يجمعنا اليوم، لا يسعني إلا أن أُحييكم بكل فخر وامتنان، أنتم الحاضرون دومًا في الخطوط الأمامية، الحاملون لرسالة إنسانية نبيلة تتجسّد في كل دواء يُسلَّم لمريض، وفي كل نصيحة تُعطى بحكمة، وفي كل موقف يُثبت أن مهنة الصيدلة هي قبل كل شيء عهدٌ ومسؤولية. ولا أنسى في هذا اليوم شهداء مهنة الصيدلة، أولئك الذين سقطوا في الحرب الأخيرة، صامدين خلف أبواب صيدلياتهم، يقدمون الدواء والمساعدة في عزّ القصف والخطر، حاملين رسالة إنسانية لا تعرف الخوف ولا الهزيمة ولا ننسى الذين دفعوا حياتهم ثمناً للحرية والعيش بكرامة. لهم الرحمة ولعائلاتهم ورفاقهم كل الوفاء. هؤلاء الصيادلة هم نبض هذه المهنة، واسماؤهم ستبقى محفورة في ذاكرة هذا الوطن." وتابع الوزير ناصر الدين: "إننا نطوي صفحة الأمس المثقلة بالجراح، ونفتح معًا صفحة الغد المليئة بالتحديات والفرص، ونؤمن بأن مهنة الصيدلة ستكون ركنًا أساسيًا في مشروع النهوض الصحي الوطني"، معلنا إن "وزارة الصحة العامة، بالتعاون مع النقابات والهيئات المعنية، تعمل على إطلاق ورشة إصلاح وتطوير شاملة لقطاع الدواء في لبنان"، مضيفا "أن الهدف هو إعادة تنظيم السوق الدوائية بما يحمي الصيدلي والمريض معًا من خلال تأمين الدواء الآمن والمضمون، ودعم الصناعة المحلية وتشجيعها، تحديث القوانين والتشريعات، وضمان استمرارية المهنة وحقوق العاملين فيها". وأبدى وزير الصحة انفتاحه على تنظيم المهنة ووضع آلية عمل تمنع التزوير والتهريب وتضبط السوق. وعدّد أهم ما تم القيام به خلال 100 يوم مضت منذ تسلم وزارة الصحة العامة في ملف الدواء. وذلك كالتالي: - اعداد خطة سنوية للدواء. - تشكيل لجنة المتممات الغذائية لدراسة والبت بمئات الملفات العالقة منذ سنوات، واعداد النظام الداخلي والمعايير الفنية المعتمدة لدراسة الملفات. - التحضير لمكننة عمل لجنة المتممات ومصلحة الصيدلة لضمان الشفافية والسرعة. - معالجة عملية استلام الهبات الدوائية الواصلة بعد الحرب وتوزيعها لصالح المستشفيات الحكومية ومراكز الرعاية الأولية والجمعيات والمستوصفات. - توسيع شريحة المستفيدين من برنامج الادوية المستعصية بنسبة 25% من خلال توسيع البرتوكولات العلاجية من جهة وتفعيل اليات الموافقة والمتابعة للفريق التقني من جهة أخرى. - تفعيل اداء اللجنة الفنية عبر إقرار نظام داخلي ينظم عملها، - انهاء تحضيرات اطلاق نظام اليقظة الدوائية (Pharmacovigilance) وتحديد موعد حفل الاطلاق. - اعداد خطة مسار زمني لانشاء المختبر المركزي بالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية. - اعداد دفتر شروط لاطلاق مناقصة اولى لتوسيع أنواع الادوية المشمولة في برنامج للامراض المستعصية المجاني للوزارة. - اطلاق ورشة تعاون مع النقابات والتجمعات الصحية ذات الصلة عبر اجتماعات دورية (الصيادلة- المصانع- المستوردين – تجمع المكاتب العلمية العالمية..). - متابعة مشاريع القوانين الصحية في لجنة الصحة النيابية. وختم الوزير ناصر الدين كلمته متوقفًا أمام موضوع الوكالة الوطنية للدواء، مؤكدًا أن "المراسيم التطبيقية ليست أمرًا صعبًا فهي تحتاج إلى تشكيل الهيئة مباشرة"، معلنا أن "هذا الموضوع سيكون البند الأول الذي سيبحثه مع رئيس الجمهورية في لقاء مرتقب في الأسبوع الطالع". دروع تكريمية وكورال بعد ذلك قدمت نقابة الصيادلة دروعًا تكريمية لكل من رئيس الجمهورية ووزير الصحة العامة ولجنة الصحة النيابية ورئيس لجنة الإدارة والعدل وعدد من الحاضرين في المؤتمر كما لعائلات صيادلة استشهدوا في الحرب الأخيرة هم محمد عبد العلي، جعفر فنيش، حسين حلاوي، علي عيساوي، محمد ماهر منصور. وتخلل حفل افتتاح المؤتمر محطات غنائية أداها كورال نقابة الصيادلة.


لبنان اليوم
منذ 2 ساعات
- لبنان اليوم
عون في بغداد: تنسيق لبناني–عراقي أمني واقتصادي… وصندوق دعم للبنان
أكد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون أن اللبنانيين يُثمّنون بامتنان المبادرات العراقية الداعمة للبنان، والتي تتعدّد عناوينها، خصوصًا في ظل الأزمة الأخيرة الناتجة عن الحرب الإسرائيلية عليه. وشدّد، خلال لقائه رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني في القصر الحكومي ببغداد، على أهمية تعزيز التعاون بين مختلف الإدارات الرسمية في البلدين، ولا سيما على صعيد التنسيق بين الجيشين اللبناني والعراقي. من جهته، اقترح الرئيس السوداني تشكيل لجنة مشتركة للتبادل التجاري، وأخرى للتنسيق السياسي والأمني، بما يخدم مصلحة البلدين، وهو ما لقي ترحيبًا من الرئيس عون، الذي أكد بدوره أهمية تطوير هذا النوع من التنسيق، خصوصاً في المجال الأمني. وفي بداية اللقاء، استقبل الرئيس السوداني نظيره اللبناني على مدخل القصر الحكومي، حيث جرت مصافحة رسمية والتُقطت صورة تذكارية قبل أن يُصافح الرئيسان أعضاء الوفدين اللبناني والعراقي. وخلال الاجتماع الموسع، شارك إلى جانب الرئيسين عدد من الشخصيات البارزة. فمن الجانب العراقي: مدير مكتب رئيس الوزراء إحسان العوادي، رئيس جهاز الأمن الوطني عبد الكريم البصري، وعدد من المستشارين. أما من الجانب اللبناني: السفير اللبناني لدى العراق علي حبحاب، مدير عام الأمن العام اللواء حسن شقير، والمستشارون العميد أندريه رحال، جان عزيز، نجاة شرف الدين، ومدير الإعلام في القصر الجمهوري رفيق شلالا. وفي كلمته، عبّر الرئيس السوداني عن عمق العلاقات بين العراق ولبنان، وأبدى ارتياحه لاستقرار عمل المؤسسات الدستورية في لبنان بعد انتخاب رئيس الجمهورية وتشكيل الحكومة. كما جدّد استعداد العراق الدائم لدعم لبنان في مختلف المجالات. وأشار الرئيس السوداني إلى وجود قواسم مشتركة كثيرة بين البلدين، مؤكداً دعم بلاده لمواقف الدولة اللبنانية وأهمية الاستقرار الإقليمي. كما تطرّق إلى قمة بغداد وما تمخض عنها، خاصة إنشاء 'صندوق التعافي'، معلناً تقديم 20 مليون دولار للبنان ومثلها لفلسطين، مع جهوزية العراق لوضع آلية عملية لدعم الصندوق. بدوره، شكر الرئيس عون نظيره العراقي على حفاوة الاستقبال وعلى مبادرته خلال القمة العربية، مشدداً على ضرورة تفعيل العلاقات بين البلدين في كل المجالات. وأكد أن اللبنانيين لا ينسون الدعم العراقي، خاصة في الأوقات العصيبة. كما تناول الرئيس عون الأوضاع في غزة، مدينًا المجازر التي تُرتكب بحق المدنيين، وداعيًا إلى تنسيق الجهود لدعم القضية الفلسطينية في المحافل الدولية، وفق مبادرة السلام العربية التي أقرّتها قمة بيروت عام 2002، والعمل للوصول إلى حل عادل وشامل. وفي ختام اللقاء، وجّه الرئيس عون دعوة رسمية للرئيس السوداني لزيارة لبنان، مؤكداً تطلّع اللبنانيين لرؤية أشقائهم العراقيين في ربوع وطنهم. عقب اللقاء الموسّع، عقد الرئيسان خلوة ثنائية دامت نحو 20 دقيقة، ثم انتقلا إلى قاعة كبرى في القصر الحكومي حيث عقدا مؤتمرًا صحافيًا مشتركًا. بداية، تحدث رئيس الوزراء العراقي فقال: 'كل الترحيب بفخامة رئيس الجمهورية اللبنانية العماد جوزاف عون والوفد المرافق، بغداد تحتفي بكم وبكل زوارها الكرام. ان تاريخ العلاقات العراقية- اللبنانية يؤكد اننا امام علاقة متميزة بين بلدين شقيقين على المستوى الشعبي وعلى المستوى الحكومي، وهو ما نطمح الى تعزيزه وتطويره، وهذه الزيارة هي فرصة مهمة لتحقيق هدف التكامل وتعزيز العلاقة على المستويات السياسية والاقتصادية والامنية لمواجهة التحديات التي تعصف بالمنطقة. يدعم العراق تماسك لبنان واستقراره ووحدته، ومؤسسات الدولة اللبنانية، والسيادة على كل ارضه، ويرفض كل ما يتجاوز هذا الامر، وهو ما سيعمل عليه خلال ترؤسه القمة العربية. لقد وقف العراق، بمرجعياته الدينية وقواه السياسية وفاعلياته الشعبية، مع لبنان خلال العدوان، ونستذكر هنا بيان سماحة المرجع الاعلى السيد السيستاني الذي دعم فيه جهود وقف العدوان الهمجي وحماية الشعب اللبناني. اننا، انطلاقاً من روح التضامن التي نؤكد عليها، سوف نستمر بتقديم كل اشكال الدعم للشعب اللبناني الشقيق، ونجاح القوى السياسية الوطنية اللبنانية في انتخابكم، وتشكيل الحكومة برئاسة دولة الاخ نواف سلام، هي خطوات واثقة كنا ننتظرها مثلما انتظرها الشعب اللبناني الشقيق، ونحن ندعم التوافق السياسي الداخلي للبنان، في اطار التزامنا بمنهجنا الاساس في عدم التدخل في الشؤون الداخلية للآخرين. لقد اجرينا اليوم حواراَ مهماً حول الفرص المشتركة في مجالات الطاقة والاتصالات والتبادل التجاري، ونسعى الى التكامل والشراكة الاقتصادية الكبيرة والمتشعبة مع لبنان، وكذلك ندعم تعاون القطاع الخاص في البلدين. في الوقت الذي نجدد فيه ادانتنا للاعتداءات الاسرائيلية المتكررة للسيادة اللبنانية، ونعتبرها خرقاً فاضحاً للقانون الدولي، نكرر تأكيدنا على ضرورة تطبيق القرار الاممي 1701 بالكامل، والمجتمع الدولي مطالب وملزم بأداء التزاماته في التطبيق الكامل غير الانتقائي للقرار الدولي من اجل دعم الاستقرار ووقف العدوان. وخلال اللقاء اكدنا على موقفنا في دعم سيادة واستقلال سوريا، وحفظ كامل ترابها ورفض الاعتداء عليها، والسياسات التي تؤدي الى اشعال الفتنة الطائفية والعرقية، وتهدد تماسك نسيج المجتمع السوري. وفي ما خص القضية الفلسطينية، نسعى الى وقف هذا العدوان الهمجي، والابادة الجماعية وسياسة التجويع ضد المواطنين الابرياء في غزة، ويجب اغاثة اهلنا الغزاويين وانقاذهم من المجاعة والهلاك والموت والدمار الذي يحيط بهم، وسط صمت دولي مريب وغير مسؤول. ومن دون حل شامل وعادل وانساني للقضية الفلسطينية، لا نرى جدوى من طرح الحلول الترقيعية، مع استمرار القتل الممنهج. اكدنا في قمة بغداد نهج العراق الساعي الى تأييد كل ما من شأنه وقف العداون، وحماية الشعبين اللبناني والفلسطيني. وقد طرح العراق مبادرة الصندوق العربي لدعم جهود التعافي واعادة الاعمار ما بعد الازمات والصراع، وهي مبادرة حظيت بتأييد عربي ونعوّل عليها لانجاز الكثير، خصوصا هلال فترة رئاستنا للقمة العربية. تقدم العراق بدعم اوليّ بقيمة 20 مليون دولار لاعمار لبنان، ومستعدون للعمل وفق الآليات المناسبة لتفعيل واستكمال هذا المسار لصالح لبنان، وسنواصل مساعينا انطلاقا من مسوؤلياتنا خصوصا هذا العام الذي يتولى فيه العراق رئاسة مجلس جامعة الدول العربية. نكرر ترحيبنا بفخامة الرئيس السيد جوزاف عون والوفد المرافقق له، فأهلاً وسهلاً بكم مرة اخرى.' ثم القى الرئيس عون الكلمة التالية: ' سيادةَ رئيسِ مجلسِ وزراءِ جمهوريةِ العراق، الأخِ العزيز محمد شياع السوداني، الحضورُ الكريم، منذ آلافِ السنين، شاءَ التاريخُ أن يجمعَ في مصادفاتِه المُعبِّرة، بين بلادِ ما بين النهرين وبلادِ الأرز… فليسَ تفصيلاً أن يكونَ أولُ تنظيمٍ للحياةِ البشريةِ العامة في مجتمعٍ، قد وضعَه حمورابي هنا… وأولُ مدرسةٍ في التاريخِ للحقوق، كانت في بيروت… هذا لأننا كنا، وما زلنا معاً، مهجوسين بحقوقِ ناسِنا وانتظامِ حياتِهم، بما يحققُ خيرَهم الأسمى … وأصرَّ التاريخُ، منذ تلك الألفيات البعيدة، على أن نترافقَ معاً… منذ بداياتِ دولِنا في عشريناتِ القرنِ الماضي… وصولاً حتى يومِنا هذا… ظلت بيروتُ عاشقةً للسيّاب والجواهري ونازك الملائكة، وكلِ عمالقةِ الأدبِ العراقي الحديث … وظلت بغدادُ تُنشدُ 'موطني موطني'، من نغماتِ المُبدعِ اللبناني محمد فليفل . ..وظلّ يرافقُنا في تلك المراحلِ كلِها، تحدّيان اثنان: أولاً، كيف نكرّسُ مفهومَ 'الهوية الوطنية'، داخلَ كلِ بلدٍ من بلدانِنا… بما يحققُ التوافقَ والتوازنَ الداخليين… ووحدةَ الدولة معاً … فتكونُ خصوصيةُ كلِ جماعةٍ من جماعاتِنا الوطنية التاريخية، محترمةً بالكامل… ولا يكونُ أيُ انعزالٍ أو تطرّفٍ أو أفكارٍ هدّامةٍ … نصونُ الحرية ضمنَ التنوّعِ والتعدّد… ونحفظَ سلمَنا الأهلي … من دون الانتقاصِ من فاعليةِ الدولة… ثانياً، كيف نؤكدُ مبدأَ دولتِنا الوطنية السيدة، في محيطِنا وفي عالمِ اليوم… بلا استعداءٍ لأحد… ولا استتباعٍ لأحد… فتكونَ كلُ دولةٍ من دولِنا، سيدةً حرةً مستقلةً فعلاً … وتكونَ في الوقت نفسِه، جزءاً من إطارٍ إقليميٍ واسعٍ، للتعاونِ والتكاملِ والتبادلِ، حتى أقصى الحدود… السيد الرئيس، إسمحوا لي أن أقولَ بأنْ آنَ الأوانُ لتحقيقِ الأمرين … في الأمرِ الأول، الحلُ لإشكاليةِ هويتِنا الوطنية داخلَ دولتِنا الناجزة … أستلهمُه حرفياً، من موقفٍ أصيلٍ عميقٍ، لسماحةِ المرجعِ الديني الأعلى، السيد علي الحسيني السيستاني، في تشرينَ الثاني (نوفمبر) الماضي … حين وضعَ خارطةَ طريقٍ بديهيةً للحل … إذ دعا 'النخبَ الواعية، إلى أن يأخذوا العِبرَ من التجاربِ التي مرّوا بها … ويعملوا بجدٍّ في سبيلِ تحقيقِ مستقبلٍ أفضلَ لبلدِهم … ينعمُ فيه الجميعُ بالأمنِ والاستقرارِ والرُقيِ والازدهار… وذلك عبرَ إعدادِ خططٍ عِلمية وعملية لإدارةِ البلد… اعتماداً على: مبدأِ الكفاءةِ والنزاهة في تَسَنُّمِ مواقعِ المسؤولية… ومنعِ التدخلاتِ الخارجية بمختلفِ وجوهِها… وتحكيمِ سلطةِ القانون… وحصرِ السلاحِ بيدِ الدولة… ومكافحةِ الفسادِ على جميع المستويات'… انتهى كلامُ سماحتِه … ولا نزيدُ عليه حرفاً … أما كيف نكونُ دولاً وطنية سيدة، في إطارِ تعاونٍ عربيٍ عصريٍ حديثٍ … فهذا ما أعلنتُه سابقاً … واسمحوا لي بأن أكررَه… نحن بحاجةٍ ماسةٍ إلى قيامِ نظامِ المصلحة العربية المشتركة… نظامٌ قائمٌ على تبادلِ المصالحِ المشتركة بين بلدانِنا وشعوبِنا… وتنميتِها ومضاعفتِها … نظامٌ عربيٌ مُمأسسٌ ومُقَوْننٌ في إطارِ اتفاقياتٍ ثنائيةٍ ومشتركة… بما يتبلورُ تدريجياً وبثبات، سوقاً عربيةً مشتركة … تنظّمُ التعاونَ بين اقتصاداتِنا الوطنية كافة… في انتقالِ الأشخاصِ والسلعِ والخدماتِ على أنواعها… وكما قلتُ في القاهرة أكررُ من بغداد … قد نبدأُ من مجالٍ واحدٍ، أو بين بلدين اثنين فقط … ثم نتوسّع … هكذا قامت اتحاداتُ المصالحِ الاقتصادية في عالمِنا المعاصر … وقد آنَ الأوانُ لنا، لنحيا أحراراً كِراماً، في هذا العالم … السيد الرئيس، بهذه الرؤية، نحققُ خيرَ شعوبِنا وبلدانِنا … وبهذه الرؤية، نرى فلسطينَ دولةً مستقلة…ضمن سلامٍ عادلٍ شاملٍ لمنطقتِنا … وهو ما نتطلّعُ إلى خطواتِه العملية … عبر المؤتمرِ الذي دعت إليه كلٌ من الشقيقة، المملكلة العربية السعودية، والصديقة فرنسا، هذا الشهر في نيويورك … والذي نؤكدُ اهتمامَنا به، ومتابعتَنا لتحضيراتِه ومجرياتِه ونتائجِه المرجوة . وبهذه الرؤية، نستعيدُ حقوقَ كلِ بلدٍ من بلادِنا … فلا نكتفي بإدانةِ واجبةٍ، لاعتداءاتِ اسرائيلَ على لبنان، وعلى سوريا … وتأكيدِ رفضِنا ما يُرتكبُ بحقِ المدنيين في غزة … السيد الرئيس الأخ العزيز، إن طموحَنا لهذا الغدِ الذي نأملُه قريباً جداً، لا يُعفينا من واجبِ تقديمِ أصدقِ الشكر، على كلِ ما قدمتموه دوماً للبنان … واسمحوا لي ألا أدخلَ في التعدادِ … من هباتٍ وتقدماتٍ ومساعداتٍ في شتى المجالات … حتى لا أستوقفُكم طويلاً جداً… ولا أفي العراقَ حقَه، ولا أُنجزُ التعداد … يكفي عرفاناً منا لكم، أنّ كلَ لبنانيٍ باتَ يؤمنُ فعلاً عند كلِ أزمة، بأنّ 'الترياقَ من العراق'، ليس قولاً مأثوراً، بل فعلٌ محقق … السيدُ الرئيس، الأخُ الصديق، وأنا الآنَ في بغداد، أتذكّرُ بوجدانٍ عراقيٍ صافٍ، أبياتَ الجواهري الرائعة: لبنـانُ يا خمري وطيبي / لا لامستكَ يدُ الخطوب ِ لبنـانُ يا غُرفَ الجَنــان ِ / الناضحــات ِ بكـلِ طيب ِ لبنـانُ يا وطني إذا / حُـلِـئتُ عن وطني الحـــبيــبِ ولحظةَ أعودُ إلى بيروت، سأتذكرُ بوفاءٍ لبنانيٍ خالصٍ، جواهرَ الأخطل الصغير: بغدادُ يا شغفَ الجمالِ / وملعبَ الغـزلِ الـطَـروبِ بغدادُ يا وطنَ الجهـادِ / ومَرضَعَ الأدبِ الخصيبِ قولي لشمسِك لا تغيبي / وتـكبَّدي فَـلـكَ الـقـلـوب عاش العراق ،عاش لبنان' مأدبة غداء ثم اقام الرئيس السوداني مأدبة غداء على شرف الرئيس عون والوفد اللبناني المرافق، استكمل خلاله بحث المواضيع والملفات التي كانت مدار بحث خلال اللقاء بينهما في مقر القصر الحكومي. وبعد انتهاء الغداء، توجه الرئيس عون الى مقر البطريركية الكلدانية للقاء البطريرك لويس روفائيل الاول ساكو.