
هل استسلام حماس نهاية حقبة ....ام بداية تصفية للقضية؟.
وفي حال أقدمت حركة حماس على الاستسلام ميدانيًا أو سياسيًا، رغم أن ذلك مستبعد، فإن هذا الحدث لن يُعدّ مجرد انهيار لحركة مقاومة، بل سيكون زلزالًا سياسيًا وأخلاقيًا يُطيح بمنظومة كاملة من الرموز والمفاهيم الوطنية التي رافقت الشعب الفلسطيني لعقود طويلة، وبشكل خاص حركة حماس، التي رفعت، لأكثر من 35 عامًا، شعار "المقاومة هي الحل"، وكان هذا الشعار العنوان الأبرز للتمسّك بخيار استنزاف الاحتلال ومواجهته، في زمنٍ طغى فيه الخنوع والانبطاح والتسويات والصفقات والتطبيع العربي.
الاستسلام سيؤدي حتمًا إلى كسر العمود الفقري للمشروع الوطني الفلسطيني المقاوِم، وسيقضي على ما تبقى من الحالة الفلسطينية التي تحلم بتحرير الأراضي المحتلة وإقامة دولة فلسطينية.
الاستسلام سيؤدي حتما الى كسر العمود الفقري للمشروع الوطني الفلسطيني المقاوم وسيقضي على ما تبقى من حالة فلسطينية تحلم بتحريرالاراضي المحتلة واقامة دولة فلسطينية باعتبار ورقة المقاومة هي الورقة الوحيدة المتبقة لدى الشعب الفلسطيني للضغط على اسرائيل والولايات المتحدة للتفاوض ونتزاع حقوق سياسية.
إذ تُعتبر ورقة المقاومة هي الورقة الوحيدة المتبقية لدى الشعب الفلسطيني للضغط على إسرائيل والولايات المتحدة من أجل التفاوض وانتزاع حقوق سياسية.
وسيُعدّ حدث استسلام حركة حماس تحولًا استراتيجيًا جذريًا في المواجهة الفلسطينية - الإسرائيلية، ومن المؤكد أن له انعكاسات رمزية وتاريخية، وتداعيات سياسية وأمنية وشعبية عميقة على المستويات الفلسطينية والإقليمية والدولية.
وهو واقع رمزي مؤلم، ليس فقط لجمهورها، بل أيضًا للهوية النضالية الفلسطينية، إذ يُمثل تراجعًا كبيرًا في الخطاب المقاوم لصالح تيارات "براغماتية" تُعتبر استسلامية من وجهة نظر غالبية الشعب الفلسطيني.
وستكون هذه لحظة فاصلة في تاريخ المشروع الوطني الفلسطيني، الذي يعاني أصلًا من انقسام جغرافي. فـانهيار القطب المقاوم المسلّح للاحتلال لن يؤدي إلى إعادة بناء المشروع الوطني، كما يعتقد البعض، بل إلى دفن ما تبقى منه، خاصة إذا تم ذلك تحت شروط استسلامية مقابل وعود وهمية بإقامة دولة فلسطينية فقدت كل المعايير القانونية والسياسية على أرضٍ قُطّعت أوصالها بمئات المستوطنات والطرق الالتفافية وما يقارب مليون مستوطن... إلخ.
حركة حماس، التي تُعد منذ عام 1987 حجر الأساس في تيار المقاومة المسلحة الإسلامية، والمنافس الأشد شراسة لحركة فتح، والنموذج الأكثر ثباتًا في المواجهة المسلحة ضد الاحتلال الإسرائيلي، إذا ما أقدمت على الاستسلام، فسيُعدّ ذلك نهاية مرحلة محورية في التاريخ الفلسطيني، هي مرحلة "المقاومة والتحرير"، وتحولًا نحو مسار تفاوضي عقيم لا يشكل سوى غطاء لاستكمال ما تبقى من المشروع الاستيطاني الصهيوني على الأراضي الفلسطينية المحتلة، لا سيما في القدس والضفة الغربية.
وسيترك ذلك انعكاسات سلبية على فصائل مقاومة أخرى، مثل حركة الجهاد الإسلامي، والجبهة الشعبية، وكتائب شهداء الأقصى، وألوية صلاح الدين، وغيرها من حركات المقاومة، التي ستُواجه أزمة شرعية في الاستمرار بنهج مقاومة الاحتلال، لا سيما بعد أن تخلّت حركة فتح – التي تسيطر على مؤسسات السلطة الفلسطينية وتحظى بشرعية عربية ودولية من خلال منظمة التحرير منذ أكثر من نصف قرن – عن هذا النهج في ظل فقدانها للشرعية الشعبية.
إن استسلام حماس، بوصفها المنافس الرئيسي لحركة فتح، سيقود بالضرورة إلى إعادة تقييم مفهومي "الصمود" و"المواجهة" في الوعي الفلسطيني العام.
كما سيُعدّ هذا الاستسلام "الجائزة السياسية الكبرى" لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحكومته المتطرفة، ويدعم نظريته القائلة إن "القوة وحدها تجدي مع الفلسطينيين"، وسيعتبره نتنياهو "نصرًا مطلقًا" واضحًا وتاريخيًا، ومبررًا لمزيد من التهويد في القدس ومصادرة الأراضي الفلسطينية، وسيشجع القيادة السياسية الإسرائيلية على فرض واقع دائم في قطاع غزة بلا أفق سياسي، وترسيخ مشاريع الضم والاستيطان في الضفة الغربية.
وكما أثبتت تجارب العديد من الشعوب التي ناضلت ضد الاحتلال في التاريخ، فإن انتهاء المقاومة المسلحة كأداة ضغط سيؤدي إلى تراجع مركزية القضية الفلسطينية مرة أخرى في السياسة الإقليمية والدولية. كما سيُشجع ما تبقى من الدول العربية على المضي نحو التطبيع مع الاحتلال، بعد زوال "الذريعة الأخلاقية" التي كانت تُبرر دعم مقاومة الشعب الفلسطيني.
وعندها، سيكون من السهل طرح السؤال: "إذا كانت المقاومة قد استسلمت، فماذا بعد؟" كما حدث بعد توقيع اتفاقية المبادئ سيئة السمعة والصيت، "أوسلو".
فاستسلام حركة حماس لإسرائيل وتسليم ما تبقّى لها من أسلحة بسيطة، لن يُفسّر على أنه مجرد نهاية لحركة مقاومة مسلّحة ضد الاحتلال، بل سيُعدّ تحوّلًا جذريًا في مشهد الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي. بل أكثر من ذلك، سيكون بمثابة زلزال استراتيجي يفوق أثره نتائج جميع المواجهات الميدانية حتى الآن، ويمثّل بداية مرحلة صعبة لإعادة تقييم عقود طويلة من الكفاح من أجل الحقوق السياسية للشعب الفلسطيني، بما في ذلك "حق تقرير المصير دون مقاومة مسلحة، وبناء دولة من دون أوراق ضغط".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


فلسطين أون لاين
منذ ساعة واحدة
- فلسطين أون لاين
"رسائل حاسمة حول الميدان والأسرى والمفاوضات"... طالع أبرز ما جاء في كلمة أبو عبيدة
متابعة/ فلسطين أون لاين قال أبو عبيدة، الناطق العسكري باسم كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، إن المقاومة مستمرة في معركة استنزاف طويلة ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي، مؤكدًا أن المجاهدين نجحوا في إيقاع مئات الجنود بين قتيل وجريح، بالإضافة إلى آلاف المصابين باضطرابات نفسية، منذ استئناف العدوان قبل 4 أشهر. وفي كلمة متلفزة، هي الأولى منذ مارس الماضي، شدد أبو عبيدة على أن قيادة القسام تعتمد في هذه المرحلة على استراتيجية تقوم على تنفيذ عمليات نوعية، ومحاولات أسر جنود، وإيقاع مقتلة واسعة في صفوف الاحتلال، في ظل استمرار العدوان على قطاع غزة. وكشف أن مجاهدين من القسام حاولوا في الأسابيع الأخيرة تنفيذ عمليات أسر لجنود صهاينة، في إطار تكتيكات ميدانية متطورة تم تطويرها بعد استخلاص العبر من "أطول حرب ومواجهة في تاريخ الشعب الفلسطيني"، بحسب وصفه. وأضاف: "مقاومة غزة تمثل أعظم مدرسة عسكرية لمقاومة شعب في مواجهة محتليه في التاريخ المعاصر"، مؤكدًا أن كتائب القسام في جهوزية كاملة لمواصلة القتال مهما تغير شكل العدوان وخطط الاحتلال. وفي ملف الأسرى، أكد أبو عبيدة أن كتائب القسام عرضت مرارًا خلال الأشهر الماضية إبرام صفقة شاملة يتم بموجبها تسليم جميع أسرى الاحتلال دفعة واحدة، لكن حكومة نتنياهو رفضت ذلك. وقال: "اتضح لنا أن حكومة العدو ليست معنية فعليًا باستعادة جنودها الأسرى، وهو ما يثبت تخليها عنهم"، مضيفًا: "ندعم بكل قوة موقف وفد المقاومة الفلسطيني في المفاوضات غير المباشرة، ونراقب مجريات التفاوض آملين أن تُفضي إلى صفقة تضمن وقف حرب الإبادة وانسحاب الاحتلال وإغاثة أهلنا". وحذر أبو عبيدة من أن "إصرار حكومة العدو على استمرار حرب الإبادة يعني أنها قررت أيضًا استمرار استقبال جنائز الجنود والضباط"، لافتًا إلى أن الاحتلال يتلقى دعمًا غير محدود من "أقوى قوى الظلم في العالم" في صورة قوافل من السلاح والذخيرة. رسائل للعرب وأحرار العالم وانتقد أبو عبيدة الموقف العربي والإسلامي الرسمي تجاه ما يجري في غزة، قائلاً: "أنظمة وقوى أمتنا تتفرج على أشقائها يُقتلون ويجوعون ويُمنعون من الدواء والماء"، مضيفًا: "لا نعفي أحدًا من مسؤولية الدم النازف، ولا نستثني من يستطيع التحرك، كل حسب قدرته". واعتبر أن رقاب القادة والنخب والعلماء العرب والمسلمين مثقلة بدماء عشرات الآلاف من الأبرياء الذين خذلوا بصمتهم، بينما وجّه تحية إلى أنصار الله في اليمن، قائلاً إنهم "فرضوا جبهة فاعلة ضد العدو وأقاموا الحجة على القاعدين والخانعين". كما أشاد أبو عبيدة بـ"كل أحرار العالم الذين يخاطرون من أجل التضامن مع غزة وكسر الحصار"، مؤكدًا أن المقاومة لن تتوقف عن القتال حتى يتحقق وقف العدوان، ورفع الحصار، واستعادة الحقوق الفلسطينية كاملة.


فلسطين أون لاين
منذ 8 ساعات
- فلسطين أون لاين
حماس تدعو جماهير شعبنا للنَّفير والرِّباط في المسجد الأقصى
دعا عضو المكتب السياسي ومسؤول مكتب شؤون القدس في حركة حماس هارون ناصر الدين، جماهير شعبنا في القدس والداخل الفلسطيني المحتل وكل قادرٍ للحشد والنفير التوجه إلى المسجد الأقصى المبارك، والمشاركة في الرباط والذود عن حماه في ظل هجمة المستوطنين الشرسة عليه واقتحاماتهم وتدنيسهم لساحاته. وقال ناصر الدين في تصريحات صحفية، اليوم الجمعة، إن التواجد المكثف في الأقصى وأداء الصلوات فيه، هي خطوة عملية لمواجهة إجراءات الاحتلال، وكسر محاولاته لعزل المسجد عن محيطه الشعبي والديني. وأكد، أنَّ صمود شعبنا في القدس رغم الهدم والإبعاد والتنكيل يمثل رسالة بليغة في وجه التصعيد الاحتلالي، مسيرًا إلى أن مساعي الضم والتهجير والتهويد لن تمر، مهما كانت الظروف والتحديات. وأضاف، "لا يمكن أن نقبل بالاعتداءات والمخططات التي تحاك للقدس والأقصى، وكل تصعيد في حرب الاحتلال الدينية والتهويدية على مقدساتنا يعجل في زواله وكنسه عن أرضنا". وتابع ناصر الدين، "على جماهير أمتنا العربية والإسلامية أن تغضب لأجل مسرى نبيها، وأن تتحمل مسؤولياتها وأن تبذل كل سبل النصرة والدعم، فأي اعتداء على الأقصى هو اعتداء على كرامة الأمة جمعاء". المصدر / فلسطين أون لاين


معا الاخبارية
منذ 10 ساعات
- معا الاخبارية
تقرير اسرائيلي: تقدم في المفاوضات.. وإسرائيل تدرس الانسحاب الجزئي من "موراج"
بيت لحم معا- ذكر موقع "والا" اليوم بأن تقدمًا ملحوظًا قد أُحرز خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية في مفاوضات إطلاق سراح الاسرى، بعد أن أعطى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الضوء الأخضر للتخفيف من حدة مسألة نشر الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة. ووفقًا لمصادر سياسية، فإن أحد البنود الرئيسية يتعلق بالتنازل الجزئي عن السيطرة على محور موراج، الذي يُشكل حاليًا منطقة عازلة بين خان يونس ورفح. وتطالب حماس بانسحاب جيش الاحتلال من المحور، وهي خطوة قد تعرقل الخطة الإسرائيلية لإنشاء مدينة الخيام في رفح، وتسمح باستمرار نقل المساعدات الدولية دون تدخل حماس. وبحسب التقرير الإسرائيلي من منظور عسكري، قد يؤدي التخلي عن المحور إلى زيادة صعوبة السيطرة على اللوجستيات في المنطقة، والسماح لحماس بحرية العمل، وزيادة تعقيد سيطرة الجيش على محور فيلادلفيا ومعبر رفح. ومع ذلك، تدرس إسرائيل تقديم بديل، بموجبه ستبقى قوات الاحتلال في جيب عملياتي بالقرب من محور موراج، وسيستمر التعاون مع الميليشيات المحلية العاملة ضد حماس. وفقا لمصادر عسكرية، هناك دائمًا سيناريو محتمل، حيث إذا لم تلتزم حماس بشروط الاتفاق ولم تُقدم المرحلة الثانية من إطلاق سراح جميع الرهائن، فقد يستعيد الجيش الإسرائيلي السيطرة على المحور ومنطقة رفح بأكملها. ويزعمون أن إسرائيل لن تتخلى عن محور موراج بهذه السرعة وتحاول خلق مكابح لنفسها في الميدان: محور بديل جنوب محور موراج، ومنطقة واسعة في رفح تحت سيطرة الجيش الإسرائيلي تسمح بتوزيع المساعدات الإنسانية في المستقبل، وحماية الجنود على محور فيلادلفيا. يُعد محور موراج محور مرور لشاحنات المساعدات الإنسانية ومحور وصول إلى جميع مراكز التوزيع للفلسطينيين. سيؤدي الانسحاب من المحور إلى إزالة الجزء الخلفي بالكامل من المنطقة الإنسانية الحالية، والتي تضم أربعة مراكز توزيع من خلال الشركة الأمريكية.