
من يُسكت الصواريخ؟
نتمنى أن يكون صحيحاً ذلك الكلام الذي يتردد في وسائل الإعلام؛ فالعودة إلى طاولة المفاوضات فيها مصلحة للجميع، تجنباً لكوارث تفوق ما شهدناه حتى الآن للحرب الإسرائيلية - الإيرانية، والتي لن تطال الطرفين المتنازعين فقط.
هناك مؤشرات على تحرك دول خليجية من أجل وقف إطلاق النار وفتح ملفات التفاوض من جديد، وهناك من يقول إن إيران طلبت الوساطة من تلك الدول، وهذا يعني إعادة النظر في الشروط التي عرقلت مفاوضات مسقط وروما، ويعني أن المنادين بالمرونة تجاه كل شرط استطاعوا تغيير المواقف، بعد استرجاع الحكمة واللجوء إلى العقل.
وهناك من يقول إن حكومة نتانياهو فتحت قنوات أمام دول أخرى للتحرك، ومحاولة إطفاء النيران المشتعلة، رغم التصريحات النارية، التي يطلقها رئيس تلك الحكومة وأتباعه من الوزراء وقادة الجيش، والإصرار على تحقيق الأهداف في ظل الظروف الناتجة عن تدمير الدفاعات الجوية، و«خلخلة» المراكز القيادية العسكرية، فإسرائيل وإن كانت جراحها لا تقارن بجراح إيران، لكنها تشعر بمرارة مدفونة في صدور قادتها، فهذه المرة الأولى التي تذوق فيها مرارة الدمار والنار، وكم هي صعبة في آلامها وتأثيراتها المباشرة والمستقبلية، ومن كان في موقف الإسرائيليين، من يدخلون الملاجئ في اليوم الواحد خمس مرات كما قال هاكابي، سفير ترامب، لا بد أن يخافوا بعد أن عاشوا عدة أيام تحت رحمة صواريخ ومسيرات تحلق فوق رؤوسهم، وهي المرة الأولى للأجيال التي ولدت وترعرعت بعد 1973، فالقلعة المحمية لم تكن محمية، والقبة الحديدية وما معها من أنظمة الدفاع الجوي أصبحت مثل «المنخل»، الصواريخ مرت بينها، وحولت بعض المباني والأحياء إلى منظر شبيه بما كانوا يرونه في غزة وغيرها!
هذه حرب عبثية كما قلنا منذ البداية، نتيجتها ستنعكس على المنطقة بأكملها، وستطال العالم أيضاً، ولن يفوز فيها أحد، الكل خاسر، من مشعل النار إلى ذلك الذي يغذيها، ومن المغرور إلى المكابر، فقد انكشف الجميع، ولن يكون لهذه الحرب منتصر، فمن يسكت الصواريخ؟

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الإمارات اليوم
منذ 19 دقائق
- الإمارات اليوم
هل يُطفئها الاقتصاد؟
في أوقات الحروب تتحدث الآلة العسكرية ويعلو صوتها فوق صوت العقل والضمير الإنساني والنزعة الفطرية للعيش في سلام، وينسى المتحاربون أوقاتاً صعبة مماثلة عاشتها الشعوب على مر التاريخ، وأجبرت الفرقاء على الجلوس والتفاوض وسن القوانين والمواثيق الدولية التي تحترم حق الحياة وحقوق الدول وسيادتها المستقلة. ورغم ضراوة المعركة الدائرة حالياً في المنطقة وتداعياتها الجيوسياسية، فإن هناك رادعاً قوياً يمنع استمرار الوضع أو انزلاقه للأسوأ، ألا وهو المصالح الاقتصادية التي كانت ولاتزال القيد الأكبر على تقلبات المزاج السياسي والعسكري. الشرق الأوسط منطقة بالغة الأهمية للاقتصاد العالمي، والحرب الدائرة حالياً بين إيران وإسرائيل شكلت صدمة له، تتوزع آثارها بين قصيرة ومتوسطة إلى طويلة الأمد، سواء على مستوى ارتفاع أسعار النفط العالمية أو تسارع التضخم العالمي، خصوصاً في اقتصادات الدول المتقدمة، ما يعيق خطط خفض الفائدة من قبل البنوك المركزية مثل الاحتياطي الفيدرالي والبنك المركزي الأوروبي، فضلاً عن تقلبات أسواق الأسهم حول العالم وما يصاحبها من قلق المستثمرين وخروجهم برؤوس أموالهم نحو الملاذات الآمنة مثل الذهب والسندات. وتؤثر الحرب أيضاً على سلاسل الإمداد والتجارة العالمية بما يزيد تكاليف الشحن والتأمين ويعرض الأسواق في الدول كافة لمخاطر تأخر أو انقطاع الإمدادات، بما ينعكس سلباً على الصناعات بكل قطاعاتها. المحصلة النهائية لكل ذلك تباطؤ النمو الإقليمي والعالمي مع خطر تضخم مستمر وتعطل جزئي أو كلي في حركة التجارة العالمية، تؤثر على وصول السلع والخدمات إلى المستهلكين، الذين يشكلون قوة ضغط كبيرة على القرارات الحكومية والرسمية. الشعوب تتطلع إلى العيش الكريم الهادئ في أمان وسلام، والبيوت يشغل أولوياتها توافر احتياجاتها الأساسية من طاقة وماء وغذاء. واقتصاد العالم لم يتعافَ كلياً من آثار إغلاقات جائحة كورونا، ولن يحتمل مزيداً من الضغط بسبب الحروب والصراعات، لذا لا أتوقع أن تستمر الحرب طويلاً في المنطقة، إذ لا أبالغ إن قلت إنها قلب العالم ومخزن طاقته وميناؤه الأكبر جواً وبحراً وبراً. أضف إلى ذلك أن حجم الاستثمارات العالمية الموجودة في منطقة الشرق الأوسط تشكل رقماً صعباً في المعادلة القائمة حالياً، كما أن شركات السلاح المستفيد الأكبر في الحروب. تبقى المصالح الاقتصادية والانتصار للحياة الرادع الذي يطفئ نيرانها. amalalmenshawi @ لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه


سكاي نيوز عربية
منذ 31 دقائق
- سكاي نيوز عربية
فيديو لسقوط صاروخ إسرائيلي لدى محاولته اعتراض هجوم إيراني
ولم يتم الكشف عن موقع سقوط الصاروخ الاعتراضي الإسرائيلي. كما تداولت صفحات على مواقع التواصل فيديو لسقوط صاروخ في وسط إسرائيل. وأعلن الجيش الإسرائيلي ، فجر الأربعاء، تصدي أنظمته الدفاعية لصواريخ إيرانية. وقال الجيش الإسرائيلي إن أنظمته الدفاعية تتصدى لصواريخ إيرانية في سماء تل أبيب. وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن إيران أطلقت 20 صاروخا على الأقل باتجاه وسط إسرائيل. وحسبما ذكرت هيئة البث الإسرائيلية فقد أفيد عن سقوط صواريخ أطلقتها إيران في موقعين وسط إسرائيل. من جانبها، أفادت هيئة الإسعاف الإسرائيلية بعدم تسجيل إصابات في الرشقة الصاروخية الإيرانية الأخيرة على إسرائيل. وأفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت" بسماع دوي انفجارات عنيفة في منطقة القدس ، مشيرة إلى بلاغات أولية عن سقوط صاروخ شمال تل أبيب.


الإمارات اليوم
منذ 31 دقائق
- الإمارات اليوم
«دبي لرعاية النساء والأطفال» تستعرض جهود تأهيل ضحايا الاتجار بالبشر
استقبلت مؤسسة دبي لرعاية النساء والأطفال وفداً رسمياً من القنصلية العامة للولايات المتحدة الأميركية، ضم رئيسة قسم خدمات المواطنين الأميركية، شارون سير، وأخصائي أول في العلاقات السياسية والاقتصادية، أسامة نجيب، وذلك في إطار تعزيز التعاون الدولي وتبادل الخبرات في مجالات الرعاية الاجتماعية وحقوق الإنسان. وجاءت هذه الزيارة بهدف التعرّف إلى البرامج والمبادرات التي تقدمها المؤسسة لضحايا الاتجار بالبشر، إلى جانب مناقشة توجهاتها المستقبلية في مجال الرعاية والتأهيل، وكان في استقبال الوفد المدير العام بالإنابة للمؤسسة، شيخة سعيد المنصوري، برفقة مدير إدارة التثقيف وخدمة المجتمع، شمس المهيري، ومديرة قسم الدراسات والبحوث، عائشة المدفع، وأخصائي اختبارات نفسيّة، مجد النعيمي، إضافة إلى عدد من مسؤولي وموظفات الإدارات المتخصصة في المؤسسة. واستُهلت الزيارة بجلسة استقبال في مجلس الإدارة العليا، تلاها عرض تقديمي موسّع استعرضت خلاله المؤسسة أبرز برامجها وخدماتها النفسية والاجتماعية والتأهيلية، خصوصاً تلك الموجهة لضحايا الاتجار بالبشر، ثم جولة ميدانية في مرافق المؤسسة، مثل غرف العلاج باللعب وغرف الاسترخاء، إضافة إلى الاطلاع على منهجيات الإرشاد الأسري وآليات تقديم الدعم القانوني للضحايا. وأكدت شيخة سعيد المنصوري أن هذه الزيارة تمثّل ترجمة عملية لنهج المؤسسة القائم على الشراكة والتعاون مع الجهات الدولية الداعمة لقضايا المرأة والطفل، مشيرة إلى أن تبادل الخبرات مع شركاء فاعلين، مثل القنصلية الأميركية يعزز من فاعلية جهود الحماية، ويثري المنظومة الداعمة للضحايا، وقالت: «في مؤسسة دبي لرعاية النساء والأطفال، نؤمن أن الحماية تبدأ من التوعية وتنتهي بإعادة التمكين، ونعمل بشغف ومسؤولية على تصميم برامج تستند إلى أفضل المعايير العالمية، بالتعاون مع شركائنا محلياً ودولياً، لضمان توفير بيئة آمنة وشاملة لكل من مرّ بتجربة مؤلمة». واختُتمت الزيارة بتأكيد الطرفين أهمية تعزيز التعاون المستقبلي في مجالات التدريب والتأهيل وتبادل الخبرات، بما يسهم في تطوير استجابات مستدامة وقادرة على التصدي لجرائم الاتجار بالبشر وتحقيق العدالة الاجتماعية المستدامة.