logo
فريق هولندي يكتشف ثغرة في نظام تشفير الاتصال اللاسلكي لمؤسسات عسكرية واستخباراتية

فريق هولندي يكتشف ثغرة في نظام تشفير الاتصال اللاسلكي لمؤسسات عسكرية واستخباراتية

اكتشف فريق بحثي من هولندا ثغرة تقنية خطيرة في نظام التشفير الطرفي المستخدم في أجهزة الراديو اللاسلكية المستخدمة في البنى التحتية الحيوية، وأجهزة الشرطة، والاستخبارات، والقوات المسلحة حول العالم.
وأفاد موقع WIRED، باكتشاف ثغرة أخرى في تأمين هذا النظام عام 2023 من جانب المعهد الأوروبي لمعايير الاتصالات (ETSI)، والذي أوصى المستخدمين الذين يعتمدون على هذه الخوارزمية في اتصالات حساسة، بإضافة طبقة حماية إضافية عبر تقنية التشفير من طرف إلى طرف (E2EE) لتعزيز أمان الاتصالات.
واكتشف الفريق البحثي نفسه الثغرة الجديدة والتي يتسبب فيها ضغط مفتاح التشفير الذي طوله 128 بت، إلى 56 بت فقط قبل تشفير البيانات، ما يجعل كسره أسهل بكثير.
ولم يتضح بعد من هم المستخدمون الذين يعتمدون على هذا النظام، أو ما إذا كانوا مدركين لوجود الثغرة أصلاً.
ويُستخدم هذا النوع من التشفير المكلف غالبًا في أجهزة الراديو الخاصة بجهات إنفاذ القانون، والقوات الخاصة، والفرق الاستخباراتية التي تتعامل مع مهام ذات صلة بالأمن القومي، وهو ما يشير إلى احتمالية انتشاره على نطاق أوسع بعد توصية المعهد باستخدامه قبل عامين.
أصل الثغرة
تعود بداية القصة إلى عام 2023 حين كشف كارلو ماير، وووتر بوكسلاج، وجوس ويتزلز، الباحثون في شركة الأمن السيبراني الهولندية Midnight Blue عن ثغرات في خوارزميات التشفير الأساسية لمعيار الاتصالات الأوروبي المعروف باسم TETRA (Terrestrial Trunked Radio)، وهو معيار استُخدم منذ التسعينيات في أجهزة تنتجها شركات مثل Motorola وDamm وSepura وغيرها.
وظلت هذه الثغرات طي الكتمان لسنوات بسبب رفض ETSI السماح بفحص الخوارزميات المملوكة له، وصُمم التشفير من طرف إلى طرف الذي جرى فحصه مؤخرًا ليعمل فوق خوارزميات TETRA.
اكتُشفت المشكلة في التشفير الطرفي بعد أن استخرج الباحثون الخوارزمية وتحليلها عكسيًا من جهاز راديو أنتجته شركة Sepura، وقدموا نتائجهم في مؤتمر BlackHat للأمن السيبراني في لاس فيجاس.
وأوضح المعهد الأوروبي عند التواصل معه أن تقنية التشفير هذه ليست جزءًا من معيار TETRA الرسمي، ولا من تطويره، لكنها من إنتاج مجموعة الأمن ومكافحة الاحتيال التابعة لجمعية الاتصالات الحرجة (TCCA)، رغم التعاون الوثيق بين ETSI وTCCA ووجود العديد من الأعضاء المشتركين بينهما.
وأكد الرئيس السابق للجنة الفنية المسؤولة عن معيار TETRA في ETSI، بريان مورجاترويد، والذي ترأس أيضاً مجموعة TCCA التي طورت التشفير الطرفي، أن هذه التقنية لم تُضمّن في معيار ETSI لأنها كانت موجهة بالأساس لجهات حكومية تتعامل مع الأمن القومي وتملك متطلبات أمنية خاصة.
وأضاف أن الجهات التي تشتري أجهزة TETRA حرة في استخدام حلول تشفير أخرى، لكنه أقر بأن الحل الذي طورته TCCA ويحظى بدعم ETSI يُستخدم على نطاق واسع' بحسب معرفتهم.
أشار المعهد إلى أن جميع أشكال خوارزميات TETRA بمفاتيح مشفرة بطول 80 بت، لكن الباحثين الهولنديين كشفوا عام 2023 أن خوارزمية TEA1 تقلص طول المفتاح إلى 32 بت فقط، ما سمح بكسر التشفير في أقل من دقيقة.
انتشار واسع
وتنتشر أجهزة الراديو المعتمدة على TETRA في معظم قوات الشرطة حول العالم، بما في ذلك بلجيكا ودول إسكندنافية ودول في شرق أوروبا مثل صربيا ومولدوفا وبلغاريا ومقدونيا، فضلًا عن بلدان في الشرق الأوسط مثل إيران والعراق ولبنان وسوريا.
كما تستخدمها وزارات الدفاع في بلغاريا وكازاخستان وسوريا، إلى جانب أجهزة الاستخبارات المضادة في بولندا، والقوات الدفاعية في فنلندا، وأجهزة الاستخبارات في لبنان والسعودية.
ومع ذلك، لا توجد معلومات مؤكدة عن عدد هذه الجهات التي تستخدم التشفير من طرف إلى طرف مع أجهزتها.
في حالة التشفير من طرف إلى طرف، وجد الباحثون أن المفتاح الأقوى (128 بت) يتقلص إلى 56 بت، ما قد يمكّن المهاجمين من فك تشفير المكالمات والبيانات.
واكتشف الباحثون ثغرة أخرى تسمح بإرسال رسائل صوتية مزيفة أو إعادة بث رسائل أصلية بهدف نشر معلومات مضللة أو إحداث ارتباك بين فرق العمل الميدانية.
ويؤكد الباحثون أن هذه القدرة على حقن الرسائل أو إعادة تشغيلها تؤثر على جميع مستخدمي تقنية TCCA للتشفير من طرف إلى طرف، وهو ما يعود إلى خلل في تصميم بروتوكول التشفير نفسه وليس إلى عيب في تطبيق معين.
ورغم ذلك، فإن ثغرة 'تقليص المفتاح' لا تؤثر إلا على شريحة من المستخدمين، تبعًا لطريقة تنفيذ التشفير في الأجهزة المباعة لمختلف الدول.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

بيولوجيا النسق ومصادر تشكّله
بيولوجيا النسق ومصادر تشكّله

الرياض

timeمنذ 34 دقائق

  • الرياض

بيولوجيا النسق ومصادر تشكّله

إن تهيئة النظام الأخلاقي والقيمي للجنس البشري ناجمٌ عن عدة مؤثرات لها اعتباراتها المؤهلة في رسم ملامحه بصورة جلية، لعلَّ العامل المهم في تعيين صفاته النسقية وتشكيل بنيته الثقافية الخاصة به هو العنصر الوراثي الذي يُفرض جينيا وتنتقل سماته عن طريق الوظائف الفسلجية للأعضاء لتمنحه شارة تميزه عن غيره، فضلاً عن عنصر البيئة وما تتضمنه من علائق اجتماعية ونفسية لها القدح المعلى في تقدير مزاياه وتنشيط فاعليته إمعاناً للمناخ المرافق له، وقد أجد أن هذين العنصرين معنيان في بناء منظومة الفرد وما ترتّب عليه من مقدّرات إنسانية تعنى بطريقة تعاطيه مع مستجدات الحياة، ثمة أسئلة عديدة تولد من هذا العالم التكنولوجي والأوان الذي يَفرِد للخيال مساحة حرة ليطرحها على أرض الواقع، هل أن السياق العام المكوّن لشخصية الإنسان باستطاعته أن يتغير، وأنا أتحدث هنا عن مزية جوهرية خاصة لها مقرراتها النفسية واستقراءاتها الذهنية، كالمزاج والشجاعة والكره والإقدام على الأفعال الحياتية بغض النظر عن ماهيتها بل حتى المتبنيات الفكرية والعقائدية التي صيّرت الفرد وصاغت هويته، هل من الممكن أن تتلاشى لتحلَّ محلها مفاهيم وصفات أخرى تعيد تهيئته من جديد؟ وقد ينسحب هذا الأمر على المنظومة المجتمعية التي تمثّل هيكلية الوعي الإنساني بحسب تعبير هيجل مكونة بدورها الوحدة العضوية الشاملة، هل يعاد تشييدها من جديد على وفق صفات وافدة؟ ومن أين لها أن تفدَ هذه الصفات لتخلق فرداً أو مجتمعاً بحلة مغايرة؟ هل أن العولمة وتمدّن العالم عن طريق الابتكارات العلمية والطروحات الثقافية والمحاور الجدلية من مباحث ديالكتيكية تعنى بالمعارف على اختلاف توجهاتها المعلوماتية والتقنية أو الإثنية لها صورتها الحية التي تنزع نحو التغيير في خلق مسار مختلف؟ وهل أن هذه المؤثرات له القدرة على إخلال الحالة الشعورية والحسية للإنسان مكونة أبعاداً أخرى لها طباعها ونسيجها العام؟ واقعاً، إن المعني بإنثروبولوجيا المجتمعات تقدّر له علم دراسة الإنسان على وفق نظام معرفي جاد باستطاعته أن يغرس نصله في عمق البنية القيمية والأخلاقية تبعاً لمنشأ الفرد وطقسه العام، لذا نلاحظ أن تأثير التقانات العلمية جرّفت الكثير من المفاهيم وصاغتها عبر جهاز مفاهيمي له مفرداته ولغته الخاصة ليتعاطى الفرد مع حيثيات المجتمع ويتماهى مع مستحدثاته، ولعلي أجد أن تسييب المضمر النسقي واستعاضته بآخر جاء عبر صخب الأجواء المعلوماتية الجديدة التي دخلت لنا إبان العشرين سنة الأخيرة وتحديداً بعد الاكتشافات الحديثة التي جعلت خصوصية الفرد سائلة بل تخطّت من أن تكون منتهكة عن طريق الروبوت والذكاء الاصطناعي وبرامج السوشل ميديا التي ابتلعت جزءاً كبيراً من الذهن لتضفي سمات جديدة والتي بدورها تمسح سابقتها أو تحدّ فاعليتها. لكني أتساءل عن الجزء أو العضو المخوّل بتدوير الأنساق وتغيير مساراتها؟ هل أن الدماغ هو المسؤول عن ذلك بوصفه الجانب المعني بالإدراك والتفكير والتأمل متكفلاً بالتعاطي مع مجريات الحياة؟ ما أعنيه، هل ثمة خلايا مختصة عن حرف الصورة السالفة باتجاه آخر وإعطاء صورة ثانية تبعاً لما تجبره العادة أو التجربة؟ أم أن تغييب دور العقل والاعتماد على ما يفرضه الواقع جعلت الإنسان في لوثة دائمة مسببة انهيار منظومته النسقية ليتبدد كثيراً من معناه؟ وهل أن النسق باعتباره النظام الكلي الذي يمكّن الكائن البشري على إدارة حالهِ إزاء الأحداث والوقائع التي تحصل معه مرتبطاً بالعقل؟ أم أن الطبيعة البيولوجية هي المتحكمة به؟ هل ثمة صلة ما بين السمة النسقية المضمرة المشكّلة لماهية الإنسان وبين العقل بوصفه صورة الحقيقة المثلى كما أشار الفلاسفة العقلانيون إلى ذلك؟ بطبيعة الحال ثمة مسألة بالغة الأهمية، هي ارتباط المشاعر والأحاسيس بالروح الإنسانية الخاصة للفرد، وقد نعتبر أن هذه المزايا المضمرة منسوبة إلى العاطفة، طيب، وما دور العقل حيال اتباعية النسق؟ وهل يتغلب على النظام الثقافي الذي عني بسلوك الإنسان وتصرفاته في حال لو تعالت كفته على الجنبة الباطنية المتمثلة بالمحسوسات؟ ولماذا نعتبره صاحب المهام المنطقية، عند تعيين الخطأ من الصواب؟ وهل على الإنسان في حال تمييز قراراته أن يشرك قواه الذهنية؟ وإن فعل ذلك، هل فيما معناه أن يتجرّد من العاطفة ليكون إنساناً تكاملياً قادراً على تجنّب المشكلات المحيطة به، إذا ما هو سبب الانكسارات العظيمة المعنية بقضايا الإنسان المعاصر لو أجزنا القول إن العقل هو الذي يدير الدفة؟ ألم يكن العقل عنصراً فاعلاً في كثير من ضروبه؟ لو استقرأنا الحال بعيداً عن نظرة المذاهب الفلسفية التي لكل منها توجهاتها المعرفية إزاء هذا الموضوع، لوجدنا أن صلة العقل بالعاطفة صلة وثيقة، وقد نشير إلى ماهية المساحة الوجدانية التي تتعاطى مع القلب بوصفه المركز الذي يهب هذه المساحة، غير أن المؤثر الفعلي هي الخلايا العصبية الموجودة في الدماغ التي تعنى بكنه الأحداث والمشاهد المطروحة على أرض الواقع، وحتى الوقائع السابقة المبيّتة داخل الروح البشرية ومدى أنهما كنا بها من حيث الاستقرار عندها والعناية بها أو سحقها وإخراجها من دائرة الفكر يكون تأسيسها واستبيانها على وفق معايير ذهنية، لذا إن تضخّم النسق أو اضمحلاله له صلة بالعقل قد تكون العاطفة جزءاً من ذلك، لكن تعيينه ومدى إحاطتنا به يحتكم لفاعلية عقلية متصلة بالحركة الجوانية التي تدّخرها العاطفة، مع الأخذ بعين الاعتبار تمثلات المكان ومحدداته الثقافية بوصفها معياراً تقويمياً تعنى بماهية تكوين الفرد، وهنا أنوّه إلى تركيبة المجتمعات التي تعرّضت على مدى حقب زمنية لكمٍ الصراعات الإيديولوجية المصاحبة لبناء وعي الإنسان قد تغيّرت تغيراً جذرياً من جميع النواحي، فلم نجد في هذا الحين مجتمعاً مصرّاً على سياق ثابت، ليكون التغيير في نظامه الأبستمولوجي حيال ترادف ثقافات عديدة ليتماهى مع مستجداتها، وقد نتساءل في سرِّنا، أين حلّ بالنسق؟ وأين هي فطرته؟. *قاص وباحث في الشأن المعرفي

"أبل" تدخل سباق الذكاء الاصطناعي بإطلاق روبوتات منزلية وكاميرات أمنية
"أبل" تدخل سباق الذكاء الاصطناعي بإطلاق روبوتات منزلية وكاميرات أمنية

العربية

timeمنذ 2 ساعات

  • العربية

"أبل" تدخل سباق الذكاء الاصطناعي بإطلاق روبوتات منزلية وكاميرات أمنية

تستعد شركة "أبل" للعودة بقوة إلى سباق الذكاء الاصطناعي من خلال إطلاق مجموعة مبتكرة من الأجهزة المنزلية الذكية. وتعتزم الشركة إطلاق نسخ مطوّرة من مساعدها الصوتي SIRI قادر على المشاركة في المحادثات، وتقديم اقتراحات ذكية. وذكرت وكالة "بلومبرغ" أن "أبل" تعمل على روبوت منزلي مزوّد بشاشة ذكية يمكنه تتبع المستخدمين في الغرفة والتفاعل معهم بشكل يشبه الإنسان. ومن المتوقع أن يُطرح هذا الروبوت في الأسواق بحلول عام 2027. اقرأ أيضاً أما في عام 2026، فتخطط الشركة لإصدار شاشة ذكية منزلية مزودة بكاميرا وتقنيات التعرف على الوجوه. يأتي هذا التوسع بعد فترة من الانتقادات التي وُجهت لـ"أبل" بشأن تأخرها في مواكبة ثورة الذكاء الاصطناعي التوليدي، وسط منافسة متزايدة من شركات مثل OpenAI و"غوغل" و"ميتا".

احذرها.. 3 أخطاء شائعة في الشحن تتلف هاتفك تدريجياً
احذرها.. 3 أخطاء شائعة في الشحن تتلف هاتفك تدريجياً

عكاظ

timeمنذ 7 ساعات

  • عكاظ

احذرها.. 3 أخطاء شائعة في الشحن تتلف هاتفك تدريجياً

يعتمد العمر الافتراضي لأي هاتف أو جهاز لوحي على صحة بطاريته، وهو ما يجعل تجنب الممارسات الخاطئة أثناء الشحن أمراً أساسياً لإطالة عمرها. الخبراء يحذّرون من ثلاثة أخطاء شائعة يمكن أن تتسبب في تلف البطارية تدريجياً إذا تكررت: الخطأ الأول هو ترك الجهاز موصولاً بالكهرباء طوال الليل، إذ يؤدي الشحن المستمر للحفاظ على 100% إلى إرهاق البطارية بمرور الوقت، ويُنصح بفصل الهاتف عند بلوغ الشحن الكامل والحفاظ على مستوى بين 20% و80%. الخطأ الثاني هو إفراغ البطارية تماماً إلى 0% بشكل متكرر، ما يسرّع تلف بطاريات الليثيوم أيون، لذا يُفضل شحن الجهاز قبل أن يقلّ عن 20%، وشحنه إلى نحو 50% قبل تخزينه فترات طويلة. أما الخطأ الثالث فهو استخدام شاحن غير مناسب أو غير معتمد، إذ قد يسبب عدم انتظام تدفق الطاقة، وارتفاع درجة الحرارة، أو زيادة الحمل على دوائر الهاتف، ما يقلّل من عمر البطارية ويضرّ بتركيبها الداخلي. الشواحن المعتمدة توفّر تدابير أمان تمنع ارتفاع الجهد والحرارة، وهو ما لا توفّره غالبية الشواحن الرخيصة. الالتزام بهذه التعليمات يضمن أداءً أفضل للبطارية ويحافظ على الجهاز لفترة أطول. أخبار ذات صلة

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store