logo
فضيحة "سيغنال غيت" تهز إدارة ترامب: صحافي في المجلس الحربي السري لكبار مسؤولي الرئيس

فضيحة "سيغنال غيت" تهز إدارة ترامب: صحافي في المجلس الحربي السري لكبار مسؤولي الرئيس

النهار٢٥-٠٣-٢٠٢٥

قد يكون جيفري غولدبرغ أكثر الصحافيين حظاً في التاريخ. فرئيس تحرير مجلة "أتلانتيك" الذي غالباً ما يهاجمه الرئيس دونالد ترامب، وجد نفسه فجأة بين مجموعة من صناع قرار بحجم الهجوم الأخير على اليمن. وسجل الإثنين سبقاً صحافياً ضجت به الولايات المتحدة ودوائر ترامب الضيقة، لم يبذل أدنى جهد في الوصول إليه، بل اعتمد، بدلاً من ذلك، على استهتار مستشار الرئيس للأمن القومي مايكل والتز، وخفة مجموعة من كبار مسؤولي الإدارة وأمنييها في مقدمهم نائب الرئيس جي دي فانس ووزيرا الخارجية ماركو روبيو والدفاع بيت هيغسيث، إلى آخرين لا يقلون شأناً وأهمية.
ماذا حدث؟ تلقى غولدبرغ الثلاثاء في 11 آذار/مارس الفائت طلب تواصل على تطبيق "سيغنال"، وهو خدمة مراسلة مشفرة مفتوحة المصدر شائعة بين من يبحثون عن خصوصية أكبر من تطبيقات التحادث الأخرى كـ"واتساب" وغيرها.
الطلب جاء من حساب باسم مايكل والتز، الذي لم يستبعد غولدبرغ أن يكون هو المعني أو منتحل صفة، لكنه قبل الطلب بكل الأحوال.
غولدبرغ سيتلقى إشعاراً الخميس بأنه أدرج في غرفة محادثة تحت اسم "مجموعة الحوثيين الصغيرة PC"، ثم، بعد رسالة من والتز تشرح ماهية المجموعة، بدأت الرسائل تتوالى تباعاً، من أسماء لم يعرف غولدبرغ في حينها ما إذا كان أصحابها هم فعلاً الأشخاص الحقيقيون الذين يقرأ ما يكتبون مباشرة: روبيو، جي دي فانس، TG التي رجّح أن تكون مديرة الاستخبارات الوطنية تولسي غابارد، "سكوت ب" (وزير الخزانة سكوت بيسنت)، مدير وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إي) جون راتكليف، قبل أن يظهر مساء اسم هيغسيث.
في نهاية اليوم الأول كان تجمّع نحو 18 شخصاً بمن فيهم مسؤولون مختلفون في الأمن القومي ومبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف ورئيسة موظفي البيت الأبيض سوزي وايلز، ونائبها ستيفن ميلر.
تخوّف غولدبرغ من أن يكون هؤلاء منتحلي صفة في شبكة هدفها الإيقاع بالصحافيين وترويج معلومات كاذبة. شكوك دعمها يقينه باستحالة لجوء قيادات الأمن القومي في أميركا إلى تطبيق تجاري مفتوح لتناقش خططاً حربية، كما أنه لم يصدق أن يقع والتز في خطأ كهذا مضيفاً رئيس تحرير "أتلانتيك" إلى محادثة على درجة عالية من السرية والخطورة.
صباح الجمعة، وصلت الرسالة الصباحية الأولى من والتز إلى "الفريق" يعلمهم فيها بأنهم تلقوا رسالة على بريدهم الإلكتروني السري فيها المهام الموكلة لكل طرف بناء على تعليمات الرئيس، إضافة إلى توجيهات بشأن التعامل مع "الأحداث في الأيام المقبلة".
ردّ حساب فانس يتوجس من توقيت الضربة التي قد تكون بمثابة "خطأ" وخدمة مجانية للأوروبيين الذين يحتاجون إلى طريق الملاحة أكثر من الولايات المتحدة، ومع ذلك فهم لا يشاركون أميركا في العواقب المتأتية من قصف الحوثيين. وقال إنه يفضّل تأجيلها شهراً، لكن إذا ما اتفق الجميع على ضرورتها الآنية فهو مستعد للاحتفاظ بمخاوفه لنفسه، ليرد عليه وزير الدفاع شارحاً أن التأجيل قد يعرّض الخطة للتسريب أو أن إسرائيل قد تسبقهم في الهجوم على الحوثيين، ومع أنه تفهم "شعوره بالقرف" من الأوروبيين المثيرين للشفقة، قال إن "لا أحد غيرنا يمكنه أن يقوم بمثل هذا الهجوم". هنا تدخل ستيفن ميلر لأول مرة رافضاً التأجيل: الرئيس أعطى الضوء الأخضر، ولاحقاً سنخبر أوروبا ومصر ما الذي نريده بالمقابل (من الهجوم).
مراسلات اليوم الثالث، السبت، افتتحها هيغسيث باطلاعه الفريق على تحديثات لم ينشر غولدبرغ معظمها في مقاله، لخطورتها على أفراد عسكريين واستخباراتيين في منطقة الشرق الأوسط. تحديثات تضمنت تفاصيل عملياتية للضربات الوشيكة في اليمن، بما في ذلك معلومات عن الأهداف، والأسلحة المستخدمة، وتسلسل الهجوم. وحدد لحظة الصفر، عند الساعة 01:45 بالتوقيت الشرقي للولايات المتحدة. تفاصيل مذهلة بخطورتها وأهميتها ووجوب بقائها سرية، ما زاد شكوك غولدبرغ بأن تكون حقيقية. بقي الصحافي في سيارته لساعتين بعد رسالة هيغسيث منتظراً الأخبار. وعند الساعة 01:55 تصفح منصة إكس باحثاً عن اليمن، فوجد أن دوي انفجارات يسمع في صنعاء. عاد إلى غرفة المحادثة ليقرأ تبادل التهاني بالكلمات وصور إيموجي مثل شعلة نار وعلم أميركا وذراع مطوية بعضلات مفتولة. هؤلاء إذن هم رجال الرئيس ترامب، لا أحد فيهم منتحل صفة.
في اليوم التالي، الأحد، وبعدما بات غولدبرغ على يقين من هوية الفريق، انسحب من المحادثة، ولم يعرف أي نقاش دار بعدها عمن يكون JG الذي وصل إشعار بانسحابه إلى منشئها، مايكل والتز. كما لم يسأله أحد بعدها على الخاص من يكون أو لماذا انسحب.
صباح الإثنين، بعث غولدبرغ برسائل متعددة الاتجاهات حول ما إذا كانت المجموعة أصلية ولماذا أضيف إليها، وما إذا كان كبار مسؤولي ترامب يستخدمون التطبيق بشكل منتظم لمناقشاتهم الحساسة.
رد عليه براين هيوز، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي، مؤكداً أن المحادثة أصلية، وأنهم يراجعون كيف أضيف رقمه عن غير قصد، شارحاً أن المحادثة لم تشكل تهديداً للأمن القومي. المتحدث باسم فانس عناه نفي التضارب في مواقف نائب الرئيس مع ترامب.
ما إن نشرت المجلة تقرير رئيس تحريرها في اليوم نفسه حتى تحول الخبر إلى الحدث السياسي الوحيد على وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي، وسرعان ما تصدر وسم #signalgate على منصة "إكس".
ردود الفعل تراوحت بين السخرية القاسية من المسؤولين الكبار الذين لم يكتفوا باستخدام وسيلة تحادث تجارية لمناقشة أمور بالغة السرية، بل إنهم كانوا مرتاحين أمنياً لدرجة إضافة صحافي عن طريق الخطأ وعدم الانتباه إلى وجوده في المجموعة طوال أيام.
لكن أسئلة جدية طرحها أعضاء كونغرس ديموقراطيون ومحللون سياسيون وأمنيون سابقون بشأن ما إذا كان اللجوء إلى "سيغنال" يعتبر خرقاً للقوانين، خاصة أنه لم يمر عبر القنوات الرسمية ولم يسجل في محاضر رسمية. كما تخوف هؤلاء من حجم الخطر الذي قد يتعرض له الأمن القومي الأميركي والأميركيون الذين يعملون خلف المحيطات في مهام عسكرية أو أمنية بسبب الاستهتار والخفة الكبيرين في تبادل معلومات فائقة السرية عبر تطبيق معرض للخرق، وربما من هواتف خاصة من السهولة بمكان قرصنتها في عالم تنخرط دوله في حروب سيبرانية شعواء تستخدم فيها أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا.
رداً على التقرير، اكتفى البيت الأبيض بالتأكيد على صحة معلومات غولدبرغ، بينما هاجمه وزير الدفاع نافياً أن يكون شارك معلومات خطة الهجوم. ما يحدث في كواليس البيت الأبيض نقلته مجلة "بوليتيكو" التي أشارت إلى أن التقرير أشعل نقاشاً ساخناً في أروقة إدارة ترامب عنوانه إجبار والتز على ترك منصبه، بينما بدأ مساعدون كبار للرئيس يسوقون أن من الأفضل لوالتز أن يبادر إلى الاستقالة منعاً لوضع ترامب في "موقف سيئ".
ومع أن قراراً لم يتخذ بعد في هذا الخصوص، فإن مسؤولين قالوا لـ"بوليتيكو" إن ترامب سيحسم أمره في الأيام المقبلة خلال متابعته التغطية الإعلامية الهائلة لهذه "المسألة المحرجة"، بينما قال شخص مقرب من البيت الأبيض بحسب المجلة: الجميع متفق على أن "مايك والتز شخص غبي"، مطلقاً بحق المستشار الكبير للرئيس الشتيمة الأكثر تداولاً على لسان الأميركيين.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

لافتة "ضخمة" تُثير جدلاً
لافتة "ضخمة" تُثير جدلاً

MTV

timeمنذ 23 دقائق

  • MTV

لافتة "ضخمة" تُثير جدلاً

أثارت لافتة ضخمة مثبة على مبنى وزارة الزراعة الأميركية للرئيس الأميركي دونالد ترامب، حالة من الجدل بين الأميركيين. وقد تم تركيب اللافتة الأسبوع الماضي، إلى جانب أخرى للرئيس الأسبق أبراهام لينكولن، وذلك احتفالا بالذكرى 163 لتأسيس الوزارة، وستبقى "لبضعة أشهر مقبلة"، وفق ما ذكره مدير الاتصالات في الوزارة سيث دبليو كريستنسن لصحيفة "واشنطن بوست". وقال كريستنسن: "وزارة الزراعة لديها الكثير لتتذكره"، مشيرا إلى احتفالات يوم الذكرى، ويوم العلم، والرابع من تموز، بالإضافة إلى عيد تأسيس الوزارة. وأضاف: "اللافتات على واجهة المبنى تخلد هذه اللحظات في التاريخ الأميركي، وتُقر برؤية وقيادة مؤسس الوزارة، أبراهام لينكولن، وأفضل من دافع عن المزارعين ومربي الماشية الأميركيين، الرئيس ترامب". ويظهر الرئيسان على الحديقة التي تمتد من مبنى الكابيتول إلى نصب واشنطن التذكاري، والتي تستقطب أكثر من خمسة وعشرين مليون زيارة سنويا. تراوحت ردود الفعل تجاه المشهد الجديد بين الحيرة والاشمئزاز والإعجاب، خارج مبنى وزارة الزراعة. وعلّق البيت الأبيض، الشهر الماضي، لوحة لترامب وهو يرفع قبضته بعد محاولة اغتياله العام الماضي خلال حملته في باتلر، بنسلفانيا، لتحل محل صورة للرئيس السابق باراك أوباما. كما وُضعت نسخة من صورة ترامب الجنائية على غلاف صحيفة "نيويورك بوست" داخل إطار ذهبي قرب المكتب البيضاوي.

ترامب و 'حافة الهاوية'
ترامب و 'حافة الهاوية'

المنار

timeمنذ ساعة واحدة

  • المنار

ترامب و 'حافة الهاوية'

استمر الرئيس الأميركي دونالد ترامب وبعد عودته إلى البيت الأبيض في العام 2025 بإطلاق شعاراته الرنانة المعروفة: 'أمريكا اولاً' و' استعادة هيبة امريكا'. ومن ولايته الأولى وحتى الآن لم يتمكن من ترجمة هذه الشعارات على أرض الواقع ولم تسعفه التصريحات الخارجة عن المألوف ولا التحركات الاستفزازية لحلفائه قبل اعدائه، حيث تراجعت إدارته عن العديد من القرارات الدولية البارزة خوفاً من الضغوط الخارجية واحياناً لحسابات داخلية. من الممكن تفسير هذه التراجعات على أنها مؤشر على سياسة تاجر يرفع سقفه عالياً ليعود ويتنازل رويداً رويداً لتخفيف الكلفة. أما أبرز هذه التراجعات حتى تاريخ كتابة هذا المقال فهي على الشكل التالي. اليمن التكلفة التي تركت 'اسرائيل' وحيدة أعلنت اليمن الحصار البحري على 'اسرائيل' دعماً لغزة ومطالبة بوقف الابادة الجماعية، حيث استهدفت كل السفن الاسرائيلية والسفن التي تتجه نحو الكيان أو تنطلق من الكيان في البحر الأحمر، فبادر ترامب لمحاولة حماية الكيان وحماية السفن من خلال شنّ حرب جوية بضربات يومية بدأت في شباط 2025 ولكن ما لبث أن ظهر عدم جدوى هذه الحرب وبدأت تنعكس سلباً على الرئيس الأميركي بعد تعرض حاملات طائراته إلى القصف وسقوط طائرات الـf18 ما جعل ترامب وإدارته يتراجعون عن قرارهم. وعُزي التراجع إلى وساطات عمانية ودولية، إضافة إلى القلق داخل وزارة الحرب الأمريكية من كلفة التورط الطويل وقال ترامب حينها 'لن نخوض حروبًا لا نهاية لها'، مستعيدًا شعاره من ولايته الأولى، لكنه فعليًا كان يُنهي عملية عسكرية بدأها بنفسه. إيران: من التهديد بالقصف إلى المفاوضات على الطاولة بدأ ترامب ولايته الثانية بتهديد مباشر لايران وبنبرة عالية مستخدماً مصطلح ' الرد الساحق' في حال استمرت ايران بدعم حلفائها في اليمن وفلسطين ولبنان والعراق حتى وصل إلى إمكانية تنفيذ ضربة عسكرية بعد تعرضه لضربات في اربيل وفي البحر الأحمر. ولكن خلف هذا الضجيج كانت قنوات التفاوض تحت الطاولة مستمرة بوساطة اوروبية وعمانية وبعد أن انتشى نتنياهو بدنو الضربة العسكرية للقدرات النووية الايرانية، استدعاه ترامب الى البيت الأبيض ليعلن بأن باب التفاوض مع ايران قد فتح ولتعلن الخارجية الأمريكية بشكل مفاجئ قبولها 'الجلوس مع الإيرانيين دون شروط مسبقة، لمناقشة برنامجهم النووي وسلوكهم الإقليمي'، حسب تعبير الخارجية. هذا التراجع لم يكن مفاجئاً، بل صار امراً واقعاً حيث بدأ ترامب بالمفاوضات مع تعليق بعض العقوبات الثانوية. الخطوة أثارت امتعاض اللوبيات المتشددة، إلا أن ترامب بررها بـ'إعطاء السلام فرصة أخيرة'، ما عُدّ تراجعًا صريحًا عن سياسة المواجهة التي لوّح بها في حملته الانتخابية، واعترافًا عمليًا بقوة الواقع الإقليمي وتشابك المصالح في الخليج. نتنياهو خارج المعادلة كان صادما بالنسبة لنتنياهو خروج الأسير الاسرائيلي ادن الكسندر واطلاق سراحه من قبل حركة حماس بعد اسابيع من المفاوضات الغير المباشرة بينها وبين ادارة ترامب، ومن دون علم نتنياهو ولا مشاركته، ما أظهره ضعيفاً مقابل قوة الادارة الأميركية التي اعتبرت رغم خطابها المتشدد أنها مستعدة للتراجع حين تتطلب المصلحة ذلك ولو حساب الحلفاء المقربين أو التقليديين. كما اظهرت تراجعاً عن اللهجة العدائية التقليدية تجاه حركة حماس واعتبارها جزء أساسي من المشهد في فلسطين بعدما كانت تعتمد نهج الاقصاء اتجاهها. تايوان من المواجهة مع الصين الى التهدئة أما في ملف تايوان، فقد وصلت الأمور بترامب إلى إعلانه نيته إرسال قوات بحرية قرب تايوان، فاتحاً تواصلاً مباشراً مع الحكومة التايوانية في محاولة للقول بأنه مؤيد لمحاولات ابتعادها عن الصين. أثار ذلك غضب بكين التي ردت بتهديدات وبمناورات بحرية وجوية فوق تايوان مما أثار القلق في البورصات العالمية. حينها تفاجأت تايوان بتراجع ترامب وهدوء لهجته وأعلنت وزارة الخارجية أن 'الولايات المتحدة لا تدعم استقلال تايوان، وتؤكد تمسكها بسياسة الصين الواحدة'. لا لروسيا في مجموعة الدول السبع في بداية الـ 2025 جدد ترامب فكرته القديمة في محاولة لما اعتبره احتواء روسيا، حيث طالب بإعادتها إلى مجموعة الدول السبع الكبرى وحاول الترويج والضغط على الدول الأوروبية للقبول بفكرته ولكنه جوبه برفض حاسم من معظم هذه الدول، بسبب استمرار الحرب بين روسيا واوكرانيا. لكن تراجع ترامب عن طرحه بعد اجتماع الدول السبع في المانيا معللاً ذلك بأنه 'ربما الآن ليس الوقت المناسب'. وجاء هذا التراجع بسبب الضغوط الأوروبية المكثفة على رأسها فرنسا وكندا والمانيا. ترامب من التخلي عن زيلينسكي إلى دعم مشروط قبل توليه الرئاسة، كان ترامب واضحاً التوجه نحو التخلي عن اوكرانيا بخطاباته الانتخابية. وحين تولى الرئاسة أشار بتصريحاته إلى أنه 'ليس من مسؤولية أميركا تمويل حرب الآخرين'، ما أثار قلق كييف وحلفائها الأوروبيين، حيث بدا دونالد ترامب أقرب إلى بوتين من زيلينسكي من حيث التوجه العام والخطاب السياسي. وكان اللقاء الشهير بينه وبين زيلينسكي في البيت الأبيض هو الصورة الحقيقية عن واقع العلاقة بين الرجلين. لكن مع تصاعد الضغط من الكونغرس والبنتاغون، عاد ترامب ليعلن استمرار الدعم 'وفق شروط جديدة'، وأبرزها صفقة المعادن التي حصل عليها، رغم أن ترامب ينظر إلى بوتين باعتباره شريكًا يمكن التفاهم معه تجاريًا وأمنيًا، وليس عدواً أيديولوجيًا، آخذاً بعين الاعتبار ايضاً ميل كفة الحرب في الميدان لصالح موسكو وهو ما أخبر به القادة الأوروبيين مؤخراً، بحسب ما نقلته صحيفة 'وول ستريت جورنال' عن مصادر مطلعة، والتي قالت إن ترامب أخبر قادة أوروبيين، في اتصال هاتفي، أن 'الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ليس مستعداً لإنهاء الحرب في أوكرانيا، لاعتقاده أنه في موقع المنتصر'. وقالت الصحيفة الأميركية إن الاتصال ضم كلاً من الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والمستشار الألماني فريدريش ميرتس، ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجا ميلوني. وربما يشكّل هذا الاتصال، رسالة لهؤلاء من ترامب بعدم جدوى استمرار الحرب ورفع سقوف المواجهة مع روسيا، خصوصاً مع إعلان رئيسة المفوّضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين أن الاتّحاد يعمل على حزمة جديدة من العقوبات لزيادة الضّغط على الرئيس الرّوسي، 'إلى أن يصبح مستعدّاً للسّلام'. 'حافة الهاوية' لا زال ترامب يلعب سياسة 'حافة الهاوية' طالما أن الخطابات أقل كلفة من التطبيق، محاولاً تحقيق مطالبه برفع السقوف قبل العودة والتراجع عنها. ويكشف هذا عن نمط متكرر وسياسة تفاوضية في إدارة الرئيس السابع والأربعين للولايات المتحدة. هو الهجوم حتى تظهر العواقب، فإذا صمدت الجهة المقابلة يبدأ بالتراجع وتُظهر الأمثلة التي ذكرناها حقيقة هذه السياسة. فالصمود والثبات هو الطريقة الوحيدة لمنع ترامب من تحقيق أهدافه، إذ إن ما يطلبه ليس أمراً محسوماً بل يمكن رفضه ومواجهته حتى الوصول الى منع تحققه.

دمشق تُبعد قادة فصائل فلسطينية مرتبطة بطهران.. بصمت
دمشق تُبعد قادة فصائل فلسطينية مرتبطة بطهران.. بصمت

المدن

timeمنذ 2 ساعات

  • المدن

دمشق تُبعد قادة فصائل فلسطينية مرتبطة بطهران.. بصمت

أكد مصدران فلسطينيان، لوكالة "فرانس برس"، أن السلطات السورية الجديدة دفعت عدداً من قادة الفصائل الفلسطينية، التي كانت مقربة من نظام بشار الأسد وتلقت دعماً من طهران، إلى مغادرة البلاد خلال الأسابيع الماضية، إثر "تضييق أمني" ومصادرة ممتلكات ومقرات تلك الفصائل في دمشق ومحيطها. وتأتي هذه التطورات بعد طلب مباشر من واشنطن، التي اشترطت على الإدارة السورية الجديدة برئاسة أحمد الشرع، قبيل رفع العقوبات الاقتصادية، أن تمنع إيران ووكلاءها من استغلال الأراضي السورية. وأفاد البيت الأبيض بأن الرئيس الأميركي دونالد ترامب طالب نظيره السوري، خلال لقائهما في الرياض الأسبوع الماضي، بـ"ترحيل المقاتلين الفلسطينيين". مصادرات وتضييق وأكد رئيس منظمة "مصير" الحقوقية أيمن أبو هاشم، لـ"المدن"، أن "بعض قيادات الفصائل الفلسطينية المتورطة في الدماء هربوا باتجاه لبنان والعراق ودول أخرى"، مشيراً إلى أن "قسماً آخر لا يزال في دمشق، لكن تحركهم محدود وأقرب إلى إقامة جبرية". وأضاف أن "الفصائل سلمت السلاح بعد سقوط الأسد، لكنها لا تزال تحتفظ ببعض المقرات التي تحوي أسلحة خفيفة". ولفت أبو هاشم إلى أن "هروب القيادات من سوريا يعود إلى خشيتهم من ملفات العدالة الانتقالية، وملاحقتهم قضائياً على خلفية الجرائم المرتكبة بحق الفلسطينيين والسوريين خلال حكم الأسد"، موضحاً أن "من تبقى منهم في البلاد يعتقدون أن دورهم كان سياسياً لا عسكرياً، لكن حتى هذا الدور بات ينهار ويتفكك تدريجياً". في المقابل، شدد أبو هاشم على أن منظمة التحرير الفلسطينية، تواصل الحفاظ على تواجدها في سوريا بفضل علاقاتها مع السفارة الفلسطينية والتنسيق مع السلطة الفلسطينية، مشيراً إلى أن "التعامل مع المنظمة من قبل الدولة السورية سيكون كجهة رسمية فلسطينية، خصوصاً وأنها لا تنشط في العمل العسكري". خروج دون أوامر رسمية وفي ذات الوقت، قال قيادي فلسطيني بارز، إن الفصائل "لم تتلقَّ أوامر رسمية بالمغادرة، لكنها واجهت تضييقات أمنية واسعة، شملت مصادرة ممتلكات واعتقالات في صفوف كوادرها". وبحسب مصادر ميدانية، شملت المصادرات "منازل شخصية، مقرات، سيارات ومعسكرات تدريب"، وقد سلمت الفصائل أسلحتها بالكامل، بما في ذلك قوائم بأسماء من يحملون سلاحاً فردياً من كوادرها. وقال مصدر فلسطيني آخر في دمشق لـ"فرانس برس"، إن "التواصل بين معظم الفصائل والسلطات بات شبه مقطوع، وغالباً ما يكون الرد الرسمي بارداً أو متأخراً"، مضيفاً "نشعر أننا ضيوف غير مرغوب بهم، حتى وإن لم يُقال ذلك علناً". ومن بين القادة الذين غادروا سوريا وفق المصدر، خالد جبريل، نجل مؤسس الجبهة الشعبية – القيادة العامة، وأمين عام جبهة النضال الشعبي خالد عبد المجيد، وأمين عام فتح الانتفاضة زياد الصغير. نهاية "محور المقاومة" ويُعد خروج قادة الفصائل الفلسطينية من سوريا، أحد أبرز المؤشرات على انهيار التحالف الذي جمع هذه الفصائل، تحت ما يُعرف بـ"محور المقاومة" الذي قادته طهران. فمنذ منتصف الستينيات، مثلت دمشق ملاذاً سياسياً وعسكرياً لعدد من الفصائل الفلسطينية، أبرزها الجبهة الشعبية – القيادة العامة، وحركة فتح الانتفاضة، وحركة الجهاد الإسلامي، وحماس لاحقاً، التي اتخذت من العاصمة السورية مقراً أساسياً حتى العام 2012. اليوم، ومع تبدل موازين القوى داخل سوريا، وصعود إدارة جديدة في دمشق، تُعيد الدولة السورية رسم خريطتها الداخلية والإقليمية، تحت ضغط دولي تقوده واشنطن، التي تشترط تخليص البلاد من نفوذ إيران والفصائل المسلحة كمدخل لأي انفتاح دبلوماسي أو رفع للعقوبات.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store