
مخصصة للدول الفقيرة.. وسائل منع حمل ممولة من واشنطن تُحرق في فرنسا وسط جدل دولي
وقالت الوكالة إن واشنطن رفضت جميع العروض المقدمة من الأمم المتحدة ومنظمات تنظيم الأسرة لشراء أو شحن تلك الإمدادات إلى الدول ذات الدخل المنخفض.
وأضافت أن الحكومة الأمريكية ستنفق 160,000 دولار لحرق هذه الكميات في منشأة بفرنسا متخصصة في معالجة النفايات الطبية، وأن العملية قد تستغرق أسبوعين.
وكان أعضاء في الكونغرس الأمريكي قد قدّموا مشروعي قانون هذا الشهر لمنع تدمير هذه الإمدادات، لكن مجموعات الإغاثة تقول إن من غير المرجّح أن يتم تمرير هذين المشروعين في الوقت المناسب لإيقاف عملية الحرق.
من جهتها، أوضحت وزارة الخارجية البلجيكية أنها تحاول التواصل مع السلطات الأمريكية "لبحث جميع الخيارات الممكنة لمنع التدمير، بما في ذلك النقل المؤقت".
وقالت "رويترز" إنها الخارجية شاركت معها بيانًا جاء فيه: "مع كامل الاحترام لشركائنا، لم يتم التوصل إلى حل بديل، لكن بلجيكا تواصل البحث بنشاط عن سبل لتجنّب هذه النتيجة المؤسفة."
وتابعت: "يجب ألا تكون الصحة الجنسية والإنجابية خاضعة للقيود الأيديولوجية." لا سيما أن وسائل منع الحمل الموجودة في المستودعات تبلغ قيمتها 9.7 ملايين دولار، وصلاحيتها تمتد بين أبريل 2027 وسبتمبر 2031.
في هذا السياق، أوضحت سارة شو، المديرة المساعدة للدفاع في منظمة MSI Reproductive Choices غير الربحية، لوكالة "رويترز"، أنها عرضت دفع تكاليف إعادة تعبئة الإمدادات بدون شعار الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID) وشحنها إلى البلدان المحتاجة، لكن العرض قوبل بالرفض.
وأضافت: "قيل لنا إن الحكومة الأمريكية ستبيع الإمدادات فقط بالسعر الكامل في السوق". دون أن توضح مقدار المبلغ الذي كانت المنظمة مستعدة لدفعه، واعتبرت أن الرفض يعود إلى "موقف إدارة ترامب المتشدد تجاه الإجهاض وتنظيم الأسرة".
وتابعت: "الواضح أن هذا الأمر ليس متعلقًا بتوفير المال، بل يبدو أشبه بهجوم أيديولوجي على الحقوق الإنجابية، وهو هجوم يؤذي النساء بالفعل".
كما أشارت إلى أن العديد من دول إفريقيا جنوب الصحراء تعتمد على الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID) في الحصول على وسائل منع الحمل، وحذرت من أن وقف المساعدات قد يؤدي إلى ارتفاع حالات الإجهاض غير الآمن.
وإلى جانب المنظمة غير الربحية، عرضت وكالة الأمم المتحدة لصحة الإنجاب والجنس (UNFPA) شراء وسائل منع الحمل بالكامل من الحكومة الأمريكية، حسبما أفادت ثلاثة مصادر، إلا أن "عدم استجابة السلطات الأمريكية كان كفيلًا بفشل المفاوضات".
ويرى أحد المصادر أن إدارة ترامب تصرّفت وفقًا لسياسة "مكسيكو سيتي"، وهي اتفاقية مناهضة للإجهاض أعاد الرئيس الأمريكي تفعيلها.
وتحظر هذه الاتفاقية على الحكومة الأمريكية تقديم مساهمات أو العمل مع منظمات تقدم تمويلًا أو إمدادات تتيح الوصول إلى خدمات الإجهاض.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


يورو نيوز
منذ 4 أيام
- يورو نيوز
إيطاليا: ألوان العلم الفلسطيني تكسو مقاعد البرلمان في احتجاج لنواب المعارضة
ارتدى النواب الألوان، وجلسوا في ترتيب يحاكي شكل العلم، فيما ألقى النائب ريكاردو ريتشياردي كلمة حادة تساءل خلالها عن سبب امتناع إيطاليا عن الاعتراف بدولة فلسطين، رغم أن "العالم بأسره تقريبًا" فعل ذلك، على حد قوله. وقال إنهم امتنعوا عن إحضار العلم نفسه، لعلمهم أنه سيتم إزالته، مضيفًا: "اليوم نرتديه على أجسادنا. لم يعد مجرد علم فلسطين، بل أصبح رمزًا عالميًا لكل من يناضل من أجل الإنسانية". واتهم ريتشياردي الحكومة بدعم إسرائيل سياسيًا واقتصاديًا، وبـ"مساندة أعظم مذبحة في هذا الجزء من القرن"، قائلاً إن ما يجري في غزة تجاوز وصف "الإبادة الجماعية": "لا توجد كلمة في القاموس تصف ما يحدث هناك"، واعتبر أن مجرد الشك في وقوع إبادة يجب أن يحرك الضمائر. رد الحكومة.. أرقام ومبادرات من جانبه، رد وزير العلاقات مع البرلمان الإيطالي، لوكا سيرياني، مؤكدًا انخراط إيطاليا في الجهود الدبلوماسية والإنسانية المتعلقة بغزة. وأعلن عن تخصيص نحو 5.45 مليون دولار لبرنامج الغذاء العالمي، إضافة إلى مشاركة بلاده في مهام إنزال جوي لإيصال الإمدادات، ضمن مبادرة "غذاء من أجل غزة" التي تستهدف أكثر من مليون مدني فلسطيني. كما أشار سيرياني إلى جهود طبية شملت إجلاء 150 طفلًا فلسطينيًا لتلقي العلاج في إيطاليا، واستقبال أكثر من ألف شخص من غزة عبر قنوات مختلفة، مع التحضير لاستقبال 50 آخرين، بينهم 20 طفلًا إضافيًا. أزمة إنسانية متفاقمة تقدّر التقارير أن نحو مليوني فلسطيني في غزة يواجهون صعوبات حادة في الحصول على الغذاء والمياه والدواء، فيما اقترب عدد الوفيات المؤكدة بسبب سوء التغذية من 200 حالة، نصفها تقريبًا بين الأطفال، مع تسجيل وفيات جديدة يوميًا. وبحسب وزارة الصحة في غزة، ارتفع عدد ضحايا سوء التغذية ممن وصلوا المستشفيات إلى 1,772، والجرحى إلى أكثر من 12,249. كما ارتفعت حصيلة الحرب الإسرائيلية إلى 61,330 قتيلا و152,359 جريحًا منذ السابع من أكتوبر 2023.


يورو نيوز
منذ 5 أيام
- يورو نيوز
آر إف كيه جونيور يسحب 500 مليون دولار من تمويل تطوير اللقاح
كشف وزير الصحة الأميركي روبرت كينيدي الابن، في بيان صدر الثلاثاء 5 آب/أغسطس، أن نحو عشرين مشروعًا سيتم إيقافها، وتبلغ القيمة الإجمالية لهذه المشاريع حوالي 500 مليون دولار (ما يعادل 432 مليون يورو). وتركز هذه المشاريع على تطوير لقاحات بتقنية الحمض النووي الريبي المرسال (mRNA). كينيدي ينتقد لقاحات mRNA ويطرح بدائل وفي مقطع فيديو نُشر عبر صفحاته على مواقع التواصل الاجتماعي، انتقد وزير الصحة الأميركي لقاحات mRNA، وشرح الأسباب التي دفعت الوزارة إلى إلغاء هذه المشاريع، التي تنفذها شركات أدوية كبرى من بينها فايزر وموديرنا. وقال كينيدي: "لاستبدال برامج الحمض النووي الريبي المرسال المضطربة، نحن نعطي الأولوية لتطوير استراتيجيات لقاحات أكثر أمانًا وأوسع نطاقًا، مثل لقاحات الفيروسات الكاملة والمنصات الجديدة التي لا تنهار عندما تتحور الفيروسات". انتقادات علمية وتحذيرات من خطورة القرار لكن هذا التوجه قوبل بانتقادات من خبراء الأمراض المعدية، الذين يؤكدون أن تقنية mRNA آمنة وفعالة. ويشيرون إلى أن تطوير هذه التقنية خلال إدارة الرئيس دونالد ترامب الأولى عام 2016 ساعد في التخفيف من حدة جائحة كوفيد-19 في عام 2020. كما يحذرون من أن التراجع عنها سيصعّب الاستجابة للأوبئة المستقبلية. وقال مايك أوسترهولم، خبير الأمراض المعدية في جامعة مينيسوتا: "لا أعتقد أنني رأيت قرارًا أكثر خطورة في مجال الصحة العامة خلال 50 عامًا من عملي في هذا المجال". وأوضح أن هذه التقنية توفّر قدرة سريعة على إنتاج اللقاحات، وهي ميزة حاسمة في حال ظهور جائحة جديدة تتطلب استجابة فورية. بدوره، وصف بول أوفيت، خبير اللقاحات في مستشفى الأطفال في فيلادلفيا، نهج كينيدي بأنه "قصر نظر"، مؤكدًا أن "لقاحات الحمض النووي الريبي المرسال أنقذت بالتأكيد ملايين الأرواح". آفاق أوسع لتقنية mRNA رغم التحوّل في السياسات تُعد اللقاحات التقليدية معتمدة على زراعة أجزاء من الفيروسات في بيض الدجاج أو في أحواض خلايا ضخمة، ثم تُنقّى تلك المواد لإنتاج اللقاح. أما تقنية mRNA فتبدأ من مقتطف من الشيفرة الجينية التي تحمل تعليمات لإنتاج البروتينات، حيث يختار العلماء البروتين المستهدف ويحقنون تلك التعليمات، مما يحفّز الجسم على إنتاج البروتين الكافي لتوليد استجابة مناعية – أي تصنيع اللقاح داخليًا. ولا تقتصر تطبيقات هذه التقنية على الأمراض المعدية، بل يجري استخدامها حاليًا في مجالات أوسع، من بينها علاجات السرطان، حيث يواصل الباحثون استكشاف إمكاناتها. وفي بيانها، أكدت وزارة الصحة أن الاستخدامات الأخرى لتقنية mRNA داخل الوزارة لن تتأثر بهذا القرار، مشيرة إلى أن المشاريع التي تم التخلي عنها تعكس "تحولًا في أولويات تطوير اللقاحات"، وأنها بصدد "الاستثمار في حلول أفضل". وفي تصريح أدلى به مساء الثلاثاء من أنكوراج، ألاسكا، أوضح وزير الصحة الأميركي أن الوزارة تعمل حاليًا على تطوير بدائل لتقنية mRNA، مشيرًا إلى أن الهدف هو التوصل إلى "لقاح عالمي" يحاكي "المناعة الطبيعية".


يورو نيوز
٠٥-٠٨-٢٠٢٥
- يورو نيوز
النساء والأطفال يدفعون الثمن الأكبر.. تقرير دولي يوثق تدهور الوضع الصحي في السودان
كشفت مجلة "ذا لانسيت" أن خدمات رعاية الأم والطفل في السودان تتعرض لانهيار متسارع، ما يخلّف آثارًا مدمرة بعيدة المدى. وأشارت إلى أن النساء والأطفال هم الأكثر تضررًا من الحرب: أكثر من 12 مليون نازح، نصفهم تقريبًا من الأطفال، كثير منهم يعانون من سوء تغذية حاد، أو يعيشون دون أسرهم، أو يحملون آثار صدمات نفسية قاسية. وأوضحت أن النساء الحوامل يُجبرن على الولادة في ظروف بدائية، من دون كوادر طبية مؤهلة أو أدوات معقمة، ومن دون إمكانية الوصول إلى رعاية طارئة. كما لفتت إلى أن العنف الجنسي في ازدياد، وسط توثيق تقارير حقوقية لاستخدام الاغتصاب بشكل ممنهج كسلاح حرب، حتى بحق طفلات لا تتجاوز أعمارهن السنة. أما الناجيات، فيواجهن عزلة اجتماعية وحرمان شبه كلي من خدمات الدعم النفسي. انهيار المرافق الصحية وتفشي الأوبئة منذ نيسان/ أبريل 2023، دخل السودان في عامه الثالث من حرب طاحنة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، ما أسفر عن مقتل أكثر من 150 ألف شخص وفق التقديرات. وباتت المنظومة الصحية هدفًا مباشرًا، إذ لم يبق سوى أقل من 30% من المرافق الصحية قيد العمل. المستشفيات تُنهب، تُقصف، أو تُستخدم كثكنات عسكرية. وفي النصف الأول من عام 2025، سُجّل 38 هجومًا استهدف مرافق طبية، سيارات إسعاف، وقوافل إغاثية، بحسب المجلة. كما تعرضت مستودعات الأدوية للنهب، بما في ذلك تلك التي تحتوي على علاجات للأطفال المصابين بسوء تغذية حاد. وفي غضون هذه الفوضى، تتفشى الكوليرا والملاريا والحصبة بسرعة، وقد سُجلت أكثر من 83 ألف إصابة بالكوليرا و2100 حالة وفاة. والجوع بدوره أيضًا يتفشى في السودان، حيث يُعاني 20 مليون شخص من انعدام حاد في الأمن الغذائي، بينهم 8.7 مليون في مراحل الطوارئ أو الكارثة بحسب التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي (IPC). "عجز دولي" تتهم "ذا لانسيت" المجتمع الدولي بتجاهل ما يجري في السودان، حيث تُقصف المستشفيات، ويُغتصب المدنيون، ويُهجّر السكان قسرًا في ما يشبه الإبادة الجماعية، بينما يبقى العالم صامتًا. وتقول إنّ خطة الأمم المتحدة للاستجابة الإنسانية للعام 2025 لم يُموَّل منها سوى 23% فقط من أصل 4.16 مليار دولار أمريكي، رغم الحاجة الماسة لنحو 26 مليون شخص. والجهات الإنسانية على الأرض تكافح لتقديم الرعاية في ظروف شبه مستحيلة، وسط شح كبير في التمويل. أما الولايات المتحدة، عبر الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID)، فقد شكّلت 44% من إجمالي التمويل الإنساني للسودان عام 2024. لكن الخفض الأمريكي في تمويل برامج الصحة العالمية ترك فجوات كبيرة في سلاسل الإمداد، ما أدى إلى تعليق العديد من المبادرات الحيوية. أما على مستوى العدالة، فلا تزال المحكمة الجنائية الدولية عاجزة عن التدخل الفعلي، مقيّدة بعرقلات سياسية تُبقي دورها هامشيًا في وجه مأساة إنسانية متصاعدة.