logo
مرونة نووية مشروطة من جانب طهران.. مؤشرات على تفاهم أمريكي- إيراني برعاية عمانية

مرونة نووية مشروطة من جانب طهران.. مؤشرات على تفاهم أمريكي- إيراني برعاية عمانية

البلاد السعوديةمنذ يوم واحد

البلاد – طهران
في خطوة تعكس تحولًا تكتيكيًا في الخطاب الإيراني تجاه الرقابة الدولية، ألمحت طهران إلى استعداد مشروط بالسماح لمفتشين أمريكيين بزيارة مواقعها النووية، في حال نجاح المفاوضات مع واشنطن.
وتفتح التصريحات الصادرة عن رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، محمد إسلامي، أمس (الأربعاء)، الباب أمام نقاش أوسع حول أفق المفاوضات الجارية، وطبيعة التنازلات التي قد تُقدمها طهران مقابل تخفيف الضغوط الدولية. من حيث الشكل، يحمل تصريح إسلامي مفارقة لافتة؛ إذ أشار إلى أن بلاده قد توافق على دخول مفتشين أمريكيين، رغم كون الولايات المتحدة دولة ليست صديقة حسب توصيفه، ما يكشف عن استعداد ضمني لتجاوز الخطوط الحمراء التقليدية إذا كانت المكاسب السياسية والاقتصادية المترتبة على اتفاق نووي مجددة كافية.
يأتي هذا التصريح بالتزامن مع ما كشفت عنه مصادر دبلوماسية أمريكية من دراسة واشنطن لمقترحات تفاهم مؤقت مع إيران، فقد أشارت تسريبات إلى أن المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف، الذي كان يرفض سابقًا صيغة الاتفاقات المؤقتة، بات الآن منفتحًا على تفاهم مرحلي يضع أساسًا لإعلان مبادئ قد يُفضي لاحقًا إلى اتفاق شامل.
هذا التحول يبدو مدفوعًا باعتبارات جيوسياسية تتعدى البرنامج النووي، لا سيما في ظل التوترات الإقليمية المتصاعدة، والحاجة إلى ضبط إيقاع المواجهة مع طهران في ملفات أخرى، من اليمن إلى العراق وسوريا.
ورغم ما تبدو عليه تصريحات إسلامي من مرونة، فإنها لا تخلو من خطاب تقني دفاعي، فقد شدد على أن نسبة التفتيش التي تخضع لها إيران تمثل '25% من عمليات التفتيش الدولية'، في محاولة لتأكيد الشفافية الإيرانية، لكنه في الوقت ذاته لم يبدِ أي تراجع عن المطلب الإيراني المركزي: الاحتفاظ بحق تخصيب اليورانيوم على الأراضي الإيرانية، وهو ما ترفضه واشنطن حتى الآن بشكل قاطع.
هذا التباين يعيد إلى الواجهة المعضلة الأساسية، التي أفشلت الاتفاق النووي السابق (JCPOA)، وتهدد بتقويض أي تفاهم جديد: الضمانات طويلة الأجل مقابل المرونة القصيرة الأمد.
لا يُتوقع أن يمر هذا التحول دون اعتراض، فإسرائيل التي ترى في البرنامج النووي الإيراني تهديدًا وجوديًا، لا تزال تعارض أي اتفاق لا يتضمن تفكيكًا شاملًا للبنية النووية الإيرانية، كما أن طيفًا واسعًا من المشرعين الجمهوريين في الكونغرس الأميركي، سيرفض أي تفاهم يخفف الضغط دون تنازلات جوهرية من طهران.
اللافت أن المفاوضات الحالية تجري برعاية سلطنة عُمان، التي حافظت على علاقات متوازنة مع كل من طهران وواشنطن. وقد انعقدت خمس جولات حتى الآن، وُصفت بالإيجابية، لكن دون اختراق حاسم. ومع استمرار الخلاف حول التخصيب، يبدو أن أفضل ما يمكن تحقيقه على المدى القريب هو تفاهم مرحلي يؤسس لاستقرار نسبي، دون ضمانات طويلة المدى.
تصريحات إسلامي تمثل مؤشرًا على رغبة إيرانية في تقديم مرونة محسوبة ضمن معادلة تفاوضية لا تزال معقدة. الولايات المتحدة، من جهتها، قد تقبل بهذه الإشارات إذا ما أُدرجت في إطار تفاهم أوسع يُجمّد التصعيد النووي مؤقتًا، خصوصًا مع اقتراب موسم الانتخابات الرئاسية الأميركية، والحاجة إلى استقرار نسبي في الشرق الأوسط. لكن الطريق نحو اتفاق شامل لا يزال مليئًا بالعقبات السياسية، والأمنية، والرمزية.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

إيلون ماسك يؤكد خروجه من إدارة ترامب الأميركية…
إيلون ماسك يؤكد خروجه من إدارة ترامب الأميركية…

الناس نيوز

timeمنذ 2 ساعات

  • الناس نيوز

إيلون ماسك يؤكد خروجه من إدارة ترامب الأميركية…

واشنطن وكالات – الناس نيوز :: أكّد الملياردير إيلون ماسك تنحيه من منصبه في إدارة دونالد ترامب حيث قاد طوال أشهر وزارة أطلق عليها اسم 'هيئة الكفاءة الحكومية' بهدف خفض الإنفاق الفدرالي، وذلك بعد انتقاده مشروع قانون طرحته إدارة الرئيس الجمهوري ويتم إقراره في الكونغرس حاليا. وماسك الذي كان دائما إلى جانب ترامب قبل أن ينسحب للتركيز على أعماله في سبايس إكس وتيسلا، اشتكى كذلك من أنّ هيئة الكفاءة الحكومية أصبحت 'كبش فداء' بسبب الخلاف بينها وبين الإدارة. وكتب ماسك على منصته إكس أنّه 'مع انتهاء فترة عملي كموظف حكومي خاص، أود أن أشكر الرئيس دونالد ترامب على فرصة الحد من الإسراف في الإنفاق' مضيفا أنّ 'مهمة هيئة الكفاءة الحكومية ستتعزز بمرور الوقت، إذ ستصبح أسلوب حياة في كل الحكومة'. لكنّ نبرته كانت مختلفة تماما وأكثر مرارة في مقابلة أجرته معه محطة 'سي بي إس نيوز' بُثّت مقتطفات منها مساء الثلاثاء على أن تبثّ كاملة الأحد. وقال ماسك خلالها 'بصراحة، لقد شعرت بخيبة أمل لرؤية مشروع قانون الإنفاق الضخم الذي يزيد عجز الموازنة ويُقوّض العمل الذي يقوم به فريق هيئة الكفاءة الحكومية'. ومشروع القانون الذي ينتقده ماسك أقرّه مجلس النواب الأميركي الأسبوع الماضي وانتقل الآن إلى مجلس الشيوخ، وهو يقدّم إعفاءات ضريبية واسعة النطاق وتخفيضات في الإنفاق. لكنّ منتقدي هذا النصّ الذي وصفه ترامب ب'الكبير والجميل' يحذّرون من أنه سيؤدّي إلى تقليص الرعاية الصحية وزيادة العجز الوطني بما يصل إلى 4 تريليونات دولار على مدى عقد. وسعى البيت الأبيض إلى التقليل من شأن أي خلافات بين الرئيس الجمهوري ومالك تيسلا حول الإنفاق الحكومي، لكن من دون أن يسمّي ماسك مباشرة. 'كبير' أو 'جميل' وأضاف ماسك في المقابلة 'أظن أن قانونا ما يمكن أن يكون كبيرا أو جميلا. لكني لا أعلم إن كان بإمكانه أن يكون الاثنين معا'. ويمثل هذا التعليق أول شرخ علني في تحالف سياسي استثنائي بدأ خلال حملة ترامب الرئاسية التي مولها إيلون ماسك بسخاء وعُزِّز خلال البداية العاصفة للولاية الثانية للجمهوري. ولم يفترق ماسك وترامب البتة في الأيام والأسابيع التي أعقبت تنصيب الرئيس الجمهوري في 20 كانون الثاني/يناير: في المكتب البيضوي، في الطائرة الرئاسية، في اجتماعات مجلس الوزراء… وكان إيلون ماسك حاضرا دائما بملابسه السوداء المعتادة إلى جانب ترامب في المكتب البيضوي عند إعلان الأخير قراراته المرتبطة بخفض الانفاق مثل خفض المساعدات الدولية وإغلاق وكالات فدرالية والفصل الجماعي لموظفين مدنيين. خلافات لكن مقالات صحافية أشارت إلى وجود خلافات بين ماسك ووزراء شعروا بالاستياء من أساليبه التي اعتبرت قاسية، وموقفه الذي اعتبر فظّا. وكانت مهمته منذ البداية موقتة، إذ كان منصبه 'موظفا حكوميا خاصا' محدودا بـ130 يوما. وقد أثار تدخله في الشؤون الفدرالية الكثير من التساؤلات حول تضارب المصالح، بسبب العقود الكبيرة المبرمة بين الإدارة الأميركية وشركاته، فضلا عن التنظيمات المحتملة التي من شأنها أن تؤثر على القطاعات التي ينشط فيها. وفي نهاية نيسان/أبريل، أعلن إيلون ماسك أنه سيتنحى عن منصبه للتركيز بشكل أكبر على أعماله، خصوصا شركة تيسلا التي تراجعت مبيعاتها بشكل حاد بعدما أصبح رئيسها أحد أكثر الشخصيات المثيرة للجدل في العالم. والسبت، وبعد عطل لفترة قصيرة في شبكة إكس التي يملكها أيضا كتب ماسك 'عدت إلى تمضية 24 ساعة في اليوم، 7 أيام في الأسبوع، والنوم في غرف المؤتمرات/الخوادم/المصنع'.

بعد الحكم القضائي... ما البدائل القانونية المتاحة لترمب لمواصلة فرض الرسوم؟
بعد الحكم القضائي... ما البدائل القانونية المتاحة لترمب لمواصلة فرض الرسوم؟

الشرق الأوسط

timeمنذ 13 ساعات

  • الشرق الأوسط

بعد الحكم القضائي... ما البدائل القانونية المتاحة لترمب لمواصلة فرض الرسوم؟

قضت محكمة تجارية أميركية، الأربعاء، بإلغاء معظم الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس دونالد ترمب، عادّة أن الأخير تجاوز صلاحياته بفرض رسوم جمركية شاملة على واردات شركاء الولايات المتحدة التجاريين. وفيما يلي تفاصيل الحكم وملخص لقوانين أخرى قد يلجأ إليها ترمب لمواصلة تنفيذ سياسته التجارية، وفقاً لتحليلات خبراء من «غولدمان ساكس»، و«دويتشه بنك»، و«بانمور ليبيرم»: ألغت محكمة التجارة الدولية، بشكل فوري، جميع أوامر ترمب المتعلقة بالرسوم الجمركية التي استندت إلى قانون الصلاحيات الاقتصادية الطارئة الدولية (IEEPA)، وهو قانون يهدف إلى التصدي لتهديدات «غير عادية واستثنائية» خلال حالات الطوارئ الوطنية. وأشارت المحكمة إلى أن الدستور يمنح الكونغرس السلطة الحصرية لتنظيم التجارة مع الدول الأجنبية. قوانين أخرى محتملة: تعد من أسرع الخيارات المتاحة للرئيس، حيث يمكن للإدارة استبدال الرسوم الجمركية الشاملة بنسبة 10 في المائة بواسطة رسوم تصل حتى 15 في المائة بموجب المادة 122 من قانون التجارة. وتستمر هذه الرسوم لمدة تصل إلى ستة أشهر، بعدها يتطلب تمديدها موافقة الكونغرس. يخول هذا القانون الرئيس معالجة عجز ميزان المدفوعات أو منع انخفاض كبير ووشيك في قيمة الدولار، دون الحاجة إلى تحقيقات أو إجراءات رسمية، ما يسمح بتنفيذ الرسوم خلال أيام إذا اقتضت الضرورة. يمكن لمكتب الممثل التجاري الأميركي إجراء تحقيقات بموجب المادة 301 بشأن الممارسات التجارية غير العادلة لشركاء تجاريين رئيسيين، ما يمهد الطريق لفرض رسوم جمركية لاحقاً. لكن هذا الخيار يتطلب تحقيقاً عاماً وتعليقاً لمدة قد تستغرق أشهراً، ولا يوجد حد أقصى لمستوى أو مدة الرسوم. وخلال ولايته الأولى، استخدم ترمب هذه المادة لفرض رسوم جمركية تصل إلى 25 في المائة على واردات صينية بقيمة 370 مليار دولار في 2018 و2019 ما أشعل حرباً تجارية استمرت نحو ثلاث سنوات مع الصين. سبق لترمب أن استخدم المادة 232 لأسباب أمنية لفرض رسوم على الصلب والألمنيوم والسيارات، كما بدأ تحقيقات في واردات الأدوية وأشباه الموصلات ضمن محاولته فرض رسوم على هذين القطاعين. ويحتمل توسيع نطاق استخدامها ليشمل قطاعات أخرى، إلا أن هذا الخيار يحتاج إلى تعليق عام ومدة قد تصل إلى عدة أشهر. ويرى محللو «غولدمان ساكس» أن تركيز البيت الأبيض على الرسوم الجمركية القطاعية قد يزداد إذا تضاءلت المرونة تجاه الرسوم المفروضة على الدول. قد يعيد ترمب النظر في هذا القانون، الذي نُسي لعقود، والذي يتيح فرض رسوم تصل إلى 50 في المائة على واردات من دول يُثبت أنها تمارس تمييزاً ضد التجارة الأميركية. تشبه هذه الصلاحية المادة 301 لكنها تقيد حجم الرسوم. وأشار محللو «غولدمان ساكس» إلى أن هذا القانون لا يتطلب تحقيقاً رسمياً، ما يجعله خياراً سريعاً نسبياً.

إسرائيل تقبل مقترح ويتكوف الجديد في شأن غزة و"حماس" تدرسه
إسرائيل تقبل مقترح ويتكوف الجديد في شأن غزة و"حماس" تدرسه

Independent عربية

timeمنذ 14 ساعات

  • Independent عربية

إسرائيل تقبل مقترح ويتكوف الجديد في شأن غزة و"حماس" تدرسه

أبلغ رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو اليوم الخميس عائلات الرهائن بقبول إسرائيل اقتراح وقف إطلاق النار الجديد في غزة الذي قدمه مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف. وأعلنت حركة "حماس" اليوم تسلمها مقترح الموفد الأميركي ستيف ويتكوف الجديد لوقف إطلاق النار في قطاع غزة. وقالت الحركة في بيان مقتضب عبر منصة "تيليغرام"، إنها تسلمت هذا المقترح من الوسطاء، مضيفة أنها "تقوم بدرسه بمسؤولية وبما يحقق مصالح شعبنا وإغاثته وتحقيق وقف إطلاق النار الدائم في القطاع". 44 قتيلا منذ الفجر أعلن الدفاع المدني في غزة اليوم الخميس مقتل 44 شخصاً في غارات إسرائيلية منذ الفجر على مناطق متفرقة من القطاع المحاصر، الذي دمرته الحرب المستمرة منذ أكثر من 600 يوم. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وقال مدير الإمداد الطبي في الدفاع المدني محمد المغير في بيان إنه جرى نقل 44 قتيلاً جراء غارات اسرائيلية منذ فجر اليوم على قطاع غزة، وأشار البيان إلى وقوع 23 قتيلاً وإصابات وعدد من المفقودين جراء قصف إسرائيلي استهدف منزلاً لعائلة القريناوي شرق مخيم البريج في وسط القطاع. تفاصيل المقترح في سياق منفصل نقلت قناة "العربية" عن مصادر قولها إن مقترح المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف في شأن وقف إطلاق النار في غزة لمدة 60 يوماً يتضمن إطلاق "حماس" سراح 10 أسرى إسرائيليين وتسليم 18 جثماناً، نصفهم في اليوم الأول، في مقابل الإفراج عن 125 من المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية والمحكومين بالسجن المؤبد. وفي وقت سابق أمس الأربعاء، قال ويتكوف "نحن على وشك إرسال ورقة شروط جديدة نأمل تسليمها في وقت لاحق اليوم"، مضيفاً "سيراجعها الرئيس، لدي شعور إيجابي جداً بالتوصل إلى حل طويل الأمد، ووقف موقت لإطلاق النار، وحل سلمي طويل الأمد لهذا الصراع". وكان موقع "أكسيوس" الأميركي نقل عن ثلاثة مصادر أن البيت الأبيض متفائل بالاقتراح الأميركي الجديد، الذي يمكن أن يساعد في سد الفجوات المتبقية بين إسرائيل و"حماس". وقال مصدر أميركي إنه في حال بادر كل طرف بتقديم تنازلات، فقد يتم التوصل إلى اتفاق خلال أيام. من جهتها، قالت "حماس" أمس إنها اتفقت مع ويتكوف على إطار عمل لوقف دائم لإطلاق النار، يشمل الانسحاب الإسرائيلي من القطاع وتدفق المساعدات الإنسانية وإطلاق سراح 10 أسرى وعدد من الجثامين في مقابل تحرير معتقلين فلسطينيين.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store