logo
العالم يسجل درجات حرارة قياسية في شهر يوليو

العالم يسجل درجات حرارة قياسية في شهر يوليو

الجزيرةمنذ 11 ساعات
أفاد مرصد كوبرنيكوس الأوروبي للمناخ والمنظمة العالمية للأرصاد الجوية، أن تموز/يوليو 2025، كان ثالث أحر شهور يوليو/تموز تم تسجيله على الإطلاق، بعد عامي 2023 و2024، حيث سجلت درجات حرارة قياسية في معظم أنحاء العالم، تسببت أحيانا في حرائق هائلة.
وبحسب التقرير الشهري للمرصد، بلغ متوسط درجة حرارة الهواء السطحي العالمية في يوليو/تموز، 16.68 درجة مئوية، أي أقل بـ0.27 درجة مئوية فقط عن يوليو/تموز عام 2023، الذي يعد الأشد حرارة على الإطلاق.
كما جاء أقل بـ 0.23 درجة مئوية عن يوليو/تموز من العام الماضي، ورغم ذلك بقي أعلى بـ 1.25 درجة مئوية عن المستوى المقدر لفترة ما قبل الثورة الصناعية بين عامي (1850-1900).
وامتدت موجات الحر عبر القارات، ففي أوروبا بلغ متوسط درجات الحرارة على اليابسة 21.12 درجة مئوية في الشهر الماضي، مما جعله رابع أكثر شهر يوليو/تموز حرارة في القارة منذ بدء تسجيل درجات الحرارة.
وأثرت موجات الحر خاصة على السويد وفنلندا، اللتين شهدتا فترات طويلة بشكل غير عادي من درجات حرارة تزيد عن 30 درجة مئوية، وكذلك في إسبانيا وفرنسا والبرتغال، حسب المنظمة العالمية للأرصاد الجوية.
كما واجه جنوب شرقي أوروبا موجات حر وحرائق غابات، حيث سجلت تركيا رقما قياسيا جديدا في درجات الحرارة بلغ 50.5 درجة مئوية.
وشهدت أجزاء من جنوب غربي إيران وشرق العراق درجات حرارة شديدة خاصة فوق 50 درجة مئوية، مما أدى إلى تعطيل إمدادات الكهرباء والمياه والتعليم والعمل.
وحُطمت أرقام قياسية لدرجات الحرارة في محطات عبر أجزاء من الصين، التي تواجه في الوقت نفسه فيضانات أودت بأكثر من 60 شخصا. وفي اليابان، سُجل رقم قياسي وطني جديد بلغ 41.8 درجة مئوية في 5 آب/أغسطس.
كما تجاوزت درجات الحرارة 42 درجة مئوية جنوب غربي الولايات المتحدة، ومعظم أنحاء شمال أفريقيا، وجنوب باكستان، حيث تجاوزت بعض المناطق 45 درجة مئوية، حسب المنظمة العالمية للأرصاد الجوية.
تجاوز النقاط الحرجة
وخلال العام الماضي بالكامل، كانت درجات الحرارة أعلى بـ 1.53 درجة مئوية مقارنة بالمستوى ما قبل الصناعي، وهو ما يتجاوز الحد الحرج البالغ 1.5 درجة الذي أُقرّ في قمة المناخ عام 2015 ضمن اتفاق باريس للمناخ والمعروف بـ"كوب 21″ (COP21)
ونصّ الاتفاق الذي اعتبر تاريخيا لخفض غازات الدفيئة على ضرورة الحد من الاحترار العالمي إلى أقل من 1.5 درجة أو دون 2 درجة مئوية بحلول نهاية القرن.
ويحذر الخبراء من أن تجاوز هذا الحد بشكل دائم، إذا استمر عقودا متتالية، يعني تخطي نقاط تحول مناخي حرجة في أنظمة الأرض، ما يؤدي إلى عواقب كارثية لا يمكن عكسها.
وغالبا ما يكون شهر يوليو/تموز الأكثر سخونة في العام في أجزاء كثيرة من نصف الكرة الشمالي، وذلك لأسباب، أولها الانقلاب الصيفي، حيث يميل عندها نصف الكرة الشمالي مباشرة نحو الشمس، وينتج عن ذلك أقصى قدر من التعرض للشمس.
كما تكون الكتل الهوائية السائدة في نصف الكرة الشمالي في شهر يوليو/تموز دافئة عادة، مما يولد أنظمة ضغط جوي عالٍ تسمح بفترات طويلة من الطقس المشمس، كما أن الرطوبة المرتفعة في شهر يوليو/تموز تؤدي إلى ارتفاع درجات الحرارة لأن بخار الماء في الهواء يحبس الحرارة.
لكن زيادة معدل درجات الحرارة يعود بالأساس حسب العلماء إلى زيادة استخدام البشر للوقود الأحفوري الذي ينفث كمية هائلة من ثاني أكسيد الكربون، بما يسبب حدوث الاحتباس الحراري.
وقال كارلو بونتمبو، مدير خدمة كوبرنيكوس الأوروبية لتغير المناخ: "انتهت سلسلة الأرقام القياسية مؤقتا، لكن هذا لا يعني أن التغير المناخي توقف، لقد شهدنا تأثيرات عالم دافئ في شكل موجات حر شديدة وفيضانات كارثية خلال يوليو/تموز".
ودعا بونتمبو إلى مزيد من الاستعداد، محذرا من أنه بدون الاستقرار السريع لتركيزات غازات الدفيئة في الغلاف الجوي ينبغي توقع تسجيل مستويات قياسية جديدة لدرجات الحرارة وتفاقم تأثيرات تغير المناخ.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

العالم يسجل درجات حرارة قياسية في شهر يوليو
العالم يسجل درجات حرارة قياسية في شهر يوليو

الجزيرة

timeمنذ 11 ساعات

  • الجزيرة

العالم يسجل درجات حرارة قياسية في شهر يوليو

أفاد مرصد كوبرنيكوس الأوروبي للمناخ والمنظمة العالمية للأرصاد الجوية، أن تموز/يوليو 2025، كان ثالث أحر شهور يوليو/تموز تم تسجيله على الإطلاق، بعد عامي 2023 و2024، حيث سجلت درجات حرارة قياسية في معظم أنحاء العالم، تسببت أحيانا في حرائق هائلة. وبحسب التقرير الشهري للمرصد، بلغ متوسط درجة حرارة الهواء السطحي العالمية في يوليو/تموز، 16.68 درجة مئوية، أي أقل بـ0.27 درجة مئوية فقط عن يوليو/تموز عام 2023، الذي يعد الأشد حرارة على الإطلاق. كما جاء أقل بـ 0.23 درجة مئوية عن يوليو/تموز من العام الماضي، ورغم ذلك بقي أعلى بـ 1.25 درجة مئوية عن المستوى المقدر لفترة ما قبل الثورة الصناعية بين عامي (1850-1900). وامتدت موجات الحر عبر القارات، ففي أوروبا بلغ متوسط درجات الحرارة على اليابسة 21.12 درجة مئوية في الشهر الماضي، مما جعله رابع أكثر شهر يوليو/تموز حرارة في القارة منذ بدء تسجيل درجات الحرارة. وأثرت موجات الحر خاصة على السويد وفنلندا، اللتين شهدتا فترات طويلة بشكل غير عادي من درجات حرارة تزيد عن 30 درجة مئوية، وكذلك في إسبانيا وفرنسا والبرتغال، حسب المنظمة العالمية للأرصاد الجوية. كما واجه جنوب شرقي أوروبا موجات حر وحرائق غابات، حيث سجلت تركيا رقما قياسيا جديدا في درجات الحرارة بلغ 50.5 درجة مئوية. وشهدت أجزاء من جنوب غربي إيران وشرق العراق درجات حرارة شديدة خاصة فوق 50 درجة مئوية، مما أدى إلى تعطيل إمدادات الكهرباء والمياه والتعليم والعمل. وحُطمت أرقام قياسية لدرجات الحرارة في محطات عبر أجزاء من الصين، التي تواجه في الوقت نفسه فيضانات أودت بأكثر من 60 شخصا. وفي اليابان، سُجل رقم قياسي وطني جديد بلغ 41.8 درجة مئوية في 5 آب/أغسطس. كما تجاوزت درجات الحرارة 42 درجة مئوية جنوب غربي الولايات المتحدة، ومعظم أنحاء شمال أفريقيا، وجنوب باكستان، حيث تجاوزت بعض المناطق 45 درجة مئوية، حسب المنظمة العالمية للأرصاد الجوية. تجاوز النقاط الحرجة وخلال العام الماضي بالكامل، كانت درجات الحرارة أعلى بـ 1.53 درجة مئوية مقارنة بالمستوى ما قبل الصناعي، وهو ما يتجاوز الحد الحرج البالغ 1.5 درجة الذي أُقرّ في قمة المناخ عام 2015 ضمن اتفاق باريس للمناخ والمعروف بـ"كوب 21″ (COP21) ونصّ الاتفاق الذي اعتبر تاريخيا لخفض غازات الدفيئة على ضرورة الحد من الاحترار العالمي إلى أقل من 1.5 درجة أو دون 2 درجة مئوية بحلول نهاية القرن. ويحذر الخبراء من أن تجاوز هذا الحد بشكل دائم، إذا استمر عقودا متتالية، يعني تخطي نقاط تحول مناخي حرجة في أنظمة الأرض، ما يؤدي إلى عواقب كارثية لا يمكن عكسها. وغالبا ما يكون شهر يوليو/تموز الأكثر سخونة في العام في أجزاء كثيرة من نصف الكرة الشمالي، وذلك لأسباب، أولها الانقلاب الصيفي، حيث يميل عندها نصف الكرة الشمالي مباشرة نحو الشمس، وينتج عن ذلك أقصى قدر من التعرض للشمس. كما تكون الكتل الهوائية السائدة في نصف الكرة الشمالي في شهر يوليو/تموز دافئة عادة، مما يولد أنظمة ضغط جوي عالٍ تسمح بفترات طويلة من الطقس المشمس، كما أن الرطوبة المرتفعة في شهر يوليو/تموز تؤدي إلى ارتفاع درجات الحرارة لأن بخار الماء في الهواء يحبس الحرارة. لكن زيادة معدل درجات الحرارة يعود بالأساس حسب العلماء إلى زيادة استخدام البشر للوقود الأحفوري الذي ينفث كمية هائلة من ثاني أكسيد الكربون، بما يسبب حدوث الاحتباس الحراري. وقال كارلو بونتمبو، مدير خدمة كوبرنيكوس الأوروبية لتغير المناخ: "انتهت سلسلة الأرقام القياسية مؤقتا، لكن هذا لا يعني أن التغير المناخي توقف، لقد شهدنا تأثيرات عالم دافئ في شكل موجات حر شديدة وفيضانات كارثية خلال يوليو/تموز". ودعا بونتمبو إلى مزيد من الاستعداد، محذرا من أنه بدون الاستقرار السريع لتركيزات غازات الدفيئة في الغلاف الجوي ينبغي توقع تسجيل مستويات قياسية جديدة لدرجات الحرارة وتفاقم تأثيرات تغير المناخ.

رحلة إلى ثقب أسود.. الصين تعتقد أن هذا الحلم ممكن
رحلة إلى ثقب أسود.. الصين تعتقد أن هذا الحلم ممكن

الجزيرة

timeمنذ 16 ساعات

  • الجزيرة

رحلة إلى ثقب أسود.. الصين تعتقد أن هذا الحلم ممكن

في لحظة يذوب فيها الفاصل بين الواقع والخيال تقترح دراسة حديثة نُشرت في دورية "آي ساينس" مهمة بين النجوم، لاكتشاف ومعاينة أحد أقرب الثقوب السوداء إلى كوكبنا. قد يبدو الأمر مجرد فرضية من وحي باحث في نطاق الفيزياء الفلكية، لكن بحسب الدراسة -التي قادها علماء من جامعة فودان الصينية- فإن الأمر ممكن. وتهدف هذه المهمة إلى إرسال مسبار فضائي صغير إلى ثقب أسود قريب، ربما يبعد عنا 20 إلى 25 سنة ضوئية فقط، لتحليل طبيعة الجاذبية في أقوى حالاتها، واختبار صحة تنبؤات النظرية النسبية العامة لأينشتاين في بيئة يصعب تكرارها أو فهمها من الأرض. ويقول كوزيمو بامبي أستاذ الفيزياء النظرية بالجامعة في تصريحات حصرية للجزيرة نت "إذا وُجد ثقب أسود على هذا القرب فإن المسألة فقط مسألة وقت قبل أن نرسل مسبارا لدراسته، والمعلومات التي سنحصل عليها ستكون ثمينة للغاية، وقد يستحيل الحصول عليها بوسائل أخرى". أينشتاين وكرة الفراء تخيل الكون نسيجا يجمع بين المكان والزمان كأنه ملاءة سرير مطاطية، إذا وضعت كرة بولينغ ثقيلة جدا على الملاءة فستغوص في المنتصف وتُحدث انحناء عميقا. يرى أينشتاين أن الثقب الأسود هو بمثابة كرة البولينغ في هذه الملاءة، أو بالأحرى نقطة من شدة الثقل والجاذبية لا تستطيع أي كرة توضع على الملاءة الهروب منها وستسقط إليها بسبب انحناء حواف الملاءة للأسفل نحو كرة البولينغ أو نحو الثقب الأسود. بما أننا نتحدث عن الكون فالملاءة إذن كبيرة جدا، وليس كل كوكب أو نجم أو كرة توضع على الملاءة الكونية قريبة بما يكفي من الانحناء الذي تسببه كرة البولينغ أو الثقب الأسود لتسقط. هناك حد يُسمى أفق الحدث، وهو بمثابة "باب بلا عودة" إذا تخطاه أي شيء يسقط في الثقب الأسود ويختفي إلى الأبد ولا يمكن رؤيته أو تتبع أثره، وهذا هو ما يتصوره أينشتاين كتفسير للثقب الأسود. ونظرية أينشتاين ليست النظرية الوحيدة لتفسير الثقوب السوداء، فهناك نظرية "كرة الفراء"، وهي جزء من نظرية الأوتار، وتقترح أن الثقب الأسود ليس "ثقبا" حقيقيا، بل هو جسم معقد جدا، هو نوع ما مثل كرة من الخيوط المتشابكة والمضغوطة بإحكام، وهذه الخيوط تمثل المعلومات والطاقة التي تكونت عندما انهارت النجوم. وبدلا من وجود "أفق حدث" يخفي كل شيء إلى الأبد تقول نظرية "كرة الفراء" إن السطح الخارجي للثقب الأسود نفسه يتكون من هذه الخيوط، وكل ما يسقط عليه لا يختفي، بل يتفاعل مع هذا السطح. نحن أمام نماذج نظرية يصعب الجزم بصحة أحدها، ويشير بامبي إلى أن القياسات عالية الجودة -سواء للموجات الثقالية أو الطيف الكهرومغناطيسي- تعتمد أيضا على نماذج نظرية لفك شفرتها، وهذه النماذج تصبح معقدة للغاية عندما يكون مصدر الإشارة محاطا ببيئة فلكية غير معروفة. ولذلك، فإن إرسال مسبار إلى ثقب أسود معزول سيكون خطوة ثورية، ويقول "يمكننا حينها دراسة نظام أبسط بكثير، وتكون القياسات أقل تأثرا بالعوامل البيئية". نظرية النسبية العامة لأينشتاين هي إطارنا الحالي (النظرية التي نستخدمها) لوصف التفاعلات التجاذبية وبنية الزمكان، وطُرحت هذه النظرية أواخر عام 1915، وخلال الـ110 سنوات الماضية اجتازت عددا كبيرا من الاختبارات الرصدية والتجريبية دون الحاجة إلى أي تعديل على نسختها الأصلية. يقول بامبي "إن الاكتشاف المحتمل لثقب أسود فلكي ليس الجسم الذي تنبأت به نظرية أينشتاين، بل إنه على سبيل المثال مشابه للجسم الذي تنبأ به نموذج (كرة الفراء)، سيتطلب مراجعة فهمنا الحالي للجاذبية والزمكان، يرتبط هذان الأخيران ارتباطا وثيقا بأسئلة أساسية وفلسفية مثل أصل وطبيعة كوننا". وتعد التلسكوبات الأرضية ومراصد الموجات الثقالية من أكثر أدوات البشرية تقدما في استكشاف الكون، ومع ذلك يوضح بامبي أن هذه الوسائل تواجه حدودا جوهرية، فيقول "النقطة الجوهرية هي أن الأمر لا يتعلق فقط ببناء تلسكوبات قوية أو مراصد موجات ثقالية لمعرفة المزيد عن الثقوب السوداء، فبدون نماذج نظرية متقدمة تصبح البيانات التي نحصل عليها عديمة الجدوى تقريبا". إن أقرب ثقب أسود مكتشف حتى اللحظة هو "جايا بي إتش 1″، ويقع على بعد 1560 سنة ضوئية، ومع ذلك يعتقد الباحث أن احتمال وجود ثقب أسود قريب لا يتجاوز 25 سنة ضوئية هو احتمال حقيقي ويمكن البناء عليه. ويشرح بامبي "النماذج الحالية لتطور النجوم في مجرتنا تتنبأ بوجود ما بين 100 مليون إلى مليار ثقب أسود ناتج عن انهيار النجوم"، مضيفا "وإذا كنا متفائلين يمكننا أن نستنتج أن أقرب ثقب أسود ربما يكون على بعد أقل من 20 سنة ضوئية منا". وعلى الرغم من أن هذه التقديرات ليست يقينية فإن بامبي يقول بتفاؤل "لا يمكنني الجزم بالطبع، لكنها استنتاجات معقولة، وأتوقع في غضون 10 سنوات تقريبا، إما أن نكتشف ثقبا أسود بهذا القرب أو نستنتج عدم وجوده، ونحن نعمل على هذا بالفعل". السفر بين النجوم أحد التحديات الكبرى هو طريقة الوصول إلى هذا الثقب الأسود، إن التكنولوجيا التقليدية مثل الصواريخ الكيميائية أو الدفع النووي وغيرها من التقنيات المستخدمة غير مناسبة لمثل هذه الرحلة. ويشير بامبي إلى تقنية واعدة، ويقول "اليوم، تعد المركبات النانوية المدفوعة بأشعة ليزر قوية من الأرض الخيار الواعد"، مضيفا "وهناك مجتمع كبير يعمل على تطوير هذه التقنية". تتكون هذه "المركبات النانوية" من شريحة بوزن غرام واحد مزودة بكافة المعدات العلمية مثبتة على شراع خفيف يعكس أشعة الليزر لتوفير الدفع، قد تصل سرعة مركبة مشابهة إلى ثلث سرعة الضوء، ثم تصل إلى ثقب أسود قريب في غضون 60-70 سنة. ومن بين أهم أهداف المهمة هو التحقق من وجود "أفق الحدث"، وهو الحد الذي لا يمكن عنده لأي شيء الفكاك من جاذبية الثقب الأسود ولا حتى الضوء، ووفقا للنظرية النسبية فإن أي جسم يقترب من أفق الحدث سيظهر للمراقب الخارجي وكأنه يتباطأ تدريجيا حتى تختفي. التجربة التي يقترحها الباحث مبنية على تلك الفكرة تحديدا، يشرح بامبي "إذا تلاشت إشارة المسبار تدريجيا كما تتنبأ نظرية أينشتاين فهذا يدعم صحة النظرية، أما إذا توقفت فجأة كما تقترح بعض النماذج البديلة كنموذج (كرة الفراء) فسيكون لذلك تأثير هائل على فهمنا للجاذبية والكون". لكنه تصور لا يخلو من التحديات التقنية، ورغم التحديات فإن بامبي يعتقد "لا شيء يبدو مستحيلا من الناحية التقنية، فقط نحتاج إلى أن يحالفنا الحظ بوجود ثقب أسود قريب بما فيه الكفاية". ثمن باهظ قد يكلف بناء مصفوفة الليزر اللازمة لتسريع هذه المركبة النانوية نحو تريليون يورو بالتكنولوجيا الحالية، لكن بامبي يشير إلى أن تكلفة هذه التكنولوجيا تتناقص بسرعة، فخلال 30 عاما قد تصل إلى مليار يورو، وهو ما يعادل تكلفة بعثات فضائية كبيرة اليوم. أما عن مدة المهمة الكاملة من الإطلاق وحتى تلقي البيانات أي بعض الوصول وإرسال البيانات للعودة فقد تمتد إلى 80 أو حتى 100 عام، أي أن معظم العاملين على المشروع لن يكونوا أحياء عند نهايته. ويجيب بامبي "أعلم أن هذا قد يبدو محبطا، لكن هذه ليست المرة الأولى، مشروع (ليزا) لرصد الموجات الثقالية -على سبيل المثال- بدأ اقتراحه في السبعينيات ولن يطلق قبل عام 2035". ويضيف "نحن بحاجة لرؤية طويلة المدى، وعلينا أن نفكر فيما يجب فعله من أجل تقدم البشرية، لا في مصالحنا الشخصية فقط". إذا نجحت هذه المهمة فستكون الأولى التي تمكّن العلماء من إجراء قياسات مباشرة في أقوى حقل جاذبية معروف، مما يمكّنهم من اختبار النظرية النسبية بدقة غير مسبوقة، وربما يقود إلى اكتشاف فيزياء جديدة تتجاوز نظرية أينشتاين للمرة الأولى. يقول بامبي "اكتشاف أن الثقب الأسود لا يتطابق مع تنبؤات أينشتاين وأنه ربما يشبه ما تنبأت به نماذج مثل (كرة الفراء) سيتطلب إعادة نظر شاملة في فهمنا للجاذبية والزمان والمكان". بين التوقعات النظرية والتحديات التقنية والرؤية المستقبلية تقف هذه المهمة كبوابة محتملة لفصل جديد في علم الفلك والفيزياء النظرية، وإذا كان الطريق طويلا فإن الفكرة بحد ذاتها تلهم أجيالا من العلماء لاستكشاف المجهول. هل ستشهد العقود المقبلة انطلاق أول مركبة نحو أفق الحدث؟ هذا ما سيجيب عنه المستقبل، لكن الأكيد أن العلماء قد رسموا بالفعل أول خطوة في هذا الطريق المدهش.

"الروبوتات الذئاب".. آلات صينية تحاكي سلوك القطيع في ساحات المعارك
"الروبوتات الذئاب".. آلات صينية تحاكي سلوك القطيع في ساحات المعارك

الجزيرة

timeمنذ 2 أيام

  • الجزيرة

"الروبوتات الذئاب".. آلات صينية تحاكي سلوك القطيع في ساحات المعارك

"الروبوتات الذئاب"، أو "الذئاب الآلية"، هي منظومة روبوتات قتالية رباعية الأرجل، كشفت عنها الصين عام 2024، صُممت للعمل بأسلوب "قطيع الذئاب" وتحقيق تنسيق جماعي ذكي في ساحات المعارك. تتميز بقدرات متعددة تشمل الاستطلاع والهجوم ونقل الإمدادات، مع توزيع دقيق للمهام بين وحداتها. ويتألف الفريق من "ذئب قائد" للاستطلاع و"ذئب رام" للهجوم و"ذئب لوجستي" لنقل الذخائر، بما يضمن استمرارية العمليات بكفاءة في الميدان. كشفت "مجموعة جنوب الصين لصناعة الأسلحة والمعدات" أثناء معرض تشوهاي الجوي في نوفمبر/تشرين الثاني 2024 عن أحدث ابتكاراتها المتمثلة في "الذئب الآلي"، وأجرت عرضا حركيا له. ووفقا لوسائل إعلام صينية، صُمم هذا الجهاز القتالي البري وفقا لمفهوم القتال بأسلوب "قطيع الذئاب"، ويتميز بوظائف متعددة تشمل الاستطلاع والهجوم ونقل الإمدادات مع توزيع واضح للمهام بين المجموعة. وعبر الاستفادة من مفهوم "القتال السربي"، تستطيع الروبوتات الرباعية الأرجل التنسيق والعمل معا مثل قطيع ذئاب حقيقي. وفي ساحات القتال الخطرة، يمكن للذئاب الروبوتية أن تحل محل الجنود والكلاب العسكرية، مما يقلل من الخسائر ويضمن توزيعا واضحا للعمل. المواصفات والقدرات صُمم روبوت "الذئب الآلي" بـ4 أرجل، ويبلغ وزنه نحو 70 كيلوغراما، وله قدرة عالية على الحركة المرنة في المناطق الجبلية والأنقاض، ويصل زمن تشغيله من دون انقطاع إلى 3 ساعات. كما يمكن لأكثر من 30 وحدة منه أن تتشكل تلقائيا في شبكة اتصال مستقلة، مما يُبرز خصائص العمل التعاوني بأسلوب "قطيع الذئاب". وبالمقارنة مع "الكلب الآلي" المستخدم لدى بعض القوات العسكرية في العالم، شهد "الذئب الآلي" تطورات كبيرة في مجالات متعددة، تشمل: قدرات الاستطلاع: زود برادارات ليزر متعددة وكاميرات جانبية، تمكنه من تغطية محيطه بزاوية 360 درجة والتعامل مع تضاريس متنوعة. دقة الضربات: طور الروبوت ليكون قادرا على تنفيذ ضربات دقيقة لمسافات تصل إلى مئات الأمتار، مما يجعله أداة فعالة في ساحة المعركة. كفاءة الاتصال: بفضل نظام القتال الجماعي الذكي، يتمكن "الذئب الآلي" من العمل بكفاءة حتى في المدن والمناطق الجبلية والبيئات التي تضعف فيها شبكات الاتصال. أذرع آلية متعددة المهام: النسخ المزودة بأذرع روبوتية قادرة على تحديد الأهداف والتقاطها تلقائيا، مما يجعلها مناسبة ليس فقط للأغراض العسكرية، بل أيضا لمهام الإنقاذ والإطفاء. توزيع المهام يتكون فريق القتال في نظام "قطيع الذئاب الآلي" من وحدات تؤدي مهام متخصصة وفقا لتوزيع دقيق للوظائف، وتنقسم إلى: إعلان الذئب القائد: وهو روبوت الاستطلاع والكشف، ويُكلف بمهام الاستطلاع في الخطوط الأمامية، إذ يجمع معلومات الأهداف ويرسل صور الاستطلاع إلى مركز القيادة. الذئب الرامي: وهو روبوت يمكن تزويده ببندقية أو غيرها من الأسلحة، لتنفيذ ضربات دقيقة ضد الأهداف المحددة. ذئب الدعم اللوجستي: ويؤدي دور "المساعد" ويتميز بقدرة التتبع التلقائي، وهو قادر على نقل نحو 20 كيلوغراما من الإمدادات والذخيرة في كل مرة، مما يضمن توفير الموارد بسرعة للوحدات، والحفاظ على جاهزيتها القتالية المستمرة. ويُظهر القطيع قدرة عالية على العمل في التضاريس المعقدة جنبا إلى جنب مع القوات البشرية. وتعكس هذه القدرات مسعى الصين إلى تطوير آلات قتالية ذكية تُحاكي السلوك الحيواني الجماعي، وتوفر حلولا ميدانية فعالة في أصعب ظروف القتال.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store