logo
الرميد يرد على الجامعي: قمتُ بواجب التبليغ لسلطات بلادي ولها وحدها سلطة القرار

الرميد يرد على الجامعي: قمتُ بواجب التبليغ لسلطات بلادي ولها وحدها سلطة القرار

الأياممنذ يوم واحد
مصطفى الرميد
'بسم الله الرحمان الرحيم.
رسالة جواب إلى الأستاذ عبد الرحيم الجامعي.
(أنت أيضا، لست مفتيا، ولامرشدا، فلا تكن محرضا)
أود في البداية أن أعتذر لكل من سيقرأ هذا الجواب على رسالة خصني بها الأستاذ عبد الرحيم الجامعي، كعادته في مناسبات سابقة.
وحيث إن هذه الرسالة جاءت بصيغة قد لا يستسيغها بعض الأفاضل، فإنما هي جواب على أساس قول الله تعالى: (وجزاء سيئة سيئة مثلها، فمن عفا وأصلح فأجره على الله، إنه لايحب الظالمين)، وقد حصل مرارا أن لم أجب على تجاوزات ،النقيب الجامعي المتعددة، سواء لما كنت مسؤولا ، اوبعد ذلك.
لكنني اليوم مضطر للجواب ، بعد أن طفح الكيل، خاصة وأن الموضوع مرتبط بما لا يجوز السكوت عنه، لذلك سيكون جوابي كالتالي:
أولا، لقد وجهت رسالتك تحت عنوان ( رسالة الى الأستاذ مصطفى الرميد: لست مفتيا ولا مرشدا، فلا تكن محرضا)، وأنا أجيبك بالعنوان نفسه:(رسالة الى الأستاذ عبد الرحيم الجامعي: لست مفتيا ولا مرشدا، فلا تكن محرضا)، لأنك نهيتني عما سميته تحريضا، ونسيت نفسك، فحرضت من حيث تدري أو لاتدري على اعتبار وصف الله تعالى بالشدود ، وهي عبارة موغلة في الإساءة، بصيغة(الله is lesbien).؟؟؟ على أنه مما يدخل في الرأي والخلاف، او لربما، لم افهم مراد القائلة المفترية، وحشرت بشكل متعسف ، مفكرين من أمثال ابن رشد والغزالي وابن سينا والعروي، وكأن هؤلاء قالوا مثل ماقيل، أو قريبا منه.
إنك إذ أقحمت نفسك في الموضوع، وبالشكل الذي جاءت به رسالتك، فإنك نصبت نفسك من حيث لاتدري مفتيا ومرشدا، بل ومحرضا.
نعم، نصبت نفسك مفتيا ومرشدا، لأنك لم تطلب قول أهل الاختصاص، ممن لهم حق الإفتاء والإرشاد، ومنحت نفسك حق الإفتاء ،في كون نعت الذات الإلهية بذلك الوصف السيىء القبيح، يدخل في باب الحق في الرأي والخلاف، بل إنك بمضمون رسالتك تلك ، تحرض على استباحة عقيدة أكثر من مليارمسلم عبر العالم، بدعوى الحق في الاختلاف.
إن المعنية بالأمر، لم تعبر عن رأي مجرد، ولا هي قالت بقول مخالف، ولم تقل إنها لاتؤمن بالله ،بل أساءت إلى ذات الإله المعبود المقدس، والله تعالى كما هو معلوم جوهر العقيدة والدين،والدين من الثوابت الجامعة لهذا الشعب ،بصريح الدستور، ومن تم ، فإنك إذ نهيتني عن أكون مفتيا أو مرشدا، نصبت نفسك في الموقع الذي نهيتني عنه، هذا، لو صح أني نصبت نفسي بما وصفتني به.
ثانيا، إن الذي أطلق ما أسميته ب'نار الكراهية' تجاه المعنية بالأمر ، فيما تم التعبير عنه في وسائل التواصل الاجتماعي، هي صاحبة القول المنكر المذموم نفسها، لأنها إذ أساءت إلى عقيدة الناس واستفزتهم ، جلبت على نفسها شجبهم وسخطهم، وما أنا إلا واحد منهم.
نعم، تتسع الصدور لكل الآراء المخالفة مهما كانت ، حينما تقف عند حدود الرأي، أما حينما تصبح إساءة صريحة فاقعة ،فلا يمكن لمسلم أو مسلمة، أن يتسع منهما الصدر للسب أو الإساءة البليغة للذات الإلهية، وقد قال الله تعالى( وقالت اليهود يد الله مغلولة، غلت أيديهم، ولعنوا بما قالوا)، فأيهم أسوء في الوصف، وأكثر قبحا في القول ؟ قول اليهود (يد الله مغلولة) او قول القائلة بأن الله تعالى( شاذ) ، سبحانه وتعالى علوا شديدا، عما يقوله المنحرفون الشاذون.
ثالتا، لقد قلت مخاطبا إياي:(لست وصيا لا على عقل أحد، ولا على عقيدة أحد،ولا على أقوال أحد، ولا على انتماء أحد، لأن هناك من هم مكلفون بنشر وتطبيق القانون وحماية الأمن، وإصدار الأحكام، وتنفيذها وحراسة المعابد)، وقد صدقت في قولك هذا، بل أنت محق فيه، لأني فعلا مجرد مواطن ، كباقي المواطنين والمواطنات، ولكن، من قال لك أني نصبت نفسي وصيا على عقل أحد أو عقيدته أو أقواله أو انتمائه؟
إن مخاطبك هذا، حينما كان مسؤولا ، أمر النيابة العامة ، بأن تطلب البراءة في المرحلة الاستئنافية، لشخص أعلن اعتناقه دين النصرانية، بعد أن ادين ابتدائيا بتهمة زعزعة عقيدة مسلم، وذلك بعدما تبين لي أنه لم يزعزع إلا عقيدته هو، دون غيره، وهو ماجعل المحكمة تقضي بإلغاء الحكم المستأنف ، مع البراءة.
لأنه شتان بين من يكون له رأي، أو عقيدة ،أو قول مجرد من الإساءة، وبين من يستهدف استفزاز المشاعر الدينية للناس ، وتستهويه الإساءة إلى معتقداتهم، فيعمد الى الأوصاف المشينة القبيحة ، وينسبها الى الله تعالى.
إنني ، وأنا المواطن العادي ، قمت بواجب التبليغ لسلطات بلادي ،عما يجب التبليغ عنه، وهو ما تستوجبه المواطنة الحقة ،التي لاتقبل المس بالثوابت الجامعة، ويبقى لها وحدها سلطة التقدير والقرار.
الفرق بيني وبينك، أني أثرت الموضوع كالعديد من المواطنين والمواطنات ،قبل أن تتخذ السلطات المختصة قرارها.
أما أنت، فقد خضت فيه بعد ان اتخذت النيابة العامة قرارها المعلوم، فهل الخوض في هذا الموضوع أو غيره حلال عليك ، حرام على غيرك؟ ماهذا المنطق، إن كان هناك من منطق في كل الذي قلت؟
رابعا، لقد قلت أيضا: (إن كنت متضررا فتقدم طرفا مدنيا ضد السيدة لشكر، وادخل المسطرة من بابها الأصيل، وليس من خلفها ، واجعل مواجهتك حضورية وعلنية إن كنت تؤمن بفلسفة المحاكمة العادلة).
وكأني بك تجهل القواعد القانونية المسطرية ،وتطبيقاتها القضائية بالمملكة، والتي لاتسمح بإقامة الدعوى المدنية للتعويض عن الضرر الناتج عن جناية أو جنحة أو مخالفة ،إلا لمن تعرض شخصيا لضرر جسماني، أو مادي أو معنوي ،بشكل مباشر، وهو مايجعل محاكم المحكمة لاتقبل اي انتصاب للحق المدني في مثل الحالة المثارة، على خلاف ادعاءاتك، وأنت المحامي القيدوم؟؟؟!!
والعجيب الغريب، الذي لايقبله عقل ولا منطق، إنك وأنت 'ترشدني 'بأن أدخل المسطرة من بابها الأصيل، وليس من خلفها، وأن أجعل من مواجهتي للمعنية بالأمر مواجهة حضورية وعلنية، أبيت إلا أن تفعل خلاف قولك، لأنك أنت الذي دخلت المسطرة من بابها الخلفي ، برسالتك تلك، إذ كان عليك أن تحتفظ بكلامك ذاك، ودفاعك اياه، لتتقدم به أمام المحكمة المختصة، في إطار ماينبغي ضمانه للمعنية بالأمر، من دفاع و محاكمة عادلة، لعل ذلك ينفعها بشيء، أما أن تعتمد أسلوب الدفاع عن المعنية بالأمر أمام الراي العام، فتأكد أنه دفاع خاسر، وأنك زدت الطين بلة، وناقضت نفسك بشكل صارخ. وإذا أردت أن تتأكد من ذلك ، فانظر الى حجم المنكرين عليك، ممن اتهمتهم باطلا بقضاة الشارع والحانات والمناسبات !!؟
وهم من هم ،إذ منهم الفقهاء، ورجال القانون، وغيرهم.
خامسا، إن حرية الرأي والاعتقاد ، إن كانت في الأصل حق ثابت لكل شخص، فمن شاء فليؤمن، ومن شاء فليكفر، فإن ذلك ليس بحق مطلق ، يتيح للأشخاص التعبير عن معتقداتهم وآرائهم بطريقة متوحشة وسيئة. أبدا، إن ذلك مقيد بقيود، نصت عليها المواثيق الدولية المعتمدة بشكل واضح وصريح.
وهكذا، فإن الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، إذ نص في المادتين18و19 على حق كل شخص في حرية التفكير والضميروالدين، وعلى الحق في الرأي والتعبير، فإنه نص ايضا في المادة(2)29 على أن الفرد يخضع في ممارسة حقوقه وحرياته لتلك القيود التي يقررها القانون فقط، لضمان الاعتراف بحقوق الغير وحرياته واحترامها، ولتحقيق المقتضيات العادلة للنظام العام، والمصلحة العامة والأخلاق في مجتمع ديمقراطي.
كما أن المادة 18 من العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية ، التي صادق عليها المغرب، إذ قررت على أن لكل إنسان الحق في حرية الفكر والوجدان والدين…فإنها نصت على أنه لايجوز إخضاع حرية الإنسان في إظهار دينه أو معتقده، إلا للقيود التي يفرضهاالقانون، والتي تكون ضرورية لحماية السلامة العامة أو النظام العام ،أو الصحة العامة، أو الآداب العامة ، أو حقوق الاخرين، وحرياتهم.
إن هذه النصوص تفند بشكل قاطع أدعياء الحرية المطلقة في التعاطي مع المقدسات الدينية، وهذا ماجعل المحكمة الأوربية لحقوق الانسان تقضي في قضية المسماةE.S ضد النمسا ، أن حرية من وصفت النبي محمد، بانه( بيدوفيلي) خلال ندوة، بأن تصريحها تجاوز الحدود المسموح بها للنقاش الموضوعي، ولم يساهم في نقاش عام مفيد. وكان موجها أساسا للنيل من مكانة النبي الدينية، ولم يكن نقدا أكاديميا أو او تاريخيا، واعتبرته رايا قادرا على إثارة التحيز ، وتهديد السلام الديني داخل المجتمع النمساوي( هكذا المجتمع النمساوي، فما بالك بالمجتمع المغربي؟؟؟).
وقد كان قرار المحكمة باجماع قضاتها مؤسسا على ما مفاده أن ان حرية التعبير محمية، لكنها ليست مطلقة،وحثت المحكمة على وجوب احترام المشاعر الدينية، وضرورة الحفاظ على السلام الديني ،كمبدأ من مبادئ المجتمع الدمقراطي.
وهكذا، كما ترى ، فان ماقالت به المحكمة الاوربية بشان نعت النبي محمد صلى الله عليه وسلم بانه (بيدوفيلي) يصح اكثر في حق من قالت بشان الله تعالى ، من قول ،تكاد السماوات يتفطرن منه ،وتنشق الارض ، وتخر الجبال هدا.
وأخيرا، إن مما ألحق الأذى الجسيم، في عالمنا العربي والإسلامي ،بصورة حقوق الانسان المقررة في المواثيق والعهود الدولية، هي القراءات الانتقائية التي تقول خطاً بتناقضها مع قطعيات الدين، أو تلك التي تقوم بتاويل تلك النصوص، وإخراجها عن معانيها الأصيلة، مما جعلها أبعد ماتكون عن الحكمة التي جاءت بها.
وختاما : يصدق في هذا السياق قول الشاعر:
وكم من عائب قولا صحيحا
وافته الفهم السقيم.
ولعل هذه هي مشكلة النقيب عبد الرحيم الجامعي.
والسلام'.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

نائبة رئيس محكمة العدل الدولية: الرب يعتمد عليّ للوقوف إلى جانب إسرائيل
نائبة رئيس محكمة العدل الدولية: الرب يعتمد عليّ للوقوف إلى جانب إسرائيل

لكم

timeمنذ 8 ساعات

  • لكم

نائبة رئيس محكمة العدل الدولية: الرب يعتمد عليّ للوقوف إلى جانب إسرائيل

قالت جوليا سيبوتيندي، القاضية الأوغندية نائبة رئيس محكمة العدل الدولية ، إن الله 'يعتمد عليّ للوقوف إلى جانب إسرائيل' وإن علامات 'نهاية العالم' 'تظهر في الشرق الأوسط'، حسب ما نقله موقع 'ميدل إيست أي'. وفي أوائل العام الماضي، كان سيبوتيندي القاضي الوحيد في هيئة مكونة من 17 عضواً في محكمة العدل الدولية التي حكمت بأنه 'من المعقول' أن ترتكب إسرائيل إبادة جماعية في غزة، والتي صوتت ضد كل التدابير الستة التي اعتمدتها المحكمة. وفي يوليو 2024، كانت مرة أخرى المعارضة الوحيدة عندما وجدت لجنة مكونة من 15 قاضيا أن احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية الذي استمر عقودا من الزمن كان 'غير قانوني'. في فبراير 2025، اتهمتها دراسة برفع الأحكام بشكل مباشر تقريبًا كلمة بكلمة في رأيها المخالف الذي كتبته في 19 يوليو 2024. وزعمت الدراسة أن 'ما لا يقل عن 32% من آراء سيبوتيندي 'مسروقة'. ورفضت سيبوتيندي آنذاك التعليق على الجدل لموقع 'ميدل إيست آي'. والآن، تناولت القاضية البالغة من العمر 71 عامًا الانتقادات الموجهة لمنصبها علنًا لأول مرة. وقالت في خطاب ألقته في كنيسة واتوتو في أوغندا في 10 غشت: 'إن الرب يعتمد عليّ للوقوف إلى جانب إسرائيل'، بحسب موقع مونيتور الإخباري الأوغندي. ,اضافت: 'العالم كله كان ضد إسرائيل، بما في ذلك بلدي.' وأعربت سيبوتيندي عن خيبة أملها إزاء ابتعاد الحكومة الأوغندية عن موقفها. وفي يناير 2024، قال متحدث باسم الحكومة: 'إن الموقف الذي اتخذته القاضية سيبوتيندي هو رأيها الفردي المستقل، ولا يعكس بأي حال من الأحوال موقف حكومة جمهورية أوغندا'. وتذكر سيبوتيندي: 'على الرغم من أن الحكومة كانت ضدي، إلا أنني أتذكر أن أحد السفراء قال: تجاهلوها لأن قرارها لا يمثل أوغندا'. وكشفت سيبوتيندي، التي عملت لفترة وجيزة رئيسة بالإنابة لمحكمة العدل الدولية في وقت سابق من هذا العام، أنها ترشحت لمنصب نائب رئيس المحكمة الدولية، وهو الدور الذي تشغله الآن، لأنها شعرت بأن الله يجبرها على فعل ذلك. وقالت إن الله وصفها بـ'الجبانة' وطلب منها أن 'تستيقظ' عندما كانت مستلقية على سريرها في صباح يوم الانتخابات، مضيفة أنها تشعر بالقلق إزاء الانتقادات بسبب موقفها من إسرائيل. كما أعربت القاضية عن أفكارها بشأن غزة، قائلة إن الوضع يشير إلى 'نهاية العالم' التي تنبأ بها الكتاب المقدس. لديّ قناعة راسخة بأننا في آخر الزمان، كما أعلنت. 'العلامات تظهر في الشرق الأوسط. أريد أن أكون على الجانب الصحيح من التاريخ'. وتابعت: 'أنا على يقين بأن الوقت ينفد. أشجعكم على متابعة التطورات في إسرائيل. أشعر بالتواضع والامتنان لأن الرب سمح لي بأن أكون جزءًا من الأيام الأخيرة'. أما الدراسة التي تزعم أن سيبوتيندي سرقت منها رأيها المخالف الذي نشرته في يوليو الماضي، فقد قام بإعدادها باحث فلسطيني مجهول، لكتاب الباحث الأمريكي نورمان فينكلشتاين الأخير ' حفارو قبور غزة' . وزعمت الدراسة أن سيبوتيندي سرقت نصوصًا من العديد من المعلقين والمحامين المؤيدين لإسرائيل، وأنها نقلت بشكل مباشر عدة أقسام من ويكيبيديا وبي بي سي نيوز.

لماذا (الإسلام العربي) دون بقية الشرائع؟
لماذا (الإسلام العربي) دون بقية الشرائع؟

كواليس اليوم

timeمنذ 10 ساعات

  • كواليس اليوم

لماذا (الإسلام العربي) دون بقية الشرائع؟

إبراهيم ابراش اليهود الأقل عددا بين أصحاب الشرائع السماوية واحقر شعوب الأرض وظفوا أساطيرهم الدينية لتأسيس دولة عصرية متطورة على حساب أصحاب الأرض الأصليين ،الفلسطينيون العرب المسلمون، والفرس وظفوا الدين الإسلامي لإعادة إحياء إمبراطوريتهم الفارسية على حساب المسلمين العرب في دول الجوار وحتى على حساب وحدة واستقرار الدول العربية الإسلامية البعيدة جغرافيا كاليمن ولبنان وسوريا وحتى فلسطين، والأتراك وظفوا الدين الإسلامي لصالح العثمانية الجديدة العلمانية بغطاء ديني شكلاني بزعامة شخصية كاريزمية هي الأكثر توظيفا للخطاب الديني الملتبس وعلى حساب دول الجوار العربي وبتنسيق مع دولة الكيان الصهيوني وما زالت تركيا عضوا في حلف الأطلسي، أما العرب (المسلمون) أو دول الإسلام العربي وشعوبهم فهم يضحون بدولهم واوطانهم ويسيئون للإسلام الحقيقي لمصلحة أحزاب وجماعات وأنظمة ترفض فكرة الدولة الوطنية وحتى لصالح أعدائهم ،وأصوات أمواتهم أعلى من أصوات الأحياء ،ويستحضرون سلفاً صالحاُ مشكوكاً في وجود أغلبهم أو كانوا صالحين في زمانهم، شعوب يحكمهم ويتلاعب بعقولهم رجال دين جهلة يحفظون نصوصاُ دينية دون عقلها ويتجاهلون علم علماء العصر ويتنكرون لكل منجزات الحضارة البشرية ويتوقون لزمن الخلافة الراشدة دون أن يعرفوا ما هي الخلافة وما جرى من صراعات على السلطة زمن (الخلافة الراشدة)؟. فعند وفاة الرسول الكريم اختلفت القبائل العربية حول خلافته حيث لم يكن في القرآن نص على الخلافة بمعناها السياسي وبمعنى الحكم ،وتوافقوا أخيراً في اجتماع سقيفة بني ساعده المشهور على تنصيب أبو بكر الصديق خليفة للرسول، وكانت حروب الردة التي قُتل فيها الآلاف من صحابة الرسول ،ليس لأنهم جميعاً ارتدوا عن الإسلام وعادوا لعبادة الأصنام بل لأنهم رفضوا دفع الزكاة لبيت مال المسلمين وفي ذلك قال الخليفة أبو بكر الصديق ' والله لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة فإن الزكاة حق المال، والله لو منعوني عناقاً كانوا يؤدونها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم عليها'، وبعد وفاة أبو بكر ،وهناك روايات إنه مات مسموماً ،تولى الخلافة كل من عمر بن الخطاب ثم عثمان بن عفان ومن بعده علي بن أبي طالب وكانت الفتنة الكبرى ،وكلهم ماتوا قتلاً وبتآمر قبائل العرب على بعضهم بعضاً ومعهم قُتل الآلاف من صحابة الرسول ومن المبشرين في الجنة وتم التمثيل بجثة بعضهم كما جرى مع عثمان بن عفان والحسين بن علي بن أبي طالب وكثير من اًل البيت ،والتاريخ يذكر مقولة أسماء بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنها مخاطبة الحجاج بن يوسف الثقفي الذي قَتل ولدها عبدالله بن الزبير وعلقه على باب الكعبة لعدة أيام حيث قالت 'آما آن لهذا الراكب أن يترجل' بمعنى إنزاله ودفنه. وآنذاك لم يكن للاستعمار أو الكفار أو لليهود دور في الفتنة والاقتتال بل حب السلطة والعصبية القبلية لعرب الجزيرة العربية. هذا وجه من أوجه الخلافة في ظل حكم العرب الذي تتجاهله جماعة الإخوان المسلمين وكل الجماعات الإسلاموية ويريدون عودتها وتطبيقها ،وقد رأينا بعض تطبيقاتها البئيسة في خلافة الملا عمر في أفغانستان وخلافة أبو عمر البغدادي الداعشي في المناطق التي سيطر عليها في سوريا والعراق ونموذج إمارة غزة الحمساوية وحكومتها الربانية . [email protected]

ذكرى ثورة الملك والشعب وعيد الشباب: دروس وعبر في مسيرة وطن
ذكرى ثورة الملك والشعب وعيد الشباب: دروس وعبر في مسيرة وطن

بالواضح

timeمنذ 14 ساعات

  • بالواضح

ذكرى ثورة الملك والشعب وعيد الشباب: دروس وعبر في مسيرة وطن

بقلم؛ عمر المصادي يخلد الشعب المغربي في كل سنة، وفي أجواء من الفخر والإعتزاز، ذكرى ثورة الملك والشعب يوم 20 غشت، تليها في اليوم الموالي ذكرى عيد الشباب المصادف لـ 21 غشت، وهو عيد ميلاد صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، وهما مناسبتان وطنيتان تحملان دلالات قوية، وتجسدان عمق العلاقة التاريخية بين العرش العلوي المجيد والشعب المغربي الأبي، كما تفتحان آفاقا للتأمل في الدروس والعبر التي يمكن استخلاصها لخدمة حاضر الوطن ومستقبله. -ثورة الملك والشعب: وحدة لا تنكسر تخلد ذكرى ثورة الملك والشعب الحدث البطولي الذي وقع سنة 1953، حين أقدمت سلطات الإستعمار الفرنسي على نفي السلطان محمد الخامس طيب الله ثراه، في محاولة لعزل الملك عن شعبه، وطمس الروح الوطنية المتصاعدة. لكن المفاجأة الكبرى كانت في رد فعل الشعب المغربي، الذي عبر عن ولائه العميق لملكه ورفضه التام للإستعمار، فاندلعت ثورة شعبية غير مسبوقة، اندمج فيها القائد مع الأمة، ليكون النصر حليف الحق، ويتوج هذا المسار التاريخي بعودة الملك الشرعي إلى عرشه، وإعلان الإستقلال سنة 1956. هذه الذكرى تعلمنا أن الوطن لا يبنى إلا بالتضحيات والوفاء، وأن التلاحم بين القيادة والشعب هو أساس القوة الحقيقية لأي أمة. -عيد الشباب: إشادة بركيزة الأمة في اليوم الموالي، يحتفل في المغرب بـ عيد الشباب، الذي يصادف ذكرى ميلاد صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، وهذه المناسبة ليست فقط احتفالا شخصيا، بل تعد مناسبة وطنية ذات رمزية خاصة، لأنها تمثل إشادة متجددة بـ الشباب المغربي، باعتباره القوة الحية في المجتمع، وعماد مستقبله. ومنذ اعتلائه العرش، أولى صاحب الجلالة الملك محمد السادس حفظه الله، اهتماما كبيرا بالشباب، إدراكا منه بأن الإستثمار في الإنسان هو الطريق الحقيقي للتنمية. ومن أبرز تجليات هذه العناية: – إطلاق مبادرات كبرى مثل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، التي وفرت فرصا مهمة للشباب في مجالات الشغل والتكوين والمقاولة. – تشجيع المقاولات الصغرى والمبادرات الذاتية، من خلال برامج مثل 'انطلاقة'. – إصلاح منظومة التعليم والتكوين المهني لتأهيل الشباب لسوق الشغل. – دعم الرياضة والثقافة كمسارات للتعبير والإبداع والإنفتاح. – تعزيز تمثيلية الشباب في المجالس المنتخبة والهيئات الإستشارية… إن إحياء هاتين المناسبتين الوطنيتين يجب ألا يقتصر على الإحتفال الرمزي، بل ينبغي أن يكون فرصة لطرح تساؤلات حقيقية: ماذا تعني لنا هذه الذكريات؟ وكيف يمكننا أن نترجم الوفاء لرجال المقاومة والتحرير وللملك والشعب في أفعال حقيقية؟ لذا فإن من بين أهم العبر التي ينبغي ترسيخها: – أن حب الوطن يقاس بالفعل والتضحية، لا بالشعارات. – أن الشباب مطالب بالإنخراط الواعي في بناء المغرب الجديد، من خلال الإجتهاد، والإبداع، وروح المواطنة. – أن التاريخ لا ينسى، ولكنه أيضا لا يكفي وحده، فلكل جيل واجباته في حمل المشعل. وفي الأخير يجب التأكيد على أن ذكرى ثورة الملك والشعب وعيد الشباب تشكلان مناسبتين تعكسان الإستمرارية في النضال الوطني من جيل إلى جيل، وتدعواننا إلى التمسك بقيم التضامن، والعمل الجاد، والإنفتاح، تحت القيادة الرشيدة والحكيمة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله قائد مسيرة التنمية، الذي يواصل السير بالمغرب نحو المستقبل، واضعا الشباب في صلب كل إصلاح وتنمية. فلنكن جميعا أوفياء لتاريخنا، ومسؤولين عن حاضرنا، وسائرين بثقة نحو مستقبل وطننا الحبيب، تحت الشعار الخالد الله – الوطن – الملك. وكل عام وصاحب الجلالة الملك محمد السادس حفظه الله والشعب والشباب بألف خير.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store