logo
تقرير: مستقبل الذكاء الاصطناعي في دول الخليج مرهون بسرعة التنفيذ وسد فجوة الكفاءات

تقرير: مستقبل الذكاء الاصطناعي في دول الخليج مرهون بسرعة التنفيذ وسد فجوة الكفاءات

كشف تقرير (مؤشر الذكاء الاصطناعي في دول الخليج)، الذي أطلقته مجموعة بوسطن الاستشارية العالمية (BCG) خلال مشاركتها في فعاليات (أسبوع دبي للذكاء الاصطناعي)، التي ستستمر حتى يوم 25 من أبريل الحالي، موقع دول مجلس التعاون الخليجي الست ضمن المشهد التنافسي العالمي في مجال الذكاء الاصطناعي.
ويسلط التقرير الضوء على التقدم الملحوظ الذي أحرزته المنطقة، مع التركيز في الفجوات التي لا تزال تعيق تحقيق الريادة العالمية، ويقدم توصيات لتعزيز القدرات المحلية والابتكار.
تصنيف دول الخليج في مشهد الذكاء الاصطناعي:
صنف التقرير كلًا من دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية في فئة (المنافسين في مجال الذكاء الاصطناعي)، ويعزو التقرير هذا التصنيف المتقدم إلى الجهود الكبيرة التي تبذلها الدولتان في صياغة إستراتيجيات وطنية طموحة للذكاء الاصطناعي وتطبيقها، بالإضافة إلى الاستثمارات في بناء بنية تحتية رقمية متقدمة تدعم تطبيقات الذكاء الاصطناعي.
في حين صنف التقرير بقية دول الخليج، وهي: قطر وعمان والبحرين والكويت، ضمن فئة (الممارسين)، وهي دول أحرزت تقدمًا في تبني تطبيقات الذكاء الاصطناعي، لكن التقرير يشير إلى أنها لا تزال في مراحل مبكرة مقارنةً بالمنافسين وتحتاج إلى المزيد من العمل والجهد.
معايير التقييم ومنهجية التقرير:
أوضح الدكتور أكرم عوض، المدير الإداري والشريك في مجموعة بوسطن الاستشارية العالمية (BCG)، أن هذا التقرير يستند في تقييمه إلى (المؤشر العالمي لجاهزية الذكاء الاصطناعي) الذي تعده المجموعة ويغطي 73 دولة حول العالم.
ويقيس هذا المؤشر مدى جاهزية الدول في تبني الذكاء الاصطناعي ضمن إطار تحليلي شامل يُعرف باسم (ASPIRE)، الذي يقوم على تقييم ستة أبعاد أساسية للجاهزية، وهي: الطموح، والمهارات، والسياسات، والاستثمار، والبحث والتطوير، والمنظومة التقنية المتكاملة (Ecosystem)، وذلك عبر تحليل أكثر من 30 مؤشرًا دقيقًا، مما يتيح فهمًا أعمق لمدى جاهزية كل دولة لتوسيع نطاق مبادرات الذكاء الاصطناعي وتنفيذها خدمةً لطموحها الوطني وتحقيقًا لتطلعاتها نحو الريادة العالمية.
موقع دول الخليج في المشهد العالمي للذكاء الاصطناعي:
1- الطموح في مجال الذكاء الاصطناعي مرتفع:
أظهر التقرير أن دول الخليج سجلت مجتمعة معدلًا مرتفعًا بلغ 4.6 من أصل 5 نقاط في بُعد (الطموح)، مما يضعها على مسافة قريبة من الدول الرائدة عالميًا مثل: الولايات المتحدة والصين وسنغافورة. ويعكس هذا الطموح العالي امتلاك معظم دول المنطقة إستراتيجيات وطنية واضحة ومحددة للذكاء الاصطناعي وتأسيس هيئات حكومية متخصصة للإشراف على تنفيذها.
إذ تمتلك كل دولة من دول مجلس التعاون الخليجي إستراتيجية وطنية أو خريطة طريق محددة بوضوح للذكاء الاصطناعي، فقد أطلقت الإمارات إستراتيجيتها للذكاء الاصطناعي 2031، وعينت أول وزير للذكاء الاصطناعي في العالم، مما يعكس أقصى درجات الالتزام السياسي.
وأنشأت المملكة العربية السعودية، الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا)، بهدف الارتقاء بالمملكة إلى الريادة ضمن الاقتصادات القائمة على البيانات والذكاء الاصطناعي بحلول عام 2030.
كما تعكس رؤية قطر الوطنية 2030، وبرنامج عمان للذكاء الاصطناعي ضمن رؤية 2040 هذا الطموح الموحد والتوجه الإستراتيجي نحو الذكاء الاصطناعي كمحرك للمستقبل.
2- تطوير البنية التحتية الرقمية:
تقوم دول الخليج باستثمارات ملموسة ومهمة في تطوير البنية التحتية الرقمية اللازمة، وتتصدر الإمارات المشهد بامتلاكها 35 مركز بيانات متطور وتسجيلها أعلى إنفاق سحابي عام للفرد في المنطقة – ما يصل إلى 228 دولار أمريكي – مما يعكس كثافة الاعتماد على الخدمات السحابية.
وفي المملكة العربية السعودية، تبنت نسبة تبلغ 72% من الشركات إستراتيجية واضحة لنشر تقنيات الذكاء الاصطناعي الناشئة، مدعومة بالبنية التحتية السحابية والحوسبة العالية الأداء، كما تعمل عُمان والكويت أيضًا على توسيع بنيتهما التحتية الرقمية من خلال إقامة شراكات إستراتيجية مع عمالقة التكنولوجيا مثل: مايكروسوفت وجوجل كلاود.
3- الاستثمار في البحث والتطوير (R&D):
أطلقت المملكة العربية السعودية والإمارات صناديق استثمارية كبرى ومخصصة للذكاء الاصطناعي، ومع ذلك يشير التقرير إلى أن النشاط الأوسع لرأس المال المخاطر في هذا المجال لا يزال في مراحله الأولية ويحتاج إلى المزيد من التحفيز.
كما أن ناتج البحث العلمي في دول المنطقة محدود، إذ تنتج معظم الدول أعدادًا متواضعة نسبيًا من براءات الاختراع أو أوراق البحث الأكاديمية المتخصصة مقارنةً بالدول الرائدة.
فقد أظهر التقرير أن الإمارات تتصدر المشهد الإقليمي بإطلاقها مبادرة استثمارية سيادية مخصصة بقيمة تبلغ 100 مليار دولار أمريكي، ومع ذلك، نوه التقرير إلى أن الإمارات لا تزال متأخرة عن الرواد العالميين في توليد ابتكارات عالمية ذات تأثير واسع.
في حين جذبت المملكة العربية السعودية صفقات واستثمارات تجاوزت قيمتها 14.9 مليار دولار في مجال الذكاء الاصطناعي، خلال مؤتمر (ليب 2025)، وتستهدف الوصول إلى استثمارات جديدة في مجال البيانات والذكاء الاصطناعي تبلغ 75 مليار ريال بحلول عام 2030.
4- الكفاءات لا تزال تشكل تحديًا أساسيًا:
لقد حققت المملكة العربية السعودية والإماراتنجاحًا كبيرًا وواعدًا في استقطاب المتخصصين في الذكاء الاصطناعي والاحتفاظ بهم، ومع ذلك لا تزال أعدادهم محدودة نسبيًا، إذ تضم المملكة العربية السعودية ما يقرب من 5000 متخصص، والإمارات ما يقرب من 7000 متخصص.
ويصبح هذا التحدي أكثر وضوحًا عند مقارنته بنجاح دول منافسة أخرى مثل: ألمانيا التي يتجاوز عدد المتخصصين فيها 40000 متخصص في مجال الذكاء الاصطناعي.
وعلاوة على ذلك لم تنجح بعض دول الخليج مثل: قطر والكويت وعُمان حتى الآن في بناء منظومات تقنية مستدامة ومكتفية ذاتيًا للكفاءات في مجال الذكاء الاصطناعي على المدى الطويل، حتى في ظل وجود برامج وطنية لتنمية المهارات والتأهيل في هذه الدول، مثل: مبادرات قطر المحلية وبرنامج (تمكين) في عُمان.
5- التحدي الأكبر.. الانتقال من الطموح إلى التنفيذ:
كشف التقرير أن الرؤية والطموح موجودان بقوة لدى دول الخليج، ولكن تكمن التحديات الرئيسية في التنفيذ، وبحسب التقرير، فإن المرحلة القادمة تتطلب بنحو حاسم تطوير الكفاءات المحلية، وتعزيز البحث العلمي المتقدم، وزيادة حجم التمويل المخصص لتقنيات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي.
ومن بين التحديات الإضافية، تأخر تطوير الذكاء الاصطناعي باللغة العربية مقارنة باللغة الإنجليزية، مما يحد من فعالية التطبيقات المحلية، وشدد التقرير ضرورة تطوير حلول محلية، خاصة في القطاع الصحي، بدلًا من الاعتماد على الحلول الخارجية.
التوصيات.. خريطة طريق للمرحلة القادمة:
قدم التقرير مجموعة من التوصيات لصُنّاع القرار في دول الخليج للتعامل مع هذه التحديات، وقد شملت:
تطوير الكفاءات: تسريع برامج التدريب المحلية وتسهيل استقطاب الكفاءات العالمية.
تسريع برامج التدريب المحلية وتسهيل استقطاب الكفاءات العالمية. تعزيز البنية التحتية: توسيع الوصول إلى مراكز البيانات والحوسبة العالية الأداء اللازمة لتطبيقات الذكاء الاصطناعي المتقدمة.
توسيع الوصول إلى مراكز البيانات والحوسبة العالية الأداء اللازمة لتطبيقات الذكاء الاصطناعي المتقدمة. تعزيز الشراكات: تعزيز الشراكات القائمة بين الجامعات والمؤسسات الأكاديمية والقطاع الخاص.
تعزيز الشراكات القائمة بين الجامعات والمؤسسات الأكاديمية والقطاع الخاص. زيادة التشاركية في البيانات: تطوير تشريعات تشجع على مشاركة البيانات بين القطاعات مع الحفاظ على الخصوصية.
تطوير تشريعات تشجع على مشاركة البيانات بين القطاعات مع الحفاظ على الخصوصية. دعم الشركات الناشئة: توفير فرص الأعمال للشركات الناشئة في الذكاء الاصطناعي، خصوصًا لحل التحديات في القطاع العام، وتقليل الاعتماد على الحلول العالمية وبناء قاعدة محلية قوية قادرة على معالجة التحديات وتسريع التبني والانطلاق إقليميًا وعالميًا.
وقد خلص التقرير إلى أن الأسس موجودة بالفعل في دول الخليج، لكن تحويل الطموح الوطني إلى تأثير عالمي يتطلب رهانًا استراتيجيًا قويًا على ثلاثة محاور مترابطة وهي: تطوير الكفاءات البشرية وتنميتها، ودعم البحث العلمي والابتكار، وتحقيق التكامل الإقليمي بين دول المنطقة في جهودها ومواردها.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

مركز أبحاث التكنولوجيا المتطورة بـ«اصنع في الإمارات».. جناح يحاكي المستقبل
مركز أبحاث التكنولوجيا المتطورة بـ«اصنع في الإمارات».. جناح يحاكي المستقبل

العين الإخبارية

timeمنذ 13 ساعات

  • العين الإخبارية

مركز أبحاث التكنولوجيا المتطورة بـ«اصنع في الإمارات».. جناح يحاكي المستقبل

ضمن فعاليات "اصنع في الإمارات"، يواصل جناح مركز أبحاث التكنولوجيا المتطورة في أبوظبي تأكيد مكانة الإمارات كمركز إقليمي وعالمي للابتكار الصناعي والتكنولوجي. ويبرز جناح مركز أبحاث التكنولوجيا المتطورة في أبوظبي، كنموذج حي ورائد للابتكار التكنولوجي والصناعي، من خلال مجموعة مبتكرة من الحلول والمنتجات، المدعومة بتقنيات الذكاء الاصطناعي، فما الذي يقدمه المركز هذا العام؟، وما الجديد الذي يحمله للمستقبل؟. وفي تصريح خاص لـ«العين الإخبارية»، أوضح الدكتور محمد الخميري، المدير التنفيذي في ASPIRE – الذراع التقنية لمجلس أبحاث التكنولوجيا المتطورة – أن مشاركة المجلس في معرض "اصنع في الإمارات" تأتي ضمن جناح الصناعة المتقدمة والذكاء الاصطناعي، مشيرًا إلى أن هذه المشاركة تسلط الضوء على مجموعة من الحلول والابتكارات المحلية الرائدة، من بينها نماذج الذكاء الاصطناعي المعروفة باسم "فالكون"، والتي جرى تطويرها بأيادٍ إماراتية. وأكد أن هذه النماذج تُعد من بين أقوى نماذج الذكاء الاصطناعي عالميًا، حيث تتميز بكونها متعددة اللغات ومفتوحة المصدر، ما يجعلها قابلة للتطبيق في مجالات متعددة تشمل العلوم والصناعة والمؤسسات المختلفة. وأضاف أن الذكاء الاصطناعي وتقنياته، بما في ذلك البرمجيات والخوارزميات، قد تم توظيفها كذلك في قطاع النقل، ما يعكس مدى اتساع نطاق استخدام هذه التكنولوجيا المتقدمة في مختلف القطاعات الحيوية داخل الدولة. وتابع "هنا نرى سيارات الفورمولا وسيارات الباجي التي تستخدم في البيئات الوعرة، هي تعتبر آليات ذاتية القيادة باستخدام برامج خوارزميات الذكاء الاصطناعي التي يمكن التحكم بها وفي سرعتها وقيادتها في بيئات مختلفة، كذلك هناك الطائرات المسيرة، التي يمكن أن يستخدم بها الذكاء الاصطناعي، واليوم الذكاء الاصطناعي جزء لا يتجزأ من جميع الصناعات، وتتنافس به جميع الدول، وتعتبر الإمارات من الدول المتقدمة في هذا المجال". وأضاف الدكتور محمد الخميري "سيارة فورمولا المشاركة في المعرض، هي سيارة بدون سائق ذاتية القيادة، تدعم نظام حوسبة يمكنها من أن تكون ذاتية القيادة، وتدعم خوارزمات، وبرمجيات تساعدها، على أن تصل لسرعة 300 كيلومتر في الساعة، وتم تجربتها في حلبة ياس في منحنيات وتعرجات كبيرة، وأثبتت جدارتها، والسنة الماضية، كان هناك أول سباق فورمولا للسيارات بدون سائق، وهذا العام بتاريخ 15 نوفمبر/تشرين الثاني، ندعوكم لحضور السباق الثاني بمشاركة 11 دولة". وقال عن "اصنع في الإمارات"، "هذه هي النسخة الرابعة من المعرض، وفي كل عام نلاحظ زيادة حجم المعرض، والشركات المشاركة والجهات الوطنية المشاركة تزيد أيضا، والصناعات تزيد أيضا، مع تنوع كبير في المنتجات، ما بين الصناعات التقليدية، والصناعات التكنولوجية المتقدمة، حتى أصبحت الصناعات الإماراتية تنافس أكبر الدول، وأؤكد على كلام الدكتور سلطان الجابر، أن الصناعة مهمة جدا في بناء الدول وتوفير الوظائف، والدخول في سباق الصناعات مع الدول المتقدمة".

الإمارات.. نموذج عالمي في تطوير البنية التحتية الرقمية والذكاء الاصطناعي
الإمارات.. نموذج عالمي في تطوير البنية التحتية الرقمية والذكاء الاصطناعي

الاتحاد

time٢٧-٠٤-٢٠٢٥

  • الاتحاد

الإمارات.. نموذج عالمي في تطوير البنية التحتية الرقمية والذكاء الاصطناعي

رسخت دولة الإمارات موقعها كأحد أبرز النماذج العالمية في تطوير البنية التحتية الرقمية واعتماد تقنيات الذكاء الاصطناعي ضمن منظومة العمل الحكومي والخاص، وذلك بفضل مبادراتها المبتكرة واستثماراتها الضخمة في كل من البنية التحتية والكوادر البشرية المؤهلة.وفي خطوة رائدة إقليميا وعالمياً، أطلقت حكومة الإمارات في 2017 "استراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي" التي تهدف إلى رفع كفاءة الأداء الحكومي، وتطوير منظومة رقمية ذكية، وجعل الإمارات في صدارة الدول المستثمرة في تقنيات الذكاء الاصطناعي بحلول عام 2031، مع التركيز على قطاعات استراتيجية مثل النقل، والطاقة المتجددة، والتعليم، والصحة، والبيئة.وانعكس هذا التوجه في تحول رقمي شامل داخل القطاع الحكومي، إذ باتت الإمارات تحتل الريادة في تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي والبلوك تشين، ما جعلها في طليعة الدول على المستويين الإقليمي والعالمي.وتُعد الإمارات الدولة الأولى عالميًا للعام التاسع على التوالي في تغطية شبكة الألياف الضوئية، بنسبة تصل إلى 99.5% من إجمالي مساحة الدولة، ما يعكس تفوقها في تأسيس بنية تحتية رقمية متقدمة، وتحتل موقع الصدارة عالميًا من حيث سرعة الإنترنت، سواء على مستوى الشبكات المنزلية أو الهواتف المتحركة، بحسب تقارير Ookla الدولية، الأمر الذي يعكس كفاءة الشبكة الوطنية وقدرتها على دعم خدمات رقمية متطورة وشاملة.وأسهم اعتماد الحلول الرقمية والذكاء الاصطناعي في إحداث قفزات نوعية داخل الوزارات والمؤسسات الحكومية، حيث أُعيدت هيكلة بعض الخدمات الحكومية باستخدام تقنيات ذكية، ما أدى إلى تحسين تجربة المتعاملين ورفع جودة الخدمات.وتوجّت هذه الجهود بتصدر الإمارات المركز الأول عالميًا في "مؤشر البنية التحتية للاتصالات" ضمن تقرير الأمم المتحدة لمسح الحكومة الإلكترونية لعام 2024، الذي يسلط الضوء على جهود الحكومات في تسريع التحول الرقمي وتوظيف الذكاء الاصطناعي لتحقيق التنمية المستدامة.كما احتلت الدولة المرتبة الأولى إقليميًا في "مؤشر جاهزية الحكومة للذكاء الاصطناعي" الصادر عن مؤسسة "أوكسفورد إنسايتس"، والذي شمل 193 دولة، مستفيدة من الأداء المرتفع في الركائز الثلاث للمؤشر: كفاءة الحكومة، وتطور قطاع التكنولوجيا، وتوافر البيانات والبنية التحتية الرقمية.وبهذا المشهد المتكامل، تواصل الإمارات تأكيد موقعها المتقدم كدولة سبّاقة في استشراف المستقبل الرقمي وتكريس الذكاء الاصطناعي ركيزة رئيسية في عمل الحكومة.وأوضح مركز "إنترريجونال للتحليلات الاستراتيجية" في أبوظبي، أن توجه الإمارات الحثيث نحو الاستثمار في الذكاء الاصطناعي سيجعلها تتصدر وظائف هذا القطاع على مستوى المنطقة.وذكر المركز أن وظائف الذكاء الاصطناعي في الإمارات تشهد نموًا سنويًا بنسبة 74% وفق لينكد إن، ما يجعلها من أسرع الوظائف نموًا في الدولة. وأكد روب فان ديل، الشريك ورئيس قسم التحول الرقمي والتحليلات في شركة كيرني لمنطقة الشرق الأوسط وإفريقيا، أن دولة الإمارات لم تعد تتعامل مع الذكاء الاصطناعي كمجرد تجربة أو مشروع بحثي، بل بات بمثابة "نظام تشغيل" متكامل يعيد تشكيل القطاعين العام والخاص معاً، مشيراً إلى أن ما يحدث في الإمارات هو "حوكمة الذكاء الاصطناعي" بشكل مؤسسي ومتكامل.وأكد أن القطاع الخاص العالمي استجاب لتوجهات الإمارات في هذا المجال من خلال ضخ استثمارات بمليارات الدولارات من قبل كبريات الشركات.من جانبه قال فيصل حمادي، المدير والشريك في مجموعة بوسطن الاستشارية العالمية BCG، أن الإمارات لا تكتفي بتبني الذكاء الاصطناعي، بل تعمل على تطويره، في إطار نهج شامل تقوده الحكومة، مؤكداً أن الدولة انتقلت من مرحلة الطموحات والأفكار إلى مرحلة التنفيذ الواسع.بدوره أكد أحمد جمال، المدير الإقليمي لحلول الذكاء الاصطناعي في شركة "إنفيديا"- أدفانسد إنتغريشن الشريك الاستراتيجي لإنفيديا، أن دولة الإمارات، باتت سباقة في عالم الذكاء الاصطناعي إلى درجة أنها انتقلت من مرحلة الاستثمار في البنية التحتية والتقنيات إلى مرحلة تحقيق العوائد، لافتاً إلى أنها كانت من أوائل الدول التي تبنت نهجاً شاملاً لتقنيات الذكاء الاصطناعي.وقال الدكتور هيتندرا باتيل، مؤسس معهد الابتكار العالمي، إن ما أنجزته دولة الإمارات يعكس استيعاباً عميقاً لأهمية الذكاء الاصطناعي، حيث تم تبنيه بسرعة، تماشياً مع تسارع التغيرات على مستوى العالم، لافتاً إلى أن الإمارات تسير بخطى ثابتة وسريعة نحو المستقبل الرقمي، وهي تبني نموذجاً يُحتذى به في المنطقة والعالم.

الإمارات.. نموذج عالمي في تطوير البنية التحتية الرقمية والذكاء الاصطناعي
الإمارات.. نموذج عالمي في تطوير البنية التحتية الرقمية والذكاء الاصطناعي

البيان

time٢٧-٠٤-٢٠٢٥

  • البيان

الإمارات.. نموذج عالمي في تطوير البنية التحتية الرقمية والذكاء الاصطناعي

رسخت دولة الإمارات موقعها كأحد أبرز النماذج العالمية في تطوير البنية التحتية الرقمية واعتماد تقنيات الذكاء الاصطناعي ضمن منظومة العمل الحكومي والخاص، وذلك بفضل مبادراتها المبتكرة واستثماراتها الضخمة في كل من البنية التحتية والكوادر البشرية المؤهلة. وفي خطوة رائدة إقليميا وعالمياً، أطلقت حكومة الإمارات في 2017 "إستراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي" التي تهدف إلى رفع كفاءة الأداء الحكومي، وتطوير منظومة رقمية ذكية، وجعل الإمارات في صدارة الدول المستثمرة في تقنيات الذكاء الاصطناعي بحلول عام 2031، مع التركيز على قطاعات إستراتيجية مثل النقل، والطاقة المتجددة، والتعليم، والصحة، والبيئة. وانعكس هذا التوجه في تحول رقمي شامل داخل القطاع الحكومي، إذ باتت الإمارات تحتل الريادة في تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي والبلوك تشين، ما جعلها في طليعة الدول على المستويين الإقليمي والعالمي. وتُعد الإمارات الدولة الأولى عالميًا للعام التاسع على التوالي في تغطية شبكة الألياف الضوئية، بنسبة تصل إلى 99.5% من إجمالي مساحة الدولة، ما يعكس تفوقها في تأسيس بنية تحتية رقمية متقدمة، وتحتل موقع الصدارة عالميًا من حيث سرعة الإنترنت، سواء على مستوى الشبكات المنزلية أو الهواتف المتحركة، بحسب تقارير Ookla الدولية، الأمر الذي يعكس كفاءة الشبكة الوطنية وقدرتها على دعم خدمات رقمية متطورة وشاملة. وأسهم اعتماد الحلول الرقمية والذكاء الاصطناعي في إحداث قفزات نوعية داخل الوزارات والمؤسسات الحكومية، حيث أُعيدت هيكلة بعض الخدمات الحكومية باستخدام تقنيات ذكية، ما أدى إلى تحسين تجربة المتعاملين ورفع جودة الخدمات. وتوجّت هذه الجهود بتصدر الإمارات المركز الأول عالميًا في "مؤشر البنية التحتية للاتصالات" ضمن تقرير الأمم المتحدة لمسح الحكومة الإلكترونية لعام 2024، الذي يسلط الضوء على جهود الحكومات في تسريع التحول الرقمي وتوظيف الذكاء الاصطناعي لتحقيق التنمية المستدامة. كما احتلت الدولة المرتبة الأولى إقليميًا في "مؤشر جاهزية الحكومة للذكاء الاصطناعي" الصادر عن مؤسسة "أوكسفورد إنسايتس"، والذي شمل 193 دولة، مستفيدة من الأداء المرتفع في الركائز الثلاث للمؤشر: كفاءة الحكومة، وتطور قطاع التكنولوجيا، وتوافر البيانات والبنية التحتية الرقمية. وبهذا المشهد المتكامل، تواصل الإمارات تأكيد موقعها المتقدم كدولة سبّاقة في استشراف المستقبل الرقمي وتكريس الذكاء الاصطناعي ركيزة رئيسية في عمل الحكومة. وأوضح مركز "إنترريجونال للتحليلات الإستراتيجية" في أبوظبي، أن توجه الإمارات الحثيث نحو الاستثمار في الذكاء الاصطناع سيجعلها تتصدر وظائف هذا القطاع على مستوى المنطقة. وذكر المركز أن وظائف الذكاء الاصطناعي في الإمارات تشهد نموًا سنويًا بنسبة 74% وفق لينكيدإن، ما يجعلها من أسرع الوظائف نموًا في الدولة. وأكد روب فان ديل، الشريك ورئيس قسم التحول الرقمي والتحليلات في شركة كيرني لمنطقة الشرق الأوسط وإفريقيا، أن دولة الإمارات لم تعد تتعامل مع الذكاء الاصطناعي كمجرد تجربة أو مشروع بحثي، بل بات بمثابة "نظام تشغيل" متكامل يعيد تشكيل القطاعين العام والخاص معاً، مشيراً إلى أن ما يحدث في الإمارات هو "حوكمة الذكاء الاصطناعي" بشكل مؤسسي ومتكامل. وأكد أن القطاع الخاص العالمي استجاب لتوجهات الإمارات في هذا المجال من خلال ضخ استثمارات بمليارات الدولارات من قبل كبريات الشركات. من جانبه قال فيصل حمادي، المدير والشريك في مجموعة بوسطن الاستشارية العالمية BCG، أن الإمارات لا تكتفي بتبني الذكاء الاصطناعي، بل تعمل على تطويره، في إطار نهج شامل تقوده الحكومة، مؤكداً أن الدولة انتقلت من مرحلة الطموحات والأفكار إلى مرحلة التنفيذ الواسع. بدوره أكد أحمد جمال، المدير الإقليمي لحلول الذكاء الاصطناعي في شركة "إنفيديا"- أدفانسد إنتغريشن الشريك الإستراتيجي لإنفيديا، أن دولة الإمارات، باتت سباقة في عالم الذكاء الاصطناعي إلى درجة أنها انتقلت من مرحلة الاستثمار في البنية التحتية والتقنيات إلى مرحلة تحقيق العوائد، لافتاً إلى أنها كانت من أوائل الدول التي تبنت نهجاً شاملاً لتقنيات الذكاء الاصطناعي. وقال الدكتور هيتندرا باتيل، مؤسس معهد الابتكار العالمي، إن ما أنجزته دولة الإمارات يعكس استيعاباً عميقاً لأهمية الذكاء الاصطناعي، حيث تم تبنيه بسرعة، تماشياً مع تسارع التغيرات على مستوى العالم، لافتاً إلى أن الإمارات تسير بخطى ثابتة وسريعة نحو المستقبل الرقمي، وهي تبني نموذجاً يُحتذى به في المنطقة والعالم.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store