
لماذا مُنِعوا من الحج ؟!
لعل من أهم أسباب النجاح الكبير لموسم الحج هذا العام هو التطبيق الصارم لمنع الحج دون تصريح، ومعاقبة المخالفين؛ فقد ساهمت جهود الجهات الأمنية، من خلال حملاتها التوعوية المكثفة، ومراقبة المنافذ والطرق المؤدية إلى المشاعر المقدسة، في الحدِّ بشكل لافت من أعداد الحجاج غير النظاميين!
هذه المرة، لم يكن إعلان «لا حج بلا تصريح» مجرد شعار توعوي، بل كان تنبيهاً لكل من اعتاد المتاجرة بالمخالفات، سواء بتنظيم عمليات الحج غير النظامية الجماعية، أو الأفراد الذين رغبوا في التسلل أو التحايل على نقاط عبور الحجاج إلى مكة المكرمة، وهو ما أشار له المتحدث الأمني لوزارة الداخلية العقيد الشلهوب أن «لا حج بلا تصريح» ليست مجرد حملة لمنع دخول غير المصرح لهم، بل هي منظومة متكاملة تهدف إلى التوعية والوقاية من مخالفة الأنظمة، وكان الأثر واضحاً من خلال الأرقام المعلنة لأعداد المخالفين الذين تم ضبطهم أو إعادتهم، فلم يقتصر الأمر على منع دخول المخالفين أو الذين لا يحملون تصاريح للحج وحسب، بل شمل أيضاً إخراج المخالفين الذين ظنوا أنهم قد اختبأوا بين الحجاج داخل مكة!
فوفقاً لما أعلنه مدير الأمن العام ورئيس اللجنة الأمنية في الحج الفريق محمد البسامي، بلغ عدد من أُعيدوا من نقاط العبور أكثر من 269 ألف شخص لا يحملون تصريح حج، بينما بلغ عدد من أُخرجوا من مكة لمحاولتهم الحج بلا تصريح أكثر من 205 آلاف شخص، في حين تم ضبط أكثر من 415 مكتباً وهمياً للحج؛ وهي أرقام تعكس صرامة الجهات الأمنية التابعة لوزارة الداخلية في تطبيق الأنظمة!
هذا التشدد في منع الحج بلا تصريح يهدف -بالمقام الأول- إلى ضمان سلامة الحجاج النظاميين، وتيسير أدائهم لمناسكهم، وفق تقدير السلطات للسعة المكانية الآمنة والفعالية الخدمية اللازمة لإقامة الحجاج وحركتهم. ولا يمكن للمخالفين أن يعكروا صفو الحج، أو يسببوا الأذى لجموع الحجاج النظاميين، أو أن يشكلوا ضغطاً على الخدمات المقدمة لهم!
باختصار: الحج بلا تصريح ليس مجرد مخالفة للقانون وتحدٍّ لرجال الأمن، بل هو أيضاً مخالفة للشرع، الذي ألزم بطاعة ولي الأمر، وهو ما أكدته جهات الإفتاء وشؤون الحجاج في جميع البلدان الإسلامية!
أخبار ذات صلة
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الرياض
منذ 37 دقائق
- الرياض
أول وزير للعدل.. عُرف بالحزم والدقة والأمانة والإخلاصمحمد الحركان.. الحكيم النزيه
سيرة رجال ونساء وقفوا مخلصين خلف منجز بلادهم.. وتاريخ يروى لجيل اليوم حفاظاً على وحدة وطنهم واستقراره. محمد بن علي الحركان -رحمه الله- عَلَم مشهور، وشخصية لها حضورها الرسمي والعلمي والإعلامي، ترقى في مناصب قضائية، ثم بعد ذلك عينته القيادة العليا في مناصب قيادية كبرى، وُلد في المدينة المنورة عام 1333هـ، وأسرة آل حركان أسرة نجدية ترجع أصولها إلى مدينة عنيزة، وقد عُرف عنه النزاهة والورع والتقوى والصلاح والحكمة وسداد الرأي والعقلية الراسخة والتأني في إصدار الأحكام، إضافةً أنه معروف عنه الحِلم وكرم الخلق والتواضع وسمو النفس وعلو الهمة، فهو مدرسة في الخلق الكريم وقدوة حسنة، لا يخالف قوله عمله، فهو عالم رباني يعمل بما منحه الله إياه من العلم، ولم تغيره الكراسي التي تولاها وأشهرها وزارة العدل، بل الذي يعرف الحركان قبل هذه الوزارة هو نفسه بشخصيته الأولى، وقد سمعت جارنا الفاضل الشهم محمد المرشود -رحمه الله- يُثني عليه بتقواه وصلاحه، بل إنه كان سلساً وذا مرح ودعابة أحياناً، وقد وصفه المفتي الشيخ عبدالعزيز بن باز في كتابه (تحفة الإخوان) بتراجم بعض الأعيان بالعلامة، وأنه عالم فقيه وافر العقل. مضى على وفاة محمد الحركان 43 عاماً، ومازالت ذكراه باقية في أذهان من عرفوه عن قرب في العمل الرسمي أو خارج أروقة المناصب، فشخصية مثل الشيخ الحركان مؤثرة على من حولها فلا بد أن يلفت الانتباه ويجذب الأنظار وتحدق به الأبصار وتهفو إليه القلوب، فهو شخصية غير عادية من حيث الأخلاق والشمائل والخصال الكريمة ولا أبالغ إذا قلت أمة في رجل، فهو شخصية غنية في مجالات متعددة، وكان جدّه محمد قد انتقل من عنيزة إلى المدينة في رحلة مبكرة لعلها في أوائل القرن الرابع عشر الهجري واستقر بها يزاول التجارة ومعه ابنه علي، وبعد ما كبر علي تزوج وأنجب ولده محمد -شخصيتنا-، وتعلم فيها، وكانت المدرسة المشهورة هي المدرسة الشرعية والوحيدة النظامية هناك، أسسها الرائد التربوي أحمد أبو الفيض أبادي -رحمه الله- عام 1341هـ. مُعلّم أول كان من سعادة محمد الحركان -رحمه الله- أنه درس في المدرسة الشرعية، حيث كان فيها علماء أجلاء اختارهم أحمد أبو الفيض، وعلى رأس هذه الكوكبة محمد الطيب الأنصاري -رحمه الله-، حيث كان مدير المدرسة، وقد تأثر به شخصيتنا واستفاد من علمه وأخلاقه، فهو المُعلّم الأول للحركان، وقد لازمه ملازمة الظل للشخص، ودرس في هذه المدرسة التفسير والفرائض، وكان الأنصاري يدعم شخصيتنا الدعم المعنوي بكلمات التشجيع والتحفيز، وهكذا المُعلّم الناجح مع تلاميذه، حتى ولو كان الطالب مقصراً، أو أن ذكاءه لا يساعده على الاستيعاب والفهم، فهنا يأتي دور المُعلّم في الوقوف بجانب الطالب ودفعه إلى مواصلة العلم وتشجيعه والرفع من معنوياته، وإذا لم يكن لدى المُعلّم أو الشيخ فطانة للفروق الفردية بين التلاميذ فإنه قاصر بل فاشل. يقول المؤرخ إبراهيم السيف في كتابه (المبتدأ والخبر) في سيرة الحركان ذاكراً الأنصاري ودوره في حياته قائلاً: «وكان له الفضل بعد الله سبحانه وتعلى على تشجيع الشيخ محمد الحركان على مواصلة دراسته وترغيبه في طلب العلوم الدينية، لما توسّم فيه من ذكاء وكريم خلق، وكان لذلك أثره عليه في الجد والاجتهاد». اغتراف وانتفاع ودخل محمد الحركان -رحمه الله- مدرسة العلوم الشرعية وعمره سبعة أعوام، وحفظ القرآن وقد أتم العشرة، وتعلم مبادئ القراءة والكتابة والخط في هذه المدرسة، ثم بعد ذلك واصل شخصيتنا طلب العلم بالمسجد النبوي الذي كانت المذاهب الأربعة تُدرس فيه فهو قد عاصر العصر الذهبي من حيث حلقات العلم والدرس بجميع المذاهب الأربعة، وبما أن النجديين مذهبهم هو المذهب الحنبلي، درس الحركان المذهب الحنبلي على يد أستاذ ومعلم وفقيه بالمذهب الحنبلي اسمه محمد سعيد نعمان -رئيس مؤذني المسجد النبوي-، وكان العالم الموريتاني محمد التنبكتي قد درس عليه شخصياً علوم اللغة العربية، وذكر المؤرخ عبدالله البسام في كتابه (علماء نجد خلال ثمانية قرون) في ترجمة شخصيتنا أن من مشايخه رئيس محكمة المدينة القاضي سليمان العمري، والفقيه الحنبلي المشهور محمد التركي، ولعله أخذ عنه كذلك الفقه الحنبلي، والمذكور من أهالي عنيزة، وهؤلاء هم المدرسون بل العلماء الذين اغترف من علومهم وانتفع بأخلاقهم قبل علمهم، فالعالم إذا كان ذا علم وليس على خلق أصبح علمه عقيماً ومعدوم البركة ولا يمكن أن يؤثر التأثير الإيجابي في تلاميذه، فقد ينسى بعض الطلاب ما تعلموه، لكن ذاكرتهم نحو أستاذهم من حيث الخلق والتربية لا تمحى وهذا شيء مجرب. مؤهل للتدريس ورشّح محمد الطيب الأنصاري شخصيتنا للتدريس بالمسجد النبوي، ولعل ذلك 1352هـ، وعمره آنذاك 19 عاماً، وهي سن صغيرة، لكن نبوغه المبكر وهضمه للعلوم التي درسها على العلماء مكناه أن يكون مؤهلاً للتدريس، ولو لم يكن صالحاً للتدريس لما رشحه أستاذه الأنصاري، هذا العلامة، والتي كانت حلقته من أشهر حلقات العلم بالمسجد النبوي، وهو مدير المدرسة الشرعية، وكان له دور كبير في تطوير وتعليم الحركان، بل تبنيه له طيلة هذه المدة حتى جعله في كرسي التعليم بالمسجد النبوي، والأنصاري هذا هو خال المؤرخ والعالم والرائد عبدالقدوس الأنصاري، وقد كان تلميذاً من تلاميذه بالمسجد النبوي. ولمحمد الحركان -رحمه الله- تلاميذ درسوا عليه بالمسجد النبوي منهم إمام المسجد النبوي عبدالله الخربوش، وحامد عبداللطيف، وعبدالحميد سناري، وعبدالرحمن المحيميد، وسيف بن سعيد اليماني -رئيس هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالمدينة المنورة-، وعبدالله الحصين. انتقال نوعي وكان عام 1356هـ في حياة محمد الحركان -رحمه الله- انتقال نوعي في سيرته، إذ عُيّن قاضياً بالعُلا، ومارس الأعمال القضائية، وكانت العُلا في ذاك الزمن قرية صغيرة جداً، لكنه بعد مدة طلب الإعفاء من القضاء، وقبل طلبه، عاود التدريس بالمسجد النبوي الذي وجد فيه العطاء العلمي في مسجد رسول الله صلى الله وعليه وسلم، أفضل بقعة في العالم بعد المسجد الحرام، ولعل من حسن نية شخصيتنا وإخلاصه في نشر العلم أن الله وفقه وكتب له القبول في التدريس والتعليم، إذ إنه بعد ما اعتزل القضاء بالعُلا زاول التدريس مدة 15 عاماً تقريباً، من 1357هـ حتى 1372هـ، وقد كانت حلقته العلمية من أشهر الحلقات، وقد درس مع أساتذته الذين درّسوه وصار زميلاً لهم بالمسجد النبوي، وقدر درّس الفقه والعقيدة وغيرها من العلوم الشرعية. رئيس محكمة جدة وعُين محمد الحركان -رحمه الله- عام 1372هـ في جدة، فكان رئيساً لمحكمة جدة الكبرى من هذا التاريخ حتى عام 1390هـ، وقد حدّثني المؤرخ الرحالة محمد العبودي، وكان صديقاً لشخصيتنا، وألّف عنه كتاب، أنه لما علم أعيان جدة أنه الحركان سوف ينتقل من محكمة جدة إلى الجامعة الإسلامية نائباً لرئيسها، جاء وفد من أعيانهم إلى الملك سعود -رحمه الله- راجين منه بقاءه في محكمة جدة، وقد قَبِل رجاءهم –انتهى كلامه-، وهذه الواقعة تدل دلالة واضحة على عظم مكانة شخصيتنا لدى أهالي جدة، وأنه قاضٍ عادل ونظيف ونزيه، لا يحابي أحداً في الحق، ولا يميل مع أي جهة، لذلك أحبوه أهالي جدة لما شاهدوا من خصاله المتعددة، والتي أهمها إحقاق الحق في القضاء وإبطال الباطل، ولا ريب أن الحركان من أعلام القضاء في الوطن، وسوف يتربع على أعلى منصب يختص بشؤون القضاء والقضاة، لذلك فهو قاضٍ وخبير في الميدان القضائي، ولديه إلمام بالعمل الإداري في المحاكم الشرعية، وكانت محكمة جدة تابعة لرئاسة القضاء بمكة، ثم توحدت رئاسة القضاء وجمعت في رئاسة واحدة. مواكبة التطور ومكث محمد الحركان -رحمه الله- في محكمة جدة 18 عاماً، واستحدث في تلك المدة أنظمة في المجال القضائي والإداري، وقد تحدثت صحيفة الاقتصادية في مقال لها عن شخصيتنا وعن أعماله في جدة قائلةً: ظل في القضاء في جدة رئيساً للمحكمة مدة 18 عاماً من 1372هـ حتى 1390هـ، وفي هذه الفترة نمت وتطورت محكمة جدة، وواكبت تطور المملكة، حيث تنقلت في عدد من الأحياء القريبة من مركز البلد، لتخدم عامة الناس وذوي الحاجة الذين يسكنون في جدة، وليتمكنوا من الوصول إلى المحكمة دونما عناء أو تكلفة، حتى تم العثور على قطعة أرض فسيحة وتحققت هذه الأهداف، وسعى الحركان لدى الجهات المختصة لإصدار الموافقة والإذن ببناء هذا الموقع ليكون مقراً لهذه المحكمة، كما ازداد عدد القضاة في هذه المحكمة إلى أكثر من ستة قضاة حتى ذلك الوقت، خلافاً للقضاة العاملين في المحكمة المستعجلة بعد فصلها عن المحكمة الشرعية الكبرى التي كانت في السابق محكمة واحدة، وكذلك تغير مسمى المحكمة الشرعية إلى المحكمة الشرعية الكبرى. مجلس يومي وكان محمد الحركان -رحمه الله- محباً للعمل، حيث كان يعمل وقت وصوله إلى جدة صباحاً في المحكمة، وفي المساء كان له مجلس يومي في المنزل يقصده من يرغب من سكان جدة على اختلاف طبقاتهم ليحصلوا من وراء هذا اللقاء على الفتوى الشرعية، أو فض بعض المنازعات صلحاً بين الأطراف المتنازعة، أو الحصول على استشارات قضائية في أمور شرعية تخص المجتمع. وكُلّف الحركان مع نخبة من العلماء والمسؤولين في الدولة وبعض أعيان المملكة لدراسة وضع الطلبة السعوديين المبتعثين للدراسة في الدول العربية في عهد الملك سعود -رحمه الله-، فترأس وفد المملكة هذا، وكان ذلك قبل افتتاح جامعة الملك سعود في الرياض، بعد تلك الدراسة وقبل عودة الطلاب المبتعثين لتكملة دراستهم في المملكة تبرع الملك سعود بسبعة قصور في مدينة جدة لتكون مقراً لسكن الطلاب عند عودتهم للمملكة، كما كُلّف الحركان بتقديم دراسة وتصور لمنهاج الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة والمواد التي يتطلب تدريسها في هذه الجامعة قبل افتتاحها. أول وزير للعدل وعيّن الملك فيصل -رحمه الله- محمد الحركان -رحمه الله- وزيراً للعدل، نظراً لثقته فيه، فهو أول وزير للعدل، وكان مكان هذه الوزارة شارع الإمام عبدالعزيز بن محمد -شارع العصارات-، ولا يزال هذا المبنى قائماً، ثم انتقلت الوزارة إلى شارع الجامعة، وتعيّن شخصيتنا بعد وزارة العدل أميناً لرابطة العالم الإسلامي وظل فيه حتى وفاته، وتحدث عبدالله البسام -أحد أصدقاء شخصيتنا- قائلاً: وصار لرابطة العالم الإسلامي نشاط ملموس، فهو لا يفتأ من الرحلات إلى دول العالم الإسلامي، ولا يفتأ عند مقابلة الوفود الإسلامية القادمة إلى المملكة، مما أظهر للرابطة نشاطاً وحركة إسلامية دائبة، وكان يتحمل في ذلك المشاق، لكنه يعتبر ذلك في سبيل الله، ثم في سبيل إنجاح الرابطة، وقال الرحالة المؤرخ محمد العبودي عن شخصيتنا: عرفت في محمد الحركان النشاط المتواصل والحزم في الأمور والدقة في العمل إلى جانب ما عرفه غيري من الأمانة والنزاهة والإخلاص -انتهى كلامه-. تواضع وهدوء وتحدث الصحفي المخضرم خالد الحسيني عن محمد الحركان -رحمه الله- في مقال له أرسله إلي مشكوراً قائلاً: التقيت بالشيخ محمد علي الحركان بداية عملي الصحفي 1397هـ في صحيفة البلاد أميناً عاماً لرابطة العالم الإسلامي في مقرها في قصر السقاف، القصر الذي سكنه الملك عبدالعزيز -رحمه الله- فترة وجوده في مكة المكرمة، كان للرابطة برامج مكثفة طوال العام، ومن ذلك استضافة العديد من اللقاءات واجتماعات المجلس التأسيسي للرابطة برئاسة الشيخ عبدالعزيز بن باز -رحمه الله-، وعُرف الحركان بتواضعه وهدوئه وطيب معشره، التقيت به طوال فترة أمانته للرابطة، وكنت أتواصل معه للتعليق على مناسباتها، ووجدت فيه نعم الإنسان، طيب المعشر، ترك أثراً عند كل من عرفه بعد رحيله، وهو أول وزير للعدل في المملكة بعد تحويل رئاسة القضاء إلى وزارة العدل، وله تاريخ في العمل الشرعي، ومن ذلك تدريسه وإمامته للمصلين في المسجد النبوي، وتوفي في رجب 1403هـ، ودفن في مقابر المعلا في مكة -رحمه الله-. وذكر حاتم قاضي عن شخصيتنا قائلاً: تشرفت بالعمل مع الحركان لنحو ثلاثة أعوام انتهت بمرضه، ثم انتقاله إلى رحمة الله تعالى، كنت سكرتيراً خاصاً، ثم مديراً عاماً لمكتبه بمكة المكرمة، عندما كان يشغل منصب الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، وأما فترة عمله كرئيس لمحاكم جدة ثم وزير للعدل في عهد الملك فيصل -رحمه الله- فحينها كنت على مقاعد الدراسة، لكن بالطبع سمعته مثل الذهب الصافي.


الرياض
منذ 37 دقائق
- الرياض
دعم لا حد له للوطن بشكل عام والرياضة بشكل خاصمحمد بن سلمان.. الدافع للانتصار والمحفز للأمجاد
صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ـ حفظه الله ـ، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، شخصية فريدة ونادرة ذات طموح عال، ورؤية لا تدانى، وبصماته واضحة في جميع الميادين، يأتي خلفه في كل مجال يدخله إرثاً كبيراً من المنجزات والقيم النبيلة، هو بحق وحقيقة يعتبر مدرسة في وطننا العظيم والعالم العربي والإسلامي والعالم أجمع. وقد كان لاتجاهه الإنساني الجذاب، ولشخصيته فائقة التواضع، وحـبه لله وللناس ولوطنه وللشعوب العربية ورؤيته الطموحة «2030» وتنوع معارفه أثر بارز في جميع من عرفه إنساناً وقائداً لمملكتنا الحبيبة، وهذه المسيرة الممتدة في ولايته للعهد، والتي أنجز فيها الكثير. فقد جاء استقبال سموه مؤخراً وفدين رياضيين خلال فترة زمنية قصيرة، بحضور صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن تركي بن فيصل بن عبدالعزيز وزير الرياضة رئيس اللجنة الأولمبية والبارالمبية السعودية، الأول وفد نادي الأهلي بمناسبة تتويج الفريق ببطولة دوري أبطال آسيا للنخبة 2025 للمرة الأولى في تاريخه، وهنأ سموه مسؤولي ولاعبي فريق النادي الأهلي بهذا المنجز الوطني الكبير، وتقديمهم المستويات الفنية المتميزة التي عكست حجم التطور الذي يشهده القطاع الرياضي، وحث الفريق على ضرورة مواصلة العمل وبذل مزيد من الجهود؛ لرفع اسم المملكة عالياً في المحافل العالمية كافة. كما استقبل سموه أيضاً لاعب المنتخب السعودي لألعاب القوى البارالمبية عبدالرحمن القرشي؛ بمناسبة تحقيقه ميدالية ذهبية في دورة الألعاب البارالمبية بباريس، وقدم سمو ولي العهد التهنئة للبطل عبدالرحمن القرشي بمناسبة تحقيقه لهذا المنجز الرياضي، ومواصلته تسجيل النجاحات في المشاركات العالمية، مؤكداً أن هذا الإنجاز يُعد دافعاً لجميع الرياضيين والرياضيّات السعوديين لبذل المزيد من الجهود نحو تحقيق الأهداف ورفع راية الوطن في مختلف المحافل المقبلة. نقبل الرياضة وشؤونها من الهواية إلى أعلى درجات الاحتراف كما أن لسموه ـ رعاه الله ـ دوراً هائلاً في تحقيق مصالح الوطن والمواطن، وقدَّم دعماً كبيراً للرياضة والرياضيين، ولقد كان لفكره النير وعزيمته الكبيرة وأعماله الجليلة الدور المهم في تحسين أحوال الرياضة والصعود بمستويات ممارساتها وفق معايير دولية، علاوة على بذل قصارى الجهد من أجل المواصلة في تميزها في جميع مجالات أنشطتها من أجل تمكين مملكتنا من إحراز منزلة لائقة بين دول العالم المتطور، وساهم في إطلاق «مشروع استقطاب نخبة اللاعبين» الذي كان بمثابة نقطة التحول في تحويل الدوري السعودي إلى وجهة لأبرز اللاعبين في سوق الانتقالات العالمية، وإطلاق مشروع تخصيص الأندية الرياضية واستثمارها الذي نتج عنه دخول شركات صندوق الاستثمارات العامة لشراء ملكية الأندية. دعم «أبو سلمان» مسيرة الرياضة بشكل عام، ولعبة كرة القدم بشكل خاص، جعل المملكة تحظى بشرف استضافة الكثير من الأحداث الرياضية في سنواتها الأخيرة، وأهمها كأس آسيا 2027، وكأس العالم 2034، وكذلك والاحتكاك مع منتخبات وفرق كروية تنتمي إلى المستوى الفني والجسماني العالي، وإلى مدارس رياضية مختلفة وتحمل طابعاً فكرياً كروياً متنوعاً. وتمكن بجهوده الدؤوبة أن يكون بحق وحقيقة قائد المسيرة الناجحة للرياضة السعودية، وقد قدم دعماً لا حد له للوطن بشكل عام والرياضة بشكل خاص، وساهم هذا الدعم الكبير بتجاوز الأندية السعودية مشاكل عالقة في الاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا» من خلال سداد كافة المستحقات العالقة وحل القضايا المنظورة، ودفع بمسيرة التنمية الرياضية وتعزيز التنافسية، من خلال إنشاء استراتيجية الدعم وحوكمة العمل في الأندية وضخ الكثير من المبالغ لتحسين البيئة الداخلية وتطوير هيكلة العمل ليضاهي الأندية العالمية، وليحتل وطنه منزلة متميزة بين دول العالم الكبرى، وفي ظل ريادته رفع فريق الأهلي لكرة القدم ولاعب المنتخب السعودي لألعاب القوى البارالمبية عبدالرحمن القرشي اسم وطنهم عالياً. هكذا عرفناهم.. وهكذا كان شعار سمو ولي العهد الانتصار والفرحة للوطن.. فهو الدافع للانتصار والمحفز للأمجاد الرياضية.


الرياض
منذ 37 دقائق
- الرياض
عابر سبيليسر وطمأنينة
كان حج هذا العام -ولله الحمد والمنة- مع اليسر والطمأنينة روحانية كبرى فرضها التنظيم المثالي للحج، وبما تم من منع المخالفين وكل من أراد من هذا الحج تسويق أو تجارة دنيوية.. هنا ومع تلك الأفضليات كان من غير الإنصاف أن يمر حج هذا العام، من دون ذكر كل الإيجابيات الصغيرة والكبيرة التي كان عليها، ما أوجد بيئة مثالية رائعة أكدها الحجاج وتسابقت وسائل الإعلام على عرضها.. فالتنظيم كان بمنتهى الدقة، فلا تزاحم في الجمرات، ولا تقاطع في عرفة؛ كذلك الطواف والسعي في الحرم كان على درجة كبيرة من الإتقان والسعة. ولا تزال بلادنا تواصل خطاها لتجعل من الحج فريضة سهلة التنفيذ، ميسرة لجميع المسلمين، بفئاتهم العمرية كافة، للشيخ والطفل، للمرأة والرجل، ومع هذا فقد نجحنا في التصدي لأي محاولة تسعى لمخالفة التعليمات الرسمية، أو محاولة توظيف الحج لأغراض لا تمتّ إلى مقاصده بشيء. أو تحاول أن تعكر صفو وروحانية الركن وتشوّه صورته، ما يفرض على الجميع احترام النُظم التي وُضعت لخدمة الحجيج أنفسهم ولأن الحج ينجح بكل تفاصيله فلأنه تحت إشراف وإدارة سعودية، ومن أراد الحج فعليه أن يلتزم بقوانين السعودية، وما أرادته هذه البلاد من يسر واحترام للمنسك، أما من أراد غير ذلك فليبق في بلاده غير مأسوف عليه، ولا علينا إن تقافزت الاحتجاجات أو تعالت المطالبات، فما يعني بلادنا هو سلامة الحج والحجيج، أما من يحاولون العبث من العابثين فسيتم التعامل معهم وفق النظام وما يضمن سلامة الحجاج وتيسير نسكهم. ولن يكون هناك أي تسامح مع من يريدون القفز على الأنظمة، بل إنها باتت غير مقبولة لأن الأمر يخص حق يملكه كل حاج قدم إلى الديار المقدسة بأن يجد الراحة والهدوء وكل ما يعينه على أداء مناسكه، مستندا على إجراءات أمنية جعلته أكثر اطمئنانا وانطلاقا نحو عباداته، وخدمات صحية مجانية ميسرة لكل قاصد البيت العتيق، فهل قرأ أولئك التاريخ جيداً ليعرفوا كيف كان الحج مكلفاً في العهود الماضية حتى قيام الدولة السعودية، بل ماذا يريدون أكثر مما تقدمه السعودية الآن؟.. فلم تصل دولة خلال التاريخ الحديث، إلى درجة من إتقان التنظيم وتقديم الخدمات للتجمعات المليونية، كما وصلت إليه السعودية. المهم في القول إن النجاح السعودي الباهر ينطلق من التزام ديني وأخلاقي لكل سعودي تجاه قاصدي الأراضي المقدسة، وفق التوجيه الرباني أن الحج شعيرة روحانية تحتاج إلى السكينة واليسر لتنفيذ مناسكها، وحين يكون هناك عابثون؛ فمن دون شك أن المتضررين هم الحجاج، ولا شك أن التسامح تجاه العبث سيزيد من مداه وأفقه، والوقوف أمامه بصرامة وقوة يقتلعه من جذوره.