
136 عامًا على افتتاح برج إيفل للجمهور.. أعظم الإنجازات الهندسية بالعالم
تتزيّن باريس بمعالم تأسر القلوب قبل العيون، من ضفاف نهر السين الحالمة إلى شوارع الشانزليزيه المترفة، مرورًا باللوفر وسحر فنونه، وصولًا إلى التاج الحديدي الذي يعلو المدينة بفخر 'برج إيفل'، الرمز الأشهر لفرنسا، وأحد أعظم الإنجازات الهندسية في العالم، فمنذ أن شُيّد في عام 1889، بات البرج أكثر من مجرد هيكل معدني؛ وأصبح أيقونة تتوسط الأفق الباريسي، ووجهة يتقاطر إليها الملايين سنويًا للتمتع بمنظر المدينة، حيث يبدو التاريخ نابضًا من كل زاوية، ولا يكتمل حديث عن باريس دون ذكر هذا المعلم الفريد الذي اختصر في قامته روح المدينة وأصالتها.
افتتاح برج إيفل
زي النهارده.. افتتاح برج إيفل للجمهور
ففي مثل هذا اليوم، '6 مايو عام 1889'، شهدت العاصمة الفرنسية باريس لحظة تاريخية فارقة بافتتاح أحد أشهر المعالم في العالم أمام الجمهور، وهو برج إيفل، الذي أصبح منذ ذلك الحين رمزًا عالميًا للمدينة، وواحدًا من أبرز الإنجازات المعمارية في العصر الحديث، وقد افتُتح البرج كجزء من المعرض العالمي (إكسبو 1889)، الذي نُظم احتفالًا بالذكرى المئوية للثورة الفرنسية، وقد صممه المهندس الشهير 'جوستاف إيفل'، الذي نُقش اسمه لاحقًا على جدران المجد بفضل هذا العمل الجريء والمبتكر.
كان برج إيفل البالغ ارتفاعه 300 متر أطول مبنى في العالم عند افتتاحه للجمهور، ولم يُكسر هذا الرقم إلا بعد أكثر من أربعين عامًا، وقد أدهش البرج زواره الأوائل بهيكله المعدني الضخم والمبتكر، إذ تم تجميع أكثر من 18 ألف قطعة حديدية باستخدام أكثر من مليون مسمار، في وقت لم يكن فيه التطور الصناعي كما نعرفه اليوم.
افتتاح برج إيفل للجمهور
تاريخ برج إيفل.. تم وصفه بالبداية بالعمود الحديدي البشع
ورغم هذه العظمة، لم يكن استقبال الباريسيين للبرج في البداية بالإجماع؛ فقد هاجمه كثير من الفنانين والمثقفين آنذاك، واعتبروه تشويهًا لأفق المدينة، بل أطلق عليه البعض "العمود الحديدي البشع"، لكن ما لبث أن تحول إلى رمز محبوب وعلامة فارقة في الهوية الفرنسية، إذ أصبح مع مرور السنوات عنصرًا مركزيًا في الثقافة البصرية والسياحية لفرنسا.
ومنذ افتتاحه للزوار، جذب برج إيفل ملايين السيّاح من جميع أنحاء العالم، ويُقدّر أن نحو 7 ملايين شخص يزورونه سنويًا، ما يجعله من أكثر المعالم استقطابًا للسياح في العالم، وأصبح مسرحًا للفعاليات الثقافية والعروض الضوئية، ومعلمًا يحتفل من خلاله الفرنسيون بلحظاتهم الوطنية الكبرى، وليس فقط منصة لمشاهدة باريس من الأعلى.
واليوم، وبعد مرور أكثر من 130 عامًا على افتتاحه، لا يزال برج إيفل يقف شامخًا، متحديًا الزمن، شاهدًا على عبقرية الإنسان وقدرته على صناعة الدهشة من الحديد والخيال، فهو قصيدة عملاقة من المعدن، تروي حكاية عشق لا تنتهي بين باريس والسماء.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


زهرة الخليج
منذ 3 أيام
- زهرة الخليج
معالم أثرية ترمز إلى الحب.. وتروي قصصاً خالدة
#منوعات في معتقدات الكثيرين منا، هناك أماكن يُقال: إنها تجلب الحظ عند زيارتها، سواء كان ذلك مجرد اعتقاد، أو بسبب أنها شهدت قصص حب خالدة تناقلتها الأجيال عبر الأزمان، وبقيت راسخة في الذاكرة، أو لأن الكتب والروايات تحدثت عنها بأسلوب جميل وسردٍ يجعلنا نشعر كأننا نعيش داخل القصة، والمكان. وبمرور الوقت، أصبحت لدى الكثيرين رغبة في زيارتها، والوقوف فيها، لتأمل كل تفاصيلها، واستعادة وقائع القصة في مخيلتنا أثناء التجوّل في المكان.. فكم هو شعور جميل! هناك العديد من المعالم الأثرية الخالدة، التي تنبض بالحياة عند شروق الشمس وغروبها. لنتعرف، معًا، على بعض هذه الأماكن المميزة. قلعة توريكيارا - إيطاليا: قلعة توريكيارا تطل قلعة توريكيارا على وادي بارما، وترمز إلى حب الكونت الإيطالي بيير ماريا الثاني لبيانكا بيليغريني. اكتمل تشييد القلعة عام 1460، وهي مشهورة بلوحاتها الجدارية، خاصة في «الغرفة الذهبية»، التي تُجسد قصة حبهما الملكي، كما تُوفر القلعة دخولًا مجانيًا للزوار في أيام عدة. برج إيفل - فرنسا: برج إيفل تم بناء برج إيفل بواسطة غوستاف إيفل، لمعرض باريس العالمي عام 1889، بمناسبة مرور قرن على الثورة الفرنسية. ورغم أنه لم يُشيَّد ليكون رمزاً للحب، فإنه أصبح المعلم الأكثر شهرة في «مدينة الحب». شهد هذا البرج عقوداً من المواعيد الرومانسية، والاعترافات العاطفية، وحتى خيبات الأمل، ما جعله عنصراً أساسياً في العديد من الأفلام الكوميدية الرومانسية. قلعة بولدت - الولايات المتحدة الأميركية: قلعة بولدت تقع قلعة بولدت على في منطقة ثاوزند أيلاند في نيويورك، حيث بُنيت على نهر سانت لورانس من قِبَل المليونير جورج سي بولدت، مالك فندق «والدورف أستوريا» في نيويورك، لزوجته لويز. وكان من المفترض أن يتكون المبنى من ستة طوابق، و120 غرفة، مع حدائق إيطالية، وجسر متحرك، لكن البناء توقف عندما توفيت لويز بعد أربع سنوات. وفي عام 1977، استحوذت هيئة «جسر ثاوزند أيلاند» على القلعة، وتم ترميمها، والحفاظ عليها، وهي الآن مفتوحة للزوار. دير سويت هارت - اسكتلندا: دير سويت هارت تم بناء دير سويت هارت من الحجر الرملي الأحمر بواسطة السيدة ديرفورجويلا، من جالواي، تخليداً لذكرى زوجها النبيل الاسكتلندي جون باليول، الذي توفي عام 1268. وقامت السيدة بتحنيط قلبه، ووضعه في نعش من الفضة والعاج. وعندما توفيت، تم دفنها مع النعش داخل كنيسة الدير. ومنذ إيقاف تشغيله، أصبح الدير مفتوحًا للزوار. معبد كوداي-جي - اليابان: معبد كوداي-جي شُيّد معبد كوداي-جي، وهو معبد بوذي زِن، عام 1605، على يد كيتا نو ماندوكورو، المعروفة باسم «نيني»، تكريماً لزوجها تويوتومي هيديوشي، الذي كان له دور بارز في توحيد اليابان. وأصبحت «نيني» كاهنة في المعبد، واتخذت اسم «كودايين كوجيتسوني»، وكلاهما مدفون في الموقع، الذي يضم حدائق جميلة وأضرحة، ويُعرف المعبد، رسميًا، باسم «كوداي-جي-جوشوزنجي»، وهو مفتوح للزوار. قصر ميرابل - النمسا: قصر ميرابل بُني قصر ميرابل في النمسا عام 1606، على يد الأمير رئيس الأساقفة وولف ديتريش لحبيبته سالومي ألت. يضم القصر، اليوم، مكتب عمدة سالزبورغ، ومرافق أخرى، كما تُقام حفلات الزفاف في المبنى الفخم، وحدائقه الساحرة، وأصبح القصر، أيضاً، موقعاً لتصوير العديد من الأفلام. تاج محل - الهند: تاج محل يُعد تاج محل رمزاً خالدًا للحب، إذ بناه الإمبراطور المغولي شاه جهان، في القرن السابع عشر، كضريح لزوجته ممتاز محل، تعبيرًا عن حبه الأبدي لها. ويُصنف تاج محل ضمن عجائب الدنيا السبع، كما أنه مدرج ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو. ويظل هذا المعلم المذهل محط أنظار العالم، حيث يأسر القلوب بجماله، سواء عند رؤيته مباشرة، أو عبر الصور والأفلام.


العين الإخبارية
٠٩-٠٥-٢٠٢٥
- العين الإخبارية
تذكرة إكسبو عمرها 85 عاما.. اليابان تعوض متضرري الحرب العالمية!
سُمح لرجل بالدخول إلى معرض إكسبو العالمي في أوساكا باستخدام تذكرة لمعرض اليابان الدولي الكبير، إكسبو طوكيو لعام 1940، رغم إصدارها منذ 85 عاما. والتذكرة كانت مخصصة للدخول لمعرض إكسبو طوكيو الذي تم إلغائه من الأصل مع تصاعد الحرب العالمية الثانية، وفقًا للمنظمين. وبحسب صحيفة الغارديان، صدرت تذاكر إكسبو طوكيو الدولي في طوكيو عام 1938، ولكن تم تأجيله إلى أجل غير مسمى مع انخراط اليابان في الحرب العالمية الثانية. وأعلن منظمو معرض إكسبو 2025 في مدينة أوساكا ، الذي افتُتح في أبريل/نيسان ويستمر حتى منتصف أكتوبر/تشرين الأول، في بيان أنهم قرروا السماح لحاملي تذاكر معرض عام 1940 بالدخول، مع تجديدهم لصلاحية استخدام هذه التذاكر لعدم الاستفادة منها في المناسبة المخصصة لها منذ ما يقرب من 100 عام. وذكر البيان أنهم استبدلوا إحدى تذاكر إكسبو طوكيو 1940 القديمة يوم الاثنين بتذكرتين لمعرض إكسبو 2025. وأفادت وسائل إعلام محلية أن حامل تذكرة عام 1940 هو فوميا تاكيناوا، البالغ من العمر 25 عامًا، والمقيم في طوكيو والذي كان يزور منزل والديه في أوساكا. وأفادت صحيفة ماينيتشي شيمبون اليومية ووسائل إعلام أخرى أن تاكيناوا يعد من هواة جمع التذكارات المتعلقة بالمعرض، وقد اشترى تذكرة عام 1940 عبر الإنترنت في مارس/آذار. ونشرت الصور له وهو يبتسم ويحمل التذكرة القديمة، التي تتميز بتصميم متقن باللونين الأحمر والأسود. وبدأت معارض إكسبو، أو المعرض العالمي، الذي جلب برج إيفل إلى باريس، بمعرض كريستال بالاس في لندن عام 1851، ويُقام الآن كل خمس سنوات في مواقع مختلفة. وأعلن منظمو معرض إكسبو 2025 يوم الاثنين أن معارض إكسبو السابقة في اليابان - في أوساكا عام 1970 وفي منطقة آيتشي عام 2005 - اتبعت سياسات مماثلة لمنح "تذاكر دعوة" لحاملي بطاقات الدخول لمعرض عام 1940. وقال تاكيناوا بأنه من مُعجبي برج الشمس الضخم باللونين الأبيض والأحمر، رمز معرض إكسبو أوساكا عام 1970، والذي لا يزال قائمًا في إحدى حدائق المدينة. aXA6IDMxLjU4LjI1LjI0MiA= جزيرة ام اند امز GB


البوابة
٠٦-٠٥-٢٠٢٥
- البوابة
136 عامًا على افتتاح برج إيفل للجمهور.. أعظم الإنجازات الهندسية بالعالم
تتزيّن باريس بمعالم تأسر القلوب قبل العيون، من ضفاف نهر السين الحالمة إلى شوارع الشانزليزيه المترفة، مرورًا باللوفر وسحر فنونه، وصولًا إلى التاج الحديدي الذي يعلو المدينة بفخر 'برج إيفل'، الرمز الأشهر لفرنسا، وأحد أعظم الإنجازات الهندسية في العالم، فمنذ أن شُيّد في عام 1889، بات البرج أكثر من مجرد هيكل معدني؛ وأصبح أيقونة تتوسط الأفق الباريسي، ووجهة يتقاطر إليها الملايين سنويًا للتمتع بمنظر المدينة، حيث يبدو التاريخ نابضًا من كل زاوية، ولا يكتمل حديث عن باريس دون ذكر هذا المعلم الفريد الذي اختصر في قامته روح المدينة وأصالتها. افتتاح برج إيفل زي النهارده.. افتتاح برج إيفل للجمهور ففي مثل هذا اليوم، '6 مايو عام 1889'، شهدت العاصمة الفرنسية باريس لحظة تاريخية فارقة بافتتاح أحد أشهر المعالم في العالم أمام الجمهور، وهو برج إيفل، الذي أصبح منذ ذلك الحين رمزًا عالميًا للمدينة، وواحدًا من أبرز الإنجازات المعمارية في العصر الحديث، وقد افتُتح البرج كجزء من المعرض العالمي (إكسبو 1889)، الذي نُظم احتفالًا بالذكرى المئوية للثورة الفرنسية، وقد صممه المهندس الشهير 'جوستاف إيفل'، الذي نُقش اسمه لاحقًا على جدران المجد بفضل هذا العمل الجريء والمبتكر. كان برج إيفل البالغ ارتفاعه 300 متر أطول مبنى في العالم عند افتتاحه للجمهور، ولم يُكسر هذا الرقم إلا بعد أكثر من أربعين عامًا، وقد أدهش البرج زواره الأوائل بهيكله المعدني الضخم والمبتكر، إذ تم تجميع أكثر من 18 ألف قطعة حديدية باستخدام أكثر من مليون مسمار، في وقت لم يكن فيه التطور الصناعي كما نعرفه اليوم. افتتاح برج إيفل للجمهور تاريخ برج إيفل.. تم وصفه بالبداية بالعمود الحديدي البشع ورغم هذه العظمة، لم يكن استقبال الباريسيين للبرج في البداية بالإجماع؛ فقد هاجمه كثير من الفنانين والمثقفين آنذاك، واعتبروه تشويهًا لأفق المدينة، بل أطلق عليه البعض "العمود الحديدي البشع"، لكن ما لبث أن تحول إلى رمز محبوب وعلامة فارقة في الهوية الفرنسية، إذ أصبح مع مرور السنوات عنصرًا مركزيًا في الثقافة البصرية والسياحية لفرنسا. ومنذ افتتاحه للزوار، جذب برج إيفل ملايين السيّاح من جميع أنحاء العالم، ويُقدّر أن نحو 7 ملايين شخص يزورونه سنويًا، ما يجعله من أكثر المعالم استقطابًا للسياح في العالم، وأصبح مسرحًا للفعاليات الثقافية والعروض الضوئية، ومعلمًا يحتفل من خلاله الفرنسيون بلحظاتهم الوطنية الكبرى، وليس فقط منصة لمشاهدة باريس من الأعلى. واليوم، وبعد مرور أكثر من 130 عامًا على افتتاحه، لا يزال برج إيفل يقف شامخًا، متحديًا الزمن، شاهدًا على عبقرية الإنسان وقدرته على صناعة الدهشة من الحديد والخيال، فهو قصيدة عملاقة من المعدن، تروي حكاية عشق لا تنتهي بين باريس والسماء.