
قمة الصين-أوروبا.. اتفاق بشأن المعادن والمناخ وخلاف حول التجارة وروسيا
وأصبحت قضية سلاسل توريد المعادن الأرضية النادرة موضوعاً متزايد الأهمية في النقاشات العالمية. وخلال الاجتماع رفيع المستوى مع الرئيس الصيني شي جين بينج الخميس، قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين إن الاتحاد الأوروبي "لا يسعى إلى فك الارتباط أو قطع سلاسل التوريد مع الصين، ويرحب باستثمارات الشركات الصينية ومزاولتها للأعمال في أوروبا".
وأضافت فون دير لاين خلال مؤتمر صحافي في بكين بعد القمة: "اتفقنا على آلية محسّنة لتوريد الصادرات. بمعنى آخر، إذا ظهرت اختناقات، يمكن لهذه الآلية أن تتدخل فوراً لتفحص وتحل المشكلة أو القضية القائمة".
وتُظهر بيانات الجمارك الصينية أن صادرات الصين من المغناطيسات إلى الاتحاد الأوروبي شكّلت نحو نصف الشحنات في يونيو، وهو أعلى معدل في العام الجاري، وقد تم منح المزيد من التراخيص وفقاً للقوانين واللوائح.
وقال وزير الخارجية الصيني وانج يي، خلال جولة أوروبية في 3 يوليو، إن "صادرات المعادن النادرة لن تصبح قضية خلافية بين الصين والاتحاد الأوروبي".
وأضاف أن من حق أي دولة ذات سيادة، وضمن مسؤولياتها الدولية، أن تفرض تنظيمات ضرورية على السلع ذات الاستخدام المزدوج، أي التي يمكن استخدامها لأغراض مدنية وعسكرية. كما أشار إلى أن الحكومة الصينية أنشأت آلية "المسار السريع" لتسهيل الصادرات إلى الشركات الأوروبية.
وقال فنج تشونج بينج، مدير معهد الدراسات الأوروبية في الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية ورئيس الجمعية الصينية للدراسات الأوروبية، في مقابلة مع "الشرق": "الأوروبيون يتحدثون دائماً عن (تقليل المخاطر)، لكنهم يتبعونها فوراً بعبارة (لا لفك الارتباط)، لأن فك الارتباط مستحيل".
وأضاف أن الجانبين يشتركان في مصالح اقتصادية عميقة، "فالاقتصاد الأوروبي لا يمكن أن يستغني عن الصين. أوروبا، كونها ثاني أكبر شريك تجاري للصين، تُعد من أهم الأسواق التصديرية لها".
الذكرى الخمسون.. "مرحلة حرجة في التاريخ" أم "نقطة تحول"؟
ورحبت الغرفة التجارية الأوروبية في الصين الجمعة، بنتائج قمة الصين والاتحاد الأوروبي، وقالت في بيان إن الاجتماع "تجاوز التوقعات". وسلطت الضوء على عدة تطورات إيجابية، من بينها البيان المشترك الذي أكد الالتزام المتبادل بمكافحة تغير المناخ، وإنشاء آلية محسّنة لتوريد الصادرات.
وقال ينس إسكيلوند، رئيس غرفة التجارة الأوروبية في الصين لـ"الشرق" إن الذكرى الخمسين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الاتحاد الأوروبي والصين تمثل فرصة ليس فقط للاعتراف بالنجاحات، بل أيضاً لإجراء "فحص صيانة" للعلاقة.
وفي اليوم نفسه، أعلنت وزارة الخارجية الصينية عن توصل الجانبين إلى عدة اتفاقيات مهمة، خصوصاً في مجالي تغير المناخ والرقابة على الصادرات.
وخلال اجتماع القمة في بكين يومي 24 و25 يوليو لإحياء الذكرى الخمسين للعلاقات الدبلوماسية، قال الرئيس الصيني شي جين بينج إن العلاقات بين الصين والاتحاد الأوروبي وصلت إلى "منعطف حاسم آخر في التاريخ"، في حين وصفت أورسولا فون دير لاين العلاقة بأنها تمر بـ"نقطة تحول".
وقال وزير الخارجية الكرواتي جوردان جرليتش رادمان، خلال زيارته للصين قبل القمة، لـ"الشرق" إن المنافسة موجودة، "لكن التعاون هو الخيار الوحيد لضمان مستقبل الأجيال القادمة".
وأضاف: "قد تكون هناك اختلافات بين الصين والاتحاد الأوروبي، لكننا بحاجة إلى الحوار للحفاظ على قنوات الاتصال مفتوحة، وتحقيق علاقة متوازنة ومتكافئة ومربحة للطرفين، من خلال تقليل الحواجز التجارية والاستثمارية".
وقال السفير الصيني لدى الاتحاد الأوروبي، تساي رن، إن "بعض الاحتكاكات لا مفر منها، لكن حل الخلافات يحتاج إلى إخلاص سياسي وعزيمة استراتيجية"، مشدداً على أن التعاون الاقتصادي والتجاري لا يزال يمثل ركيزة ومحركاً رئيسياً للعلاقات الصينية الأوروبية.
انقسام بشأن حرب أوكرانيا
وينظر القادة الأوروبيون إلى علاقتهم مع الصين غالباً من منظور الحرب الروسية الأوكرانية.
وقال البروفيسور شو فنج، عميد كلية العلاقات الدولية بجامعة نانجينج، لـ"الشرق" إن الاتحاد الأوروبي يأمل أن تقلل الصين بشكل كبير من علاقاتها في مجالات الطاقة والاقتصاد والتجارة مع روسيا، ويسعى أيضاً للضغط على بكين من أجل تقديم تنازلات ملموسة، إلا أن موقف الصين في الحفاظ على تعاونها الطبيعي في مجال الطاقة مع روسيا لا يمكن تجاهله.
في 21 يوليو، شجبت وزارتا الخارجية والتجارة الصينيتان العقوبات الأحادية التي فرضها الاتحاد الأوروبي على بنوك وشركات صينية بسبب روسيا، وتوعّدتا باتخاذ إجراءات ضرورية لحماية الحقوق المشروعة. وفي فبراير، أعاد وزير الخارجية الصيني وانج يي التأكيد على أن العلاقات الصينية-الروسية تتميز بأنها "ليست تحالفاً، ولا مواجهة، ولا تستهدف طرفاً ثالثاً".
ورداً على سؤال بشأن الضغط الأوروبي على الصين لوقف شراء الغاز من روسيا، تساءل وانج: "إذا لم تستورد الصين النفط والغاز من روسيا، فكيف يمكنها تلبية احتياجات أكثر من 1.4 مليار شخص؟".
وقال البروفيسور تسوي هونججيان من أكاديمية الحوكمة الإقليمية والعالمية بجامعة الدراسات الأجنبية في بكين إن بعض السياسيين الأوروبيين يسعون إلى تضخيم سردية التنافس مع الصين وتثبيتها، بينما تؤكد الصين على ضرورة التعامل مع عوامل التنافس بعقلانية، بهدف تحويل التنافس إلى تعاون، ومنع تقويض أساس العلاقات الصينية الأوروبية.
وأضاف في حديث مع "الشرق" أن "الاتحاد الأوروبي يبدو أنه ينظر بشكل متزايد إلى سياسته تجاه الصين من خلال عدسة استراتيجيته تجاه الولايات المتحدة، مما يؤدي إلى التضحية بجوانب من التعاون الصيني الأوروبي لمجاراة المواقف الأميركية".
وأشار فنج تشونج بينج إلى أن المضي قدماً في العلاقات الصينية الأوروبية لا يمكن أن يتجاهل المشكلات والتحديات. لكنه قال إن بعض وسائل الإعلام والمحللين الأوروبيين يركّزون فقط على السلبيات.
وأضاف أن "هذه التحديات والمشكلات تُظهر في الواقع أين تتركّز المصالح المشتركة بين الصين والاتحاد الأوروبي"، حسب قوله.
تغير المناخ والتكنولوجيا
وقالت أورسولا فون دير لاين على "إكس" بعد انتهاء القمة: "بإمكان التعاون الصيني الأوروبي في مجال المناخ أن يضع معياراً عالمياً، وسنعمل معاً لإنجاح مؤتمر COP30".
ورحب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش الجمعة، بالتزام الصين والاتحاد الأوروبي بتعميق التعاون في مواجهة تغير المناخ ودعم الانتقال العادل عالمياً. وفي اليوم نفسه، أشاد المتحدث باسم الخارجية الصينية قوه جياكون بالبيان المشترك حول المناخ، واعتبره تعبيراً عن التزام مشترك بالتصدي للقضايا المناخية وتعزيز التنمية الخضراء.
وقال فنج تشونج بينج في مقابلة مع "الشرق": "رغم أن الاتحاد الأوروبي يرى وجود منافسة كبيرة مع الصين، إلا أن الصين تُعتبر شريكاً لا غنى عنه في ملف المناخ". وأكد أن التعاون بين الطرفين في هذا المجال يسير بشكل جيد.
وفي البيان المشترك، تعهدت الصين والاتحاد الأوروبي بتسريع نشر الطاقة المتجددة عالمياً، وتعزيز تدفق التكنولوجيا والمنتجات الخضراء عالية الجودة، وجعلها متاحة وميسورة وملائمة لجميع الدول، بما في ذلك البلدان النامية.
كما اتفق الطرفان على تعزيز التعاون الثنائي في مجالات مثل الانتقال في الطاقة، والتكيّف مع تغير المناخ، والتحكم في انبعاثات الميثان، وأسواق الكربون، والتقنيات الخضراء ومنخفضة الكربون. والتزم الطرفان بتقديم مساهماتهما المحددة وطنياً لعام 2035 قبل انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ COP30.
ولم يأت البيان المشترك على ذكر الولايات المتحدة، التي من المقرر أن تنسحب من اتفاق باريس مجدداً في يناير 2026 بعد إعادة انتخاب الرئيس ترمب وتقديم إدارته طلباً رسمياً للانسحاب.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الاقتصادية
منذ 5 ساعات
- الاقتصادية
الدولار يسجل أعلى مستوى في 5 أسابيع قبيل بيانات أمريكية مرتقبة
صعد مؤشر "بلومبرغ" للدولار الفوري بنسبة 0.3% إلى أعلى مستوى له منذ 23 يونيو، مع تسجيل العملة الأمريكية مكاسب أمام جميع نظرائها من مجموعة العشر . وتكبدت العملات الأوروبية الخسائر الأكبر، حيث واصل اليورو تراجعه إلى أضعف مستوياته منذ أكثر من شهر، وسط مخاوف من التأثيرات الاقتصادية لاتفاق التجارة الأخير بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة. من المتوقع أن تكون ثقة المستهلك الأمريكي قد تحسّنت في يوليو، كما تصدر يوم الثلاثاء أيضًا بيانات فرص العمل (JOLTS). في حين يُنتظر أن يُبقي "الاحتياطي الفيدرالي" على أسعار الفائدة دون تغيير خلال اجتماعه يوم الأربعاء، مع ترجيحات بأن أرقام النمو والتضخم ستعزز الصورة الراهنة لاقتصاد قوي ومتماسك. تصفية مراكز بيع الدولار قال ديريك هالبني، رئيس قسم أبحاث الأسواق العالمية لدى "إم يو إف جي" (MUFG): "على الأقل في الوقت الراهن، تحوّل تركيز المشاركين في سوق العملات بعيداً عن حالة عدم اليقين التجاري إلى متانة الاقتصاد الأميركي"، مضيفاً أن هذا التحول "يسهم بوضوح في تصفية بعض المراكز البيعية على الدولار التي تراكمت خلال النصف الأول من العام". استعاد الدولار جزءاً من خسائره هذا الشهر مع وضوح الرؤية أكثر بشأن سياسات الرسوم الجمركية التي يتبناها دونالد ترمب. كان الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة قد توصلا إلى اتفاق تجاري يوم الأحد، في حين صرّح وزير التجارة هوارد لوتنيك بأن من المرجح تمديد الهدنة التجارية مع الصين لمدة 90 يوماً. في الأسواق، تحركت عوائد سندات الخزانة الأمريكية بين مكاسب وخسائر، لكنها تفوقت بشكل طفيف على نظيراتها من السندات الحكومية البريطانية والأوروبية. وتراجعت عوائد سندات الخزانة لأجل عامين بمقدار نقطة أساس واحدة إلى 3.92%، في وقت أبقى فيه المتعاملون على توقعاتهم بنسبة 60% لاحتمال خفض الفائدة من قبل الفيدرالي في سبتمبر.


الاقتصادية
منذ 5 ساعات
- الاقتصادية
"إنفيديا" تطلب 300 ألف شريحة H20 بدعم الطلب القوي في الصين
قدمت شركة إنفيديا طلباً للحصول على 300 ألف شريحة من طراز H20 لدى شركة "تي إس إم سي" الأسبوع الماضي، وفقاً لما ذكره مصدران مطّلعان تحدثا مع رويترز، أحدهما أشار إلى أن الطلب القوي من السوق الصينية دفع إنفيديا إلى تغيير خطتها السابقة، التي كانت تقتصر على الاعتماد على المخزون المتاح لديها فقط. وكانت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب قد سمحت هذا الشهر باستئناف مبيعات شرائح H20 إلى الصين، لتلغي بذلك الحظر الذي فُرض في أبريل الماضي، والذي كان يهدف إلى منع وصول رقائق الذكاء الاصطناعي المتقدمة إلى الصين لأسباب تتعلق بالأمن القومي. وطورت إنفيديا شريحة H20 خصيصاً للسوق الصينية بعد فرض قيود تصدير على شرائحها الأخرى أواخر عام 2023، وتتميّز H20 بقدرات حوسبة أقل مقارنةً بشرائح H100 وسلسلة Blackwell التي تُباع في الأسواق العالمية خارج الصين. ووفقاً للمصادر، ستُضاف الطلبية الجديدة إلى مخزون حالي يتراوح بين 600 و700 ألف شريحة من طراز H20. وبحسب شركة الأبحاث الأمريكية "سيمي أناليسيس"، كانت إنفيديا قد باعت نحو مليون شريحة H20 في 2024. وقال الرئيس التنفيذي لشركة إنفيديا، جنسن هوانغ، خلال زيارته إلى بكين هذا الشهر، إن حجم الطلبات التي تتلقاها الشركة على شرائح H20 سيُحدّد ما إذا كانت ستُعيد تشغيل سلسلة الإنتاج، مشيراً إلى أن استئناف التصنيع سيستغرق نحو 9 أشهر. وكان تقرير لموقع "ذا إنفورميشن" قد أفاد بعد الزيارة بأن إنفيديا أبلغت عملاءها بوجود مخزون محدود من شرائح H20، ولا توجد خطط فورية لإعادة تصنيعها. وتحتاج إنفيديا إلى الحصول على تراخيص تصدير من الحكومة الأمريكية لشحن شرائح H20، وقد قالت الشركة في منتصف يوليو تموز إنها تلقّت تطمينات من السلطات الأمريكية بأنها ستحصل على التراخيص قريباً، إلا أن وزارة التجارة الأمريكية لم توافق عليها حتى الآن، بحسب ما أفاد به مصدران آخران. ورفضت كل من إنفيديا و"تي إس إم سي" التعليق على الطلبات الجديدة أو على وضع التراخيص، فيما لم ترد وزارة التجارة الأمريكية على طلب للتعليق. وطلبت إنفيديا من الشركات الصينية الراغبة في شراء شرائح H20 تقديم مستندات جديدة تتضمّن توقّعات حجم الطلب من عملائها، بحسب ما ذكره مصدران آخران. شريحة H20 في قلب الحرب التجارية بين بكين وواشنطن جاء استئناف مبيعات H20 في إطار المفاوضات بين الولايات المتحدة والصين بشأن صادرات معادن الأرض النادرة، وهي عناصر حيوية في عديد من الصناعات، وكانت بكين قد فرضت قيوداً على تصديرها مع تصاعد التوترات التجارية. وقد أثار القرار انتقادات من مشرعين أمريكيين من الحزبين، أعربوا عن مخاوفهم من أن السماح ببيع H20 إلى الصين قد يضعف جهود الولايات المتحدة في الحفاظ على ريادتها في مجال الذكاء الاصطناعي. لكن شركة إنفيديا وغيرها من الشركات ترى أن الحفاظ على اهتمام السوق الصينية بشرائحها أمر مهم، نظراً لأن هذه الشرائح تعمل ضمن منظومة أدوات البرمجيات الخاصة بالشركة، ما يمنع المطورين في الصين من التحوّل الكامل إلى حلول منافسة مثل تلك التي تقدمها هواوي. وقبل حظر أبريل، كانت شركات التكنولوجيا الصينية الكبرى مثل "تينسنت" و"بايت دانس" و"علي بابا" قد كثّفت طلبياتها من شرائح H20، مع اعتمادها على نماذج ذكاء اصطناعي منخفضة التكلفة مثل DeepSeek ونماذجها الخاصة. ورغم ظهور رقائق منافسة من هواوي، فإن منتجات إنفيديا لا تزال تحظى بشعبية واسعة في الصين، ويؤكد ذلك الطلب الكبير على إصلاح شرائحها الأخرى المحظورة التي تم تهريب الكثير منها إلى السوق الصينية. وبعد حظر أبريل، كانت إنفيديا قد حذّرت من احتمال شطب مخزون بقيمة 5.5 مليار دولار، كما أشار هوانغ في مقابلة صوتية إلى أن الشركة تخلّت عن مبيعات محتملة تصل إلى 15 مليار دولار بسبب الحظر.


صحيفة سبق
منذ 5 ساعات
- صحيفة سبق
"رعاية وتحفيز الولادة".. الصين ترفع إنفاقها الاجتماعي إلى أعلى مستوى منذ جيل كامل
رفعت الصين إنفاقها الحكومي على الرعاية الاجتماعية إلى أعلى مستوى له منذ جيل، في محاولة لتخفيف الضغوط الاقتصادية الناتجة عن الحرب التجارية مع الولايات المتحدة وتعزيز الاستهلاك المحلي، بحسب ما أفادت به وكالة بلومبرغ نيوز. ووصل الإنفاق العام على بنود تشمل التعليم والتوظيف والضمان الاجتماعي إلى نحو 5.7 تريليون يوان (795 مليار دولار) خلال النصف الأول من العام الجاري، بزيادة نسبتها 6.4% مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي، وهي النسبة الأعلى منذ بدء تسجيل هذه البيانات في 2007، وفقًا لبيانات وزارة المالية الصينية. وتزامن ذلك مع تقليص بكين لاستثماراتها في البنية التحتية، حيث تراجعت مخصصات مشروعات حماية البيئة ومرافق الري والنقل بنسبة 4.5% على أساس سنوي، وسط ضغوط متزايدة على شبكة الأمان الاجتماعي التي تضررت من تبعات الحرب التجارية التي أطلقها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب. وفي خطوة غير مسبوقة، أعلنت الحكومة عن تخصيص دعم نقدي سنوي يبلغ 3600 يوان لكل طفل دون سن الثالثة، في محاولة لتحفيز الأسر على الإنجاب، بعدما انخفض معدل الولادة في البلاد بشكل حاد. وبحسب وكالة شينخوا، يُقدَّر إجمالي مخصصات هذا البرنامج بنحو 117 مليار يوان للنصف الثاني من العام، فيما يرى بنك "مورغان ستانلي" أن الكلفة السنوية قد تصل إلى 100 مليار يوان، بناء على توقعات بولادة نحو 9 ملايين طفل سنويًا. ويُنتظر أن تؤكد القيادة الصينية خلال اجتماع اقتصادي مرتقب هذا الشهر استمرارها في دعم الطلب المحلي باعتباره أولوية استراتيجية للفترة المقبلة.