logo
الأمير علي يرعى فعالية "تحفيز الاستثمار العام والخاص في الصناعات الإبداعية - الأفلام والمسلسلات"

الأمير علي يرعى فعالية "تحفيز الاستثمار العام والخاص في الصناعات الإبداعية - الأفلام والمسلسلات"

الرأيمنذ 2 أيام
رعى سمو الأمير علي بن الحسين، رئيس مجلس مفوضي الهيئة الملكية الأردنية للأفلام، مساء اليوم الثلاثاء في عمان، فعالية "تحفيز الاستثمار العام والخاص في الصناعات الإبداعية - الأفلام والمسلسلات"، بحضور سمو الأميرة ريم علي، عضو المجلس، وسمو الأمير عبدالله بن علي.
وتهدف الفعالية، التي تنظمها الهيئة، لعرض أبرز الفرص الاستثمارية المتاحة في قطاع الصناعات الإبداعية أمام مستثمرين محتملين.
وفي كلمة ألقاها، في بداية الفعالية، استعرض مدير عام الهيئة، مهند البكري، أهم مزايا الأردن كوجهة جاذبة للاستثمارات في قطاع صناعة الأفلام، مشيرا إلى غنى الأردن بالمواهب وتنوع المواقع الفريدة فيه وتوفر البنية التحتية المناسبة، لافتا إلى أن هناك حاجة للاستثمار في المحتوى الأردني من أفلام ومسلسلات تحمل قصصنا الى العالم.
ونوه إلى أن الاستثمار في هذا القطاع لا يحقق عائدا ماليا فحسب، بل عائدا طويل المدى على صورة الأردن وتعزيز حضوره الثقافي والسياحي، مشيرا إلى تجربتي كوريا وتركيا في تحويل صناعة الأفلام والمسلسلات إلى قوة اقتصادية وثقافية كبرى.
ولفت البكري إلى أن صناعة الأفلام في الأردن هي أكثر من مجرد ترفيه، مبينا أنها صناعة متكاملة تخلق فرص عمل وتجذب الاستثمارات وتنعش السياحة وتضخ ملايين الدنانير في الاقتصاد الوطني وتُعد أحد محركات النمو.
وقدم مدير الإعلام والثقافة في الهيئة، أحمد الخطيب، عرضا حول صناعة الأفلام والمسلسلات في الاقتصاد الوطني، مشيرا إلى أن حجم الإنفاق منذ عام 2007 يزيد على نصف مليار دولار، وأن نسبة التوظيف بلغت 42 وظيفة لكل مليون دولار سنويا.
وبين الخطيب أن مساهمة الصناعات الإبداعية والثقافية في التوظيف بلغت 10.4 ألف وظيفة منها 7500 عقد عمل سنويا في قطاع صناعة الأفلام، لافتا إلى ما تضمنته رؤية التحديث الاقتصادي لتطوير هذا القطاع.
وفي جلسة بعنوان: "رؤية التحديث الاقتصادي - المرحلة الثانية .. الاستثمار في صناعة الأفلام والمسلسلات - منظور شامل 360 درجة"، قال أمين عام وزارة الاستثمار زاهر قطارنة إن الوزارة تعمل على توفير إعفاءات جمركية لمعدات وأجهزة التصوير والاستديوهات لدعم صناعة الأفلام ولتشجيع المستثمرين في هذا المجال.
ولفت إلى أن الحكومة تهدف إلى دعم الكفاءات في قطاع صناعة الأفلام من مبدعين وفنيين مهرة.
من جانبه، تحدث وزير الدولة للشؤون الاقتصادية الأسبق الخبير الاقتصادي، الدكتور يوسف منصور، عن أهمية دعم الحكومة لصناعة الأفلام وتطوير السوق لهذا القطاع، داعيا إلى توفير موارد مالية كبيرة لتحقيق صناعة سينما أردنية قوية تحمل السردية الأردنية.
كما دعا منصور القطاعات المصرفية إلى الاستثمار في هذا القطاع، من أجل تمكينه وتطويره.
وتحدث المنتج حداد عن الفرص المتاحة التي توفرها صناعة الأفلام على المستويين المحلي والعالمي، لافتا إلى ضرورة تكامل والتقاء عدة عناصر وقطاعات متعددة محليا للنهوض بالقطاع.
أما الرئيسة التنفيذية لمؤسسة عبدالحميد شومان، فلنتينا قسيسية، فتحدثت عن تجربة المؤسسة في دعم الفنون من خلال البنك العربي، مشيرة إلى إنشاء صندوق شومان لدعم المشاريع الثقافية بهدف الاستثمار بالإبداع الأردني في جميع المحافظات والعمل على استدامة قطاع الثقافة والفنون وتمكينه، مما يسهم بزيادة دخل الفرد والنمو الاقتصادي وتعزيز الهوية الأردنية.
وفي جلسة أخرى بعنوان: "نماذج إنتاج وتوزيع المسلسلات الرائجة - الأردن والمنطقة"، شدد المنتج طلال العواملة على أهمية التواصل بين جميع الجهات المعنية في مجال صناعة الأفلام، لافتا إلى أهمية التعاون بين الحكومة والمنتجين والمستثمرين والبنوك لنجاح الاستثمار في القطاع.
ولفت رئيس مجلس إدارة مؤسسة الإذاعة والتلفزيون الأردني، الزميل غيث الطراونة، إلى أن المؤسسة تعمل على استراتيجية من 5 محاور ومنها صناعة الدراما، موضحا أن جزءا كبيرا من خطة المؤسسة تتمثل ببناء شراكة حقيقية مع القطاع الخاص لتقديم محتوى جاذبا يليق بالجمهور الأردني.
بدوره، تحدث خبير التوزيع التلفزيوني من لبنان، فادي اسماعيل، عن أهمية تطوير المحتوى الإنتاجي الأردني لصناعة الدراما، لافتا إلى أن الأردن لديه الكفاءات والخبرات التي يستطيع أن ينافس من خلالها، مشيرا إلى أن صناعك الأفلام تحتاج إلى زخم وتراكم في الإنتاج.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

أحدهما 'النويلاتي'.. رشا شربتجي تشارك بمسلسلين في رمضان المقبل
أحدهما 'النويلاتي'.. رشا شربتجي تشارك بمسلسلين في رمضان المقبل

رؤيا نيوز

timeمنذ 3 ساعات

  • رؤيا نيوز

أحدهما 'النويلاتي'.. رشا شربتجي تشارك بمسلسلين في رمضان المقبل

تتّجه الأنظار نحو المخرجة رشا شربتجي، مع اقتراب العدّ التنازلي لانطلاق تصوير المسلسل السوري الجديد 'النويلاتي'، التي تضع بصمتها الإخراجية في هذا العمل تحت إشرافها الفني، فيما يُسند الإخراج الفعلي لشقيقها يزن شربتجي، في خطوة تحمل أبعادًا فنية وعائلية لافتة. ويأتي هذا العمل المرتقب في وقتٍ تشهد فيه الساحة الدرامية السورية تحولات متسارعة، لا سيّما بعد خروج مسلسل 'مطبخ المدينة' من دوامة الأزمات الإنتاجية التي أحاطت به منذ العام الماضي. وتولّت رشا إخراج العمل بعد عودته إلى الحياة مجددًا، وإعلان انضمام الممثل مكسيم خليل إلى بطولته، ما أعاد تسليط الضوء على المشروع ورفَع من سقف التوقعات بشأنه. ويبدو أن رشا شربتجي تستعدّ لخوض موسم دراما رمضان 2026 وهي تحمل على عاتقها تحدّيَين متوازيين، بعملين دراميين دفعةً واحدة، في محاولة واضحة لاستعادة الزخم الفني الذي فتر في رمضان 2025. وكانت المخرجة السورية قد حضرت في رمضان الماضي بمسلسل 'نسمات أيلول'، الذي لم يُحقّق الصدى الجماهيري المعتاد الذي لازم أعمالها السابقة. ويُعد مسلسل 'النويلاتي' التعاون الثاني بين الأخوين رشا ويزن هشام شربتجي، بعد أن تشاركا سابقًا في مهمة الإخراج لمسلسل 'نسمات أيلول' الذي عُرض في موسم دراما رمضان 2025 الجاري. وفي العمل الجديد، تتولى رشا الإشراف العام على الإخراج، فيما يستقل شقيقها يزن بالقيادة الإخراجية، ما يعكس تنسيقًا جديدًا بينهما يفتح آفاقًا مختلفة في الرؤية الفنية للمسلسل. ووفق وسائل إعلام سورية، فإن عمليات التحضير لمسلسل 'النويلاتي' على مشارف الانتهاء، تمهيدًا لانطلاق التصوير خلال الأسابيع القليلة المقبلة، بعد أن تمّ الاستقرار على معاينة أماكن التصوير المحتملة، التي من المتوقع أن تضفي على العمل أجواءً واقعية تتماهى مع أجواء البيئة الشامية التي تتناولها القصة الدرامية.

وزير الثقافة يفتتح مهرجان الخالدية العربي
وزير الثقافة يفتتح مهرجان الخالدية العربي

رؤيا نيوز

timeمنذ 5 ساعات

  • رؤيا نيوز

وزير الثقافة يفتتح مهرجان الخالدية العربي

افتتح وزير الثقافة مصطفى الرواشدة مساء أمس الخميس، فعاليات مهرجان الخالدية العربي بحضور رسمي وشعبي . واكد الرواشدة، إنشاء منصة تحمل اسم (تراثي) وتهدف إلى توثيق وتسجيل تراثنا المادي وغير المادي، داعيًا إلى حماية التراث من خلال إنشاء غرف متحفية في كل قرية ومدينة ومنطقة والتي من شأنها أن تنقل تراثنا الحضاري للأجيال. وقال، إن الشعر النبطي وقيم البادية تحظى باهتمام سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد من خلال رعايته للمهرجان العربي الذي يقام دوريًا في وادي رم باسم 'سباق الهجن'، وتقام في إطار المهرجان 'مسابقة الشعر النبطي'. وأكد الرواشدة، أهمية هذا المهرجان وتواصله لنحو ثلاثة عقود من الزمان بمشاركة عربية واسعة ومحافظته على نوع هذا الإبداع في واحد من حقول الأدب التراثي الذي نعتز به والذي شكل حافظة لقيم البادية وتقاليدها ومعارفها وقيمها وتفاصيل معاشها، وعلاقتها بالمكان والإنسان، مشيرًا إلى دور الشعراء في المحافظة على تراث هذا الفن الشعري العريق، وتغذيته بموضوعات وجماليات جديدة تواكب الحداثة، دون أن تمس روح الشعر وتقاليده التي تنبع من قلب المكان وتعكس ثقافة الإنسان. وقال الشيخ محمد فلاح العطين في كلمة المجتمع المحلي، إن مهرجان الخالدية يشكل رمزًا للشعر النبطي في الأردن من خلال استمراره وتألقه خلال السنوات الماضية، لافتًا أنه شكل رافدًا قويًا للحركة الثقافية في المملكة . وبينت رئيسة جمعية اتحاد المرأة في الخالدية فصل الخالدي، أن الجمعية تشارك في المهرجان من خلال معرض الحياة الشعبية وعرض للأدوات التراثية التي استخدمها الآباء والأجداد حفاظًا على هويتنا الوطنية الأصيلة ويجسد حياة البادية بتفاصيلها إلى جانب عرض وتسويق مشاريع النساء الإنتاجية والحرفية والغذائية دعمًا لاستقلال المرأة وتمكينها اقتصاديًا. واشتملت فعاليات اليوم الأول للمهرجان على افتتاح معرض الحياة الشعبية وقراءات شعرية للشاعر احمد الدودلي من السعودية والشعراء ماهر الخالدي وفايزة النعيمي وماجد العنزي ومحمد عايد الخالدي وانور الهقيش الصخري من الاردن، إضافة إلى عرض فلكلوري لفرقة بلعما للثقافة والتراث والفنون وفرقة المغير راحوب لإحياء التراث الاردني.

أدباء ونقاد يناقشون محطات مضيئة من مسيرة غرايبة الأدبية والنضالية
أدباء ونقاد يناقشون محطات مضيئة من مسيرة غرايبة الأدبية والنضالية

الغد

timeمنذ 9 ساعات

  • الغد

أدباء ونقاد يناقشون محطات مضيئة من مسيرة غرايبة الأدبية والنضالية

عزيزة علي اضافة اعلان عمان- برعاية وزير الثقافة الأسبق الدكتور صلاح جرار، أقيم حفل تكريم للروائي الأردني هاشم غرايبة، أحد أبرز الأصوات السردية التي وسمت المشهد الثقافي الأردني والعربي بجرأتها وعمقها الإنساني.جاء حفل التكريم، الذي نظمه منتدى المستقبل الثقافي، بمشاركة نخبة من الأدباء والنقاد، ليكون مساحة لاستعادة محطات مضيئة من مسيرة غرايبة الأدبية والنضالية، واستحضار عوالم رواياته التي نسجها من نبض الواقع وأحلام الحرية، فجعل من الكلمة موقفًا، ومن الرواية نافذة على الإنسان وقضاياه.شارك في الحفل الذي أقيم أول من أمس، في مقر المكتبة الوطنية كل من: الكاتب زياد جيوسي، والدكتورة هناء خليل، والدكتورة دلال عنبتاوي، والدكتورة مرام أبو النادي، فيما أدارته الشاعرة رنا بسيسو.استهلت الحفل الدكتورة هناء خليل، التي قالت إن أعمال غرايبة ليست مجرد حكايات تُروى، بل هي انفتاح جمالي على الواقع بكل تعقيداته، وغوص في البنية المجتمعية بأطيافها المختلفة. وقد اعتمد في كثير من رواياته على التاريخ بوصفه مدخلًا سرديًا لصياغة الحاضر واستشراف المستقبل.وأضافت خليل أن غرايبة ينتمي إلى مدرسة الأدب المنتمي، الذي لا يقف عند حدود التخييل، بل يتجاوزها ليمارس دوره في تأصيل فكرة الحرية، وتتبع تحولات الإنسان في خضم صراعه الأيديولوجي والفكري، انعكاسًا لروحه التوّاقة إلى عدالة مغيَّبة.وأشارت خليل إلى أن هذه الروح تجلّت بوضوح في روايته الشهيرة "القط الذي علّمني الطيران"، حيث يحوّل فضاء السجن إلى رمز للحرية المنشودة، ويستعيد عبرها زمن الوحدة العربية وزمن الحلم الفلسطيني، ليُهديها إلى الشباب العربي الطامح إلى الخلاص، بعيدًا عن الأيديولوجيات المغلقة، في انحياز صادق للإنسان، ولحلمه المشروع في الحرية والكرامة.وقالت خليل، إن غرايبة ليس مجرد روائي يكتب عن الواقع، بل هو صائغ سردي بارع يتقن تحويل الألم الإنساني إلى لغة مشحونة بالجمال والتمرّد، فشكّل صوته أحد أبرز الأصوات الأردنية التي لمعت في سماء الأردن والعالم العربي على حدّ سواء. وقد تميزت أعماله بعمقها الفني، والتزامها الصادق بقضايا الإنسان والمجتمع.وأشارت خليل، إلى أن الرواية لم تكن الرواية لدى غرايبة قالبًا جاهزًا، بل عمارة فنية مشغولة بعناية، اعتمد فيها على تنويع البنية السردية؛ فمنها ما اتخذ مسارًا سرديًا واحدًا يؤطّره ضمير الغائب أو الضمير الثالث، ومنها ما جاء في هيئة السيرة الذاتية، كما في رواية "البحّار"، حيث تتقاطع الأجناس الأدبية وتتداخل في نسيج فنه، ومنها ما اعتمد على بنية تعدّد الأصوات، كما في رواية "الشهبندر"، الأمر الذي أتاح تداخل الدراما مع السرد، فزاد من كثافة حضور الشخصيات إلى جانب الشخصية الرئيسة، وساعد على إبراز رؤاها الفكرية ودواخلها في مشهدية حيّة، نابضة بالحياة والصراع.ورأت خليل أن مدينة عمّان شكّلت في رواية الشهبندر فضاءً تاريخيًا حيًّا، احتضن ذاكرة وإبداعات حضارات خلت، إلى جانب تنوّع مكاني يثري السرد؛ من وسط البلد وجبل القلعة وجبل عمّان، إلى الأسواق القديمة والشوارع وخط الحجاز الحديدي، مانحًا القارئ لمحات من التاريخ الذي مرّ على المكان.أما اللغة في رواياته، فتتسم بسلاسة آسرة وثراء تعبيري لافت، إذ يمزج بين العربية الفصحى والتعابير العامية في نسيج لغوي نابض بالحياة، يمنح نصوصه طابعًا واقعيًا يلامس وجدان القارئ، ويعكس البيئة الاجتماعية التي تنبثق منها شخصياته. ولا تُستخدم اللهجة المحكية، خصوصًا لهجة أهل الرمثا، استخدامًا اعتباطيًا، بل تتداخل مع الفصحى بانسجام فني يجعل من الصعب تخيّل النص بدونها، وكأنها جزء لا يتجزأ من روحه وبنيته.فيما تحدث الكتاب زياد جيوسي عن علاقته بغرايبة التي الممتدة منذ نصف قرن أو يزيد، قال: "أعترفُ منذ البداية أن شهادتي بحق غرايبة مجروحة، فهو صديق شخصي منذ أكثر من نصف قرن، جمعتنا المعتقلات، كما جمعتنا رابطة الكتّاب الأردنيين التي ترأّسها المحتفى به لسنوات.وأضاف الجيوسي، ومن طرائف مسيرتنا المشتركة أنني لم ألتقِ هاشم وجهًا لوجه لفترة طويلة، قاربت أحد عشر عامًا، كنت خلالها تحت إقامة جبرية فرضها الاحتلال الصهيوني في رام الله، وممنوعًا من مغادرتها إلا إلى خارج الوطن المحتل بلا عودة، وهو ما رفضته. كنت بين خيارين: الوطن أو الأسرة… فاخترت الوطن".وحين جئت إلى الأردن بعد ذلك الغياب الطويل، التقيت غرايبة في رابطة الكتّاب. وقفت أمامه وهو منشغل بالحديث عبر هاتفه الجوال، وشعرت لوهلة أنه لم يتعرف إليّ. أثرت فضوله ببعض الاستفزاز، وحين سألني بعصبية: "من تكون؟" ذكرت اسمي، فكان لقاءً حارًا وثّقت لحظاته الحلوة بمقال نقدي وفني بعنوان "جاذبية غير مصقولة".وعندما نادَى على الحضور قائلًا: "يا شباب… زياد جيوسي هون"، ثم أضاف مازحًا: "زياد في المعتقل كان دائم الابتسام، وكنا نقول: هذا الرجل لا يمكن أن يشيب… فكيف بلغ منك الشيب يا زياد؟" فأجبته ضاحكًا: "لأني لم أرَك يا هاشم منذ سنوات طويلة… فشاب شعري".أيها الأحبة، من الذكريات التي أحتفظ بها أن غرايبة أرسل إليّ مخطوطة روايته "القط الذي علّمني الطيران"، وكنت حينها في رام الله. قرأت الرواية، وبمجرد أن أنهيتها اتصلت به، وكان في الطريق من عمّان إلى إربد. بدأت المكالمة بشتائم لطيفة محبّبة، فضحك قائلًا: "أكيد قرأت الرواية". فأجبته: "يا هاشم… ما صدقنا نقترب من نسيان الاعتقال وسنواته، حتى تأتي وتعيدنا إلى تلك الذكريات".لقد كتبت عن تلك الرواية مقالة نقدية مطوّلة، فهي حكايتنا جميعًا نحن الذين عشنا تلك المرحلة. وعندما أقيم حفل إشهار الرواية في منتدى الرواد الكبار، أرسل إليّ هاشم الدعوة قبل يوم واحد، وكنت حينها في رام الله، فاعتذرت. لكن في اليوم التالي، غادرت رام الله ووصلت عمّان، فاتجهت مباشرة إلى الحفل وفاجأته بالحضور، فكان لقاءً حارًا آخر… لأعود بعدها إلى رام الله في اليوم التالي.وأضاف جيوسي إن غرايبة… شخصية واعية تسعى لنشر المعرفة والتنوير، وهو إنسان مبدئي متمسك بقناعاته وفكره، أديب كرّس قلمه لوطنه وللإنسانية، ومؤمن بالحرية الحقيقية التي تبدأ من داخل الفرد… وهو ما وثّقه في رواياته المتميزة.وقال إن غرايبة مناضل صلب، حُكم عليه بالسجن عشر سنوات في سبعينيات القرن الماضي، واعتُقل إثر هبّة نيسان وأحداث جامعة اليرموك عام 1989. ومع ذلك، لم يتوقف عن الحلم بوطنٍ يكون منارة للجمال والحقيقة. وهو ليس مجرد كاتب، بل شاهد على مرحلة، ومقاتل لم يلن، وقد كتب من قلب تجربته… تجربتنا… من قلب المعتقلات ومن خلف قضبان السجون، فكان صوتًا لم يعرف المهادنة ولا الحياد في زمن العتمة والقهر.وخلص الجيوسي إلى أن غرايبة سادنًا للوطن والكلمة، وحارسًا للذاكرة، ولم يجعل الكتابة مهنةً بل جعلها موقفًا. ولذلك فإن تكريمه. هو تكريم لأدب لا يهادن، ولصوت لم يخن الذاكرة، ولرجل جعل من الكتابة موقفًا ومقاومة.من جانبها قالت الدكتورة دلال عنبتاوي، قبل الخوض في عالم هاشم غرايبة الروائي، لا بد من التوقف عند اتساعه وتنوعه؛ فهو عالم مترامي الأطراف زاخر بالتجارب والرؤى. ولأن هذه الورقة النقدية محدودة الوقت، فلن أتمكن من الإحاطة بكل تفاصيل تلك التجربة الثرية التي احتوت عناوين بارزة، بدءًا من روايته الأولى "بيت الأسرار"، مرورًا بـ "القط الذي علّمني الطيران"، وانتهاءً بـ "البحّار".وأضافت عنبتاوي، انه عندما وقعت عيني على غلاف رواية "بحار"، تذكرت فورًا رواية حنا مينه "حكاية بحار"، فقد أخذني البحّار في رواية هاشم غرايبة إلى عوالم بعيدة عن بحّار حنا مينه، رغم التقارب بينهما؛ فكلاهما تحكيان حكاية رجل بينه وبين لفظة البحر ارتباط كبير، فهو مغامر جريء يروي حكايته بطريقته الخاصة. غير أن بحّار حنا مينه يعيش في البحر، بينما بحّار غرايبة مكانه البر، ومع ذلك يلتقيان في القوة والجرأة ومواجهة الحياة.وأشارت عنبتاوي إلى أن غرايبة يحمل في إبداعه رسالة إنسانية تتجاوز حدود النص، وتفتح أمام المتلقي عوالم مدهشة ومسكونة بالسحر والجمال. وينشغل في مجمل أعماله، خاصة الروائية، بترسيخ الحس الإنساني العميق، والغوص في أعماق النفس لفهم العلاقات المعقدة بين الفرد والسلطة والدين والمجتمع.وغالبًا ما ينحاز للضعفاء والمهمشين، متمسكًا بالمواجهة والمقاومة، ساعيًا إلى التحرر الروحي والفكري، ومرافقًا القارئ لتجاوز تلك الرحلة الشائكة.وقالت عنبتاوي إن عنوان الرواية أخذها إلى عالم "البحّارة"؛ وهم "المهرّبون أو اللاجئون الذين يتنقلون عبر الحدود البرية بين البلدان". وكان هذا اللقب يُطلق على التجار الذين ينقلون البضائع في المنطقة الحدودية بين الأردن وسورية، وتحديدًا بين مدينة درعا السورية والرمثا الأردنية، ويُعرف بعضهم باسم "تجار الشنطة".أما "البحّار"، وفق عنبتاوي، فهو الرجل الرمثاوي الذي كان يتقن ثلاث لغات، ويخترق الحدود البرية بجرأة وثورية، لا يعرف الخوف. لذلك جاء العنوان متبوعًا بعبارة: "أنا حي ولا أخاف". مبينة أن غرايبة في هذه الرواية أراد أن يروي سيرته ويكشف شخصيته بكلمة واحدة تعبّر عن حضوره واستمراره في أرض الرمثا: "أنا حي"، وكأنه يؤكد أن هذا البحّار ما زال حاضرًا حتى اليوم، ثم أتبعها بالفعل المسبوق بالنفي: "ولا أخاف"، في تعبير واضح عن الرفض والتحدي.في نهاية الحفل، شكر الروائي هاشم غرايبة، المتحدثين ومنتدى المستقبل الثقافي على هذا التكريم، ثم تحدّث عن تجربته الإبداعية بشكل عام، ما بين القصة والرواية والمسرح، قبل أن يتوقف عند علاقته بالرواية على وجه الخصوص.وأضاف قائلاً: "لقد تحدثتم في هذه الأمسية عن رواياتي، وأسعدني ذلك كثيرًا، لكنني أحب أن أضيف هنا أن الرواية بالنسبة لي هي صورة عن الحياة؛ فأنا أستمد مادتي من تجاربي الشخصية وتجارب الآخرين، ويهمني تسليط الضوء على المهمشين والجوعى والمشردين، والانتصار لحزنهم أمام الشر وأدواته في هذه الحياة".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store