logo
الخيال أصبح حقيقة

الخيال أصبح حقيقة

بدأت أبحاث الذكاء الاصطناعي في أربعينات القرن الماضي، وتطورت بشكل مذهل حتى أصبحت جزءاً لا يتجزأ من حياتنا، معتمدة على محاكاة العقل البشري إلى أن تفوقت عليه في عمليات عدة، وأصبحت قادرة على تطوير نفسها ذاتياً، بل وتصميم أنماط وبرامج ومساقات تذهل مبتكريها، وتثير تساؤلاً عميقاً: إلى أين تقودنا هذه التقنيات؟ وهل نوشك على تجربة ما كنا نشاهده بالأمس في أفلام الخيال العالمي؟
في الأيام الأخيرة، وللمرة الثانية خلال أشهر قليلة، تمرد روبوت خلال مهرجان عقد في الصين، إذ ظهر وهو يتحرك بطريقة مريبة، وتبين أنه يحاول الهرب من المكان، واضطر أفراد الأمن للتدخل والسيطرة عليه قبل أن يسبب أذى للحاضرين.
هذه الحالة أثارت مثل سابقتها حالة جدل متجددة حول سلامة الروبوتات المعززة بالذكاء الاصطناعي، وتبعات منحها حرية التصرف واتخاذ القرار، خصوصاً في مناطق الحشود.
ومع كثرة الدراسات والأبحاث التي تتناول هذه التقنيات، وما يسفر عنها من تطبيقات، واتساع نطاق استخدامها، تبرز تحديات قانونية على صعيد مسؤولية الآلات التي يمكنها التصرف باستقلالية بناء على ما تملكه من ممكنات الذكاء الاصطناعي.
لنا أن نتخيل في حالة اصطدام ذاك الروبوت المتمرد بطفل أو شخص أثناء محاولة هروبه أو خروجه عن المسار الذي يفترض أن يلتزم به، وتسببه في إصابته، فمن يتحمل المسؤولية؟
لقد اختلف خبراء القانون حول هذه الحالة، لكن اتفق معظمهم على أن المسؤولية تقع على الجهة صاحبة الابتكار، مشاركة مع الطرف المعني بالتشغيل، وهذا سيقودنا بالتأكيد إلى نقاش واسع ومطول في ظل تغول الآلة وهيمنتها في كثير من القطاعات مثل الصحة والنقل.
لا يمكن أن تمنعنا مخاوفنا من المضي قدماً في التطور والبحث والتوسع في الاعتماد على الذكاء الاصطناعي لأنه ضمانة الدول لمستقبل تنافسي ورفاهية مستدامة، لكن في الوقت ذاته من الضروري العمل بدأب على تطوير منظومة التشريع ذات الصلة بهذا القطاع بما يتسق مع تطورها المذهل، لأن هناك نقاشاً ساخناً على المستوى العالمي حول التبعات القانونية والأخلاقية لهذه التقنية الرهيبة، وضمانات عدم انحياز الآلة أو تبنيها لقناعات وأفكار مبتكريها ومصمميها الذين تولوا مهمة تغذيتها من البداية قبل أن تستقل بأفكارها وقراراتها.
*محكم ومستشار قانوني
لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

بلّورة ذكية تكشف الملوثات في ثانية
بلّورة ذكية تكشف الملوثات في ثانية

صحيفة الخليج

timeمنذ 2 ساعات

  • صحيفة الخليج

بلّورة ذكية تكشف الملوثات في ثانية

إعداد: مصطفى الزعبي ابتكر فريق من الباحثين في معهد شيبورا للتكنولوجيا باليابان بلّورة ذكية قادرة على كشف الملوثات خلال ثانية، من خلال تغيّر لونها بمجرد ملامستها لمادة ملوثة ويأتي هذا الإنجاز ضمن جهود تطوير أدوات استشعار بيئية فعالة ومنخفضة الكلفة. وطور العلماء جزيئاً جديداً يُعرف باسم مشتق «البيرازيناسين»، يتمتع بقدرة فائقة على رصد مادة النفثالين، وهي إحدى الملوثات الكيميائية الشائعة في الهواء والماء. وتتميز البلّورة الذكية بتغير لونها من الأزرق إلى البنفسجي عند التعرض لهذا المركب، في عملية تتم في لحظات. اللافت في هذه البلّورة أنها قابلة لإعادة الاستخدام إذ يمكنها العودة إلى لونها الأصلي بعد إزالة الملوث، وذلك عبر تسخينها إلى درجة حرارة تبلغ 180 مئوية، ما يطرد جزيئات النفثالين منها ويعيد ترتيب إلكتروناتها. وأوضح كازوشي ناكادا، قائد الفريق، أن التصميم الجزيئي المتقدم للبلورة يتيح لها استشعار كميات ضئيلة جداً من النفثالين، حتى في بيئات معقدة مثل المياه المالحة والعذبة. ويعتقد الباحثون أن هذه البلّورة تمثل حلاً واعداً لمراقبة الملوثات البيئية، سواء في الأنهار والمحيطات أو في الهواء، دون الحاجة إلى أجهزة إلكترونية معقدة. كما يمكن استخدامها في التطبيقات الصناعية والمختبرية، مع إمكانية تطويرها لرصد أنواع أخرى من الملوثات مستقبلاً.

ترانزستور ضوئي يضاعف قدرة الأجهزة الإلكترونية مليون مرة
ترانزستور ضوئي يضاعف قدرة الأجهزة الإلكترونية مليون مرة

صحيفة الخليج

timeمنذ 2 ساعات

  • صحيفة الخليج

ترانزستور ضوئي يضاعف قدرة الأجهزة الإلكترونية مليون مرة

ابتكر فريق بحثي من جامعة أريزونا، بالتعاون مع باحثين دوليين، أسرع ترانزستور ضوئي يضاعف قدرة الأجهزة الإلكترونية مليون مرة، يعتمد على نبضات الليزر ومادة الجرافين، في خطوة تُعد قفزة نوعية نحو أجهزة الحوسبة الفائقة السرعة، خاصة في مجالات الذكاء الاصطناعي والفضاء والطب. ويعاني قطاع تطوير المعالجات بطئاً في التقدم مقارنة بالتطور السريع للبرمجيات، إذ وصلت الترانزستورات التقليدية المصنوعة من السيليكون إلى حدودها الفيزيائية القصوى. لكن هذا الإنجاز العلمي يتجاوز تلك القيود عبر استخدام الضوء بدلاً من التيارات الإلكترونية، مستفيداً من خصائص الجرافين المميزة. وأظهر الفريق البحثي أن الإلكترونات داخل الجرافين يمكن التحكم فيها بواسطة نبضات ليزر محققة سرعات معالجة تصل إلى نطاق البيتا هرتز، أي أسرع بمليون مرة من أسرع الرقائق المتوفرة حالياً. وقال د. محمد حسن، أستاذ الفيزياء والعلوم البصرية المشارك في جامعة أريزونا وقائد الدراسة: «الفريق البحثي لم يكن يتوقع هذه النتيجة المذهلة». وأضاف: «الجمال الحقيقي في البحث العلمي يكمن في المفاجآت الصغيرة التي تقود إلى اكتشافات كبرى». ويؤدي هذا الترانزستور وظيفة المفاتيح والمضخمات الإلكترونية، ما يجعله أساسياً في تطوير الإلكترونيات الرقمية المستقبلية. ويُوصف بأنه «أسرع ترانزستور كمومي في العالم». ويرى الفريق البحثي أن هذا الابتكار يمهد الطريق نحو جيل جديد من الحواسيب الكمومية والأجهزة الفائقة الأداء، القادرة على مواكبة ثورة البرمجيات الحديثة، وخاصة في تقنيات الذكاء الاصطناعي.

"أبل" تحذر 2.35 مليار شخص من 17 ثغرة أمنية تهاجم أجهزتهم
"أبل" تحذر 2.35 مليار شخص من 17 ثغرة أمنية تهاجم أجهزتهم

البيان

timeمنذ 2 ساعات

  • البيان

"أبل" تحذر 2.35 مليار شخص من 17 ثغرة أمنية تهاجم أجهزتهم

حذرت شركة أبل جميع مستخدمي آيفون البالغ عددهم 1.8 مليار شخص بالإضافة إلى 500 مليون جهاز آخر متوافق مع AirPlay من 17 ثغرة أمنية يمكن استغلالها في مهاجمة هواتفهم وأجهزتهم. وقالت الشركة إنه بإمكان القراصنة اختراق جهاز آيفون أو جهاز ماك أو حتى السيارة عبر AirPlay من آبل، وذلك لوجود مجموعة من الثغرات تسمى "AirBorne". واكتشف فريق شركة Oligo Security 23 ثغرة أمنية في AirPlay، الذي يسمح للمستخدمين ببث الصوت والفيديو والصور من أجهزة آبل إلى أجهزة ذكية أخرى. وكشف باحثو التكنولوجيا عن 17 ثغرة يمكن استغلالها من قبل القراصنة لمهاجمة مليارات الأجهزة التي تستخدم تقنية البث اللاسلكي عن بعد. وتمثل الثغرات الـ17 طرقًا مختلفة يمكن للقراصنة من خلالها استغلال AirPlay، وكل منها تتطلب إصلاحات برمجية محددة لحماية الأجهزة من التهديدات مثل عمليات الاستيلاء عن بعد أو سرقة البيانات أو انتشار البرامج الضارة عبر الشبكات. وتسمح ثغرات "AirBorne" بشن هجمات بدون نقرة، حيث يمكن للقراصنة إلحاق الضرر بالأجهزة دون أي إجراء من المستخدم، مثل ثغرة في نظام macOS تعمل سراً على استبدال تطبيق Apple Music برمز ضار. وقامت شركة أبل بتصحيح أجهزتها بتحديثات أمنية مثل iOS 18.4 وmacOS Sequoia 15.4 وtvOS 18.4 في 31 مارس. ومع ذلك، تظل عشرات الملايين من أجهزة AirPlay عرضة للخطر وللحفاظ على سلامة الهاتف، يجب تعطيل مستقبلات AirPlay في إعدادات الجهاز وتقييد الوصول إلى "المستخدم الحالي"، كما يؤدي تثبيت برنامج أمان على أجهزة آبل إلى تقليل مخاطر البث الخلفي المستمر لـ AirPlay. مع وجود 1.8 مليار جهاز آيفون و500 مليون جهاز آخر متوافق مع AirPlay نشط على مستوى العالم، فإن التهديد الذي تشكله AirBorne هائل، ويتفاقم بسبب قدرتها على شن هجمات متتالية عبر الشبكات. كما اكتشف فريق شركة Oligo Security أن اثنتين من الثغرات الأمنية سمحتا للمهاجمين بجعل أجهزة آيفون المخترقة تنشر البرامج الضارة إلى أجهزة على أي شبكة محلية يتصل بها الجهاز المصاب". ويستهدف AirBorne أيضًا مكبرات الصوت الذكية وأنظمة المعلومات والترفيه في السيارات المزودة بتقنية CarPlay، مما يسمح للمتسللين بتنفيذ إجراءات ضارة دون تفاعل المستخدم مع جهازه. يمكن أن تعمل الهجمات مثل دودة الشبكة، وتنتشر تلقائيًا إلى أجهزة أخرى على شبكات مثل شبكة Wi-Fi العامة، مما يعرض المزيد من الأنظمة للخطر. يعد الجمع بين التحديثات والإعدادات الحذرة وبرامج الأمان أمرًا بالغ الأهمية لإحباط تهديدات AirBorne. وقال متحدث باسم شركة أبل وفق موقع ديلي ميل إن المهاجمين لا يمكنهم استغلال هذه العيوب إلا إذا كانوا على نفس شبكة Wi-Fi مثل الجهاز الذي يستهدفونه. ومع ذلك، وفقًا لشركة Oligo، قد تظل بعض الأجهزة التابعة لجهات خارجية المتوافقة مع AirPlay عرضة للخطر إذا لم يقدم مصنعوها تحديثات في الوقت المناسب. وذكرت "أبل" في يناير 2025 أنه يوجد 2.35 مليار جهاز نشط في جميع أنحاء العالم. وفي عام 2018، أشارت شركة Apple إلى وجود أكثر من 100 مليون مستخدم نشط لنظام MacOS على مستوى العالم. وذكرت شركة أوليغو أنها أبلغت شركة أبل عن الثغرات الأمنية في الخريف الماضي، وهو الأمر الذي لم تستخف به أبل وعملت مع شركة الأمن لتصحيح الخلل. عندما يتم تشغيل AirPlay، يقوم جهازك باستمرار ببث إشارات AirPlay والاستماع إليها في الخلفية، حتى عندما لا تستخدم الميزة بشكل نشط. يؤدي تعطيل ميزة AirPlay إلى منع الجهاز من القيام بذلك، وإزالة "سطح الهجوم" - نقاط الوصول التي يمكن للمتسللين من خلالها السيطرة على جهازك. كيفية تعطيل AirPlay لتعطيل AirPlay على جهاز iPhone، افتح تطبيق الإعدادات وانقر على "عام"، ثم "AirPlay والاستمرارية". في أعلى القائمة، سترى علامة تبويب تسمى "AirPlay تلقائيًا". انقر عليها، ثم حدد خيار "أبدًا" لإيقاف تشغيل الميزة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store