
دمية لابوبو Labubu.. أكسسوار ظريف غزا حقائب النجمات في مهرجان كان السينمائي
مؤخراً وضمن فعاليات مهرجان كان السينمائي شوهدت العديد من النجمات يزين حقائبهن بدمية لابوبو، هذا الترند الذي بدأ مجرد أكسسوار على الحقيبة ليطال كل حقائب النساء، وبأسعار تتراوح بين 10 دولارات والآلاف من الدولارات، فلقد ساهم النجوم في الترويج لهذه الصيحة وارتفع ثمنها بسرعة قياسية. فما حكاية هذه الدمية التي يصفها البعض بالقبيحة وهل تساوي المبلغ الذي ننفقه عليها لزخرفة حقائبنا؟
غزت موضة الأكسسوارات التي ترافق الحقائب لصيف 2025 وقد تفننت الدور العالمية في تنفيذها فمن إيموجي وملصقات على الحقيبة تعمل بالمغناطيس وأكسسوارات تجسد شخصيات كرتونية كقطة هالو كيتي أو حصان هيرميس أو دمية لابوبو Labubu المعروفة بأنها الأكسسوارات الأكثر رواجاً بين المشاهير، فمن ريهانا إلى دوا ليبا وغيرها من النجمات اللواتي زينّ حقائبهن الباهظة بهذه الدمية، وفي يوميات مهرجان كان السينمائي شوهدت العديد من النجمات يزخرفن حقائبهن بهذه الدمية الترند.
Embed from Getty Images
عرف العالم شخصية بوبو الدمية الوحش من فيلم Monsters واليوم لم تعد دمية "لابوبو" حكراً على الأطفال، بل أصبحت أكسسوار المشاهير المفضل. فهذه الدمية الصغيرة ذات الوجه الغريب، التي ظهرت لأول مرة عام 2015 على يد الفنان الهولندي كاسينغ لونغ، تحولت إلى ترند تهافت عليه الكبار والصغار نساء ورجالاً، فجذبت اهتمام الإعلام والمشاهير، وهواة التصاميم الغريبة حول العالم.
دمية كرتونية بسعر باهظ
صُممت "لابوبو" بالأساس كشخصية في كتب مصورة مستوحاة من الأساطير الإسكندنافية، لكن تصميمها الذي يمزج بين البراءة والغموض، بأذنين طويلتين وأسنان حادة، فتح لها باباً مختلفاً. إذ لم يكن طريق الشهرة ممهداً عبر حملات تسويقية موجهة للأطفال، بل عبر ظهورها في أيدي نجوم كبار مثل ليسا من فرقة "بلاك بينك" (BLACKPINK) وريهانا، اللتين نسقتا دمية لابوبو على حقائبهما الفاخرة، مما دفع ملايين المتابعين إلى اقتنائها.
لم يقتصر الأمر على جيل Gen Z اليافع فحتى الكبار أصابهم جنون "لابوبو" فقفزت المبيعات بحسب وكالة الصحافة الفرنسية إلى 376% منذ ديسمبر الماضي فزبائن لابوبو تتراوح أعمارهم من 11 إلى 40 عاماً، الأمر الذي جعل الناس يصطفون طوابير أمام المتاجر الكبرى مثل Pop Mart التي تبيع هذه الدمية العجيبة.
لِم حصدت هذه الدمية هذا الإقبال الكبير؟
وفق نقاد الموضة بدأ الأمر كله كمزحة، أي في سبيل الدعابة، إذ لجأ البعض من عشاق الموضة إلى زخرفة حقائبهم بها للدلالة على التميز فثمنها كان مقبولاً مقارنة مع أكسسوارات للحقائب من هيرميس Hermes أو لونشانLongchamp أو فنديFendi أو برادا Prada، فتمت الاستعانة بها لتأكيد حق البعض بالاختلاف عبر تبني أكسسوارات مميزة لا تمت إلى عالم الرفاهية بصلة، وسرعان ما وجد بعض النجوم فيها متنفساً لتأكيد تمردهم على الصيحات المتداولة والآمنة ونسقوها مع إطلالاتهم اليومية تحت عدسات الباباراتزي، فكانت النتيجة تهافت المعجبين على اقتنائها رغبة بالتشبه بنجومهم المفضلين، الأمر الذي ساهم في رفع ثمنها الذي تخطى المعقول، واليوم تبدأ أسعارها من 300 إلى 2000 دولار.
تباع دمية لابوبو في "صناديق عشوائية" (Blind Boxes)، حيث لا يعرف المشتري أي دمية سيحصل عليها وهو يشبه مفهوم الحقائب المحدودة التي تصممها دور عريقة إذ يتم تخيير السيدة في غرفة معزولة عن المتجر بين لونين لتنتقي بينهما واحدة، وتتراوح أسعارها في المتاجر الآسيوية ما بين 13 و16 دولاراً، لكنها تُباع حالياً على مواقع مثل "ستوك إكس" (StockX) و"إي باي" (eBay) بأسعار تفوق التصور. أما الإصدارات النادرة فقد تصل إلى 1580 دولاراً على موقع "بوب مارت" (Pop Mart).
بينما نموذج "سيكريت" (Secret) النادر فيُعرض في مزادات إلكترونية مقابل 1920 دولاراً، في حين تباع نسخة "بيغ انتو إنيرجي" (Big Into Energy) على متجر أمازون بسعر 167 دولاراً للعلبة، أو 101 دولار للدمية الفردية.
هذه الصيحة التي باتت أشبه بالجنون ألهمت العديد من الدور لابتكار أكسسوارات وتمائم لحقائبها مثل لويفيLoewe وبالنسياغاBalenciaga فالكثير من الناس لا يمتلكون حقيبة هيرميس Hermes، ولكنهم بفضل تمائم الحقائب باتوا يستطيعون شراءها لزخرفة حقائبهم المتوسطة الثمن بها.
تابعي المزيد عن
View this post on Instagram
A post shared by Emanuela Formoso (@thefashionlover_net)

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الرجل
منذ 24 دقائق
- الرجل
قبل حصوله على السعفة الذهبية.. دنزل واشنطن في مواجهة نارية مع مصور في كان2025
فاجأ النجم الأميركي دنزل واشنطن، الحاصل على جائزة الأوسكار، الجمهور بتصرّف حاد تجاه أحد المصوّرين المتحمّسين، وذلك خلال حضوره العرض الأول لفيلمه Highest 2 Lowest على السجادة الحمراء لمهرجان كان السينمائي، مساء الإثنين الماضي، وذلك قبيل تسلّمه جائزة السعفة الذهبية الفخرية. إذ رُصد واشنطن، البالغ من العمر 70 عامًا، وهو يشير بأصبعه في وجه المصوّر في لقطة وثّقتها عدسات الكاميرات، ورافقها تبادل كلامي وُصف من بعض الحاضرين بأنه اتّسم بتوتر شديد. تفاصيل المواجهة مع المصور كشف خبير قراءة الشفاه جيريمي فريمان لـ أن "واشنطن" غضب بسبب قيام المصور بلمسه على ذراعه بشكل متكرر، مما دفع النجم الأمريكي إلى الصراخ بعبارات حازمة: "هي، مرة واحدة فقط، توقف. دعني أخبرك، توقف، توقف، لا تلمسني مرة أخرى". وأكد واشنطن: "أنا أتحدث إليك، توقف، حسنًا؟" رد المصور بابتسامة غريبة قائلًا: "غير مسموح"، قبل أن يضحك ويكرر: "نعم، نعم، نعم". رغم تحذيرات واشنطن، حاول المصور مجددًا لمس النجم وسأله: "هل يمكنني التقاط صورة؟"، ليصرخ واشنطن بغضب: "توقف، توقف، أنا جاد. توقف، توقف." ردود فعل الحضور وتاريخ واشنطن مع المصورين على الرغم من حدة كلام واشنطن، بدا أن العديد من المصورين حوله كانوا يبتسمون، ربما لأنهم لم يدركوا مدى انزعاجه. إذ يُذكر أن للنجم الأمريكي سجل طويل من المواجهات المتوترة مع المصورين خلال السنوات الماضية. مواقف سابقة لواشنطن مع المعجبين والمصورين لم تكن هذه المواجهة الأولى لواشنطن مع المصورين أو المعجبين. ففي أكتوبر 2024، ظهر في فيديو وهو ينفجر غضبًا تجاه مجموعة من جامعي التواقيع في متحف الفن الحديث بنيويورك. كما ظهرت له لحظة توتر مع أحد المعجبين في 2021، حين تحدث معه بعمق وأمسك بكتفيه في موقف يوحي بالنصيحة. اقرأ أيضًا: جدول فعاليات اليوم الاثنين 19 مايو 2025 في مهرجان كان السينمائي دنزل واشنطن يتلقى "السعفة الذهبية الفخرية" في مهرجان كان تقديرًا لمسيرته الفنية Denzel Washington gets surprised with an Honorary Palme d'Or at #Cannes right before the world premiere of Spike Lee's "Highest 2 Lowest." — Variety (@Variety) May 19, 2025 فوجئ النجم الأميركي دنزل واشنطن، مساء أمس الاثنين، بحصوله على "السعفة الذهبية الفخرية" خلال فعاليات مهرجان كان السينمائي، تكريمًا لمسيرته الطويلة والمميزة في عالم السينما، بحسب ما أعلنه منظمو المهرجان. خلفية عن الفيلم وجولة المهرجان كان مهرجان كان قد عدّل جدول عروضه لاستقبال واشنطن، الذي كان في يوم راحة واحد فقط أثناء تقديمه مسرحية "عطيل" في نيويورك. وعُرض فيلم "Highest 2 Lowest"، وهو إعادة إنتاج لفيلم أكيرا كوروساوا عام 1963 High and Low، في دور العرض بداية من 22 أغسطس، على أن يُطرح لاحقًا على منصة Apple TV+ في 5 سبتمبر. شراكة طويلة مع سبايك لي الفيلم الجديد هو خامس تعاون بين واشنطن والمخرج سبايك لي، ويؤدي فيه دور "ديفيد كينج" في حبكة تنتمي إلى فئة الجريمة والإثارة. وقد ظهر على السجادة الحمراء برفقة الممثلين المشاركين آيساب روكي وجيفري رايت، حيث خطف الثلاثي الأنظار قبل أن تُفاجئ إدارة المهرجان واشنطن بالتكريم. مسيرة حافلة بالأدوار القوية والجوائز دنزل واشنطن الحائز على جائزتي أوسكار، اشتهر بتنوع أدواره، بدءً من تجسيده لشخصية الناشط الحقوقي مالكوم إكس، ووصولًا إلى دور الطيار المدمن في فيلم "فلايت" Flight. نال واشنطن أول أوسكار له عام 1990 عن فيلم "جلوري" Glory، ثم الثانية في عام 2002 عن دوره في يوم التمرين Training Day. كما أخرج وقام ببطولة فيلم "ذا جريت ديبيترز" The Great Debaters عام 2007، الذي تناول قصة أستاذ جامعي أسود درّب فريق مناظرات نحو المجد الوطني، إلى جانب بطولته للفيلم الدرامي "أنطون فيشر" Antwone Fisher، والذي شارك في إنتاجه أيضًا.


مجلة هي
منذ 35 دقائق
- مجلة هي
تعرفي مع منسقة أزياء "هي" الخاصة على الألوان الباستيلية في عالم الموضة 2025
في كل موسم، تُعيد الموضة تعريف ذوقنا الجمالي عبر لوحة لونية تنبض بالتجديد والابتكار. ومع بداية عام 2025، تَقدَّمَت الألوان الباستيلية إلى الواجهة بكل أناقتها وهدوئها، لتعلن عن عام مشبع بالحس الرومانسي والتوازن النفسي والنقاء البصري. إنها ليست مجرد ألوان، بل رموز لحقبة جديدة من الأناقة المرهفة التي تبحث عن الراحة والبساطة والتفاؤل. إطلالات بألوان الباستيل من شوارع باريس ربيع صيف 2024 ما هي الألوان الباستيلية؟ الألوان الباستيلية هي درجات لونية فاتحة وناعمة مشتقة من الألوان الأساسية، تُخفف عادة بإضافة نسبة عالية من اللون الأبيض. ومن أشهرها: الوردي الباهت والأزرق السماوي والأخضر النعناعي والأصفر الزبدي/ الباهت والأرجواني الخزامي. هذه الألوان تتميز بقدرتها على بثّ الهدوء والسكينة في النفس، مما يجعلها مثالية لكل من يبحث عن التوازن وسط صخب الحياة اليومية. مزيج من الألوان الباستيلية من شوارع ميلان ربيع صيف 2024 رمزية الألوان الباستيلية: الألوان الباستيلية ترتبط بمشاعر النقاء والطمأنينة والأمل، على سبيل المثال: • الوردي يرمز إلى الحنان والرقة، وغالباً ما يُستخدم للتعبير عن الأنوثة المرهفة. إطلالة باللون الوردي من شوارع باريس خريف شتاء 2025 • الأزرق السماوي يوحي بالسكينة والصفاء الذهني، وهو اختيار مثالي لمن يسعون إلى التواصل مع ذاتهم. فستان باللون الأزرق السماوي من شوارع باريس خريف شتاء 2025 • الأخضر النعناعي يحمل طاقة التجدد والانسجام مع الطبيعة. إطلالة باللون الأخضر من شوارع باريس خريف شتاء 2024 • الأصفر الباهت يشع أملاً وتفاؤلاً، وكأنه شمس دافئة في صباح ربيعي. فستان باللون الأصفر الباهت من شوارع باريس خريف شتاء 2025 موضة 2025: الباستيل هو بطل الموسم شهدنا في عروض أزياء ربيع وصيف 2025 سيطرة واضحة للألوان الباستيلية على منصات كبار المصممين. فقدّم إيلي صعب فساتين حالمة بألوان الخزامى والزهري المغبر، مرصعة بتفاصيل دقيقة تُحاكي بتلات الزهور. كما اعتمدت دار فالنتينو في تشكيلتها الأخيرة أقمشة خفيفة تنساب كنسيم ربيعي، بتدرجات الأزرق الفاتح والأصفر الباهت، لتعكس مفهوم "الترف الهادئ"، وهو توجه عالمي سائد يعكس الرغبة في الاسترخاء دون التفريط في الأناقة. حتى الأكسسوارات لم تسلم من تأثير هذا التوجه؛ فشهدنا حقائب، أحذية، وحتى نظارات شمسية بدرجات باستيلية أنيقة، لتكمل الإطلالة برقة متناهية. فستان بالأصفر الباهت من فالنتينو ربيع صيف 2025 لماذا الآن؟ ولماذا الباستيل بالتحديد؟ العودة إلى الطبيعة والبساطة أصبحت من أهم التوجهات في عالم الموضة، خاصة مع ازدياد الوعي البيئي والبحث عن استدامة الجمال. الألوان الباستيلية تُجسد هذا المفهوم، فهي مستوحاة من الطبيعة ومن عناصرها الرقيقة، مثل الغيوم والزهور وماء البحر الهادئ. كيف ترتدين الألوان الباستيلية بأسلوب أنيق؟ سواء كنتِ من عشاق الأناقة الكلاسيكية أو من محبات الطابع العصري، فإن الباستيل يمنحكِ حرية التنسيق والابتكار: • ارتدي إطلالة كاملة بلون باستيلي موحد لإحساس مريح ومتوازن. • امزجي بين درجتين متقاربتين من درجات الباستيل لإطلالة ناعمة ومتجانسة. • أضيفي قطعة واحدة بلون باستيلي إلى إطلالة حيادية لعمل توازن بصري رائع. • ولا تنسي اختيار المكياج المناسب: درجـات النيود والوردي الخفيف تكمل الإطلالة الباستيلية برقة وأنوثة. إطلالة باللون والأرجواني من شوارع باريس ربيع صيف 2025 الباستيل كلغة جديدة في الموضة في عام 2025، لم تعد الموضة فقط مسألة أناقة، بل أصبحت وسيلة للتعبير عن الحالة النفسية والوعي الجمالي. الألوان الباستيلية هي لغة الصمت الرقيق، تنطق بالراحة والجمال في آنٍ واحد. فإذا كنتِ تبحثين عن موضة تمسّ القلب قبل العين، وتُشبه الحلم أكثر من الواقع، فلا تترددي في اختيار قطع من الباستيل في خزانتك.


مجلة هي
منذ 37 دقائق
- مجلة هي
في حضرة الأناقة الواعية... قمة أميُوزد للموضة المستدامة بالتعاون مع "هي"
في عام 2025 لم تعد الاستدامة خيارا إضافيا أو شعارا نلوّح به عند الحاجة أو مجرد فكرة، بل أصبحت لغة جديدة نفهم بها علاقتنا مع الأرض، ومعيارا أساسيا. أثناء هذا التحول، تكاتفنا مع رائدة الأعمال سارة تيمور باناجة ومجتمع الموضة الذي ساهمت في تشكيله مع أميُوزد في قمة أميُوزد للموضة المستدامة، بالتعاون مع مجلة "هي"، لنشكل حراكا فكريا مؤثرا وفعالا يناقش قضايا الموضة والاستدامة، ونتساءل: ما الذي يجعلنا اليوم، أكثر من أي وقت مضى، نتمسك بموضة أكثر وعيا ومسؤولية؟ لم يعد الحديث عن الأزياء المستدامة ترفا فكريا أو محاولة لإثبات الوعي، بل أصبح التزاما حقيقيا ينبع من إحساس أعمق بالمسؤولية تجاه الأرض التي نعيش عليها. في "هي" نؤمن بأن القصص قادرة على إحداث فرق. نؤمن بأن مسؤوليـــــتنا لا تقتـصر على استهلاك هذا الكوكب، بل تمتد إلى رعايته، وصون إرثه للأجيال المقبلة. من هنا، وانطلاقا من هذا الإيمان، جاءت مبادرتنا هذه لحظة صادقة، شهادة تنبض بأننا كنا هنا، وأننا اخترنا أن نحمي هذا الكوكب بأفعالنا لا بأقوالنا فقط. خلال قمة أميُوزد للموضة المستدامة، بالتعاون مع مجلة "هي"، تحول هذا الإيمان إلى مشهد حي، حيث تتقاطع القصص الشخصية والحوارات العفوية مع الشغف الصادق بالأرض والإنسان. لم نسأل: "لماذا الاستدامة؟" بل تساءلنا: "كيف عشنا من دونها؟ روينا هذه اللحظات، تماما كما عشناها: حقيقية، ومليئة بالشغف، ومزروعة بإيـــمــــان عميــــــق بأن الاســـــتدامــــــة لم تعد قصة نرويها بل أسلوب حياة نعيشه.. أناقة واعية، وموضة مستدامة. وفي امتداد لهذا الفكر المسؤول، نتوقف بالتعاون مع سارة تيمور باناجة مؤسسة منصة أميُوزد وعدد من صديقات المنصة، ومنهن: ود المدني، وآية يماني، وشادية طرابيشي، ونهى باناجة اللواتي جمعهن شغف الأناقة الواعية. نخوض رحلة استكشاف عميقة بين طيات قماش قديم ونبض فكرة متجددة، نستكشف كيف باتت القطع الخالدة، اليوم أكثر من خيار جمالي؛ بل إعـــــلانا صــــريـــــحــــــا عن ولاء لقيم الاستدامة، ورسالة أن ما يُصنع بإتقان يبقى خالدا، مهما تبدلت الأزمنة. سارة تيمور وود المدني… الإبداع خلف "أميُوزد" في كل رحلة تغيير حقيقي لحظة تولد فيها فكرة قادرة على إعادة تشكيل واقع كامل. ولدت "أميُوزد" عام 2020، وهي منصة محلية بطموح عالمي، تقدم مفهوم الموضة الفاخرة بطريقة أكثر مسؤولية، وسرعان ما لفتت المنصة الأنظار، فاختيرت ضمن برنامج Sanabil 500 الاستثماري، كما نالت مؤخرا جائزة Kering Generation Award تقديرا لدورها الريادي في تعزيز مفهوم الموضة المستدامة بالمملكة. توضح سارة تيمور مؤسسة العلامة رؤيتها قائلة: "قطاع الموضة من أكثر القطاعات تأثيرا في البيئة، ولا بد أن نبدأ ببنائه بشكل صحيح. السعودية لديها فرصة فريدة لتكون من أوائل الدول التي تضع الاستدامة كجزء أساسي من صناعة الأزياء". وتضيف: "دائما ما يكون إصلاح المشكلات لاحقا أصعب بكثير، بينما نحن هنا نركز على الوقاية منذ البداية. وقد نكون من أوائل الدول في العالم التي تعتمد هذه الاستراتيجية منذ التأسيس، وأنا فخورة ومتحمسة جدا لكوني جزءا من هذه المرحلة المهمة". ومع انطلاق قمة "أميُوزد" ومجلة "هي" للموضة المستدامة، تؤكد كل من سارة وود المدني بصفتهما جزءا من فريق "أميُوزد" لـ"هي" أن القمة مثلت فرصة استثنائية لترسيخ الاستدامة كخيار طبيعي ضمن صناعة الموضة، بعيدا عن الصورة النمطية التي تصوّرها على أنها عبء إضافي. تقول: "القمة فتحت بابا حقيقيا للحوار مع صنّاع التغيير الذين يطبقون الاستدامة عمليا. من خلال هذه النقاشات نعيد تقديم الاستدامة عبر مسار بسيط يبدأ بالحوار، ويتطور إلى أسلوب حياة". وباعتبارها صوتا شبابيا داخل القمة، تؤمن المدني بأن الإلهام يبدأ بالصدق، ومشاركة التجربة مع الآخرين، بعيدا عن التنظير. وتوضح: "في عالم تتغير فيه الاتجاهات بوتيرة متسارعة، تبرز الموضة الواعية كخيار قد يبدو أصعب، لكنه بالتأكيد الخيار الأصح، سواء لأنفسنا أو لكوكبنا". ولأن الموضة لم تعد مجرد ذوق فردي، بل تُعدّ موقفا واعيا، تؤمن سارة بأن ارتداء قطعة عتيقة اليوم بات أكثر من مجرد تعبير عن أناقة: "إنه إعلان عن الانتماء لمجتمع جديد، مجتمع يختار الرفاهية الواعية والشجاعة في إعادة تعريف مفاهيم الجمال". تحمل ود ذكريات عزيزة لقطعة فينتج خاصة، حقيبة فندي ذهبية ورثتها عن جدتها، والتي كانت تشع بالأناقة والفرادة في كل مرة تحملها جدتها. وتضيف لـ"هي": "مشاركة هذه القطعة اليوم تشعرني بأنني أحمل جزءا من روحها وأناقتنا العائلية". صديقات "أميوزد".. آية يماني داعمة المواهب في مسيرتها المهنية والحياتية، اختارت آية يماني أن تسلك طريقا مختلفا، طريق يجمع بين الدقة العلمية والجمال الخالد. تشغل آية اليوم منصب مديرة المبادرات والشراكات والاتصالات المؤسسية في "مجموعة شلهوب" بالسعودية، حيث تقود جهود تعزيز الاستدامة وتمكين المرأة، مستندة إلى خلفية أكاديمية متينة في الهندسة الميكانيكية. توضح آية لـ"هي" أن بدايتها في عالم الهندسة صقلت لديها تقديرا عميقا للبنية الصلبة والتفاصيل المتقنة، وهي قيم لم تغب أبدا حين انتقلت إلى عالم الموضة والرفاهية. فكما تُبنى الجسور بخطط دقيقة وتصاميم مدروسة، ترى آية أن بناء خزانة شخصية متوازنة يتطلب الروح ذاتها من الدقة، والاستدامة. تؤمن آية بأن الرفاهية الحقيقية لا تُقاس بعدد القطع، بل بجودتها وقدرتها على الاستمرار. وتقول لـ"هي": "أختار كل قطعة بعناية، أبحث عن تلك التي تروي قصة، وتحمل حرفية تجعلها تتجاوز الصيحات العابرة. الاستدامة بالنسبة لي تبدأ من احترام القطعة وإطالة عمرها". هذه النظرة المتعمقة قادتها إلى عشق القطع التي ترى فيها ترجمة فعلية لقيمها: قطع صُممت لتعيش، تحكي قصص الماضي، وتلهم المستقبل. فبين خيوط الأقمشة الفاخرة والتفاصيل المصنوعة بعناية، تجد آية صدى للهندسة التي درستها يوما: دقة، وابتكار، وبنية صامدة. وتشارك آية مع "هي" لحظة خاصة كان للقطع الخالدة فيها أثر في حضورها المهني، وكانت في إحدى رحلاتها، عندما عثرت على سترة فينتج أنيقة من توقيع "إيف سان لوران". وبمجرد أن ارتدتها، شعرت بقوة استثنائية؛ قطعة تحمل بين خياطتها تاريخا من الأناقة والفن. تقول: "كانت أشبه بدرع صامتة. ارتديتها خلال اجتماعات عمل مهمة، ومنحتني طبقة إضافية من الثقة والقوة". في فلسفتها، لا تتوقف الاستدامة عند حدود البيئة، بل تمتد لتشمل الطريقة التي ننظر بها إلى الأشياء، كيف نحترم ما نملك، ونختار بوعي، ونمنح القطع حياة أطول وأكثر قيمة. وما بين الهندسة والقطع والاستدامة، ترسم آية يماني نموذجا حقيقيا للمرأة العصرية التي تمزج بين الذكاء العملي، والذوق الرفيع، والالتزام بمستقبل أكثر وعيا وأناقة. صديقات "أميوزد".. رحلة شادية طرابيشي بين العائلة والأناقة المستدامة حين نتحدث عن القصص التي تُلهم، تحضر شادية طرابيشي ضمن تلك الأسماء التي جسدت المعنى الحقيقي للصدق في كل تفاصيل حياتها. توضح لـ"هي" أن رحلتها مع الأضواء لم تكن مخططا لها، بل جاءت امتدادا طبيعيا لحياة عائلية كرست فيها نفسها أما قبل كل شيء، فتزرع القيم في أبنائها وتشارك في بناء مشروع Pulse Studios، المفهوم الصحي العائلي الذي كان له أثر كبير في حياة كثيرين. بالتوازي مع اهتمامها بالعائلة، وجدت شادية نفسها تنسج عالما آخر من الجمال الشخصي، عبر تصميم ملابس الصلاة لعائلتها، مساحة حميمة جمعت بين الحرفة والحب، وربطتها بجمهور أوسع قدّر هذا الاهتمام بالتفاصيل التي تجمع بين الخصوصية والذوق الرفيع. ومع نمو حضورها على وسائل التواصل الاجتماعي، بقي شغفها بالموضة الفاخرة جزءا لا يتجزأ من هُويتها. ولكن بالنسبة لشادية، الموضة ليست فقط أناقة خارجية: "الموضة هي رسالة أعمق تدور حول التقدير الحقيقي للجودة، والوعي بقيمة القطعة التي تستحق أن تُحفظ وتُمرر عبر الأجيال". توضح شادية لـ"هي" أن علاقتها بالقطع الخالدة تتجاوز الإعجاب بالشكل أو الاسم، بل ترتبط بقيم الاستدامة التي باتت اليوم محورا أساسيا في حياتها. "في كل قطعة فاخرة أختارها، أجد استمرارية لجودة حقيقية، وحفاظا على إرث حرفي لا يتكرر بسهولة. إنها طريقة واعية للعيش بأناقة ومسؤولية في آن واحد". عندما تتحدث عن أقرب القطع إلى قلبها، تعود بذاكرتها إلى ساعة رولكس قدّمها لها زوجها في عام 1973، قطعة تحمل معنى شخصيا عميقا، يتجاوز الزمن والموضة. وترى شادية أن اهتمامها بالقطع الخالدة متجذر في نشأتها، حيث كانت الكثير من فساتينها تُفصّل خصيصا بمشاركة والدتها، وهو ما جعل الموضة بالنسبة لها امتدادا للعائلة والتقاليد، وليست مجرد تبعية لصيحات متغيرة. وتختم شادية حديثها مع "هي" مؤكدة أن أسلوبها، الذي يمزج بين الأناقة والصدق، يعكس قناعة راسخة بأن لكل قطعة قصة، وأن الموضة الحقيقية، مثل العائلة والقيم، لا تفقد بريقها مع مرور الزمن، بل تزداد عمقا وبهاء. صديقات "أميوزد".. أناقة نهى باناجة الفريدة تحكي قصص الحياة في عالم يطغى عليه التغيير السريع، تمثل نهى باناجة نموذجا للثبات على القيم الأصيلة، قيم الاستقلال، والإبداع، والإيمان العميق بأن الجمال الحقيقي ينبع من البساطة والصدق. توضح لـ"هي" أن رحلتها كانت دائما رحلة عائلة أولا؛ أما مخلصة لخمسة أبناء، كرست حياتها لغرس قيم التعليم والاعتماد على النفس، ومساندة ابنها الأكبر راكان المصاب بمتلازمة داون حتى أصبح قصة نجاح ملهمة في محيطه وعلى وسائل التواصل الاجتماعي. بعيدا عن دورها العائلي، نقلت نهى شغفها بالتصميم إلى مشروع حقيقي حين أسست علامة محلية مزجت بين اقتناء القطع النادرة والكنوز العالمية بروح فنية راقية. في حديثها مع "هي"، تشدد نهى على أن حبها للأقمشة الطبيعية مثل الكتان والقطن لم يكن خيارا عابرا، بل أسلوب حياة متجذرا في إيمانها بالراحة، البساطة، واحترام الطبيعة. "أبحث دائما عن قطع تمثل شخصيتي وقيمي، بطريقة خفيفة ومريحة. الأقمشة الطبيعية تحمل في نسيجها حياة وروحا لا تشبه أي شيء آخر". ولا يقتصر شغفها بالتصميم على الأزياء فقط، بل يمتد إلى أسلوب حياتها اليومي وتنسيق منزلها. ترى نهى أن كل قطعة، سواء كانت في خزانتها أو في بيتها، يجب أن تحكي قصة، وأن تكون شاهدة على حضارات وثقافات عاشت قبلنا، ولا تزال حاضرة في تفاصيل حياتنا توضح: "الأناقة بالنسبة لي انسجام بين الجسد والروح، والبيت امتداد لهذه الفلسفة. كل ركن فيه يجب أن يعكس هوية صاحبه دون الحاجة للكلمات". وترى نهى أن القطع الفينتج ليست مجرد ترف بصري، بل أداة حية لنقل القيم والقصص للأجيال القادمة. تؤمن بأن تعليم الشباب حب الفينتج يعني فتح أبواب الفضول أمامهم، وتشجيعهم على استكشاف التراث وفهم التنوع الثقافي، وهو ما يعزز فيهم حس الإنسانية والوعي العميق.