logo
متى يتعلم اليمين الإسرائيلي الدرس؟

متى يتعلم اليمين الإسرائيلي الدرس؟

الشرق الأوسطمنذ 14 ساعات

الآن وبعد أن صمت دوي الصواريخ وهجمات الطائرات المتبادلة، بين طهران وتل أبيب، هل من نتيجة مؤكدة ينبغي أن يخلص إليها اليمين الإسرائيلي، الذي أدمن أوهام القوة العسكرية، من دون أن يفكر عميقاً في معنى ومبنى السلام؟
يحيد يمين الحرب عن فهم معنى «الشالوم» دينياً وإيمانياً، ومن منطلق توراتي، ما يعني أن هناك من يتلاعب بالمقدرات الروحية، ويسخرها لصالح أهداف سياسية ضيقة.
تعني كلمة «شالوم» الطمأنينة والأمان، لكن من الجلي أنه يتعذر الحصول عليهما من دون عدالة ترد الحقوق لأصحابها، وصدق مع الذات، لا يتخذ من المناجل والسيوف أدوات للعيش.
لثمانية عقود، لم تتعرَّض المدن الإسرائيلية لقصفات جوية مؤثرة، كما تعرضت الأسبوعين الماضيين، وعليه فإن السؤال المطروح على مائدة النقاش: ما الذي خلفته الصواريخ الإيرانية؟
صباح الرابع والعشرين من يونيو (حزيران) الحالي، كتب الصحافي الإسرائيلي أورن زيف، يقول: «سواء صمد وقف إطلاق النار أم لا، فإنه يحق لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن ينسب لنفسه إنجازاً رئيسياً واحداً، وهو تحطيم شعور الإسرائيليين بالحصانة».
مثيرة هي الأقدار التي خُلقت في الداخل الإسرائيلي، مشاهد مطابقة لما تابعه العالم من مآسٍ في غزة. الناس الفارون بملابس النوم مع أطفالهم، وممتلكاتُهم بين أيديهم، الرعبُ والذعر في عيونهم، والخوف على محياهم، والتكدس في الملاجئ تحت الأرض، هذا رغم الرقابة الذاتية المشددة التي قمعت، إلى حد كبير، وسائل الإعلام الغربية والشرقية ومنعتها عن نقل الصورة كاملة.
والشاهد أن هذه الحرب التي أودت بحياة نحو ثلاثين شخصاً إسرائيلياً، جعلت الآلاف من الإسرائيليين، خصوصاً في تل أبيب وضواحيها، يشعرون بخوف حقيقي على حياتهم، كما أن غالبيتهم رسخ يقينهم بأن القبة الحديدية لن تفلح في توفير الأمان المطلق.
منذ استيلائها على الأراضي الفلسطينية، لم تعرف إسرائيل أو تذق معنى الطمأنينة، أو تهنأ بالسلام الباطني والخارجي معاً، سواء من جراء الحروب الكبرى من الدول المجاورة، أو بسبب إطلاق النار والطعن، والانتفاضات، وجولات القتال مع «حماس» و«حزب الله».
غير أن هذه المرة بدا الأمر مختلفاً، إذ لم يعد مجرد قلق وجودي، كما هي الحال دوماً، بل أضحى خوفاً شخصياً آنياً، خصوصاً بعد أن شعر الجميع أن الموت بات حاضراً في قلب البلاد، والشعور به قريب جداً، في صوت انفجار صاروخي، أو تحت ركام الدمار الذي تخلفه الضربات التي لم تُعترَض.
هل أدرك اليمين الإسرائيلي المتطرف، أن الحياة عبر العداء للآخر، من مآلاتها موتٌ مشابه؟
الثابت أن ما كان يمكن قمعه أو إدارته سابقاً من خلال مظاهر الروتين، أصبح الآن يتطلب مواجهة مباشرة. إن القتل وتدمير المنازل وتعطيل الحياة اليومية، كلها تشير إلى نتيجة وأجندة واحدة. نتيجةٌ مفادها أن إسرائيل لم تعد مكاناً صالحاً للعيش الإنساني؛ الأصلُ فيه السلام، والاستثناء هو الحرب.
أثبتت الهجمات الصاروخية الإيرانية، أن إسرائيل لا تتمتع بالحصانة المطلقة، حتى وإن تدرعت بمنظومات «باتريوت» و«ثاد» و«حيتس» الصاروخية المضادة، ولهذا كان من الطبيعي للغاية أن يتسرب الخوف والقلق والسخط، عبر النفوس، ويدفع ذلك الكثيرين إلى التفكير في الهجرة العكسية، عبر المنافذ البرية، ومنها إلى الدول التي يحملون جنسياتها، الأمر الذي يعد بالنسبة إلى إسرائيل، خسارة أشد هولاً.
متى تنفتح أعين اليمين الإسرائيلي على الحقيقة المُرَّة، وهي أن ما يهدد الدولة العبرية، في حقيقة الحال، ليست إيران ولا «حماس»، لكن غطرستها، وهو ما تقرره الناشطة اليسارية الإسرائيلية، أورلي نُويْ، قبل بضعة أيام.
نُويْ تعتبر أنه على مدى نحو 80 عاماً، أثبتت انتصارات الجيش الإسرائيلي العسكرية، أنها انتصارات مزعومة باهظة الثمن... لماذا؟
باختصار، لأن كلَّ انتصارٍ يدفعُ إسرائيلَ إلى هوة أعمق من العزلة والتهديد والكراهية. خلقت نكبة سنة 1948 أزمة لاجئين لا تزال حاضرة ولو أدبياً وقانونياً، ومهدت الطريق لنظام الفصل العنصري القائم حتى الساعة، وأدى انتصار سنة 1967 إلى احتلال لا يزال يغذي المقاومة الفلسطينية، وأدخل إسرائيل في دائرة انكسار حرب أكتوبر (تشرين الأول) 1973، بينما عملية 7 أكتوبر سنة 2023، تحولت إلى إبادة جماعية جعلت إسرائيل دولة منبوذة عالمياً.
«الأمة التي تستعرض عضلاتها خمسين عاماً ستتعب في النهاية»، هكذا خبر إسحق رابين النائب اليساري السابق يوسي ساريد.
أدرك رابين أن العيش إلى الأبد بحد السيف، على عكس وعد نتنياهو المرعب، ليس خياراً قابلاً للتطبيق. الغطرسة العمياء لن تقود اليمين الإسرائيلي إلى الحياة... السلام أنفع وأرفع من الحرب.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

السودان: وزيرا الدفاع والداخلية يؤديان اليمين الدستورية أمام البرهان
السودان: وزيرا الدفاع والداخلية يؤديان اليمين الدستورية أمام البرهان

عكاظ

timeمنذ 38 دقائق

  • عكاظ

السودان: وزيرا الدفاع والداخلية يؤديان اليمين الدستورية أمام البرهان

بحضور رئيس الوزراء إدريس كمال، أدى وزيرا الدفاع والداخلية الجديدان في السودان، اليمين أمام رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبدالفتاح البرهان، اليوم (السبت). وأصدر إدريس هذا الأسبوع، قراراً بتعيين الفريق حسن داؤود كيان وزيراً للدفاع، والفريق شرطة بابكر سمرة مصطفى وزيراً للداخلية. وحضر مراسم أداء القسم الأمين العام لمجلس السيادة الفريق الركن محمد الغالي علي يوسف، ورئيس الجهاز القضائي بولاية البحر الأحمر ممثلاً لرئيس القضاء. وقال بيان صادر عن مجلس السيادة الانتقالي، إن وزير الدفاع الجديد عبّر في تصريحات عن تقديره العميق لقيادة الدولة على الثقة التي أولتها له بتكليفه وزيراً للدفاع، مضيفاً أن البلاد تمر بظروف صعبة تتطلب وحدة الصف للحفاظ على وحدة أراضي السودان. وأكد وزير الدفاع الجديد حرصه على تحقيق الأمن والاستقرار والسلام والدفاع عن سيادة السودان، وقال: «سنعمل بالتنسيق والتعاون مع أجهزة الدولة المختلفة على تحقيق أهداف السودان العليا وتلبية تطلعات الشعب السوداني». وطمأن الشعب السوداني بأننا «سنكون يداً أمينة على وحدة البلاد وسنسعى لتحقيق حكم السودان بالقانون ومحاسبة كل من يقصر فى مهامه»، مشدداً على أهمية وحدة الصف الوطني لبناء السودان. ونوه وزير الدفاع بتضحيات وبسالة القوات المسلحة والقوات المشتركة والمستنفرين والمقاومة الشعبية للذود عن حياض الوطن وترابه ووحدته وسيادته. وشدد على ضرورة تحقيق السلام والأمن والاستقرار لإحداث التنمية المنشودة، مؤكداً أن القوات المسلحة ستعمل على سد الثغرات وحماية الاقتصاد السوداني والمحافظة على مكتسبات البلاد. من جانبه، لفت وزير الداخلية إلى أن السودان يمر بتحديات أمنية، مؤكداً قدرة الدولة على تجاوزها. وأشاد بالانتصارات التي حققتها القوات المسلحة والقوات المساندة لها، مضيفاً أن «القوات المسلحة قادرة على تحقيق النصر». أخبار ذات صلة

نحو شرق أوسط جديد... دراماتيكي كما الحرب
نحو شرق أوسط جديد... دراماتيكي كما الحرب

Independent عربية

timeمنذ ساعة واحدة

  • Independent عربية

نحو شرق أوسط جديد... دراماتيكي كما الحرب

بوتيرة عالية ومتسارعة يجري العمل والتنسيق بين واشنطن وتل أبيب هذه الأيام لتنفيذ الهدف الأخير للحرب على إيران، الذي بدأ البحث فيه بين الرئيس الأميركي دونالد ترمب، ورئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، بمشاركة وزيري الخارجية الأميركية ماركو روبيو، والشؤون الإستراتيجية رون ديرمز، بصفقة متكاملة تنهي الحرب في غزة وتضم سوريا إلى اتفاقات أبراهام، وما بينهما بدء خطوات لإنهاء ملف لبنان، فيما الضفة الغربية ستكون الهدية التي تحصل عليها إسرائيل باعتراف أميركي بضم بعض مناطق فيها وفرض السيادة الإسرائيلية عليها. أما إقامة الدولة الفلسطينية فجاءت، بحسب تقرير إسرائيلي، هامشية، إذ "ستُعرب إسرائيل عن استعدادها لحل مستقبلي للصراع مع الفلسطينيين في إطار فكرة حل الدولتين، مشروط بإصلاحات في السلطة الفلسطينية، في المقابل ستعترف الولايات المتحدة بسيادة إسرائيلية مُحددة في الضفة الغربية". وبأمل تحقيق "الصفقة الكبرى" تُبذل كل الجهود لإنقاذ نتنياهو من محاكمته وإنهاء حياته السياسية بعيداً من السجن الذي توقعه له الإسرائيليون، وهو الكابوس الذي يلاحقه منذ أعوام ودفعه لإطالة أمد الحروب التي يخوضها. خلال أسبوعين من المتوقع أن يزور نتنياهو واشنطن لتتوج من هناك الاتصالات الحالية في شأن الخطوات الدراماتيكية المقبلة في الشرق الأوسط، وكما قال نتنياهو في فيديو مقتضب للجمهور بعد التفاؤل الذي أبداه المبعوث الرئاسي الأميركي ستيف ويتكوف بتوسيع اتفاقات أبراهام "لقد حاربنا بشجاعة ضد إيران، وحققنا انتصاراً كبيراً ومهماً في المعركة سيفتح فرصة لتوسيع دراماتيكي لاتفاقات السلام، نحن نعمل على ذلك بنشاط كبير إلى جانب تحرير مختطفينا وهزيمة (حماس)، هناك نافذة فرصة إستراتيجية لدفع اتفاقات سلام إضافية لا يجوز تفويتها، علينا عدم تضييع ولا يوم واحد". البداية من غزة وفق التقارير الإسرائيلية، ونقلاً عن مصادر سياسية وأمنية مطلعة على سير المحادثات، لم يعارض نتنياهو مقترح إنهاء حرب غزة في غضون أسبوعين، على أن تشمل الصفقة الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين، وبموجب المقترح تدخل أربع دول عربية على خط الحل في إدارة غزة، بين هذه الدول مصر والإمارات، من خلال إدارة شؤون غزة بدلاً من "حماس" التي ستبعد قيادتها عن القطاع، وفق الإسرائيليين. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) توقع سياسيون ومطلعون على تطورات الموضوع، أن خطوة كهذه لن تمر بسهولة في الائتلاف الحالي، فوزير المالية بتسلئيل سموترتش علّق على إمكانية توسيع اتفاقات أبراهام، قائلاً إنه "أمر رائع، لكنه مغلف لامع لتهديد وجودي في شكل تقسيم للبلاد، وتسليم أراضٍ للعدو، وإقامة دولة إرهاب فلسطينية، لا نريد، شكراً". انضم إليه وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير حين قال "يصعب عليّ التصديق أن رئيس الحكومة يكرر أخطاء الماضي ويدخل في مفاوضات تؤدي إلى إقامة دولة إرهاب فلسطينية أو إلى تنازلات خطرة، شعب إسرائيل يريد النصر وليس محاولات أخرى لمصالحة الإرهاب تحت غطاء السلام". يقول المحلل السياسي إيتمار آيخنر، إن "من غير المستبعد أن نرى ترمب يحاول أن يربط المعارضة في إسرائيل أيضاً بالخطوة الإقليمية، وهناك إمكانية لأن تدعى شخصيات مثل نفتالي بينيت ويئير لبيد وبيني غانتس، في مرحلة لاحقة إلى البيت الأبيض لبناء شبكة أمان سياسية لنتنياهو في حال غادر سموترتش وبن غفير الحكومة". سوريا المفتاح يعتبر الإسرائيليون أن سوريا ستكون الدولة الأولى التي تنضم إلى اتفاقات أبراهام، بل كُشف عن أن رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي، يشرف شخصياً على المحادثات المباشرة مع حكومة أحمد الشرع للتقدم في هذا الملف، وتسرب من حديث هنغبي في لجنة الخارجية والأمن بالكنيست أن طموحاته أبعد من سوريا، إذ قال إن توقعاته بأن السلام مع سوريا مجرد وقت، فيما توقيعه مع لبنان أيضاً وارد في الحسبان. حديث هنغبي حول لبنان استبعده إسرائيليون باعتباره ملفاً شائكاً، فـ"حزب الله" لا يزال يحظى بمكانة سياسية إلى جانب استمرار تعزيز قدراته العسكرية، أما في شأن سوريا فبرأيهم أن للدولتين مصلحة مشتركة بعدم السماح لإيران و"حزب الله" أن يحققا مرة أخرى سيطرة في سوريا. وزير الأمن يسرائيل كاتس، رد في مقابلة له مع قناة "كان" على سؤال حول السلام مع سوريا بالقول "يمكننا بدء محادثات سلام مع الشرع بما يضمن الحفاظ على أمن إسرائيل، سوريا لم تعد تهديداً إستراتيجياً علينا، إيران هي التهديد حالياً، والدول الأخرى هي تحديات يجب علينا التكيف معها، وتفاؤل ويتكوف في شأن الاتفاقات مع الدول العربية يعكس الرؤية التي وضعناها منذ أكثر من 10 أعوام وتحاول إيران منعها بتحقيق مثل هذا السلام، واليوم الوضع أسهل لأن بعض هذه الدول اقتربت من إسرائيل، وتدرك أننا قوة كبرى، لذلك أنا متفائل بخصوص السلام في المنطقة". في هذا السياق نُقل عن مصدر أميركي، أن إسرائيل عرضت خطوطها الحمراء في شأن سوريا، وبينها عدم وجود قوات تركية فيها، أو عودة الوجود الإيراني و"حزب الله"، كما طالبت إسرائيل بنزع السلاح من جنوب سوريا. وبحسب مسؤول إسرائيلي رفيع، فقد نقل الإسرائيليون إلى المبعوث الأميركي رسالة مفادها أن إسرائيل ستُبقي قواتها في سوريا حتى يتم نزع سلاح جنوب البلاد، وأضاف أن إسرائيل تريد إضافة قوات أميركية إلى قوات الأمم المتحدة المنتشرة على الحدود الشمالية، وفي المقابل قدر المسؤول الإسرائيلي أن الحكومة السورية ستثير موضوع هضبة الجولان خلال المفاوضات، لكنها ستكون أكثر مرونة مما كان عليه نظام الأسد. محاكمة نتنياهو في هذه الأثناء تشهد الساحة الإسرائيلية حركة نشطة من قبل حزب الليكود الحاكم لإلغاء محاكمة نتنياهو عبر منحه العفو، كما باشروا بإعداد مشروع قانون لعرضه على الكنيست وبموجبه يمكن إلغاء المحاكمة، أما نتنياهو فقد استعجل بتقديم طلب للمحكمة بتأجيل محاكمته خلال الأسبوعين المقبلين تحت ذريعة انشغاله بـ"تطورات إقليمية ودولية وأمنية بالغة الأهمية". وجاء في الطلب المقدم للمحكمة أنه "في أعقاب الحرب على إيران وحدوث تطورات إقليمية ودولية إضافية، مطلوب من رئيس الحكومة تخصيص كامل وقته وطاقته لمعالجة قضايا سياسية وقومية وأمنية من الدرجة الأولى، من ضمنها إدارة الحرب على غزة ومعالجة ملف الأسرى". وأضاف في الطلب "في ظل هذه الظروف الاستثنائية، يُطلب من المحكمة المحترمة إلغاء الجلسات التي كان من المقرر أن يدلي خلالها رئيس الحكومة بشهادته خلال الأسبوعين المقبلين بعد الحرب على إيران"، وقد رفضت المحكمة الإسرائيلية طلبه. يقول آيخنر إنه "لا يمكن استبعاد إمكانية أن يكون البوست الدراماتيكي لترمب الذي دعا فيه إلى إلغاء محاكمة نتنياهو، جزءاً من الخطوة الكبرى التي في إطارها لا تنقطع الدعوة إلى إلغاء المحاكمة عن السياق، بل تكون كفيلة بأن تعد جزءاً من (صفقة رزمة): ترمب يوفر لنتنياهو تأييداً علنياً ويحتمل أن يكون عملياً أيضاً، بالمقابل من المتوقع من رئيس الحكومة أن يفعل كل ما في وسعه لإنهاء القتال في غزة والتقدم نحو الأهداف الإقليمية، ويحتمل أن تكون هذه هي الخطوة الأولى في سياق أوسع". رد نتنياهو أيضاً على أقوال ترمب يحتمل أن يكون مرتبطاً بصفقة كهذه، فقد كتب لدى مشاركته منشور ترمب "شكراً لك أيها الرئيس ترمب على تأييدك لي، وعلى تأييدك العظيم لإسرائيل وللشعب اليهودي"، وأضاف "سنواصل العمل معاً كي نهزم أعداءنا المشتركين، ونحرر مخطوفينا ونوسع بسرعة دائرة السلام". لا للعفو أصوات عدة تعالت في إسرائيل ترفض تدخل ترمب في الشؤون الداخلية بكل ما يتعلق بطلبه إلغاء محاكمة نتنياهو، كما دعت الرئيس إسحاق هرتسوغ إلى عدم منح العفو لنتنياهو لما تضمنته لائحة الاتهام من تهم جنائية خطرة. صحيفة "هآرتس" خصصت كلمة الجمعة الماضي لهذا الموضوع، وطالبت هرتسوغ بعدم الانجرار خلف الضغوط ومنح العفو لرئيس وزراء متهم بالرشاوى وخيانة الأمانة، كما اعتبرت مطلب ترمب خطأ كبيراً، مضيفة "لقد أخطأ ترمب حين قرر التدخل في هذا الموضوع، سواء لأن في ذلك ما يضعف جهاز إنفاذ القانون الإسرائيلي ويعمق الاستقطاب، أو لأن تدخله الفظ يرسم صورة إسرائيل كدولة تابعة للولايات المتحدة". وأضافت الصحيفة "أما نتنياهو، كعادته، فيستغل لحظة إجماع قومي نسبي بالنسبة إلى المعركة تجاه إيران كي يجني ربحاً شخصياً في شكل إلغاء محاكمته، إن تأييد بعض الوزراء، وبينهم جدعون ساعر، ويوآف كيش، وشلومو درعي، لمطلب الرئيس ترمب يعرّض الحكومة التي خطّت على علَمها مفاهيم مثل السيادة والكرامة الوطنية والحوكمة، لضوء سخيف، لكنه يشير أساساً إلى أن هذه خطوة سياسية مخطط لها وهدفها بالفعل إلغاء محاكمة نتنياهو".

هل سوريا جاهزة للسلام مع إسرائيل؟
هل سوريا جاهزة للسلام مع إسرائيل؟

الشرق الأوسط

timeمنذ 2 ساعات

  • الشرق الأوسط

هل سوريا جاهزة للسلام مع إسرائيل؟

جاءت التصريحات التي نقلتها وسائل إعلام عبرية، عن مصدر -وصفته بـ«سوري مطلع»- بأنّ سوريا وإسرائيل ستوقعان اتفاقية سلام قبل نهاية عام 2025، بعد أيام قليلة من تأكيد الرئيس السوري، أحمد الشرع، أن دمشق تعمل عبر قنوات دبلوماسية ومفاوضات غير مباشرة مع وسطاء دوليين لوقف التوغلات والاعتداءات الإسرائيلية جنوب البلاد، وتشديده على أن «الحفاظ على السيادة السورية فوق كل اعتبار»، فهل سوريا جاهزة لتوقيع اتفاق سلام؟ ونقل موقع «I24 NEWS» الإسرائيلي الناطق باللغة العربية عن «المصدر السوري المطلع» قوله إنّ اتفاقية السلام التي يجري الحديث عنها تنص على انسحاب إسرائيل تدريجياً من جميع الأراضي السورية التي تقدمت إليها ضمن المنطقة العازلة بعد 8 ديسمبر (كانون الأول) 2024، بما في ذلك قمة جبل الشيخ. مصادر في دمشق قريبة من الحكومة قالت لـ«الشرق الأوسط» إن هناك مفاوضات غير مباشرة مع إسرائيل جارية على قدم وساق برعاية إقليمية ودولية، وقد أعلن ذلك الرئيس السوري. الرئيس السوري أحمد الشرع مستقبلاً وفداً من وجهاء وأعيان محافظة القنيطرة والجولان في قصر الشعب الأربعاء الماضي (سانا) وكشفت المصادر أن سوريا تُطالب بوقف الاعتداءات والتوغلات الإسرائيلية داخل الأراضي السورية، والعودة إلى اتفاق 1974، في حين تريد إسرائيل إنشاء منطقة عازلة، وعلى الأرجح أن يجري التوصل إلى اتفاقية أمنية جديدة، تُمهّد لاتفاق سلام شامل مستقبلاً. واستبعدت المصادر التوصل إلى اتفاق دائم، من دون نفي احتمال التوصل إلى اتفاق يُمهد إلى اتفاق سلام دائم أو الاتفاق الإبراهيمي. وتحدثت المصادر عن مشهد متسارع، لافتة إلى تعويل دمشق على الدور العربي للتوصل إلى اتفاق يحفظ السيادة السورية، كونها وضعت ملف السلام في إطاره العربي، وتأمل في أن تمارس الولايات المتحدة والدول الغربية دوراً في الضغط على إسرائيل لوقف الاعتداءات، في إطار رغبتها في دعم الاستقرار بسوريا. لكن هل سوريا جاهزة لاتفاق سلام دائم مع إسرائيل؟ قالت المصادر إن سوريا بوصفها دولة «وليدة» غير جاهزة لسلام دائم في الوضع الراهن، والحل الذي تأمله اتفاق أمني معدل، أو العودة إلى اتفاق 1974، وأنه شعبياً لا يزال هناك رفض، لكنه أقل وضوحاً، في ظل التحديات الداخلية المُعقدة والشائكة، ووجود تيارات متطرفة وفصائل مسلحة مُتشددة خارج السلطة على الأراضي السورية ترفض مبدأ السلام مع العدو. آلية إسرائيلية بالقرب من الحدود بين مرتفعات الجولان وسوريا في 4 مايو الماضي (رويترز) ورأى الباحث السياسي السوري، وسكرتير «رابطة المحافظين الشرق أوسطيين»، وائل العجي، أن السلام الشامل مع إسرائيل «مسألة سابقة لأوانها حالياً، وهناك أولويات أخرى أكثر إلحاحاً لدى الحكومة السورية الجديدة». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «سوريا ليست جاهزة لأي مواجهة عسكرية مع أي قوة خارجية حالياً، والشعب السوري تعب كثيراً من الحروب، ومن متاجرة الأنظمة السابقة بالقضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي». وحسب وجهة نظر الباحث، فإن الأولوية لدى الدولة السورية هي «تركيز كل جهودها حالياً لتحسين ظروف الحياة للشعب السوري وتعزيز السلم الأهلي والوحدة الوطنية ومكافحة الطائفية والإرهاب». أما فيما يخص إسرائيل فهناك «القانون الدولي والقرارات الأممية المتعددة، التي تُبين بوضوح حقوق الشعب السوري، ومن الطرف الذي يحتل أراضي الآخر»، مؤكداً أن «اللجوء إلى القانون الدولي والآليات الدولية هو الخيار الأفضل والأكثر سلامة والأقل تكلفة على جميع الأصعدة». وكان الرئيس السوري أحمد الشرع قد قال في اجتماع مع وجهاء من محافظة القنيطرة والجولان المحتل، قبل أيام، إن سوريا تعمل عبر قنوات دبلوماسية ومفاوضات غير مباشرة مع وسطاء دوليين على وقف هذه التوغلات والاعتداءات، مشدداً على أن الحفاظ على السيادة السورية فوق كل اعتبار. وناقش اللقاء التحديات الخدمية والمعيشية والأمنية التي تواجه الأهالي، في ظل اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي المتكررة. وأكد الشرع أن المرحلة المقبلة ستشهد مزيداً من الدعم للمناطق الحدودية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store