
في ذكرى ميلاد الشيخ عبد الحليم محمود.. تعرف على مسيرته
تمر اليوم الاثنين الذكرى الـ 115 لميلاد الإمام الأكبر الشيخ عبد الحليم محمود، شيخ الأزهر السابق، الذي وُلد في 12 مايو عام 1910 في عزبة أبو أحمد، قرية السلام، مركز بلبيس بمحافظة الشرقية. نشأ في أسرة كريمة مشهورة بالصلاح والتقوى، وكان والده من الذين تعلموا في الأزهر لكنه لم يكمل دراسته فيه.
تعليمه
حفظ القرآن الكريم ثم التحق بالأزهر عام 1923، وحصل على العالمية، ثم سافر إلى فرنسا على نفقته الخاصة لاستكمال تعليمه العالي، حيث حصل على الدكتوراه في الفلسفة الإسلامية عن الحارث المحاسبي عام 1940.
عقب عودته، عمل مدرّسًا لعلم النفس بكلية اللغة العربية في كليات الأزهر، ثم عميدًا لكلية أصول الدين عام 1964، ثم عضوًا وأمينًا عامًا لمجمع البحوث الإسلامية، فنهض به وأعاد تنظيمه. كما تم تعيينه وكيلًا للأزهر عام 1970، ثم وزيرًا للأوقاف وشئون الأزهر.
قاد الأزهر في ظروف حرجة واستعاد مكانته
تولى الشيخ عبد الحليم محمود مشيخة الأزهر في ظروف بالغة الحرج، وذلك بعد مرور أكثر من 10 سنوات على صدور قانون الأزهر عام 1961، الذي توسع في التعليم المدني ومعاهده العليا، وألغى جماعة كبار العلماء، وقلص سلطات شيخ الأزهر، وغلّ يده في إدارة شؤونه، وأعطاها لوزير الأوقاف وشئون الأزهر. وهو الأمر الذي عجّل بصدام عنيف بين محمود شلتوت، شيخ الأزهر الذي صدر القانون في عهده، وبين تلميذه الدكتور محمد البهي، الذي كان يتولى منصب وزارة الأوقاف. وفشلت محاولات الشيخ الجليل في استرداد سلطاته، وإصلاح الأوضاع المقلوبة.
لم يكن أكثر الناس تفاؤلًا يتوقع للشيخ عبد الحليم محمود أن يحقق هذا النجاح الذي حققه في إدارة الأزهر، فيسترد للمشيخة مكانتها ومهابتها، ويتوسع في إنشاء المعاهد الأزهرية على نحو غير مسبوق، ويجعل للأزهر رأيًا وبيانًا في كل موقف وقضية. حيث أعانه على ذلك صفاء النفس ونفاذ الروح، واستشعار المسؤولية الملقاة على عاتقه، وثقة في الله عالية، جعلته يتخطى العقبات ويذلل الصعاب.
مؤلفاته
للشيخ أكثر من 60 مؤلفا في التصوف والفلسفة، بعضها بالفرنسية، من أشهر كتبه: «أوروبا والإسلام»، و«التوحيد الخالص» أو «الإسلام والعقل»، و«أسرار العبادات في الإسلام»، و«التفكير الفلسفي في الإسلام»، و«القرآن والنبي»، و«المدرسة الشاذلية الحديثة وإمامها أبو الحسن الشاذلي».
نشاطه الإصلاحي
بدت بوادر الإصلاح واضحة في سلوك الشيخ عبد الحليم محمود بعد توليه أمانة مجمع البحوث الإسلامية الذي حلّ محل جماعة كبار العلماء، فبدأ بتكوين الجهاز الفني والإداري للمجمع من خيار رجال الأزهر، وتجهيزه بمكتبة علمية ضخمة.
عمل الشيخ على توفير الكفاءات العلمية التي تتلائم ورسالة المجمع العالمية، وفي عهده تم عقد مؤتمر مجمع البحوث الإسلامية، وتوالى انعقاده بانتظام. كما أقنع المسؤولين بتخصيص قطعة أرض فسيحة بمدينة نصر لتضم المجمع وأجهزته العلمية والإدارية، ثم عني بمكتبة الأزهر الكبرى، ونجح في تخصيص قطعة أرض مجاورة للأزهر لإقامة المكتبة عليها.
أثناء توليه وزارة الأوقاف، عني بالمساجد عناية كبيرة، فأنشأ عددًا منها، وضم عددًا كبيرًا من المساجد الأهلية، وجدد المساجد التاريخية الكبرى مثل جامع عمرو بن العاص، ثاني أقدم المساجد في إفريقيا بعد مسجد سادات قريش بمدينة بلبيس بمحافظة الشرقية. وأوكل الخطبة فيه إلى الشيخ محمد الغزالي، فدبت فيه الروح، وعادت إليه الحياة بعد أن اغتالته يد الإهمال، وتدفقت إليه الجماهير من كل صوب وحدب. كما أنشأ بمساجد الوزارة فصولًا للتقوية ينتفع بها طلاب الشهادتين الإعدادية والثانوية، وجذبت آلافًا من الطلاب إلى المساجد وربطتهم بشعائر دينهم الحنيف.
رأى أن للوزارة أوقافًا ضخمة تدر ملايين الجنيهات، أخذها الإصلاح الزراعي لإدارتها لحساب الوزارة، فلم تعد تدر إلا القليل، فاستردها من "وزارة الإصلاح الزراعي"، وأنشأ هيئة كبرى لإدارة هذه الأوقاف لتدر خيراتها من جديد. وعلم أن هناك أوقافًا عدّ عليها الزمان أو غصبت، فعمل على استرداد المغتصب وإصلاح الخرب.
استعادة هيبة الأزهر وشيخه
صدر قرار تعيين الشيخ عبد الحليم محمود شيخًا للأزهر في 27 مارس عام 1973، وما كاد الشيخ يباشر مهام منصبه وينهض بدوره على خير وجه، حتى بوغت بصدور قرار جديد من رئيس الجمهورية، يكاد يجرد شيخ الأزهر مما تبقى له من اختصاصات ويمنحها لوزير الأوقاف وشؤون الأزهر.
ولم يتردد الشيخ، فقدم استقالته إلى رئيس الجمهورية على الفور، معتبرًا أن هذا القرار يمس من قدر المنصب الجليل، ويعوقه عن أداء رسالته الروحية في مصر والعالمين العربي والإسلامي.
رُوجع الإمام في أمر استقالته، وتدخل الحكماء لإثنائه عن قراره، لكنه أصر على الاستقالة، وامتنع عن الذهاب إلى مكتبه، ورفض تقاضي راتبه، وطلب تسوية معاشه. وقد أحدثت هذه الاستقالة دوّيًا هائلًا في مصر وسائر أنحاء العالم الإسلامي.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


البوابة
منذ 3 ساعات
- البوابة
موضوع تعبير عن القدس.. مقدمة وعرض وخاتمة
تقف مدينة القدس شامخة، في قلب الشرق الأوسط، فهي أسطورة حية، ومهد للديانات السماوية الثلاث الإسلام والمسيحية واليهودية، وتحمل بين جنباتها آلاف السنين من التاريخ، تروي صمود حضارات، وتصارع أمم، وتحفظ في كل حجر من حجارتها حكاية نبوة، وذكرى مقدسة، وصلاة خالصة. القدس مدينة تتجاوز حدود الزمان والمكان، وأصبحت رمزًا للسلام والصراع، للأمل والتحدي، ولتستمر في كونها محور اهتمام العالم أجمع، وفي هذا الموضوع الصحفي، نتعمق في تاريخ القدس العريق، مكانتها الروحية، والتحديات التي تواجهها، مؤكدين على أنها أكثر من مجرد مدينة؛ إنها قلب الإنسانية النابض. ثلاثة أديان ومدينة واحدة.. القدس قلب الإيمان والتاريخ لطالما كانت القدس محط أنظار العالم بأسره، وذلك لمكانتها الدينية الفريدة التي لا تُضاهى، ففي الإسلام، هي أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، تضم المسجد الأقصى المبارك بقبته الذهبية الشهيرة، وهو المكان الذي أُسري بالرسول محمد صلى الله عليه وسلم إليه ومنه عرج إلى السماء. وبالنسبة للمسيحيين، هي الأرض المقدسة التي شهدت حياة السيد المسيح عليه السلام، وموقع كنيسة القيامة التي تضم قبره المقدس، مما يجعلها قبلة لملايين الحجاج من كل بقاع الأرض، وبالنسبة لليهود، هي مدينة داود وعاصمة مملكة يهوذا القديمة، وتحتوي على حائط البراق (المبكى) الذي يُعتبر أقدس أماكنهم. هذا التنوع الديني والثراء التاريخي جعل من القدس حالة دينية وثقافية فريدة، حيث تتعايش فيها شعوب وخلفيات مختلفة منذ قرون، وتحكي شوارعها الضيقة وأسواقها القديمة قصصًا عن التسامح والتعايش، وإن كانت محفوفة بالتحديات والصراعات السياسية المستمرة. ولكن القدس رغم قدسيتها، لم تسلم من ويلات الحروب والنزاعات التي تركت بصماتها على تاريخها الحديث، فالصراع على هذه المدينة المقدسة هو في جوهره صراع على الهوية والتاريخ والحق في الوجود، مما يجعلها بؤرة للتوترات الإقليمية والدولية. وتواجه القدس اليوم تحديات جمة، أبرزها التغيرات الديموغرافية، التضييقات على السكان الفلسطينيين، ومحاولات تغيير طابعها وهويتها العربية والإسلامية، وهذه التحديات لا تهدد فقط النسيج الاجتماعي للمدينة، بل تمس أيضًا حريات العبادة وتعيق وصول المصلين إلى أماكنهم المقدسة، ورغم كل هذه الصعاب، يبقى الفلسطينيون، مسلمون ومسيحيون، متمسكين بهويتهم وحقهم في مدينتهم، مؤمنين بأن صمودهم هو صمود للتاريخ والعدالة. صمود القدس.. تحديات الحفاظ على الهوية القدس قضية إنسانية وروحية بامتياز وليست مجرد قضية سياسية أو صراع على أرض، فالحفاظ على طابعها المتعدد الثقافات والديني، وضمان حرية العبادة للجميع، وحماية حقوق سكانها الأصليين، هو مسؤولية تقع على عاتق المجتمع الدولي، فالقدس مدينة عالمية بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وهي تستحق أن تكون واحة للسلام والتعايش، تعكس جمال التنوع البشري وتجسد قيم الاحترام المتبادل، وستبقى القدس، بتاريخها العريق وروحانيتها المتفردة، نبضًا حيًا في وجدان الملايين، وشاهدًا على أن الأمل في السلام يمكن أن ينتصر على التحديات.


سكاي نيوز عربية
منذ 6 ساعات
- سكاي نيوز عربية
ترقية قائد الجيش الباكستاني إلى مارشال بعد اشتباكات الهند
وقال وزير الإعلام الباكستاني، عطاء الله تارار ، إن رئيس الوزراء شهباز شريف صادق أيضا على تمديد فترة الخدمة لقائد القوات الجوية، المارشال ظهير أحمد بابر سيدهو، تقديرا لما وصفه بـ"خدمة متميزة". وأشاد شريف برد الجيش الباكستاني ، واصفا إياه بـ"الرد الملائم" على الغارات الجوية التي شنتها الهند على قواعد عسكرية باكستانية فجر السابع من مايو الجاري. ويعد الجنرال منير ثاني ضابط في تاريخ باكستان يمنح هذه الرتبة العسكرية العليا، بعد الجنرال أيوب خان الذي تولى قيادة البلاد خلال حرب عام 1965 مع الهند. وكانت الهند وباكستان، وهما دولتان نوويتان، قد اتفقتا في 10 مايو على وقف لإطلاق النار بعد تصاعد التوترات نتيجة هجوم مسلح وقع في أبريل في الجزء الهندي من كشمير، وأسفر عن مقتل 26 شخصا، معظمهم من السياح الهنود. وقد حمّلت نيودلهي جماعات مقرها باكستان مسؤولية الهجوم، الأمر الذي نفته إسلام آباد بشدة.


الاتحاد
منذ 6 ساعات
- الاتحاد
حاكم عجمان يؤدي صلاة الجنازة على جثمان حمد راشد النعيمي
أدى صاحب السمو الشيخ حميد بن راشد النعيمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم عجمان، عقب صلاة العشاء اليوم، في مسجد الشيخ زايد بعجمان، صلاة الجنازة على جثمان المغفور له حمد راشد النعيمي، المستشار في الديوان الأميري بعجمان، الذي وافته المنية اليوم. وأدى الصلاة إلى جانب سموه، الشيخ أحمد بن حميد النعيمي، ممثل صاحب السمو حاكم عجمان للشؤون الإدارية والمالية، والشيخ راشد بن حميد النعيمي، رئيس دائرة البلدية والتخطيط، ومعالي الشيخ الدكتور ماجد بن سعيد النعيمي، رئيس ديوان حاكم عجمان، والشيخ صقر بن راشد النعيمي، وسعادة الشيخ عبدالله بن ماجد النعيمي، مدير عام مكتب شؤون المواطنين بعجمان. كما أدى الصلاة كبار المسؤولين ومديرو الدوائر المحلية والاتحادية والمواطنون وأبناء الجاليات العربية والإسلامية المقيمة، داعين الله عز وجل أن يتغــمد الفقيــد بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان. وقد شيع جثمان المغفور له إلى مثواه الأخير في مقبرة عجمان.