logo
العبودية الرقمية

العبودية الرقمية

الدستور٠٩-٠٣-٢٠٢٥

تغيرت أشكال السلطة على مر العصور، لكن جوهرها ظل واحدًا: السيطرة على الناس واستغلالهم. في الماضي، كانت الممالك تُحكم بالحديد والنار، حيث يتحكم الملوك والنبلاء في حياة رعاياهم. ثم جاءت أشكال جديدة للدولة، فانتقل البشر من خانة «الرعايا» إلى «المواطنين»، وأصبحت لهم حقوق تحميهم. لكننا اليوم، في عصر التكنولوجيا، نشهد ولادة شكل جديد من الإقطاعية، حيث لم نعد مواطنين أحرارًا تمامًا، بل أصبحنا سجناء في عالم تتحكم فيه الخوارزميات، وتُباع بياناتنا كما تُباع السلع في الأسواق.في ظل هذا «الإقطاع الرقمي»، لم تعد الأرض أو الذهب هما رأس المال الحقيقي، بل البيانات. شركات التكنولوجيا الكبرى، مثل «جوجل»، «ميتا»، «أمازون»، و»أبل»، تتحكم في حياتنا الرقمية، تمامًا كما كان النبلاء يتحكمون في أراضي الفلاحين. نحن نمنحهم بياناتنا بلا مقابل، وهم يستغلونها للتأثير علينا، وتوجيه قراراتنا، وتحقيق أرباح ضخمة.بحسب تقرير صادر عن مؤسسة «بروبابليكا»، كان «فيسبوك» قبل بضع سنوات يجمع 52,000 نقطة بيانات عن كل مستخدم. اليوم، هذا الرقم بلا شك تضاعف. ما يعني أن هذه المنصات لا تراقبنا فحسب، بل تعرف عنا أكثر مما نعرف عن أنفسنا. إنها تدرس سلوكياتنا، تحدد اهتماماتنا، بل وتتوقع قراراتنا قبل أن نتخذها. هذه المعلومات ليست بريئة، بل تُستخدم لتعديل تجاربنا الرقمية، وجعلنا نقضي وقتًا أطول على المنصات، وكل دقيقة إضافية تعني المزيد من الأرباح لهم، والمزيد من التلاعب بنا.رمزي الغزويالعبودية الرقميةفضيحة «فيسبوك-كامبريدج أناليتيكا» عام 2018 لم تكن سوى غيض من فيض. أظهرت كيف استُخدمت البيانات في التأثير على الانتخابات، وتوجيه الرأي العام بطرق خفية، دون علم المستخدمين. ولكن الحقيقة الأخطر ليست في الفضائح الفردية، بل في حقيقة أن نموذج العمل ذاته يعتمد على استغلال بياناتنا لتحقيق مكاسب ضخمة، دون أي التزام أخلاقي تجاهنا.لقد وقّعنا، دون وعي، على عقود رقمية تجعلنا مجرد بيادق في لعبة ضخمة. كلما استخدمنا هذه المنصات، فإننا نمنحها القوة للسيطرة على قراراتنا، وتوجيه سلوكنا، واستغلالنا لتحقيق أرباحهم. ومع ذلك، يظل الكثير منا غافلين عن الثمن الحقيقي الذي ندفعه. فهل يمكننا استعادة سيطرتنا على حياتنا الرقمية؟كما قال خبير الأمن الرقمي بروس شناير: «إذا كان هناك شيء مجاني، فأنت لست العميل، بل السلعة». والسؤال الذي يجب أن نطرحه اليوم: هل نحن مستعدون للاستمرار في هذه العبودية الرقمية، أم أننا سنطالب بحقوقنا في الخصوصية والحرية؟

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الجزائر .. تحذير حكومي من أغان تحرّض على تعاطي المخدرات
الجزائر .. تحذير حكومي من أغان تحرّض على تعاطي المخدرات

سرايا الإخبارية

time١٦-٠٥-٢٠٢٥

  • سرايا الإخبارية

الجزائر .. تحذير حكومي من أغان تحرّض على تعاطي المخدرات

سرايا - حذّر وزير العدل الجزائري، لطفي بوجمعة، من إصدار أغان أو محتويات إعلامية وفنيّة تتضمن رسائل تروج لتعاطي المخدرات وتحرّض على العنف والجريمة أو الممارسات غير المباحة، وتوّعد بفرض عقوبات صارمة على المخالفين، في موقف يعكس قلقا رسميا من تنامي المحتويات التي تروّج للانحراف. وقال خلال جلسة برلمانية، الأربعاء، إنّ القانون سيكون صارما في هذا المجال، ولن يتم التساهل مع أي محتوى من هذا النوع، سواء في الوسائط التقليدية أو على منّصات التواصل الاجتماعي. وجاء تحرّك الوزير بعد انتشار أغان مصوّرة وإيقاعات خفيفة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة منصة "تيك توك"، تروّج في كلماتها علنا لأسماء وأصناف المخدرات وتشجّع على استهلاكها، كما تتباهى بتعاطيها وتمّجد المستهلكين، ما حصد ملايين المشاهدات. وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، تفاعل المستخدمون، مع قرار وزير العدل، حيث اعتبر ناشط يدعى منير مرير أنّها "أفضل التفاتة"، مشيرا إلى أن بعض الأغاني تتضمن كلاما بذيئا وتحرّض على المخدرات والعنف، وساهمت في تفشّي هذه الآفة الاجتماعية" من جهته، يرى الناشط جلال حريزي أن ما يحدث اليوم وما يبث على المنصات الاجتماعية باسم الفن، هو "جريمة صامتة لا تقل خطورة عن أي جريمة منّظمة"، داعيا الجهات الثقافية والقانونية إلى التدّخلّ. وأضاف في تدوينته: "التشديد على هذه الظواهر السامة ليس تضييقا على الحرية كما يدّعي البعض، بل هو إصلاح حقيقي لمجتمع جزائري محافظ، نريد فنًا يربّي لا يُخرّب، يُلهم لا يُدمّر، ويُعلّي من شأن المجتمع بدل أن يدفعه نحو الهاوية". أمّا الناشط سليمان بن يحي، فعلّق قائلا: "بسبب الأغاني انتشرت المخدرات والمهلوسات بشكل رهيب وسط المراهقين بدافع التجربة والاكتشاف، وارتفعت مستويات الرذيلة بشكل علني، لذا وجب الردع وتسليط عقوبات شديدة عن كلّ المخالفين". وينصّ القانون الجزائري على عقوبات مشدّدة تصل إلى 10 سنوات سجنا، ضدّ كلّ من يروّج بأي طريقة كانت للمخدرات، سواء بالأغاني أو الكليبات أو الصوّر وحتى عن طريق منشورات "فيسبوك".

الجزائر.. تحذير حكومي من أغان تحرّض على تعاطي المخدرات
الجزائر.. تحذير حكومي من أغان تحرّض على تعاطي المخدرات

خبرني

time١٦-٠٥-٢٠٢٥

  • خبرني

الجزائر.. تحذير حكومي من أغان تحرّض على تعاطي المخدرات

خبرني - حذّر وزير العدل الجزائري، لطفي بوجمعة، من إصدار أغان أو محتويات إعلامية وفنيّة تتضمن رسائل تروج لتعاطي المخدرات وتحرّض على العنف والجريمة أو الممارسات غير المباحة، وتوّعد بفرض عقوبات صارمة على المخالفين، في موقف يعكس قلقا رسميا من تنامي المحتويات التي تروّج للانحراف. وقال خلال جلسة برلمانية، الأربعاء، إنّ القانون سيكون صارما في هذا المجال، ولن يتم التساهل مع أي محتوى من هذا النوع، سواء في الوسائط التقليدية أو على منّصات التواصل الاجتماعي. وجاء تحرّك الوزير بعد انتشار أغان مصوّرة وإيقاعات خفيفة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة منصة "تيك توك"، تروّج في كلماتها علنا لأسماء وأصناف المخدرات وتشجّع على استهلاكها، كما تتباهى بتعاطيها وتمّجد المستهلكين، ما حصد ملايين المشاهدات. وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، تفاعل المستخدمون، مع قرار وزير العدل، حيث اعتبر ناشط يدعى منير مرير أنّها "أفضل التفاتة"، مشيرا إلى أن بعض الأغاني تتضمن كلاما بذيئا وتحرّض على المخدرات والعنف، وساهمت في تفشّي هذه الآفة الاجتماعية" من جهته، يرى الناشط جلال حريزي أن ما يحدث اليوم وما يبث على المنصات الاجتماعية باسم الفن، هو "جريمة صامتة لا تقل خطورة عن أي جريمة منّظمة"، داعيا الجهات الثقافية والقانونية إلى التدّخلّ. وأضاف في تدوينته: "التشديد على هذه الظواهر السامة ليس تضييقا على الحرية كما يدّعي البعض، بل هو إصلاح حقيقي لمجتمع جزائري محافظ، نريد فنًا يربّي لا يُخرّب، يُلهم لا يُدمّر، ويُعلّي من شأن المجتمع بدل أن يدفعه نحو الهاوية". أمّا الناشط سليمان بن يحي، فعلّق قائلا: "بسبب الأغاني انتشرت المخدرات والمهلوسات بشكل رهيب وسط المراهقين بدافع التجربة والاكتشاف، وارتفعت مستويات الرذيلة بشكل علني، لذا وجب الردع وتسليط عقوبات شديدة عن كلّ المخالفين". وينصّ القانون الجزائري على عقوبات مشدّدة تصل إلى 10 سنوات سجنا، ضدّ كلّ من يروّج بأي طريقة كانت للمخدرات، سواء بالأغاني أو الكليبات أو الصوّر وحتى عن طريق منشورات "فيسبوك".

نفاع عقب لقاء كتلة عزم بالرئيس حسان: شكرا
نفاع عقب لقاء كتلة عزم بالرئيس حسان: شكرا

عمون

time١٤-٠٥-٢٠٢٥

  • عمون

نفاع عقب لقاء كتلة عزم بالرئيس حسان: شكرا

عمون - وجه أمين عام حزب عزم المهندس زيد نفاع، شكره لزملائه اعضاء كتلة الحزب النيابية، عقب اللقاء الذي جمعهم برئيس الوزراء الدكتور جعفر حسان. وقال نفاع في منشور له عبر فيسبوك، "كل الشكر لزملائي اعضاء الكتلة على الأداء النيابي رفيع المستوى.. افتخر واعتز بكم لهذا العمل والعطاء والاداء الحزبي المعطاء". وأضاف، "أنتم تتمتعون وتتسلحون بالعلم والمعرفة والاطلاع الشامل والمتكامل والتطبيق الشمولي لرؤية وفكر الحزب سياسياً واقتصادياً، وفهم دقيق لمشروع التحديث الشامل الذي ينسجم مع الرؤى الملكية السامية لجلالة الملك عبدالله الثاني المعظم حفظه الله ورعاه، ويحقق المصلحة الوطنية العليا للدولة الأردنية للمرحلة المقبلة".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store