logo
المبعوث الأممي إلى سوريا يدعو إسرائيل لوقف انتهاك سيادة دمشق

المبعوث الأممي إلى سوريا يدعو إسرائيل لوقف انتهاك سيادة دمشق

الشرق السعودية١٦-٠٧-٢٠٢٥
أعرب مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا جير بيدرسون، الأربعاء، عن "قلقه العميق" إزاء التصعيد المستمر للعنف في محافظة السويداء ذات الأغلبية الدرزية، وحث إسرائيل "على الوقف الفوري لجميع الانتهاكات لسيادة سوريا".
ولفت بيدرسون في بيان، إلى أن هذا التصعيد أودى بحياة "المئات من المدنيين، وعناصر من قوات السلطة المؤقتة، والجماعات المسلحة المحلية، وأدى إلى إصابة ونزوح الكثيرين".
وأدان المبعوث الخاص "بشدة جميع أعمال العنف ضد المدنيين"، معرباً عن "قلقه العميق إزاء الادعاءات الخطيرة المتعلقة بالإعدامات التعسفية وخارج نطاق القضاء".
كما عبّر عن "قلقه البالغ إزاء التقارير التي تُفيد بتعرض المدنيين، والشخصيات الدينية، والمعتقلين لمعاملة مهينة، وتدنيس الجثث والتمثيل بها، والتحريض الطائفي، ونهب الممتلكات الخاصة".
وأشار البيان، إلى أن المبعوث الأممي "قام بتفعيل كافة قنوات الاتصال المتاحة لمعالجة الوضع المتفاقم، ويشارك فريقه بنشاط على الأرض في دمشق في التواصل مع جميع الأطراف".
وكرر المبعوث دعوة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش للحكومة السورية والجهات المعنية المحلية لـ"التهدئة الفورية، وحماية المدنيين، واستعادة الهدوء، والعودة إلى الحوار، ومنع المزيد من التحريض".
وعن جهود التوصل إلى وقف لإطلاق النار، أعرب بيدرسون، عن أمله بأن "تترجم هذه الجهود إلى تهدئة حقيقية ودائمة على الأرض، تشمل جميع الأطراف والجهات المعنية"، وحث الحكومة السورية "على إجراء تحقيقات شفافة وعلنية، ومحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات".
الهجمات الإسرائيلية
وأدان المبعوث الخاص "بشدة تصعيد الغارات الجوية الإسرائيلية على الأراضي السورية، بما في ذلك في وسط دمشق والمباني الرسمية، والتي تُعرّض حياة المدنيين للخطر وتُسفر عن سقوط ضحايا".
وحث بيدرسون إسرائيل "على الوقف الفوري لجميع الانتهاكات لسيادة سوريا وسلامة أراضيها، والامتناع عن أي إجراءات أحادية الجانب تؤدي لتفاقم الصراع".
وشدد على "أهمية تيسير انتقال سياسي ذو مصداقية، ومنظم، وشامل في سوريا، قائم على مبادئ الاستقلال والسيادة والسلامة الإقليمية".
كما ناشد الحكومة وجميع الأطراف السورية المعنية بـ"مواصلة بناء أسس التوافق السياسي الذي يُشكل عامل استقرار، ويحمي وحدة البلاد وتنوعها بجميع مكوناتها".
وفي وقت سابق الأربعاء، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة في بيان، عن "قلق بالغ إزاء استمرار تصعيد العنف في السويداء".
وأدان جوتيريش "كافة أشكال العنف ضد المدنيين، بما في ذلك التقارير عن عمليات القتل التعسفي والأفعال التي قال إنها تذكي نيران التوترات الطائفية، وتحرم الشعب السوري من فرصته في السلام والمصالحة بعد 14 عاماً من الصراع الوحشي".
كما أدان الأمين العام الغارات الجوية الإسرائيلية التصعيدية على السويداء ودرعا ووسط دمشق، بالإضافة إلى تقارير عن إعادة انتشار القوات الإسرائيلية في الجولان.
ودعا إلى وقف فوري لجميع انتهاكات سيادة سوريا وسلامة أراضيها، وإلى احترام اتفاق فض الاشتباك لعام 1974.
وكان وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو أعلن أن الولايات المتحدة تواصلت مع جميع أطراف الاشتباكات التي تشهدها سوريا.
وأضاف: "اتفقنا على خطوات محددة لإنهاء هذا الوضع المقلق والمروع.. هذا يتطلب من جميع الأطراف الوفاء بالتزاماتهم، وهذا ما نتوقعه منهم بشكل كامل".
وذكرت وكالة الأنباء السورية "سانا"، أن قوات الجيش السوري بدأت، مساء الأربعاء، الانسحاب من السويداء تطبيقاً للاتفاق المبرم بين الدولة، ومشايخ الطائفة الدرزية.
ولفتت إلى أن انسحاب قوات الجيش يأتي تطبيقاً للاتفاق المبرم بين الدولة السورية، ومشايخ العقل في المدينة، وبعد انتهاء مهمة الجيش في ملاحقة ما أسمتهم "المجموعات الخارجة على القانون".
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

تقارير: مقاتلون من «طالبان» نقلوا إلى المملكة المتحدة في رحلات جوية سرية
تقارير: مقاتلون من «طالبان» نقلوا إلى المملكة المتحدة في رحلات جوية سرية

الشرق الأوسط

timeمنذ 12 دقائق

  • الشرق الأوسط

تقارير: مقاتلون من «طالبان» نقلوا إلى المملكة المتحدة في رحلات جوية سرية

أفادت تقارير بأن أفغانا يُشتبه في ارتباطهم بحركة «طالبان» وصلوا إلى المملكة المتحدة على متن رحلات جوية سرية، وذلك بعد تسبب مسؤول عسكري بريطاني في حدوث خرق كبير للبيانات. جنود بريطانيون خلال وجودهم في أفغانستان قبل الانسحاب الأميركي (أ.ب) وفي وقت سابق من الشهر الحالي، تبيّن أن قاعدة بيانات تحتوي على تفاصيل عن 100 ألف أفغاني تقدموا بطلبات لجوء إلى المملكة المتحدة، قد جرى تسريبها عن طريق الخطأ. جدير بالذكر أن هذا البرنامج جرى تأسيسه لمساعدة الذين تعاونوا مع القوات البريطانية على النجاة من الانتقام بعد عودة «طالبان» إلى الحكم في أغسطس (آب) 2021. إلا أن هذا الخطأ أثار مخاوف من أن النظام («طالبان») قد أصبح يمتلك الآن ما يُعرف بـ«قائمة القتل»، وتضم معارضين. يذكر أنه حتى الآن، جرى نقل قرابة 18500 أفغاني مهددين بالخطر إلى المملكة المتحدة، في إطار عملية إنقاذ سرية أطلق عليها «عملية روبِفِك»، ومن المقرر وصول 23900 آخرين من أفغانستان. من المقرر إيواء الوافدين الجدد بصورة مؤقتة في منازل تابعة لوزارة الدفاع البريطانية وفنادق إلى أن يجري توفير سكن دائم لهم (وزارة الدفاع البريطانية) ومن المقرر كذلك إيواء الوافدين الجدد، بصورة مؤقتة، في منازل تابعة لوزارة الدفاع البريطانية وفنادق، إلى أن يجري توفير سكن دائم لهم، في الوقت الذي سيخوض آلاف الأشخاص ممن جرى تركهم في أفغانستان، صراعاً من أجل البقاء في مواجهة «طالبان». مخطط الجسر الجوي اللافت أن هناك مزاعم حول أنه من بين الذين جرى إنقاذهم ضمن مخطط الجسر الجوي، بعض المقاتلين سابقاً في «طالبان»، بالإضافة إلى مرتكبي جرائم جنسية ومجرمين آخرين سبق أن سُجنوا في ظل سيطرة التحالف الذي قادته الولايات المتحدة في أفغانستان، بحسب ما أفادت صحيفة «تلغراف». علاوة على ذلك، فإن عدداً من هؤلاء الأشخاص سبق وأن رفضت طلباتهم للجوء، بسبب إدانتهم بجرائم عنف واعتداءات جنسية. ومع ذلك، ظهرت أسماؤهم، في وقت لاحق، ضمن القائمة المُسربة. وشهد هذا الشهر نهاية أمر قضائي بمنع النشر من المحكمة العليا يستمر لمدة 23 شهراً، يمنع وسائل الإعلام من نشر تفاصيل التسريب وعمليات الإنقاذ الجوية التالية له. في سياق متصل، أفادت مصادر رفيعة المستوى بأن أشخاصاً لهم صلات بحركة «طالبان» تمكنوا من التسلل إلى برنامج الإنقاذ، عبر تسمية متشددين إسلاميين باعتبارهم أقارب لهم أو يتولون إعالتهم ووجبت مرافقتهم إلى المملكة المتحدة. وكشف مسؤول أفغاني: «كان لدينا مدنيون في مكاتبنا لديهم صلات واضحة بـ(طالبان)». وقال مسؤول آخر إن «مسؤولين أفغانا فاسدين» كانوا يستغلون هذا البرنامج المخصص لحلفاء بريطانيا، لإدخال أشخاص على صلة بـ«طالبان» إلى الأراضي البريطانية. أعضاء من حركة «طالبان» يحملون أعلاماً ويشاركون في تجمع جماهيري في كابل لإحياء الذكرى الثالثة لسقوط العاصمة... أفغانستان 14 أغسطس 2024 (رويترز) وأضاف آخر: «هؤلاء لا خير فيهم لبريطانيا. كانوا يقاتلون ضد القوات البريطانية وقتلوا الكثير من البريطانيين. والآن، يجري إطعامهم على نفقة البريطانيين في لندن». وأضاف: «أيديهم ملطخة بدماء البريطانيين». وقد كشفت وزارة الدفاع البريطانية حتى الآن أن ما يصل إلى 20 فرداً من أقارب بعض الأفغان الذين دخلوا المملكة المتحدة ضمن هذا البرنامج، قد رافقوهم. وقد جرى التعرف حتى الآن على أربعة أفغان على صلة بـ«طالبان» جرى إنقاذهم ضمن العملية. من بين هؤلاء شخص وصل قبل سقوط كابل، يُعتقد أنه تقدم بطلب لجلب أقاربه المرتبطين بـ«طالبان» لاحقاً. وأكدت وزارة الدفاع أنه موجود الآن في بريطانيا، لكنها لم تكشف عن مكان أفراد أسرته المتعاطفين مع «طالبان». كما صرّحت الوزارة بأن رجلاً آخر، كان قد سُجن لمدة أربع سنوات بتهمة بيع الأسلحة لـ«طالبان»، وأُفرج عنه عند سقوط كابل في أغسطس (آب) 2021، موجود الآن كذلك في المملكة المتحدة. أما الشخص الثالث فيُعتقد أن لديه سجلا يحوي جرائم جنسية، وقد تقدم بطلب لجوء، ولا يزال قيد النظر، بحسب مصادر دفاعية. وأخيراً، من المعتقد أن الشخص الرابع يحمل جواز سفر بريطانياً، وقد طلب المساعدة في نقل متعاطفين مع «طالبان»، جواً إلى المملكة المتحدة. من جهتها، لم تعلق وزارة الدفاع بشكل مباشر على هذه الحالة. وكانت القوات البريطانية قد شاركت في العمليات العسكرية في أفغانستان ضمن التحالف الدولي ضد تنظيم «القاعدة» و«طالبان» عقب هجمات 11 سبتمبر (أيلول) 2001، وبلغ عدد جنودها في ذروة الانتشار نحو 10 آلاف، معظمهم في ولاية هلمند. وأنهت بريطانيا مهمتها القتالية عام 2014، وانسحبت بالكامل عام 2021 مع عودة «طالبان» إلى الحكم. ويُعد إصدار أوامر قضائية فائقة حدثاً نادراً في النظام القضائي البريطاني، حيث تُمنع وسائل الإعلام من حتى ذكر وجود تلك الأوامر. وعادةً ما تُستخدم في قضايا حساسة تتعلق بخصوصية شخصيات عامة. لكن هذه المرة الأولى التي يُعرف فيها استخدام الحكومة لأمر قضائي من هذا النوع.

استخبارات إيران تكشف.. "إحباط اغتيال 23 مسؤولاً رفيعاً"
استخبارات إيران تكشف.. "إحباط اغتيال 23 مسؤولاً رفيعاً"

العربية

timeمنذ 12 دقائق

  • العربية

استخبارات إيران تكشف.. "إحباط اغتيال 23 مسؤولاً رفيعاً"

كشفت الاستخبارات الإيرانية، اليوم الاثنين، عن تفاصيل جديدة حول حرب الـ12 يومًا مع إسرائيل، وأوضحت أن إيران تعرضت لحرب هجينة بمكونات عسكرية وأمنية واستخباراتية بالتعاون بين الغرب وتل أبيب. وأعلنت الاستخبارات الإيرانية، في بيان، عن إحباط عمليات اغتيال طالت 23 مسؤولاً حكومياً خلال أيام الحرب، بالإضافة إلى إفشال 13 محاولة مشابهة في الشهور السابقة. كما أردفت: "أجهزتنا حالت دون استهداف ما مجموعه 35 شخصية سياسية وعسكرية رفيعة". وأفادت الاستخبارات في بيانها، باعتقال 20 عنصراً من العملاء المرتبطين بجهاز الموساد، في طهران، وأراك، وأصفهان، وفارس، وكرمان، والأهواز، وأذربيجان الغربية وكردستان ومدن أخرى. كذلك تطرق البيان إلى "كشف أهداف استخباراتية تتعلق بمنشآت منظمة الطاقة الذرية وبعض المراكز العسكرية"، مضيفًا: "تم إفشال هذه المخططات". حرب 12 يوماً يذكر أنه في 13 يونيو (حزيران) الفائت، شنت إسرائيل حملة قصف على إيران، حيث ضربت مواقع عسكرية ونووية إيرانية، فضلاً عن اغتيال علماء نوويين وقادة عسكريين كبار من بينهم اللواء محمد باقري، رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، والقائد العام للحرس الثوري الإيراني الجنرال حسين سلامي، والرئيس الأسبق لمنظمة الطاقة الذرية الإيرانية فريدون عباسي. في حين ردت إيران بإطلاق طائرات مسيرة وصواريخ على إسرائيل. فيما أدت الحرب إلى تدخل أميركي في الصراع، إذ قصفت الولايات المتحدة في 22 يونيو، موقع تخصيب اليورانيوم تحت الأرض في فوردو جنوب طهران، ومنشأتين نوويتين في أصفهان ونطنز (وسط). لترد طهران مستهدفة قواعد عسكرية في قطر والعراق، من دون تسجيل أية إصابات، قبل أن يعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في 24 يونيو وقف النار بين إسرائيل وإيران.

أميركا استخدمت ربع مخزونها من صواريخ «ثاد» في حرب إسرائيل وإيران
أميركا استخدمت ربع مخزونها من صواريخ «ثاد» في حرب إسرائيل وإيران

الشرق الأوسط

timeمنذ 42 دقائق

  • الشرق الأوسط

أميركا استخدمت ربع مخزونها من صواريخ «ثاد» في حرب إسرائيل وإيران

أطلقت الولايات المتحدة نحو ربع مخزونها من صواريخ «ثاد» الاعتراضية خلال حرب إسرائيل التي استمرت 12 يوماً مع إيران في يونيو (حزيران)، في تصدٍّ للهجمات بمعدل يفوق بكثير قدرة الإنتاج، وفقاً لمصدرين مطلعين على العملية. تصدت القوات الأميركية لرشقات من الصواريخ الباليستية الإيرانية بإطلاق أكثر من 100 صاروخ من منظومة «ثاد» الدفاعية وقد يكون العدد و صل إلى 150 صاروخاً، وهو جزء كبير من مخزون أميركا من صواريخ الدفاع الجوي المتقدمة، حسبما ذكر المصدران. وتمتلك الولايات المتحدة 7 بطاريات لنظام «ثاد»، واستخدمت اثنتين منها في إسرائيل خلال الصراع. كشف استخدام هذا العدد الكبير من صواريخ «ثاد» خلال فترة زمنية قصيرة عن فجوة في شبكة الدفاع الصاروخي الأميركية، واستنزف مورداً مكلفاً في لحظة وصلت فيها تأييد الرأي العام الأميركي للدفاع عن إسرائيل إلى أدنى مستوياته التاريخية. وقال مسؤولون أميركيون سابقون في مجال الدفاع وخبراء في الصواريخ لشبكة «سي إن إن» إن هذا الاستنزاف السريع أثار أيضاً مخاوف بشأن وضع الأمن العالمي للولايات المتحدة وقدرتها على تعويض ما تستخدمه بسرعة. في العام الماضي، أنتجت الولايات المتحدة 11 صاروخ «ثاد» جديداً فقط، ومن المتوقع أن تتسلم 12 صاروخاً إضافياً فقط خلال السنة المالية الحالية، وفقاً لتقديرات ميزانية وزارة الدفاع لعام 2026. ورداً على الأسئلة المتعلقة بمخزون الولايات المتحدة من صواريخ «ثاد» واستهلاكها خلال الصراع الذي دام 12 يوماً، قال المتحدث باسم البنتاغون كينغسلي ويلسون، إن الجيش الأميركي «أقوى مما كان عليه في أي وقت مضى ولديه كل ما يحتاج إليه لتنفيذ أي مهمة في أي مكان وزمان، في جميع أنحاء العالم. إذا كنت بحاجة إلى دليل إضافي فانظر إلى عملية (مطرقة منتصف الليل) والتدمير الكامل لقدرات إيران النووية». جانب من تجارب على منظومة «ثاد»... (شركة «لوكهيد مارتن») ذكرت شبكة «سي إن إن» أن تقييماً استخباراتياً أولياً حدد أن الضربات الأميركية على المرافق النووية الإيرانية الشهر الماضي لم تدمر المكونات الأساسية لبرنامج إيران النووي، ومن المرجح أنها أرجعته فقط عدة أشهر إلى الوراء. وقد رفضت الإدارة الأميركية هذا التقييم، ثم قالت وكالة الاستخبارات المركزية لاحقاً إن لديها أدلة على أن البرنامج النووي الإيراني «تعرض لأضرار بالغة». يُعد نظام «ثاد» منظومة متنقلة قادرة على الاشتباك وتدمير الصواريخ الباليستية القصيرة والمتوسطة المدى داخل وخارج الغلاف الجوي في أثناء المرحلة النهائية من مسارها. يدير كل بطارية 95 جندياً أميركياً، وتتكون من 6 منصات إطلاق و48 صاروخاً اعتراضياً. تصنع شركة «لوكهيد مارتن» الصواريخ الاعتراضية، ويبلغ سعر الصاروخ الواحد تقريباً 12.7 مليون دولار، وفقاً لميزانية وكالة الدفاع الصاروخي لعام 2025. تخطط الولايات المتحدة للحصول على 37 صاروخ «ثاد» اعتراضياً العام القادم، حسب تقديرات ميزانية وزارة الدفاع لعام 2026، ممولة جزئياً من النسخة الأخيرة لما يطلق عليه الرئيس الأميركي دونالد ترمب «مشروع القانون الكبير والجميل». ويُحذر الخبراء والمسؤولون الدفاعيون السابقون من ضرورة زيادة الإمدادات بشكل كبير لمواجهة النقص الحالي. قال أحد خبراء الدفاع الصاروخي الذي يتابع إنفاق الحكومة الأميركية: «من المهم إدراك حجم الالتزام ومستوى الإنفاق في الدفاع عن إسرائيل، فهو كبير جداً. والتقارير حول استهلاك صواريخ (ثاد) مثيرة للقلق. هذا ليس شيئاً يمكن للولايات المتحدة تحمله بشكل متواصل. كان ذلك التزاماً كبيراً تجاه حليفتنا إسرائيل، لكن القدرة على توفير صواريخ الاعتراض للدفاع الصاروخي تظل مصدر قلق، ونظام (ثاد) مورد نادر للغاية». وقال ضابط بارز متقاعد في الجيش الأميركي، طلب عدم ذكر اسمه أن نحو 25 في المائة من إجمالي مخزون «ثاد» تم استخدامه في الحرب في إسرائيل. وأضاف المصدر: «وزارة الدفاع تراجع مستويات المخزون الحربي للذخائر الحيوية وتحاول زيادة القدرة الإنتاجية السنوية بشكل كبير، وهي خطوة تأخرت كثيراً». وأوضح أربعة مسؤولين دفاعيين أميركيين كبار سابقين أن القلق بشأن مخزون صواريخ الاعتراض الأميركية سبق حرب الأيام الاثني عشر مع إيران، وأن المشكلة أكثر حدة في مخزون الأنظمة الأكثر تطوراً التي تُعد حجر أساس في ردع الصين. وقال أحدهم، وهو مسؤول دفاعي غادر منصبه العام الماضي: «ما يمكنني قوله دون الدخول في أرقام هو أنني فوجئت بمدى انخفاض مستويات الجاهزية لبعض الأنظمة». وذكرت مارا كارلين، مساعدة وزير الدفاع الأميركي السابقة للاستراتيجية والخطط والقدرات في عهد بايدن: «الدفاع الجوي مهم في جميع مسارح العمليات الرئيسية حالياً. ولا توجد أنظمة كافية. ولا توجد صواريخ اعتراضية أو إنتاج كافٍ، ولا يوجد عدد كافٍ من العاملين فيه». هناك تسع بطاريات نشطة لنظام «ثاد» على مستوى العالم، وفقاً لشركة «لوكهيد مارتن» المصنِّعة. ويملك الجيش الأميركي سبعاً منها، ويخطط لامتلاك بطارية ثامنة بحلول عام 2025، حسب دائرة أبحاث الكونغرس. وأظهرت البيانات المتاحة في عام 2019 أن خمسة من أنظمة الدفاع الجوي الصاروخي الأميركية من طراز «ثاد» كانت متمركزة في قواعد في تكساس، وواحداً في غوام، وواحداً في كوريا الجنوبية؛ وبحلول العام الماضي، نقل البنتاغون اثنتين من هذه البطاريات إلى الشرق الأوسط لحماية إسرائيل. في حين أسقطت الدفاعات الجوية الإسرائيلية والأميركية معظم الصواريخ الإيرانية، إلا أن الخبراء والبيانات المفتوحة المصدر ومقاطع الفيديو من الأرض التي راجعتها شبكة «سي إن إن» أظهرت أن العشرات منها تمكنت من الوصول إلى الأهداف. وارتفع معدل نجاح طهران مع استمرار الحرب، مما أدى إلى حدوث بعض أسوأ الأضرار التي شهدتها إسرائيل منذ عقود. وأفاد الجيش الإسرائيلي بأن إيران أطلقت أكثر من 500 صاروخ باليستي بعيد المدى، وتمكن من اعتراض نحو 86 في المائة منها، حيث ضرب 36 صاروخاً إيرانياً مناطق مكتظة. وتشير تقديرات التحليل الذي أجراه المعهد اليهودي للأمن القومي الأميركي (جينسا)، وهو مؤسسة بحثية مقرها واشنطن العاصمة، إلى أن منظومة «ثاد»، إلى جانب صواريخ «حيتس-2»و«حيتس-3» الاعتراضية الإسرائيلية، أسقطت 201 صاروخ من أصل 574 صاروخاً أطلقتها إيران، منها 57 أصابت مناطق مأهولة بالسكان. ويرى التقرير أن نظام الدفاع الجوي الصاروخي الأميركي «ثاد» كان مسؤولاً عمّا يقرب من نصف جميع عمليات الاعتراض، مما يشير إلى أن مخزونات إسرائيل من صواريخ «حيتس» الاعتراضية كانت غير كافية. نظام الدفاع الصاروخي «ثاد» في قاعدة «نيفاتيم» الإسرائيلية (أرشيفية - أ.ف.ب) وكتب آري سيكوريل، مؤلف التقرير: «بعد استهلاك جزء كبير من الصواريخ الاعتراضية المتاحة لديهما، تواجه الولايات المتحدة وإسرائيل حاجة ملحة لتجديد المخزونات وزيادة معدلات الإنتاج بشكل حاد»، وقدَّر أن الأمر سيستغرق من ثلاث إلى ثماني سنوات لتجديد المخزونات بمعدلات الإنتاج الحالية. وحسب البيانات التي جمعتها «جينسا»، فإن معدلات الاعتراض تراجعت مع استمرار الحرب. في الأسبوع الأول من الحرب اخترقت 8 في المائة فقط من الصواريخ الإيرانية الدفاعات الجوية، وتضاعفت هذه النسبة إلى 16 في المائة في النصف الثاني من الصراع، وبلغت ذروتها في نهاية المطاف عند 25 في المائة في اليوم الأخير من الحرب قبل وقف إطلاق النار. ويقول المحللون إن هناك عدة أسباب محتملة لهذا الاتجاه، بما في ذلك التحول الإيراني في التركيز من الأهداف العسكرية إلى المناطق الحضرية المأهولة بالسكان، حيث تكون عمليات الاعتراض أقل قوة. كما أطلقت إيران صواريخ أكثر تطوراً مع تقدم الحرب. وقالت مورا ديتش، رئيسة مركز تحليل البيانات في معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي، إن إيران «تستخدم بشكل متزايد أنظمة أكثر تقدماً. مثل صواريخ أحدث مزودة برؤوس حربية متعددة أو صواريخ وهمية، والتي قد تسبب بشكل فردي أضراراً أقل ولكنها قد تخدع وتستنزف أنظمة الدفاع الجوي وتشبعها». وتشير ديتش أيضاً إلى أن إسرائيل ربما تكون قد خففت عمداً من معدل اعتراضها. وأوضحت: «سياسة الدفاع الجوي الإسرائيلية ربما تطورت مع مرور الوقت لاستيعاب الاشتباك المطول مع إيران. إن ما يبدو كأنه تراجع في فعالية الاعتراض قد يعكس في الواقع تحولاً متعمداً في الاستراتيجية وليس عجزاً تكنولوجياً». ويقول محللو الدفاع الصاروخي إنهم رأوا علامات واضحة على استنزاف الدفاع الجوي. وقال سام لير، الباحث المشارك في مركز «جيمس مارتن لدراسات منع الانتشار النووي»: «إن وجود بطارية (ثاد) في المقام الأول يشير إلى أن الإسرائيليين لا يملكون مخزناً لاعتراض الصواريخ بعيدة المدى». ونشر لير تحليلاً للصواريخ الاعتراضية التي ظهرت في سلسلة من مقاطع الفيديو على وسائل التواصل الاجتماعي، وأحصى لير 39 صاروخاً من طراز «ثاد» من بين 82 صاروخاً اعتراضياً ظهر في مقاطع الفيديو. وأجمع أكثر من ستة من الخبراء على أن هذا الرقم متحفظ للغاية. وبناءً على حسابات حول البيانات المتاحة للعامة بشأن البطاريات، وإعادة تحميل الصواريخ الاعتراضية، وعدد الصواريخ الباليستية الإيرانية التي أطلقتها، يعتقد الخبراء أن الجيش الأميركي أطلق ما لا يقل عن 80 صاروخاً اعتراضياً من طراز «ثاد». وقال تيمور كاديشيف، الباحث البارز في معهد أبحاث السلام والسياسة الأمنية في جامعة هامبورغ: «إن الحرب التي استمرت 12 يوماً في يونيو (حزيران) شهدت أول استخدام كبير لصواريخ (ثاد) الاعتراضية». وتابع: «لقد حققت إسرائيل نجاحاً نسبياً في التصدي، بمساعدة الولايات المتحدة، للصواريخ الإيرانية غير المتطورة، ولكن على حساب استنفاد ترسانات الصواريخ الاعتراضية المتاحة». بطارية الدفاع الجوي الأميركية «ثاد»... (أ.ف.ب) وتبدو المشكلة التي تواجهها الولايات المتحدة حادة بشكل خاص في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، حيث تحاول الصين إبقاء البحرية الأميركية على مسافة منها، حسب الخبراء. وأشار سيدهارث كوشال، باحث أول في المعهد الملكي للخدمات المتحدة إلى أنه «من وجهة نظر عسكرية مختلفة، فإن الصينيين هم الفائزون بلا شك، حيث شهد العامان الأخيران تقريباً في الشرق الأوسط استخدام كميات كبيرة من القدرات العسكرية الأميركية التي ستجد القاعدة الصناعية الدفاعية الأميركية صعوبة كبيرة في تعويضها». وقال مسؤولون دفاعيون سابقون إن تراجع القدرات الدفاعية في منطقة المحيطين الهندي والهادئ كان مصدر قلق متزايد للإدارة الأميركية السابقة حيث استخدمت المخزون الأميركي لمحاربة «الحوثيين» في اليمن. وقال مسؤول دفاعي كبير سابق في إدارة بايدن، على دراية مباشرة بالحملة الأميركية ضد «الحوثيين»: «إذا اندلع صراع في المحيط الهادئ، على سبيل المثال، فإن ذلك سيضع ضغطاً هائلاً على قدراتنا الصاروخية وقدرة جيشنا على الحصول على الذخائر المطلوبة».

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store