logo
صحفيو غزة الرياضيون.. من الملاعب إلى ساحة الإبادة

صحفيو غزة الرياضيون.. من الملاعب إلى ساحة الإبادة

غزة/ مؤمن الكحلوت
في ظهر السابع من أكتوبر 2023، تلقى الصحفي وائل الحلبي اتصالًا من مديره في قناة تلفزيونية فلسطينية، يطلب منه التوجه إلى المستشفى بدلًا من الملعب، ليكون إلى جانب زملائه في غرفة الأخبار لتغطية الأحداث المتلاحقة في غزة.
لم يتردد الحلبي لحظة، لأنه اعتبر ذلك واجبًا وطنيًا، فمهمة الصحفي لا تختلف كثيرًا عن مهمة المقاتل في الميدان.
ما جرى مع وائل انطبق على كثير من زملائه؛ فقد بات الواقع مختلفًا، وتغيّرت خلفيات المشهد من خُضرة الملاعب إلى احمرار الدم النازف من الشهداء.
يقول الحلبي لـ "فلسطين أون لاين": "كنت قبل الحرب بيوم واحد متواجدًا في الملعب لتغطية إحدى مباريات الدوري الممتاز، لكن بعد اندلاع الحرب انتقلت للعمل في غرفة الأخبار السياسية بالقناة، التي كنت أعمل فيها ضمن القسم الرياضي"، وذلك قبل أن يتلقى عرضًا من قناة تركية للعمل مراسلًا لها من غزة، وينتقل للعمل معها.
ويضيف: "العمل في الإعلام السياسي والحربي يختلف كليًا عن العمل في الميدان الرياضي؛ ففي ساحة الحرب توثق القتل والدمار والحزن والجوع، بينما في الملعب تنقل الانتصارات والفرح وهتافات الجماهير وشغفها. لكل منهما طابعه الخاص، لكن ساحة الحرب ذات أهداف أكبر، فأنت تتحدث عن مصير وطن وقضية وشعب يُذبح، وكل كلمة تُحسب عليك بدقة".
ويشير الحلبي إلى أن الواقع فرض عليه الانتقال إلى هذا العمل الجديد رغم خطورته، لكنه اضطر لذلك لتأمين لقمة العيش لأسرته، ولنقل معاناة شعبه إلى العالم.
الصحفي يحيى عيد، ومع اندلاع شرارة الحرب، حوّل مسار عدسة كاميرته من ساحات الملاعب إلى المناطق المنكوبة، والبيوت المهدمة، وجنازات الشهداء.
وقال عيد إنه ركز في عمله الصحفي خلال الحرب على توثيق جرائم الاحتلال، وقتله للإنسان الفلسطيني، وتدميره لمظاهر الحياة في غزة التي كانت تعج بالنشاط الرياضي قبل 22 شهرًا.
وأوضح أن طبيعة عمله اختلفت كليًا؛ فاللاعب الذي التقط له صورًا وهو يسدد الكرة داخل الملعب، بات يصوره اليوم وهو يمشي في جنازة، أو يقف في طابور تكية، مشيرًا إلى أن العمل الرياضي أجمل بكثير، إذ يكفي أن ترى وجوه الناس السعيدة على جنبات الملعب.
وأكد عيد أن الرسالة الإعلامية في ساحة الحرب أقوى تأثيرًا، لأن صورة واحدة قد تغيّر مسار قضية أو تنقذ أسرة. كما أن العمل في هذا المجال يحتاج وقتًا أطول، ويتطلب جهدًا بدنيًا ونفسيًا أكبر.
اعتاد الناس على سماع صوت الصحفي خميس أبو حصيرة عبر أثير إذاعة "صوت القدس"، وهو ينقل وقائع المباريات لحظة بلحظة من ملاعب غزة، ويُجري المقابلات مع المدربين واللاعبين. لكن فجأة، ظهرت صورته على شاشة "فلسطين اليوم" وهو يروي ما حلّ بالملاعب من دمار وخراب، ليس بسبب شغب الجماهير، بل بفعل صواريخ الاحتلال.
الصحفي خميس أبو حصيرة أجرى مقابلات من داخل الملاعب، لكن هذه المرة مع النازحين، ونقل صور الحزن لا من وجوه لاعبي الفريق الخاسر، بل من وجوه مواطنين أرهقتهم الحرب، وشرّدهم الاحتلال من منازلهم، وفقدوا أبناءهم، ومنهم من أصبح يتيمًا بلا مأوى.
المصدر / فلسطين أون لاين
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الأسطورة الفرنسية كانتونا يهاجم "إسرائيل" بعد استشهاد اللاعب سليمان العبيد
الأسطورة الفرنسية كانتونا يهاجم "إسرائيل" بعد استشهاد اللاعب سليمان العبيد

فلسطين أون لاين

timeمنذ 22 دقائق

  • فلسطين أون لاين

الأسطورة الفرنسية كانتونا يهاجم "إسرائيل" بعد استشهاد اللاعب سليمان العبيد

غزة/ فلسطين أون لاين هاجم أسطورة نادي مانشستر يونايتد الإنجليزي اللاعب الدولي الفرنسي السابق إريك كانتونا، "إسرائيل" بعد انتشار خبر استشهاد سليمان العبيد لاعب وقائد منتخب فلسطين السابق ونادي خدمات الشاطئ، إثر قصف "إسرائيلي" على قطاع غزة. واستشهد العبيد، أمس الأربعاء، برصاص الجيش الإسرائيلي أثناء انتظاره للمساعدات في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة. ونعى كانتونا عبر حسابه على "إنستغرام" اللاعب الراحل برسالة مؤثرة، واصفًا الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة بـ"الإبادة الجماعية"، حيث كتب: "إسرائيل قتلت نجم المنتخب الفلسطيني سليمان العبيد أثناء انتظاره المساعدات في رفح". وتابع: "كان يلقب بـ 'بيليه فلسطين'. إلى متى سنسمح لهم بارتكاب هذه الإبادة الجماعية؟ فلسطين حرة". وقد اشتهر العبيد بسرعته ومهاراته، وسجل أكثر من 100 هدف خلال مسيرته، وشارك مع المنتخب الوطني الفلسطيني مسجلا أربعة أهداف دولية، من بينها هدف رائع بضربة مقصية في مرمى منتخب اليمن ضمن بطولة اتحاد غرب آسيا عام 2010. ولقب العبيد بـ"الغزال الأسمر"، و"الجوهرة السمراء"، "هنري فلسطين"، و"بيليه الكرة الفلسطينية"، وحاز على لقب هداف الدوري الفلسطيني أكثر من 3 مرات، وتوجيه بلقب أول دوري للمحترفين في فلسطين مع مركز شباب الأمعري. المصدر / فلسطين أون لاين

سليمان العبيد.. استشهاد أسطورة كرة القدم برصاص الاحتلال بخانيونس
سليمان العبيد.. استشهاد أسطورة كرة القدم برصاص الاحتلال بخانيونس

فلسطين أون لاين

timeمنذ 2 أيام

  • فلسطين أون لاين

سليمان العبيد.. استشهاد أسطورة كرة القدم برصاص الاحتلال بخانيونس

متابعة/ فلسطين أون لاين استشهد سليمان العبيد (41 عاماً)، أحد أبرز لاعبي كرة القدم الفلسطينية عبر التاريخ، إثر إصابته برصاص قنّاص إسرائيلي قرب مركز لتوزيع المساعدات الإنسانية في منطقة المواصي بخانيونس، جنوبي قطاع غزة، في وقت كان يحاول الحصول على الطعام لعائلته النازحة. ويُعد العبيد الهدّاف التاريخي لنادي خدمات الشاطئ، ومن نجوم الجيل الذهبي في الكرة الفلسطينية، بعدما سجل أكثر من 100 هدف خلال مسيرته مع أندية القطاع والضفة الغربية، ومثّل منتخب فلسطين في 19 مباراة دولية، سجل خلالها هدفين، من بينهما هدف تاريخي بكرة خلفية مزدوجة في شباك اليمن عام 2010. بدأ العبيد مسيرته الكروية في صفوف نادي خدمات الشاطئ، ثم انتقل إلى مركز الأمعري، حيث توّج بعدة ألقاب بينها بطولة دوري المحترفين الفلسطيني (2010/2011) وكأس الشهيد ياسر عرفات، كما شارك في نهائي كأس رئيس الاتحاد الآسيوي عام 2012. ارتدى أيضًا قميص نادي غزة الرياضي، قبل أن يعود إلى فريقه الأم، ويعتلي عرش الهدافين التاريخيين. نزح العبيد قسراً من منزله في مخيم الشاطئ مع زوجته وأطفاله الخمسة، إثر بدء العدوان في أكتوبر/تشرين الأول 2023، واستقر في منطقة المواصي بخانيونس، حيث عانى مع أسرته من الجوع وانعدام المساعدات. استشهد وهو يحاول تأمين الغذاء لعائلته، في صفوف طويلة من المنتظرين تحت طائرات الاحتلال التي لا تفرّق بين لاعب وجائع، مدني أو طفل. وارتفع باستشهاده عدد الشهداء من الرياضيين الفلسطينيين إلى نحو 810، بينهم أكثر من 420 لاعب كرة قدم، كما تم تدمير 288 منشأة رياضية وكشفية منذ بدء العدوان، وقتل الاحتلال 41 رياضياً خلال شهر يوليو/تموز الماضي فقط، من بينهم إسماعيل أبو دان، لاعب نادي التفاح، الذي استُشهد أثناء انتظاره المساعدات، ومحرز أبو عودة، مدرب اتحاد بيت حانون، وغيرهم.

نادي الزيتون.. صرح رياضي تحطّم تحت القصف الإسرائيلي
نادي الزيتون.. صرح رياضي تحطّم تحت القصف الإسرائيلي

فلسطين أون لاين

timeمنذ 3 أيام

  • فلسطين أون لاين

نادي الزيتون.. صرح رياضي تحطّم تحت القصف الإسرائيلي

غزة/ مؤمن الكحلوت تعرّض نادي الزيتون الرياضي، الواقع جنوب شرق مدينة غزة، لتدميرٍ كامل عقب قصفٍ مباشر نفّذته طائرات الاحتلال الإسرائيلي، أدى إلى تسوية مبنى النادي، المكوّن من أربعة طوابق، بالأرض. وكان النادي يضمّ عدة مرافق حيوية تخدم أبناء الحي، البالغ عددهم أكثر من 80 ألف نسمة، من بينها: صالة الألعاب الرياضية، صالة المناسبات، المقر الإداري، وقاعة الاجتماعات. وقد دُمّرت جميعها، في استهداف يؤكد تعمُّد الاحتلال ضرب البنية التحتية للرياضة الفلسطينية. تأسّس نادي الزيتون عام 1981، ومنذ انطلاقته لعب دورًا رياديًا في احتضان الطاقات الرياضية والشبابية، وساهم في بناء أجيالٍ من الرياضيين الفلسطينيين. وقد تطوّر بجهود ذاتية وخبرات محلية، حتى أصبح رمزًا لأحد أكبر أحياء قطاع غزة وأكثرها اكتظاظًا. وفي الأسبوع الماضي، دُمّر مبنى النادي كما دُمّرت معظم منازل الحي، في جريمة جديدة تُضاف إلى سلسلة الانتهاكات التي تطال كل مقومات الحياة في القطاع المحاصر، الذي يتعرض لحرب إبادة لم تستثنِ الرياضة ولا الرياضيين. وليست هذه الجريمة الأولى بحق الرياضة الفلسطينية؛ فقد سبقتها عشرات الاعتداءات على الملاعب، والأندية، والمراكز الرياضية، واستهداف مباشر لرياضيين وإداريين، إلى جانب حرمان الفرق الفلسطينية من التنقل والمشاركة في البطولات الدولية. ورغم توثيق هذه الانتهاكات المتكررة، لا تزال المؤسسات الرياضية الدولية تلتزم الصمت، أو تكتفي ببيانات خجولة لا ترقى إلى مستوى الكارثة. وقال الكابتن حسام الغرباوي، لاعب النادي السابق وعضو مجلس الإدارة، لـ "فلسطين أون لاين": "إن مشهد تدمير النادي وقع كالصاعقة على الجميع، لما يحمله من ذكريات وتاريخ لن تُمحى من الذاكرة، وهو شاهد على تخريج أبطال رفعوا العلم الفلسطيني في المحافل الدولية، لعل أبرزهم العداء الراحل ماجد أبو مراحيل، الذي شارك في أولمبياد أتلانتا عام 1996". وتوقّع الغرباوي أن تصل خسائر النادي إلى أكثر من نصف مليون دولار، مشيرًا إلى أنه سيتم العمل على حصر الأضرار بشكل كامل ورفعها إلى الجهات المعنية. وأضاف: "استهداف نادي الزيتون، كغيره من الأندية والاتحادات الرياضية، يستدعي تحركًا عاجلًا من المؤسسات الدولية، مثل الاتحاد الدولي لكرة القدم (FIFA)، واللجنة الأولمبية الدولية (IOC)، والاتحادات العربية والآسيوية والقارية. فالجريمة باتت موثقة وواضحة، ونطالب بفتح تحقيق رسمي ومحاسبة الاحتلال الإسرائيلي على انتهاكه الصارخ لميثاق الرياضة الأولمبي، الذي ينص على حماية الرياضة من التمييز السياسي والعسكري، ويمنع استهداف المنشآت المدنية والرياضية". وأكّد الغرباوي ضرورة فتح تحقيق دولي فيما يجري، مستغربًا صمت المؤسسات الرياضية العالمية، وعدم تعليق عضوية الاتحاد الإسرائيلي رغم وضوح الصورة، وتهديده المستمر، مطالبًا باتخاذ إجراءات فعلية لحين التزامه بالمواثيق التي صوّتت عليها الجمعية العمومية. الرياضة الفلسطينية اليوم ليست مجرد ضحية، بل شاهد حيّ على جرائم الاحتلال، وهي بحاجة إلى صوتٍ حرّ يُطالب بحقها في الحياة وفي العدالة، لكي تبقى حاضنةً لأحلام شعبٍ يرفض الانكسار. المصدر / فلسطين أون لاين

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store