«تسكيائي» اليابانية.. وحوار الأجيال
في هذا السياق، ظهرت «تسكيائي» كمشروع استقصائي اجتماعي، حيث تعاون باحثون من جامعة طوكيو مع منظمات غير ربحية لفهم جذور المشكلة. واكتشفوا أن العزلة الاجتماعية لكبار السن تكلف الاقتصاد الياباني 1.5 تريليون ين سنويًا (11 مليار دولار) بسبب تراجع الإنتاجية وارتفاع نفقات الرعاية الصحية. هنا لم تكن الحلول التقليدية (كزيادة مراكز الرعاية) كافية، فكان لا بد من «علاج اجتماعي» يعتمد على إعادة دمج كبار السن في النسيج المجتمعي.
تعتمد المبادرة على مبدأ «المشاركة المتبادلة» من خلال أنشطة متنوعة مثل صناعة الفخار أو تعليم الخط الياباني التقليدي (شودو). ومساعدة كبار السن في استخدام الهواتف الذكية أو تطبيقات التواصل الاجتماعي. وجلسات يوغا أو رياضة المشي في الحدائق العامة. ونقاشات حول موضوعات مثل «معنى السعادة» أو «التحديات التي واجهها الجيل القديم». وتُنظّم هذه الفعاليات في أماكن مفتوحة ومراكز الشباب، بهدف كسر الحواجز النفسية بين الأجيال.
تستند المبادرة إلى ثلاث ركائز استقصائية، الربط بين الاحتياجات، والشراكات الذكية، والقياس الدقيق للأثر. وبعد 5 سنوات من تطبق المبادرة، سجلت المناطق المشاركة في المبادرة انخفاضًا بنسبة 30 % في معدلات الاكتئاب بين كبار السن، وزيادة 45 % في مشاركتهم بالفعاليات المجتمعية.
في السعودية، يبلغ معدل الشيخوخة 4.5 % فقط من السكان، وهي في ارتفاع مع تحسن متوسط العمر وانخفاض معدلات الخصوبة. وبحسب تقرير الهيئة العامة للإحصاء، من المتوقع أن يرتفع عدد كبار السن إلى 6.7 ملايين بحلول 2050. هنا، تبرز تحديات مبكرة منها العزلة الاجتماعية، فمع تغير هيكل الأسرة من ممتدة إلى نووية، يزيد شعور كبار السن بالوحدة. وتبرز كذلك الفجوة الرقمية؛ حيث إن 78 % من كبار السن السعوديين لا يستخدمون التطبيقات الذكية. ومن التحديات كذلك هو الهدر الثقافي؛ حيث تضيع معارف تقليدية (كفنون الحرف اليدوية والقصص الشعبية) مع جيل المؤسسين.
يأتي هنا دور وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية في إنشاء منصة وطنية لربط المتطوعين الشباب (عبر برنامج «الفرص التطوعية» التابع للوزارة) مع كبار السن، مع تحديد أهداف محددة (كتعليم التقنية أو نقل المعرفة). وتمويل مشروعات مشتركة كشراكة مع «مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية» لتدريب كبار السن على استخدام الروبوتات المساعدة، أو مع «الهيئة السعودية للسياحة» لتنظيم جولات ثقافية يقودها كبار السن.
ولمؤسسات المجتمع المدني دور كبير؛ حيث يمكنها تبني نموذج «تسكيائي» عبر إنشاء «نوادي الحوار بين الأجيال». والجامعات والكليات لها دور في تفعيل مشروعات التخرج التي تربط الطلاب بكبار السن، كتوثيق القصص الشفوية أو تصميم تطبيقات تسهل اتصالهم بالخدمات الحكومية. وتنظيم «فعاليات شعبية» يبيع فيها كبار السن منتجاتهم اليدوية مع مساعدة الشباب في التسويق الإلكتروني. وعمل ورش مهارات متبادلة لهم في استخدام التطبيقات الالكترونية، في مقابل تعلم الشباب فنون الحرف التقليدية.
مبادرة «تسكيائي» ليست قصة نجاح يابانية فحسب؛ بل دليل عملي لكيفية تحويل التحديات الديموغرافية إلى فرص. حيث أصبحت مصدر إلهام لدول مثل فنلندا في برنامج «الجدّة الرقمية»، وسنغافورة في مبادرة «حكايات عبر الأجيال». حتى في الدول العربية، بدأت مشروعات مماثلة تظهر في الإمارات والأردن، لكنها لا تزال في مراحلها الأولى.
في السعودية؛ تُمثل رؤية 2030 التزامًا ببناء مجتمع حيوي، قد تكون الصداقة بين الأجيال هي المفتاح لتمكين كبار السن ك»سفراء تراث» و»مرشدين مجتمعيين»، بينما يُعيد الشباب اكتشاف أن الحكمة الحقيقية لا تُشترى بالمال، بل تُكتسب بالحوار.. فهل نرى «تسكيائي السعودية» تُعيد رسم خريطة العلاقات بين الأجداد وأحفادهم؟

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


حضرموت نت
منذ 8 ساعات
- حضرموت نت
بدعم إماراتي.. تدشّين منظومة أجهزة فحص الأنسجة في مختبرات الصحة بشبوة
شبوة(المندب نيوز) خاص تتواصل خطوات النهوض بالقطاع الصحي في محافظة شبوة، بجهود من محافظ المحافظة، عوض محمد بن الوزير، وبدعم كريم من الأشقاء في دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث دُشنت اليوم منظومة أجهزة فحص الأنسجة والخلايا في مختبرات الصحة العامة المركزية بمدينة عتق، بتكلفة إجمالية بلغت 65,000 دولار أمريكي، تنفيذ شركة إتقان الصحية. وقام بتدشين المشروع الأمين العام للمجلس المحلي، نائب المحافظ، عبدربه هشله ناصر، يرافقه مدير عام مكتب الصحة والسكان الدكتور علي ناصر الذيب، حيث جرى الاطلاع على تركيب وتجهيز أربع أجهزة حديثة تعد الأولى من نوعها على مستوى شبوة والمحافظات المجاورة، وهي: جهاز معالجة الأنسجة (Tissue Processor): يستخدم في تثبيت وتحضير عينات الأنسجة. جهاز الغمر الشمعي (Embedding System): لتثبيت العينات داخل قوالب شمعية. جهاز التقطيع الرقمي (Digital Microtome): لتقطيع الشرائح الدقيقة. ميكروسكوب إلكتروني ذكي (Digital Microscope Scanner): عالي الدقة يعمل بأنظمة ذكاء اصطناعي لتصوير الشرائح وتحليلها. وأكد مدير فرع المختبرات العامة المركزية الدكتور علوي فضل، أن هذه الأجهزة تُحدث نقلة نوعية في الخدمات المخبرية، وتُعد أساسًا حيويًا في تشخيص الأورام السرطانية، والكشف المبكر عن أمراض الخلايا، وتحديد طبيعة الورم ودرجته وانتشاره، مما يسهم مباشرة في تحسين فعالية خطة العلاج الكيميائي أو الإشعاعي، وتقليل الحاجة لإرسال العينات إلى خارج المحافظة. وأوضح الدكتور علوي أن الأجهزة المستوردة من إسبانيا وفنلندا تُدار بتقنيات رقمية متقدمة ومدعومة بخوارزميات الذكاء الاصطناعي، وتُمكّن من إصدار تقارير طبية دقيقة وسريعة، مما يختصر الوقت والجهد، ويُعزز ثقة المرضى بالخدمات الصحية المحلية. وفي هذا السياق، أشاد الأمين العام للمجلس المحلي عبدربه هشله ناصر بما شاهده من تطور ملحوظ وتجهيزات فنية نوعية داخل فرع مختبرات الصحة العامة المركزية، مثمنًا جهود قيادة المختبر، وعلى رأسهم الدكتور علوي فضل، وكادره الفني والإداري، في الارتقاء بمستوى العمل المخبرّي، وتطبيق أعلى معايير الدقة والمهنية، مؤكدًا أن ما يتوفر من تجهيزات متطورة يعكس رؤية علمية متقدمة وقدرة فنية عالية على الاستفادة من الدعم الخارجي لخدمة أبناء المحافظة. وثمّن الأمين العام هذا الإنجاز، مشيداً بجهود المحافظ عوض بن الوزير وحرصه على تطوير البنية التحتية الصحية، كما عبّر عن عميق شكره لدولة الإمارات على دعمها النوعي والمستمر للقطاع الصحي، مؤكدًا أن السلطة المحلية ماضية في دعم المشاريع الصحية التي تُحدث أثرًا ملموسًا في حياة المواطنين وتضع حداً لمعاناة الكثير من المرضى، خاصة في مجال الكشف المبكر عن السرطان وتشخيصه.


حضرموت نت
منذ 8 ساعات
- حضرموت نت
القطاع الصحي يشهد تحولًا نوعيًا في مختبرات شبوة المركزية
في زمن تتعالى فيه التحديات ويشتد فيه الضغط على البنية التحتية في القطاع الصحي ، تبرز محافظة شبوة كنموذج يُحتذى به في السعي نحو التحديث والتطوير، مستندة إلى رؤية واضحة من محافظها الشيخ عوض محمد بن الوزير ، ودعم نوعي ومستمر من الأشقاء في دولة الإمارات العربية المتحدة. واليوم ، شهدت مدينة عتق حدثًا طبيًا استثنائيًا تمثل في تدشين منظومة حديثة لفحص الأنسجة والخلايا داخل مختبرات الصحة العامة المركزية بالمحافظة ، في خطوة تمثل نقلة نوعية في مجال التشخيص المخبري بالمحافظة، بل وتضعها في مصاف المحافظات الأكثر تطورًا مخبريًا في الوطن . المنظومة التي بلغت تكلفتها 65 ألف دولار، ونفذتها شركة 'إتقان الصحية'، تتضمن أربعة أجهزة تعتبر الأولى من نوعها في المنطقة: جهاز معالجة الأنسجة، جهاز الغمر الشمعي، جهاز التقطيع الرقمي، وأخيرًا ميكروسكوب ذكي مزوّد بخوارزميات ذكاء اصطناعي. كل ذلك ليس ترفًا طبّيًا، بل ضرورة ملحّة في سبيل تحسين دقة التشخيص، خاصة لأمراض الأورام ، وتوفير حلول طبية في أقرب نقطة للمرضى، بعيدًا عن مشقة إرسال العينات خارج المحافظة. لكن ما وراء هذه الأجهزة المتقدمة، هناك إرادة سياسية واضحة ودعم خارجي صادق. فالمحافظ بن الوزير لا يكتفي بإطلاق الوعود، بل يترجمها إلى مشاريع ملموسة تُحدث فرقًا مباشرًا في حياة المواطنين. في المقابل ، يُشكّل الدعم الإماراتي حلقة وصل قوية بين الحلم والتنفيذ ، حيث تواصل الإمارات تعزيز حضورها الإيجابي في ميادين الصحة والتعليم والبنية التحتية في شبوة وغيرها. الدكتور علوي فضل العولقي ، مدير فرع المختبرات المركزية م / شبوة ، وصف هذه المنظومة بأنها 'حجر الأساس' في تشخيص الأورام ومتابعة حالات الخلايا، وهي خطوة لا تساهم فقط في تحسين جودة الخدمات، بل في بناء ثقة المواطن بالنظام الصحي المحلي . وخلال التدشين، لم تُخفِ شخصيات رسمية انبهارها بالمستوى الذي وصلت إليه المختبرات وفي مقدمتهم الأمين العام للمجلس المحلي بالمحافظة الاستاذ عبدربه هشله ناصر ومدير عام مكتب الصحة العامة والسكان بالمحافظة الدكتور علي ناصر الذيب ، مؤكدين أن ما تحقق هو نتاج تكامل بين الرؤية المحلية والدعم الخارجي ، وأن المحافظة تسير بثبات نحو تحسين واقعها الصحي، رغم كل التحديات والصعوبات . نعم ، ليست مجرد أجهزة.. بل رسالة. رسالة بأن شبوة لا تنتظر المعجزات، بل تصنعها بخطى مدروسة وشراكات واعية. وأن أبناءها يستحقون نظامًا صحيًا يليق بهم ، يبدأ بالتشخيص الدقيق، ويمتد إلى علاج آمن وفعّال . وإذا كان هناك من درس يمكن استخلاصه من هذا الحدث، فهو أن هذه الاجهزة الحديثة في مختبرات شبوة المركزية ، ليس رفاهية ، بل هو أساس الاستقرار والتنمية والكرامة الإنسانية. وشبوة، بجهود رجالها وداعميها، تكتب فصلًا جديدًا في القطاع الصحي ، وقصة نجاح من قلب المعاناة الصحية .


ياسمينا
منذ 11 ساعات
- ياسمينا
عيادة شاكيرا تتعرض إلى غرامة مالية كبيرة بعد فضح مرضها!
في انتهاك أخلاقي صارخ، انتشر خبر مفاده أن العيادة التي عالجت شاكيرا من آلام البطن، قامت بشكل غير قانوني بتسريب أسرار مرضها إلى العلن! من الجدير ذكره أن شاكيرا تعرضت لوعكة صحية مفاجئة في فبراير الفائت، نُقِلت على إثرها إلى المستشفى، حيث شعرت بآلام شديدة في البطن، ليبلغها الأطباء بأن حالتها لا تسمح لها بتقديم عروض على المسرح، مما اضطرها إلى إلغاء حفلها الغنائي في ليما. اختراق للملف الطبي لشاكيرا أكدت السلطات الصحية يوم الأربعاء تغريم عيادة خاصة في بيرو بمبلغ 190 ألف دولار أمريكي بعد نشر معلومات طبية غير مصرح بها عن نجمة البوب شاكيرا في وقت سابق من هذا العام. وفي تفاصيل الخبر، دخلت المغنية الكولومبية الحائزة على جائزة غرامي المستشفى لفترة وجيزة في فبراير أثناء وجودها في ليما ضمن جولتها العالمية 'Las Mujeres Ya No Lloran'، وهي أول جولة عالمية لها منذ سبع سنوات. تلقّت شاكيرا، البالغة من العمر 48 عامًا، علاجًا لمشكلة في البطن لم تُحدّد طبيعتها، ما أجبرها على إلغاء حفلٍ كان مُقرر إحيائه من قبلها. وبعد يومين فقط، عادت إلى المسرح. إلا أن ما تلا دخولها المستشفى أثار ردود فعلٍ غاضبة على مواقع التواصل الاجتماعي: فقد ظهر تقريرها الطبي السري على الإنترنت، مما أثار غضب المعجبين ودفع إلى فتح تحقيق رسمي. أقرّت عيادة ديلجادو أونا، حيث تلقت المغنية العلاج، بالاختراق آنذاك، واصفةً إياه بأنه 'انتهاك أخلاقي خطير لقواعد السلوك واللوائح التي تُنظّم معالجة البيانات الشخصية'. وقد اختتمت السلطات الصحية في بيرو تحقيقها وفرضت غرامةً تُقارب 190 ألف دولار أمريكي على المنشأة لانتهاكها قوانين خصوصية المرضى. ختامًا، وفي سياق الحديث عن النجمة، سبق وان اخبرناكِ انتشار فيديو روتين جمالها: إليك أبرز اسرار شاكيرا خلال جولاتها العالمية.