
هل هناك من يصدق أن ترامب يهتم بمعاداة السامية؟
نبدأ جولتنا من مقال في صحيفة نيويورك تايمز، للكاتبة ميشيل جولدبرج، الذي تقول فيه إنه منذ نحو عقد من الزمن، كان المحافظون غالباً ما ينددون بالهجرة المسلمة بحجة أنها تهدد التقدم الغربي في مجال حقوق مجتمع الميم. هذا الموقف، الذي يُعرف أحياناً بـ"القومية المثلية" (homonationalism)، بدأ في أوروبا قبل أن يشق طريقه إلى السياسة الأمريكية عبر الحملة الرئاسية الأولى لدونالد ترامب.
ففي خطاب قبوله ترشيح الحزب الجمهوري عام 2016، أدان ترامب مذبحة أورلاندو في ولاية فلوريدا، حيث قُتل 49 شخصاً في نادٍ ليلي يرتاده أفراد مجتمع الميم على يد المتشدد الإسلامي عمر متين. وقال: "كرئيس لكم، سأفعل كل ما بوسعي لحماية مواطنينا من مجتمع الميم من عنف وقمع أيديولوجيا أجنبية كارهة". وبعد شهر واحد فقط، كشف عن اقتراحه بـ"الفحص الشديد" للمهاجرين المسلمين، الذي يتضمن استبعاد أي شخص لا "يؤمن بمجتمع أمريكي متسامح".
كان ينبغي أن يكون واضحاً منذ ذلك الوقت أن ما بدا وكأنه حرص من ترامب على سلامة الأقليات الجنسية لم يكن سوى وسيلة مريحة لشق صفوف التحالف الديمقراطي. ففي ولايته الأولى، عيّن ترامب في المحاكم قضاة معروفين بمعارضتهم لحقوق المثليين والعابرين جنسياً، كما تراجع عن بعض الحمايات الممنوحة لهم في أماكن العمل. وفي العام الماضي، استغل تنامي الرفض الشعبي لحقوق العابرين جنسياً كوسيلة للعودة إلى الحكم، حيث تشن إدارته حالياً حملة منظمة لسحب التمويل الفيدرالي من كل ما يحمل اسم "مجتمع الميم".
وتشير الكاتبة إلى أنه "كان ينبغي أن يكون تعامل ترامب مع مجتمع الميم درساً لكل من يفكر بأخذ حملته ضد معاداة السامية على محمل الجد، خاصة وأن الأمر بات واضحاً جداً: ما هي إلا ذريعة لمهاجمة المؤسسات الليبرالية".
فترامب وحلفاؤه، في الواقع، أسهموا بشكل مدهش في تطبيع معاداة السامية. إيلون ماسك، الذي أوكل إليه ترامب مهمة إعادة تشكيل الحكومة الفيدرالية، هو ربما أكبر مروّج للبروباغندا المعادية للسامية في العالم من خلال منصته إكس.
وتشرح جولدبرج، "لقد ظهر في صفحة For You لدي مؤخراً مقطع لفتاة شابة تتحدث بإعجاب عن 'الرجل H' – أي هتلر".
EPA
وفي الشهر الماضي فقط، شارك ليو تيريل، رئيس فريق ترامب لمكافحة معاداة السامية، منشوراً لأحد النازيين الجدد يفاخر فيه بأن ترامب يمتلك القدرة على سحب "بطاقة اليهودية" من السيناتور تشاك شومر. أما ترامب نفسه، فقد تناول العشاء مع مغني الراب كانييه ويست المعروف بحبه لهتلر، ومع الناشط القومي الأبيض نيك فوينتيس.
تضيف الكاتبة: "ومع ذلك، لا أزال أُذهل من وجود من يعتقد أن الهجمات التي تشنها الإدارة على الجامعات، بذريعة معاداة السامية، تنبع من نوايا حسنة".
وتبيّن جولدبرج "برأيي، هناك نوع آخر من الحقد أو الانحراف العقلي يجري هنا، نابع من الطريقة التي يميل بها بعض المدافعين عن إسرائيل إلى مساواة أي انتقاد لها، مهما كان معتدلاً، بمعاداة السامية".
وتضيف قائلة: صحيح أن بعض الاحتجاجات التي اندلعت عقب هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر/ تشرين أول 2023، شهدت مظاهر فظة من معاداة اليهود، لكن العديد من مؤيدي إسرائيل لا يستطيعون، على ما يبدو، تصور سبب منطقي للاعتراض العاطفي على حربها الشرسة ضد غزة سوى الكراهية لليهود. وهذا ما يجعلهم يضخمون بشدة حجم معاداة السامية لدى اليسار، ويبررون في المقابل استبداد ترامب ومحاولاته سحق المعاقل التقدمية، وفق ما جاء في المقال.
واستطردت الكاتبة قائلة "في اللحظة التي أكتب فيها هذه السطور، تكون إسرائيل قد منعت إدخال الطعام والدواء والوقود إلى غزة منذ أكثر من خمسين يوماً. وقد وزع برنامج الأغذية العالمي آخر مخزوناته على مطابخ غزة، والتي ستنفد قريباً. وقال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، هذا الشهر: 'مع جفاف المساعدات، أعيد فتح بوابات الرعب. غزة أصبحت حقلاً للقتل – والمدنيون يدورون في حلقة موت لا تنتهي".
وفق الكاتبة فإنه يمكن فهم كلماته بطريقتين: إما أنها صادقة، أو أنها، بحسب ناطق باسم وزارة خارجية إسرائيل، تمثل "افتراءً على إسرائيل"، تماماً كحال جميع المحتجين، كثير منهم من اليهود، الذين يُعاقَبون الآن بأمر من الإدارة. ووفقاً لهذا المنظور، فإن تصاعد المعارضة لإسرائيل لا يمكن تفسيره إلا ضمن مؤامرة معادية للسامية، ضخمة وراسخة لدرجة تستدعي اتخاذ إجراءات قصوى لكبحها.
وتختم الكاتبة قائلة: "إذا كانت افتراضاتك المسبقة حول إسرائيل تقودك إلى تقديس ترامب، فربما عليك إعادة النظر بها.
تعلم اليابانية وسط القصف
ننتقل إلى موقع إذاعة إن اتش كيه اليابانية، الذي تناول قصة الفتاة الفلسطينية رؤى التي تتعلم اللغة ليابانية وسط القصف في قطاع غزة، والتي استمرت في التعلم رغم جميع ما واجهته من صعاب.
وكانت رؤى، الفتاة الفلسطينية العاشقة لأفلام الرسوم المتحركة "أنيمي"، تتعلم اللغة اليابانية عبر الإنترنت حتى اندلعت الحرب في أكتوبر/ تشرين الأول 2023، لتبدأ رحلة معاناة بعد أن حُرمت كغيرها من سكان القطاع من الدخول على الإنترنت.
وقال الموقع "ولم تتوقف الفتاة الفلسطينية وأسرتها المكونة من أبويها وشقيقتين وثلاثة أشقاء عن التنقل بين أنحاء القطاع منذ اندلاع الحرب، إذ تنقلوا بين المخيمات ومنازل الأصدقاء 11 مرة".
ورغم هذه المعاناة، اكتشفت الفتاة العاشقة لليابانية طريقة تمكنها من استكمال تعلم للغة من خلال برنامج يٌبث عبر الإذاعة اليابانية الدولية.
وقالت الفتاة الفلسطينية: "عندما انقطع الإنترنت بعد اندلاع الحرب، ظننت أنني لن أتمكن من تعلم اللغة اليابانية ثانية. لكني اكتشفت برنامجاً لتعليم اللغة يُبث عبر أثير إذاعة إن اتش كيه، لم أن أصدق أن شيئاً مثل هذا موجود بالفعل".
"وكانت المرة الأولى التي تلقت فيها الخدمة العربية للإذاعة اليابانية إن اتش كيه، وكانت تتحدث في رسائلها عن افتتانها بالثقافة واللغة اليابانية التي كانت تتعلمها بنفسها عبر الإنترنت"، وفقاً للموقع.
وكانت رؤى ترسل تلك الرسائل من حين لآخر بينما كانت تتعلم من برنامج "اليابانية السهلة" التي استأنفت دراستها عبره. كما كانت ترسل استفسارات عن مسائل تتعلق بقواعد اللغة وكيفية تحسين مهاراتها في اليابانية.
كما بدأ فريق الخدمة العربية لدى إذاعة إن اتش كيه يجري بالتواصل مع الفتاة حتى يتعرفون على موقفها التعليمي الحالي.
منذ اندلاع الحرب في القطاع، عاشت رؤى حياة عصيبة مع أهلها. فقد غادرت الأسرة منزلهم في غزة بسرعة فراراً من الحرب، وللأسف لم تتمكن رؤى من أن تأخذ معها مذكرات اللغة اليابانية التي كانت تستخدمها في تعلم اللغة.
وكانت قصة تعلقها باليابانية لطيفة، إذ بدأت بنوع خاص من المتعة عندما أحبت الفتاة مسلسل الرسوم المتحركة "أنيمي" الياباني الذي عرفها على الثقافة اليابانية وزاد من إعجابها بها.
وهي في سن الـ14، بدأت تنتقل من حب اليابانية من أجل التسلية فقط ومشاهدة أفلام الرسوم المتحركة إلى تعلم اللغة بشكل احترافي عبر برامج تعليمية عبر الإنترنت.
وقالت رؤى: "أتمنى أن تعود الهدنة من جديد وأن تفتح المدارس لأنني لا أستطيع الذهاب إلى المدرسة في الوقت الراهن ولا أستطيع أن استكمل تعليمي استعداداً للاختبارات المقبلة".
"هل يؤثر هوس ترامب وأنصاره بالذكاء الاصطناعي على الذكاء الإنساني؟"
Reuters
وننهي الجولة من صحيفة الغارديان البريطانية، ومقال لكوين سلوبوديان، تناول فيه مق قال إنه "هوس مستويات الذكاء لدى الإدارة الأمريكية ذات التوجهات اليمينية".
ويشير الكاتب إلى دونالد ترامب يتشارك مع عدد من رجال وادي السيليكون في هوس بقياس الذكاء (IQ)، حيث يُعدّ الذكاء معياراً للهيمنة والاستحقاق. لكن في الوقت ذاته، تدفع أمريكا نحو مستقبل تُسيطر عليه أنظمة الذكاء الاصطناعي، مثل مشروع "ستارغيت" بقيمة 500 مليار دولار، مما يهدد بتقويض معنى الذكاء البشري الذي يقدسونه.
اختبارات الذكاء نشأت في ظل قلق الدول الصناعية من ضعف البنية الاجتماعية، وكان يُنظر إليها كوسيلة لتمييز "نخبة عقلية" تقود المجتمعات. لاحقاً، تعزز هذا التوجه في التسعينيات عبر أطروحات مثيرة للجدل مثل "منحنى الجرس"، التي ادعت وجود فروق عرقية في الذكاء.
برز في هذا السياق مهندسون ومنظرون مثل كيرتس يارفين، أحد دعاة اليمين التقني، الذي رأى أن اختبارات الذكاء يمكن أن تُستخدم لاستبعاد جماعات من التصويت. وامتد هذا الفكر ليشمل رجال أعمال مثل إيلون ماسك وبيتر ثيل، الذين يرون أن الذكاء ثابت وراثياً ولا يجب أن تتدخل الدولة في تطويره.
هذا التوجه يتعارض جذرياً مع فلسفة وزارة التعليم الأميركية التي تأسست على مبدأ أن التدخل المبكر يمكن أن يعزز قدرات الأطفال. لكن هذه الفلسفة تتعرض الآن لهجوم سياسي من رموز اليمين التقني.
المفارقة، كما يراها الكاتب، أن هؤلاء الذين يعظمون الذكاء البشري يدفعون بقوة نحو عصرٍ يُصبح فيه الذكاء الاصطناعي قادراً على أداء المهام التي لطالما ميزت "النخبة الذكية". وإذا كان الذكاء الاصطناعي سيتفوق على خريجي الجامعات والنخب التكنولوجية، فما الذي سيبقى من "الذكاء" البشري كمصدر للشرعية والسلطة؟
في النهاية، قد يثبت أن الذكاء الذي يتغنون به هو أول ما سيتجاوزه الذكاء الاصطناعي.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


شفق نيوز
منذ 6 ساعات
- شفق نيوز
بأوامر تنفيذية.. ترامب يسرّع من وتيرة الإنتاج النووي الأمريكي
شفق نيوز/ وقع الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، يوم الجمعة، عدة أوامر تنفيذية بهدف تعزيز إنتاج الطاقة النووية في الولايات المتحدة. وأمر ترامب اللجنة التنظيمية النووية المستقلة في البلاد، بتقليص اللوائح التنظيمية، وتسريع إصدار التراخيص الجديدة للمفاعلات ومحطات الطاقة، سعيا لتقليص الفترة الزمنية لعملية تستغرق عدة سنوات إلى 18 شهراً. جاء ذلك ضمن مجموعة أوامر تنفيذية وقعها ترامب، الجمعة، لدعم إنتاج الطاقة النووية وسط طفرة في الطلب من مراكز البيانات والذكاء الاصطناعي. ووقع الرئيس الأمريكي، 4 أوامر تنفيذية تهدف، بحسب مستشاره، إلى إطلاق "نهضة" في الطاقة النووية المدنية في الولايات المتحدة، مع طموح بزيادة إنتاجها أربع مرات خلال السنوات الـ25 المقبلة. ويريد الرئيس الأمريكي الذي وعد بإجراءات "سريعة للغاية وآمنة للغاية"، ألا تتجاوز مدة دراسة طلب بناء مفاعل نووي جديد 18 شهرا، ويعتزم إصلاح هيئة التنظيم النووي، مع تعزيز استخراج اليورانيوم وتخصيبه. وصرح ترامب للصحفيين في المكتب البيضاوي: "الآن هو وقت الطاقة النووية"، فيما قال وزير الداخلية دوغ بورغوم، إن التحدي هو "إنتاج ما يكفي من الكهرباء للفوز في مبارزة الذكاء الاصطناعي مع الصين". ونقلت وكالة فرانس برس عن مسؤول كبير في البيت الأبيض: "نريد أن نكون قادرين على اختبار ونشر المفاعلات النووية" بحلول كانون الثاني/يناير 2029. وتظل الولايات المتحدة أول قوة نووية مدنية في العالم، إذ تمتلك 94 مفاعلا نوويا عاملا، ومتوسط أعمار هذه المفاعلات ازداد حتى بلغ 42 عاما. ويمكن أن يستغرق إصدار تراخيص المفاعلات في الولايات المتحدة أكثر من 10 سنوات في بعض الأحيان، وهي عملية تهدف إلى إعطاء الأولوية للسلامة النووية، لكنها لا تشجع المشاريع الجديدة. ونقلت وكالة رويترز عن مسؤول كبير في البيت الأبيض، قوله إن التحركات تشمل إصلاحات جذرية للجنة التنظيمية النووية تتضمن النظر في مستويات التوظيف، وتوجيه وزارتي الطاقة والدفاع للعمل معا لبناء محطات نووية على الأراضي الاتحادية. وأضاف المسؤول، أن الأوامر تسعى أيضا إلى تنشيط إنتاج اليورانيوم وتخصيبه في الولايات المتحدة. وبعد توليه الرئاسة في كانون الثاني/يناير، أعلن ترامب حالة طوارئ وطنية في مجال الطاقة، قائلا إن الولايات المتحدة لديها إمدادات غير كافية من الكهرباء لتلبية احتياجات البلاد المتزايدة، خاصة لمراكز البيانات التي تدير أنظمة الذكاء الاصطناعي.


شفق نيوز
منذ 6 ساعات
- شفق نيوز
ترامب يهدد بفرض رسوم جمركية بنسبة 50 في المئة على الاتحاد الأوروبي و25 في المئة على هواتف آيفون
قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه يوصي بفرض تعريفة جمركية بنسبة 50 في المئة على جميع السلع المستوردة من الاتحاد الأوروبي إلى الولايات المتحدة. ونشر ترامب منشوراً على مواقع التواصل الاجتماعي الجمعة قال فيه: "محادثاتنا معهم لا تُسفر عن أي نتيجة!"، مؤكداً أن العمل بالرسوم الجمركية الجديدة سيبدأ في الأول من يونيو/حزيران المقبل. وتعتبر هذه التصريحات تصعيدا جديدا في إطار حرب ترامب التجارية مع الاتحاد الأوروبي. وكان الرئيس الأمريكي قد فرض رسوماً جمركية بنسبة 20 في المئة على معظم واردات الولايات المتحدة من الاتحاد الأوروبي، لكنه خفضها إلى النصف بصفة مؤقتة حتى الثامن من يوليو/تموز لإتاحة الفرصة لإجراء محادثات. كما هدد ترامب بفرض تعريفة جمركية بقيمة 25 في المئة على هواتف آيفون المصنعة خارج الولايات المتحدة عند دخولها إلى البلاد. وقال ترامب: "أبلغت تيم كوك منذ فترة طويلة أنني أتوقع أن أجهزة آيفون التي ستباع في الولايات المتحدة سوف تُصنع وتُطور في الولايات المتحدة، وليس في الهند أو في أي مكان آخر". وأضاف: "إذا لم يتحقق ذلك، فسوف يتعين على شركة أبل أن تدفع تعريفة جمركية بنسبة 25 في المئة على الأقل للولايات المتحدة". ومنذ عودته إلى البيت الأبيض، فرض ترامب تعريفات جمركية مختلفة على دول حول العالم، وهدد بفرض رسوم جمركية أخرى، وهو ما يرى أنه وسيلة لتعزيز التصنيع في الولايات المتحدة وحماية الوظائف الأمريكية من المنافسة الأجنبية. والتعريفة الجمركية هي ضريبة محلية تفرض على السلع عند دخولها إلى بلد ما، بما يتناسب مع قيمة الاستيراد، وتدفعها الشركة المستوردة. Reuters وأثار احتمال فرض رسوم جمركية أعلى على واردات الولايات المتحدة قلق العديد من زعماء العالم بشأن ما يمكن أن يؤدي إليه ذلك من ارتفاع تكلفة بيع المنتجات في أكبر اقتصادات العالم، علاوة على الصعوبات التي قد تواجهها الشركات جراء ذلك. وقال ترامب الجمعة إن التعامل مع الاتحاد الأوروبي "صعب للغاية" وإن التكتل شُكل "بهدف أساسي هو الاستفادة" من الولايات المتحدة على مستوى التبادل التجاري. وأضاف: "محادثاتنا معهم لن تُفضي إلى أي نتيجة! لذلك، أوصي بفرض رسوم جمركية بنسبة 50 في المئة على الاتحاد الأوروبي اعتباراً من الأول من يونيو/حزيران 2025". وأشار ترامب إلى أنه لن تُفرض أي رسوم جمركية إذا "طُور المنتج أو صُنع في الولايات المتحدة". وفرض الرئيس الأمريكي رسوماً جمركية على الواردات من الاتحاد الأوروبي إلى الولايات المتحدة في محاولة للتعامل مع العجز التجاري طويل الأجل لبلاده مع التكتل الأوروبي، والذي يحدث عندما تتجاوز قيمة الواردات قيمة الصادرات. وسجلت الصادرات الأمريكية إلى الاتحاد الأوروبي العام الماضي 370.2 مليار دولار في حين بلغت الواردات من التكتل الأوروبي 605.8 مليار دولار، وفقاً لبيانات حكومية أمريكية. وأعرب ترامب عن استيائه في أكثر من مناسبة من صادرات الاتحاد الأوروبي إلى بلاده من السيارات – خاصةً من ألمانيا – إذ يتم شحن عدد أقل من المركبات من الولايات المتحدة إلى دول أوروبا. ولم يعلق الاتحاد الأوروبي على هذه التصريحات حتى الآن. وقال الرئيس التنفيذي لشركة فولفو للسيارات، رداً على تهديد ترامب، إن العملاء سيضطرون إلى دفع جزء كبير من التكلفة الإضافية التي تنشأ نتيجة للرسوم الجمركية. وقال رئيس فولفو هاكان سامويلسون لوكالة أنباء رويترز إن فرض تعريفة جمركية بنسبة 50 في المئة من شأنه أن يحد من قدرة الشركة على بيع سيارتها الكهربائية من طراز EX30 المصنعة في بلجيكا في السوق الأمريكي. لكنه رجح أن هناك إمكانية للتوصل إلى اتفاق قريباً. وأضاف: "ليس من مصلحة أوروبا أو الولايات المتحدة إغلاق التجارة بينهما". وفي حين علق ترامب العمل ببعض الرسوم الجمركية المرتفعة، واجهت السيارات المصنعة خارج الولايات المتحدة ضريبة بنسبة 25 في المئة منذ أبريل/نيسان الماضي. ويأتي تحذير ترامب لشركة أبل بعد أن أعلنت شركة التكنولوجيا العملاقة أنها ستنقل إنتاج معظم هواتف آيفون والأجهزة الأخرى المصنعة للسوق الأمريكي إلى أماكن أخرى بخلاف الصين. وقال تيم كوك، الرئيس التنفيذي لشركة أبل، في وقت سابق من هذا الشهر إن غالبية هواتف آيفون المتجهة إلى السوق الأمريكية في الأشهر المقبلة سيتم تصنيعها في الهند في حين ستكون فيتنام مركزاً رئيسياً لإنتاج أجهزة iPad وساعات أبل. وجاء رد فعل أسواق الأسهم الأوروبية بمؤشراتها الثلاثة، بما فيهم فوتسي100 لبورصة لندن، تجاه تهديد ترامب في شكل هبوط أثناء تعاملات الظهيرة.


ساحة التحرير
منذ 8 ساعات
- ساحة التحرير
عودة شبح الحرب التجارية …ترامب يهدد الاتحاد الأوروبي!
عودة شبح الحرب التجارية ترامب يهدد الاتحاد الأوروبي هدد الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، اليوم الجمعة 23 ماي، الاتحاد الأوروبي بفرض رسوم جمركية بنسبة 50% على المنتجات الأوروبية المستوردة إلى الولايات المتحدة ابتداءً من 1 جوان، معتبراً أن المفاوضات الجارية 'لا تؤدي إلى أي نتيجة'. وقال ترامب على منصته 'تروث سوشيال' أنه من الصعب جداً التعامل مع الاتحاد الأوروبي، 'الذي تم إنشاؤه في الأساس بهدف الاستفادة من الولايات المتحدة في مجال التجارة'… مفاوضاتنا لا تؤدي إلى أي نتيجة. في هذه الظروف، أوصي بفرض رسوم جمركية بنسبة 50% على الاتحاد الأوروبي، اعتباراً من 1 جوان. لا توجد رسوم على المنتجات المصنوعة في الولايات المتحدة'. وكتب ترامب 'حواجزهم (الاتحاد الأوروبي) التجارية القوية، وضرائب القيمة المضافة، والعقوبات السخيفة على الشركات، والحواجز غير النقدية، والتلاعبات النقدية، والدعاوى القضائية غير العادلة وغير المبررة ضد الشركات الأمريكية، وغيرها، أدّت إلى عجز تجاري مع الولايات المتحدة يفوق 250 مليار دولار سنويًا، وهو رقم غير مقبول إطلاقًا.' وسبق للرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن انتقد العجز التجاري الأميركي في التبادلات الثنائية مع أوروبا، مقدّراً إياه بين 300 و350 مليار دولار، وهي الأرقام التي تعارضها المفوضية الأوروبية، مشيرة إلى أن العجز لا يتجاوز 150 مليار يورو (حوالي 160 مليار دولار) في البضائع فقط، و50 مليار يورو فقط عند احتساب الفائض الأميركي في مجال الخدمات. وتسب إعلان ترامب هذا إلى هبوط في الأسواق المالية الاوروبية، مع عودة شبح الحرب التجارية، وفقا لما أفادت به تقارير إعلامية. الشروق أونلاين 2025/05/23