logo
موقف زوما من الصحراء بداية لتَفكك الدعم الإفريقي للبوليساريو

موقف زوما من الصحراء بداية لتَفكك الدعم الإفريقي للبوليساريو

بلبريس١٨-٠٧-٢٠٢٥
بلبريس - ياسمين التازي
في خطوة ذات رمزية دبلوماسية لافتة، استقبل وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، الرئيس الجنوب إفريقي السابق جاكوب زوما، زعيم حزب uMkhonto we Sizwe (MK) ، ثالث قوة سياسية صاعدة في جنوب إفريقيا بعد انتخابات ماي 2024.
ويرى مراقبون أن هذا اللقاء يمثل أكثر من مجرد زيارة بروتوكولية، إذ يعكس تحوّلاً عميقاً في التوجهات السياسية داخل جنوب إفريقيا تجاه ملف الصحراء، خاصة بعدما عبّر حزب زوما، في وثيقة رسمية، عن دعمه العلني لمبادرة الحكم الذاتي التي يقترحها المغرب، معترفًا بسيادته على أقاليمه الجنوبية.
شرخ في الموقف التقليدي لجنوب إفريقيا
لطالما اعتُبرت جنوب إفريقيا إحدى أبرز القلاع الداعمة لجبهة البوليساريو داخل القارة، وهو موقف ارتبط تاريخياً بإرث حزب المؤتمر الوطني الإفريقي. غير أن الموقف الجديد لحزب MK، بقيادة شخصية وازنة مثل زوما، يشكل بحسب مراقبين 'شرخاً استراتيجياً' في الموقف التقليدي لبريتوريا، ويهدد بزعزعة وحدة الجبهة الداعمة للانفصال داخل إفريقيا.
الوثيقة التي أصدرها الحزب في يونيو 2024 تحت عنوان: 'شراكة استراتيجية من أجل وحدة إفريقيا، التحرر الاقتصادي، واحترام السيادة الترابية: المغرب نموذجاً' ، استعرضت معطيات تاريخية تضع المغرب كفاعل محوري في دعم حركات التحرر، مشيرة إلى أنه كان أول دولة تقدم دعماً عسكريًا ومادياً لحركة أم كاي منذ عام 1962.
يرى مراقبون أن الرباط بدأت تجني ثمار سياسة إفريقية طويلة النفس، تعتمد على إحياء الروابط التاريخية وتفعيل الدبلوماسية الناعمة، من خلال التعاون الاقتصادي والديني والثقافي، إلى جانب الحضور السياسي المتصاعد داخل الاتحاد الإفريقي منذ العودة إليه سنة 2017.
وتؤشر زيارة زوما، التي تأتي بعد لقاء سابق جمعه بالملك محمد السادس عام 2017، إلى أن المغرب يراكم نقاط القوة في ملف الصحراء من خلال نسج تحالفات جديدة، حتى داخل الدول التي كانت تُعد خصماً دبلوماسياً تقليدياً.
جنوب إفريقيا ما بعد 2024: مشهد سياسي متغير
تشير معطيات ما بعد الانتخابات الأخيرة في جنوب إفريقيا إلى تصدع داخلي في حزب المؤتمر الوطني الإفريقي الحاكم، مقابل صعود أحزاب جديدة تراجع مواقفها من القضايا الدولية، بما فيها النزاع حول الصحراء. ويرى محللون أن حزب زوما يسعى إلى التمايز عن الحزب الحاكم من خلال تبني مواقف أكثر براغماتية وانفتاحًا على التوازنات الجيوسياسية الجديدة.
وبحسب مراقبين، فإن هذا التحول قد لا يبقى معزولًا داخل جنوب إفريقيا، بل قد يحفّز قوى سياسية أخرى في إفريقيا على إعادة تقييم مواقفها من هذا النزاع، خاصة في ظل تراجع التعاطف الشعبي والنخبوي مع طرح الانفصال، وازدياد الوعي بأن الاستقرار الإقليمي يمرّ عبر احترام السيادة الوطنية.
ويرجح مراقبون أن يشكل هذا التحول ضغطًا إضافيًا على البوليساريو وحلفائها داخل الاتحاد الإفريقي، خاصة في مجلس السلم والأمن، الذي كان إلى وقت قريب منصة للدفع بأجندة الانفصال. كما يُتوقع أن يعيد تشكيل توازنات القوى داخل الكتلة الإفريقية المؤثرة في ملف الصحراء.
زيارة جاكوب زوما إلى المغرب، وإعلان حزبه دعم مبادرة الحكم الذاتي، تمثل محطة مفصلية في مسار النزاع حول الصحراء. ويذهب مراقبون إلى اعتبار هذه الزيارة بداية لتفكك المنظومة الإيديولوجية التي لطالما غذّت أطروحة الانفصال، وفتح الباب أمام مقاربات سياسية واقعية قائمة على الشراكة، التنمية، واحترام سيادة الدول.
في هذا السياق، يبدو أن المغرب يمضي بثبات نحو ترسيخ طرحه كحل وحيد وواقعي للنزاع، مستفيدًا من تحولات داخلية في دول محورية، ومتسلحًا بتاريخ سياسي يربط قضيته الوطنية بكفاح قارة بأكملها من أجل الحرية والسيادة.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

حصيلة الإنجازات وآفاق الريادة المغربية
حصيلة الإنجازات وآفاق الريادة المغربية

كواليس اليوم

timeمنذ 3 ساعات

  • كواليس اليوم

حصيلة الإنجازات وآفاق الريادة المغربية

عبده حقي في مثل هذه اللحظة التاريخية من سنة 1999، اعتلى الملك محمد السادس عرش المملكة المغربية، حاملاً معه وعودًا وطموحات بالتحديث والانفتاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي. واليوم، بعد 26 سنة من الحكم، يقف المغرب على مفترق طرق بين تراكم الإنجازات والتحديات المتزايدة في بيئة إقليمية وعالمية مضطربة. فمن قضية الصحراء إلى التعاون الإفريقي، ومن المسارات الحقوقية إلى الريادة الرياضية، يبرز المغرب كفاعل محوري في إفريقيا والعالم العربي، رغم التوترات الجيوسياسية المستمرة مع بعض جيرانه. من أبرز معالم حكم الملك محمد السادس، التحول الجذري في مقاربة قضية الصحراء المغربية، من موقف دفاعي تقليدي إلى دبلوماسية هجومية وناعمة تعتمد على شرعية التاريخ والواقع. فقد شكلت مبادرة الحكم الذاتي، التي قدمها المغرب للأمم المتحدة سنة 2007، نقطة تحول حاسمة، لاقت دعم قوى دولية وازنة مثل الولايات المتحدة، فرنسا ،إسبانيا، ألمانيا، والبرتغال.. إلخ كما نجح المغرب في تعزيز سيادته الميدانية من خلال تأمين معبر الكركرات في 2020، مما فضح ضعف جبهة البوليساريو وأربك داعميها، خاصة الجزائر. لقد شهد المغرب في عهد الملك محمد السادس قفزة نوعية في بنيته الاقتصادية، خصوصًا في القطاع الصناعي والطاقي. فقد أصبحت طنجة نموذجًا للمدينة الصناعية العالمية بفضل مشروع 'طنجة ميد' الذي صار من أكبر الموانئ المتوسطية، وجذب كبريات الشركات العالمية في مجال السيارات والطيران. كما أطلق المغرب برامج للتحول الطاقي، أبرزها مشاريع الطاقة الشمسية والريحية، مثل محطة نور ب'ورزازات'، التي وضعت المملكة في طليعة الدول النامية في مجال الطاقات المتجددة. لكن رغم هذه الإنجازات، ما زال التفاوت الاجتماعي قائمًا، والنموذج التنموي الجديد الذي طُرح عام 2021 يعكس وعي الدولة بضرورة تقليص الفوارق الاجتماعية وتحقيق عدالة مجالية أعمق. على الصعيد الحقوقي، يُحسب للملك محمد السادس فتح ملفات كانت تعتبر 'طابوهات'، في عهد الملك الراحل الحسن الثاني مثل الإنصاف والمصالحة التي أعادت الاعتبار لضحايا سنوات الجمر والرصاص. كما شهد المغرب إصلاحات في مجال حقوق المرأة، وعلى رأسها ثورة في مدونة الأسرة. لم تكن الرياضة غائبة عن المشروع المجتمعي لمحمد السادس، الذي حرص على تطوير البنية التحتية الرياضية من خلال إنشاء أكاديميات احترافية أبرزها 'أكاديمية محمد السادس لكرة القدم'. وكانت قمة التوهج في مونديال قطر 2022، حين أصبح 'أسود الأطلس' أول منتخب إفريقي وعربي يبلغ نصف نهائي كأس العالم، وهو إنجاز فريد عكس التخطيط الاستراتيجي والاستثمار المتواصل في الرياضة الوطنية. من القرارات البارزة في عهد الملك محمد السادس عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي عام 2017، بعد عقود من الغياب بسبب قضية الصحراء. جاءت هذه العودة ضمن رؤية جديدة ترتكز على التعاون الاقتصادي جنوب-جنوب، وتوسيع النفوذ المغربي من خلال استثمارات في البنوك، الفلاحة، والصحة، إضافة إلى البعد الروحي الذي تلعبه مؤسسة 'أمير المؤمنين' في تأطير الحقل الديني بإفريقيا. ورغم توقيع المغرب لاتفاق استئناف العلاقات مع إسرائيل سنة 2020، ظل موقفه من القضية الفلسطينية ثابتًا من حيث الدعم السياسي والإنساني. ويترأس الملك محمد السادس لجنة القدس، مما يمنحه موقعًا خاصًا في الدفاع عن الحقوق الفلسطينية. وقد أكد المغرب مرارًا رفضه للعدوان الإسرائيلي على غزة، وأرسل مساعدات إنسانية مباشرة للفلسطينيين، جامعًا بين الواقعية السياسية والموقف الأخلاقي. تتسم العلاقات المغربية الجزائرية بتوتر متصاعد، تجسد في قطع العلاقات الدبلوماسية من طرف الجزائر سنة 2021، على خلفية الدعم المتزايد للمغرب في ملف الصحراء وتزايد العزلة الإقليمية للجزائر. كما شهدت العلاقات مع تونس تدهورًا ملحوظًا، خاصة بعد استقبال الرئيس قيس سعيد لزعيم جبهة البوليساريو في قمة تيكاد، مما اعتبره المغرب موقفًا عدائيًا صريحا . كل هذه التوترات تكشف أن المشروع المغربي في المنطقة يُقابل أحيانًا بمحاولات عرقلة إقليمية تخشى الصعود المتنامي لقوة المغرب القادمة . بعد 26 سنة من حكم الملك محمد السادس، أصبح المغرب فاعلًا إقليميًا ذا مصداقية، يمتلك أدوات اقتصادية وروحية ودبلوماسية تؤهله للعب أدوار أكبر في المنطقة العربية والإفريقية. إن مشروع أنبوب الغاز مع نيجيريا، وتوسع البنوك المغربية في إفريقيا، وتحول الدبلوماسية المغربية إلى مدرسة براغماتية متماسكة، كلها مؤشرات دالة على أن المملكة تسير بخطى واثقة نحو موقع ريادي عربي وإفريقي. لكن هذا المسار يتطلب مواصلة الإصلاحات الداخلية، وضمان المزيد من الحريات، وإشراك الشباب، واستثمار رأس المال الرمزي والتاريخي لبناء مغرب المستقبل.

الضربات السكوتية. باتريس موتسيبي وحزب زوما المعترف بمغربية الصحراء
الضربات السكوتية. باتريس موتسيبي وحزب زوما المعترف بمغربية الصحراء

LE12

timeمنذ يوم واحد

  • LE12

الضربات السكوتية. باتريس موتسيبي وحزب زوما المعترف بمغربية الصحراء

رجل الأعمال الجنوب إفريقي باتريس موتسيبي رئيس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم لديه أخت شقيقة اسمها بريدجيت موتسيبي وهي أيضا سيدة أعمال وزوجها هو جيف راديبي. * أحمد الدافري رجل الأعمال الجنوب إفريقي جيف راديبي زوج بريدجيت شقيقة باتريس موتسيبي هو سياسي جنوب إفريقي شهير، وهو عضو قديم في حزب المؤتمر الوطني الإفريقي، كان وزيرا للأشغال العامة من 1994 إلى 1999، في عهد الرئيس نيلسون مانديلا بعد أول انتخابات ديمقراطية في جنوب إفريقيا، وكان وزيرا للمؤسسات العامة من 1999 إلى 2004، ووزيرا للنقل من 2004 إلى 2009، ووزيرا للعدل والخدمات الإصلاحية من 2009 إلى 2014، ووزبر رئاسة جنوب إفريقيا من 2014 إلى 2018 في عهد الرئيس جاكوب زوما، وكان يعمل رئيسا لجنوب إفريقيا بالنيابة، وكان وزير الموارد المعدنية والطاقة في جنوب إفريقيا من 2018 إلى 2019. (UMkhonto we Sizwe Party أو MK Party) (حزب رمح الأمة) ، والذي خاض الانتخابات الأخيرة في جنوب إفريقيا. وقد أكد المؤتمر الوطني الأفريقي قرار طرده، مشيرًا إلى أن أفعال زوما تتعارض مع مبادئ الحزب ودستوره، خاصة دعمه وقيادته لحزب منافس. هذا الطرد جاء بعد تعليق عضويته في يناير 2024. جاكوب زوما يقود حاليا حزبا منفصلا عن حزب المؤتمر الوطني الإفريقي بجنوب إفريقيا، وهو صديق حميم لجيف راديبي القائد العضو في حزب المؤتمر الوطني الإفريقي، وزوج شقيقة باتريس موتسيبي، وجاكوب زوما اعترف هو وأعضاء حزبه الجديد 'رمح الأمة' بمغربية الصحراء وأعلن عن ذلك في زيارته الأخيرة للمغرب. على ماذا يدل هذا؟. للي فهم يفهم الذي لم يفهم. وهذا ما كان. *كاتب صحفي

غضب شعبي جزائري على مواقع التواصل بعد اعتراف تبون
غضب شعبي جزائري على مواقع التواصل بعد اعتراف تبون

أخبارنا

timeمنذ يوم واحد

  • أخبارنا

غضب شعبي جزائري على مواقع التواصل بعد اعتراف تبون

في تصريح مثير للجدل، اعترف الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون في مقابلة مع القناة العامة "ENTV" بأن الجزائر قد أنفقت مليارات الدولارات لدعم جبهة البوليساريو الانفصالية، التي تطالب منذ عام 1976 بإجراء ما يسمى باستفتاء لتقرير مصير الصحراء. هذه التصريحات أثارت موجة من الغضب بين الجزائريين، الذين عبروا عن استيائهم الكبير على منصات التواصل الاجتماعي. في إحدى الفيديوهات التي انتشرت بسرعة، قالت امرأة جزائرية غاضبة: "كيف يمكن أن نُضيّع كل هذه الأموال في قضية لا تخصنا؟ بلادنا بحاجة إلى تلك المليارات لتحسين حياة المواطنين، وتطوير مناطقنا البعيدة مثل تندوف وإن أمناس! أين المستشفيات؟ أين المدارس؟". وكانت إحدى التعليقات الأخرى التي لاقت رواجًا: "بدلاً من دعم جبهة البوليساريو، كان أولى بالجزائر أن تستثمر هذه الأموال في تحسين وضع الشباب الجزائري الذي يعاني من البطالة والفقر. هل هذه هي أولويات الحكومة؟". تعليق آخر قال: "تبون يعترف الآن بما كنا نعرفه جميعًا: نحن ضحايا سياسة خارجية مكلفة، في وقت يعاني فيه المواطن الجزائري من ضعف الخدمات الأساسية. أين حقنا في العيش بكرامة؟". إحدى النساء كتبت: "عندما يُنفَق المال على قضايا خارجية، بينما الشعب في حاجة ماسة إلى أبسط الحقوق، فهذا يعني أن الحكومة تبتعد أكثر عن الواقع. علينا أن نرفع صوتنا ضد هذا الهدر". هذه التعليقات تعكس حالة من الإحباط والغضب لدى العديد من الجزائريين الذين يرون أن دعم البوليساريو لا يأتي في إطار المصالح الوطنية. فبينما يواجه المواطنون الجزائريون العديد من التحديات الداخلية، يرى الكثيرون أن الإنفاق على قضية الصحراء ومعادة الوحدة الترابية للمملكة المغربية، هو تضييع للموارد على حساب أولويات الشعب.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store