حرب "الاسد الصاعد" في يومها الثاني: هجمات وتهديد متبادل اسرائيل تعلن إحكام السيطرة الجوية من غرب إيران حتى طهران عراقجي: لا مبرر للمحادثات النووية مع استمرار الاستهداف
المركزية- هل تشكل المحادثات النووية مع الولايات المتحدة الاميركية باب الخلاص لإيران لوقف الهجمات الاسرائيلية ضدها، وقد انهكتها وقضت على كبار علمائها النووين والعسكريين؟ سؤال يفرض نفسه بعدما انكشفت طهران امام عمق الخرق الاسرائيلي في داخلها عبر العمليات التي نفذها الموساد فأطل وزير خارجيتها عباس عراقجي معلناً ان "مواصلة المحادثات النووية مع واشنطن لا مبرر لها مع استمرار الهجمات الإسرائيلية"، ما يعني عمليا ان وقف الهجوم من تل ابيب يعني عملياً استئناف المفاوضات، ولكن بشروط واشنطن، فيتحقق ما كان يصبو اليه الرئيس دونالد ترامب.
حتى اللحظة لا يمكن التكهن بأي من السيناريوهات ستنتهي الحرب الايرانية- الاسرائيلية المفتوحة على مصراعيها ولا الى اين تتجه، ما دامت الهجمات الاسرائيلية متواصلة على مواقع عدة في إيران التي تطلق بدورها موجات جديدة من الصواريخ في اتجاه اسرائيل، والاتصالات الدولية لم تتوصل بعد الى ما يلجم الطرفين عن استكمال مسلسل دموي خطير يتهدد المنطقة بأكملها ويقودها الى حلقة مستمرة من الضربات والضربات المضادة، وينذر بحرب واسعة مفتوحة في الاقليم، خصوصا ان رئيس حكومة اسرائيل بنيامين نتنياهو أعلن أن هدفه الرئيسي هو تدمير القدرات النووية الإيرانية، لكنه أشار إلى عزمه على تغيير النظام الإيراني.
اسرائيل تتوعد: الجيش الإسرائيلي اعلن بعد الظهر إحكام السيطرة الجوية من غرب إيران حتى طهران، وافاد إن 70 مقاتلة تقوم بعمليات من غرب إيران إلى طهران لإرساء "حرية العمليات الجوية"، بعدما اعلن أن "الطريق لإيران بات ممهداً". وأشارت إذاعة الجيش الإسرائيلي إلى أن الجيش هاجم منشآت نطنز وأصفهان وفوردو النووية في إيران.وأعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، أن" القوات الإسرائيلية ستستمر في تنفيذ هجمات على إيران واستهداف مواقع استراتيجية وفقا لخطط معدة مسبقا".وتوعد كاتس بأن "طهران ستحترق" إن أطلقت إيران صواريخ جديدة على بلاده. وقال إنّ "الدكتاتور الإيراني يحوّل المواطنين الإيرانيين إلى رهائن ويوجد واقعًا سيلزمهم وخصوصًا سكان طهران على دفع ثمن باهظ نتيجة الأضرار الإجرامية التي تلحق بالمدنيين الإسرائيليين". وقال إن "النظام الإيراني تجاوز الخطوط الحمر بإطلاق الصواريخ على الجبهة الداخلية وسيدفع الثمن".
اغلاق مطار: وأغلقت السلطات الإسرائيلية مطار بن غوريون حتى إشعار آخر. وأشارت صحيفة "معاريف" الى أنه تم نقل كلّ الطائرات المدنية التابعة لشركات الملاحة الإسرائيلية إلى قبرص واليونان والولايات المتحدة.
غارات ورسائل: من جهتها، أفادت وسائل إعلام إيرانية بأن إسرائيل قصفت مصنعاً للسيارات في محافظة لورستان غربي البلاد. وأفادت بوقوع هجوم إسرائيليّ على مدينة قزوين الصناعية. والى وقوع انفجار في قاعدة عسكرية في إقليم كرمانشاه غربي إيران، كما وقع انفجار في مدينة آبادان في جنوب غرب البلاد. وأفادت وكالة "مهر" الإيرانية للأنباء، بأن إسرائيل شنت غارة قرب مصفاة تبريز.
وفي السياق، أعلن الجيش الإيراني أن قوّاته استهدفت مقاتلة F35 غربي البلاد والطيار قفز بمظلته. وفي السياق، أشار الجيش الإيراني الى ان مصير طيار المقاتلة الإسرائيلية F35 التي أسقطت "غير معروف".وعثر الأمن الإيراني على شاحنة استخدمتها عناصر الموساد الإسرائيلي لإطلاق الطائرات المسيّرة خلال الهجوم على إيران. كما عثر على شاحنة محمّلة بطائرات انتحارية بدون طيار من نوع FPV بمدينة مشهد.وأعلنت وكالة "تسنيم" مقتل 3 من الحرس الثوري الإيراني في هجوم إسرائيلي على مدينة زنجان. كما عيّن المرشد الأعلى في إيران علي خامنئي، مجيد موسوي مكان أمير علي حاجي زاده قائدا للقوة الجوفضائية في الحرس الثوري الإيراني. وأشارت وكالة "رويترز" عن عضو في البرلمان الإيراني، أن طهران تدرس بجدية إغلاق مضيق هرمز البحري.
وفي حين اعلنت هيئة الطيران المدنيّ الإيرانية تمديد إيقاف الرحلات الجوية في البلاد حتى الثانية بعد منتصف ليل الأحد. أفادت وكالة "مهر" الإيرانية أن إيران وجّهت رسائل شديدة اللهجة إلى الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا، حذّرتها فيها من تقديم أي دعم عسكري أو استخباراتي لإسرائيل، ملوّحة بأن منشآتها في الشرق الأوسط ستُعتبر "أهدافًا مباشرة" لأي رد إيراني.وبحسب الوكالة، فإن طهران حذّرت أيضًا من إمكانية استهداف سفن تابعة لتلك الدول في حال تبين ضلوعها في دعم إسرائيل، ضمن تصعيد غير مسبوق في لهجة الخطاب الإيراني بعد موجة الضربات المتبادلة بين الطرفين.
إسرائيل تحشد على الحدود: الى ذلك، قامت إسرائيل بحشد عسكري كبير على الحدود مع لبنان وسوريا، بالتزامن مع شنّها غارات جوية على أهداف داخل إيران.وذكرت وسائل إعلام عبرية أنه جرت تعبئة ألوية الاحتياط في الجيش الإسرائيلي في الشمال، ونشر كتائب على طول حدود لبنان وسوريا.ووفقا لتقييم الوضع، تم خلال الـ24 ساعة الماضية، حشد مقر الفرقة 146 واللواء الاحتياط "القبضة الحديدية" (205) و "العتزيوني" (6)، والتي ستكون بمثابة احتياطي لسيناريوهات مختلفة في الساحة الشمالية.بالإضافة إلى ذلك، تم تجنيد ونشر عدة كتائب احتياط وبعض إدارات الدفاع في المجتمع على طول حدود لبنان وسوريا، من أجل تعزيز الدفاع.وأشارت صحيفة هآرتس نقلا عن مصادر في الجيش الإسرائيلي الى ان "حزب الله لا يتصرف بطريقة تشير إلى أنه ينوي مهاجمتنا".
اجتماع أمني: لبنانياً، واثر عودته الى بيروت عصر امس لمواكبة التطورات الدراماتيكية، رأس رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون في العاشرة قبل الظهر في قصر بعبدا، احتماعاً حضره وزير الدفاع الوطني اللواء ميشال منسى ،وزير الداخلية والبلديات العميد احمد الحجار ،وزير الاشغال العامة والنقل فايز رسامني، قائد الجيش العماد رودولف هيكل ، المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء رائد عبدالله ، المدير العام للامن العام اللواء حسن شقير ، المدير العام لأمن الدولة اللواء ادغار لاوندوس ونائبه العميد مرشد الحاج سليمان، ،مدير المخابرات في الجيش العميد طوني قهوجي ،رئيس شعبة المعلومات العميد محمود قبرصلي، رئيس مكتب شؤون المعلومات في الامن العام العميد جوني الصيصا، والمستشار العسكري والأمني لرئيس الجمهورية العميد انطوان منصور.
وتم خلال الاجتماع عرض الأوضاع في ضوء التطورات الامنية التي نتجت عن المواجهات العسكرية بين الجمهورية الاسلامية الايرانية واسرائيل، والإجراءات الواجب اتخاذها لمواكبة تداعيات هذه المواجهات على الصعيد الامني، وكذلك ما يتصل بحركة الملاحة الجوية عبر مطار رفيق الحريري الدولي.وفي ضوء التقارير المتوافرة لدى الأجهزة الامنية تم اتخاذ عدد من الاجراءات للمحافظة على الاستقرار في البلاد وتأمين سلامة الطيران المدني والحركة الجوية. وشدد الرئيس عون على اهمية الجهوزية الامنية والإدارية لمتابعة الموقف من جوانبه كافة، لاسيما لجهة المحافظة على الاستقرار والامن في البلاد. وتقرر إبقاء الاجتماعات مفتوحة لتقييم التطورات تباعاً.
استئناف الرحلات: وليس بعيدا، أعلنت شركة طيران الشرق الأوسط – الخطوط الجوية اللبنانية، في بيان،عطفاً على إعادة فتح الأجواء اللبنانية أمام الملاحة الجوية، "استئناف تشغيل جميع رحلاتها المغادرة من بيروت والمجدولة بعد الساعة الواحدة من بعد ظهر اليوم، والتي ستعود بعد الساعة الثانية من بعد ظهر يوم السبت".
رسامني يطمئن: ومنذ الصباح بعد استئناف الرحلات، شهد المطار زحمة وفوضى خصوصاً في ظلّ الضّغط على الخطوط وخدمة الـ"أونلاين". وحضر وزير الأشغال العامة والنقل فايز رسامني وجال في ارجاء المطار للإطلاع على سير الأمور بعد قرار إعادة فتح الاجواء، مؤكدا "أن لا قرار بإعادة إغلاق مطار بيروت إلا في حال حدوث أمر غير متوقع." وعن الزحمة التي يشهدها المطار، أشار رسامني الى ان "الفوضى طبيعيّة نتيجة إغلاق الأجواء وخلال ساعات قليلة يُحَلّ كلّ شيء والمطار سيبقى مفتوحًا إلا إذا طرأ طارئ خارج عن إرادتنا". وقال: "مَنّي فالل قبل حلحلة الأمور... باقي هون". وطمأن الى أنّ الوضع في لبنان آمن و"الصيفية هنا جميلة جداً".
دعم الرئيس والحكومة: على خط آخر، التأم سينودس أساقفة الكنيسة المارونية في دورته العادية من 4 إلى 14 حزيران 2025 في الكرسي البطريركي في بكركي بدعوة من الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي، وحضور المطارنة.وتلا المطران منير خيرالله البيان الختامي للسينودس، فأكد ان "لبنان يتعرض اليوم، وبعد خمسين سنة على اندلاع الحرب فيه، لأزمة خطيرة تهدّد كيانه وهويته وتضعه في مأزق وجودي مصيري بالغ الخطورة. ولكن علامات رجاء بدأت تظهر منذ بداية السنة الجارية مع انتخاب رئيس للجمهورية وتعيين رئيس لمجلس الوزراء وتأليف حكومة جديدة. وقد وعدوا جميعهم ببناء دولة القانون وإعادة الثقة الى اللبنانيين. لذا يثني الآباء على إطلاق عجلة التشكيلات والتعيينات في الإدارة العامة والجسم القضائي والمؤسسات العسكرية والأمنية، إيذانًا ببدأ تنفيذ الإصلاحات المطلوبة والمنتظرة من جميع اللبنانيين. ويجدّدون دعمهم لفخامة رئيس الجمهورية والحكومة آملين ان يستمرّوا في هذه المسيرة بوتيرة أسرع ويتخذوا القرارات الجريئة والصائبة.
أضاف: يدرك الآباء خطورة التحديات التي تواجهها الحكومة في إجراء الإصلاحات الهيكلية الأساسية التي من شأنها ان تُخرج البلاد من دوامة الإنهيار. والتي تتجلى في النقاط التالية: أولوية إعادة الودائع كاملةً، تنفيذ كامل وتام للقرار الدولي 1701، حصر السلاح بيد الدولة، إصلاح واستقلالية الجسم القضائي، إعادة الإعمار، إعادة هيكلة المصارف والدَيْن العام، إصلاح القطاع المصرفي والنظام الضريبي وتعزيز الحوكمة ومكافحة الفساد، تحسين بيئة الأعمال والإستثمار، وضبط المعابر الحدودية ومنع التهريب. لذا هم يتمنون النجاح للحكومة بالتعاون مع مجلس النواب ومع القوى السياسية والحزبية.وقال: يتابع الآباء باهتمام كبير تسارع الأحداث السياسية والديبلوماسية في الشرق الأوسط وما يمكن ان تنعكس تأثيراتها على لبنان. ويجدون في الدعم الدولي للبنان ولحكومته فرصة، لا يمكن أن تتكرر ولا يجب أن تضيع، بل ينبغي أن يستفيد منها أركانُ الحكم، وعلى رأسهم فخامة رئيس الجمهورية، ويتخذوا خطوات جريئة وحازمة وحاسمة ينتظرها جميع اللبنانيين على صعيد تعافي الدولة وحصرية مرجعيتها في شؤونهم المصيرية والحياتية.وتابع: يلفت الآباء انتباه السياسيين والأحزاب والكتل النيابية الى الأهمية القصوى المعلّقة على متابعة تنفيذ وثيقة اتفاق الوفاق الوطني وسدّ الثغرات في ما نُفّذ منها استنسابيًا.وهذا يحتاج برأيهم الى إطلاق مسيرة وطنية لتنقية الذاكرة، كان من المفترض أن تحصل بين اللبنانيين بعد اتفاق الطائف لتضع حدًا نهائيًا للحرب. لهذا أعلنوا في حزيران من السنة الماضية عن تأليف لجنة أسقفية تعمل على تهيئة الأجواء ووضع خطة عمل وآلية التنفيذ والتواصل مع جميع الأطراف اللبنانيين.
الراعي: وخلال ترؤسه قداس ختام أعمال السينودس قال الراعي في عظته: "نختتم أعمال هذا السينودس المقدس بأهم ما يعطينا الرب يسوع، يعطينا سلامه. وكم يؤلمنا ان هذا السلام غائب عن أفكار وقلوب ونوايا رؤساء الدول القادرة، كما هي حال الحرب الضروس المدمرة بين إسرائيل وغزة، وبين إسرائيل وإيران. وكم من الأموال الطائلة تصرف بسخاء على السلاح والتسلح، بينما ملايين من الشعوب يموتون جوعا،وملايين آخرين يهجرون من بيوتهم فاقدين جنى أعمارهم، ويعيشون في العراء بدون مال وثياب وغذاء. إن هذه الحرب وسواها مثل بين روسيا واوكرانيا وغيرها هي وصمة عار على جبين هذا الجيل".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


ليبانون 24
منذ 19 دقائق
- ليبانون 24
وسط "قصف إيران".. ماذا طلبت إسرائيل من أميركا؟
أفاد موقع "أكسيوس"، اليوم الأحد، بأن إسرائيل طلبت من إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الانضمام إليها في الضربات التي توجهها لإيران. ونقل "أكسيوس" عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن إسرائيل طلبت من إدارة ترامب خلال الـ 48 ساعة الماضية الانضمام إلى الحرب مع إيران للقضاء على برنامجها النووي. وقال مسؤول إسرائيلي لـ"أكسيوس" إن الولايات المتحدة قد تنضم إلى العملية الإسرائيلية ضد إيران، وأن الرئيس ترامب اقترح أنه سيفعل ذلك إذا لزم الأمر في محادثة حديثة مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. ووفق "أكسيوس" فقد أكد مسؤول أميركي يوم السبت أن إسرائيل حثّت إدارة ترامب على الانضمام إلى الحرب، لكنه قال إن الإدارة لا تدرس الأمر حاليا. وصرّح مسؤول كبير في البيت الأبيض لـ"أكسيوس" يوم السبت بأنه "مهما حدث اليوم، لا يمكن منعه"، في إشارة إلى الهجمات الإسرائيلية. وأضاف المسؤول: "لكن لدينا القدرة على التفاوض على حل سلمي ناجح لهذا الصراع إذا كانت إيران مستعدة لذلك. أسرع سبيل لإيران لتحقيق السلام هو التخلي عن برنامجها النووي". وكان وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث، قال السبت، إن الولايات المتحدة لم تفاجأ بالضربات الإسرائيلية التي طالت المنشآت النووية الإيرانية والقادة العسكريين الكبار هذا الأسبوع، ولا بالتصعيد الأخير بين البلدين. ونقلت شبكة " سي إن إن" عن هيغسيث قوله: "لا أعتقد أننا كنا متفاجئين حقا بأي من ديناميكيات الكر والفر. هذا أمر مستمر، لكننا نراقبه عن كثب". وتابع: "نحن في وضع قوي لضمان سلامة أفرادنا وقواعدنا ومصالحنا، ونواصل مراقبة أي قوات نحتاج إليها للقيام بذلك، أو أي قدرات نحتاجها، سنبقي الأميركيين في أمان". وأكد أن "الولايات المتحدة تملك أصولا عسكرية كبيرة في المنطقة وجاهزة للرد عند الحاجة". ولفت هيغسث إلى موقف الرئيس ترامب قائلاً: "الرئيس يواصل التأكيد على أنه يفضل السلام. إنه يفضل حلا يتوصل إليه على طاولة المفاوضات". وأشار إلى أنه "لا تزال أمام إيران فرصة لذلك، لكن إسرائيل اتخذت ما رأت أنه ضروري من ضربات دفاعية عن النفس، وبناء على اليوم الأول، كانت فعالة إلى حد كبير". (سكاي نيوز عربية)


شبكة النبأ
منذ 33 دقائق
- شبكة النبأ
صفقة جديدة مع إيران.. التداعيات المحتملة على أسواق النفط
تفضيله للأسعار المنخفضة للنفط قد طغى بوضوح على أولوية نمو الإنتاج الأمريكي، وعليه من الممكن جدًا أن يرى البيت الأبيض في انخفاض الأسعار وسيلة لتعويض التقلبات الاقتصادية الناتجة عن استخدامه الواسع للرسوم الجمركية، وقد يكون هذا بالفعل السيناريو الأساسي لدى العديد من الجهات في صناعة الطاقة والدول المنتجة... بقلم: كولبي كونيلي، زميل في معهد الشرق الأوسط، ومحلل وباحث ومستشار في شركة Energy Intelligence بعد خمس جولات من المفاوضات لم تتوصل الولايات المتحدة وإيران -حتى الآن- إلى اتفاق جديد بخصوص البرنامج النووي الإيراني، وذلك بصرف النظر عن التقارير التي تفيد بأن الجانبين أحرزا بعض التقدم المحدود ويعتزمان اللقاء مجددا. الحقيقة أنّ معظم دول الشرق الأوسط تنظر إلى احتمالات تحقيق اتفاق بين الولايات المتحدة وإيران بتفاؤل معتدل، وهي بمجملها تعد التوافق الأمريكي الإيراني خيارا أفضل من التصعيد المؤدي لشن ضربات عسكرية أمريكية في الداخل الإيراني، وبرغم من أن نجاح المحادثات من شأنه تحقيق استقرار أكبر في المنطقة التي تشهد صراعات مستمرة بيد أن التقدم المحتمل في اتفاقية نووية جديدة قد يحمل في طياته عواقب سلبية في مجال الطاقة، إذ قد يؤدي الاتفاق بين واشنطن وطهران إلى زيادة الضغط على سوق النفط المأزوم أصلا مما قد يشير إلى مزيد من الخسائر المالية لمنتجي النفط في الخليج ويعقد استراتيجية الطاقة الأمريكية. وفي حين تبدو الدبلوماسية الأمريكية مع إيران في طريقها إلى إحراز مستوى من التقدم حاليا تعاني أسعار النفط من التهديدات المزدوجة انسياقا لمبدأ (عدم اليقين الاقتصادي)، والتهديد الأول ناتج من الرسوم الجمركية التي أقرها الرئيس دونالد ترامب، والثاني كان القرار المفاجئ من مجموعة اوبك التي تضم اثني عشر عضوا من منظمة أوبك وعشرة منتجين للنفط من غير أوبك لاسيما روسيا، ما يعني إضافة أكثر من 1,2 مليون برميل يوميا من الإمدادات الإضافية خلال الشهر الماضي وحتى نهاية تموز، وهو الأمر الذي يشي باحتمالات تدهور الأسعار إذا استمر بقاء حالة عدم اليقين المتأثرة بالحرب التجارية، أو إذا زاد أثر الرسوم الجمركية الأمريكية على مراكز الطلب الرئيسية للنفط لاسيما الصين فانخفضت تبعا لنتيجة تباطؤ الاقتصاد. بطبيعة الحال يصعب التنبؤ باحتمالات الوصول إلى اتفاق نووي جديد بين إيران والولايات المتحدة، مثلما يصعب التنبؤ بنتيجة حرب ترامب التجارية، لكن النتيجة المؤكدة هي أنه في حال جرى التوصل فعلاً إلى اتفاق فسوف يصار إلى رفع العقوبات الأمريكية عن صادرات النفط الإيرانية، ومن المؤكد أيضا أن طهران لن تقبل اتفاقا شاملا وطويل الأمد لا يحتوي على نتيجة أقل من ذلك. في عام 2021، ومع أول بادرة دبلوماسية بين الولايات المتحدة وإيران، سار الطلب العالمي على النفط بخط متصاعد قياسا بانخفاض سنة 2020، وبنمو بلغ أكثر من خمسة ملايين برميل يوميا! حاليا وعلى الجانب المقابل، يتوقع عدد متزايد من كبار المراقبين انخفاض الطلب في هذا العام أي 2025 دون مستوى مليون برميل يوميا، وذلك للمرة الأولى منذ سنوات عدة، وبحسب هذا التوقع فقد يتجاوز عرض النفط هذا العام الطلب عليه، ولكن قد لا تنحدر أسعار النفط بالضرورة على المدى القصير، ليظل التقلب وعدم اليقين هو النظام اليومي السائد ما يستدعي التعامل بحذر مع أي اتفاق يفضي إلى تدفق مفاجئ للإمدادات النفطية الإيرانية؛ لأن نجاح الولايات المتحدة في التوصل إلى اتفاق نووي جديد مع إيران سيزيد حكما صادرات النفط الإيرانية بشكل كبير. وتختلف التقديرات بشأن حجم هذه الزيادة بالضبط، كما تختلف التقديرات بخصوص مستوى صادرات إيران الحالية للنفط، هذا المستوى الذي يجري إخفاؤه من طرف طهران باستخدام وسائل خداع لتفادي العقوبات! واعتمادا على طبيعة الصفقة والجدول الزمني المحتمل لتنفيذها، فقد ترتفع صادرات النفط الإيراني بشكل كبير في غضون بضعة أشهر فقط. وعلى الرغم من أن طهران تسعى لتحقيق هذا السيناريو لكن النتيجة ستكون في زيادة الفائض الذي يواجهه سوق النفط هذا العام بالفعل مما يزيد من انخفاض الأسعار، ومن المحتمل أن يبقى التوقع للاقتصاد العالمي مرنا طالما استمر التقلب التجاري، لكن مع مضي مجموعة اوبك قدما في إضافات الإمداد المتسارعة، ستظل الأسواق تعاني من فائض بغض النظر عن كيفية تطور محادثات التجارة الأمريكية مع بقية العالم. وبعبارة أكثر بساطة، فإن أي تدابير تتضمن تخفيف العقوبات على إيران من المرجح أن تؤدي إلى تدفق نفط لا يحتاجه السوق! وهذه الإمدادات الإضافية ستدفع الأسعار للانخفاض بطبيعة الحال؛ ومع تداول النفط الخام غالبا في نطاق 60 إلى 65 دولارا للبرميل الواحد خلال معظم شهر تموز المقبل فإن النتيجة ستكون لها آثار سلبية على كلٍ من صناعة الطاقة الأمريكية وشركائها المنتجين في الخليج، على أن الأسعار عند هذا النطاق أو دونه ستؤدي إلى ضغط مالي على دول الخليج كما ستمنع نمو الإمدادات الأمريكية؛ لأن الشركات الأمريكية ستتحمل تكاليف إنتاج أعلى من نظيراتها في دول الخليج العربية. ووفقا لتقدير من بلومبرغ إنتليجنس، فإن التراجع في العقوبات على الصادرات الإيرانية قد يدفع خام غرب تكساس الوسيط (WTI)، وهو مؤشر رئيسي للنفط الأمريكي، قد يدفعه إلى مستوى منخفض يصل إلى 40 دولارا للبرميل الواحد، وهو نطاق سيكون مدمرا لصناعة النفط الأمريكية، ومعه ينبغي على صانعي السياسات إدراك التأثيرات الجانبية التي قد يُحدثها الاتفاق المحتمل، مدفوعين على الأقل بدافع السعي إلى استراتيجيات من شأنها تقليل هذه الآثار إن دعت الحاجة، وسيجري في الواقع التخفيف من هذا التأثير جزئيًا من خلال إدراك حقيقة أن الإنتاج الإيراني قد ارتفع بالفعل بشكل كبير خلال السنوات الأربع الماضية، ويرجع ذلك في الغالب إلى التراخي في تنفيذ العقوبات الأمريكية خلال إدارة الرئيس جو بايدن؛ إذ سجّل إنتاج النفط الإيراني زيادات بحوالي مليون برميل يوميا خلال السنوات الماضية، وبلغ متوسطه نحو 3,3 مليون برميل يوميا خلال عام 2025 الجاري، وتختلف التقديرات بخصوص حجم ما يمكن أن ترتفع به صادرات إيران عن هذا المستوى، لكن إزالة العقوبات بالكامل قد تؤدي إلى عودة ما يصل إلى 500,000 برميل يوميا من الصادرات الإيرانية الإضافية إلى السوق العالمية. الآن ما الذي يمكن فعله لتقليل المخاطر؟ في حال توصلت الولايات المتحدة وإيران إلى اتفاق نووي جديد وفي وقت ما تزال فيه أسعار النفط منخفضة بسبب ما أشرنا له آنفا أي عدم اليقين أو فائض الإمدادات أو غير ذلك، فعلى الولايات المتحدة أن تولي اهتمامًا خاصًا بالمخاطر التي تطرحها الأسعار المنخفضة، سواء لصالحها أو لصالح شركائها في الخليج: أولا/ لأن أجندة "الهيمنة في مجال الطاقة" التي تبنتها إدارة ترامب تتطلب في نهاية المطاف أسعارًا للطاقة عند مستوى مرتفع قليلًا من أجل تحقيق مزيد من النمو. ثانيا/ لأن المليارات من الاستثمارات التي وُعد بها بعد زيارة الرئيس الأخيرة للشرق الأوسط ستتأخر في التحقق إذا قيدت الأسعار المنخفضة قدرة دول الخليج على الاستثمار في الخارج. على الأرجح، فإن الأدوات المتاحة لكبح الانهيار المحتمل في الأسعار بسبب تدفق البراميل الإيرانية إلى السوق المفتوحة سيكون محدودًا، ولكن هناك خيارات متاحة للولايات المتحدة يمكن تنفيذها لاحتواء المخاطر ومنع تداعيات سوق النفط من تقويض ما يبدو أنه رغبة واسعة في تحقيق تقدم دبلوماسي مع طهران، وأحد الخيارات الأولية سيكون الاستفادة من انخفاض أسعار النفط لبدء إعادة تعبئة الاحتياطي البترولي الاستراتيجي (SPR)، وهي الرغبة التي عبّر عنها وزير الطاقة كريس رايت بالفعل، وتاريخيا فقد جرى إنشاء SPR بموجب قانون سياسة الطاقة والحفاظ عليها لعام 1975، وتديره وزارة الطاقة لحماية الولايات المتحدة احترازا من اضطرابات كبيرة في إمدادات النفط. وقد أشرفت إدارة بايدن على أكبر عملية سحب من SPR في تاريخ الولايات المتحدة من خلال بيع طارئ بنحو 370 مليون برميل في عام 2022، وفي حين كان الهدف من تلك الخطوة معالجة أسعار النفط المرتفعة نتيجة للحرب الروسية الأوكرانية، فقد كانت مثار جدل بسبب عدم وجود عجز في الإمدادات. ومهما كان الجدل المحيط بسياسة إدارة بايدن، فإن النتيجة النهائية كانت أن نظام SPR وصل إلى أدنى مستوى له خلال أربعين عامًا، وبعد اكتمال هذا السحب فقد حددت وزارة الطاقة نطاق سعر يتراوح بين 67 إلى 72 دولارًا للبرميل بوصفه سعرا مفضلا لشراء النفط الخام بغية إعادة تعبئة الاحتياطي، ومن المحتمل أن تدفع زيادة الإمدادات الإيرانية الأسعار إلى ما دون هذا المستوى المستهدف، مما يوفر لواشنطن بيئة أسعار مناسبة من الناحية المالية لدعم عمليات إعادة التعبئة، كما أن أي إعلان من الحكومة الأمريكية بشأن نيتها القيام بذلك من لوازمه التأثير على توقعات السوق ويخفف من ضغط هبوط الأسعار مما يشكل نوعًا من الدعم غير المباشر لرغبة الإدارة في رؤية نمو في الإنتاج الأمريكي. على أن إعادة تعبئة SPR تمثل على الأرجح الفعل الأحادي الأكثر فاعلية الذي قد تتخذه واشنطن للحد من المخاطر، أي خطر انخفاض حاد في أسعار النفط جراء زيادة الإنتاج الإيراني-، ومع ذلك، فقد تكون هناك مساحة -وإن كانت محدودة- للتنسيق مع الشركاء الإقليميين لوضع ستراتيجيات تخفيف أخرى، وعلى سبيل المثال فإن إيران وعلى الرغم من كونها عضوا مؤسسا في أوبك، فقد كانت مستثناة من حصص الإنتاج منذ ما يقرب من عقد، ومن ثم يمكن لإدارة ترامب نظريا أن تحاول استخدام علاقاتها الدافئة مع القائد الفعلي لأوبك، إي السعودية، للسعي من أجل توفير حصة إنتاج جديدة لإيران إذا رُفعت العقوبات، ونعيد التأكيد هنا أن طهران سترفض أي جهود أمريكية أحادية لتقييد قدرتها على زيادة الإنتاج بوصفها جزءا من اتفاق نووي جديد؛ لكن من المفترض أن تكون الحكومة الإيرانية أكثر استعدادًا لقبول مثل هذه القيود إذا كانت مفروضة من لدن منظمة متعددة الأطراف تنتمي إليها منذ زمن طويل! وسيساعد امتثال إيران بدوره في دعم الأسعار بما يتماشى مع مصالح الرياض، وسيظهر تماسك مجموعة OPEC+ التي تعاني منذ أشهر من إفراط الإنتاج لدولتين هما كازاخستان والعراق. إن خطر انهيار الأسعار نتيجة لعودة واسعة النطاق للبراميل الإيرانية إلى الأسواق واضح، والأوضح من ذلك هو مدى محدودية خيارات واشنطن لاحتواء هذا الخطر، ومن المرجح أن الأساليب المذكورة آنفا قد تحقق بعض النجاحات إذا جرى تنفيذها بالفعل، لكن ربما السؤال الأعمق هو ما إذا كان البيت الأبيض مهتمًا فعليًا باحتواء هذه الآثار السلبية!. وفي حين كرر ترامب أثناء الانتخابات الأمريكية الماضية شعار "احفر، احفر، احفر" عند الحديث عن سياسته في مجال الطاقة، فإن تفضيله للأسعار المنخفضة للنفط قد طغى بوضوح على أولوية نمو الإنتاج الأمريكي، وعليه من الممكن جدًا أن يرى البيت الأبيض في انخفاض الأسعار وسيلة لتعويض التقلبات الاقتصادية الناتجة عن استخدامه الواسع للرسوم الجمركية، وقد يكون هذا بالفعل السيناريو الأساسي لدى العديد من الجهات في صناعة الطاقة والدول المنتجة للنفط، لكن حتى الآن، تشير معظم المؤشرات إلى أن الولايات المتحدة ستتخذ نهجًا متساهلًا في حال أدى تدفق الإمدادات الإيرانية إلى انخفاض كبير في الاسعار. * مركز المستقبل للدراسات الستراتيجية/ 2001 – 2025 Ⓒ


بيروت نيوز
منذ ساعة واحدة
- بيروت نيوز
مواجهة مفتوحة بين إيران وإسرائيل… ولبنان يحاول تجنّب نيران الحرب
لا يزال الصراع الإسرائيلي – الإيراني في واجهة الأحداث التي تهيمن على الساحة الإقليمية والدولية، وسط ترقّب لمساره المتصاعد وتداعياته على المنطقة والعالم. وقد شهدت الساعات الماضية جولات جديدة من القصف الصاروخي والجوّي المتبادل، استهدفت خلالها إسرائيل للمرة الأولى البنية التحتية لقطاع النفط والغاز الإيراني، في وقت يبدو أنّ الجانبين مصرّان على التصعيد، حيث هدّدت طهران بشنّ هجمات عنيفة ومدمّرة، وتوعّد رئيس الحكومة الإسرئيلية بنيامين نتنياهو بضرب كل موقع وهدف إيراني، مضيفاً أنّ 'ما شعروا به حتى الآن لا يقارن بما سيحدث لهم في الأيام المقبلة'. وفي تطوّر لافت دخل على الخط، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بعد مكالمة هاتفية استمرت نحو ساعة مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، أنّهما توافقا على ضرورة وضع حدّ للحرب الإيرانية – الإسرائيلية. وعلى خط المفاوضات النووية، أعلنت سلطنة عُمان رسمياً إلغاء جولة المحادثات الأميركية – الإيرانية التي كانت مقرّرة اليوم الأحد في مسقط، وهو ما أكده أيضاً مسؤول كبير في إدارة ترامب، مشيراً إلى التزام واشنطن المستمرّ بإجراء المحادثات. وفي اليوم الثاني للحرب الإسرائيلية على ايران بدأ السؤال البديهي الذي شغل الشرق الأوسط والعالم هو أين حدود الحرب والى متى يمكن ان تستمر واي نتائج استراتيجية لها في ظل التفوق العسكري الاستراتيجي الواضح لإسرائيل على ايران ؟ والواقع ان مجريات اليوم الثاني اختلفت عن اليوم الأول لجهة تظهير معالم حرب متبادلة الضربات في الأعماق والأهداف في كل من إسرائيل وايران بحيث لم يعد الهجوم الإسرائيلي وحده محتلا المشهد في ظل تكثيف نسبي للرد الصاروخي الإيراني .ومع ذلك فان ميزان القوى في الحرب ظل جانحا بقوة إسرائيليا وان تكن ايران غادرت لحظات الصدمة الأولى علما ان وسائل إعلام أميركية وغربية بدأت تتحدث عن معالم انهيار في البنى الأمنية الاستراتيجية الإيرانية عكسها تراكم هائل في الخسائر التي تلحق ببناها العسكرية والنووية والبشرية تحت وطأة الهجوم المتدحرج االاسرائيلي. وكتبت' النهار':وسط هذه المعطيات المتسارعة ظل المشهد في لبنان ساكنا وحذرا إلى أقصى الحدود بل ازدادات وتيرة التوجس من تداعيات احتمال ان تطول الحرب على مختلف الصعد الأمنية والاقتصادية ولا سيما لجهة الخشية الكبيرة المتسعة على ضرب موسم الاصطياف فيما بدأت تظهر سريعا معالم ازمة شل حركة الطيران المدنية في معظم بلدان المنطقة والمحيط . ولكن الهاجس الأساسي بقي وسيبقى ملازما لايام الحرب لجهة تحييد لبنان عن التداعيات العسكرية والميدانية للحرب من خلال امتناع 'حزب الله ' عن أي تورط ميداني علما ان اليوم الثاني من الحدث رسخ الاقتناع الغالب بان الحزب يصعب عليه جدا التورط ان لأسباب استراتيجية تتشكل في ايران نفسها وتنعكس على انعدام او شلل التواصل بين طهران وأذرعها في المنطقة وان على صعيد حسابات الحزب اللبنانية التي باتت الحاجز الأقوى امام تورطه . وسط ذلك جرى رصد قيام إسرائيل بحشد عسكري كبير على الحدود مع لبنان وسوريا، بالتزامن مع شنّها غارات جوية على أهداف داخل إيران. وذكرت وسائل إعلام عبرية أنه جرت تعبئة ألوية الاحتياط في الجيش الإسرائيلي في الشمال، ونشر كتائب على طول حدود لبنان وسوريا. ووفقا لتقييم الوضع، تم خلال الـ24 ساعة الماضية، حشد مقر الفرقة 146 واللواء الاحتياط 'القبضة الحديدية' (205) و 'العتزيوني' (6)، والتي ستكون بمثابة احتياطي لسيناريوهات مختلفة في الساحة الشمالية.بالإضافة إلى ذلك، تم تجنيد ونشر عدة كتائب احتياط . لبنان الرسمي يتحرّك على وقع هذه التوترات الإقليمية، ترأس رئيس الجمهورية جوزاف عون، اجتماعاً وزارياً أمنياً في قصر بعبدا، انتهى باتخاذ عدد من الاجراءات للمحافظة على الاستقرار في البلاد وتأمين سلامة الطيران المدني والحركة الجوية. وشدد الرئيس عون على أهمية الجهوزية الأمنية والإدارية لمتابعة الموقف من جوانبه كافة، لاسيما لجهة المحافظة على الاستقرار والأمن في البلاد. وتقرّر إبقاء الاجتماعات مفتوحة لتقييم التطورات تباعاً. وقالت مصادر مطلعة لـ«الديار» ان الاجتماع تناول التدابير والاجراءات المتخذة في اطار الحيلولة ومنع حصول اي انعكاسات سلبية لهذه الحرب على الاوضاع في البلاد، وان القادة العسكريين والامنيين عرضوا وفق تقارير مفصلة التدابير المتخذة في هذا المجال. وتطرق الحديث الى الوضع في المطار بعد قرار اقفال المجال الجوي اللبناني مساء اول من امس، وتقرر فتحه صباح امس واستئناف الملاحة الجوية. وأكدت مصادر سياسية متابعة لـ 'نداء الوطن' أنّ الدولة اللبنانية فعّلت اتصالاتها الداخلية والخارجية، لضمان إبعاد شبح الحرب عن لبنان، ومنع تمدّد نيران الاشتباك الإيراني – الإسرائيلي وتداعياته إلى البلاد، كما تعمل على منع انتهاك الأجواء اللبنانية وتعريض حياة اللبنانيين للخطر. واعتبرت المصادر نفسها أنّ 'الاتصالات مع 'حزب الله' نجحت حتى الساعة في التزامه النأي بالنفس عمّا يحصل، وعدم التدخل لمساندة إيران كما فعل مع اندلاع معركة 'طوفان الأقصى'، وهو عامل يجنّب لبنان مواجهة عسكرية جديدة هو بغنى عنها لأنّه لم ينهض بعد من تداعيات الحرب الأخيرة'. ونقلت «الديار»، عن مرجع مسؤول، بالارتياح للوضع بصورة عامة منذ بدء المواجهة بين ايران و«اسرائيل»، لا سيما لجهة ضبط السلطات الرسمية والدولة للاوضاع وعدم تدخل حزب الله في هذه المواجهة والذي عكسه بيان الحزب وتصريح امينه العام الشيخ نعيم قاسم. واضافت المعلومات ان تواصلا حصل بين قيادة الجيش وقيادة الحزب وان الاجواء كانت ايجابية وجيدة في هذا المجال. وتلقّى الرئيس عون اتّصالاً من نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي جدّد التزام باريس الثابت بدعم لبنان، وضمان أمنه واستقراره وسيادته، مشدداً على وقوف بلاده إلى جانب الشعب اللبناني في هذه المرحلة الحساسة، في حين شكر الرئيس اللبناني نظيره الفرنسي على موقفه، مؤكداً استمرار التشاور والتنسيق لمواكبة المستجدات. كما تلقّى رئيس الجمهورية اتصالاً من نظيره القبرصي نيكوس كريستودوليدس، الذي أكد دعم بلاده الجهود المبذولة لاعادة الهدوء إلى المنطقة. واتفق الجانبان على ضرورة وقف التصعيد العسكري وتفعيل المفاوضات لتجنيب المنطقة المزيد من الإضطرابات التي تزعزع الاستقرار.