
مصريون يترقبون بقلق الإعلان عن نتيجة الثانوية العامة
مثل سارة، يعيش أكثر من نصف مليون طالب، القلق مع اقتراب صدور نتيجة الثانوية العامة، وإن اختلفت طرق إدارتهم له؛ فبينما يحاول البعض أن يشغل نفسه بالألعاب الإلكترونية، أو التنزه، يصاب فريق آخر بنوبات من القلق والتوتر حتى الإعلان عن النتيجة.
يفسر حسن عوض، والد سارة، الذي يعمل مشرفاً بإحدى دور النشر ويسكن منطقة النزهة (شرق القاهرة)، الحالة التي يعيشها مع أسرته بـ «الخوف من النتيجة، الذي قد يصل لمرحلة الاكتئاب»، مشيراً لـ«الشرق الأوسط» إلى أن ابنته «بدت مختلفة في الفترة الأخيرة، فقد باتت أكثر عصبية، وتميل للنوم والصمت خصوصاً بعد صدمة الامتحانات في اللغة العربية والفيزياء».
وزير التربية والتعليم المصري يتابع سير امتحان اللغة العربية بالثانوية (وزارة التربية والتعليم)
وفيما يحاول عوض التخفيف عن ابنته، بالتحدث معها للقبول بأي نتيجة حتى لو ابتعدت بها عن حلمها في كلية الطب، وحضها على البحث عن حلم آخر، لكنه لا يُخفي هو الآخر توتره وترقبه للنتيجة، في ظل أجواء مشحونة تغطي البيت كله.
ويعد يوم نتيجة الثانوية العامة التي يفصلنا عنها ساعات قليلة موسماً تقليدياً للقلق الجماعي داخل الأسر، حتى إن قلق الآباء يتجاوز أحياناً أبناءهم. رصدت «الشرق الأوسط» تواتر الأسئلة من أولياء الأمور على إحدى مجموعات واتساب، عن النتيجة، والامتعاض من تأخرها، وكذلك غموض موعدها.
طالبات يتوجهن لأداء امتحانات الثانوية (إدارة الصف التعليمية بالجيزة)
وخضع أكثر من 785 ألف طالب وطالبة لامتحانات الثانوية العامة هذا العام، وسط توتر صبغته «أجواء التفتيش داخل اللجان، مع استمرار ظاهرة الغش»، وفق نهى شلبي، وهي ولي أمر لتوأمين، ولد وبنت، في علمي علوم ورياضة. تقول لـ«الشرق الأوسط» إن «التوتر الذي تتزايد حدته كلما اقتربت النتيجة، لا نعيشه من اليوم، هو رحلة نخوضها منذ بداية العام، تصاعدت حدتها خلال الامتحانات مع حدوث وقائع غش، سواء عبر السوشيال ميديا أو أمام بعض اللجان، مع إصرار الوزارة على النفي والتعتيم».
طالبات عقب أداء امتحان اللغة العربية (غرفة عمليات الثانوية العامة بإدارة الشرابية - فيسبوك)
هذه ليست أول مرة تخوض فيها شلبي تجربة الثانوية العامة، فلديها ابن وابنة سبقا التوأمين، لكنها تعد «رحلتها الأخيرة هي الأسوأ»، قائلة: «في السابق كنا نعلم بشكل يومي التطورات بخصوص الامتحانات والتصحيح في بيانات رسمية تخرج من الوزارة، لكن الآن، لا يوجد شيء معلن أو واضح».
ويفسر استشاري الأمراض النفسية والعصبية مدحت جاد الرب، حالة التوتر التي يعيشها الطلاب والأهالي قبل صدور النتيجة بـ«الطبيعية»، وعادة ما تزول عقب صدورها لو كانت جيدة أو تتحول لحالة من «رد الفعل الحزين» لو خرجت مخيبة للآمال.
ويضيف جاد لـ«الشرق الأوسط» أن ما يترك أثراً سلبياً أعمق في نفوس المراهقين في هذه المرحلة، تجربة الاختبارات والتقييم نفسها، خصوصاً لو جاءت نتيجتها سلبية، هنا قد ترسخ مشاعر القلق من خوض أي تجربة شبيهة في فكرة الاختبار، حتى لو مختلفة في السياق، مثل «مقابلة عمل»، فيستحضر الشخص فيها تجربته السابقة ويعيد محاكاة أجوائها.
ونبه استشاري الطب النفسي على أن التوتر الزائد من الأهل، وعدم قدرتهم على إدارة مرحلة الثانوية العامة من بدايتها بعدّها تقييماً لأداء الطالب فيها وليس تقييماً لجوهره أو ماهيته، من شأنهما أن يفقدا الشخص ثقته في ذاته. وأضاف أن «الأسوأ إلقاء اللوم على الأبناء بعدّهم مصدراً أساسياً في جلب الحزن والشقاء للأسرة، ما يعمق داخلهم شعوراً بعدم الاستحقاق لأي نجاح، والذي قد يتطور لعلل نفسية أخرى».
وزير التربية والتعليم مع أحد طلاب الثانوية (وزارة التربية والتعليم)
وعادة ما تتحمل الأسر أعباءً مادية كبيرة خلال مرحلة الثانوية العامة، ما يجعل الإخفاق فيها أو الخروج بنتيجة غير متوقعة أمراً مزلزلاً للأسرة ككل، ولا تستطيع بعض الأسر تخطيه.
تحاول شيرين إبراهيم، تقطن في مدينة المنصورة (دلتا النيل)، أن تخفف أجواء التوتر عن نجلتها عبير الطالبة في الصف الثالث الثانوي (علمي علوم) التي تطمح للالتحاق بكلية «العلاج الطبيعي». تقول إبراهيم لـ«الشرق الأوسط»، «بمجرد انتهاء الامتحانات سافرنا لقضاء الإجازة الصيفية وذلك ساعد ابنتي على تقليل الشعور بالتوتر».
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الشرق الأوسط
منذ ساعة واحدة
- الشرق الأوسط
سيرة «أسرة يهودية من مصر» في زمن العصر العثماني
يأتي كتاب «أسرة يهودية من مصر – أبناء إسحاق الأشقر الأندلسي» الصادر عن دار «أقلام عربية» بالقاهرة للباحث الدكتور محسن علي شومان، أستاذ التاريخ الحديث بآداب الزقازيق، والكتاب هو الجزء الثاني من موسوعته التاريخية عن «يهود مصر» التي تغطي فترة زمنية تمتد لأكثر من ثلاثة قرون من الفتح العثماني وحتى مطلع القرن التاسع عشر. بدأ المؤلف الموسوعة بكتابه الجامع عن «يهود مصر»، وتتبع فيها أوضاع الجماعة اليهودية على الصعيدين، الطائفي الخاص والاجتماعي المصري العام، ثم انتقل عبر أجزاء موسوعته إلى تقصي أحوال سير اليهود المصريين وتتبع أخبارهم، في محاولة هي الأولى من نوعها للتأريخ لعائلات وأعلام «يهود مصر العثمانية» والترجمة لهم في شكل من أشكال الكتابة التاريخية يجمع بين أدب السيرة أو التراجم وبين البحث الأكاديمي الموثق. ويشير المؤلف في مقدمة الكتاب إلى أنه دُعي عام 2008 لإلقاء محاضرة ضمن «دراسات الشرق الحديث» في برلين حول الحياة اليومية في المدن والحواضر العثمانية، فاختار أسرة إسحاق الأشقر اليهودي الأندلسي موضوعاً لورقته البحثية؛ نظراً لأهمية دورها، فيما يعد السيرة الأولى من نوعها لأسرة يهودية في مصر زمن العصر العثماني. بدأ ظهور تلك الأسرة في القاهرة عام 1524م، بينما كانت آخر الإشارات الدالة عليها عام 1632 عبر أجيال عدة، وهى تُنسب إلى إسحاق الأشقر الأندلسي، الذي عاش في بلاد الأندلس، إسبانيا، قبل أن يهاجر أبناؤه لاحقاً إلى بلاد المغرب العربي ومنها إلى مصر. كان مؤسس الأسرة في القاهرة هو المعلم إسحاق بن شموال بن إسحاق الأشقر الأندلسي، بينما آخر أبنائها هو المعلم يوسف بن شموال بن إبراهيم بن موسى بن إسحاق الأشقر الأندلسي، ثم اختفت أسماؤهم فجأة لأسباب تتعلق على الأرجح بفقدانهم مصادر قوتهم وضياع ما تبقى لهم من دواعي ومقومات السلطان الذي احتفظوا به على مدار عقود، وقد أحصى المؤلف 60 اسماً من أبناء إسحاق الأشقر الأندلسي تضمنتهم شجرة النسب، 51 رجلاً و9 سيدات. برز اسم العائلة في مجال العمل صيارفةً وما يتصل بالصيرفة من شؤون المال والتجارة، حيث التحق أبناؤها بالإدارة المالية المصرية، وتقلدوا وظائف الجمارك المربحة ليوسعوا عبر هذه النافذة من مجالات أنشطتهم ودوائر أعمالهم واتصالاتهم. وكان من مهام العمل في هذا المجال قيام أبناء الأشقر بتقديم خدماتهم لدار سك العملة بحي القلعة وتوريد ما تحتاج إليه من ذهب وفضة ونحاس لسك النقود؛ ولكي يضمن مسؤولو الدار وفاء الصيارفة اليهود بما عليهم من مال كانوا يطلبون منهم وبخاصة في أوائل الحكم العثماني أن يأتوا بمن يكفلهم. وبطبيعة الحال كان غالباً ما يأتي الصيرفي اليهودي بكفيل يهودي مثله من الفرقة الدينية والطائفة نفسيهما. وقد أسهم بنو الأشقر في حركة التجارة بمصر والتي استعادت كثيراً من ازدهارها المفقود في ظل الحكم الجديد، حيث برزوا باعةً ومشترين في الصفقات التي عقدوها مع يهود الداخل، وكانت القاهرة هي المسرح الرئيسي الذي دارت عليه تعاملات أولاد الأشقر مع غيرهم من اليهود بمشاركتهم بيعاً لهم وشراء. وعلى صعيد آخر، تنبع أهمية عائلة أبناء الأشقر بصفته بيتاً عريقاً راسخ القدم، غنياً برجاله من دراسي الشريعة وحفظة التراث اليهودي الأندلسي، وفي مقدمتهم موسى بن إسحاق الأشقر الديان، قاضي اليهود الذي عُدّ واحداً من أبرز كتاب الفتاوى ومشرعي يهود مصر في القرن السادس عشر، فضلاً عن ولده سلمون شلومو الذي عمل حاخاماً في أخريات أيامه، وحفيد ابنه الحاخام إبراهيم المدعو إبراهيم بن شموال بن إبراهيم بن موسى بن إسحاق الأشقر الأندلسي. ورث آل الأشقر الأندلسي عن رب عائلتهم ومؤسس أسرتهم لون بشرته الشقراء؛ حتى صارت هذه الصفة اسم علم يُعرفون به ويُستدل منه عليهم، حيث كانوا معتدلي القامة تتفاوت شقرتهم بين اللونين الأشقر الخالص والأبيض المشرّب بحمرة، كما كانت تتراوح مراحلهم العمرية ما بين شاب حدث صغير السن ورجل بالغ وشيخ كبير. كان الأشقر الكبير، الجد الأعلى، أندلسي المولد والنشأة وعاش أولاده وأحفاده من اليهود حياة هادئة مستقرة نوعاً ما حتى إذا ما اشتعلت إسبانيا بروح التعصب الديني منذ عام 1465م، هاجر هؤلاء مع غيرهم من مسلمي ويهود الأندلس إلى ديار الإسلام. اشتد تيار الهجرة اليهودية من إسبانيا عقب صدور مراسيم الطرد بين عامي 1492 و1497 ليستقر آلاف اليهود ببلاد المغرب العربي المجاورة، مراكش والجزائر وتونس وطرابلس. وتوجه آخرون نحو الأراضي العثمانية والفارسية والمملوكية مثل بلاد البلقان، آسيا الصغرى، العراق، الشام، مصر. ويؤكد المؤلف أننا لا نعرف بالضبط من هو إسحاق الأشقر الذي ظهر في مصر، هل هو من مهاجري الأندلس السابقين وقد نشأ وتربى في القاهرة، أم أن له مساراً آخر؟ لكن المؤكد أن ظهوره جاء في سياق تفضيل مهاجري يهود الأندلس، مثل كل يهود العالم، الإقامة بالمدن والعيش والعمل بها، لا سيما إذا كانت بها موانئ، ومن ثم تظهر الحاجة إلى تنظيم الجمارك والإدارة المالية؛ وهو ما جعل يهود مصر ينشطون في الإسكندرية ودمياط على وجه خاص. وفي القاهرة العثمانية، ساد نموذج التجمع داخل حي يقطنه أغلبية من أبناء الديانة فيما عُرف بـ«حارة اليهود» وما جاورها من أماكن اتخذ فيها بعض أبناء الأشقر دوراً للسكن إلى جوار حي «خط السوريين» و«خط السبع قاعات» و«خوخة الأوز». وتدل مبالغ الإيجار المدفوعة في تلك الدور ووصفها على ثراء مستأجريها النسبي من أبناء الأشقر، وأنها كانت بيوتا فخمة مريحة كي تليق بهم وبمكانتهم الرفيعة، سواء داخل محيطهم العائلي أو على صعيد جماعتهم اليهودية ككل. لم يجد أبناء العائلة غضاضة في التردد على محاكم الشرع الإسلامية لإبرام عقود الزواج وإجراء الطلاق والتصديق والإشهاد على الحقوق الناشئة عنها والمترتبة عليها، لا سيما أحكام الزواج والطلاق.


الشرق الأوسط
منذ 4 ساعات
- الشرق الأوسط
مصر لافتتاح المتحف الكبير أول نوفمبر
حددت مصر موعداً لافتتاح المتحف المصري الكبير في أول نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، وذلك بعد أن كان قد تقرر افتتاحه في 3 يوليو (تموز) الماضي، وتم تأجيل الموعد بسبب التطورات الجيوسياسية في المنطقة. وأعلن رئيس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، موافقة رئيس الجمهورية، عبد الفتاح السيسي، على تحديد موعد افتتاح المتحف في أول نوفمبر المقبل، مع توجيه الوزارات والجهات ذات الصلة باستكمال الترتيبات وظهور الحدث بالصورة المشرفة. ووجه رئيس الوزراء باستكمال الترتيبات التي تُجرى على قدم وساق، لضمان الجاهزية التامة لافتتاح المتحف المصري الكبير، والمنطقة المحيطة به، على النحو الذي يُسهم في ظهور حدث افتتاح المتحف بالصورة المشرفة. وأكد مدبولي، خلال اجتماع لمجلس الوزراء، الأربعاء، أن افتتاح المتحف المصري الكبير يتم الإعداد له ليكون حدثاً استثنائياً يُضاف إلى مسيرة حافلة من الأحداث الوطنية المميزة التي ارتبطت بتاريخ مصر الحديث، خصوصاً أنه من المقرر أن يشهد حضوراً رسمياً مميزاً من العديد من بلدان العالم، كما يتضمن تنظيم عدد من الفعاليات المُصاحبة، حيث يُمثل المتحف المصري الكبير صرحاً حضارياً وثقافياً وسياحياً عالمياً يُبرز عظمة إرث الحضارة المصرية، بمختلف فصولها، ويجذب الزوار من جميع أنحاء العالم. وعدّ عالم الآثار المصري، الدكتور حسين عبد البصير، الإعلان عن موعد افتتاح المتحف يعكس رغبة القيادة السياسية في الربط بين الموسم السياحي الشتوي والحدث الثقافي الأهم، في ظل مساعٍ حثيثة لاستعادة معدلات السياحة لما قبل جائحة كورونا، بل وتجاوزها. وأضاف لـ«الشرق الوسط»: «حين يُفتتح المتحف المصري الكبير، ستكون مصر قد كتبت صفحة جديدة في كتاب حضارتها الممتد لسبعة آلاف عام. سيكون الافتتاح بمثابة تذكير بأن مصر ليست فقط بلد الأهرامات والمومياوات، بل بلد الحلم والعمل والبناء». وشيدت مصر المتحف المصري الكبير بالقرب من أهرامات الجيزة (غرب القاهرة)، على مساحة 117 فداناً، ليشكل ما يمكن عدّه منطقة متحفية مفتوحة على الأهرامات، ويعرض مقتنيات «الفرعون الذهبي» توت عنخ آمون كاملة للمرة الأولى منذ اكتشافها، التي يتجاوز عددها 5 آلاف قطعة أثرية. ويصف عالم الآثار المتحف بأنه «المشروع الثقافي الأضخم في تاريخ مصر الحديث، وربما في تاريخ المتاحف عالمياً، وهو ليس فقط أكبر متحف مخصص لحضارة واحدة في العالم، بل هو مشروع قومي يعكس تطور الرؤية المصرية للثقافة». المتحف المصري الكبير يضم آثار الحقب المتعاقبة في الحضارة القديمة (صفحة المتحف على «فيسبوك») وبحسب عبد البصير يضم المتحف أكثر من 100 ألف قطعة أثرية، من بينها المجموعة الكاملة لكنوز الملك الشاب توت عنخ آمون، كما يضم مركزاً للترميم، ومراكز تعليمية، وساحات ثقافية، ومساحات مخصصة للفنون والعروض، مما يجعله وجهة سياحية متكاملة. ونظم المتحف افتتاحاً تجريبياً لقاعات بعينها وإتاحتها للجمهور خلال الفترة الماضية، بعد أن كان من المقرر افتتاح المتحف عام 2020 لكن تم تأجيل الحدث بسبب جائحة كورونا، كما تم الإعلان عن موعد آخر للافتتاح في 3 يوليو الماضي وتأجل الافتتاح بسبب الظروف السياسية في المنطقة وأحداث غزة. وأكد خبير الآثار المصري، الدكتور عبد الرحيم ريحان، عضو لجنة التاريخ والآثار بالمجلس الأعلى للثقافة، رئيس حملة الدفاع عن الحضارة المصرية، أن «اختيار الافتتاح أول نوفمبر مع بدايات الموسم السياحي الشتوي فى مصر هو اختيار موفق، حتى تأتي الدعاية الضخمة للافتتاح بثمارها فى زيادة عدد السياح على الأقل 3 ملايين سائح بعد الافتتاح لنصل إلى 17.8 مليون سائح». وعدّ ريحان في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أنه «بحلول أول نوفمبر ستكون كل الاستعدادات قد اكتملت، خصوصاً ربط المتحف بالأهرامات واكتمال الكوبري المؤدي إليها من المتحف، مع انتهاء تطوير الأهرامات بالمدخل الجديد بطريق الفيوم وتطوير المنطقة المحيطة بالمتحف المصري الكبير والطريق الدائري وأعمال مشروع تحسين الهوية البصرية والإنارة ورفع كفاءة الأرصفة وتخطيط الشوارع المحيطة بالمتحف واستعداد مطار سفنكس الدوليّ لاستقبال طائرات الوفود المشاركة بعد أعمال التوسعة والتطوير». ويصف الخبير الأثري الاحتفالية التي تستمر لعدة أيام بأنها ستكون «بمثابة رسالة سلام إلى كل شعوب العالم من بلد الحضارة، ورسالة من خلال القوى الناعمة المتمثلة فى الآثار المصرية بأن العالم يجب أن يجتمع على أسس البناء لا الهدم والتدمير».


الشرق الأوسط
منذ يوم واحد
- الشرق الأوسط
شراكة مصرية - صينية لـ«صون الآثار الغارقة»
أعلنت مصر عن اتفاقيات شراكة مع الجانب الصيني في مجال صون التراث الثقافي المغمور بالمياه، الذي يتضمن الآثار الغارقة، إلى جانب التنسيق والتعاون عبر بروتوكولات مشتركة لتنظيم معارض أثرية مؤقتة. وأعلن المجلس الأعلى للآثار بمصر الموافقة على عدد من الموضوعات، أبرزها مشروع بيان مشترك بين وزارة السياحة والآثار، ممثلة في المجلس الأعلى للآثار، والإدارة الوطنية للتراث الثقافي بجمهورية الصين الشعبية، بشأن التعاون في إطار المبادرة الآسيوية للحفاظ على التراث الثقافي، بهدف تعزيز التعاون في مجالات ترميم الآثار، وصون التراث الثقافي المغمور بالمياه، والمتاحف، والبحث العلمي، وتنظيم المعارض المؤقتة، إلى جانب جهود مكافحة الاتجار غير المشروع بالممتلكات الثقافية، وبناء شبكة تعاون لاستردادها وصونها. كما وافق المجلس على اتفاقية تعاون مشترك بين الجانبين لتعزيز الشراكة الاستراتيجية طويلة الأمد في ترشيح وإدارة مواقع التراث الثقافي العالمي، من خلال دعم مشاريع الحفظ، وإعداد خطط الإدارة، ورقمنة التراث، والتحول الأخضر للمتاحف، وتبادل الخبرات في مجالات الحفظ والترميم والإدارة. وفق بيان للوزارة، الثلاثاء. وخلال الاجتماع الذي ترأسه وزير السياحة والآثار المصري، شريف فتحي، استعرض الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، الدكتور محمد إسماعيل خالد، أبرز الإنجازات التي حقّقها المجلس خلال شهر يوليو (تموز) الماضي، التي تضمنت الإعلان عن عدد من الاكتشافات الأثرية الهامة، والانتهاء من أعمال ترميم وافتتاح عدد من المواقع الأثرية أمام الزائرين، من بينها قبتا يحيى الشبيهي بمنطقة الخليفة، وصفي الدين جوهر بمنطقة الإمام الشافعي. ووصلت نسبة إنجاز أعمال ترميم دير البراموس بوادي النطرون إلى نحو 90 في المائة، إلى جانب التقدم الملحوظ في أعمال الترميم ببهو الأعمدة الكبرى بمعبد هيبس بالوادي الجديد، والصالة الطولية بمقبرة TT109 بالأقصر، حيث بلغت نسبة تنفيذهما 90 في المائة. وتضم مصر مجموعة من مواقع التراث الثقافي والحضاري المغمور بالمياه، من بينها موقع مدينتي كانوبيس وهيراكليون بخليج أبو قير قبل بناء مدينة الإسكندرية، وموقع الميناء الشرقي بالإسكندرية، وكذلك موقع قلعة قايتباي وموقع خليج المعمورة، وجميعها تضم آثاراً من عصور مختلفة. ووصف عالم الآثار المصري، الدكتور حسين عبد البصير، الشراكة المصرية - الصينية الجديدة في مجال صون الآثار الغارقة، بأنها «خطوة بالغة الأهمية والاستراتيجية». وقال لـ«الشرق الأوسط»: «مصر تمتلك إرثاً فريداً من الآثار الغارقة في البحرين الأبيض والأحمر، خصوصاً في الإسكندرية وأبو قير، والشراكة مع الصين، بقوتها التكنولوجية الكبيرة وتقدمها في مجالات المسح الرقمي والروبوتات والغوص الأثري، يمكن أن تمثل نقلة نوعية في آليات الحفاظ على هذا النوع الفريد من التراث، ونموذجاً للتعاون الحضاري المثمر بين الجانبين». جانب من آثار مصر الغارقة في الإسكندرية (وزارة السياحة والآثار) وخلال اجتماع المجلس، ألقى خالد الضوء على المعارض المصرية المؤقتة بالخارج، حيث تم مدّ فترة عرض معرض «رمسيس وذهب الفراعنة» بالعاصمة اليابانية طوكيو حتى يناير (كانون الثاني) 2026. وأشار إلى التقدم في مشروعات التوثيق الأثري، بالإضافة إلى استعراض الجهود المبذولة لاسترداد القطع الأثرية التي خرجت من مصر بطريقة غير مشروعة، آخرها التابوت واللحية الخشبية اللذان تم استردادهما من بلجيكا. ونظّمت مصر أكثر من معرض أثري مؤقت بالخارج، من بينها «رمسيس وذهب الفراعنة» الذي يضم 180 قطعة أثرية منتقاة من المتاحف والبعثات الأثرية؛ لتعبّر عن الحضارة المصرية القديمة بعصورها المختلفة، وتم عرضه في 6 مدن كبرى حول العالم، وكذلك معرض «قمة الهرم... حضارة مصر القديمة» في مدينة شنغهاي بالصين، وضمّ 787 قطعة أثرية من مقتنيات المتاحف المصرية، ومن المقرر أن تسافر 130 قطعة أثرية من «كنوز الفراعنة» إلى العاصمة الإيطالية روما خلال أكتوبر (تشرين الأول) المقبل. وعدّ عبد البصير استمرار معرض «رمسيس وذهب الفراعنة» في اليابان حتى يناير المقبل دليلاً دامغاً على ما تحظى به الحضارة المصرية القديمة من احترام وتقدير وإعجاب عالمي واسع النطاق، وأضاف: «الملك رمسيس الثاني أحد أعظم ملوك الفراعنة، وما زال إلى يومنا هذا رمزاً للقوة والعظمة والدهاء السياسي والديني»، لافتاً إلى أن هذا المعرض «لا يقتصر على عرض كنوز أثرية ثمينة فقط، بل هو عرض سردي للتاريخ المصري القديم»، وفق تعبيره. معرض قمة الهرم في شنغهاي بالصين (وزارة السياحة والآثار المصرية) وبحسب بيان الوزارة، وافق المجلس على مذكرة تفاهم بين المجلس الأعلى للآثار والمتحف البريطاني، تشمل تنظيم المعارض المؤقتة، والمشاريع البحثية، والبرامج التعليمية والتدريبية، وورش العمل، وترميم القطع الأثرية. كما تمت الموافقة مبدئياً على مشروع التعاقد مع شركة تكنولوجية لتقديم تجربة تفاعلية للزوار من خلال خدمة «الرسم على ورق البردي» باستخدام روبوت ذكي في عدد من المواقع الأثرية، منها معابد الأقصر والكرنك ومنطقة وادي الملوك بالأقصر.