logo
تحدي النهايات!!

تحدي النهايات!!

التغيير١٨-٠٣-٢٠٢٥

صباح محمد الحسن
والقُرب الذي يتباهى به الفريق عبد الفتاح البرهان في علاقته بفلول النظام المخلوع وعناصره الأمنية ، هو ذاته الذي يؤكد أن طريق النهاية يحتاج الي هذا التلاحم وحالة المواساة!!
فالجهر بالشي والإقرار به في ساحات الإعتراف هي جرأة تغشى المذنب عندما يدرك أن لافرار له من العقاب او النهاية ، فالمتهم أحيانا عندما يدرك أن لاسبيل للنجاة يحلل الله عقدة لسانه ليعترف بكل شي دون تردد،وهو ذات الشعور الذي يسطير الآن على قائد الجيش و فلول النظام البائد للجهر بمعصية العلاقة التي تجمع بينها، المبنية على حصيلة دمار الوطن وقتل المواطنين و تقاسم المصالح والسلطة وأستمرار الفساد
!!
فالوقوف على جنازة أحد المتطرفين الأجانب الذي مات على ارض المعركة هي ليست مجرد فديوهات يترحم فيها الإمام على روح ميت ولكنها رسالة تحدي للعالم تتضمن الإستمرار في عملية الإرتباط المرفوض ، عنوان الرسالة أن ميادين الحرب تستعين بالتنظيم في الدول العربية!! أي أنها اصبحت ساحة 'دواعش '
يتزامن هذا مع ظهور جديد لقائد كتائب البراء على واجهات المقار العسكرية ليحدث الناس عن إنجاز خالص لعناصر الأمن في إسترداد المقار العسكرية في محاولة ناجحة لسلب الرداء العسكري، التعدي الأخطر على المؤسسة ، بموافقة ورضا القائد
الذي يقيم ايضا الإفطارات الرمضانية لعناصر الأمن وكتائب الإسلامين في حالة مجاهرة ثانية
فهذه مجموعة من مظاهر الإستعراض الجديد في ختام مهرجان الحرب فبثلما كانت بداية الخطة الشيطانية للحرب على ساحة إفطار رمضاني، يبدو أن النهايات لزوال هذه العبثية ستكون من ساحة الإفطار ايضا
عليه أن نشوة البدايات عندهم بحديث النفس بالإنتصار والعودة الفورية للحكم ، الشعور فيه لايفرق عن رعشة القلب عندما يصبح خاليا وخاويا ويفقد خاصية الأحساس بالأمل والتفاؤل عندما لاتتحقق هذه الأمنيات ، ووقتما يدرك أن النهاية قد دنت لايفرق التعبير عن كلاهما كثيرا
فالطريق المسدود والمركب التي تاهت الآن في الأمواج دون أن تصل الي وجهتها العسكرية او السياسية يحتاج ركابها الي هذه ( المقالدة) والإلتحام ببعضهما البعض كعناق غريقين يعتقدان أن ذلك يخفف عليهما وطأة الموت!!
والفريق البرهان الذي 'جرته' الفلول الي الحرب وقيدّته بأصفادها يدرك أن لاسبيل له سوى أن يواصل هذا التكاتف الكارثي في تحدي النهايات
فالقيادات الإسلامية ترى أنها وفي معركة' الكرامة المفقودة' قد تكون التضحية الأخيرة عندها أشبة بالمغامرة الأولى لخوض الحرب دون تخطيط حتى الوصول الي التعاضد الإنهزامي 'نحيا معا او نموت معا'
ولكن هذا العرض على منصة الأحداث الآن يعجل بالنهايات سيما أن حكومة البرهان عادت الي ادراجها بعد رحلة من المحاولات الدولية الفاشلة للبحث عن مقعد افريقي او دولي لتضمن المستقبل وعندما
عجزت عن تحقيق غايتها وغُلقت الأبواب دونها، عادت 'مغبونة' وحاولت ان تفعل أكثر مايستفز المجتمع الدولي وهو تأكيد علاقة الجيش بالٱخوان المسلمين والكشف صراحة عن كل مايزعج الخارج من وجود جماعات إرهابية بميادين الحرب وهذه الحماقات التي ترتكبها سلطة الجنرال ستعجّل بالنهايات التي يخشاها
ولكن ألا ينتبه أنه على وشك' بلع الطُعم' فالمجتمع الدولي الذي طالب قوات الدعم السريع بالإنسحاب ، ماهو هدفه من هذه الغاية
فربما يكون لإبعادها وحصر الميدان على فئتين 'عسكرية وأمنية' خرجت من فئة !!
لتتحمل وزر دمار المؤسسات والبنية التحتية وقتل المواطنين في مرحلة الحرب الآنية ، سيما إن خيمت عتمة الصراعات فيما بينها ودخلت الحرب مربع الإغتيالات والتصفيات، فستقع المسئولية على المسيطر على الأرض إذن ولربما يكون إبعاد الطرف الاول من الثاني هو عملية إظهار 'الطرف الثالث' ليبدو جليا !!
فصناعة دائرة محصورة ومغلقة على طرف واحد للصراع يتجزأ مابين المؤسسة والتنظيم وقد يتعارك فيما بينه تعني أن تحولا متوقعا في الميدان سيطرأ قريبا وستكون
النتائج فيه واضحة
لهذا فإن التمظهر بالتلاقى والإلتحام هذه الٱيام ربما تكون ترجمة لشعور التعاضد لمواجهة التلاشي، الذي قد يحررك من الشعور من متلازمة الخوف من الزوال لكن لايمنع وقوعه!!
طيف أخير:
بالأمس وفي جلسة مجلس حقوق الإنسان بالأمم المتحدة طالب ممثل جمعية التنمية الإفريقية 'سوداني الجنسية' بالتحقيق مع الفريق البرهان لإستخدامه الأسلحة الكيمياوية و القيام بتجنيد الأطفال تحت قيادة الإخوان المسلمين ، وطالب ممثل الحكومة السودانية بحق الرد عليه أي أن كل طرف وجه إتهامات للآخر وبدأ اعضاء مجلس حقوق الإنسان يسمعون الي منتهكي حقوق الإنسان في السودان،كل واحد يعزز لإدانة الآخر!!

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

جدول مدروس!!
جدول مدروس!!

التغيير

time١٤-٠٦-٢٠٢٥

  • التغيير

جدول مدروس!!

أطياف صباح محمد الحسن جدول مدروس!! طيف أول: طبول تدفع في ظلام المتاهة كل خلايا النُهى التي سيّجت معاني الحقيقة.. ولكن!! ويقول جان بول سارتر: 'نحن لسنا ما نقول، بل نحن ما نفعله'، وليت رئيس مجلس الوزراء في الحكومة الانقلابية د. كامل ادريس بصفته مؤلف وقارئ أن يدرك أن القيمة في العمل وليست في القول، الإدراك الذي يجب أن يسبق إعلانه عن رغبة الحكومة في بدء عملية الانتقال التدريجي للوزرات والمؤسسات الحكومية الى العاصمة القومية الخرطوم. والخبر في عنوانه يكشف عن خطوة عملية ممتازة لرئيس الوزراء الجديد تكشف عن وضع أسس وقواعد لبداية عمل الحكومة على أرض الواقع إلا أن كامل قال إن هذه الخطوة ستتم وفقا لجدول زمني مدروس (يراعي الجوانب الفنية والإدارية والبشرية ويضمن استمرارية تقديم الخدمات دون انقطاع بجانب دعم خطط إعادة تأهيل البنية التحتية للعاصمة) ما يعني أن الحكومة لن تنتقل، ولكنها تتلاعب بالتصريحات فالجدول المدروس لابد أن يضمن استمرارية تقديم الخدمات دون انقطاع أي أن العاصمة الخرطوم يجب أن يتم فيها إعادة إعمار تبدأ مثلا اولا بمحطات الكهرباء فهل يعلم رئيس الوزراء أن خسائر محطة كهرباء قري فقط قدرت بـ 700 مليون دولار، وتم تدمير أكثر من 11 ألف عمود كهرباء، والشبكة العامة خسرت محطة تنتج حوالي 300 ميغاواط/ساعة، قبل اندلاع الحرب بساعات!! ويقول خبراء الطاقة إنه لا يمكن استعادة محطة كهرباء قري بالخرطوم بحري إن لم تحصل الحكومة على تمويل ضخم لاستيراد المعدات والآليات التالفة التي تعرضت إلى أضرار كبيرة بسبب الحرب لأكثر من عامين وكان الباحث في مجال الطاقة حسن عبد الغفار، في حديث سابق له لشبكة 'عاين' قال إن خسائر محطة بحري الحرارية تحتاج الى حوالي 300 مليون دولار لاستعادتها حتى مراحل التشغيل وضخ 400 ميغاواط/ساعة إلى الشبكة العامة، وهذه التكلفة لا تتوفر للقطاع الحكومي، حتى لو توقفت الحرب ما يعني الحاجة إلى استقطاب قروض من المؤسسات الدولية بواسطة حكومة معترف بها دوليا). فهذا قطاع الكهرباء فقط اما عن ما ذكره ادريس ووضعه ضمن جدول العودة وهو (إعادة تأهيل البنية التحتية للعاصمة) فتكلفة إعادة إعمار البنية التحتية في السودان (بما في ذلك الخرطوم) قد تصل إلى 300 مليار دولار، وقد تزيد على ذلك) وبما أن كامل ادريس رئيس مجلس وزراء السودان وليس الخرطوم فبعد ان ينتقل الى العاصمة الخرطوم فهو مطالب بتوفير إعادة تعمير بقية الولايات التي تشير التقديرات إلى ان تكلفتها تبلغ 700 مليار دولار. ويقول ادريس في تصريحاته: (يأتي قرار الانتقال للعاصمة الخرطوم لتنفيذ الرؤية القومية لتعزيز الحوكمة وتحقيق التنمية المتوزانة انسجاما مع الخطة الاستراتيجية الرامية الى تفعيل دور العاصمة القومية كمركز إداري متكامل) ولو أعاد القارئ معي العبارات بين 'الهلالين' سيجد كلمات إنشائية مطاطية تكشف أن رئيس الوزراء دخل مربع الخديعة القائم على التلاعب بالكلمات لخدعة الشعب السوداني ليوهمه أن بلاده آمنة، فالرجل يريد فقط أن يشغل الناس بعملية عودة الحكومة للخرطوم بحديث للإعلام لا أكثر، على ذات النهج الذي مارسته الحكومة على المواطن بدعوتها الزائفة للمواطنين بالعودة الى عاصمة تفتقر لأبسط مقومات الحياة وعلى رأسها مياه الشرب حتى نال المواطن كفايته من تلوث الماء والهواء ومات بالجملة!! وكامل ادريس ليبدأ اولا بخطة توفير الخدمات للمواطن الذي ظل يتواجد في العاصمة لأكثر من سنتين او ليقرر نقل حكومته الى الخرطوم بحالتها الراهنة ليقاسم المواطن معاناته ويبدأ في تنفيذ إعادة الخدمات من كهرباء ومياه شرب حتى يحقق كل الاهداف التي تشملها خطته ولكن دون ذلك تظل هذه وعود وأحلام سرمدية لا علاقة لها بأرض الواقع، فبداية الإعمار للخرطوم لا تبدأ من الداخل لأن رئيس وزراء الحرب يعلم أن العاصمة ما هي إلا 'اكوام من الأنقاض' بلا مصانع وبلا مؤسسات وان ايرادات الدولة في بورتسودان يتم تقسيمها على 7 اشخاص تذهب الى حساباتهم الخاصة لذلك سيجد إدريس نفسه يدور في نفق مظلم يتأبط شهاداته الأكاديمية ومعها خطة احلامه الوردية التي لا سبيل لتطبيقها على ارض الواقع دون أن يستطيع ان يوفر لحكومته دعما وقروضا مالية عبر شبكة علاقات دولية فالباحث نفسه اشترط في تحليله 'حكومة معترف بها دوليا' وهذا ما لم يكن من نصيب إدريس فعلاقاته الدولية سطحية متواضعة لن تمكنه من تحقيق اهدافه، وسيجد نفسه كان فريسة في 'وادي الذئاب' عندها لن يفيده الندم ولو حدث نفسه بأربع لغات!!. طيف أخير: رغم البدء العنيف من إسرائيل والرد الضعيف من إيران فإن الأخيرة ستكون مجبرة لمواصلة الحوار بسبب ضائقتها الاقتصادية وإن علقت مفاوضاتها بسبب الهجمات فستعود قريبا للطاولة.

خطاب كامل إدريس وخيبة جديدة في مشهد مضطرب
خطاب كامل إدريس وخيبة جديدة في مشهد مضطرب

التغيير

time١٠-٠٦-٢٠٢٥

  • التغيير

خطاب كامل إدريس وخيبة جديدة في مشهد مضطرب

حسب الرسول العوض ابراهيم في وقت كان ينتظر فيه السودانيون أي بادرة أمل للخروج من نفق الحرب والدمار ، جاء خطاب رئيس الوزراء المعيَّن كامل إدريس باهتاً خالياً من أي إشارة إلى النزاع الدامي الذي يفتك بالبلاد ،،، تجاهله الإشارة الي الحرب وهي الملف الأهم في تاريخ السودان المعاصر ليس فقط صادماً بل يعكس استهتار بالواقع الذي يعيشه الملايين من الشعب السوداني بين القصف والنزوح والجوع. التعيين المريب … محاولة التفاف لا أكثر التساؤلات حول كامل إدريس لا تتعلق فقط بمحتوى خطابه بل تبدأ منذ لحظة تعيينه ، فقبله أعلن رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان تعيين السفير دفع الله الحاج علي رئيساً للوزراء دون أن يصدر من الأخير أي موقف رسمي بل سرت تسريبات عن رفضه العودة إلى السودان ،، وهو ما أضعف موقفه وفتح الباب لبدائل وتكهنات كثيرة لكن المعطيات تكشف أن قرار تعيين دفع الله لم يكن وليد اجتهاد فردي من البرهان بل جاء من رحم التنظيم الإسلاموي المسيطر على مفاصل الدولة العميقة .ومع ادراك اقتراب العقوبات الأمريكية الجديدة أدرك هذا التنظيم أن الإصرار على تعيين شخصية ذات مرجعية أيديولوجية واضحة مثل دفع الله الحاج علي ، قد يعزلهم خارجياً أكثر مما هم عليه داخلياً. وهكذا لجأوا إلى 'عملية تمويه سياسي' باختيار شخصية ذات خلفية دولية في محاولة لتسويقها خارجيًا. فوقع الاختيار على كامل إدريس ظناً أن عمله السابق في المنظمات الدولية سيمنحه شيئًا من القبول الغربي كما كان الحال مع عبد الله حمدوك ،،الا أن الفارق بين الرجلين شاسع ، فحمدوك جاء بثقل شعبي وشرعية ثورية بينما كامل إدريس جاء بترشيح داخلي دون غطاء جماهيري أو سياسي . منصب بلا صلاحيات ورجل بلا مشروع ،،، العارفون بخفايا المشهد يعلمون أن كامل إدريس الذي سعى طويلاً لمنصب رئاسة الوزراء ولم يوفق وجد هذه المرة ضالته و فرصته الذهبية لنظام فاقد للشرعية ،فقبل المنصب دون تردد رغم إدراكه أنه سيكون مجرد 'محلل ' لواقع تهيمن عليه المؤسسة العسكرية ودولة الكيزان العميقة. ولم يمض وقت طويل حتى بدأت أولى مظاهر التمرد على صلاحياته إذ رفضت حركة العدل والمساواة أحد أطراف اتفاق جوبا ذات الصلاحية المنتهية التخلي عن وزارة المالية ما يؤكد أن القوى المتحالفة مع النظام العسكري ليست في وارد احترام شكل الدولة الجديدة ولا تعترف بسلطة رئيس وزراء منزوع الدسم. خطاب مهادن ومغازلة مفضوحة للكيزان ،، الخطاب الأول لكامل إدريس لم يكن فقط خالياً من موقف واضح تجاه الحرب بل حمل إشارات واضحة إلى مهادنة الإسلامويين، عبر الإشادة بالقوات والمليشيات التي تقاتل إلى جانب الجيش ، وكأنه يقول لهم 'أنا منكم وفيكم فاعتمدوا عليّ' تجاهل الحرب و التغاضي عن المأساة الإنسانية والانشغال بالرسائل السياسية ، كل ذلك يعكس أن الرجل لا يرى نفسه صاحب مشروع بل مجرد واجهة مطلوبة لتمرير أجندات أوسع ،، في الختام … لا بشريات ولا موقف من خطاب كامل إدريس ،، ما كان ينتظر من أول خطاب لرئيس وزراء جديد هو أن يطرح رؤية للخروج من الأزمة أو على الأقل موقفاً واضحاً من الحرب أو الدعوة لوقف القتال، أو عرض مبادرة وطنية جامعة. لكن ما سمعناه كان خطاباً فاترا باهتا، وظيفياً يفتقر لأي مضمون حقيقي ولا يُطمئن أي سوداني يتوق للسلام أو التغيير. بهذا الخطاب، يُمكن القول إن كامل إدريس بدأ مشواره السياسي الأخير برصيد سلبي وضع نفسه فيه طواعية، ولم يترك سوى خيبة أمل جديدة تضاف إلى رصيد طويل من الإخفاقات في المشهد السوداني،،،

عصام البشير: عيدية خاصة للكيزان والبرهان..!
عصام البشير: عيدية خاصة للكيزان والبرهان..!

التغيير

time٠٩-٠٦-٢٠٢٥

  • التغيير

عصام البشير: عيدية خاصة للكيزان والبرهان..!

عصام البشير: عيدية خاصة للكيزان والبرهان..! د. مرتضى الغالي خرج علينا د.عصام احمد البشير في (ثياب الواعظينا) في تسجيل 'مخدوم' وهو يعلن انضمامه إلى (الزفة الكدّابة) التي تتحدث عن الانتصارات والناس يموتون بالمئات.. وهم وأبناؤهم مشردون نازحون لاجئون في (الصقيعة والفرناغة) وبامتداد المنافي والفيافي؛ والبلاد تزداد 'تدميراً على تدمير' والأطفال والتلاميذ والصبيان والصبايا خارج دور التعليم.. وأهل السلطة المُغتصَبة لاهون بتوزيع المناصب.. أما تقديم الخدمات وتأمين المواطنين فهم في شغل عن ذلك (فاكهون)..! لا بد أن تسجيل الشيخ عصام البشير هذا هو من (مطلوبات أولياء النعمة) فهم يلاحقون كل من تقلّب في بحبوحة مناصبهم وثرواتهم المنهوبة ويطالبونه بـ(رد الثمن) مناصرة وتأييداً وتهليلاً بكل ما يجترفونه في حق الله وحق الوطن..! أين هذا الانتصار الذي يهلل له الشيخ (حلو اللسان) فنحن لا نراه..؟! لقد سكت الشيخ عصام البشير عن طامة جماعته ومليشياتهم في ميدان الاعتصام والقتل وعن السحل (غير المألوف) الذي جري فيه؛ وسكت عن الانقلاب على الشرعية؛ وعلى الانتهاكات الفظيعة للقانون وحقوق الناس؛ وسكت على القصف وتهديم البيوت على رءوس ساكنيها؛ وقبل ذلك سكت عن الإعدامات الجزافية؛ وعن مذبحة الشباب الدموية في سبتمبر 2013 وعن مذابح كجبار وبورتسودان والمناصير.. فما بال الشيخ العلامة يتنكر لكل ما كان يصدع به رءوس العباد عن حرمة دماء الناس وأموالهم وإعراضهم.. وعن الشورى والدولة المدنية و(صحيفة المدينة) وعن العدالة والرأي الآخر.. وعن إسناد الولاية للعدول: (هل جبريل إبراهيم والفاتح طيفور ومصطفى طمبور من العدول)..؟! هل يريد الشيخ فقط أن يكون من بين الدعاة (المتفيقهون المتشدّقون) الذين يقولون ما لا يفعلون والذين حذّر الأثر الشريف منهم.. وأبانت خبرة الناس عنهم أن احدهم (يعطيك من طرف اللسان حلاوة ) ويروغ منك كما يروغ (ابن أوى)..؟! لم يذكر الشيخ عصام البشير على طول تسجيله بالأمس الذي يزف فيه للشعب السوداني الانتصارات التي حققها البراءون والأشاوس على الشعب؛ ولم يذكر ولو مرة واحدة (الكوليرا) أو الجوع أو التشرّد أو الموت الأحمر أو حيرة المرضى أو انعدام القوت والدواء والمحاليل ولبن الأطفال.. أو عن دمار الوطن أو فراغ المشافي أو (الدفن خارج المقابر).. فماله ولهذه الكلمات الخشنة التي قد تشرخ (اللهاة الناعمة)..! لماذا سكت الشيخ عصام البشير عن استنفار الأطفال وأبناء المساكين وهم صفر اليدين والزج بهم في هذه الحرب العبثية الفاجرة التي يهلل لانتصاراتها.. وهو يعلم أن (أبناء الذوات الكيزانية) يمرحون في حفلات التعارف وعقد القران وختان الأنجال ويرقصون في (الليالي المخملية) في دبي والدوحة واسطنبول وكوالالامبور.. ويواصلون تعليمهم في جامعات بريطانيا وأمريكا وفرنسا وسويسرا.. ألا يعلم الشيخ ذلك..؟! اعطني يا رجل اسم (ابن واحد) من أبناء قادة 'سجم' الإنقاذ أو حركتهم الضالة المُضلّة و'رمادها' تمّ استنفاره في مهزلة هذه الحرب اللعينة عارياً حافياً..! فلنحذر جميعاً من الوقوع في حفرة النفاق فمن آيات المنافق انه إذا وعد بأداء الحقوق أخلف، وإذا حدّث كذب على الناس و(دلّس) وإذا اؤتمن على أمانة العلم وإبراء الذمّة (نكص وتملّص)..! الجنرال (بيتان) كان أيضاً يتحدث عن حرية فرنسا وانتصاراتها وهو يرأس 'حكومة فيشي' تحت الاحتلال النازي لبلاده.. فكان مصيره أنه ذهب بنفسه لمزبلة التاريخ ولم يترك ذلك للزمن..!!

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store