logo
ماذا يريد ترامب من قمة ألاسكا؟

ماذا يريد ترامب من قمة ألاسكا؟

الجزيرةمنذ 2 أيام
واشنطن – قبل ساعات قليلة من مغادرته موسكو في طريقه إلى ولاية ألاسكا ، غازل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نظيره الأميركي دونالد ترامب بإشادته "بجهود ترامب النشطة والمخلصة" لوقف الحرب في أوكرانيا ، لكنه أيضا حاول تخفيف تركيز القمة على تلك الحرب عبر إظهار الاهتمام بمناقشة قضايا أخرى كالتجارة والحد من التسلح.
وفي الوقت ذاته، بعث بوتين برسائل قوية ل واشنطن قبل القمة بأيام من خلال اختراق القوات الروسية بعض خطوط الدفاع الأوكرانية في مواقع تماس بشرق أوكرانيا ، ما دفع لزيادة قلق الكثير من الخبراء الأميركيين الذين يدركون عدم إلمام ترامب بتفاصيل الصراع، واستعجاله لتحقيق وقف إطلاق النار يكون له الفضل في تحقيقه دون اكتراث بتبعات ذلك على الأمن الأوروبي أو بمصالح واشنطن طويلة الأجل.
ومع ذلك، يدخل ترامب الاجتماع بفهم واضح لحدوده، إذ لا يمكنه التفاوض أو الالتزام بأي مطالب روسية نيابة عن أوكرانيا. وبشكل عام، ورغم أهميته الرمزية، من غير المرجح أن يسفر اللقاء عن اتفاق ملموس أو انفراجه نحو إنهاء الحرب.
وعكست 3 مواقف على مدار الأشهر الستة الأخيرة تأرجح الرئيس ترامب الكبير تجاه الحرب الأوكرانية الروسية، ولاعبيها الأساسيين، الرئيسين فولوديمير زيلينسكي وفلاديمير بوتين.
وجاء الموقف الأول في مشهد تاريخي سينمائي داخل البيت الأبيض يوم 28 فبراير/شباط، عندما هاجم ترامب ونائبه جي دي فانس زيلينسكي في بث متلفز على الهواء مباشرة، وهو ما اعتبره المسؤولون الأوكرانيون وقادة حلف الناتو الآخرون كارثة.
وقال ترامب لزيلينسكي "لقد فعلت ما يكفي من التحدث، أنت لا تنتصر بهذا"، ثم انتقد ترامب في وقت لاحق زيلنيسكي عبر تغريدة على وسائل التواصل الاجتماعي، كتب فيها "لم يحترم الولايات المتحدة في مكتبها البيضاوي العزيز، يمكنه العودة عندما يكون مستعدا للسلام".
وكان المشهد الثاني يوم 24 يونيو/حزيران الماضي، عندما التقى ترامب زيلينسكي وقادة آخرين في حلف الناتو بقمة في مدينة لاهاي ، حيث أشاد علنا بالتحالف وأصلح علاقاته مع الرئيس الأوكراني.
وأشار ترامب من هناك إلى توتر علاقاته الشخصية مع بوتين في ظل استمرار الحرب، قائلا عن الرئيس الروسي "إنها فوضى بالنسبة له، اتصل قبل أيام، وقال: هل يمكنني مساعدتك في إيران ؟ قلت: لا، يمكنك مساعدتي فيما يتعلق بروسيا".
وفي 8 يوليو/تموز الماضي، جاء الموقف الثالث الذي أشار فيه ترامب إلى أنه سئم الرئيس بوتين، وقال للصحفيين خلال اجتماع لمجلس وزرائه إنه "غير سعيد" بالزعيم الروسي، وأنه سمح ل لبنتاغون بمعاودة إرسال أسلحة إلى أوكرانيا. وأضاف ترامب "بوتين لا يعامل البشر بشكل صحيح، لذلك نحن نرسل بعض الأسلحة الدفاعية إلى أوكرانيا، وقد وافقت على ذلك".
ولم يطمئن هذا التأرجح حلفاء أوكرانيا في واشنطن، خاصة مع إدراكهم الواسع أن صبر ترامب قد شارف على النفاد.
أجندة وتوقعات
وفي ظل الصراع الدموي المستمر لأكثر من 3 أعوام، يعتزم ترامب إعادة بناء أساس للحوار المباشر والشخصي مع بوتين، وهذا الجهد ليس رمزيا فحسب، بل يعكس التزاما إستراتيجيا باستعادة قنوات الاتصال التي قد تنهي الحرب بشكل مقبول أيضا لأوكرانيا.
وفي السياق، أشار خبير الشؤون الدولية ولفغانغ بوستزتاي، في حديث للجزيرة نت، إلى أن ترامب "وبمشاركته المباشرة سيحدد خطوطا حمراء واضحة، بالرغم من أنه يبقى أن نرى ما سيكون شكلها النهائي؟ وسيدين ترامب بشدة الهجمات الروسية على أهداف مدنية بأوكرانيا، ويطالب بوتين بإيقافها، والأهم من ذلك أن ترامب سيدعو لوقف إطلاق نار غير مشروط".
واعتبر بوستزتاي أن "أجندة القمة ستدور حول العديد من القضايا المثيرة للجدل"، وأن أبرزها -حسب اعتقاده- "عضوية أوكرانيا المحتملة في الناتو، حيث سيطمئن ترامب بوتين بأن مثل هذه الخطوة غير مطروحة، مما يشير إلى أنه لا يوجد توسع آخر للتحالف شرقا".
وبعيدا عن الناتو -يضيف بوستزتاي- مرجحا "أن تتطرق المحادثات لضمانات أمنية أوسع نطاقا بنهاية المطاف من القوى الغربية لأوكرانيا، وهي إجراءات تهدف من وجهة نظر غربية لتحقيق الاستقرار في المنطقة دون إثارة المزيد من التصعيد، وستكون مطالبات روسيا الإقليمية والهيكل المستقبلي للقوات المسلحة الأوكرانية ودورها وتسليحها من النقاط الرئيسية في المناقشة".
غياب زيلينسكي
ومن وجهة نظر ترامب، يُعد غياب زيلينسكي أمرا طبيعيا، إذ إن القمة لا تهدف للتوصل لاتفاق نهائي، ويعتقد الخبير بوستزتاي "أن ترامب يريد إرساء الأساس للمفاوضات من منظور أميركي دون أن يقاطعه زيلينسكي، معتمدا بهذا النهج على تجربته مع زيلينسكي خلال اجتماعهما أواخر فبراير/شباط الماضي".
وحول مدى واقعية التوصل لاتفاق سلام بالنظر للتباين الكبير بين مواقف موسكو و كييف ، قال بوستزتاي ردا على سؤال الجزيرة نت "إنه، حتى لو تلقت روسيا تأكيدات بأن أوكرانيا لن تنضم للناتو، وتم التوصل لاتفاق بشأن مستقبل القوات المسلحة الأوكرانية، فإن اتفاق السلام بين روسيا وأوكرانيا ليس واقعيا في المستقبل القريب على أي حال".
وأضاف "لن تتنازل أوكرانيا عن الأراضي التي تحتلها روسيا، هذا محظور أيضا بموجب الدستور الأوكراني، في المقابل، لن تتخلى موسكو عن مطالبها في شبه جزيرة القرم وشرق أوكرانيا".
مجموعة نتائج
ويمكن أن تسفر القمة عن مجموعة من النتائج، كما كتبت خبيرة السياسة الخارجية الأميركية إيما آشفورد، في مجلة فورين بوليسي، مضيفا أنه على الجانب الإيجابي، يمكن أن تبدأ محادثة مستمرة ومثمرة بين الولايات المتحدة وروسيا، لكن اتفاق سلام كامل -اتفاق مستساغ لأوكرانيا وأوروبا- غير مرجح.
وتابعت متسائلة "لماذا توافق روسيا، التي تنتصر حاليا في ساحة المعركة ولديها اقتصاد متضرر، لكنه لا يزال مرنا إلى حد كبير، على وقف القتال مقابل لا شيء؟".
في المقابل، وعلى الجانب السلبي -تواصل آشفورد- ربما يكون بوتين قد نصب فخا لترامب، وبعد أن وعد ترامب بإنهاء الحرب سريعا خلال حملته الانتخابية، فإن الأخير، قبل كل شيء، يائس من توقف القتال، ويخشى المراقبون من أنه نتيجة لذلك، قد يوافق على شروط بوتين بغض النظر عما تريده أوكرانيا.
وفعلا قال ترامب مؤخرا إن روسيا وأوكرانيا ستحتاجان إلى "تبادل الأراضي" (دون تحديد أي منها). لكن ليس من الواضح ما إذا كانت روسيا مستعدة للتخلي عن أي شيء.
وإذا رفض الرئيس زيلينسكي صفقة، بغض النظر عن مدى أحادية الجانب، في ذهن ترامب، فإن كييف ستكون -فجأة- العقبة الرئيسية أمام السلام، وقد يؤدي ذلك لقيام ترامب مرة أخرى بإطلاق العنان لغضبه على زيلينسكي، مع عواقب وخيمة محتملة على قدرة أوكرانيا على مواصلة خوض الحرب.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

زيلنسكي قبيل لقاء ترامب: بوتين لا يريد وقف القتال
زيلنسكي قبيل لقاء ترامب: بوتين لا يريد وقف القتال

الجزيرة

timeمنذ 4 دقائق

  • الجزيرة

زيلنسكي قبيل لقاء ترامب: بوتين لا يريد وقف القتال

قال الرئيس الأوكراني ف فولودومير زيلينسكي إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لا يريد وقف القتال وأن دستور بلاده يحظر التنازل عن أراض أو مقايضتها، وذلك عشية القمة المرتقبة غدا الاثنين بين زيلنسكي والرئيس الأميركي دونالد ترامب في واشنطن. وأضاف زيلنسكي أن بوتين لديه الكثير من المطالب لكن الجانب الاوكراني لا يعرفها كلَها، كما اعتبر انضمام بلاده إلى الاتحاد الأوروبي جزءا من الضمانات الأمنية التي تطالب بها كييف كجزء من أي اتفاق سلام محتمل. وعشية القمة المرتقبة بين الرئيسين الأميركي والأوكراني، عقد التحالف الغربي الداعم لأوكرانيا اجتماعا اليوم عبر تقنية الفيديو، بمشاركة زيلنسكي، إلى جانب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، والمستشار الألماني فريدريش ميرتس، ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين ، وعدد من القادة الأوروبيين. وقالت رئيسة المفوضية الأوربية إن الحدود الدولية لا يمكن تغييرها بالقوة، وأضافت عقب اجتماعها بزيلنسكي أن أوروبا تواصل تعاونها لبلوغ سلام عادل يحترم المصالح الحيوية لكل من أوكرانيا واوروبا. وطالبت فون دير لاين بأن تكون أوكرانيا قادرة على ممارسة سيادتها ومنع أي قيود على القوات المسلحة الاوكرانية في التعاون او الحصول على المساعدة مع دول أخرى. موقف ماكرون من جانبه، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن الأوروبيين سيسألون ترامب عن مدى دعمه للضمانات الأمنية لأوكرانيا، مؤكدا أنه سيطلب حضور الأوروبيين في القمم المقبلة المتعلقة بأوكرانيا. وأكد ماكرون أن قناعته الشخصية أن بوتين لا يريد السلام بل يريد استسلام أوكرانيا، في حين أن ترمب يريد السلام. وأضاف أن هيكل جيش أوكرانيا هو الركيزة الأولى لأي ضمانات أمنية لها، مشددا على ضرورة تمثيل أوكرانيا في أي محادثات بشأن مستقبلها. وقال ماكرون إن الوضع قبل محادثات يوم غد في واشنطن في غاية الخطورة، ليس لأوكرانيا فقط، بل لأوروبا أيضا. وأشار إلى أن هدف الأوروبيين من هذه المحادثات هو بناء جبهة موحدة بين أوكرانيا وحلفائها الأوروبيين. وقال إنهم إذا أظهروا اليوم ضعفا أمام روسيا ، فإنهم يمهدون الطريق لصراعات مستقبلية. "أي سلام سيئ" بدوره، قال رئيس الوزراء السويدي أولف كريستورسون إن أي سلام سيئ بشروط روسيا سيعرض الأمن للخطر بالنسبة لنا وللديمقراطيات الأوروبية الأخرى. وأضاف رئيس الوزراء السويدي في منشور له على حسابه بمنصة "إكس" أن بلاده ستواصل دعم أوكرانيا وتشارك بصياغة الضمانات الأمنية كي لا يستغل بوتين أي تسوية لاعتداء جديد. من جهته، قال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو إن هناك أمورا تريدها روسيا ولا تستطيع الحصول عليها، وأمورا تريدها أوكرانيا ولن تحصل عليها. وأكد أنه سيتعين على كل من أوكرانيا وروسيا تقديمُ تنازلات للتوصل إلى اتفاق سلام. وترغب القوى الأوروبية في المساعدة في ترتيب اجتماع ثلاثي بين ترامب وبوتين وزيلينسكي للتأكد من أن أوكرانيا لديها مقعد على طاولة المفاوضات ليتسنى لها تحديد مستقبلها. كما يريدون ضمانات أمنية قوية لأوكرانيا بمشاركة الولايات المتحدة، والقدرة على زيادة الضغط على موسكو إذا لزم الأمر. وبعد قمة ألاسكا مع بوتين الجمعة الماضي، اتصل ترامب هاتفيا بزيلينسكي وأبلغه، وفقا لمصدر مطلع، أن رئيس الكرملين عرض تجميد معظم خطوط المواجهة إذا تخلت كييف عن دونيتسك بالكامل، المنطقة الصناعية التي تعد أحد الأهداف الرئيسية لموسكو.

التايمز: هل تصمد أوروبا في وجه بوتين من دون المظلة الأميركية؟
التايمز: هل تصمد أوروبا في وجه بوتين من دون المظلة الأميركية؟

الجزيرة

timeمنذ 3 ساعات

  • الجزيرة

التايمز: هل تصمد أوروبا في وجه بوتين من دون المظلة الأميركية؟

كشفت القمة التي عُقدت يوم الجمعة في أنكوراج، أكبر مدن ولاية ألاسكا، بين الرئيسين الأميركي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين ، أن أوروبا لم تكن في قلب المفاوضات بشأن أوكرانيا، لتتأكد مجددا حقيقة أن القارة مطالَبة ببناء استقلالها الأمني بعيدا عن واشنطن، بحسب صحيفة التايمز البريطانية. وفي تحليل إخباري، أشار جوش غلانسي مساعد رئيس تحرير صحيفة تايمز البريطانية، إلى أن رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر وغيره من القادة الأوروبيين شعروا ببعض الطمأنينة بعد إعلان ترامب في ألاسكا استعداد الولايات المتحدة لتقديم ضمانات أمنية كجزء من اتفاق سلام في أوكرانيا. لكن ما لاحظه من مخرجات الاجتماع أن توجه الولايات المتحدة بدا واضحا وهو أن ابتعادها تدريجيا عن أمن أوروبا مستمر، وأصبح جليا أن القارة العجوز إذا أرادت أن تتحكم في مصيرها فعليها أن تعيد صياغة مقاربتها الدفاعية بالكامل. وبالنسبة لستارمر، فإن القمة أكدت مجددا أن مساعيه لبناء منظومة أمنية أوروبية أكثر اعتمادا على الذات باتت أشد إلحاحا من أي وقت مضى. مترددة ومتشظية يقول غلانسي إنه منذ الإعلان عن لقاء أنكوراج، كان واضحا أن القمة لا تعدو أن تكون اختبارا لمقدار ما حققه القادة الأوروبيون في مواجهة عصر ترامب، ومؤشرا على حجم العمل الذي ما زال ينتظرهم. ويضيف أن خبر لقاء القمة بين ترامب وبوتين كان من شأنه أن يُحدث انهيارا دبلوماسيا في أوروبا لو أنه أُعلن عنه قبل 6 أشهر. لكن زعماء القارة -بحسب تحليل التايمز- تعلموا التكيف مع أسلوب ترامب "المندفع وغير المتوقع". فكان أن تحركوا سريعا، مؤكدين "الخطوط الحمراء" الأوكرانية وضرورة وقف إطلاق النار قبل أي اتفاق. وقال إن هذه الاستجابة المنسقة أظهرت أن أوروبا باتت في وضع دبلوماسي أقوى من السابق، إذ أصبحت لديها خطة تقدمها لإدارة ترامب وآلية لدعم أوكرانيا. إعلان لكن غلانسي يتساءل: "هل يكفي هذا؟ هل تملك أوروبا المترددة والمتشظية القدرة والصبر الكافي لمواجهة بوتين على المدى البعيد، أم إن تقديرات الرئيس الروسي ستثبت أن القارة ستتراجع أمام الضغوط؟". بوتين يأمل أن يتمكن من دق إسفين بين الولايات المتحدة وأوروبا، وأن تنهار أوروبا وحدها، فهي التي تنوء بخلافات حول قضايا الهجرة، وتعاني من ضعف النمو الاقتصادي ، وهي المترفة برفاهيتها بعد عقود من الرفاه سباق التسلح الواقع أن أوروبا دخلت مرحلة غير مسبوقة من إعادة التسلح، كما توضح الصحيفة. فالتعهدات بمليارات اليوروهات، والتوجه البريطاني لرفع الإنفاق الدفاعي إلى 5% من الناتج المحلي، كلها مؤشرات تعكس إدراكا متزايدا بأن الأمن لم يعد سلعة أميركية مضمونة. ونقلت الصحيفة البريطانية عن وزير الشؤون الأوروبية الفرنسي بنجامين حداد القول إنه "لا عودة إلى الوراء، وعلى الأوروبيين إعادة التسلح وتولّي مسؤولية أمنهم، هذا التزام أجيال". وأشار مساعد رئيس تحرير التايمز إلى بروز تكتلات أمنية خارج حلف شمال الأطلسي (الناتو) والاتحاد الأوروبي، مثل "فايمار بلس" (الذي يضم فرنسا وألمانيا وبولندا وإيطاليا وإسبانيا والاتحاد الأوروبي وبريطانيا)، إضافة إلى " تحالف الراغبين" المكوّن من 30 دولة داعمة لأوكرانيا. وفي اعتقاده، فإن ذلك يدل على ولادة بنية دفاعية أوروبية جديدة أكثر مرونة، لافتا إلى أن أوروبا ترسل اليوم أموالا ومعدات عسكرية إلى أوكرانيا أكثر من الولايات المتحدة. لكن التحدي لا يزال هائلا، حسب ظن غلانسي، مشيرا إلى أن القدرات الأميركية في مجال الاستخبارات والاستطلاع وتحديد الأهداف لا تزال فريدة، واستبدالها سيكلف كثيرا. أما بخصوص الضمانات الأمنية، فقد أبدى ستارمر والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون استعدادهما لإرسال قوات إلى أوكرانيا بعد وقف إطلاق النار. أحلاهما مر ويوضح الكاتب أن أخطر معركة تواجه أوروبا ليست على حدود أوكرانيا فحسب، بل داخل مجتمعاتها. فزيادة الإنفاق الدفاعي تعني تقليص برامج الرعاية الاجتماعية ، وهو ما يصطدم بثقافة رفاه متجذّرة وشارع أوروبي لا يشعر بتهديد مباشر كما يشعر به مواطنو فنلندا أو بولندا. ويعتقد الكاتب أن بوتين يأمل أن يتمكن من دق إسفين بين الولايات المتحدة وأوروبا، وأن تنهار أوروبا وحدها، فهي التي تنوء بخلافات حول قضايا الهجرة، وتعاني من ضعف النمو الاقتصادي، وهي المترفة برفاهيتها بعد عقود من الرفاه. ويستشهد بتصريح للمتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف قال فيه: "بدأ تفتت الغرب بشكل جماعي". كما نقل غلانسي عن الجنرال السير ريتشارد بارونز، القائد السابق للقوات المشتركة في بريطانيا، القول إن "الأمر يتعلق بالاختيار بين الحرب والرفاه. قبل كل شيء، نحن بحاجة للتحرك بسرعة. لكننا عالقون في نقاش حول كيفية زيادة الإنفاق الدفاعي من دون المساس ببرامج الرفاه السخي التي نقدمها".

ترامب يتحدث عن "تقدم كبير" بشأن روسيا وقادة أوروبيون يشاركون في قمة واشنطن
ترامب يتحدث عن "تقدم كبير" بشأن روسيا وقادة أوروبيون يشاركون في قمة واشنطن

الجزيرة

timeمنذ 5 ساعات

  • الجزيرة

ترامب يتحدث عن "تقدم كبير" بشأن روسيا وقادة أوروبيون يشاركون في قمة واشنطن

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن "تقدم كبير" بشأن روسيا، وتحدث مبعوثه عن "تنازلات" روسية، في حين يجتمع قادة أوروبيون مع الرئيس الأوركراني فولودومير زيلينسكي في بروكسل قبل أن ينضموا إليه في اجتماعه مع ترامب بواشنطن. وكتب ترامب على منصة "تروث سوشيال" بعد يومين من قمة عقدها مع نظيره الروسي في ألاسكا ، "تقدم كبير بشأن روسيا. ترقبوا الأخبار"، دون أن يورد مزيدا من التفاصيل. أما مبعوثه ستيف ويتكوف فقال اليوم الأحد إن روسيا قدمت "بعض التنازلات" في ما يتصل بخمس مناطق أوكرانية أعلنت ضمها. وقال ويتكوف لشبكة "سي إن إن" الأميركية "قدم الروس بعض التنازلات.. بشأن كل هذه المناطق الخمس"، في إشارة إلى دونيتسك ولوغانسك وخيرسون وزاباروجيا التي تحتلها روسيا جزئيا وأعلنت ضمها لأراضيها بعد بدء حربها على أوكرانيا عام 2022، و شبه جزيرة القرم التي ضمّتها موسكو في 2014. وأعرب ويتكوف عن أمله بأن يكون اجتماع ترامب مع نظيره الأوكراني وقادة أوروبيين غدا الاثنين "مثمرا"، في وقت تدفع فيه واشنطن نحو حل للحرب بين موسكو وكييف. في السياق قال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو لشبكة "سي بي إس" اليوم الأحد إن بلاده ستواصل محاولاتها لوضع سيناريو للمساعدة في إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية ، لكن ربما لا تتمكن من تحقيق ذلك. اجتماع أوروبي في الأثناء، اجتمع "تحالف الراغبين" الذي يضم داعمي كييف، وبينهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر والمستشار الألماني فريدريش ميرتس، عبر الفيديو اليوم الأحد الساعة الأولى بعد الظهر. ويبحث الاجتماع مسألة الضمانات الأمنية التي ستمنح لكييف في إطار اتفاق سلام محتمل، والتحضير للقاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي غدا الاثنين في واشنطن، بحسب ما ذكر ماكرون. ودعا ماكرون في مستهل المحادثات مجددا إلى "مواصلة الضغط" على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. من جانبها، رحبت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين اليوم باقتراح الرئيس الأميركي تقديم ضمانات أمنية لأوكرانيا مستلهمة من معاهدة حلف شمال الأطلسي (ناتو)، في إطار المساعي لوضع حد للحرب الأوكرانية. وقالت دير لاين إنه يجب ألا تكون هناك قيود على القوات المسلحة الأوكرانية أو المساعدات الخارجية لكييف. وأضافت "مثلما قلت مرارا، يجب أن تصبح أوكرانيا حصنا منيعا بالنسبة للغزاة المحتملين". يشار إلى أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني فريدريش ميرتس ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر والرئيس الفنلندي ألكسندر ستوب ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني والأمين العام للحلف الأطلسي مارك روته ، أعلنوا أنهم سيكونون حاضرين في واشنطن غدا الاثنين. تنازلات روسية ويضغط ترامب على أوكرانيا للتوصل إلى اتفاق بعد اجتماعه مع فلاديمير بوتين الجمعة الماضي في ألاسكا، ووفقا لمصادر عرض الرئيس الروسي التخلي عن جيوب صغيرة من الأراضي الأوكرانية يحتلها مقابل مساحات شاسعة في أماكن أخرى. وقال ترامب أمس السبت إن على أوكرانيا التوصل لاتفاق ينهي الحرب مع موسكو لأن "روسيا قوة كبيرة جدا، وهم ليسوا كذلك". وبعد قمة ألاسكا مع بوتين الجمعة الماضي، اتصل ترامب هاتفيا بزيلينسكي وأبلغه، وفقا لمصدر مطلع، أن رئيس الكرملين عرض تجميد معظم خطوط المواجهة إذا تخلت كييف عن دونيتسك بالكامل، المنطقة الصناعية التي تعد أحد الأهداف الرئيسية لموسكو. وأضاف المصدر أن زيلينسكي رفض هذا الطلب. وقال ترامب أيضا إنه يوافق بوتين الرأي بشأن ضرورة السعي للتوصل إلى اتفاق سلام دون أن يسبقه اتفاق لوقف إطلاق النار ، وهو ما تطالب به أوكرانيا وحلفاؤها الأوروبيون. ويمثل هذا تراجعا عن موقفه قبل القمة عندما قال إنه لن يكون سعيدا ما لم يتم الاتفاق على وقف إطلاق النار. وتقول رويترز إنه قد يكون من الصعب للغاية على أوكرانيا قبول بعض مطالب بوتين كما هي، مما ينذر بمحادثات متوترة حول إنهاء أعنف حرب في أوروبا منذ 80 عاما، أسفرت عن مقتل وإصابة أكثر من مليون شخص. وترغب القوى الأوروبية في المساعدة في ترتيب اجتماع ثلاثي بين ترامب وبوتين وزيلينسكي للتأكد من أن أوكرانيا لديها مقعد على طاولة المفاوضات ليتسنى لها تحديد مستقبلها. كما يريدون ضمانات أمنية قوية لأوكرانيا بمشاركة الولايات المتحدة، والقدرة على زيادة الضغط على موسكو إذا لزم الأمر. وقال مسؤول حكومي أوروبي "سيوضحون ما يعتبرونه أساسيا فيما يتعلق بالضمانات الأمنية، ما يمكنهم القيام به بأنفسهم، وما يقع على عاتق تحالف من المتطوعين، وما يتوقعونه من الولايات المتحدة".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store