logo
المخططات الاسرائيلية لاختراق الجغرافيا العراقية

المخططات الاسرائيلية لاختراق الجغرافيا العراقية

موقع كتابات١١-٠٤-٢٠٢٥

انشغلت اوساط ومحافل سياسية وامنية وإعلامية عراقية وغير عراقية في في الآونة الأخيرة، بالحديث عن مخططات إسرائيلية لتحقيق اختراقات في الجغرافيا العراقية، وتوسيع نفوذ ووجود الكيان الصهيوني في المنطقة، عبر استغلال متغيرات الأوضاع في سوريا، بعد رحيل نظام الرئيس السابق بشار الأسد، واستحواذ 'جبهة تحرير الشام' على مقاليد الحكم هناك.
لم يأت الحديث عن المخططات الإسرائيلية من فراغ، وانما ارتبط بترويج سياسي واعلامي كبير، ربما يكون مقصودا من حيث التوقيت، من قبل الكيان الصهيوني، لما يطلق عليه مشروع 'ممر داود'، الذي يراد من ورائه الوصول برا الى العراق عبر سوريا.
واذا لم يكن ذلك المشروع في سياقاته النظرية، وليد لحظة 'الانقلاب' السوري الدراماتيكي والسريع، فإن ما حصل في دمشق فجر الثامن من كانون الأول-ديسمبر الماضي وما بعده، هيأ الارضيات والمناخات المناسبة لمراكز القرار الإسرائيلي، وحفزها للعمل بوتيرة متصاعدة للانتقال من مرحلة التنظير للمشروع الى التطبيقات العملية له على الأرض.
وتجلت الملامح والمؤشرات الأولية للتطبيقات والممارسات العملية لمشروع 'ممر داود' بدخول الجيش الصهيوني الى عمق الأراضي السورية، ووصوله الى تخوم العاصمة دمشق، وقيام سلاح الجو الصهيوني بتدمير العديد من المنشات العسكرية والاقتصادية الاستراتيجية في سوريا، من مخازن أسلحة وقواعد عسكرية ومصانع ومعامل، ناهيك عن دخول جهاز المخابرات (الموساد) بقوة الى سوريا بالتنسيق مع أجهزة مخابرات إقليمية ودولية.
وتتمثل خلاصة مشروع 'ممر داود'، الذي يعد جزءا من التشويهات الدينية التأريخية للكيان الصهيوني، في جانب منها، بالامتداد من النيل الى الفرات، وهذا يقتضي تدمير وتخريب وتقسيم وإخضاع ثلاث دول عربية كبيرة ومؤثرة، هي مصر وسوريا والعراق. ويرى ساسة الكيان الغاصب انهم نجحوا نسبيا بإخضاع مصر وسلبها زمام المبادرة من خلال ابرام معاهدة كامب ديفيد سيئة الصيت عام 1978، لتصبح الطريق سالكة امامهم لانهاء الدولة السورية، وتحويلها الى دويلات متناحرة ومتصارعة فيما بينها، ليؤسس له الكيان الصهيوني وجودا هناك، يتيح له الوصول الى العراق، بمساعدة ومباركة اطراف وقوى دولية وإقليمية مختلفة، قد تكون في مقدمتها الولايات المتحدة الأميركية.
ولعل مشاريع ومخططات اغراق العراق بالفوضى والعنف والإرهاب بواسطة الجماعات والتنظيمات الإرهابية التكفيرية، كـ'القاعدة' و'داعش' قد باءت بالفشل، وهو ما دفع بعض الدوائر الغربية والصهيونية الى ان تجرب وتحاول تنفيذ مشاريع ومخططات اخرى، مثلما جربت وحاولت في السابق. وقد لايحتلف 'ممر داود' كثيرا من حيث الجوهر والمضمون عن مشاريع من قبيل 'الشرق الأوسط الكبير'، و'صفقة القرن'، او عموم ما يسمى بـ'السلام الابراهيمي'، تلك المشاريع التي تحركت بوتيرة سريعة نوعا ما قبل خمسة أعوام، بيد ان معركة 'طوفان الأقصى'، التي اندلعت في السابع من تشرين الأول-أكتوبر 2023، عرقلتها وخلطت وبعثرت اوراقها.
ولاشك ان المخططات والمشاريع الصهيونية التي استهدفت، ومازالت تستهدف، وحدة العراق، والسعي المحموم لتقسيمه وتشضيته جغرافيا، وبث الفتن والصراعات بين مكوناته، تعود الى المراحل الأولى لتأسيس الكيان الغاصب قبل حوالي ثمانية عقود من الزمن، وقد تصاعدت وتائر تلك المخططات والمشاريع بعد خضوع العراق للاحتلال الأميركي عام 2003، الا ان عوامل وظروف عديدة ساهمت بأحباط وافشال كل ما سعت اليه تل ابيب ومعها واشنطن وعواصم إقليمية ودولية أخرى. ومن تلك العوامل والظروف، وجود المرجعيات الدينية، وتنامي الوعي المجتمعي، ووجود الغالبية الضامنة، وطبيعة العلاقات الرصينة مع جهات صديقة.
وبينما تواجه سوريا اليوم تحديات وتهديدات كبيرة للغاية، وتبدو الصورة ضبابية ومشوشة فيها الى حد كبير، لاسيما في ظل تقاطع وتصادم الارادات والاجندات والمشاريع الخارجية فيها، فأن العراق نجح الى حد كبير سابقا في التغلب على ذات التحديات والتهديدات، وتحويلها الى فرص وافاق واعدة. بيد ان ذلك لايعني ان الأمور باتت على ما يرام بالكامل، انطلاقا من جملة حقائق لابد من اخذها بعين الاعتبار، لعل من بينها:
-ان الامن القومي العراقي مرتبط ارتباطا وثيقا بالامن القومي لجيرانه ولعموم محيطه الإقليمي، لذا فأن أي اضطراب وفوضى سواء في سوريا او غيرها من دول الجوار والامتداد الجغرافي، لابد ان تنعكس سلبا على امن العراق، والمؤشرات والمعطيات والدلائل على ذلك ليست قليلة، ولا عابرة، ولا غامضة.
-وبما ان مخططات ومشاريع الكيان الصهيوني التوسعي، تكاد تكون واحدة حيال كل دول وشعوب المنطقة، فإن نجاحها في دولة ما لا يعني انتهاء الامر عند ذلك الحد، وانما على العكس، يعني التحفز والاندفاع بوتيرة اسرع وايقاع اكبر نحو الامام. ووصول الكيان الصهيوني الى سوريا، لابد ان تجعله يضع العراق في سلم أولوياته خلال المراحل اللاحقة.
-وجود نقاط التقاء وتقارب وتماثل في المصالح والاهداف بين الكيان الصهيوني والتنظيمات الإرهابية التكفيرية التي عاثت في الأرض فسادا في العراق على امتداد عقد ونصف العقد من الزمن، والتي أصبح البعض منها يمسك بزمام الحكم في سوريا اليوم. وهذا التلاقي والتوافق في المصالح والاهداف بين تل ابيب والتنظيمات الإرهابية، يعني فيما يعنيه، ان العراق واقع في بؤرة الاستهداف ضمن مشروع تفتيت المنطقة وتوسيع مساحات نفوذ وهيمنة الكيان الصهيوني، وهذا ما ينبغي التنبه اليه والحذر منه، رغم ان مجمل الحقائق على الأرض، تؤكد ان اوضاع العراق الأمنية والسياسية والمجتمعية تختلف اليوم كثيرا عما كانت عليه خلال الفترة المحصورة بين سقوط نظام صدام، ربيع 2003، وهزيمة تنظيم داعش، نهاية 2017. كذلك تؤكد الحقائق، ان متغيرات وتفاعلات المشهد الإقليمي، لابد ان تلقي بظلالها وانعكاساتها على العراق، بالسلب والايجاب على السواء، وهي بلا شك، متغيرات وتفاعلات على قدر كبير من الأهمية والحساسية والخطورة.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

فصائل المقاومة الفلسطينية: شعبنا متمسك بأرضه ولن يغادرها
فصائل المقاومة الفلسطينية: شعبنا متمسك بأرضه ولن يغادرها

موقع كتابات

timeمنذ 8 ساعات

  • موقع كتابات

فصائل المقاومة الفلسطينية: شعبنا متمسك بأرضه ولن يغادرها

وكالات- كتابات: حذرت فصائل المقاومة الفلسطينية، الشعب الفلسطيني؛ من مخططات الاحتلال الرامية إلى دفعه للنزوح نحو جنوب 'قطاع غزة'، تمهيدًا لتهجيره قسّرًا من القطاع. وأكدت فصائل المقاومة، في بيان، اليوم الأربعاء، أن توسيّع الاحتلال لـ'حرب الإبادة' ضد الشعب الفلسطيني بما يسَّمى: (عربات جدعون)، مصيّره الفشل كما فشلت كل المحاولات السابقة، وأن الشعب متمَّسك بأرضه ولن يُغادرها. وحيّت الفصائل أبناء شعبها: 'الصابر الصامد والمرابط والمتشَّبث بأرضه'، كما وجهت التحية إلى: 'المقاومة الباسلة التي تدافع عن شعبها وتُذلّ الاحتلال في رمال غزة'. فصائل المقاومة دعت قادة وشعوب الأمة العربية والإسلامية إلى: 'كسر حالة الصمت المريب'، واتخاذ خطوات عملية وعاجلة لفك الحصار عن الشعب الفلسطيني، عبر إدخال الغذاء والدواء والوقود والمستشفيات الميدانية بشكلٍ فوري. وختمت بيانها بتوجيه التحية إلى: 'الإخوة' في الجيش اليمني وحركة (أنصار الله) على ما وصفته: بالـ'موقف الصادق' في إسناد الشعب الفلسطيني، ومشاركتهم الفاعلة في معركة (طوفان الأقصى). وجدّدت الفصائل الدعوة إلى: 'شعوب الأمة وأحرار العالم للانخراط في هذه المعركة المقدسة'. وكان جيش الاحتلال قد أعلن رسميًا بدء المرحلة الأولى من عملية (عربات جدعون) في 'قطاع غزة' ليلة الجمعة/ السبت، في 17 أيار/مايو الحالي، بهدف السيّطرة الكاملة على 'قطاع غزة'، وتهجيّر سكانه.

مقتل اسرائيلي واصابة 3 اخرين في غزة
مقتل اسرائيلي واصابة 3 اخرين في غزة

اذاعة طهران العربية

timeمنذ 16 ساعات

  • اذاعة طهران العربية

مقتل اسرائيلي واصابة 3 اخرين في غزة

من جانبها، أعلنت سرايا القدس، الجناح العسكري ل حركة الجهاد الإسلامي، عن استهداف دبابة ميركافا بقذيفة RPG أثناء توغلها في محيط ملعب أبو رجيلة بمنطقة خزاعة شرق خانيونس، مما أدى إلى مقتل جندي وجرح آخر. وفي بيان آخر، أعلنت سرايا القدس عن تفجير قنبلة من مخلفات جيش الاحتلال كانت مزروعة مسبقاً في آلية عسكرية إسرائيلية أثناء توغلها في شارع المنطار بحي الشجاعية شرقي مدينة غزة. وفي السياق نفسه، أكد المتحدث باسم قوات الشهيد عمر القاسم، الجناح العسكري للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، أبو خالد، أن إحدى مجموعاتهم المقاتلة، العاملة في منطقة شمال غرب غزة، نصبت كميناً محكماً لدورية إسرائيلية راجلة في منطقة العطاطرة. وأوضح أبو خالد أنه تم تجهيز مسرح العملية بالعبوات الناسفة، ونجح المقاتلون في جرّ القوات المتوغلة إلى الكمين حيث أمطروها بالرصاص وفجّروا العبوات بين أقدام الجنود، مما أدى إلى وقوع إصابات مباشرة في صفوفهم، واضطرت القوة الإسرائيلية إلى طلب إمداد عبر الطائرات المسيّرة. وأضاف أبو خالد أن قائد المجموعة، زكريا رامي أبو عودة، استُشهد في المعركة، مشيراً إلى أن رفاقه تمكنوا من سحب جثمانه من أرض المعركة والعودة به إلى مواقعهم. في المقابل، أقرّ جيش الاحتلال الإسرائيلي، صباح الثلاثاء، بمقتل أحد جنوده خلال المعارك الجارية في شمالي قطاع غزة. وأوضح أن الجندي القتيل هو يوسف يهودا حيراك من كتيبة الهندسة "601"، مما يرفع عدد قتلى جنوده إلى 857 منذ بدء الحرب في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023. وفي المنطقة ذاتها، كانت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، قد أعلنت في وقت سابق عن تنفيذ كمين مركب ضد قوات الاحتلال في منطقة العطاطرة، غرب بيت لاهيا شمالي القطاع. ووفق بيان القسام، أكدت الكتائب أن العملية أسفرت عن وقوع قتلى وجرحى في صفوف قوات الاحتلال، ورُصد هبوط مروحيات عسكرية إسرائيلية في الموقع لإجلاء المصابين. من جهتها، أعلنت وسائل إعلام إسرائيلية عن إصابة ثلاثة جنود، منهم اثنان وصفت جروحهما بالخطيرة، جراء انهيار جزء من مبنى في قطاع غزة. وأفاد موقع "حدشوت للو تسنزورا" بانهيار مبنى على القوات في قطاع غزة مما أدى إلى إصابة اثنين بجروح خطيرة وواحد بجروح متوسطة. وذكرت مواقع إسرائيلية أن الرقابة العسكرية الإسرائيلية فرضت حظراً على نشر معلومات حول الحدث الأمني. تواصل فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة معركة الدفاع عن الشعب الفلسطيني والمقدسات، ضمن معركة "طوفان الأقصى"، والرد على جرائم ومجازر الاحتلال الإسرائيلي بحق المدنيين في القطاع. وفي الضفة الغربية المحتلة، أعلنت المقاومة عن تنفيذ 16 عملاً مقاوماً تنوعت ما بين اشتباكات مسلحة واندلاع مواجهات، أبرزها إطلاق نار على حاجز "شافي شمرون" شمالي الضفة الغربية. واوضحت فصائل المقاومة ان المواجهات اندلعت بين الشبان وقوات الاحتلال في عدة مناطق هي حزما بالقدس، وسلواد والمزرعة الغربية برام الله، عزرون بقلقيلية، بورين وبرقة، ومادما ومخيم عين بيت الماء والمدينة ذاتها بنابلس، الخضر ببيت لحم، مخيم عقبة جبر بأريحا، راس العروض وبيت كاحل ومخيمي العروب والفوار في الخليل.

وزير الثقافة يكرّم موظفين قاما بحماية المتحف الوطني بدمشق ليلة سقوط الأسد
وزير الثقافة يكرّم موظفين قاما بحماية المتحف الوطني بدمشق ليلة سقوط الأسد

عصب

timeمنذ يوم واحد

  • عصب

وزير الثقافة يكرّم موظفين قاما بحماية المتحف الوطني بدمشق ليلة سقوط الأسد

كرّم وزير الثقافة السوري، محمد ياسين صالح، موظفين قاما بحراسة وحماية المتحف الوطني بدمشق، ليلة سقوط نظام الرئيس المخلوع، بشار الأسد، بمنح كل منهما مبلغ 50 مليون ليرة سورية. وخلال كلمته في أثناء افتتاح معرض 'معتقلون ومغيبون' في المتحف الوطني بدمشق، أعلن صالح عن صرف مكافأة مالية تبلغ 50 مليون ليرة سورية لكل من الموظفين، الذين قاما بحراسة المتحف الوطني ليلة سقوط الأسد. وقال 'أنا مؤمن جداً بفكرة التكريم المعنوي، وهما يستحقان التصفيق'، مضيفاً أنه 'بصفتي وزيراً للثقافة، أقول إن زمن البخل وزمن الرخص في النظام الساقط قد ولّى، لذلك أتمنى أن يقبل الشخصان هديةً بسيطةً من وزارة الثقافة: 50 مليون ليرة سورية لكل منهما'.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store