
الدين على شاشة السينما
ويحلل الكتاب المناهج السينمائية المختلفة التى استخدمها صناع الأفلام للتعبير عن الدين عبر أنماط سينمائية عديدة، منها الكوميدى والتراجيدى والخيالى والخيال العلمى وغيرها. يسلط الكتاب الضوء على كيف استطاعت السينما الغربية أن تتناول موضوعات دينية معقدة، وتتناولها من زوايا مختلفة، بما فى ذلك التناغم والتنافر، والقبول والرفض، والإيمان والشك. ويهدف الكتاب إلى أن يكون مرجعاً مهماً للباحثين والمهتمين بمجالات السينما والدين والفكر. ويذكر الكتاب أن السينما تنجح عندما تتناول المحظورات، ولكنها قد تضطر إلى الالتفاف حولها لتجنب الرقابة أو ردود الفعل العنيفة من المجتمع. عشرات الأسئلة والمواقف التى ستتذكرها وأنت تقرأ عرض أسعد سليم للعديد من الأفلام السينمائية المهمة التى ظهرت فيه محاولة لتناول موضوع «الإله» لعل أشهر هذه الأعمال هو فيلم «بروس العظيم» بطولة الممثل الكوميدى «جيم كاري»، لكن الأهم هو الممثل الشهير «مورجان فريمان»، الذى لعب فى الفيلم الدور. وكذلك الفيلم البلجيكى «العهد القديم»، وكذلك الفيلم الفنتازى الأمريكى «اوه يا إلهي» فى ثلاثينات القرن الماضي، تأسست فى الولايات المتحدة جماعة تحمل اسم «فيلق الحشمة» كان هدفها «مكافحة الفجور فى السينما» وفق معايير أخلاقية متشددة ترى أن «هوليوود هى أقرب شيء للجحيم على الأرض.
جاء الصدام الأكبر عبر ويل هاريسون هايز رئيس الرقابة فى هوليوود وقتئذٍ، حيث تبنى قانوناً يتضمن مجموعة من التعليمات الصارمة للرقابة الأخلاقية تلغى أى حرية لدى صناع الفن، كما فى فيلم «حياة موسي» للمخرج ستيوارت بلاكتون ورغم أن فيلم «من المهد إلى الصليب» تم تصويره فى فلسطين وظهر للنور عام 1912، فإنه واجه اعتراضات بسبب الاعتراض على تجسيد الشخصيات الدينية على الشاشة. يوضح الكتاب أن السينما لمْ تتوَانَ عن اقتناص الفرصة؛ حيث قامت بإنتاج ملاحِمَ دينيةٍ ضخمة، بمؤثِّرات بصرية مقبولة، كما برَز اسم المخرِج سيسيل ب. ديميل واحداً من زعماء تلك الفترة، من خلال فيلمه الصامت «الوصايا العَشْر» أما أثناء الحرب العالمية الثانية (1939 - 1945) فكان لزاماً على السينما أن تكون أداة لرفْع الروح المعنوية، ووصَلَت الملاحِم الدينية لذروتها مع فيلم «بن هور» (1959) الذى حصَد إحدى عشرة جائزة أوسكار، وتناوَل اضطهاد المسيحيين فى روما القديمة. وتحت ضغط التغييرات الجذرية التى شهدتها حقبة الستينيات، طرحت السينما الغربية رؤى مختلفة وجديدة فى معالجة الموضوعات ذات البعد الدينى التاريخي.
مهّد المخرِج السويدى إنجمار برجمان لهذا التحوُّلَ بأفلام من نوعية «الختم السابع» الذى يصوِّر رحلة فارس عائد من الحروب الصليبية فى العصور الوسطَي، يواجِه ملاكَ الموت فى لعبة الشطرنج.
يقول أسعد سليم: كان من ضمن الأسئلة المهمة التى فرضت نفسها هو محاولة فهم الدين ليس بالمعنى التفسيرى الظاهري، ولكن بالمعنى المادى الذى يمكننا من الإمساك بمحتوياته حتى نخضعها للدراسة وكيف تعاملت معها السينما، ووجدت أنه قد يكون من المناسب رد الدين إلى عوامله الأولية.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الدستور
منذ 6 ساعات
- الدستور
بعد إدراجه ضمن "عاش هنا".. محطات في حياة الكاتب الراحل محمد عبد المنعم
أدرج الجهاز القومي للتنسيق الحضاري، اسم محمد عبد المنعم (10 ديسمبر 1937 - 24 يونيو 2025)، ضمن مشروع "عاش هنا"، وقد تم وضع لافتة تحمل اسمه وعنوانه على باب منزله الواقع في 7 شارع ابن مروان من شارع شارل ديجول – الدقى – محافظة الجيزة. ويهدف مشروع "عاش هنا" إلى توثيق المباني والأماكن التي عاش بها الفنانون والسينمائيون وأشهر الكتاب والموسيقيين والشعراء وأهم الفنانين التشكيليين والشخصيات التاريخية التي ساهمت في إثراء الحركة الثقافية والفنية في مصر عبر تاريخ مصر الحديث. يستعرض "الدستور" محطات في حياة محمد عبد المنعم: محمد عبد المنعم.. من الكلية الجوية إلى بلاط صاحبة الجلالة وُلد محمد عبد المنعم عام 1937، في أسرة عريقة تهتم بالتعليم والثقافة، تخرج كضابط عمليات من الكلية الجوية، لكنه ما لبث أن غيّر مساره، فالتحق بكلية الآداب – جامعة القاهرة، قسم اللغة الإنجليزية، وتخرج فيها عام 1967، مستفيدًا من إجادته للغة للدخول إلى عالم الصحافة عبر بوابة جريدة الأهرام، وتحديدًا في القسم الخارجي. برز اسمه سريعًا كمحرر متخصص في الشؤون العسكرية، حيث واصل عمله في الأهرام حتى ما بعد انتصار أكتوبر 1973، قبل أن يتولى رئاسة تحرير مجلة الدفاع التي صدرت من داخل مؤسسة الأهرام. محطات قيادية ومناصب مؤثرة في عام 1998، تولى رئاسة مجلس إدارة وتحرير مؤسسة روزاليوسف، وواصل من خلالها تقديم محتوى صحفي متميز يواكب التغيرات السياسية والاستراتيجية، كما شغل منصب المستشار الصحفي والإعلامي للرئيس الأسبق مبارك، وكان مسؤولًا عن صياغة التصريحات الرئاسية وتوزيعها على وسائل الإعلام. وعلى مدار مسيرته، كان محمد عبد المنعم عضوًا فاعلًا في نقابة الصحفيين، وعضوًا بـالمجلس الأعلى للصحافة، وترك بصمة واضحة في كل موقع شغله. اشتهر عبد المنعم بتغطيته المعمقة للشؤون العسكرية والاستراتيجية والسياسية، واستمر في إدارة الملف العسكري بالأهرام لمدة 30 عامًا منذ 1968، ما جعله أحد أبرز المؤرخين العسكريين ، وخاصة خلال فترات حرب الاستنزاف وحرب أكتوبر. وتُعد كتاباته في تلك الفترة مرجعًا أساسيًا للباحثين والمهتمين بالتاريخ العسكري والسياسي لمصر، كما قدّم برنامجًا وثائقيًا شهيرًا في الثمانينيات بعنوان "العالم في حرب" على القناة الثانية، نال متابعة واسعة لما تضمنه من أفلام وثائقية عن الحرب العالمية الثانية. ومن أبرز أعماله الأدبية قصة "ذئب في قرص الشمس"، والتي قال إنها مستوحاة من أحداث واقعية، مؤكدة قدرته على الدمج بين الواقع والسرد الفني. تكريم محمد عبد المنعم كرّمته مؤسسة روزاليوسف في ديسمبر 2020 بوصفه عميد رؤساء مجالس إدارتها ورؤساء تحريرها، تقديرًا لعطائه الصحفي الغزير ودوره القيادي، كما بقي اسمه حاضرًا في ذاكرة الصحافة المصرية والعربية، كونه أسس مدرسة صحفية تميزت بالدقة والعمق، واستفاد في ذلك من علاقاته الواسعة مع كبار المثقفين وصنّاع القرار.


نافذة على العالم
منذ 11 ساعات
- نافذة على العالم
أخبار العالم : مشوّهون ومنسيّون، ناجون كوريّون من هيروشيما يتحدثون لبي بي سي بعد 80 عاماً من القصف
الثلاثاء 5 أغسطس 2025 08:40 صباحاً نافذة على العالم - صدر الصورة، BBC/Hyojung Kim التعليق على الصورة، لي جونج سون، 88 عاماً، إحدى الناجيات من القنبلة النووية وتعيش الآن في هابتشيون، كوريا الجنوبية Article Information Author, هيو جونغ كيم Role, بي بي سي الكورية في هابتشيون قبل 48 دقيقة في تمام الساعة 08:15 صباحاً يوم 6 أغسطس/آب 1945، بينما كانت قنبلة نووية تسقط كالحجر من السماء فوق هيروشيما، كانت لي جونغ - سون في طريقها إلى المدرسة الابتدائية. ولوحت المرأة - التي تبلغ الآن من العمر 88 عاماً - بيديها كما لو أنها تحاول إبعاد الذكرى من أمامها. وتتذكر جونغ - سون: "كان والدي على وشك أن يغادر إلى العمل، لكنه عاد فجأة راكضاً وأخبرنا أن نُخلي المكان فوراً، ويقال إن الشوارع كانت مملوءة بالجثث، لكنني كنت مصدومة لدرجة أن كل ما أتذكره هو أنني بكيت. فقط بكيت وبكيت". وتقول لي إن جثث الضحايا "ذابت لدرجة أن كل ما كان يُرى منها هو الأعين"، وذلك عندما غطّى انفجار يعادل قوة 15 ألف طن من مادة (تي إن تي) مدينةً يبلغ عدد سكانها 420 ألف نسمة، وما تبقّى بعد الانفجار كان جثثاً مشوّهة لدرجة لا يمكن التعرف عليها. وتضيف لي: "القنبلة الذرية، إنها سلاح مرعب للغاية". لقد مرّ 80 عاماً منذ أن أسقطت الولايات المتحدة قنبلة "ليتل بوي"، أول قنبلة ذرية في تاريخ البشرية، فوق هيروشيما، مما أسفر عن مقتل حوالي 70 ألف شخص على الفور، ثم عشرات الآلاف في الأشهر التالية بسبب التسمم الإشعاعي، والحروق، والجفاف. وقد تم توثيق الدمار الذي خلّفته القنبلتان الذريتان في هيروشيما وناغازاكي، واللتان أنهتا الحرب العالمية الثانية والحكم الإمبراطوري الياباني في مساحات شاسعة من آسيا. لكن ما لا يعرفه الكثيرون هو أن نحو 20 في المئة من الضحايا المباشرين كانوا من الكوريين. ففي ذلك الوقت، كانت كوريا مستعمرة يابانية لمدة 35 عاماً. ويُقدّر أن حوالي 140 ألف كوري كانوا يعيشون في هيروشيما عند وقوع الانفجار، كثير منهم انتقلوا إلى هناك بسبب التجنيد القسري للعمل، أو هرباً من الاستغلال الاستعماري. أما من نجا من القنبلة النووية، إلى جانب أبنائهم وأحفادهم، فلا يزالون يعيشون في ظل ذلك اليوم، يكافحون مع التشوّهات، والألم، ومعركتهم الطويلة من أجل العدالة التي لم تُحسم حتى اليوم. صدر الصورة، Getty Images التعليق على الصورة، تمت تسمية هابتشيون بـ"هيروشيما كوريا" بسبب عدد الناجين من القنبلة النووية الذين عاشوا هناك بعد الحرب يقول شيم جين تاي، وهو ناجٍ يبلغ من العمر 83 عاماً، "لا أحد يتحمّل المسؤولية. لا الدولة التي ألقت القنبلة، ولا الدولة التي فشلت في حمايتنا. أمريكا لم تعتذر قط. اليابان تتظاهر بأنها لا تعلم. وكوريا ليست أفضل حالاً. كلهم يلقون اللوم على بعضهم البعض، ونحن تُركنا وحدنا". ويعيش شيم الآن في هابتشون، في كوريا الجنوبية، وهي مقاطعة صغيرة أصبحت موطناً لعشرات الناجين مثل شيم ولي، حتى بات يُطلق عليها لقب "هيروشيما كوريا". وبالنسبة للي، لم تتلاشَ صدمة ذلك اليوم، بل انغرست في جسدها على شكل أمراض، إذ تعاني اليوم من سرطان الجلد، ومرض باركنسون، والذبحة الصدرية، وهي حالة ناتجة عن ضعف تدفق الدم إلى القلب، وتظهر عادةً على شكل ألم في الصدر. لكن ما يُثقل كاهلها أكثر، هو أن الألم لم يتوقف عندها يوماً. فابنها هوتشانغ، الذي يُعيلها، تم تشخيصه بفشل كلوي، وهو يخضع حالياً لغسيل الكلى بانتظار عملية زرع. ويقول هوتشانغ: "أعتقد أن السبب هو التعرض للإشعاع، لكن من يستطيع إثبات ذلك؟"، ويضيف: "من الصعب إثباته علمياً، الأمر يتطلب اختبارات جينية، وهي مرهقة ومكلفة". وقد صرّحت وزارة الصحة والرعاية الاجتماعية (MOHW) لبي بي سي، بأنها جمعت بيانات جينية بين عامي 2020 و2024، وستواصل القيام بدراسات إضافية حتى عام 2029. وقالت إنها ستنظر في "توسيع تعريف الضحايا" ليشمل الجيلين الثاني والثالث من الناجين فقط "إذا كانت النتائج تؤكد تأثرهم". حصيلة الكوريين ومن بين الـ140 ألف كوري الذين كانوا في هيروشيما وقت القصف، كثيرون من مقاطعة هابتشون. وتحيط الجبال بالمقاطعة التي لا تحتوي أساساً إلا على قدر قليل من الأراضي الزراعية، فكانت الحياة هناك صعبة. وصادر المحتلون اليابانيون حينها المحاصيل، واجتاحت موجات الجفاف الأرض، مما دفع الآلاف إلى مغادرة الريف والذهاب إلى اليابان خلال الحرب. وقد تمّ تجنيد بعضهم قسراً، فيما أغرت الوعود على غرار: "ستأكل ثلاث وجبات يومياً وتُرسل أطفالك إلى المدرسة" بعضهم الآخر. لكن في اليابان، كان الكوريون يُعاملون كمواطنين من الدرجة الثانية، وغالباً ما كانوا يُكلَّفون بأقسى وأخطر الأعمال. ويقول شيم إن والده كان يعمل في مصنع للذخيرة كعامل قسري، بينما كانت والدته تدقّ المسامير في صناديق الذخيرة الخشبية. وبعد انفجار القنبلة، صُنفت هذه الأعمال الخطرة إلى مهام أكثر خطورة، وغالباً ما كانت سبباً في مقتل الكوريين الذين كانوا في هيروشيما. صدر الصورة، BBC/Hyojung Kim التعليق على الصورة، بالنسبة لشيم جين تاي، الأمر لا يتعلق فقط بالحصول على تعويض، بل يتعلق أيضاً بالاعتراف ويقول شيم، مدير فرع هابتشون في رابطة ضحايا القنبلة الذرية الكوريين، في حديثه لبي بي سي: "كان على العمال الكوريين أن يقوموا بتنظيف جثث الموتى. في البداية استخدموا النقالات، لكن عدد الجثث كان كبيراً جداً. وفي النهاية، استخدموا المجارف لجمع الجثث وأحرقوها في ساحات المدارس". ويتابع: "كان الكوريون في الغالب من يقومون بهذا العمل. معظم أعمال التنظيف بعد الحرب وصناعة الذخيرة أُنجزت بأيدينا". وبحسب دراسة أجرتها مؤسسة جيونغ جي للرعاية الاجتماعية، فإن بعض الناجين أُجبروا على إزالة الأنقاض وانتشال الجثث. وفي حين فرّ اليابانيون الذين تم إجلاؤهم إلى منازل أقاربهم، بقي الكوريون الذين لم تكن لديهم روابط محلية في المدينة، معرضين للإشعاع النووي، وبفرص محدودة جداً للحصول على الرعاية الطبية. وقد ساهمت هذه الظروف من سوء المعاملة، والعمل الخطير، والتمييز، في ارتفاع عدد الوفيات بين الكوريين. ووفقاً لرابطة ضحايا القنبلة الذرية الكوريين، بلغت نسبة الوفيات بين الكوريين 57.1 في المئة، مقارنةً بالمعدل العام الذي كان حوالي 33.7 في المئة. وقد تعرّض نحو 70 ألف كوري للإشعاع الناتج عن القنبلة. وبحلول نهاية العام، كان حوالي 40 ألفاً منهم قد توفّوا. منبوذون في وطنهم وبعد القصف، الذي أدى إلى استسلام اليابان وتحرير كوريا لاحقاً، عاد نحو 23 ألف ناجٍ كوري إلى وطنهم. لكنهم لم يُقابَلوا بالترحيب، إذ وُصفوا بأنهم مشوّهون أو ملعونون، وتعرضوا للتمييز حتى في بلدهم. ويشرح شيم: "كانت هابتشون تضم بالفعل مستعمرة لمرضى الجذام، ونتيجة لتلك الصورة الذهنية، ظن الناس أن الناجين من القنبلة مصابون أيضاً بأمراض جلدية". ويضيف أن هذا الوصم جعل الناجين يلتزمون الصمت حيال معاناتهم، مشيراً إلى أن "البقاء كان أولوية قبل الكرامة". وتقول لي إنها رأت ذلك، إذ "كان يتم التعامل مع من أصيبوا بحروق شديدة أو كانوا فقراء جداً بطريقة مروّعة. في قريتنا، كان هناك أناس أُحرقت وجوههم وظهورهم لدرجة أن عيونهم فقط كانت مرئية، وتم رفضهم في الزواج وكان الناس يتجنبونهم". ومع الوصمة، جاء الفقر. ثم بدأت تظهر أمراض بلا تفسير واضح: أمراض جلدية، مشاكل في القلب، فشل كلوي، وسرطانات. وكانت الأعراض منتشرة في كل مكان، لكن لم يكن أحد قادراً على تفسيرها. ومع مرور الوقت، بدأ التركيز يتحوّل إلى الجيلين الثاني والثالث. صدر الصورة، BBC/Hyojung Kim التعليق على الصورة، لا تستطيع الناجية من الجيل الثاني هان جونغ سون، المشي دون أن تجر نفسها هان جونغ سون، الناجية من الجيل الثاني، تعاني من نخر في العظام بسبب نقص تدفق الدم في الوركين، ولا تستطيع المشي دون أن تسحب نفسها. أما ابنها الأول فولد بشلل دماغي. وتقول سون: "ابني لم يمشِ خطوة واحدة في حياته. وعاملني أهل زوجي معاملةً سيئة. قالوا لي: لقد أنجبت طفلاً معاقاً وأنتِ أيضًا معاقة، هل جئتِ لتدمّري عائلتنا؟". "كان ذلك الوقت جحيماً حقيقياً"، على حد قولها. وعلى مدار عقود، لم تُظهر حتى الحكومة الكورية اهتماماً بالضحايا، إذ كانت الحرب مع كوريا الشمالية، والمشاكل الاقتصادية، ذات أولوية أكبر. واستمرّ هذا الحال حتى عام 2019، بعد أكثر من 70 عاماً على القصف، حين أصدرت وزارة الصحة والرعاية الاجتماعية أول تحقيق خاص بها، وكان عبارة عن نتائج استطلاع يعتمد أساساً على استبيانات. وردّاً على استفسارات بي بي سي، أوضحت الوزارة أنه قبل عام 2019، "لم يكن هناك أساس قانوني للتمويل أو التحقيقات الرسمية". لكن دراستين منفصلتين وجدتا أن ضحايا الجيل الثاني أكثر عرضة للأمراض، إذ أظهرت دراسة أجريت عام 2005 أن ضحايا الجيل الثاني كانوا أكثر عرضة بكثير من عامّة السكان للإصابة بالاكتئاب وأمراض القلب وفقر الدم، بينما وجدت دراسة أخرى في عام 2013 أن معدل تسجيل الإعاقات بينهم، يقارب ضعفَي المعدل العام. وفي هذا السياق، تبدو هان مذهولة من استمرار السلطات في طلب الإثبات للاعتراف بها وبابنها كضحايا لهيروشيما. وتقول: "مرضي هو الدليل. إعاقة ابني هي الدليل. هذا الألم ينتقل عبر الأجيال، وهو ظاهر للعيان. لكنهم لا يعترفون به. فماذا علينا أن نفعل؟ نموت دون أن يُعتَرف بنا؟". السلام بلا اعتذار ولم يزر مسؤولون من هيروشيما هابتشون إلا الشهر الماضي، في 12 يوليو/تموز، لوضع الزهور عند النصب التذكاري. فعلى الرغم من الزيارات التي قام بها رئيس الوزراء الياباني السابق يوكيو هاتوياما وشخصيات خاصة أخرى للمنطقة، إلا أن زيارة الشهر الماضي كانت أول زيارة رسمية من قبل المسؤولين اليابانيين الحاليين. وتقول جونكو إيتشيبا، الناشطة اليابانية في السلام، التي كرّست وقتها للدفاع عن ضحايا هيروشيما من الكوريين، إن "اليابان تتحدث الآن في 2025 عن السلام. لكن السلام بدون اعتذار لا معنى له". وتشير إلى أن المسؤولين الذين زاروا المنطقة لم يذكروا أو يعتذروا عن كيفية معاملة اليابان للشعب الكوري قبل وأثناء الحرب العالمية الثانية. صدر الصورة، BBC/Hyojung Kim التعليق على الصورة، تحتوي قاعة تذكارية في هابتشيون على 1160 لوحاً خشبياً، كل منها يحمل اسم كوري قُتل بالقنبلة النووية وعلى الرغم من أن عدة قادة يابانيين سابقين قد قدّموا اعتذاراتهم وأسفهم، إلا أن العديد من الكوريين الجنوبيين يعتبرون هذه المشاعر غير صادقة، أو غير كافية دون اعتراف رسمي. وتشير إيتشيبا إلى أن الكتب المدرسية اليابانية لا تزال تتجاهل تاريخ احتلال كوريا، وكذلك ضحايا القنبلة الذرية، موضحة أن "هذا التجاهل لا يؤدي إلا إلى تعميق الظلم". ويُضاف ذلك إلى ما يراه كثيرون تقصيراً في مساءلة الإرث الاستعماري الياباني. ويقول هو جونغ-غو، مدير قسم الدعم في الصليب الأحمر، إنه "يجب معالجة هذه القضايا بينما لا يزال الناجون على قيد الحياة. وبالنسبة للجيلين الثاني والثالث، يجب جمع الأدلة والشهادات قبل فوات الأوان". وبالنسبة لناجين مثل شيم، فإن الأمر لا يتعلق فقط بالتعويض، بل بالاعتراف.


الدستور
منذ 19 ساعات
- الدستور
"الشاطر مصطفى".. حكاية راقص مصرى استولى "هتلر" على ممتلكاته بألمانيا
الشاطر مصطفى ، أو أحمد مصطفى، الشهير بـ"مصطفى سيرو"، واحد من ألمع أبطال المصارعة في مصر، شغل أحاديث الناس والصحافة في الخمسينيات من القرن العشرين بقصته العجيبة، تحديدا في العام 1958، وكيف تحول من بطل في رياضة المصارعة، إلى راقص، وما حكاية دعوى التعويض التي رفعها أمام المحاكم الألمانية للمطالبة بتعويض عن ممتلكاته التي استولى عليها هتلر قبل اندلاع الحرب العالمية الثانية. حكايات الشاطر مصطفى مع المصارعة وبحسب ما رواه ونشر عنه في صحافة العام 1958، اسمه الحقيقي 'أحمد مصطفى'، أو مصطفى سيرو، وهو اسم الشهرة الذي عرف به، والذي بدأ حياته بطلا للمصارعة في العام 1926 مع قريبه إبراهيم مصطفى، حيث فاز الاثنان ببطولة القطر المصري في المصارعة ذلك العام، وكان الشاطر مصطفى من هواة الرقص فشاهدته 'بيرل هوايت'، وهي فنانة أمريكية كانت تجوب أرجاء الشرق مع فرقتها الاستعراضية، فعرضت عليه أن ينضم إلى فرقتها ويجري معها جولة فنية إلى أوروبا. وبالفعل انضم الشاطر مصطفى إلى فرقة بيرل هوايت كراقص وبدأت الفرقة رحلتها لأوروبا بإقامة بضع حفلات في العاصمة اليونانية أثينا. يقول أحمد مصطفى: وفي أثينا فوجئت بصورتي تملأ شوارع المدينة، وكانت جميع الإعلانات تقدمني باسم 'الشاطر مصطفى ملك الرقص'. وترددت فتاة يونانية رائعة الجمال علىى عروض الفرقة كل ليلة، وكانت هذه الفتاة من نجوم المجتمع اليوناني، نظرا لكونها كانت عشيقة لملك الكونياك 'كامبا'، وتدعى ــ الفتاة ــ كريوسا، والتي وقعت في غرام الشاطر مصطفى وأخذت تتردد يوميا على عروض الفرقة وترسل باقات الزهور إلى الشاطر مصطفى تماما كما يفعل الأثرياء وأصحاب الملايين مع الراقصات. Screen Shot 2025-08-05 at 12.13.00 AM Screen Shot 2025-08-05 at 12.12.47 AM الشاطر مصطفى يهرب من أثينا إلى بودابست وفي إحدى الليالي تأخر رفع الستار لمدة ربع ساعة بسبب عدم حضور بطل العرض والراقص الأول في الفرقة، الشاطر مصطفى، وبحثت بيرل هوايت عنه في كل مكان ولم تجده، وسألت عنه في الفندق فقيل لها إنه حزم حقائبه وهرب مع عشيقته الكليونير كامبا التي دفعت بنفسها فاتورة الحساب بالفندق. سافر الشاطر مصطفى إلى بودابست مع نجمة المجتمع اليوناني كريوسا، وأمضى الاثنان السهرة في أحد الأندية الليلية، وفي منتصف الليل دخلت نجمة السينما الشهيرة ليليان هارفي وكانت تربطها بكريوسا علاقة صداقة، فقدمتها إلى الشاطر مصطفى، وعرضت عليه أن يشاركها في فيلم سينمائي كانت تصوره عن حياة الغجر، وبالفعل في اليوم التالي لهذا اللقاء، قدمت ليليان هارفي مصطفى لمخرج الفيلم والذي تعاقد معه على دور راقص في الفيلم. على الجانب الآخر، سافر المليونير كامبا إلى بودابست وأخذ عشيقته كريوسا وعاد بها لليونان، بينما ظل الشاطر مصطفى غارقا مع صديقته الجديدة ليليان هارفي في الأندية الليلية، إلى أن سافرت الأخيرة وفريق فيلم الغجر إلى ألمانيا لتصوير المناظر الداخلية للفيلم. وفي برلين يلتقي الشاطر مصطفى بملكة الجاذبية في السينما الألمانية في ذلك الوقت، مارلين ديتريش والتي يعرض عليها الزواج، خاصة بعد أن استطاع إنقاذها من بعض 'البلطجية' ممن حاولوا التعدي عليه حتى أصيب ودخل المستشفى للعلاج، وما أن تم شفاؤه وخرج من المستشفى متجها إلى منزل مارلين ديتريش ليعرض عليها الزواج، كانت هي في الطائرة إلى أمريكا، حيث تعاقدت على فيلم 'الملاك الأزرق'. الشاطر مصطفى وقصة غرامه مع بريجيت هيلم وما أن ترحل ديتريش، حتى يقع الشاطر مصطفى في حب نجمة السينما الألمانية بريجيت هيلم، والتي التقاها في أحد الأندية الليلة في برلين، وما أن تتوطد العلاقة بينما تقترح عليه بريجيت هيلم أن يفتتح مطعما ونادي ليلي، وتعرض عليه أن تقرضه المال لافتتاح مشروعه، في ذلك الوقت التقي أحمد مصطفى بطلعت باشا حرب، والذي عرض عليه أن يقرضه المبلغ المطلوب لافتتاح مشروعه، قائلا: 'سيروا على بركة الله'، فيستبشر مصطفى بالاسم ويطلق علي المطعم اسم 'سيرو'. وخلال بضعة أشهر استطاع أحمد مصطفى أن يسدد ما عليه لبريجيت هيلم، والتي كانت لا تمضي سهراتها إلا في مطعم مصطفى مصطحبة معها أصدقاؤها من نجوم السينما الألمانية، واشتهر المطعم والنادي الليلي، حتى افتتح الشاطر أكثر من فرع وأصبح من أثرياء ألمانيا. الشاطر مصطفى يضيف هتلر ذاعت شهرة مطاعم الشاطر مصطفى، حتى أنه استطاع أن يشتري قصرا ليعيش فيه، كان موقعه بجوار بيت 'جوبلز'، وزير دعاية هتلر، وكان هتلر عندما يزور جوبلز في بيته يجيء على ظهر يخته الذي لا يجد له ميناء يقف عليه إلا ميناء قصر مصطفى سيرو فينزل هتلر ويجلس على شاطئ البحيرة ليتناول القهوة المصرية التي يعدها له مصطفى ويقدمها بنفسه ثم يذهب هتلر إلى بيت جوبلز. ومع قيام الحرب العالمية الثانية، استولت حكومة هتلر على قصر مصطفى سيرو، وقُصف خلال الحرب، وقتل خلال تهدمه زوجة مصطفى وابنه الوحيد، فما كان منه إلا أن طالب حكومة ألمانيا الغربية بعد انقضاء الحرب وانتحار هتلر، بتعويض عن أملاكه التي استولى عليها هتلر، وبلغت قيمة التعويض نصف مليون جنيه.