logo
كيف تواجه إسرائيل «تسونامى» الغضب الدولى؟

كيف تواجه إسرائيل «تسونامى» الغضب الدولى؟

الدستورمنذ يوم واحد
فى أعقاب هجوم السابع من أكتوبر ٢٠٢٣، ثم بداية الحرب فى غزة، كانت هناك أصوات قليلة داخل إسرائيل تحذر من العنف المفرط الذى ينتظر القطاع، وقد يجعل إسرائيل فى مرمى انتقادات العالم.
وكما يبدو أن الأمر استغرق وقتًا أطول، حتى بدأ العالم يضغط على إسرائيل، خاصة خلال الأشهر الأخيرة، لتزداد التحذيرات من قبل المؤسسة الأمنية فى دولة الاحتلال من خطورة تجاهل هذه الضغوط.
ورغم «تسونامى» الغضب الدولى من إسرائيل، وازدياد العزلة الدولية حولها، بل وفرض عقوبات ضدها، بالتزامن مع اتجاه العديد من دول العالم للاعتراف بالدولة الفلسطينية- تتجاهل حكومة بنيامين نتنياهو كل هذه التهديدات، التى نستعرضها فى السطور التالية.
ترسيخ الانقسام ومنع القيادة الموحدة لإجهاض الاعتراف الدولى المتزايد بالدولة الفلسطينية
أحد أهم ملامح الغضب الدولى الذى تواجهه إسرائيل، فى الفترة الأخيرة، يتمثل فى قيادة فرنسا مبادرة للاعتراف الدولى الواسع بالدولة الفلسطينية، خلال اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، المقرر عقده فى سبتمبر المقبل. وظهرت تحذيرات عديدة فى إسرائيل من خطوة الرئيس الفرنسى، إيمانويل ماكرون، للاعتراف بالدولة الفلسطينية، باعتبار أن خطوة كهذه ستجر دولًا أخرى للسير فى نفس الطريق، لكن حكومة بنيامين نتنياهو رفضت هذه التحذيرات تمامًا.
واعتبرت حكومة «نتنياهو» أن هذه الخطوة ناجمة عن أزمات داخلية يواجهها الرئيس الفرنسى، وأنه لا يوجد أى تأثير عملى لها على أرض الواقع، خاصة مع استمرار الولايات المتحدة فى دعم إسرائيل بلا قيود أو شروط، خاصة فى المجال العسكرى.
لكن الخطوات اللاحقة للإعلان الفرنسى كانت سريعة للغاية، بداية من إعلان بريطانيا وكندا نيتهما الاعتراف بالدولة الفلسطينية، أيضًا فى سبتمبر المقبل، بالتزامن مع صدور إشارات مماثلة من دول أُخرى فى نفس السياق، على رأسها ألمانيا وإيطاليا، فضلًا عن فرض هولندا حظرًا على دخول وزيرى المالية والأمن القومى الإسرائيليين، بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير، إلى أراضيها.
تفهم إسرائيل أن المبادرة الفرنسية تواجه عدة إشكالات، من أبرزها محاولتها الربط بين مناطق السلطة الفلسطينية فى الضفة الغربية، وقطاع غزة، وهذه ليست المرة الأولى التى تفعل فيها فرنسا ذلك. وتسعى فرنسا للربط، على الأقل من الناحية النظرية، إن لم يكن بشكل عملى، بين الحاجة إلى حسم وضع حركة «حماس» وإزاحتها من قطاع غزة، وإحياء حلّ الدولتين، وتعزيز موقع السلطة الفلسطينية.
وترى تقارير عبرية أن هذا يمثل «استمرارًا لمحاولات الفرنسيين النظر إلى غزة والضفة الغربية على أنهما كيان موحّد، دون التوقف عند الفروق الجوهرية والمعقدة بين المنطقتين».
ورأى إيلى كلوتشتاين، الباحث فى «معهد مِسغاف للأمن القومى»، فى مقال نشره بموقع «مكور ريشون»، إن فرص نجاح تلك المبادرة السياسية «ضئيلة جدًا»، بسبب ما وصفه بـ«الواقع الميدانى».
وأوضح «كلوتشتاين» أن إسرائيل أوضحت منذ البداية أنها لن تقبل وجود السلطة الفلسطينية بقطاع غزة فى «اليوم التالى» لانتهاء الحرب الحالية، وهو رفض إسرائيلى نابع من الخوف من تحول مناطق الضفة الغربية إلى مجال نفوذ إيرانى، إذا سمحت إسرائيل للسلطة الفلسطينية بالتحرك بحرية فى هذه المناطق، وفق تعبيره.
وأضاف المحلل الإسرائيلى: «رغم رمزية مبادرة الاعتراف بالدولة الفلسطينية، فإن كل تحرّك سياسى يُحسب لمصلحة الفلسطينيين، ويُسجَّل فى خانة إنجازات (حماس)، وليس فى رصيد السلطة الفلسطينية، لأن خطوة مثل هذه ستؤكد أن المقاومة ضد إسرائيل تؤتى ثمارها».
وواصل: «الحقيقة التى يعرفها كثيرون أن الخوف الإسرائيلى ليس من النفوذ الإيرانى، بل من قيادة فلسطينية موحدة يمكنها إنهاء حالة الانقسام، ما يعنى عمليًا استعداد الفلسطينيين لمباحثات السلام»، معترفًا بأن «إسرائيل تتذرع منذ سنوات بأنه ليس هناك طرف فلسطينى موحد تتفاوض معه».
وفى ظل غياب سيناريو عملى يمكّن السلطة الفلسطينية، أو حركة «حماس»، من قيادة دولة فلسطينية، حتى الآن، لا يمتلك أى كيان أو تنظيم فلسطينى القدرة على طرح بديل آخر. وبالتالى، يظل الضغط السياسى الراهن رمزيًا فى جوهره، كما حدث مع تصريحات ومبادرات أوروبية سابقة، وفق المحلل الإسرائيلى.
اتصالات على أعلى المستويات لإيقاف عقوبات الاتحاد الأوروبى
التحدى الثانى أمام إسرائيل هو الأخطر بالنسبة لها، ويتمثل فى التلميحات الأوروبية بشأن تقليص التعاون فى مجالات التجارة والبحث العلمى، وهو إجراء يترافق مع جهود أخرى تقودها فرنسا ودول أخرى داخل الاتحاد الأوروبى.
وتتضمن تلك الجهود محاولات إخراج إسرائيل من برامج الأبحاث العلمية، أو إلغاء اتفاقية الشراكة الأوروبية- الإسرائيلية، فى مسار قد يشكل اختبارًا لتطبيق خطوات أحادية إضافية، تهدف إلى التأثير فى الوضع الميدانى، أو فى القدرات العسكرية لإسرائيل، خاصة ما يتعلق بتقييد إمدادات السلاح.
هذه «العقوبة» من قبل الاتحاد الأوروبى جاءت من مكتب رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، التى تُعتبر من المؤيدين لإسرائيل فى القارة العجوز، وتعتمد فى مضمونها على تقديم «فتات» من التنازلات لـ«الجهات المعادية لإسرائيل» فى المؤسسة الأوروبية، بهدف إحباط خطوات أكثر قسوة.
ولو تم قبول الاقتراح سالف الذكر، لكانت الشركات الإسرائيلية ستُمنع مستقبلًا من المشاركة فى مشاريع تكنولوجية بمجال «السايبر». لكن، فى نهاية المطاف، لم يحدث ذلك. ونتيجةً لهجوم معاكس من القيادة الإسرائيلية، وضعت إيطاليا وألمانيا ثقلهما ضد الاقتراح، فسقط موقتًا. ومع ذلك، كانت المحادثات مع هؤلاء القادة الأوروبيين صعبة، وتناقضت بشكل كبير مع النشوة التى كانت سائدة بينهم قبل أسابيع فقط.
وحسب تقارير عبرية، قال زعيم أوروبى رفيع «أورسولا فون دير لاين أو المستشار الألمانى فريدريش ميرتس» لنظيره الإسرائيلى: «نحن نريد العمل مع علمائكم»، معترفًا بـ«القيمة الكبيرة التى يستمدها الاتحاد من العلاقة بالعلوم والتكنولوجيا الإسرائيلية».. «لكن الضغط السياسى على هؤلاء نتيجة حملة التجويع فى غزة يدفعهم إلى الزاوية»، وفق التقارير ذاتها.
وأوضح أرييل كهانا، مراسل الشئون الدبلوماسية والسياسية فى صحيفة «يسرائيل هيوم»، أن الزعيم الأوروبى البارز «سالف الذكر» قال للرئيس الإسرائيلى، إسحاق هرتسوج، فى مكالمة جاءت كجزء من معركة لمواجهة محاولة استبعاد إسرائيل عن برامج التكنولوجيا المشتركة بينها وبين الاتحاد الأوروبى، ضمن إطار برنامج «هورايزون»: «أنتم لا تفهمون ما نمرّ به».
وأضاف الصحفى الإسرائيلى: «هذا الزعيم الأوروبى كما يبدو كان يريد مساعدة إسرائيل، وكذلك فعل قادة ألمانيا وإيطاليا والمجر والتشيك وآخرون، ممن تحدّث معهم هرتسوج ونتنياهو وساعر، فى الأيام القليلة الماضية، لكن الأوروبيين تحالفوا لإدانة إسرائيل كمجرمة حرب ترتكب إبادة جماعية فى غزة من خلال التجويع، بعد نشر صور مروعة من القطاع».
وواصل: «المستشار الألمانى، فريدريش ميرتس، الذى تحدث مرتين بلهجة قاسية مع نتنياهو، هو نفسه من كان يؤيد هجوم طائرات سلاح الجو الإسرائيلى على منشآت إيران النووية، حين قال وقتها إن (إسرائيل تقوم بالعمل القذر نيابةً عن العالم). لكن مؤخرًا قال إنه قلِق من سياسة إسرائيل، وأعلن عن إنشاء جسر جوى إلى غزة، فى تحول ١٨٠ درجة».
عسكرى إسرائيلى يحذر نتنياهو: الرهان على ترامب خطير
رأى العقيد احتياط ميخائيل ميلشتاين، الرئيس السابق لقسم «الساحة الفلسطينية» فى الاستخبارات العسكرية بجيش الاحتلال الإسرائيلى، أن الخطر «الرمزى» على إسرائيل يتمثل فى الاعتراف الدولى الواسع بالدولة الفلسطينية، بينما الخطر «الأكبر» فى فتح نقاش جدّى بشأن فرض عقوبات سياسية واقتصادية وأمنية على إسرائيل، لكون ذلك خطوات تؤثر بشكل مباشر فى حياة جميع الإسرائيليين، وفى «مكانة إسرائيل بين الأمم».
وتتحرك حكومة «نتنياهو» فى مواجهة «تسونامى» الغضب الدولى بمزيج من عدم الاكتراث للنظام الدولى، والرهان بشكل مطلق على الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب، والاعتقاد بأن دعم «ترامب» سيكفى لمنع أى ضرر بإسرائيل، خاصة بعد أن هاجم الرئيس الأمريكى بعض الدول الغربية لإعلانها نية الاعتراف بالدولة الفلسطينية.
لكن هذا الرهان على «ترامب»، الرئيس الذى لا يمكن توقُّع ردات فعله، يتجاهل تحوّلًا داخليًا كبيرًا داخل حزبه ولدى الرأى العام الأمريكى ضد إسرائيل، إلى جانب تجاهله كذلك إمكانية أن يمارس العالم العربى، خاصة الحلفاء الاستراتيجيين لواشنطن، ضغطًا على «ترامب» لتعديل موقفه إزاء إسرائيل، وفق العسكرى الإسرائيلى السابق، فى مقاله بجريدة «يديعوت أحرونوت».
وترجح تقديرات إسرائيلية أن الدول الأوروبية ستستمر فى الضغط على إسرائيل، لأنها أصبحت واثقة من أن «نتنياهو» لن يستجيب بالمحادثات العادية، وأن نظامه يحتاج إلى «صدمة» لإحداث تغيير فى نهجه حيال غزة.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

مصادر مطلعة: مصر تبحث «صفقة شاملة» لوقف النار في غزة
مصادر مطلعة: مصر تبحث «صفقة شاملة» لوقف النار في غزة

مصرس

timeمنذ ساعة واحدة

  • مصرس

مصادر مطلعة: مصر تبحث «صفقة شاملة» لوقف النار في غزة

قالت مصادر مطلعة على مفاوضات الهدنة ووقف إطلاق النار فى غزة إن مصر تجرى محادثات حثيثة مع أمريكا وقطر من ناحية ومن ناحية أخرى مع الوفد التفاوضى لحركة حماس وإسرائيل، موضحة أن الاتصالات الجارية تناقش مقترحًا لوقف إطلاق النار من خلال «صفقة شاملة»، حيث كانت القاهرة قدمت هذا المقترح من قبل فى اجتماعات القمة العربية الطارئة فى مارس الماضى، والذى يتضمن تصورًا لخطط المرحلة المقبلة فى قطاع غزة، ودعت القاهرة المجتمع الدولى فى ذلك الوقت إلى دعم جهود تمكين اللجنة الإدارية المشرفة على القطاع، وتشجيعها لإنجاح مهمتها حتى تتمكن من إدارة المرحلة التالية. وأضافت المصادر أن مصر والأردن ستعملان على تدريب عناصر من الشرطة الفلسطينية تمهيدًا لانتشارها فى غزة، بدعم سياسى ومالى من الشركاء الدوليين والإقليميين، مع إمكانية انخراط مزيد من الدول فى هذا الدور التأهيلى و«التصور يهدف إلى تعزيز الأمن للفلسطينيين والإسرائيليين، ودعم فكرة التواجد الدولى فى الأراضى الفلسطينية، بما فى ذلك نشر قوات حفظ سلام دولية لحماية المدنيين».وأشارت المصادر إلى أن المباحثات تتضمن أيضًا عملية تخزين سلاح فصائل المقاومة الفلسطينية والتأكيد على أن إنهاء هذا الأمر «بات من الممكن وأمرًا ضروريًا»، وذلك من خلال معالجة أسبابه والدخول فى عملية سياسية جادة تشمل إنهاء الحرب وانسحاب القوات الإسرائيلية من القطاع، مقابل إطلاق سراح جميع المحتجزين الإسرائيليين وإبعاد عدد من قادة «حماس» «من قيادات الكتائب الموجودة فى الأنفاق» إلى الخارج وتشكيل إدارة محلية مهنية غير سياسية لإدارة القطاع.وتأتى هذه الجهود فى إطار أفق سياسى واضح، يركز على تنفيذ حل الدولتين كخيار لا بديل عنه لإقامة الدولة الفلسطينية، وفق جدول زمنى متكامل لبناء مؤسساتها واتخاذ قراراتها.فى المقابل، أبدت «حماس» مرونة فى المباحثات، مؤكدة استعدادها لصفقة شاملة كانت وافقت عليها من قبل توقف القتال وتضمن انسحاب قوات الاحتلال، لكنها شددت على أنها مستعدة لمواجهة «السيناريو الأسوأ» إذا رفضت إسرائيل المقترحات.يأتى ذلك وسط انقسام إسرائيلى حاد حول خطة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لاحتلال مدينة غزة والسيطرة على القطاع بالكامل، إذ تعارض المؤسسة العسكرية العملية، محذرة من المخاطر على حياة المحتجزين، ومن الكلفة البشرية والسياسية، فى وقت يواصل فيه الجيش السيطرة على 75٪ من مساحة القطاع.ميدانيًا، تواصل قوات الاحتلال الاسرائيلى قصف القطاع المحاصر، حيث أفادت وزارة الصحة الفلسطينية بوصول 39 شهيدًا و491 إصابة من بينهم 21 شهيدًا من «المجوعين» من منتظرى المساعدات، وصلوا مستشفيات قطاع غزة خلال يوم، حيث استهدفت قوات الاحتلال تجمعات لمنتظرى المساعدات فى رفح ونتساريم وخان يونس، ما أسفر عن سقوط عشرات الشهداء والجرحى، فى ظل تحذيرات أممية من تفاقم الأزمة الإنسانية ونقص حاد فى مستلزمات النظافة والمواد الطبية.على الصعيد الدولى، أثار القرار الإسرائيلى بشن عملية عسكرية جديدة فى غزة موجة رفض واسعة، إذ دعت المفوضية الأوروبية لوقف فورى لإطلاق النار، كما اتخذت دول أوروبية خطوات احتجاجية، بينها تعليق صادرات السلاح واستدعاء السفراء، وأثار القرار غضبا دوليًا واسعًا، حيث تقرر أن يعقد مجلس الأمن الدولى اجتماعًا طارئًا بدعم من روسيا والصين والصومال والجزائر وباكستان وجويانا وكوريا الجنوبية وسيراليون، فى مواجهة اعتراض واشنطن.ودعت المفوضية الأوروبية لإدارة الأزمات إلى وقف فورى لإطلاق النار، وفى تطور آخر، طالب الرئيس الأمريكى دونالد ترامب جامعة كاليفورنيا بدفع غرامة مليار دولار بزعم معاداة السامية على خلفية احتجاجات طلابية عام 2024 تتعلق بغزة، فى خطوة وصفها مسؤولون بأنها قد تؤدى إلى «تدمير كامل» لنظام الجامعات العامة.

مصطفى البرغوثي: الرفض المصري لتهجير الفلسطينيين أعاق مخططات إسرائيل
مصطفى البرغوثي: الرفض المصري لتهجير الفلسطينيين أعاق مخططات إسرائيل

الزمان

timeمنذ 2 ساعات

  • الزمان

مصطفى البرغوثي: الرفض المصري لتهجير الفلسطينيين أعاق مخططات إسرائيل

قال الدكتور مصطفى البرغوثي الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية، إن الهدف الأساسي للحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو هو تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة. وأضاف خلال مداخلة هاتفية مع برنامج «حضرة المواطن» الذي يُقدمه الإعلامي سيد علي، عبر شاشة «الحدث اليوم»، مساء السبت، أن نتنياهو يهدف إلى تهجير الفلسطينيين من شمال ووسط وجنوب قطاع غزة إلى معسكر اعتقال كبير بمنطقة رفح بين ممري موراج وفلاديلفيا. وأوضح أن نتنياهو يريد أن يحشر الفلسطينيين بواقع 2.2 مليون شخص في هذه المساحة الضيقة للغاية، ثم ينشر بينهم الجوع والأمراض، ويجبرهم على الرحيل إلى خارج القطاع. ونوه بأن نتنياهو قوبل بالموقف المصري الذي رفض رفضًا قاطعًا تهجير الفلسطينيين، ما أعاق الخطط الإسرائيلية في هذا الصدد، موضحًا أن الوزيرين المتطرفين إيتمار بن غفير وسموتيريتش يتحدثان الآن عن ضم شمال قطاع غزة. ولفت إلى أن معنى ذلك أنه لن يبقى أي مواطن فلسطيني في تلك المناطق، وهو ما يتم العمل عليها من خلال إجبار الفلسطينيين على النزوح من تلك المناطق صوب الجنوب. وحذر من أن ما يحدث هو محاولة حكومة نتنياهو تطبيق مخطط خطير لضم قطاع غزة وتهويده، لتحقيق هدفين استراتيجيين، وهما الاستيلاء على بئر غاز كبير تعادل قيمته 56 مليار دولار وهو يكفي لإعادة الإعمار إذا أتيح للفلسطينيين الاستفادة منها.

حماس: اقتحامات المستوطنين للأقصى مخطط لفرض السيطرة والتهويد
حماس: اقتحامات المستوطنين للأقصى مخطط لفرض السيطرة والتهويد

الزمان

timeمنذ 2 ساعات

  • الزمان

حماس: اقتحامات المستوطنين للأقصى مخطط لفرض السيطرة والتهويد

قالت حركة حماس، السبت، إن تصاعد اقتحامات المستوطنين الإسرائيليين للمسجد الأقصى بمدينة القدس المحتلة يمثل "محاولات بائسة لفرض وقائع تهويدية على الأرض وفرض السيطرة الكاملة على المسجد والمدينة". وأوضح عضو المكتب السياسي للحركة هارون ناصر الدين، في بيان، أن الأسبوع الماضي شهد اقتحام أكثر من 4761 مستوطنا لباحات الأقصى، بينهم وزراء وأعضاء كنيست، في إطار ما وصفه بـ"مخططات التهويد وفرض السيطرة الكاملة على المسجد". وأضاف أن المستوطنين أدخلوا رموزا توراتية وأدوا طقوسا علنية ورقصات استفزازية، إضافة إلى الاعتداء على القبور في مقبرة باب الرحمة، مشيرا إلى أن هذه الممارسات "تتم تحت حماية ورعاية حكومة الاحتلال". وشدد ناصر الدين على أن سياسة هدم منازل عشرات العائلات المقدسية خلال أيام معدودة "لن تنال من صمود وثبات المقدسيين وتشبثهم بأرضهم ومقدساتهم". وأكد أن "المشاريع التهويدية بحق القدس جزء من مخطط الاحتلال للضم والتهجير، وهو ما لن يتحقق مهما كلف ذلك من تضحيات". ودعا ناصر الدين الفلسطينيين والعرب والمسلمين إلى "بذل كل جهد لحماية القدس والأقصى ودحر العدوان". وفي 3 أغسطس الجاري، جدد وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، اقتحامه المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة. بن غفير، زعيم حزب "القوة اليهودية" اليميني المتطرف، قاد صلاة تلمودية في باحات المسجد، بذكرى ما يسمونه "خراب الهيكل"، وبثت وسائل إعلام عبرية، بينها صحيفة "يسرائيل هيوم" والقناة السابعة، مقاطع مصورة لعملية الاقتحام. وسبق الاقتحام دخول مئات المستوطنين إلى المسجد، حيث أدوا صلوات تلمودية بحماية الشرطة الإسرائيلية التي تخضع لإشراف بن غفير. ويؤكد الفلسطينيون أن هذه الاقتحامات تأتي ضمن مساع إسرائيلية مكثفة لتهويد القدس الشرقية، بما فيها المسجد الأقصى، وطمس هويتها العربية والإسلامية، متمسكين بها عاصمة لدولتهم المنشودة، استناداً إلى قرارات الشرعية الدولية التي لا تعترف باحتلال المدينة عام 1967، أو بضمها عام 1980. وتأتي الاقتحامات في وقت تشن فيه إسرائيل بدعم أمريكي حرب إبادة جماعية على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023. وخلفت الإبادة 61 ألفا و369 شهيدا و152 ألفا و862 مصابا من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store