logo
كيف أصبحت بتكوين مرآة لمعنويات المستثمرين؟

كيف أصبحت بتكوين مرآة لمعنويات المستثمرين؟

جو 24منذ يوم واحد
جو 24 :
تبرز العملات المشفرة وعلى رأسها "بتكوين"، في خضم التحولات المتسارعة التي تشهدها الأسواق المالية، بوصفها إحدى أكثر الأصول إثارة للجدل؛ فبين من يعتبرها "ذهباً رقمياً" قادراً على التحوط من تقلبات النظام المالي التقليدي، ومن يراها مجرد فقاعة مضاربية مرتبطة بمزاج المستثمرين، لتتعدد الرؤى حول موقعها الحقيقي ضمن الخريطة الاستثمارية العالمية.
تكتسب هذه النقاشات زخماً إضافياً مع اقتراب محطات تنظيمية واستثمارية مهمة، في وقت تتزايد فيه الرهانات على صعود البتكوين إلى مستويات غير مسبوقة، مدفوعة بتنامي الإقبال المؤسسي، وزيادة الاهتمام السياسي والتنظيمي بأطر تداول الأصول الرقمية. كما يعاد رسم العلاقة بين البتكوين والأسواق التقليدية، خصوصاً أسهم التكنولوجيا، في ضوء تطورات ما بعد جائحة كورونا.
يشير تقرير لشبكة "سي إن بي سي" الأميركية إلى أنه:
في حين تبنت المؤسسات على نطاق واسع مفهوم "الذهب الرقمي" لبتكوين، إلا أنه لا يزال أصلاً محفوفاً بالمخاطر، يرتفع وينخفض ​​جنباً إلى جنب مع الأسهم، وذلك حسب العوامل التي تُحرك معنويات المستثمرين.
عندما تكون السوق في حالة إقبال على المخاطرة، ويشتري المستثمرون أصولاً مُوجهة نحو النمو، مثل أسهم التكنولوجيا، يميل بتكوين والعملات المشفرة إلى الارتفاع معها.
المستثمرون يتوقعون أن يصل سعر البتكوين إلى مستويات قياسية جديدة في النصف الثاني من العام مع تسريع خزائن الشركات لعمليات شراء البتكوين واقتراب الكونغرس من تمرير تشريعات العملات المشفرة.
ومع اقتراب أسبوع العملات المشفرة الأسبوع المقبل في واشنطن العاصمة، واحتمالية تدفق زخم إيجابي مع اقتراب فصل الصيف، قد يؤدي الشعور الإيجابي وانخفاض أحجام التداول إلى ارتفاع الأسعار إلى 120,000 دولار أو أكثر بنهاية الأسبوع المقبل، وفقًا لريان غورمان، كبير مسؤولي الاستراتيجية في شركة يورانيوم ديجيتال.
ماذا يعني شراء "ترامب ميديا" للبيتكوين؟
وأضاف: "لا أحد يعلم إلى أي مدى سنرتفع خلال الصيف، لكن الاهتمام بخيارات الشراء المفتوحة يفوق خيارات البيع، مما يكشف عادةً عن تفاؤل المتداولين وتوقعهم استمرار زخم الأسعار الصاعدة".
يذكر أن أكبر عملة مشفرة في العالم قد صعدت صباح الجمعة إلى ذروة جديدة متجاوزة مستويات الـ 118 ألف دولار، للمرة الأولى في تاريخها، ومسجلة بذلك ارتفاعا بنحو 26 بالمئة منذ بداية العام الجاري.
علاقة البتكوين بأسهم التكنولوجيا
من جانبه، يقول خبير أسواق المال العضو المنتدب لشركة "أي دي تي"، محمد سعيد، لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية" إن العلاقة بين أداء البتكوين وأداء أسهم التكنولوجيا أصبحت واضحة للغاية خلال السنوات الأخيرة، مشيراً إلى أن البتكوين لم يعد يُنظر إليه كأصل مستقل عن الأسواق المالية التقليدية كما كان في السابق، بل تغير هذا المفهوم جذرياً بعد جائحة كورونا.
ويوضح أن البتكوين بات يتحرك بشكل شبه متزامن مع أسهم التكنولوجيا، خاصة في أوقات التقلبات الكبيرة أو عند حدوث أحداث اقتصادية مؤثرة، مثل قرارات رفع أسعار الفائدة أو فرض رسوم جمركية جديدة، مضيفاً: هذه العلاقة ظهرت بجلاء مع تزايد شهية المخاطرة في السوق، إذ يتجه المستثمرون إلى ضخ أموالهم في أصول عالية العائد مثل أسهم التكنولوجيا والبتكوين في أوقات التفاؤل، بينما يشهد الاثنان تراجعاً مشتركًا في حال تصاعد المخاوف من الركود أو حدوث موجات بيع عنيفة.
ويبيّن سعيد أن:
السبب الرئيسي لهذا الترابط يعود إلى أن البتكوين وأسهم التكنولوجيا يُصنفان كأصول عالية المخاطر، ما يجعلها أكثر حساسية لقرارات السياسة النقدية، كرفع الفائدة من قبل الفيدرالي الأميركي أو انخفاض السيولة في الأسواق.
كما أن دخول المؤسسات المالية الكبرى وصناديق الاستثمار إلى سوق الكريبتو زاد من ارتباطها بالسوق التقليدية، ليصبح سلوكها قريباً جداً من سلوك أسهم كبرى شركات التكنولوجيا مثل Nvidia وTesla وApple.
الأداء القوي لأسهم التكنولوجيا ينعكس غالبًا على أداء البتكوين (..) مما يدل على أن المزاج الاستثماري العام بات المحرك الرئيسي لكلا الأصلين، وليس العوامل الخاصة بكل منهما.
ويختتم خبير أسواق المال حديثه بالتأكيد على أن العلاقة بين البتكوين وأسهم التكنولوجيا أصبحت علاقة "مزاجية" بامتياز، ترتبط بالسيولة وحب المخاطرة لدى المستثمرين، لافتًا إلى أن من يبحث عن تنويع حقيقي في محفظته الاستثمارية يجب أن يتوجه إلى أصول أخرى، لأن السوق بات يصنف البتكوين وأسهم التكنولوجيا ضمن نفس الفئة الاستثمارية تقريباً.
سهم تكنولوجيا آخر
وتقول ستاندرد تشارترد إن البتكوين يرتبط بشكل أوثق بمؤشر ناسداك مقارنة بالذهب في معظم الأوقات، ويمكن للمستثمرين الاستفادة من النظر إليه باعتباره سهمًا كبيرًا آخر في مجال التكنولوجيا.
ويبلغ ارتباط بتكوين بمؤشر ناسداك حاليًا حوالي 0.5، بعد أن اقترب من 0.8 في وقت سابق من هذا العام، وفقًا للبنك.
في الوقت نفسه، يتراجع ارتباطه بالذهب منذ يناير، حيث لامس الصفر في مرحلة ما، وهو الآن أعلى بقليل من 0.2، بحسب تقرير لشبكة "إن بي سي نيوز".
وقال الرئيس العالمي لأبحاث الأصول الرقمية في ستاندرد تشارترد، جيف كندريك، في مذكرة: "يرتبط تداول البتكوين ارتباطًا وثيقًا بمؤشر ناسداك على المدى القصير. ويؤدي هذا الارتباط مع ناسداك إلى فكرة إمكانية إدراج البتكوين ضمن سلة من أسهم شركات التكنولوجيا الكبرى؛ وإذا تم إدراجه، فسيكون ذلك انعكاسًا لزيادة عمليات الشراء المؤسسية، حيث سيخدم البتكوين أغراضًا متعددة في محافظ المستثمرين".
يُنظر إلى بتكوين غالبًا على أنها "ذهب رقمي" وأداة تحوط ضد المخاطر التي تواجه القطاع المالي التقليدي. صرّح كندريك بأنه لا يزال يرى أن هذه العملة المشفرة الرائدة تُحقق هذا الغرض، لكن "في الواقع الحاجة إلى مثل هذه الأدوات التحوطية نادرة جدًا".
ارتباط واضح
يقول رئيس قسم الأسواق العالمية في شركة Cedra Markets، جو يرق، لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية"، إن التشارك في الحركة بين البتكوين والأسهم التكنولوجية بدأ بشكل واضح منذ العام 2020، عندما انطلقت موجة الارتفاعات في الأسواق المالية، وسجلت البتكوين مستويات قياسية في ظل بيئة فوائد متدنية أسهمت في خلق شهية مرتفعة للمخاطرة.
ويضيف: "عندما تكون شهية المخاطرة في أوجها، نرى ارتفاعات متزامنة في الأصول عالية المخاطر، مثل العملات المشفرة وأسهم التكنولوجيا، لكن عند تراجع هذه الشهية، نشهد موجات بيع وتصحيحات واضحة في كلا السوقين، كما حصل خلال تصحيح عام 2022 عقب تداعيات جائحة كورونا".
ويشير يرق إلى أن أي تحفيز مالي أو تخفيض في أسعار الفائدة من قبل البنوك المركزية يُعتبر دافعاً قوياً للأسواق، حيث تستفيد الأسهم، لا سيما التكنولوجية منها، وكذلك البتكوين من هذه السياسة التوسعية.
ويتابع: "مع تزايد السيولة وتنظيم قطاع العملات المشفرة، بدأنا نلاحظ توجه المستثمرين نحو هذا القطاع، بالتوازي مع الطفرة الكبيرة في الذكاء الاصطناعي، الذي نعدّه جزءًا من قطاع التكنولوجيا. وكما أن الذكاء الاصطناعي يمثل أداة من أدوات المستقبل، فإن العملات المشفرة تشكّل بُعدًا ماليًا لهذا المستقبل".
ويشدد على أن العلاقة بين البتكوين والتكنولوجيا لم تكن دائمًا متزامنة، وكانت تمر بفترات من الانفصال، لكن في الوقت الحالي نلاحظ ترابطًا وثيقًا ناتجًا عن عوامل مشتركة ومحفزات اقتصادية واحدة، مما يعزز من استدامة هذا الارتباط خلال الفترة المقبلة.
تابعو الأردن 24 على
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الأسواق الأوروبية تهبط
الأسواق الأوروبية تهبط

جفرا نيوز

timeمنذ ساعة واحدة

  • جفرا نيوز

الأسواق الأوروبية تهبط

قادت أسهم شركات السيارات تراجع الأسهم الأوروبية اليوم الاثنين تحت وطأة أحدث تهديدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية مرتفعة على الاتحاد الأوروبي والمكسيك، مما أبقى المستثمرين في حالة من الترقب. ونزل المؤشر ستوكس 600 الأوروبي 0.6 بالمئة إلى 544.3 نقطة بحلول الساعة 07:06 بتوقيت غرينتش. وهبطت مؤشرات أخرى لبورصات دول المنطقة عدا فاينانشال تايمز 100 البريطاني الذي خالف التوجه العام وارتفع 0.2 بالمئة. هدد ترامب يوم السبت بفرض رسوم جمركية بنسبة 30 بالمئة على الواردات من الاتحاد الأوروبي والمكسيك اعتبارا من الأول من أغسطس آب، إذ أخفقت مفاوضات جرت على مدى أسابيع مع شركاء تجاريين كبار في التوصل لاتفاقات تجارية شاملة. وقال الاتحاد الأوروبي أمس الأحد ردا على ذلك إنه سيمدد تعليق الإجراءات المضادة حتى أوائل أغسطس آب ويواصل الضغط من أجل التوصل لتسوية عبر التفاوض. ومما فاقم التوتر، قال وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني في مقابلة صحفية اليوم إن الاتحاد الأوروبي أعد بالفعل قائمة لسلع أمريكية بقيمة 21 مليار يورو (24.52 مليار دولار) لفرض رسوم جمركية عليها إذا لم يتوصل الجانبان لاتفاق تجاري. وهبطت أسهم قطاع شركات السيارات الأوروبية 1.4 بالمئة اليوم، كما هبط قطاع التجزئة واحدا بالمئة. لكن سهم أسترازينيكا ارتفع 1.9 بالمئة بعد أن قالت شركة الأدوية إن عقار باكسدروستات أوفى بكل المعايير المستهدفة الأساسية والثانوية في دراسة متقدمة على مرضى يعانون من ارتفاع في ضغط الدم خارج عن السيطرة ومقاوم للعلاج.

الصادرات الصينية تنتعش مع اقتراب مهلة الرسوم الأمريكية
الصادرات الصينية تنتعش مع اقتراب مهلة الرسوم الأمريكية

جفرا نيوز

timeمنذ ساعة واحدة

  • جفرا نيوز

الصادرات الصينية تنتعش مع اقتراب مهلة الرسوم الأمريكية

جفرا نيوز - استعادت صادرات الصين زخمها في يونيو حزيران مع إقبال الشركات على تسليم الطلبيات للاستفادة من هدنة هشة في حرب الرسوم الجمركية بين بكين وواشنطن قبل موعد نهائي وشيك الشهر المقبل، مع ارتفاع ملحوظ في الشحنات المتجهة إلى مراكز النقل في جنوب شرق آسيا. وتنتظر الشركات على جانبي المحيط الهادي لمعرفة ما إذا كان أكبر اقتصادين في العالم سيتمكنان من الاتفاق أو ما إذا كانت سلاسل الإمداد العالمية ستتأثر مرة أخرى بإعادة فرض الرسوم الجمركية التي تتجاوز 100 بالمئة. كما يسعى منتجون صينيون يواجهون ضعف الطلب المحلي وقيودا أكثر صرامة من الولايات المتحدة، التي يبيعون لها سلعا بقيمة تزيد عن 400 مليار دولار سنويا، إلى تأمين مواقفهم ويتسابقون للحصول على حصص سوقية في بلدان قريبة من بلادهم. وأظهرت بيانات الجمارك اليوم الاثنين أن الشحنات التي غاردت الصين ارتفعت 5.8 بالمئة على أساس سنوي في يونيو حزيران، متجاوزة توقعات بزيادة قدرها خمسة بالمئة في استطلاع أجرته رويترز ونموا بنسبة 4.8 بالمئة في مايو أيار. وقال تشيم لي كبير المحللين في (إيكونوميست إنتيليجنس يونت) "هناك بعض المؤشرات على أن تلبية طلبات العملاء قبل موعدها المقرر بدأ يتضاءل تدريجيا' وأضاف أنه مع توقع استمرار ذلك قبل الموعد النهائي لتعليق الرسوم الجمركية في أغسطس آب "بدأت أيضا أسعار الشحن من الصين إلى الولايات المتحدة في الانخفاض'. وارتفعت الواردات 1.1 بالمئة بعد انخفاضها 3.4 بالمئة في مايو أيار. وتوقع اقتصاديون ارتفاعا بنسبة 1.3 بالمئة. ويراقب محللون ومصدرون الموقف لمعرفة ما إذا كان الاتفاق الذي تم التوصل إليه في يونيو حزيران بين الولايات المتحدة والصين سيصمد، بعد أن تعرض اتفاق سابق تم التوصل إليه في مايو أيار لضغوط بسبب سلسلة من ضوابط التصدير التي عطلت سلاسل الإمداد العالمية لقطاعات رئيسية. وارتفعت الصادرات إلى الولايات المتحدة 32.4 بالمئة على أساس شهري. وسجل شهر يونيو حزيران أول شهر كامل تستفيد فيه السلع الصينية من خفض الرسوم الجمركية الأمريكية، لكن النمو على أساس سنوي ظل سلبيا. وفي الوقت نفسه، ارتفعت الشحنات المصدرة إلى الدول العشر الأعضاء في رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) 16.8 بالمئة.

ارتفاع أسعار الذهب إلى أعلى مستوى
ارتفاع أسعار الذهب إلى أعلى مستوى

جفرا نيوز

timeمنذ ساعة واحدة

  • جفرا نيوز

ارتفاع أسعار الذهب إلى أعلى مستوى

جفرا نيوز - ارتفعت أسعار الذهب إلى أعلى مستوى لها في ثلاثة أسابيع اليوم الاثنين، مدعومة بزيادة الطلب على الملاذ الآمن وسط تقلبات في الأسواق العالمية. ووفقا لوكالة أنباء "بلومبرغ " للأخبار الاقتصادية، ارتفع الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 0.5 بالمئة ليصل إلى 3371.34 دولار للأوقية، مسجلا أعلى مستوى منذ 23 حزيران. كما قفزت العقود الآجلة الأميركية للذهب بنسبة 0.7 بالمئة ليصل إلى 3386.20 دولار. وفيما يتعلق بالمعادن النفيسة الأخرى، ارتفعت الفضة في المعاملات الفورية بنسبة 0.4 بالمئة لتصل إلى 38.49 دولار للأوقية، بينما تراجع البلاتين بنسبة 1.1 بالمئة ليصل إلى 1384 دولارا، وانخفض البلاديوم بنسبة 1.7 بالمئة ليصل إلى 1194.40 دولار. ويترقب المستثمرون بيانات التضخم الأميركية لشهر حزيران المقرر صدورها غدا الثلاثاء، لتقييم توجهات السياسة النقدية لمجلس الاحتياطي الاتحادي، مع توقعات بتخفيض أسعار الفائدة بحوالي 50 نقطة أساس بحلول كانون الأول .

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store