
' بوابة الدولة الإخبارية' تهنئ رئيس الجمهورية والقوات المسلحة والمصريين بالذكري الثالثة والسبعين لثورة 23 يوليو
تتقدم أسرة تحرير " بوابة الدولة الإخبارية "، برئاسة الكاتب الصحفي صالح شلبي، رئيس مجلسي الإدارة والتحرير، والكاتب الصحفي أحمد موسي الضبع، المحرر العسكري، بأسمى آيات التهاني إلى فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، والشعب المصري العظيم، بمناسبة الإحتفال بالذكرى الثالثة والسبعون لثورة 23 يوليو المجيدة لعام 2025.
كما تتقدم أسرة التحرير بالتهنئة القلبية الي السيد الفريق أول/ عبد المجيد صقر، وزير الدفاع والإنتاج الحربي، والفريق/ أحمد خليفة، رئيس أركان حرب القوات المسلحة، وقادة وضباط وجنود وصف القوات المسلحة، بهذه المناسبة الوطنية، مستلهمين من هذه الثورة الخالدة أسمي معاني الإرادة والتغيير، التي صنعت ماضينا وتُلهم حاضرنا لصناعة مستقبل يليق بمصرنا الغالية.
وإذ نجدد العهد على دعم الرئيس عبدالفتاح السيسي، وكافة مؤسسات الدولة الوطنية، والمضي خلفهم في مسيرة البناء والتنمية نحو الجمهورية الجديدة التي تُجسد عظمة هذا الشعب العظيم.. وكل عام ومصرنا الحبيبة بخير وأمن وأمان واستقرار.. ودائما رايتها خفاقة بالعز والمجد والنصر.
حفظ الله مصر وشعبها وجيشها وقادتها وتحيا مصر دائما وابدا

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صوت الأمة
منذ 14 دقائق
- صوت الأمة
مفتي الجمهورية ينعى العالم الكبير الدكتور مصطفى فياض
بمزيدٍ من الرضا بقضاء الله، ينعى الدكتور نظير محمد عياد، مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، العالمَ الجليلَ والأصوليَّ الكبير، فضيلة الأستاذ الدكتور مصطفى فياض، أستاذ أصول الفقه، ووكيل كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بجامعة الأزهر، فرع كفر الشيخ، الذي فارق الحياة إلى جوار ربه الكريم، بعد حياة حافلة بالعلم والعطاء. ويؤكد مفتي الجمهورية، أن الراحل الكبير كان من كبار علماء عصره، ومن الأعلام الأصوليين الذين حملوا ميراث الأزهر الشريف في أعظم صوره، فأحسن البيان، وأجاد في التكوين، وأوفى للأمانة، وأخلص في أداء رسالته، عرف رحمه الله بعلمه الغزير، ومنهجه المتين، وبصيرته الفقهية والأصولية التي جمعت بين رسوخ التراث وفقه الواقع، فكان مرجعًا علميًّا في مجاله، ومربيًا لجيل من الباحثين والمتخصصين الذين نهلوا من علمه وسمته وخلقه. هذا ويتقدَّم فضيلة مفتي الجمهورية بخالص العزاء وصادق المواساة إلى أسرة الفقيد، وزملائه وطلابه، سائلًا المولى عز وجل أن يتغمّده برحمته الواسعة، وأن يُسكنه فسيح جناته، وأن يجزيه عن الإسلام وأهله خير الجزاء، وأن يُلهم أهله وذويه الصبر والسلوان{إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ}.


الدستور
منذ ساعة واحدة
- الدستور
مصر التي يعرفها التاريخ.. ويشوّهها الحاقدون !
قال الله تعالى في كتابه الكريم: "ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين"، آية خالدة في سورة يوسف، تعبر عن مكانة مصر التي أرادها الله وباركها في كتبه وعلى ألسنة أنبيائه، وقال النبي الكريم محمد ﷺ: " إذا فتحتم مصر فاستوصوا بأهلها خيرًا، فإن لهم نسبًا وصهرًا"، وهو حديث نبوي شريف يربط الأمة بمصر ربطًا عائليًا وإنسانيًا وروحيًا، ويؤكد قيمتها وأصالتها بين الشعوب. و قال عنها المؤرخ اليوناني هيرودوت: "مصر هبة النيل"، واعتبرها أساسًا للحضارة ومهدًا للتاريخ، وقال عنها القائد صلاح الدين الأيوبي: "من يملك مصر يستطيع أن يحكم العالم الإسلامي"، في إشارة إلى مركزية مصر وقدرتها على قيادة الأمة متى أرادت. وقال عنها نابليون بونابرت، رغم عدوانه على مصر، لم يخف إعجابه وقال: " لو لم أكن فرنسيًا، لوددت أن أكون مصريًا " أما لورانس العرب، فعبّر عن انبهاره بقوله: " في مصر ترى التاريخ حيًا يتنفس، لا يُروى فقط ". ووصف الزعيم الهندي الكبير نهرو،، مصر بأنها "قلب العالم العربي النابض، وهي ضمير أمته الحي"، حتى الرئيس الأمريكي باراك أوباما، قال خلال خطابه بجامعة القاهرة عام 2009: " العالم لا يمكنه أن ينسى أن مصر كانت مصدرًا للحضارة والعلم والثقافة". أما جماعة الكدب والضلال والخيانة - الإخوان – فقالت على لسان مرشدها مهدي عاكف: " طُز في مصر وأبو مصر"، كما رددوا مقولتهم الشهيرة: " وما الوطن إلا حفنة تراب "، وهي كلمات تنضح بالخيانة للوطن وتتناقض مع كل ما شهد به الأنبياء والمؤرخون والعقلاء. وما أعظم ما قاله رسولنا الكريم عن جند مصر وانكرته جماعة الافك والضلال، حين قال: " إذا فتح الله عليكم مصر فاتخذوا منها جندًا كثيفًا، فذلك الجند خير أجناد الأرض، لأنهم وأهلهم في رباط إلى يوم القيامة "، وهو حديث ثابت في كتب السيرة والفتوحات، ووصف عمرو بن العاص في رسائله للخليفة عمر بن الخطاب قائلًا: "إن جند مصر من أقوى الجند، وهم درع حصين للإسلام، ما داموا في طاعة الله"، وقال القائد صلاح الدين الأيوبي: "لو لم يكن في دولتي غير رجال مصر، لكفوني نصرة وتمكينًا". وأكد الرئيس عبد الفتاح السيسي: "ان الجيش المصري هو العمود الفقري للدولة، وهو من تحمل كل الصعاب لينقذ مصر في أصعب الظروف". أما الإخوان فقد وصفوا جيش مصر بأقبح الألفاظ، وبأقوال لا تخرج إلا من أقبح ما أنجبت البشرية وانجسها ويعف اللسان ان يذكرها . وعندما نعود إلى الحاضر، يجب أن نراجع مواقف الدولة المصرية تجاه القضية الفلسطينية في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، حيث وضع أربعة مبادئ لا تتراجع عنها مصر وهي: " لا وطن بديل للشعب الفلسطيني" و" وضرورة قيام دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية "، و" أن غزة جزء من فلسطين وليست عبئًا على مصر"، و" أن أمن غزة من أمن مصر" ومازالت مصر متمسكة حتى اليوم بحل الدولتين وقيام دولة فلسطينية مستقلة، عاصمتها القدس الشرقية، كما أكدت مرارًا التزامها بقرارات الشرعية الدولية. وكانت مصر من أوائل الدول التي رفضت إعلان الولايات المتحدة اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل عام 2017، وشاركت بفاعلية في جلسة الأمم المتحدة التي أدانت هذا القرار. ويذكر التاريخ المعاصر ان مصر كانت حريصة على وحدة الصف الفلسطيني، وسعت مرارًا لإنهاء الانقسام بين حركتي فتح وحماس، ورعت جولات حوار في القاهرة أعوام 2017، و2020، و2021، و2022. كما لعبت دورًا رئيسيًا في التهدئة ووقف إطلاق النار في مواجهات كبرى، مثل حرب 2014، وعدوان مايو 2021، وتصعيد أغسطس 2022، وعدوان غزة المستمر منذ أكتوبر 2023. وظل موقف مصر واضحًا وصارمًا برفض محاولات العدو تهجير الفلسطينيين من غزة إلى سيناء، واعتبرت ذلك خطًا أحمر يمس الأمن القومي المصري والعربي، ومنذ اليوم الأول للعدوان الصهيوني على غزة في أكتوبر 2023، دعت مصر إلى مؤتمر "القاهرة للسلام" بمشاركة دولية واسعة للمطالبة بوقف العدوان وفتح ممرات إنسانية عاجلة. ولم تتوقف المبادرات المصرية رغم شدة الظروف، فبالتنسيق مع الأردن وقطر والإمارات، سعت مصر لإدخال المساعدات إلى غزة عبر معبر رفح، فضلا عن الجهود الشعبية المصرية الكبيرة التي يشهد بها العالم اجمع. و ورغم كل ذلك، تستمر جماعة الشر الإخوانية في تشويه موقف مصر، وتتهمها زورًا بأنها تتآمر على القضية الفلسطينية. و عندما أعلنت فرنسا اعترافها بالدولة الفلسطينية، كانت مصر أول المرحّبين، ووصفت القرار بـ"الخطوة التاريخية الفارقة"، وعندما اتخذت إسبانيا الخطوة ذاتها، وصفها الرئيس السيسي بعد لحظات بالقرار الشجاع، فالواقع الذي تتعامل معه دول العالم اجمع ان مصر لا تدعم القضية الفلسطينية كطرف محايد، بل تتبناها باعتبارها قضية مصرية وعربية بالأساس، وفي كل محفل دولي، لا تذكر القضية الفلسطينية إلا وتُذكر معها مصر ومواقفها الثابتة، خاصة ما يتعلق برفض التهجير والدفاع عن حل الدولتين، تلك هي مصر.. التي يعرفها التاريخ، وتحترمها الشعوب، ويعجز الكارهون عن تشويهها.


نافذة على العالم
منذ 2 ساعات
- نافذة على العالم
أخبار العالم : ليست رأس الهرم الديني، ماذا نعرف عن "مشيخة العقل" لدى الدروز؟
السبت 26 يوليو 2025 12:00 مساءً نافذة على العالم - صدر الصورة، Getty Images التعليق على الصورة، أحد وجهاء شيوخ الدروز من المرتبة الثانية مع أعضاء جيش الثوار بقيادة جنبلاط في لبنان عام 1958 Article Information Author, أميمة الشاذلي Role, بي بي سي عربي قبل 2 ساعة بعد الاشتباكات الدامية الأخيرة في السويداء بسوريا، حيث الكثافة السكانية الدرزية، برز اسما الزعيمين الدرزيين الشيخ يوسف جربوع، والشيخ حكمت الهجري، وكلاهما يحمل اللقب الديني شيخ العقل، إضافة إلى الشيخ سامي أبو المنى. فماذا تعني "مشيخة العقل"؟ ومتى نشأت؟ ولماذا؟ العقل لدى الدروز صدر الصورة، Getty Images التعليق على الصورة، النجمة الخماسية التي تمثل المبادئ الدرزية جاء في كتاب "مناقب الدروز في العقيدة والتاريخ" للدكتور سامي أبو شقرا نقلاً عن الشيخ عبد الغفار تقي الدين قوله: "لقد جعل الله للوجود علة وسبباً يتنزه به عن المباشَرة لإبداع الكائنات بذاته، هذه العلة هي العقل". ويقول شيخ العقل السابق في لبنان، نعيم حسن، إن العقل بالنسبة للموحدين "هو في المحل الأرفع، يقترن بالشرع الحق ويقود الإنسان بنوره". وأضاف في كتابه (الدليل إلى التوحيد) أن الدروز يُطلقون لقب "العقّال" على من وَعَوا عن الله أمره ونهيه وعملوا بمراده، وآمنوا أن العقل يجب أن يتوافق مع الشرع. ويقول سعيد أبو زكي، أستاذ التاريخ والأخلاق بالجامعة اللبنانية الأمريكية، إنه كان يطلق على المتدينين "العُقّال" ومفردها عاقل، على عكس "الجُهّال". ولا يقتصر لقب العُقال على الرجال، حيث يُطلق أيضاً على المرأة الدرزية المتدينة "العاقلة". وهناك "نساء عاقلات يبرزن بالتقوى والفضيلة الدينية، فيُكرّمن ويُقصدن أحياناً للمشورة، ويطلق عليهن لقب الست"، بحسب أبو زكي الباحث في تاريخ الدروز. وذكر أبو زكي في حديث خاص لبي بي سي أنه عند وفاة إحدى هؤلاء العاقلات، يُدفنّ بمدفن خاص، وتُنصَب عليه شواهد تذكر بعض فضائلهن، فيصبح مزاراً دينياً، ضارباً مثالاً بالست فاخرة البعيني من قرية مزرعة الشوف في القرن التاسع عشر؛ ومع ذلك فالدرزيات لا يتقلدن مناصب لا روحية ولا قانونية. ويؤكد أبو زكي، مؤلف كتاب "مشيخة عقل الدروز في لبنان: بحث في أصولها ومعناها وتطورها"، على أن المنصب الديني يرجع إلى "مسلك العقل"، وهو المسلك الديني الروحي لدى الدروز، الذي يُعنى بـ"تنمية وتهذيب الطبيعة العاقلة لدى الإنسان وإيصالها إلى كمالها". ما الحاجة إلى مشيخة العقل؟ صدر الصورة، Getty Images التعليق على الصورة، الشيخ عارف حلاوي من أهم مراجع الدروز حول العالم ظهرت فكرة "مشيخة العقل" خلال الحقبة العثمانية في لبنان، في القرن الثامن عشر، وكان يطلق على كل مرجعية دينية في قرية أو منطقة؛ حيث كان جبل لبنان مقسماً إلى مقاطعات بها مجموعة من القرى، وكان في كل قرية مرجعية أو أكثر. ويقول أبو زكي، وهو أيضاً باحث في تاريخ الدروز، إن لقب "شيخ العُقّال" بدأ يظهر في المصادر اللبنانية للدلالة على المرجعيات الدينية لدى دروز جبل لبنان. وفي القرن التاسع عشر صار يمسى "الرئيس الروحي". وبعدها حدث تطور سياسي؛ حيث بدأ الدروز يفقدون الحكم في جبل لبنان بعد عام 1825، وحاول الأمير بشير الثاني الشهابي، الذي حكمت سلالته لبنان ما بين (1247-1697)، إدخال نفوذه على الرئاسة الروحية. وبحسب أبو زكي، كان رد فعل الدروز أنهم أنشأوا "مشيخة عقل" كمنصب له وظائف إدارية محدّدة تختص بالأوقاف والأحوال الشخصية، وحيّدوا الرئاسة الروحية، التي هي الولاية الدينية، عن اللقب. ويقول المؤرخ اللبناني الدكتور صالح زهر الدين في كتابه (تاريخ المسلمين الموحدين الدروز)، إن "مشيخة العقل من المناصب الكبرى الحساسة والمسؤولة في البلاد؛ حيث كان يهابها الحكام، خاصة الشهابيون؛ لأهميتها وتأثيرها ووزنها الفاعل على كل الصُعد". ومع ذلك، يقول أبو زكي إن لقب "شيخ العقل" لم يشع استعماله داخلياً لدى الدروز إلا بعد عام 1861، خلال الحكم "المُتصرّفي"، وهو نظام حكم أقرته الدولة العثمانية بعد ما يعرف بالفتنة الطائفية الكبرى بين الدروز والموارنة. هل هو رأس الهرم الديني؟ يقول الشيخ يوسف جربوع، شيخ عقل الدروز في سوريا، في حديث خاص لبي بي سي إن مشيخة العقل هي رأس الهرم الرّوحي لطائفة الموحدين الدروز، وشيوخها هم أئمة هذه الطائفة، أو بمعنى آخر هم "المرجعية الدينية العليا" لديهم. في المقابل، يؤكد سعيد أبو زكي، الأكاديمي والباحث المتخصص في تاريخ الدروز، أن مشيخة العقل تأتي حالياً في المرتبة الثالثة في الهرم الديني لدى الدروز؛ فهو "شيخ يُنتدب من قبل رجال الدين". وتأتي في المرتبة الثانية طبقة من الشيوخ تلبس عباءة خاصة مقلمة باللونين الأبيض والأسود، تميزها عن بقية رجال الدين، ولا يُطلق عليهم لقب بعينه، لأنه بحسب أبو زكي فإن رجال الدين الدروز لديهم "نفور من الألقاب" بشكل عام. صدر الصورة، Getty Images التعليق على الصورة، أحد شيوخ الدروز اللبنانيين من المرتبة الثانية بالعباءة المقلمة بالأبيض والأسود، في حاصبيا بلبنان أما رأس الهرم الديني لدى دروز لبنان، ولدى الكثير من الدروز في المنطقة حالياً، فهو الشيخ أمين الصايغ، وليس له لقب رسمي، لكنه يعد فعلياً المرجع الروحي الأعلى. ويختار الرئيس الروحي الأعلى أو رأس الهرم الروحي هؤلاء الشيوخ من المرتبة الثانية؛ "حيث يقدم في نواحي بلاده بعض الأعيان بآلية بسيطة غير محددة تنسجم مع تعلقهم بالزهد". وضرب الباحث اللبناني مثالاً كأن يدعو المرجع الأعلى إلى عقد حلقة ذكر في إحدى خلوات البلاد، وعند اكتمال الوفود، يتوجه إليهم بخطاب ديني قصير يبرز فيه فضل واحد أو أكثر من المشايخ الحاضرين، بالاستناد إلى فضيلتهم الدينية. ويطلب هذا الإمام الأعلى من هؤلاء المُختارين لبس العباءة المقلمة، فتتحقق بذلك فكرة "الإشهار"؛ لكن أبو زكي يقول إن إقناع هؤلاء الشيوخ بقبول العباءة غالباً ما تكون مسألة صعبة؛ لتخوفهم من الجاه الاجتماعي المرافق. ويعد هؤلاء الشيوخ "مرجعيات عرفية" كما يقول الباحث اللبناني، حيث يثق الناس في تجردهم الديني وحكمتهم، كما يرجع إليهم القادة السياسيون. وتتمحور وظيفتهم حول رعاية النشأة الروحية في مسلك العقل، كل في حيزه الجغرافي، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وإقامة الحدود. وفي الوقت الذي يُتوارث فيه لقب "شيخ العقل" في عائلات محددة، إلا أن الرئاسة الروحية العليا لا تعرِف الوراثة، كما يقول أبو زكي، كما تغيب عنها الأضواء الإعلامية. صدر الصورة، الوكالة الوطنية للإعلام في لبنان التعليق على الصورة، المرجع الروحي الأعلى لطائفة الموحدين الدروز الشيخ أبو يوسف أمين الصايغ شيوخ العقل في بلاد الشام صدر الصورة، موقع جامعة القديس يوسف في بيروت التعليق على الصورة، الدكتور الشيخ سامي ابو المنى، شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز في لبنان بالنسبة للبنان، يتولى منصب مشيخة العقل في الوقت الحالي الدكتور سامي أبو المنى، الذي اختِير للمنصب عام 2012، بعد إعلان من الشيخ نعيم حسن لانتخاب شيخ عقل جديد لطائفة الموحدين الدروز، خلفاً له. وتضم مشيخة العقل في لبنان حالياً شيخ عقل واحد يتمتّع بالحقوق والامتيازات ذاتها التي يتمتّع بها رؤساء الطّوائف اللّبنانيّة الأُخرى، من غير استثناء أو تمييز، بحسب نص القانون الصادر عام 2006. أما في السابق، فكان هناك شيخا عقل: شيخ للفئة الجنبلاطية، وشيخ للفئة اليزبكية من الدروز، لرعاية الأوقاف الدينية لعُقّال الدروز، وكهيئة إشراف على تطبيق الأحوال الشخصية عند قضاة المذهب، أي كهيئة استئناف، بحسب أبو زكي. ويُعدّ القبول بمنصب شيخ العقل تنازلاً نهائياً من صاحب المنصب عن أي وظيفة أو مهنة أو حرفة؛ فلا يجوز قانونياً الجمع بين منصب شيخ العقل وأيّ منصب آخر من أيّ نوع كان، باستثناء المناصب الفخرية. ويتولّى شيخ العقل رعاية شؤون طائفة الموحّدين الدّروز الرّوحيّة، وإدارة مصالحها الدينية والاجتماعية، كما يمثّلها رسمياً لدى السلطات العامة وبقية الطوائف. وتساعده في تنفيذ مسؤوليّاته هيئة دينية استشارية تتكون من ستة شيوخ، يعينهم شيخ العقل خلال الشهر الأول من تاريخ تسلمه مهام منصبه، على ألا تربطه بأي منهم علاقة ما أو صِلة قربى حتى الدّرجة الرابعة. ومع ذلك، يقول سعيد أبو زكي إن هذا القانون "يعبر عن الواقع التنظيمي لمنصب شيخ العقل، لكن التنظيم الديني الحقيقي، يقع خارج مجال هذا القانون، فهو تنظيم عرفي روحي. ولا يُسمح لشيخ العقل بالتدخل بالقرارات الدينية التي هي من اختصاص مشايخ البلاد". صدر الصورة، Getty Images التعليق على الصورة، الشيخ يوسف جربوع، شيخ عقل الطائفة الدرزية في سوريا أما في سوريا، فيقول الشيخ يوسف جربوع، في حديث خاص لبي بي سي إن الحاجة إلى مشيخة عقل في سوريا ظهرت بعد هجرة بعض الدروز إليها، وتحديداً إلى جبل العرب أو جبل حوران قبل نحو 300 عام. ومع ذلك، فإن بداية وجود الدروز هناك لم تكن تستدعي وجود مرجعية أو مشيخة، نظراً لقلة عددهم، بحسب شيخ العقل الذي تحدث لبي بي سي. ويقول الكاتب تيسير أبو حمدان في كتابه "الدروز مسلكاً ومعتقداً" إن الحاجة إلى المرجع الروحي في جبل العرب، ظهرت عندما وجد حاكم الجبل حمدان الحمدان أنه لا بد من وجود من يتولى أمور الطائفة دينياً ويرعى شؤونها الشخصية. وقد وقع الاختيار على الشيخ ابراهيم الهجري، "لنبوغه وصلاحه وتقواه"، بحسب أبو حمدان، ليصبح مؤسس الرئاسة الروحية في الجبل، وتصبح بلدته (قنوات) المركز الديني للطائفة في الجبل وكان ذلك عام 1803. وقد ظل الشيخ إبراهيم الهجري الشيخ الروحي الأوحد طيلة حياته؛ لكن بعد وفاته، اختار الدروز عائلتين أخريين هما عائلة جربوع من مدينة السويداء، وعائلة الحناوي من بلدة (سهوة بلاطة)، إلى جانب عائلة الهجري. صدر الصورة، Getty Images التعليق على الصورة، الشيخ حكمت سلمان الهجري (في المنتصف) وقد توارثت العائلات الثلاثة المشيخة، باختيار الزعماء والحاضرين من هو أصلح من أسرة المتوفي، بإلباسه عمامة وعباءة المشيخة في يوم الوفاة أو بعدها بقليل. وبحسب أبو زكي، فقد تمركزت مشيخة آل الهجري في قنوات والريف الشمالي والغربي للسويداء، في حين استقرت مشيخة آل حناوي في سهوة البلاط والريف الجنوبي، أما مشيخة آل جربوع فهي في مدينة السويداء والقرى المجاورة. ويضيف أبو زكي أن دروز جبل حوران، اصطلحوا على تراتبية اجتماعية عرفية تضع مشيخة آل هجري في المقام الأول، ثم مشيخة آل جربوع في المقام الثاني، وبعدها مشيخة آل حنّاوي في المقام الثالث، وهي تراتبية معنوية لا دخل لها في الوظائف الدينية والاجتماعية والسياسية التي يتساوى فيها الثلاثة. وتشير المصادر التاريخية في القرن التاسع عشر، إلى كون مشيخة آل هجري لها المكانة الأولى بين الثلاثة، وهو ما يفسر اللقب الرسمي الذي يستعمله الشيخ حكمت الهجري في وقتنا الحالي، باعتباره "الرئيس الروحي لطائفة المسلمين الموحدين الدروز" وهو لقب لا يستعمله شيخا العقل الآخران، بحسب الباحث اللبناني أبو زكي. صدر الصورة، Getty Images التعليق على الصورة، رئيس الطائفة الدرزية في إسرائيل، الشيخ موفق طريف كما عرفت أرض فلسطين التاريخية، الديانة الدرزية قبل نحو 1000 عام، بحسب أبو زكي. وقد اعترفت إسرائيل بالطائفة الدرزية كطائفة مستقلة عام 1957، فأنشِئت رئاسة روحية بنفس مفهوم شيخ العقل، برئاسة الشيخ أمين طريف، الذي جمع بين هذا المفهوم وبين كونه المرجعية الدينية العليا للدروز هناك، كما يقول الباحث اللبناني أبو زكي، وهو جد الشيخ موفّق طريف، الرئيس الروحي الحالي للدروز في إسرائيل. صدر الصورة، Getty Images التعليق على الصورة، الشيخ أمين طريف، شيخ العقل في فلسطين عام 1928 وأخيراً هناك الرئاسة الروحية لعدد قليل من الدروز في الأردن، في مناطق مثل الأزرق ووادي السرحان، قبل أن ينتقل بعضهم إلى عمّان والمناطق الحضرية الأخرى مع تَشكُّل الدولة. ويقول الكاتب اللبناني فاروق غانم خدّاج، في مقال له إن معظم دروز الأردن "جاءوا من جبل الدروز في سوريا ومن فلسطين، بحثاً عن الاستقرار في ظل ظروف سياسية متقلبة". ويرأس دروز الأردن حالياً الشيخ أبو أشرف عجاج مهنّا عطا، الذي تعد مشيخته مشيخة دينية واجتماعية سياسية، بحسب أبو زكي، الذي أضاف لبي بي سي أنه بحسب الموروث الشفهي المحلي، فإن جده الكبير، كان أول من استوطن الزرقاء في شمال الأردن وأسس لتوطن الدروز هناك في أواخر القرن الثامن عشر. صدر الصورة، Getty Images التعليق على الصورة، أحد العُقال الدروز في الأردن، ممن لجأوا من جبل الدروز في عام 1926 وهناك تعاون بين مشيخة عقل الدروز في الدول المختلفة، وهو "تعاون ديني عقائدي واجتماعي" مع الحفاظ على استقلال كل منطقة بإدارة شؤونها بنفسها، على حد تعبير الشيخ يوسف جربوع، شيخ عقل سوريا. وقال الشيخ جربوع لبي بي سي إن "ذلك يرجع إلى كون كل مرجعية تخضع لأنظمة سياسية مختلفة في البلدان الثلاثة"، مؤكداً أن كل مرجعية لم تتدخل في الشؤون السياسية الداخلية للمرجعيات الأخرى، رغم أن البرنامج العقائدي واحد. ومن أوجه التواصل بين المؤسسات الدرزية في مختلف الدول، ما ذكره أبو زكي أنه في عام 1934، حدثت أزمة في فلسطين ضد الشيخ أمين طريف، جد الشيخ الحالي، فبادر أعيان مشايخ لبنان إلى الصلح وحل الأزمة.