logo
ماذا لو.....؟

ماذا لو.....؟

الدستورمنذ 7 ساعات

كلما جاءت ذكرى ثورة 30 يونيو يراودنى تساؤل أشعر معه بالرهبة بمجرد التفكير فيه: ماذا لو كان الفريق أول عبدالفتاح السيسى وزير الدفاع فى هذا الوقت لم يتخذ قراره الشجاع بدعم القوات المسلحة المصرية لثورة الشعب الذى نزل بالملايين فى جميع المحافظات للمطالبة بإسقاط حكم الإخوان..؟ أتساءل أيضًا ماذا لو لم تنجح تلك الثورة وتمكن الإخوان المدعومون من الخارج ومن التنظيمات الإرهابية التى كانت موجودة فى سيناء عندما سمحت تلك الجماعة الإرهابية لهم بالوجود فيها وممارسة أنشطتهم وعملياتهم التخريبية الإرهابية، بالتدخل بالسلاح والعنف لتفريق تلك المظاهرات الهادرة دون النظر إلى أن القائمين بها هم أبناء وأصحاب الدولة وشعبها من الرجال والنساء والشيوخ والأطفال العزل غير المسلحين وأن ثورتهم هى ثورة شعب اكتوى بنيران حكم الإخوان الفاشى القائم على الإرهاب والإقصاء والعداء لكل من لا يتعامل معهم خاصة من أقباط مصر الشرفاء؟.
ماذا كان سوف يحدث لقيادات القوات المسلحة وعلى رأسهم السيد وزير الدفاع الذى وضع رأسه على كفه واتخذ هذا القرار المصيرى الذى أنقذ البلاد والعباد من براثن حكم الإخوان؟.
ما الذى كان سوف يتعرض له الإخوة الأقباط من إقصاء وترويع وإرهاب وقتل وتدمير كنائسهم ودور عبادتهم؟.
ماذا كان سيحدث إذا سمح الإخوان بتهجير وتسكين الفلسطينيين من أبناء غزة إلى أرض سيناء وتمت تصفية القضية الفلسطينية مقابل 8 مليارات دولار؟..
تساؤلات كثيرة تراودنى فى هذا اليوم تحديدًا لجماعة انتهجت العنف والترويع سبيلًا فى التعامل مع المصريين والسيطرة على مقدرات الشعب المصرى ولو عن طريق تتناثر فيه جثث ضحاياهم وتسيل على جوانبه الدماء البريئة.
إن تاريخ صفحات الإخوان مفعمة بالعنف والإرهاب وللأسف أن هناك آذانًا سمعت وعقولًا استجابت فى حالات لا يمكن أن نصفها سوى بالجهل والوهم والانقياد الأعمى من المتبوعين لينسجوا مع قادتهم تاريخًا دمويًا ارتبط بحوادث اغتيالات وتفجيرات لكل من يخالفهم سياسيًا أو يصدر ضدهم حكمًا أو قرارًا.. واستمر هذا المسلسل منذ نشأة الجماعة عام 1928 حتى انتفاضة الشعب عليهم فى 30 يونيو 2013 حيث تم إسقاط حكمهم للبلاد والذى استمر لمدة عام واحد كان هو العام الأسوأ فى تاريخ البلاد.
وعلى الرغم من سقوطهم، إلا أن موجات العنف الموجهة ضد الأبرياء من أبناء الوطن لم تتوقف سواءً من عناصرهم المغيبة أو من التنظيمات الإرهابية والجماعات التكفيرية التى دعموها وتخفوا وراءها حتى تصبح بديلًا لهم لتشهد البلاد موجات جديدة من التهديد بالعنف وارتكاب الحوادث الإرهابية والتى كان محركها الأساسى أنصار جماعة الإخوان الإرهابية الذين أقاموا اعتصامين مسلحين فى ميدان رابعة العدوية بمدينة نصر وميدان النهضة بالقرب من جامعة القاهرة، حيث صار الميدانان قاعدتى انطلاق لمحاولات إحداث الفوضى والعنف، إلى أن تمكنت قوات الأمن من فضهما يوم 14 أغسطس 2013 وهنا انطلق أنصار الجماعة يقودهم الجنون لارتكاب مذابح فى حق الشعب حيث سقط ضحايا أبرياء أثناء استهداف عناصر تلك الجماعة أقسام الشرطة وحرق الكنائس والاعتداء بوحشية على ضباط الشرطة فى كرداسة وأسوان..حتى الأطفال لم يسلموا من وحشيتهم.. فمن ينسى مشهد إلقاء ثلاثة أطفال من أعلى سطح عقار بمنطقة سيدى جابر بالإسكندرية على يد شخص مسلح، فى مشهد مؤلم يكشف عن فقدان المروءة فى النفوس وانتزاع الرحمة من القلوب.
لا ينبغى لنا على الإطلاق أن ننسى ما اقترفته جماعة الإخوان الإرهابية فى حق الشعب المصرى منذ أحداث يناير 2011 وحتى سقوطهم بعد ثورة 30 يونيو.. ولابد لنا أن نشرح ونوضح لأجيال الشباب التى لم يكن يتجاوز أعمارهم 10 سنوات أو أقل خلال تلك الفترة، حيث لم يسعفهم إدراكهم ووعيهم بما يحدث حولهم وأصبح لزامًا علينا دائمًا أن نقوم بواجبنا فى شرح مدى خطورة تنظيم جماعة الإخوان الإرهابية على أمن وسلامة الوطن، وإنه قد آن الأوان ليتحملوا مسئولية مواجهة تلك الجماعة المارقة وألا ينساقوا وراء شعاراتهم الزائفة ووعودهم الكاذبة.
لا بد أن يعرف شبابنا أن تلك الجماعة من الممكن أن تتحالف مع الشيطان لتحقيق مآربها التى تكمن فى السيطرة على مقاليد الحكم فى البلاد، وهى فى سبيل ذلك سمحت للعديد من عناصر حركة حماس الفلسطينية بالتسلل عبر الأنفاق لتقتحم السجون لتهريب أعضاء الجماعة والعناصر الموالية لها ولم يكتفوا بذلك، بل أفرغوا جميع عنابر السجون التى اقتحموها وقاموا بقتل كل من كان يعترض طريقهم.. لابد أن يعرف شبابنا أنه كان هناك مخطط لتقسيم الدولة المصرية طبقًا لرؤية أمريكية إلى ثلاث دويلات الأولى وجه بحرى والثانية القاهرة مع شمال الصعيد والثالثة جنوب الصعيد مع التنازل عن حلايب وشلاتين للسودان وتسليم سيناء إلى حركة حماس تنفيذًا لمخطط الشرق الأوسط الجديد.. وأيضًا أنهم قاموا بإدخال عناصر موالية لهم إلى كلية الشرطة والكليات العسكرية ليكونوا نواة لمشروعهم الخبيث وجندوا عناصر من الإعلام والكتاب والصحفيين للترويج لمشاريعهم الوهمية وإقناع الشعب المصرى البسيط أنهم قادمون لتطبيق الشريعة الإسلامية وهم أبعد ما يكونون عنها.. إلى أن جاءت اللحظة الحاسمة عندما أعلنوا عن تعديلات دستورية وهى غير ذلك على الإطلاق تحصن قرارات الرئيس ضد أى طعن من أى جهة ليصبح هو الديكتاتور الأعظم.. وهنا بدأ الشعب يشعر بالقلق على مستقبل بلاده وخرج عن بكرة أبيه للاعتراض على ذلك وأعلنوا رفضهم تلك التعديلات الدستورية وكان لوقوفهم صفًا واحدًا خلف قواتهم المسلحة السبيل الوحيد للتخلص من هذه الجماعة الضالة والمضلة وكان له ما أراد بفضل الله أولًا ثم الفريق أول عبدالفتاح السيسى وزير الدفاع آنذاك وتم إقصاؤهم عن الحكم بثورة أبهرت العالم شارك فيها جميع أطياف المجتمع المصرى وقالوا «لا» لجماعة الإخوان بقوة وإصرار فى الوقت المناسب وبذلك نجح المصريون في الإفلات من مصير أسود وتمكنوا من الحفاظ على هويتهم التى حاول الإخوان طمسها، والأهم من ذلك أنهم قطعوا الطريق للأبد على أحلام الجماعة الإرهابية من العودة للسلطة مهما بلغت خطورة ودناءة مخططاتهم وحملاتهم وأسلحتهم.
سوف تظل ثورة 30 يونيو 2013 محفورة فى أذهان المصريين كواحدة من أهم الثورات التى شهدتها مصر والمنطقة المحيطة بها فى العصر الحديث، خاصة أنها حافظت على الهوية المصرية الراسخة بعد محاولة الجماعة «أخونة» البلاد وبناء الميليشيات الإرهابية التى تعيث فى الأرض فسادًا وتضر بمصلحة الوطن.
ويبقى السؤال: هل ستتوقف محاولات جماعة الإخوان الإرهابية للعودة إلى سدة الحكم؟ الإجابة بالطبع «لا» ولكن بيقظة الشعب المصرى وقوته وقت الشدائد والأزمات لن تسمح لهم أبدًا بتكرار ما حدث قبل ثورة 30 يونيو المجيدة وسوف تستمر فى كشف مخططاتهم وأهدافهم ولكى تحقق ذلك أيها الشعب العظيم لا بد دائمًا أن تسأل نفسك لكى لا تنسى «ماذا لو».....؟.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

أمريكا تعلن تحديد الرسوم الجمركية هذا الأسبوع، وتهديد اليابان بسبب الأرز
أمريكا تعلن تحديد الرسوم الجمركية هذا الأسبوع، وتهديد اليابان بسبب الأرز

فيتو

timeمنذ 29 دقائق

  • فيتو

أمريكا تعلن تحديد الرسوم الجمركية هذا الأسبوع، وتهديد اليابان بسبب الأرز

ذكرت الحكومة اليابانية، اليوم الثلاثاء، أنها لن تضحي بقطاع الزراعة في مفاوضاتها الجمركية مع الولايات المتحدة، وذلك بعد أن أعرب الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن استيائه من عدم استيراد اليابان للأرز الأميركي. وكتب ترامب على منصة «تروث سوشيال» أن رفض اليابان استيراد الأرز المزروع في أميركا دليل على أن بعض الدول باتت «مدللة» في تعاملها مع الولايات المتحدة، مضيفًا: «أكنّ احترامًا كبيرًا لليابان، لكنهم لا يشترون أرزنا، رغم أنهم يعانون من نقص هائل فيه» وهدّد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية أعلى على الصادرات اليابانية إلى الولايات المتحدة إذا لم تشتر الارز. الرسوم على السيارات اليابانية ألمح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى احتمال استمرار الرسوم الجمركية البالغة 25% على واردات الولايات المتحدة من السيارات اليابانية، في الوقت الذي تتواصل فيه المحادثات الأمريكية اليابانية بشأن الرسوم الجمركية قبل نحو أسبوع من الموعد الذي حدده الرئيس ترامب لفرض الرسوم المرتفعة إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق بين الجانبين. وقال ترامب في مقابلة مع قناة فوكس نيوز مساء أمس "نحن لا نبيع لليابان سيارات وهم لن يشتروا سياراتنا أليس هذا صحيحا.. وهناك ملايين وملايين من سياراتهم تأتي إلى الولايات المتحدة وهذا ليس عدلا، نحن لدينا الكثير من النفط، يمكنهم استيراد الكثير من النفط، ويمكنهم استيراد المزيد من السلع الأخرى "، في إشارة إلى الطرق التي يمكن لليابان من خلالها خفض فائضها التجاري مع الولايات المتحدة. من ناحيته يقول أكازاوا كبير المفاوضين اليابانيين: إن الرسوم الأمريكية على السيارات غير مقبولة، مضيفا أن صناعة السيارات اليابانية تساهم بقوة في الاقتصاد الأمريكي من خلال استثمار أكثر من 60 مليار دولار وتوفير 2.3 مليون وظيفة في الولايات المتحدة. اتفاقيات تجارية جديدة وأعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يجتمع مع فريق التجارة هذا الأسبوع لتحديد نسب الرسوم الجمركية على كل دولة إذا لم تتفاوض مع الولايات المتحدة. وذكرت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت "سنسمع عن اتفاق تجاري مع الهند قريبًا جدًا". كان الرئيس الأميركي علق فرض الرسوم الجمركية المتبادلة التي فرضها الشهر قبل الماضي على العديد من الدول، في التاسع من أبريل، لمدة 90 يومًا، مع بقاء الرسوم الشاملة بنسبة 10% على تلك البلدان. ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

إدارة ترامب تبحث عن صفقة نووية ثانية مع إيران!!
إدارة ترامب تبحث عن صفقة نووية ثانية مع إيران!!

الأسبوع

timeمنذ 39 دقائق

  • الأسبوع

إدارة ترامب تبحث عن صفقة نووية ثانية مع إيران!!

المفاوضات بين إيران وأمريكا وائل بنداري تتفنّن الإدارة الأمريكية، بقيادة الرئيس دونالد ترامب، في إدارة العلاقات الدولية كأنها بنود في صفقة عقارية، بعدما عاد للظهور مجددًا كوجه تفاوضي يُجيد لغة الصفقات، لا كرئيس لدولة كبرى، وقد كشفت تسريبات استخباراتية وإعلامية متقاطعة عن محادثات سرّية تقودها إدارة ترامب، عبر مبعوثه للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف «وشركاء إقليميين»، لعقد صفقة نووية جديدة مع طهران. صفقة ترامب مشروطة بوقف تخصيب اليورانيوم، مقابل «تسهيلات اقتصادية، وإطلاق أموال مجمّدة لإيران، وتأسيس برنامج نووي مدني بتمويل خارجي». وبينما يؤكد ترامب أن الضربات العسكرية «دمّرت القدرات النووية الإيرانية»، تكشف التقارير الاستخباراتية وصور الأقمار الصناعية عن نجاح طهران في نقل موادها النووية قبل القصف. تفتح هذه التطورات الباب أمام تساؤل جوهري: إذا كانت القدرات النووية قد سُحقت بالفعل، فلماذا إذًا تفتح واشنطن باب التفاوض من جديد؟ في هذه المساحة الرمادية بين الإنكار والوقائع، تتشكل ملامح الصفقة «النووية الثانية» وسط تناقض التصريحات، وتشابك المصالح، وسباق الروايات. تشير معلومات إلى أن إدارة ترامب ناقشت إمكانية مساعدة إيران في بناء برنامج نووي لإنتاج الطاقة لأغراض مدنية، وتخفيف العقوبات، وتحرير 6 مليارات دولار من الأموال المجمّدة بفعل العقوبات، في محاولة لإعادة إيران مرة أخرى إلى طاولة المفاوضات. وقد أجرت جهات فاعلة محادثات سرية مع الإيرانيين خلف الكواليس، بالتزامن مع الضربات العسكرية على إيران، واستمرت هذه المحادثات حتى التوصّل إلى قرار بوقف إطلاق النار. وقد اشترط الجانب الأمريكي بندًا أساسيًا لا تفاوض حوله، يتمثل في وقف تخصيب اليورانيوم الإيراني بشكل كامل. وطبقًا لما أوردته شبكة «سي إن إن»، أدار المفاوضات المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف، إلى جانب عدد من الشركاء في الشرق الأوسط، وذلك قبل يوم واحد فقط من الضربات العسكرية الأمريكية ضد إيران. وقد تضمّنت بنود التفاوض استثمارًا يتراوح بين 20 إلى 30 مليار دولار، يُخصص لإنشاء برنامج نووي جديد غير مخصب، يُستخدم لأغراض مدنية. ونفى مسؤول في إدارة ترامب أن تكون الولايات المتحدة مستعدة لتمويل هذا البرنامج، قائلاً: «الولايات المتحدة مستعدة لقيادة المحادثات، لكن ينبغي أن تتكفّل جهة ما بتمويل بناء البرنامج النووي، أما نحن فلن نلتزم بذلك». ونقلت صحف ومواقع، من بينها «سي إن إن» و«نيويورك تايمز» و«ذا تايمز»، عن مسؤولين مطلعين على تقرير استخبارات الدفاع الأمريكية (DIA)، أن إيران تمكّنت من نقل جميع المواد النووية، وعلى رأسها اليورانيوم المخصب، إلى مواقع أخرى قبل تنفيذ الضربة الأمريكية، وأن قدراتها النووية لم تتأثر، بل أعلنت طهران أنها خرجت منتصرة من هذه المواجهة. في المقابل، أكّد الرئيس ترامب أن الضربات الأمريكية أعاقت البرنامج النووي الإيراني لعقود، واتهم الصحف التي نشرت هذه التسريبات بعدم المصداقية، زاعمًا أن إيران لم تنقل أي مواد نووية قبل الضربات، مرجّحًا أن ما تم نقله كان مواد خرسانية فقط. قالت صحيفة «تلغراف» البريطانية إن تقييمات استخباراتية أفادت بأن مخزون إيران من اليورانيوم عالي التخصيب لم يتأثر بالضربات الأمريكية، ونقلت عن مسؤولين أوروبيين قولهم إن حكومات أوروبية تلقّت تقييمات أولية تشير إلى أن المخزون لا يزال سليمًا. وبحسب تلك التقييمات، فإن مخزون إيران، البالغ 408 كيلوجرامات من اليورانيوم المخصّب، لم يكن موجودًا داخل منشأة «فوردو»، وإنما كان موزعًا في مواقع أخرى متفرقة. وأشارت «تلغراف» إلى أن واشنطن لم تُقدّم لحلفائها الأوروبيين معلومات استخباراتية حاسمة بشأن ما تبقى من القدرات النووية الإيرانية بعد الضربات، وتمسّكت بعدم الإفصاح عن توجهاتها المستقبلية إزاء طهران. وكان تقييم استخباراتي أولي، نشرته شبكة «سي إن إن»، قد أفاد بأن الضربات الأمريكية لم تؤدِ إلا إلى تأخير البرنامج النووي الإيراني لبضعة أشهر، دون أن تُدمّر مكوّناته الرئيسية. كما أظهرت صور أقمار صناعية نشاطًا غير معتاد لشاحنات ومركبات قرب منشأة «فوردو» الإيرانية لتخصيب الوقود، قبل يومين من تنفيذ الضربات الأمريكية التي استهدفت ثلاث منشآت نووية إيرانية، وفقًا لما أكده محلل في شركة «ماكسار» للأقمار الصناعية لصحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية. ووفقًا لتحليل الصور، رُصد في 19 يونيو وجود 16 شاحنة بضائع على الطريق المؤدي إلى المجمع النووي الواقع تحت الأرض، وفي اليوم التالي، أظهرت صور جديدة تحرك غالبية هذه الشاحنات مسافة نحو كيلومتر واحد إلى الشمال الغربي، مبتعدة عن المنشأة. كما كشفت الصور عن وجود شاحنات وجرافات متمركزة قرب مدخل الموقع، بما في ذلك شاحنة واحدة كانت متوقفة مباشرة عند البوابة، ما يثير تساؤلات حول طبيعة الأنشطة التي كانت تُجرى قبيل الضربة. وقال مصدر إيراني لوكالة «رويترز» إن معظم مخزون اليورانيوم عالي التخصيب تمّ نقله من منشأة «فوردو» إلى موقع غير مُعلن، قبيل الهجوم الأمريكي. كانت إدارة ترامب قد شنّت غارات على المنشآت النووية الإيرانية الرئيسية (نطنز، وفوردو، وأصفهان)، باستخدام قاذفات تحمل أكثر من 12 قنبلة خارقة للتحصينات من طراز B-2 «جي بي يو 57»، وشاركت في العملية أكثر من 125 طائرة، من بينها قاذفات شبح، ومقاتلات، وطائرات للتزود بالوقود جوًا، بالإضافة إلى غواصة صواريخ موجّهة. وقد أكّد الرئيس دونالد ترامب أن إيران لم تتمكن من نقل أي مواد نووية، بما في ذلك اليورانيوم المخصّب، من مواقعها قبل الضربات الأمريكية. وكتب ترامب عبر منصته الاجتماعية «تروث سوشيال»: «لم يتم إخراج شيء من المنشأة، إذ إن ذلك كان سيستغرق وقتًا طويلًا، وسيكون خطيرًا جدًا، كما أن المواد ثقيلة للغاية ويصعب نقلها». ووصف ترامب الضربات بأنها «نجاح عسكري باهر»، مؤكّدًا مرارًا أنها دمّرت المواقع النووية الإيرانية. كما أكّد البيت الأبيض أن الضربات على المواقع الثلاثة كانت ناجحة، مهاجمًا وسائل الإعلام التي شكّكت في نتائج العملية. وقال وزير الدفاع الأمريكي، بيت هيغسيث، في مؤتمر صحفي بالبنتاجون: «لقد هيّأ الرئيس ترامب الظروف لإنهاء الحرب التي استمرت 12 يومًا بين إسرائيل وإيران، وللقضاء على القدرات النووية الإيرانية، أو إزالتها، أو تدميرها… اختاروا ما شئتم من كلمة». من جانبه، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه دمّر الآلاف من أجهزة الطرد المركزي الإيرانية خلال العملية العسكرية، التي حملت اسم «الأسد الصاعد»، واستمرت 12 يومًا. وفي بيان ختامي نشره المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، على منصة «إكس»، أفاد بأن المنشآت النووية الإيرانية الثلاث الرئيسية قد تعرّضت لأضرار جسيمة. كما أشار البيان إلى أن الجيش الإسرائيلي دمّر مراكز بحث وتطوير مرتبطة بالبرنامج النووي الإيراني، واستهدف نحو 50% من مخزون المنصات الصاروخية الإيرانية، بالإضافة إلى تدمير 15 طائرة، واستهداف ستة مطارات، والقضاء على 11 عالمًا نوويًا بارزًا مرتبطين ببرنامج طهران النووي.

ترامب يهدد إسرائيل.. لحماية نتنياهو!!
ترامب يهدد إسرائيل.. لحماية نتنياهو!!

الدستور

timeمنذ 40 دقائق

  • الدستور

ترامب يهدد إسرائيل.. لحماية نتنياهو!!

حلم إسرائيل انتهى!.. هكذا جاءت كلمات افتتاحية صحيفة (هآرتس) الإسرائيلية تحت عنوان، (الفلسطينيون أفضل شعوب الأرض في الدفاع عن أوطانهم).. هل يمكن تصديق أن أبرز صحيفة إسرائيلية تعترف اليوم بحقيقة الفلسطينيين، وتصفهم بأنهم من أنبل شعوب الأرض، التي انتفضت للدفاع عن حقوقها بعد خمسة وسبعين عامًا، وكأنها جسد واحد؟.. تقول الصحيفة، إن من أروع ما ينبض به الضمير الحي، وأجمل ما تتفتح به الحرية الفكرية، وأنقى ما يثمر عنه التمكّن.. اقرأوا ما كتبه المؤلف: (خلال الحرب على غزة وهجمات صواريخ المقاومة علينا، كانت خسائرنا تتجاوز 912 مليون دولار كل ثلاثة أيام، من تكاليف الطائرات الحربية، وصواريخ الباتريوت، وتزويد الآليات بالوقود، فضلًا عن استهلاك الذخائر والصواريخ بكل أنواعها.. هذا دون احتساب توقف التجارة، انهيار البورصة، شلل المؤسسات وأعمال البناء، تعطل الزراعة والصناعة، موت الدواجن في المزارع بملايين الدولارات، توقف بعض المطارات والقطارات، وتكاليف إيواء الفارين إلى الملاجئ، ناهيك عن الدمار الذي خلفته صواريخ المقاومة في البيوت والمحال والسيارات والمصانع. نحن من أشعلنا هذه الحرب وأوقدنا نارها، لكننا لسنا من يتحكم بها، وبالتأكيد لسنا من سيُنهيها.. نهايتها ليست لصالحنا، خصوصًا بعد أن فاجأتنا المدن العربية داخل إسرائيل بانتفاضتها ضدنا، بينما كنا نعتقد أنها فقدت هويتها الفلسطينية.. هذا نذير شؤم لدولة اكتشف سياسيوها أن حساباتهم كانت خاطئة، واستراتيجياتهم قاصرة عن رؤية أبعد مما خططوا له.. أما الفلسطينيون، فهم حقًا أصحاب الأرض.. مَنْ غيرهم يُدافع عنها بروحه وماله وأبنائه بهذه القوة والعزة والتحدي؟.. أنا، كيهودي، أتحدى إسرائيل بأكملها أن تأتي بهذا الانتماء والارتباط العميق بالأرض. لو كان شعبنا متمسكًا بأرض فلسطين حقًا، لما شاهدنا هذه الأعداد الهائلة من اليهود يهرعون إلى المطارات للهجرة منذ بداية الحرب.. لقد أذقنا الفلسطينيين مرارة القتل والسجن والحصار والفصل، وغمسناهم في المخدرات، وحاولنا غزو عقولهم بأفكار منحرفة تبعدهم عن دينهم، مثل التحرر والإلحاد والشك والفساد والشذوذ.. لكن المدهش، أن تجد من بينهم مدمن مخدرات ينهض ليدافع عن أرضه وأقصاه، صارخًا (الله أكبر) وكأنه شيخ جليل.. بل إنهم، رغم علمهم بما ينتظرهم من إذلال واعتقال، لم يترددوا يومًا في التوجه للصلاة في المسجد الأقصى.. وللمفارقة، لم تجرؤ جيوش دول بكامل قوتها على ما أقدمت عليه المقاومة الفلسطينية في أيام قليلة، حيث سقطت أسطورة الجندي الإسرائيلي الذي لا يُقهر، فأصبح يُقتل ويُخطف.. وبما أن صواريخ المقاومة وصلت إلى تل أبيب، فمن الأفضل أن نترك حلم إسرائيل الكبرى الوهمي.. يجب أن تكون للفلسطينيين دولة جارة نعيش معها بسلام متبادل.. فهذا وحده قد يمد في عمر بقائنا على هذه الأرض بضع سنوات إضافية.. أعتقد أنه حتى لو استمررنا ألف عام ـ هذا إن تمكنا من البقاء عشر سنوات قادمة كدولة يهودية ـ فسيأتي يوم ندفع فيه ثمن كل شيء.. الفلسطيني سيعود من جديد، مرة بعد مرة، وسيأتي هذه المرة على صهوة جواده متجهًا نحو تل أبيب). ربما كانت مثل هذه الرؤى التي طرحتخا الصحيفة العبرية، وراء الرسالة التي وجهها الجيش الإسرائيلي إلى القيادة السياسية في تل أبيب، وحذر فيها، من أن العمليات العسكرية في قطاع غزة استنفدت أهدافها، واستمرار القتال قد يعرض الأسرى للخطر.. وبحسب مصادر في الجيش، فإن الرسالة التي نقلت إلى المستوى السياسي واضحة وموجزة: (المناورة البرية في قطاع غزة تقترب من نهايتها، ولم تعد هناك أهداف برية ذات أهمية يمكن الوصول إليها، دون تعريض حياة الرهائن للخطر)، في وقت تمارس فيه الولايات المتحدة ضغوطًا شديدة على نتنياهو، للموافقة على وقف إطلاق النار في غزة.. ووفقًا لمصادر مصرية، من المتوقع أن تقدم إدارة ترامب خطةً لتسوية شاملة خلال الأيام المقبلة، بينما صرح الرئيس، دونالد ترامب، نفسه، بأنه يعتقد أن (وقف إطلاق النار سيتحقق خلال أسبوع).. ويطالب الوسطاء بجدول زمني واضح لإنهاء القتال، ووقف مؤقت لأنشطة الجيش الإسرائيلي في غزة للسماح بدخول المساعدات.. وبحسب مصادر أمريكية وإسرائيلية، تتواصل المحادثات مع حماس ـ بوساطة مصرية وقطرية ـ ويجري بحث إمكانية التوصل إلى اتفاق يشمل إطلاق سراح الأسرى، وتُبدي حماس استعدادًا جزئيًا، لكنها تطالب بضمانات لإنهاء الحرب بالفعل. ●●● ولتحفيز بنيامين نتنياهو على المضي في هذا الاتفاق، وبعيد رفض محكمة إسرائيلية، يوم الجمعة الماضي، طلب رئيس الوزراء الإسرائيلي إرجاء الإدلاء بشهادته، في محاكمته المستمرة منذ مدة طويلة، بحجة أن طلبه (لا يوفر أي أساس أو تبرير مفصل لإلغاء جلسات الاستماع)، علق ترامب على القرار في اليوم التالي، قائلًا، إن الولايات المتحدة (لن تتسامح) مع استمرار محاكمة نتنياهو بتهم فساد.. وكتب على منصته Truth social، (تنفق الولايات المتحدة الأمريكية مليارات الدولارات سنويًا، أكثر بكثير من أي دولة أخرى، على حماية إسرائيل ودعمها.. لن نتسامح مع هذا).. ثم وصف نتنياهو بـ (بطل الحرب)، معتبرًا أن محاكمته قد تشتت انتباهه عن (المفاوضات مع إيران ومع حماس)، دون أن يوضح بالتفصيل ماهية هذه المفاوضات.. وهو ما رد عليه نتنياهو، عبر حسابه على منصة X، وكتب (شكرا مجددًا.. معًا، سنعيد إلى الشرق الأوسط عظمته)!!. في هذا، يقول الكاتب الأمريكي، توماس فريدمان، إن الإسرائيليين واليهود في الشتات، وأصدقاء إسرائيل في كل مكان، يحتاجون إلى فهم، أن الطريقة التي تقاتل بها إسرائيل الحرب في غزة اليوم، تضع الأساس لإعادة صياغة، للطريقة التي سوف ينظر بها العالم إلى إسرائيل واليهود.. لن يكون الأمر جيدًا.. ستصبح سيارات الشرطة والأمن الخاص في المعابد اليهودية والمؤسسات اليهودية، أمرًا طبيعيًا بشكل متزايد؛ وستُعتبر إسرائيل، بدلًا من أن ينظر إليها اليهود كملاذ آمن من معاداة السامية، مُحركًا جديدًا يُولّدها؛ وسيصطف الإسرائيليون العقلاء للهجرة إلى أستراليا وأمريكا، بدلًا من دعوة إخوانهم اليهود إلى إسرائيل.. لم يأتِ هذا المستقبل البائس بعد، ولكن إن لم تتضح معالمه، فأنت تخدع نفسك.. ولحسن الحظ، يشهد عدد متزايد من طياري سلاح الجو الإسرائيلي المتقاعدين وأفراد الاحتياط، بالإضافة إلى ضباط الجيش والأمن المتقاعدين، هذه العاصفة المتصاعدة، ويعلنون أنهم لن يصمتوا أو يتواطؤوا مع سياسة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، القبيحة والعدمية في غزة.. وقد بدأوا يحثون اليهود في أمريكا وخارجها على رفع أصواتهم ـ نداء استغاثة: أنقذوا سفينتنا ـ قبل أن تتفاقم وصمة العار الأخلاقية، الناجمة عن الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة إلى الأبد. قبل أشهر، قضت إسرائيل على حماس باعتبارها تهديدًا عسكريًا وجوديًا.. بناءً على ذلك، ينبغي لحكومة نتنياهو إبلاغ إدارة ترامب والوسطاء العرب، باستعدادها للانسحاب من غزة تدريجيًا، واستبدالها بقوة حفظ سلام دولية/عربية/فلسطينية، شريطة أن توافق قيادة حماس على إعادة جميع الأسرى الأحياء والأموات المتبقين ومغادرة القطاع.. ولكن، إذا مضت إسرائيل قدمًا في تعهد نتنياهو بإدامة هذه الحرب إلى أجل غير مسمى ـ في محاولة لتحقيق (نصر كامل) على حماس، إلى جانب خيال اليمين المتطرف في تطهير غزة من الفلسطينيين وإعادة توطين الإسرائيليين فيها، فإن اليهود في جميع أنحاء العالم عليهم أن يستعدوا بشكل أفضل، وأطفالهم وأحفادهم، لواقع لم يعرفوه قط: أن يكونوا يهودًا في عالم، حيث الدولة اليهودية دولة منبوذة، ومصدر للعار، وليس للفخر.. لأنه في يوم من الأيام، سيُسمح للمصورين والمراسلين الأجانب بدخول غزة، دون حراسة من الجيش الإسرائيلي.. وعندما يحدث ذلك، ويتضح للجميع هول الدمار هناك، فإن رد الفعل العنيف ضد إسرائيل واليهود في كل مكان، قد يكون عميقًا. لا تظنوا أن تحذيري لإسرائيل هو مجرد ذرة من التفهم لما فعلته حماس في السابع من أكتوبر 2023.. يستطرد فريدمان.. لقد دعت حماس إسرائيل للردّ بقتلها جماعيًا لآباء إسرائيليين أمام أعين أطفالهم، وأطفالهم أمام آبائهم، من خلال اختطاف الجدات وقتل الأطفال المختطفين.. أي مجتمع في العالم لن يرى قلبه يتجمد أمام هذه الوحشية؟.. حماس تستحق الإبادة؛ فهي كانت وستظل دائمًا سرطانًا في جسد الشعب الفلسطيني، فما بالك بالإسرائيليين؟!.. لكن بصفتي يهوديًا، يؤمن بحق الشعب اليهودي في العيش في دولة آمنة في وطنه التوراتي ـ إلى جانب دولة فلسطينية آمنة ـ فإنني أركز الآن على قبيلتي ـ يقصد الولايات المتحدة.. وإذا لم تقاوم قبيلتي لامبالاة الحكومة الإسرائيلية المطلقة تجاه عدد المدنيين الذين يُقتلون في غزة اليوم ـ فضلًا عن محاولتها دفع إسرائيل نحو الاستبداد في الداخل، من خلال إقالة المدعي العام المستقل ـ فإن اليهود في كل مكان سيدفعون ثمنًا باهظًا. لا تكتفِ بهذا التحذير فقط.. ففي الأسبوع الماضي، نشر طياران سابقان مرموقان في سلاح الجو الإسرائيلي، العميد أساف أجمون، والعقيد أوري أراد (الذي كان أسير حرب في مصر خلال حرب أكتوبر 1973)، رسالة مفتوحة باللغة العبرية في صحيفة (هآرتس) الإسرائيلية، موجهة إلى زملائهما الذين لا يزالون يخدمون في سلاح الجو.. كلا الرجلين عضوان في (منتدى 555 باتريوت)، وهو مجموعة كبيرة تضم حوالي ألف وسبعمائة طيار في سلاح الجو الإسرائيلي، بعضهم متقاعد وبعضهم لا يزال يخدم في الاحتياط، وقد تشكلت في الأصل لمقاومة مساعي نتنياهو لتقويض الديمقراطية الإسرائيلية بانقلاب قضائي.. أرسل لي قائد (المنتدى ٥٥٥)، يقول فريدمان، طيار المروحيات المتقاعد في سلاح الجو الإسرائيلي، جاي بوران، رسالة أجمون وأراد، لأرى إن كان بإمكاني نشرها كمقال ضيف في قسم الرأي بصحيفة (التايمز(.. أخبرتهما أنني أرغب في نشر مقتطف منها بنفسي، فكتبا: (لا نسعى إلى التقليل من بشاعة المجزرة التي ارتكبتها حماس في ذلك السبت الملعون.. نعتقد أن الحرب كانت مبررة تمامًا.. ومع ذلك، ومع استمرار الحرب في غزة، اتضح أنها فقدت أهدافها الاستراتيجية والأمنية، وأصبحت تخدم في المقام الأول المصالح السياسية والشخصية للحكومة.. وهكذا، أصبحت حربًا لا أخلاقية على الإطلاق، وبدت بشكل متزايد وكأنها حرب انتقام.. لقد أصبح سلاح الجو أداةً في أيدي أولئك، في الحكومة وحتى في الجيش، الذين يدّعون عدم وجود أبرياء في غزة.. حتى أن أحد أعضاء الكنيست تفاخر مؤخرًا، بأن أحد إنجازات الحكومة، هو القدرة على قتل مائة شخص يوميًا في غزة دون أن يُصدم أحد.. وردًا على هذه التصريحات، نقول: على الرغم من بشاعة مذبحة السابع من أكتوبر، إلا أنها لا تُبرر الاستخفاف التام بالاعتبارات الأخلاقية، أو الاستخدام غير المتناسب للقوة المميتة.. لا نريد أن نصبح مثل أسوأ أعدائنا. بلغت الأمور ذروتها ليلة الثامن عشر من مارس، مع استئناف الحرب، بعد أن اختارت الحكومة الإسرائيلية، عمدًا، انتهاك اتفاق إعادة الرهائن.. وفي غارة جوية قاتلة، استهدفت قتل عدد من قادة حماس (تختلف التقارير حول عدد القتلى بالعشرات أو أقل)، سُجِّل رقم قياسي جديد.. وأسفرت الذخائر التي أسقطها طيارو سلاح الجو على الهدف، عن مقتل ما يقرب من ثلاثثمائة شخص، بينهم العديد من الأطفال.. ولم يُقدَّم حتى الآن أي تفسير مُقنع للنتيجة المروعة لهذا الهجوم.. منذ ذلك الحين، واصلت القوات الجوية غاراتها المتواصلة على غزة.. تُقصف مبانٍ بأكملها، أطفال ونساء ومدنيون، بزعم القضاء على الإرهابيين أو تدمير البنية التحتية للإرهاب.. حتى لو كانت بعض الأهداف مشروعة، لا يمكن إنكار الضرر الجسيم الذي يلحق بالمدنيين غير المتورطين. هذه لحظة حساب.. لم يفت الأوان.. نناشد زملاءنا الطيارين في الخدمة الفعلية: لا تستمروا في تجنب طرح الأسئلة.. لأنكم ستتحملون العواقب الأخلاقية لأفعالكم لبقية حياتكم.. سيتعين عليكم مواجهة أطفالكم وأحفادكم، وشرح كيف حدث هذا الدمار الهائل في غزة، وكيف هلك هذا العدد الكبير من الأطفال الأبرياء بآلة القتل القاتلة التي قدتموها). بعد ساعات قليلة من هذه الرسالة، أرسل نمرود نوفيك، كبير مستشاري السياسة الخارجية لرئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، شمعون بيريز، رسالة مفتوحة أخرى لفريدمان، بتاريخ الثامن من يونيو.. كانت الرسالة من منظمة (قادة من أجل أمن إسرائيل)، تحثّ فيها أصوات الجالية اليهودية في الخارج، على رفع أصواتها ضدّ الجنون في غزة، قبل أن يغرقوا هم أيضًا في دوامة العنف.. وجاء في جزء منها: (بصفتنا قادة من أجل أمن إسرائيل، وهي حركة تضم أكثر من خمسمائة وخمسين مسئولًا كبيرًا متقاعدًا من أجهزة الدفاع والأمن والدبلوماسية الإسرائيلية، كانت مهمتنا مدى الحياة هي تأمين مستقبل إسرائيل كموطن قوي للشعب اليهودي.. أدت الأحداث الأخيرة إلى نقاشات عاطفية ومؤلمة في بعض الأحيان، داخل المجتمعات اليهودية في جميع أنحاء العالم، وخصوصًا فيما يتعلق بالوضع في غزة.. أعرب الكثيرون في الشتات عن مخاوفهم علنًا.. ونتيجة لذلك، واجه البعض انتقادات لاذعة.. واتهموا بإضعاف إسرائيل أو خيانة صلتهم بالدولة اليهودية، وقيل لهم، إن أولئك الذين يعيشون في الخارج أو لا يخدمون في جيش الدفاع الإسرائيلي، يجب أن يلتزموا الصمت.. نحن نرفض رفضًا قاطعًا، فكرة أن اليهود في الشتات يجب أن يظلوا صامتين بشأن الأمور المتعلقة بإسرائيل.. بالنسبة لأولئك الذين يخشون أن يقوض النقد العام إسرائيل، نقول إن الحوار المفتوح والصادق، لا يؤدي إلا إلى تعزيز ديمقراطيتنا وأمننا). ●●● كلنا أملٌ أن يصمد وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، وأن يمتد ليشمل غزة.. أولًا وقبل كل شيء، لوضع حدٍّ للقتل.. وثانيًا، لأننا نعتقد أن هذه الحرب ستُثير في أعقابها نقاشاتٍ ملحّة في إيران وإسرائيل والمجتمع الفلسطيني.. لن تُطرح هذه الأسئلة صباح اليوم الذي تصمت فيه المدافع، حين يحاول قادة جميع الدول المعنية ادعاء تحقيق نصرٍ ما.. لكن كل ما في داخلنا يُنبئنا بأن هذه المناظرات ستُعقد صباح اليوم التالي، حين تبدأ السياسة الداخلية في الظهور.. هكذا يؤكد فريدمان. بين الفلسطينيين في غزة، سيُطرح السؤال على قادة حماس: (بماذا كنتم تفكرون في السابع من أكتوبر 2023؟.. لقد بدأتم حربًا مع إسرائيل، عدوٍّ متفوقٍ عسكريًا، بلا نهايةٍ سوى الدمار، مما دفع اليهود للردّ بلا نهايةٍ سوى الدمار.. لقد ضحيتم بعشرات الآلاف من المنازل والأرواح، لكسب تعاطف الجيل القادم من شباب العالم على تيك توك، والآن لم تعد غزة موجودة).. وبين الإسرائيليين، السؤال الذي سيُطرح على الحكومة القومية الدينية المتطرفة في إسرائيل، من قِبل العناصر العلمانية في ذلك المجتمع ـ طيارو سلاح الجو، ومحاربو الإنترنت، وخبراء التكنولوجيا، والعلماء، ومصممو الأسلحة، وعملاء الموساد، الذين هزموا حماس وحزب الله وإيران ـ هو، (إلى أين تعتقدون أنكم تأخذوننا؟.. نحن من انتصرنا في هذه الحرب، ولن نسمح لكم باستغلال هذا النصر للفوز في الانتخابات القادمة، وتنفيذ خطتكم لسحق محكمتنا العليا، وضم الضفة الغربية، وإعفاء المتشددين من الخدمة في الجيش، وإنشاء إسرائيل منبوذة، لن يرغب أبناؤنا في العيش فيها.. مستحيل). وبين الإيرانيين، السؤال الذي سيُطرح حتمًا على قادتهم الدينيين والحرس الثوري، (أنفقتم مليارات الدولارات في محاولة صنع قنبلة نووية لتهديد إسرائيل، والتحكم عن بُعد في لبنان وسوريا والعراق واليمن.. لكنكم جلبتم الحرب إلى بلادنا.. اضطرت عائلاتنا للفرار من طهران، وقُتل جنرالاتنا بطائرات إسرائيلية مسيرة في أسرّتهم.. كل ما فعلتموه، هو تدمير بعض المباني وقتل بعض المدنيين في إسرائيل، وعندما هاجم دونالد ترامب منشآتنا النووية الرئيسية الثلاث، كان ردكم هو تقديم عرض صوتي وضوئي غير مؤذٍ فوق قاعدة جوية أمريكية في قطر.. كنتم نمورًا من ورق، لا تعرفون إلا كيفية استخدام التكنولوجيا لقمع شعبنا.. في هذه الأثناء، حضارتنا الفارسية العظيمة مُعدمة، مُحطّمة، ومتأخرة أميالًا عن بقية العالم). قد لا يحدث ذلك بين عشية وضحاها، كما قلنا، لكن يقيني، أن هذه المناقشات قادمة.. لأننا لم نشهد حربًا كهذه في المنطقة من قبل.. أي حرب يقود فيها قوميون متدينون، حماس وحزب الله وإيران وإسرائيل، جميعًا يعتقدون أن الله في صفهم.. حرب جعلت فيها إسرائيل غزة غير صالحة للسكن، بعد أن أذلتها قوات حماس التي قتلت من اليهود في يوم واحد أكثر من أي يوم منذ الهولوكوست.. حرب تمكنت فيها إسرائيل من قطع رأس حزب الله وتدميره إلى حد كبير، كقوة سياسية في لبنان وسوريا، حيث ساعدت الميليشيا الموالية لإيران في سحق براعم الديمقراطية منذ الثمانينيات.. حرب شهدت قصف منشآت نووية إيرانية رئيسية من قبل رئيس أمريكي، وهو أمر لم يعتقد الملالي الإيرانيون أبدًا أنه سيحدث.. باختصار: سار الجميع حتى النهاية، مخترقين حواجز نفسية وعسكرية لم نتخيل يومًا اختراقها.. إن لم يتوقفوا الآن، أو قريبًا، فسيصلون جميعًا إلى حيث هم ذاهبون: إلى حرب أبدية ـ الجميع، في كل مكان، طوال الوقت ـ لن تترك شيئًا أو أحدًا سالمًا.. وولكل هذه الأسباب، فإن نقاشات داخلية كبيرة للغاية سوف تندلع، إذا توقفت الحروب حقًا. بالنسبة للحركات مثل حماس أو دول مثل إيران، يُعلّمنا التاريخ أن تغيير الأنظمة داخليًا لا يحدث إلا بعد انتهاء الحرب، ودون تدخلات خارجية، كما قال خبير استطلاعات الرأي وعالم السياسة، كريج تشارني.. يجب أن يحدث ذلك تلقائيًا من خلال تغيير في العلاقة بين القادة هناك ومن يقودونهم.. في صربيا عام ٢٠٠٠، سقط الرئيس القومي، سلوبودان ميلوسيفيتش، بعد خسارته حربي البوسنة وكوسوفو، عندما حاول التلاعب بالانتخابات التالية.. كما قال تشارني، (أدت هزيمة العراق في حرب الخليج الأولى إلى ثورة عارمة ضد صدام حسين، اضطر إلى قمعها بوحشية.. وعندما خسر المجلس العسكري الأرجنتيني حرب فوكلاند عام ١٩٨٢، اضطر إلى السماح بعودة الديمقراطية.. وبعد الهدنة التي تُخلّد هزيمة ألمانيا في الحرب العالمية الأولى، اندلعت ثورة نوفمبر التي أطاحت بالقيصر.. لا يبدو الأقوياء بهذه القوة عندما يكونوا خاسرين). وأضاف تشارني، أن استطلاعات الرأي المحدودة التي أجريناها من غزة، تشير إلى رد فعل عنيف ضد حماس بسبب الكارثة التي حلّت بالناس هناك.. ولم تُجرَ أي استطلاعات رأي من إيران منذ بدء الصراع الحالي، (ولكن يُقال إن النقاشات على وسائل التواصل الاجتماعي كانت إيجابية، عندما بدأت بضربات ضد شخصيات غير شعبية في النظام، ثم تحولت إلى حشد الدعم مع تزايد الخسائر في صفوف المدنيين)، على حد تعبير تشارني.. لنرَ الآن ما سيحدث إذا صمد وقف إطلاق النار. كل ما نعرفه يقينًا، هو هذا: إسرائيل هي نوع الديمقراطية التي تأمل النخبة العلمانية المتعلمة في إيران ـ وهي جزء من إرث حضاري فارسي عريق ـ أن تمهد لها هذه الحرب الطريق في طهران.. لكن نظامًا دينيًا على الطراز الإيراني هو تحديدًا ما يريده المحاربون والطيارون والعلماء وخبراء الإنترنت العلمانيون في إسرائيل، لضمان عدم خلق نصر إسرائيل في القدس، إذا أُجريت انتخابات جديدة قريبًا، وحاول ائتلاف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو استغلال هذه الحرب لتحقيق النصر.. وكما أشار الكاتب الإسرائيلي، آري شافيت، إن القطاع من المجتمع الإسرائيلي الذي بذل أكبر جهد للفوز بالحرب ضد إيران، (كان بالضبط نفس القطاع الذي خرج إلى الشوارع كل ليلة سبت لمدة ثمانية أشهر، لمنع حكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة من تدمير الديمقراطية الليبرالية في إسرائيل). في عام ١٩٧٠، أشار شافيت، إلى أن المؤرخ الإسرائيلي، شبتاي تيفيت، كتب كتابًا شهيرًا بعنوان (البركة الملعونة: قصة احتلال إسرائيل للضفة الغربية).. زعم الكتاب أن النتيجة غير المقصودة لحرب ١٩٦٧، هي إطلاق العنان لقوى مسيحية في المجتمع الإسرائيلي.. فبمجرد أن عادت الضفة الغربية، قلب إسرائيل التوراتي، إلى أيدي إسرائيل، لم توافق هذه القوى على استعادتها، بل أصرت على الاستيطان فيها.. وها هي الآن ـ لا تزال في أيدي إسرائيل بعد ثمانية وخمسين عامًا ـ تحت احتلال مُستنزِف للروح ومُقوّض للديمقراطية.. ماذا لو، كما حدث مع العواقب غير المقصودة لحرب عام ١٩٦٧، كما خلص شافيت، (سننظر إلى الوراء بعد عشرين عامًا، ونرى أن هذه الحرب جعلت إسرائيل أقرب إلى إيران اليوم، وأقرب إلى إسرائيل التي كانت في السابق.. لأن المتطرفين في إسرائيل تمكنوا من استغلال النصر الذي حققته إسرائيل الليبرالية والديمقراطية والعلمية والمستنيرة، وتحويل هذه الأمة إلى جحيم مظلم). المجتمع الفلسطيني بحاجة ماسة إلى إعادة نظر.. (لعنة) الفلسطينيين تكمن في أن اليهود هم عدوهم، مما جعل محنتهم تحظى دائمًا بقدر هائل من الاهتمام والدعم الدوليين، وهو ما لم تحظَ به جماعات أخرى، مثل الأكراد الذين علقوا في القتال من أجل دولة ضد صدام حسين وتركيا رجب طيب إردوغان.. لقد كانت لعنة، لأن كل هذا الاهتمام كضحايا، غالبًا ما أضعف إرادة العديد من الفلسطينيين في تولي زمام الأمور، وإجراء نوع من التأمل العميق الذي كان ينبغي أن تُحفّزه الهزائم العسكرية المتكررة.. عندما يدعو الطلاب في الجامعات في مختلف أنحاء أمريكا إلى (عولمة الانتفاضة)، فلماذا إذن نهتم بالدعوة إلى عودة سلام فياض، الزعيم الفلسطيني الأكثر فعالية في بناء الأمة؟!. هل ستكون هذه المرة مختلفة؟.. هل ستدفع الهزيمة الساحقة التي ألحقها هجوم حماس على غزة في السابع من أكتوبر، الفلسطينيين إلى دعم الإصلاح المؤسسي للسلطة الفلسطينية، والمطالبة بقيادة مهنية ودعم دولة منزوعة السلاح على حدود عام 1967؟.. نأمل ذلك.. هل سيؤدي ذلك إلى ما يتمنى نتنياهو تجنبه بشدة: سلطة فلسطينية كفؤة، متنازلة، وشرعية.. أي شريك حقيقي للسلام؟.. ألا يُعد ذلك مفارقة؟. باختصار، كانت هذه الحرب الإقليمية بالنسبة للأطراف الفاعلة في الشرق الأوسط، بمثابة الحرب العالمية الثانية بالنسبة لأوروبا: فهي تُزعزع الوضع الراهن تمامًا، وتُمهّد الطريق لشيء جديد.. وسواء كان هذا الشيء الجديد أفضل أم أسوأ داخل أطراف هذه الحرب وفيما بينها، فهذا ما سيكون أكثر تشويقًا ـ أو حتى أكثر إحباطًا ـ بالنسبة لنا. حفظ الله مصر من كيد الكائدين.. آمين.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store