logo
دونية الاغلبية العراقية: خيانة الذات وتغذية مشاريع الأعداء

دونية الاغلبية العراقية: خيانة الذات وتغذية مشاريع الأعداء

موقع كتاباتمنذ يوم واحد
في لحظةٍ عراقيةٍ حرجة، تتقاطع فيها الذاكرة مع الجراح، والتاريخ مع الفجيعة، تبرز واحدة من أخطر الظواهر التي نخرت في جسد الأغلبية والامة العراقية، وهي 'الدونية السياسية والاجتماعية' التي دفعت ببعض المحسوبين على الشيعة والكرد وغيرهما إلى خيانة أهلهم وبيئتهم، والتواطؤ مع من استباح دمهم وكرامتهم لعقود طويلة، سواء كان هؤلاء أعداءً داخليين أو قوى خارجية عابرة للحدود والضمير الوطني … ؛ اذ تشكل ظاهرة 'الدونية الطائفية' – أي انخراط أفراد من الأغلبية الشيعية في العراق في خدمة مصالح أعداء طائفتهم أو وطنهم – إحدى الجروح النازفة في الجسد العراقي ولا زالت الظاهرة تتسع وتتمدد بسبب الاخفاقات والانتكاسات واختلاط الاوراق وتعدد الرؤى المنكوسة وتغييب الهوية الوطنية والوعي … .
لقد وقف التاريخ كثيراً عند تجربة ناظم كزار، كأحد القلائل الذين امتلكوا الجرأة لمراجعة الذات… ؛ فقد رأى كزار بعينه التمييز الصارخ في تعامل النظام البعثي مع أبناء العراق؛ فبينما يُزجّ بالشيعي إلى حبل المشنقة بتهمة الانتماء لحزب أو فكرة ما … ، يُغض الطرف عن السني المتهم بالتهمة نفسها ( كالانتماء للشيوعية مثلا ) … ؛ أدرك كزار حينها أن النظام لم يكن وطنياً ولا قومياً كما كان يدّعي، بل طائفياً انتقائياً، يقوم على محاباة 'الفئة الهجينة والطائفة السنية الكريمة ' وإقصاء الأغلبية الشيعية الاصيلة بكل الوسائل.
لكن السؤال المؤلم يبقى: لماذا لم يُراجع باقي البعثيين من أبناء الشيعة مواقفهم؟
لماذا ظلّ كثير منهم أدوات طيّعة بيد النظام، يسومون أبناء جلدتهم سوء العذاب وهم يعلمون يقيناً أنهم مجرد 'كلاب صيد' تُستخدم ثم تُرمى؟
لقد استُخدم هؤلاء 'الدونية' بوحشية ضد مجتمعاتهم المحلية ، فكان الشيعي البعثي جلاداً للشيعي المعارض، والمثقف المأجور ناقداً لمظلومية أهله، والسياسي المتسلق سيفاً في يد الطاغية… ؛ ولم يكن ذلك من باب الجهل، بل من باب الخنوع والانبطاح المرضي، الذي يرى في الخضوع للأقوى نجاةً، ولو على حساب الكرامة.
وبعد 2003، حين سقط النظام الذي بني على القمع والتمييز، انتظر العراقيون أن تستقيم الأمور، لكنهم وجدوا أنفسهم في دوامة أخرى… ؛ إذ تولّت الأحزاب 'الشيعية' الحكم، لكن الغالبية من سياسييها كانوا استمراراً لحالة الدونية المزمنة… ؛ اذ فرّطوا بحقوق مدنهم واهلهم ، وتركوا الجنوب والوسط في أسوأ حال … ؛ تعصف به البطالة والمخدرات وانهيار البنى التحتية، بينما شهد الإقليم الكردي تطوراً ملحوظاً في العمران والخدمات، وحظيت مناطق السنة بالدعم والاستثمار والتعويض ؛ حتى لأهالي المتورطين بالإرهاب…!!
وهنا : يُطرح السؤال : كيف ساهم 'دونية' السلطة (المحسوبون على الأحزاب الإسلامية الشيعية وغيرها) في إدامة تدهور مناطقهم بينما ازدهرت مناطق أخرى؟
يُلقى باللوم على خضوعهم لأجندات خارجية أو مصالح فاسدة أو عجز مقصود، جعلهم أداة لإفقار وتدمير مجتمعاتهم الأصلية.
هؤلاء 'الدونية الجدد'، الذين انخرطوا في العملية السياسية، لم يكونوا أمناء على المشروع الوطني أو المذهبي قط ، بل كانوا أدوات لمشاريع خارجية، مرة بيد إيران، ومرة بيد تركيا، ومرات بيد أجهزة مخابرات غربية وعربية، فاستمر تدمير مدن الأغلبية كما كان قبل السقوط، بل وبأيدٍ 'شيعية' هذه المرة.
التاريخ لم يرحم أمثالهم… ؛ ففي ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي، حين اشتعلت جذوة المعارضة في الداخل العراقي ، كان أبناء الأغلبية يقتصّون من البعثيين والصداميين والخونة في الشوارع والقرى والاهوار والجبال والمدن …؛ من المحسوبين على الاغلبية ؛ بينما كان النظام الصدامي يغض الطرف، ويهمس في أروقة حزبه ومقرات قيادته : 'هدّ أجلابهم عليهم'، في إشارة إلى دفع الشيعة لقتل الشيعة… ؛ إنها الخطة ذاتها: تسليط 'الدوني' على الأصيل، والتابع على الوطني، والمرتزق على الحر… ؛ اذ استُخدموا تاريخياً كرأس حربة النظام البعثي لقمع أبناء جلدتهم من الشيعة الأحرار، تحت شعارات قومية أو أمنية أو وطنية زائفة .
وحين سقط النظام الهجين ، هرب هؤلاء كالفئران والجرذان … ؛ فبعضهم ذهب إلى اليمن والبحرين ليهاجم أبناء مذهبه هناك ، والبعض انضم لحزب البعث السوري، وآخرون راحوا يهتفون بالشعارات القومية العروبية الفارغة، كمن يتقمص ثوباً لا يليق به ؛ تملقا منهم للأنظمة والفضائيات العربية , بل إن بعضهم تحوّل مذهبياً بحثاً عن قبول لا يُمنح، واحترام لا يُكتسب بالتنازل… ؛ فيُلقبون بـ'المتحولين' تهكماً… ؛ نعم حتى أولئك الذين يغيرون مذهبهم طمعاً في القبول او خوفا من السلطة (مثل حيدر الملا وغيره ) ؛ يواجهون الاحتقار من الطرفين…؛ فهم 'متحولون' في نظر أبناء مذهبهم الجديد، وخونة في نظر أبناء مذهبهم الأصلي… ؛ ولعل وصف السياسي عادل فرج الحلبوسي للمدعو حيدر الملا : (( مجهول الأصل والنسب، سياسي الصدفة، متحول المذهب، يناطح الجبل الأشم بقرون طين ارتداها متطفلاً بين الكتل كفتاة ليل تهتك سترها لمن يدفع )) يؤكد لنا ما اشرنا اليه انفا ؛ اذ تعكس هذه المقولة عمق الرفض والازدراء الذي يلاقونه، ويجسد المهانة المصيرية للخائن والمتملق والمتحول الهجين في النهاية… ؛ فطالما انتهى المطاف بالخائن والدوني الى مزبلة التاريخ ؛ إن تملقهم للأعداء وخدمتهم لهم لا يرفع من قيمتهم، بل يبقيهم في عيون أسيادهم مجرد 'إمعات '، 'كلاب حراسة' أو 'أدوات رخيصة' تُستنزف ثم تُرمى.
هكذا يُنظر إلى الخائن من الجميع: لا هو مقبول بين أهله، ولا هو محترم في أعين من خان من أجلهم… ؛ اذ ينتهي به المطاف مهاناً منبوذاً، بلا أصل ولا مبدأ ولا مستقبل… ؛ و يموت سياسياً بصورة سريعة وخاطفة كما وُلد صدفة.
إن هذه الدونية، أخطر من الاحتلال الخارجي ، لأنها تنخر من الداخل وتفتك بالمجتمع بصمت… ؛ ومتى ما بقيت دون محاسبة، فإنها تُعيد إنتاج المأساة بأسماء جديدة ووجوه مألوفة… ؛ ولهذا، فإن الخطوة الأولى نحو الإصلاح ليست فقط في مقاومة الأعداء، بل في فضح وتعرية أدواتهم في الداخل، أياً كانت هويتهم.
فلا يُعقل أن يبقى 'الدوني' يتسلّق باسم المذهب أو الطائفة أو القومية أو الوطنية ، وهو في الواقع خنجرٌ مسموم في خاصرة أهله ووطنه … ؛ ولا يجوز الصمت عنه تحت شعارات الوحدة والمسامحة، لأن في التساهل معه خيانة لدماء الشهداء ولآمال المظلومين… .
إن التاريخ علمنا أن من يبيع أهله مرة، سيبيع كل شيء لاحقاً : الأرض والعقيدة والكرامة… ؛ فاحذروا 'الدوني'، فهو أخطر من العدو، لأنه يشبهنا في الشكل، ويطعننا في الظهر.
الخاتمة:
ظاهرة 'الدونية' الطائفية في العراق هي نتاج مرير لسنوات وعقود طويلة من الاحتلال الخارجي , والقمع الطائفي والاستبداد السياسي ؛ فضلا عن تعامل الانظمة الاقليمية والعربية والقائم على اسس عنصرية وطائفية تجاه ابناء الاغلبية بل والامة العراقية جمعاء … ؛ غذّت انتهازية وضعفاً أخلاقياً لدى البعض … ؛ و تحول هؤلاء إلى ركيزة أساسية للاستعمار الخارجي والطغمة الحاكمة الطائفية قديماً، وإلى أداة لتدمير مجتمعاتهم وتكريس التخلف والتشرذم والتمزق فيها حديثاً… ؛ و مصيرهم المحتوم هو الرفض والاحتقار من جميع الأطراف، بينما يبقى درس التاريخ قائماً: الخيانة لا تبني مجداً، والخائن أبداً لا يفلت من العقاب الرمزي أو المادي، ويبقى وصمة عار في جبين طائفته وأمته وعائلته … ؛ إن معالجة هذه الظاهرة تتطلب فضح آلياتها ورفض شرعيتها ثقافياً وسياسياً، واجتماعيا , والسعي لبناء ولاء وطني يتجاوز الولاءات الطائفية والقومية والمناطقية والفئوية الضيقة والتبعيات الخارجية المدمرة.

هاشتاغز

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

استراتيجية الدفاع عن الحشد الشعبي ، وفق المتغيرات الاقليمية
استراتيجية الدفاع عن الحشد الشعبي ، وفق المتغيرات الاقليمية

موقع كتابات

timeمنذ ساعة واحدة

  • موقع كتابات

استراتيجية الدفاع عن الحشد الشعبي ، وفق المتغيرات الاقليمية

تُشكّل قوات الحَشد الشعبي مُنذ تأسيسها ابرز انموذجا للتعبئة الشّعبية التي دافعت عن البلد ودفعت مخاطِر الانهيار جرّاء الهجمة الداعـــشيـــــــــــة على العراق ، ومن الطبيعي ان امريكا وحلفاؤها لا تنظر الى هذا التَّشكيل بإيجابية بل بعين الاستهداف عاجلا ام آجلا ، وتستمر بإرسال رسائلها التي تندرج تحتالضغوط القصوى للحصول على تنازلات ومساومات حكومية لهذا الملف ، فيما تُمثّل العلاقة بين الحشد الشعبي -كمتطوعين- والفصائل المسلحة ثنائيــــة جدليــــة، وتداخلًا مُعقدًا أمام الحكومة العراقية التي يترأسّها السوداني؛ إذ لم يتمكَّن الحشد من فك ارتباطه مع تلك الفصائل التي أعادت هيكلتها وتنظيماتها تحت هذا الاسم، والتي اعتمدت كليًا على اسم الحشد في الجانب السياسي، وتوسيع رقعة النفوذ السياسي والاقتصادي ، وعلى الرغم من المساعي الجارية ضمن الإطار التنسيقي في الحوار، وإعداد خطة تقضي بنزع سلاح الفصائل، إلا أن تشابك المصالح والارتباطات الإقليمية يعقّد المشهد ما لم تكن هناك مساعٍ إقليمية لتقريب وجهات النظر ، او ضاغط محلي له صوت مسموع على المستوى الديني والاجتماعي، ولا ننسى أن هناك حالة التباس يصعب معها تحديد ارتباط القيادات، وما إن كانوا فعليًّا خاضعين لكيان الحشد كجزء رسمي من الدولة ، أم هم مرتبطون بمليشيات مسلحة لها ولاءاتها الإقليمية خارج سياق الدولة وقوانينها. وتتوالى الرسائل الامريكية مع وجود الحاضنة السياسية التي تنفذ الاملاءات وتقدم التنازلات ، حيث الدوافع الكامنة وراء تلك الرسائل التي تكشف عن الخطوط العامة لكيفية التعامل مع 'الفاعل المسلَّح' في العراق على وجه الخصوص ، وفي المنطقة على وجه العموم ، كاشفة عن تطور التغيير الجيوسياسي المعقّد في المنطقة ، وما أكده مايكل والتز في لقاء له ' سيكون لنا تعامل صارم مع الفصائل العراقية' وذكر طريقة الردع التي سوف تستخدم بالضرب المباشر، بشكل أقوى ممّا حدث في لبنان وغزة، وهذا تهديد وتبيان واضح للمشهد العراقي إن حاولت الفصائل والسلطة العراقية كسر قيد الإقامة الجبرية الأميركية ، وبما ان العراق يمثل ساحة للصراع ذات اهمية استراتيجية بين ايران وامريكا فهو يمثل تحديا صعبا خاصة ان الفاعل السياسي والعسكري الايراني يصعب عليه التخلي عن النفوذ في العراق ما لم يحصل على ضمانات استراتيجية وبديل آخر على طاولة المفاوضات ، وهو تحت ظل الخسارة التي داهمته في لبنان وسوريا واليمن ، وهذا ما عبّر عنه احد السياسيين الاصلاحيين البارزين 'حسين مرعشي' حيث يرى ان المنطقة تعيش فصل جديد بعد خسارة لبنان وسوريا وان الوضع اصبح مختلفا تماما عن الماضي . وبالرغم ان القوة العسكرية في العراق لا تملك ما يملكه الحزب في لبنان ، وليس لديها قوة واستراتيجية الحوثيين في اليمن ، الا ان الرؤية الامريكية تعتبرها جزء من الاذرع الايرانية التي يتم استخدامها في المعادلة الاقليمية ، فهي بمثابة الرئة الاقتصادية التي تفك الاختناق عن ايران عن طريق تغلغلها في القرار السياسي والنفوذ الاقتصادي في العراق وهنا يتبنىّ الصدر رؤية عراقية منسجمة دينيا وسياسيا مع مرجعية النجف الاشرف ، محاولا ردم الهوة ،وكشف الشعارات التي يستخدمها امناء السلاح والسياسة للحفاظ على مكتسباتهم ورغبتهم الجامحة في التغول على حساب انهاك العراق وإضعافه وزجه في معادلات اقليمية ودولية لو بإدعاء عمليات مجهولة يرافقها تصعيد إعلامي ، فحملة السلاح على حد تعبير ' غوستاف لوبون' يعلمون جيدا أن الجماهير لا تتحرك بالتحليلات السياسية أو الأرقام، بل تتحرك بالشعارات الكبرى مثل: الحرية ،كرامة الإنسان، المساواة، الحقوق، فهذه الكلمات تغري النفوس ، لكنها تظل فضفاضة وبدون مضمون واضح، مما يسمح باستغلالها بسهولة وخاصة في معترك سياسي وحدث انتخابي مرتقب يهيء لهم النفوذ الاكبر وتوسعة المنافع الى اكبر قدر ممكن . يحاول الصدر الى ترسيخ وتوسعة الجبهة العراقية المحايدة بعيدا عن الصراع في المنطقة، وقد نجح في تدشين هذه الجبهة خليجيا واقليميا ، وكذلك في حادثة المطار عندما هدّدت ايران القواعد العسكرية الامريكية في العراق فيما حشدت الفصائل المسلحة قواتها للدخول اعلاميا في هذه المعركة ، ودخل الصدر بمناورة عصيبة جدا وهي عملية ترويض الفصائل العسكرية المشكلة عراقيا واوقف اي عمل عسكري بالنيابة ، في حين ان ايران اعلنت اكتفاءها بالرد دون الحاجة الى وكلاؤها واخرجهم من عنق الزجاجة ومن مصير محتوم ، وكذلك موقفه الحاد والشجاع في نفس الوقت من الصراع السوري بل منع اي تدخل عراقي في الشأن السوري وخضوع القوة السياسية والعسكرية لهذا الموقف واتخاذ موقف السكوت المطلق ، و موقفه الشعبي الداعم لغزة ولبنان وايران رغم ما يلاقيه من رد صبياني اهوج وتحشيد اعلامي بالضد منه !!! ما يعرف عن الصدر انه لم تعرف له شفرة محددة ليسهل تفكيكها ومعرفتها بسهولة ، يعود الصدر مرة اخرى في ظل المقاطعة وفشل كافة المساعي الدينية والسياسية لثنيه عن القرار ، دشن خطابه للرد بـــ دمج الحشد الشعبي وحل الميليشيات ، وعاد الطلب مرة اخرى يثير جدلا سياسيا واعلاميا ، يحاول الصدر في هذه الخطوة ان يكشف ملامح المنطقة التي تتقلب على صفيح ساخن ويتشبث بحماية العراق من اي مغامرة خارجية وسط وضع سياسي هش وحالة من الانقسام الطائفي والمجتمعي ، فهو يستخدم الضاغط المؤثر خارج السلطة وخارج الحسابات السياسية ، بخلق تأثير جماعي ورأي عام من اجل ترتيب سلم اولويات الابتعاد عم الصراع وحماية كيان الحشد من عبث المتاجرين به سياسيا واقليميا فلا احد ينكر الخطر المحيط بالعراق على وقع هذه التغييرات والحفاظ على قوة شعبية عقائدية هي من مصلحة الجميع ، بالاضافة الى ابعادها عن التأثير الاميركي وتهديداته المستمرة والذي بدأ فعليا بأولى الخطوات وهي ازمة الرواتب التي اثارت مخاوف حقيقية لجدية الجانب الامريكي واستعداده لتمرير اتفاقياته للتأثير على هذه المؤسسة . مَن يعترض على مطالبة مقتدى الصّدر بضرورة التّعاطي مع الملفّ الأمريكيّ سياسيّاً وبشكلٍ عُقلائيّ، تحت ذريعة أنّ الصّدر تَخلّى عن مقاومة الأمريكان، هو واهم وموهوم، لأنّ أمريكا لا تخشى من الصّواريخ (العوراء) التي لا تعرف الوصول إلى أهدافها بل هي صواريخ وهمية للاستعراض الاقليمي ،

عراقٌ ما بين الأمسِ واليوم .!
عراقٌ ما بين الأمسِ واليوم .!

موقع كتابات

timeمنذ ساعة واحدة

  • موقع كتابات

عراقٌ ما بين الأمسِ واليوم .!

كل ' المكونات 'السياسية التي يطبّل ويزمّر لها الإعلام , لم تكن متكوّنة قبل الإحتلال , وانما كانت منصهرة وذائبة ضمن النسيج الإجتماعي – الوطني للبلاد , لكنّ جرى إظهارها ونفخها وتسليط الأضواء الكاشفة عليها بعد الإحتلال , لكنّما جرى استثناء ' مكوّن واحد – مع الإعتذار للتسمية ' , وهو الجموع المليونية الغفيرة من جمهور او جماهير ' المستقلين ' , اذ لا مكان لهم في اروقة العملية السياسية ولا في المناصب العليا للدولة , بل أنّ قوى احزاب الإسلام السياسي تنظر اليهم كأنهم من العِدى , وربما على الأقل مما لا مجالاتٍ للخوض او الغوص في غمارها . لا علاقة بما نتحدث بالنظام السياسي السابق , وانما نتحدث منذ تأسيس الدولة العراقية والحكومات اللائي تعاقبت عليها , سواءً في العهد الملكي او النظام الجمهوري , فَلم يعد عراق اليوم كما عراق الأمس , حيث كارثة الكوارث وطامة الطامات بدأت منذيوم 9 \ 4 \ 2003 , واستفحلت واستشرت وربمما فرّخت الى يومنا هذا , ومجهول الى متى , لكنّ الرياح المضادة والمتضادة غدت كما ' تشتهي السفن ! ' في البرّ والجو وكذلك الأجواء .!

لإنصاف ثورة 14 تموز1958
لإنصاف ثورة 14 تموز1958

موقع كتابات

timeمنذ ساعة واحدة

  • موقع كتابات

لإنصاف ثورة 14 تموز1958

قال تعالى ( وأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض ) من سل قلم بغي وعدواني على محوذكرى ثورة تموزالخالدة في التاريخ وعيون الفقراء والمعوزين ، التي إنتشلتهم من واقع مؤلم ومرض الحاجة والذل والتسلط والاستعباد الى فضاء الحرية والعمل بكرامة كانت مهدورة . ان مصادرة اليوم الوطني وابتلاع ما قدمته الثورة بقلب الحقائق يتحتم علينا اعادة الجوانب المضيئة لنهضة تموزومضمونها في تغير الواقع بعمل حملات توعية وصور تؤكد احقية الثورة في منهج غير حياة المواطن العراقي ، من كان صغيرا ولا يعلم ما حدث في ذلك اليوم من نقلة نوعية في حياة البسطاء ، وحتى نزيل الغشاوة عن المتملقين ومن لا ضمير وحياء لهم ، ومن ليس لهم آذان يسمعون بها أو أعين من ترى الحق وتزيغ عنه ، من انجازات عظيمة بعضها تحقق والاخر قيد الانجاز ، نذكر ما قام به نصير الفقراء ولجمت السن البعض عن ذكره في تحول البلاد من بلد يحكمه الغرباء من حاشية قوم لوط ملكي مستورد الى جمهوري بيد ابناءه. من الضروري ان يعلم الجيل الحالي تفاصيل الخدمات الجليلة وما مغيب عن البعض ومن الحق والانصاف لثورة تموز ومفجرها معرفة ذلك فما قامت بها ثورة تموزنوجز منها : 1- خروج بغداد من هيمنة الاسترليني ( كما يفعله الدولار اليوم ) 2- قانون الاصلاح الزراعي الذي حول سيطرة الاقطاع على الارض بما رحبت الى عدالة توزيعها على البسطاء من الفلاحين الذين كانوا عبيد واصبحوا احرار. 3-الخروج من حلف بغداد 4- تحديد استيلاء شركات النفط الاجنبية على اراضي الاستخراج والانتاج والتصدير برقم80 5- تحويل صرائف يسكنها الفقراء والمسحوقين في جانبي الرصافة والكرخ التي تسمى انذاك ( العاصمة والميزرة ) ومثيلتها ( الشاكرية) الى مدن حديثة وزرعت اراضيها دون مقابل وسميت الثورة والشعلة 6- انشاء مدن عصرية بمساحة 600 م مربع زيونة بجانب الرصافة واليرموك بجانب الكرخ وزعت على ضباط الجيش العراقي العاملين في القوات المسلحة 7- قانون الاحوال الشخصية الذي حمى المرأة ومنحها حقوقها كاملة. 8- فتح طرق وانشاء جسورمتعددة ومصانع مختلفة وسدود المياه ومطار بغداد الدولي ومستشفيات كثيرة ( مدينة الطب ) وملاعب رياضية ( ملعب الشعب ) لم تمنح الفرصة لاكمالها وافتتاحها بسبب انقلاب 1963 الاسود ، الانفتاح على العالم بنهضة علمية وصحية وتعليمية وصناعية وزراعية وتطوير سلاح وكفاءة القوات المسلحة بارسال البعثات الىى الخارج. هذا غيض من فيض ما علق بالذاكرة ويعجز احصاءه ويسطره القلم ، فما قدم الذين أتوا من بعده غير الحروب وهدر الاموال والدماء والابتزاز، والاسوء ذوقا من باع اجزاء من الوطن بدراهم معدودات..!!! يأتيك بعض المنحرفين وحاملي الفكر السيء ويحرم على الفقراء احياء ذكرى العيد الوطني للبلد وتمادى بالغاء يوم العطلة الرسمية التي تتبناها الاوطان ونحتفل بذكرها منذ 65 سنة التي اعادت للعراقي كرامته وعزته وحكم بلده بارادته التي يفتخر بها. العطل في بلادي من الكثرة برقم 140 يوم وعشر مناسبات وربما توازي او تتفوق على عطل دولة الهند بمختلف المسميات ، عيد الديوالي والفيل والبقرة ! فعدنا المحافظ يعطل والدولة تعطل كما الحرارة والامطار تعطل !! فلماذا حذف يوم مجيد راسخ في ذهن وعقول اغلبية الناس تغيرت فيه مجرى حياتهم . عذرا يوم 14 تموز سأقيم لك العزاء والحزن لحدث ضاع ولا يمكن تجاوزه من الوجدان ويسري في العروق ، أنه يوم لا يمكن الاستهانة به أنه كـــ المنار لا يهدم أبدا او إلغاء يوم عطلتة ونبقى نحتفل به ونعيد ذكرى يومه الحلو والجميل حين اشرقت فيه شمس الحرية ، اذ كان هدفه وجوهره الوصول بالعراق الى مستوى صحي للخلاص من الامراض ، ودعم مادي للفرار من سوء التغذية والبحث عن السكن اللائق بئس لمن تنكر وساهم في قتل تجربة البناء والعمل ومن عميت عيناه عن عمل الثورة وزعيمها الصرح الخالد عبد الكريم الذي نصلي لروحه الطاهرة، جامع خصال الزهد والتسامح والوطنية التي غيبها من لا أب له، ومن تنكر للتاريخ من شيء لا يخلو من ما وراء الاكمة من سوء وشك وريبة في اسفاف وتسقيط لا حقيقة له وتزييف وانحراف لمرحلة مرت على البلد في تناقضات شخصية وحقد دفين من اشخاص لا يستطيعوا الوصول الى ما وصل اليه عبد الكريم قاسم واخرى حزبية أوصلتنا الى ما نحن فيه.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store