
بيع أرشيف صحيفة الأهرام تضليل أم حقيقة؟
وسط معركة حامية على منصب نقيب الصحافيين في مصر، والتي أجريت يوم 7 الجاري، استغل أحد المرشحين السبعة «قضية إعلامية» حصل فيها جدل وإثارة واسعان بشأن بيع أرشيف أعداد جريدة الأهرام إلى شركة إسرائيلية! علماً بأن مصر كدولة تقيم علاقات دبلوماسية بينها وبين «هذا العدو»، والتبادلات بكل أنواعها قائمة على الخطين.
في البداية جاء الرد من موقع يحمل اسم «القاهرة» يترأس تحريرها محمد مملوك، ملخصه أن الأمر يحمل قدراً كبيراً من التضليل، إذ لم تدشن المكتبة الوطنية الإسرائيلية أرشيفاً رقمياً لجريدة الأهرام، إنما هذا الأرشيف يتبع في الأساس منصة «EAST VIEW» الأميركية، وهي منصة مشهورة جداً تضم 80 صحيفة بالعالم العربي و9 صحف مصرية، من بينها الأهرام والأخبار والجمهورية توفره رقمياً «Digital» للباحثين حول العالم، وقد أرفقت المكتبة الوطنية الإسرائيلية «NLI.ORG.IL» مع منشورها رابط أرشيف الأهرام بموقع «EAST VIEW» تعمل داخل إسرائيل.
وكما علمت من متابعتي وعلاقاتي، فإن مؤسسة الأهرام نفسها سمحت لفترة من الزمن بعرض كل أعداد الأهرام ثم أقفلته بعد ذلك؟
يبدو أن وراء الحملة مجموعة وظّفت قصة «البيع» و«الشراء» لإسرائيل من أجل كسب أصوات انتخابية، ودخل على الخط جهات عملت على التشويه والصخب الدعائي ووصلت إلى اتهام شركة أردنية بأنها كانت وراء عملية البيع الغامضة حتى تزيد الحبكة إثارة وتشويقاً؟
إذا استبعدنا الدافع الانتخابي من الموضوع، يبقى السؤال: هل توفير أعداد صحيفة مثل الأهرام أو غيرها يقع تحت بند «الممنوعات» أو «المحرّمات» أو يدخل ضمن «الوثائق السرية» التي لا يسمح بتداولها؟ وفي عالم السماوات الرقمية السبع والمفتوح على مصراعيه والمختصون يتسابقون على توظيفه والاستفادة من ثورة تكنولوجيا الاتصالات والتي فتحت أبواب المعرفة أمام الباحثين والمتابعين؟!
هناك قاعدة ثابتة لدى العاملين في مجال اختصاصيي المعلومات تفيد بأن «الدوريات المطبوعة» الصادرة في أي بلد، وكذلك الصحف اليومية والمجلات، لا بد أن تتوافر في المكتبات الوطنية الأم وعبر تشريعات وقوانين تمنح الصلاحية لها ووضعها امام الباحثين، لذلك فلا استهجان من أن تجد «الأهرام» كأعداد ورقية أو ديجيتال ومفهرسة في مكتبة الإسكندرية أو مكتبة الجامعة الأميركية في القاهرة أو مكتبة «الكونغرس» في واشنطن.
يكفي أن تذهب إلى موقع Archive.org لتجد مجموعة من أعداد الأهرام تغطي 35 عاماً كاملة، أو تذهب لموقع «الكتبخانة» لتجد الوثائق والكتب والصحف والأبحاث باللغة العربية.
وإذا أردت أن تزور الأردن وتوجهت إلى المكتبة الوطنية أو مكتبة الجامعة الأردنية، فستحصل على أعداد أقدم صحيفة يومية وهي «الدستور» على أفلام ميكروفيلمية وورقية وكذلك صحيفة الرأي، وغيرها.
وكم من المرات تصلني مواقع إلكترونية تضع أعداد مجلة العربي بين يديك بصيغة «PDF» منذ صدورها عام 1958 وإلى عام 1990.
وها هي الدعوة أقرأها من أحد المواقع الإلكترونية لتصفح وتنزيل أعداد مجلة المقتطف المصرية ليعقوب صروف، الصادرة عام 1876 حتى 1952.
وفي القائمة يتصدر أرشيف المرحوم محمد الشارخ الإلكتروني، والذي يحتوي على أعداد 228 مجلة أدبية عربية أنجزها قبل وفاته.
لا بد من التوضيح أن البيع والنقل والشراء والتبادل لأعداد الصحف والدوريات يتطلب سلوك الطرق الشرعية والقانونية لحفظ حقوق الملكية الفكرية بعدما اتجهت عدة مؤسسات صحافية إلى رقمنة إصداراتها الورقية وإتاحتها عبر الإنترنت، وهذا ما يستدعي أن نضع الموضوع في إطاره المعرفي والثقافي تحت مبدأ حرية تداول المعلومات والوثائق ونشرها.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجريدة
٠٩-٠٣-٢٠٢٥
- الجريدة
بيع أرشيف صحيفة الأهرام تضليل أم حقيقة؟
وسط معركة حامية على منصب نقيب الصحافيين في مصر، والتي أجريت يوم 7 الجاري، استغل أحد المرشحين السبعة «قضية إعلامية» حصل فيها جدل وإثارة واسعان بشأن بيع أرشيف أعداد جريدة الأهرام إلى شركة إسرائيلية! علماً بأن مصر كدولة تقيم علاقات دبلوماسية بينها وبين «هذا العدو»، والتبادلات بكل أنواعها قائمة على الخطين. في البداية جاء الرد من موقع يحمل اسم «القاهرة» يترأس تحريرها محمد مملوك، ملخصه أن الأمر يحمل قدراً كبيراً من التضليل، إذ لم تدشن المكتبة الوطنية الإسرائيلية أرشيفاً رقمياً لجريدة الأهرام، إنما هذا الأرشيف يتبع في الأساس منصة «EAST VIEW» الأميركية، وهي منصة مشهورة جداً تضم 80 صحيفة بالعالم العربي و9 صحف مصرية، من بينها الأهرام والأخبار والجمهورية توفره رقمياً «Digital» للباحثين حول العالم، وقد أرفقت المكتبة الوطنية الإسرائيلية « مع منشورها رابط أرشيف الأهرام بموقع «EAST VIEW» تعمل داخل إسرائيل. وكما علمت من متابعتي وعلاقاتي، فإن مؤسسة الأهرام نفسها سمحت لفترة من الزمن بعرض كل أعداد الأهرام ثم أقفلته بعد ذلك؟ يبدو أن وراء الحملة مجموعة وظّفت قصة «البيع» و«الشراء» لإسرائيل من أجل كسب أصوات انتخابية، ودخل على الخط جهات عملت على التشويه والصخب الدعائي ووصلت إلى اتهام شركة أردنية بأنها كانت وراء عملية البيع الغامضة حتى تزيد الحبكة إثارة وتشويقاً؟ إذا استبعدنا الدافع الانتخابي من الموضوع، يبقى السؤال: هل توفير أعداد صحيفة مثل الأهرام أو غيرها يقع تحت بند «الممنوعات» أو «المحرّمات» أو يدخل ضمن «الوثائق السرية» التي لا يسمح بتداولها؟ وفي عالم السماوات الرقمية السبع والمفتوح على مصراعيه والمختصون يتسابقون على توظيفه والاستفادة من ثورة تكنولوجيا الاتصالات والتي فتحت أبواب المعرفة أمام الباحثين والمتابعين؟! هناك قاعدة ثابتة لدى العاملين في مجال اختصاصيي المعلومات تفيد بأن «الدوريات المطبوعة» الصادرة في أي بلد، وكذلك الصحف اليومية والمجلات، لا بد أن تتوافر في المكتبات الوطنية الأم وعبر تشريعات وقوانين تمنح الصلاحية لها ووضعها امام الباحثين، لذلك فلا استهجان من أن تجد «الأهرام» كأعداد ورقية أو ديجيتال ومفهرسة في مكتبة الإسكندرية أو مكتبة الجامعة الأميركية في القاهرة أو مكتبة «الكونغرس» في واشنطن. يكفي أن تذهب إلى موقع لتجد مجموعة من أعداد الأهرام تغطي 35 عاماً كاملة، أو تذهب لموقع «الكتبخانة» لتجد الوثائق والكتب والصحف والأبحاث باللغة العربية. وإذا أردت أن تزور الأردن وتوجهت إلى المكتبة الوطنية أو مكتبة الجامعة الأردنية، فستحصل على أعداد أقدم صحيفة يومية وهي «الدستور» على أفلام ميكروفيلمية وورقية وكذلك صحيفة الرأي، وغيرها. وكم من المرات تصلني مواقع إلكترونية تضع أعداد مجلة العربي بين يديك بصيغة «PDF» منذ صدورها عام 1958 وإلى عام 1990. وها هي الدعوة أقرأها من أحد المواقع الإلكترونية لتصفح وتنزيل أعداد مجلة المقتطف المصرية ليعقوب صروف، الصادرة عام 1876 حتى 1952. وفي القائمة يتصدر أرشيف المرحوم محمد الشارخ الإلكتروني، والذي يحتوي على أعداد 228 مجلة أدبية عربية أنجزها قبل وفاته. لا بد من التوضيح أن البيع والنقل والشراء والتبادل لأعداد الصحف والدوريات يتطلب سلوك الطرق الشرعية والقانونية لحفظ حقوق الملكية الفكرية بعدما اتجهت عدة مؤسسات صحافية إلى رقمنة إصداراتها الورقية وإتاحتها عبر الإنترنت، وهذا ما يستدعي أن نضع الموضوع في إطاره المعرفي والثقافي تحت مبدأ حرية تداول المعلومات والوثائق ونشرها.


الأنباء
١٣-٠٢-٢٠٢٥
- الأنباء
كيف تعاملت مصر مع إسرائيل بعد تلويح ترامب بوقف المساعدات؟
AFP بدأت مصر في شحذ قواها السياسية والدبلوماسية لوقف خطط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المتمثلة في تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، كما أشار معلّقون عسكريون في قنوات مصرية مختلفة إلى أن الجيش "بدأ في تعزيز قواته العسكرية" في سيناء. وطالب وزير الدفاع المصري الفريق أول عبد المجيد صقر، يوم الثلاثاء، قوات الجيش الثالث الميداني "بالحفاظ على أعلى درجات الجاهزية القتالية، لتظل القوات المسلحة قادرة على الوفاء بالمهام والمسؤوليات المكلفة بها تحت مختلف الظروف"، وفق بيان للمتحدث باسم الجيش المصري العميد غريب عبد الحافظ. ولوح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مؤخرا، بوقف المساعدات التي تقدمها بلاده للأردن ومصر، إذا لم يستقبلا الفلسطينيين، وذلك بعد رفض كلا الدولتين مقترحات ترامب بشأن تهجير سكان غزة، وتحويلها إلى "ريفييرا الشرق الأوسط"، وفقاً لتصريحاته. ولم يكتف ترامب بهذه التصريحات، بل كشف عن خطة جديدة تتمثل في "شراء غزة وامتلاكها بالكامل"، وقال في مقابلة مع شبكة فوكس نيوز، نُشرت يوم الاثنين الماضي، إن "الفلسطينيين لن يكون لهم حق العودة، لأنهم سيحصلون على مساكن أفضل بكثير". موقف مصري "ثابت" وصرح الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، يوم الثلاثاء الفائت، بضرورة إعادة إعمار قطاع غزة "دون تهجير سكانه الفلسطينيين"، بحسب بيان لرئاسة الجمهورية المصرية، تناول تفاصيل اتصال هاتفي بين الرئيس المصري، ورئيسة الوزراء الدنماركية ميته فريدريكسن. وجاء في البيان أن السيسي أكد لرئيسة وزراء الدنمارك، على "ضرورة بدء عمليات إعادة إعمار قطاع غزة، بهدف جعله قابلاً للحياة، دون تهجير سكانه الفلسطينيين، وبما يضمن الحفاظ على حقوقهم ومقدراتهم في العيش على أرضه". كما أبلغ وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي نظيره الأمريكي ماركو روبيو في واشنطن، تأييد الدول العربية الفلسطينيين في رفضهم خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب لتهجيرهم من غزة والسيطرة على القطاع، وفقاً لما نقلته وكالة رويترز. وأكد الوزير المصري على ضرورة تحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني "المشروعة"، وعلى رأسها "إقامة دولته المستقلة على كامل ترابه الوطني". وقالت الخارجية المصرية في بيان، إن الوزير عبد العاطي أكد خلال زيارته إلى واشنطن على أهمية "التعاون المصري-الأمريكي لتحقيق السلام العادل بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وذلك وفقاً لمقررات الشرعية الدولية وإقامة دولة فلسطينية مستقلة استناداً لحل الدولتين.. وتبادل الرهائن والأسرى بمراحله الثلاث، وضرورة البدء في عملية التعافى المبكر وإعادة الإعمار". وقال بهاء الدين محمود، الباحث المشارك بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، لبي بي سي، إن ترامب "لن يستطع تنفيذ أي خطط له في غزة أو الشرق بدون موافقة مصر، ولن تجدي ضغوطه على مصر بالمساعدات، سواء العسكرية أو الاقتصادية". وقال محمود لبي بي سي: "جزء كبير من هذه المساعدات يعود للولايات المتحدة من خلال الاستعانة بالخبراء والمدربين الأمريكيين، وحجم هذه المساعدات، كما هو واضح، ضئيل جداً، وليس محورياً في الاقتصاد المصري، ولن يمثل معضلة؛ خاصة إذا تدخلت الدول العربية الأخرى لتعويض مصر". اتفاقية السلام "ورقة قوية" في يد مصر وبالإضافة إلى الجهود المصرية الرسمية والدبلوماسية لوقف مخططات ترامب لتهجير سكان غزة، قالت صحيفة معاريف الإسرائيلية إن مسؤولين مصريين أبلغوا مدير المخابرات الأمريكية، وليام بيرنز، أن القاهرة سوف "تلغي اتفاقية السلام مع إسرائيل"، إذا واصلت الولايات المتحدة الضغط لتهجير سكان غزة، أو حتى أوقفت المساعدات الأمريكية. وأضاف بهاء الدين محمود لبي بي سي نيوز عربي أن اتفاقية السلام تمثل "ورقة قوية" في يد مصر للتفاوض مع ترامب حول مستقبل غزة والقضية الفلسطينية بشكل عام. وقال إن الإسرائيليين "لا يريدون بالتأكيد إنهاء السلام مع مصر، خاصة في ظل القلق من عودة الحرب في غزة". وأضاف أن هذا القلق الشعبي في إسرائيل "تجلى في مظاهرات يوم الثلاثاء الماضي في تل أبيب لرفض تعليق اتفاق وقف إطلاق النار أو تجميد صفقة تبادل الرهائن بين إسرائيل وحماس". وتحدثت تقارير إسرائيلية عن تأثير الأزمة الحالية على اتفاقية السلام بين البلدين، وقالت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" إن مسؤولين مصريين أوضحوا لإدارة ترامب أن اتفاق السلام مع إسرائيل، "معرض للخطر". ونقلت عن أحد المسؤولين المصريين قوله إن هذه الرسالة "وصلت إلى البنتاغون، ووزارة الخارجية، وأعضاء الكونغرس الأمريكي". ونقلت عن مسؤول مصري ثانٍ قوله إن الرسالة وصلت أيضاً إلى إسرائيل وحلفائها في أوروبا، ومنهم بريطانيا، وفرنسا، وألمانيا. وقال هاني الجمل، رئيس وحدة الدراسات الأوروبية والاستراتيجية بمركز العرب، لبي بي سي نيوز عربي: "بدأت مصر تستعد بالفعل للحظة إلغاء، أو على الأقل تعليق، العمل باتفاقية السلام مع إسرائيل، وهناك جيش كامل في سيناء الآن". وأضاف أن "التحركات المصرية بدأت بزيادة عدد الجنود في سيناء، ونقل أسلحة ثقيلة إليها، وهو ما أثار قلق الإسرائيليين بصورة كبيرة"، على حد وصفه. وتابع بالقول إن "المخططات الأمريكية الإسرائيلية لن تقف عند حدود غزة". ويرى الجمل أن هناك أطماعاً أمريكية في المنطقة، مضيفاً في تصريحاته لبي بي سي: "يبدو أن طموح ترامب في المنطقة يمتد إلى البحر المتوسط، وقد تكون سيناء مستقبلاً على أجندته، باعتبارها الأكبر مساحة، والأكثر شهرة في عالم السياحة، وما تنعم به من ثروات طبيعية". وكان المحلل الإسرائيلي ياكوف بيلان، وهو باحث مشارك في مركز بيجين السادات للدراسات الاستراتيجية في جامعة بار إيلان الإسرائيلية، قد تساءل عن أسباب "استمرار مصر في زيادة قواتها العسكرية في سيناء". وقال في تحليل نشره على موقع "جويش نيوز سنديكيت"، إن إسرائيل "وافقت على أن تقوم مصر بإدخال قوات إلى سيناء لمكافحة الإرهاب، لكن اليوم نواجه تشكيلات لقوات عسكرية ضخمة مستعدة للمعركة". وأضاف أن مصر "أنشأت ثلاثة مطارات؛ واحد منها على الأقل مخصص للطائرات المقاتلة، بالإضافة إلى تخزين احتياطيات ضخمة من الوقود".


الجريدة
١١-٠٢-٢٠٢٥
- الجريدة
المذكرات المخفية لساحر الصحافة العربية
اسم محمد حسنين هيكل بحد ذاته له وقع خاص في عالم الصحافة العربية والمصرية تحديداً، فقد شغل الناس بآرائه ومقاله الصريح كل يوم جمعة. استمد قوته الإعلامية من قربه من جمال عبدالناصر، وله مع كل رئيس مصري قصة وحكاية. كيفما أدرت وجهك نحو عقود من تاريخ الصحافة المصرية فستجد هيكل أمامك وله من المؤلفات ما يفيض عن الحاجة... أصدر 11 كتاباً فقط باللغة الإنكليزية عدا عن كتبه بالعشرات باللغة العربية. هناك من يرى فيه علامة بارزة وهناك من يتهمه بالتزوير والتضليل وحبك الروايات الديماغوجية. من معرض القاهرة للكتاب حملت لي أستاذة جامعية مجموعة كتب، كان منها كتاب «هيكل – المذكرات المخفية» للصحافي المصري محمد الباز، وهو صاحب تجربة مهنية في الكتابة عرفه الرأي العام العربي جيداً بمعاركه وجرأته. ظل هيكل محتفظاً بحيويته حتى الأيام الأخيرة من حياته التي ختمها وهو يحمل على كتفيه خبرة ثلاثة وتسعين عاماً... صادر تاريخ المهنية الصحافية في مصر لمصلحته وحده. قال هيكل للصحافي محمد الباز كل شيء وبصراحة وطلب منه أن يحتفظ بما سيقوله وألا ينشر منه شيئاً طالما هو حي وموجود. هيكل لم يكتب مذكراته لكنه رسم لنفسه صورة بالزيت والرسم هي لعبة الخيال. حصل منه الباز على تفاصيل وقصص علاقاته بالرؤساء المصريين الذين عاصرهم، وما لم يقله من قبل أو يكتبه، وعن رحلة هيكل بصحيفة الأهرام من عام 1957 حتى عام 1974. أفضى له عن السبب الحقيقي وراء خروجه من «أخبار اليوم» إلى «الأهرام» وهو سبب شخصي بخلاف كل ما قيل عن ذلك. يعترف بأنه لن يكون بمقدوره مواجهة الناس بالحقيقة كاملة غير منقوصة... «لأننا بشر»؟ على حد تعبير هيكل. لم يترك وراءه كتاباً مستقلاً يمكن أن نقول فيه إنه يحمل مذكرات هيكل أو سيرته الذاتية، لكنه قام بتدوين سيرته المهنية والسياسية والشخصية من خلال مقالاته وكتبه وحواراته. كان لديه من 600 إلى 700 ألف وثيقة أحضرها إلى «الأهرام» من وثائق الدولة في بريطانيا وأميركا وفرنسا وإسرائيل، أحضر نسخاً منها لنفسه، وزيادة في الحرص أرسلها للخارج خوفاً عليها! بعد وفاة هيكل عام 2016 صدرت كتب عديدة عنه لكنها لم ترقَ إلى كتابة المذكرات والسيرة... وفي هذا يقول المؤلف محمد الباز: إذا كنت تريد أن تصدق هيكل فيما قاله فسيكون صادقاً جداً، وإذا كنت تشكك فيما يرويه فسيكون معك مراوغاً من البداية إلى النهاية... وإذا كنت لا تصدقه أبداً فسيكون عندك كاذباً جداً حتى لو صدقك. محمد الباز راح يفتش تحت جلد الأستاذ، تتبعه في كل ما كتبه وما قاله في حواراته على مدى سنوات لينسج منها رواية، اختارها هيكل بنفسه عن نفسه.. فهل نجح في ذلك؟ الأمر يحتاج إلى قراءة الكتاب فعلاً كي تكون الإجابة منصفة. *** وردني من أحد الزملاء الأصدقاء معلومة تفيد بأن الشيخ جاسم الإبراهيم كان أحد المتبرعين لسكة حديد الحجاز عام 1910، وتقلد مع زوجته منيرة الإبراهيم وسام الدولة العثمانية تقديراً لدعمه للمجهود الحربي. *** أيضا أبلغني أحد الزملاء مقيم في أبوظبي تعليقاً على كتاب والد الشرع أن «الشرع - الجولاني» أسرة ثانية مختلفة عن الأسرة التي ينتسب إليها فاروق الشرع وزير الخارجية الأسبق، وأن الدكتور حسين علي الشرع ليس والد (أحمد الشرع – الجولاني سابقاً)، بل هو تشابه أسماء.