logo
من الإسكندرية إلى العاصمة الإدارية.. 7 محطات في تاريخ المقر البابوي للكنيسة القبطية

من الإسكندرية إلى العاصمة الإدارية.. 7 محطات في تاريخ المقر البابوي للكنيسة القبطية

الاقباط اليوممنذ 21 ساعات
تُعد الكنيسة القبطية الأرثوذكسية من أعرق المؤسسات الدينية في العالم، وتمتد جذورها إلى أكثر من واحد وعشرين قرنًا مضت، من التعليم والصمود والتاريخ المشرق، ولعبت الكنيسة خلال مسيرتها دورًا محوريًا في تشكيل الهوية
المصرية، وكان للمقر البطريركي مكانة خاصة في هذه المسيرة، باعتباره المركز الإداري والروحي للكنيسة، ومقر إقامة البابا، رأس الكنيسة وأب رعاياها في الداخل والخارج، حيث يُمارس مهامه في الرعاية والتعليم وقيادة الشعب القبطي.
وخلال هذا التاريخ العريض منذ أول بطريرك لها مارمرقس الرسول إلي بطريركها الحالي البابا تواضروس الثاني، مَر المقر بـ7 محطات مختلفة بدأت من أقصى شمال مصر في منطقة محطة الرمل بالإسكندرية وصولاً إلى كاتدرائية ميلاد المسيح في العاصمة الإدارية، وفي خلال السطور التالية تسرد «البوابة» هذه المحطات، مسلطين الضوء على تاريخ الكنيسة وآبائها العظام.
نبدأ بالمقر الأول وهو الكنيسة المرقسية بالإسكندرية، حيث نبتت وانتشرت العقيدة المسيحية في مصر علي يد مارمرقس الرسول، وأجمع مؤرخو الكنيسة القبطية أن مرقس البشير قد جاء إلي الإسكندرية في حقبة نيرون الملك إمبراطور روما (54:68) بالتحديد في عام 61 م.
وروى المؤرخ الكنسي ملاك لوقا قصة البشارة في الإسكندرية في كتابه "الأقباط النشأة والصراع"، قائلاً: "عندما دخل مرقس البشير إلي مدينة الإسكندرية رأى حذاءه قد تهرأ لكثرة المشي؛ فمال إلى إسكافي يدعي أسمه
"إنيانوس" لكي يقوم بإصلاحه. إذا وهو قائم بإصلاحه دخل المخراز في يده؛ فصاح للوقت مستغيثاً بالله الواحد، وقال: "ايوس ثيئوس" ومعناها (يا إلهانا الواحد)؛ فكانت هذه فرصة صالحة تهيئات لمرقس البشير وسأله عن
مقدار معرفته بالإله الواحد، ولم يلقي منه جوابا يؤيد معني ما لفظ به، وقال له البشير: إذا كنت تعلم أن الله واحد لماذا تعبد كل هذه الآلهة الكثيرة؟، وبعد ذلك حكي له عن الله الواحد وأمن بتعاليم السيد
المسيح، ومن ثم دعاه الإسكافي لمنزله ليستريح ويأكل خبزاً، وأكمل مرقس البشير حديثه عن الله لأهل بيته، وأمن الإسكافي هو وأهل بيته جميعاً وعمدهم وباركهم، وأصبح منزله مركزاً للتبشير بالديانة المسيحية في البلاد".
وبمرور الوقت زاد أتباع المسيحية في الإسكندرية واعتنقوا التعاليم الجديدة، وبعد عامان قام مرقس الرسول برسامة إنيانوس الإسكافي أسقفاً ليكمل هو البشارة في المدينة بجانب رسامة عدد من القساوسة والشمامسة، إلى أن أصبح هناك مدرسة لاهوتية قوية تجاري حداثة وعلم فلاسفة وأهل الإسكندرية.
وفي عام 65م غادر مارمرقس مصر وذهب لوطنه ليبيا وعاد بعد ذلك بعدة سنوات إلى مصر ليطمئن على حال كنيسته، وفي تاريخ 16 أبريل عام 68م قُتل اول رئيس للكنيسة القبطية على يد الوثنيين المصريون، ودُفن جسده في الكنيسة التي أسسها هو والمؤمنون الأوائل وخلفه وأكمل رسالته من بعده "إنيانوس الإسكافي" البطريرك الثاني من بطاركة الكنيسة القبطية.
وظلت الكنيسة المقر الرسمي لبطاركة الكنيسة لأكثر من 10 قرون متتالية، عاصرت خلالها الإمبراطورية الرومانية والبيزنطية وأخيراً الإسلامية؛ إلي أنه يُستثني بعض الفترات في الحقبة البيزنطية عقب مجمع خلقيدونية عام 451م، حيث وقع اضطهاد شديد على
الكنيسة القبطية ومؤمنيها؛ مما اضطر الباباوات الثلاثة بطرس الرابع البطريرك 34 (567-569م)، ودميانوس البطريرك 35 (569-605م)، وأنسطاسيوس البطريرك 36 (605-616م) إلى الإقامة مؤقتا في دير الزجاج غرب الإسكندر إلى أن عاد المقر مرة أخرى لمكانته الطبيعية بالإسكندرية.
وبهذا التاريخ الحافل فقد جلس علي كرسي الكنيسة المرقسية 64 بطريركاً بجانب مؤسسها مارمرقس الرسول، وكان آخرهم البابا شنودة الثاني (1032م- 1046م)، البطريرك الـ65 من بطاركة الكنيسة.
وعلي الرغم من انتقال المقر البابوي لمحطات عديدة فيما بعد إلي أنه مازال يطلق علي بطريرك الكنيسة القبطية، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، ذاكرين مبشرها ومقرها الأول.
بعد أن وصل الفاطميون إلى حكم البلاد بدأ القائد جوهر الصقلي في 6 يوليو عام 969م ببناء عاصمة جديدة لمصر بأمر من الخليفة المعز لدين الله الفاطمي، وسميت بالقاهرة، مما دفع البابا خريستوذولوس، البطريرك السادس والستين للكنيسة، لنقل
الكرسي البابوي إلى العاصمة الجديدة، وأصبحت الكنيسة المعلقة هي المقر البابوي ومركز إدارة الكنيسة المصرية، وتقع الكنيسة على بعد أمتار قليلة من جامع عمرو بن العاص، ومعبد بن عزرا اليهودي، وكنيسة القديس مينا بجوار حصن بابليون.
وسميت الكنيسة المعلقة بهذا الاسم لأنها بنيت على برجين من الأبراج القديمة للحصن الروماني "حصن بابليون"، وقد بناه الإمبراطور تراجان في القرن الثاني الميلادي، وتعتبر المعلقة هي أقدم الكنائس التي لا تزال باقية في مصر وقد صممت الكنيسة علي
الطراز البازيليكي المكون من 3 أجنحة وردهة أمامية وهيكل يتوزع على 3 أجزاء، وقد دفن بها عدد من البطاركة في القرنين الحادي عشر والثاني عشر، ولا تزال توجد لهم صور وأيقونات بالكنيسة تضاء لها الشموع وتعتبر مزاراً مهماً للأقباط، نظرا لقدمها التاريخي.
واستمرت الكنيسة المعلقة المقر الرسمي للكرسي البابوي حتى عهد البابا يؤانس الثامن البطريرك 80 (1300 ــ 1320).
الكنيسة المعلفة
وفى عهد البابا يؤانس الثامن البطريرك 80 (1300 ــ 1320م) تم نقل المقر البابوي من الكنيسة المعلقة إلى كنيسة السيدة العذراء بحارة زويلة، ويرجع تاريخ بناء الكنيسة إلي القرن الرابع الميلادي حيث قام ببناها رجل أعمال قبطي يدعى
الحكيم "زيلون" في عام 352م، بعد أن عرف أن هناك بئرا شربت منه العائلة المقدسة، السيد المسيح والسيدة العذراء ويوسف النجار، خلال هروبهم من فلسطين إلى مصر، وبنى الكنيسة على هذا البئر إضافة للاستراحة التي استراحت فيها العائلة.
وتم تصميمها على شكل سفينة سقفها خشبي والجانبين منخفضين، ويأتي شكلها من الداخل على هيئة صليب من الشرق للغرب هو الأطول والعرض بحرى وقبلي أصغر، والكنيسة كانت مبنية من الحجر الجيري، والعمدان والتيجان أعلاها من مختلف العصور التي مرت بها مصر بداية من العصر الفرعوني مرورًا بالروماني والمسيحي والإسلامي.
وقال عنها المؤرخ أبوالمكارم سعد الله بن جرجس في كتاب «تاريخ الكنائس والأديرة»: «أنه كان بحارة زويلة كنيسة عظمى جداً بها من الأبنية المشيدة والأحجبة المطعمة بالعاج والأبنوس والتصاوير والنقوش المذهبة من عمل الصناع والمصورين المصريين الأقباط وأعمدة المرمر وغير ذلك ما يذهل الناظرين.»
وفي النهاية استمرت هذه الكنيسة المقر البابوي لبطاركة الكنيسة القبطية لمدة ثلاث قرون ونصف ترأس خلالها حوالي 21 بطريركاً انتهوا بالبابا مرقس السادس البطريرك الـ101 ( 1646- 1656 م).
وبعد أن رسم البابا متاؤس الرابع بطريركاً للكنيسة القبطية رقم 102 في عام 1660م، قرر أن ينقل المقر البابوي للمرة الرابعة في تاريخه من حارزة زويلة إلي حارة الروم بكنيسة السيدة العذراء مريم ويطلق عليها أيضاً كنيسة
العذراء المغيثة وقال عنها المقريزى فى خططه «هى كنيسة تعرف بالمغيثة بحارة الروم بالقاهرة وهى على اسم السيدة مريم»، ولقد لقبت بـ(المغيثة) تبركا بالسيدة العذراء، التى تنجى وتغيث كل من كان فى شدة ويلجأ إليها طالبا صلواتها.
وقد تم البدء في إنشاء هذه الكنيسة في أواخر القرن الخامس أو مطلع القرن السادس الميلادي وتمت عمارتها في منتصف القرن السادس فى عهد البابا أرسيوس الأول إلا أنها تهدمت، فأمر بغلقها سنة 1026م. وظلت مغلقة حتى أعيد فتحها بعد تجديدها لأول مرة على عهد البطريرك البابا خريستوذولس، ولكنها ما لبثت أن تهدمت أيضا على عهد الناصر محمد بن قلاوون سنة 1321م وتم تجديدها للمرة الثالثة.
وبناء الكنيسة الحالي يرجع الى عام 1814م من عصر محمد على، وتم بناؤها على النظام البيزنطي، وتحتوى على بئر مياه شربت منه العائلة المقدسة.
نقل الكرسي البابوي من حارة الروم إلي الكنيسة المرقسية الكبري بالدرب الواسع في عهد البابا مرقس الثامن بطريرك الكنيسة القبطية الـ 108م، وتعود قصة هذه الكنيسة لأواخر القرن
الثامن عشر في زمن، في أيام المعلم إبراهيم الجوهري الذى كان يتولى منصب رئيس كُتاب القطر المصري، وكان في تلك الحقبة مسألة استخراج ترخيص لبناء كنيسة او تصليح ما تهالك من
الكنائس القبطية القديمة امر صعب جداً، إلي شاءت الظروف التي هيأت لبناء هذه الكنيسة العريقة، فيذكر علي باشا مبارك في خططه أنه اواخر هذا القرن، قامت احدي الاميرات التي يُعتقد
انها كانت اخت السلطان العثماني، بزيارة إلي مصر المحروسة في طريقها للحج، فقام الارخن المعلم إبراهيم الجوهري كبير الكتبة المصريين باستقبالها واهتم بأمرها وخدمتها وقدم لها الهدايا النفيسة.
وبعد كل ما قدمه المعلم إبراهيم من محبة واخلاص فأرادت أن ترد له الجميل قبل أن تغادر، فعرضت عليه أن يطلب منها ما يريد لما له من اسم بدار السلطنة وشهرة فى خدمة الحكومة، وكان الرجل في ذلك الوقت غنى عن الدنيا؛ فطلب منها ان ترفع الجزية عن الرهبان والقساوسة وان تصدر رخصة سلطانية ببناء كنيسة بالازبكية حيث يسكن وقوبل الطلب بالإجابة.
وبدأ بعدها عملية البناء بأرض كان يملكها المعلم يعقوب القبطي والمعلم ملطى، ولكن لم يشأ القدر أن يرى الأرخن إبراهيم الجوهري أولى الصلوات في هذه الكنيسة، فانتقل من عالمنا بعدها بفترة قصيرة؛ فقام باستكمال عملية البناء اخيه جرجس
الجوهري وتم افتتاحها للصلاة فى عام 1800م، وسميت باسم الكنيسة المرقسية، وانتقل للعيش فيها البابا مرقس الثامن بطريرك الكنيسة القبطية الـ 108، وصارت مقرا للبطريرك ومكان تنصيب البطاركة والاساقفة وأقيمت حولها مقرات الأديرة القبطية.
وظلت الكنيسة المرقسية مقرا للبطريركية حتى نهاية عهد البابا كيرلس السادس الذى بدأت فى عهده بناء الكاتدرائية المرقسية الجديدة فى الأنبا رويس التى أقيمت فيها صلوات تتويج البابا شنوده الثالث وأصبحت المقر البابوي فيما بعد.
انتقل المقر البابوي بعد ذلك إلى الكاتدرائية المرقسية بالعباسية وهو المقر الحالي للكنيسة، وكان ذلك في عهد البابا كيرلس السادس بطريرك الكنيسة القبطية الأرثوذكسية رقم 116، وبنيت الكاتدرائية على مساحة 6200 متر، وهي أكبر
كاتدرائية في الشرق الأوسط لمدة لعقود عديدة، وبلغت تكاليف تأسيسها نحو 350 ألف جنيه مصري، وكانت العلاقة طيبة جداً بين البابا والزعبم الراحل جمال عبدالناصر، حيث ساهم الرئيس في بنائها وقدم تبرعًا للكنيسة بمبلغ قدره 167 ألف جنيه.
وصمم الكاتدرائية المهندس المعماري الشهير ميشيل باخوم وصممت على شكل صليب، ونفذت أعمال بنائها شركة النيل العامة للخرسانة المسلحة، وبعد ثلاث سنوات من البناء، افتتحت رسمياً للصلاة فى 25 يونية 1968م فى حفل مهيب بحضور جمال عبد الناصر والإمبراطور هيلاسلاسي إمبراطور إثيوبيا بجانب حضور شعبي غفير؛ لتصبح بعدها مركزاً لمسيحيي مصر والشرق الأوسط وأفريقيا.
ويضم مقر المرقسية عدداً من الكنائس والخدمات داخل أسوارها، بينها كنيستان باسم السيدة العذراء أسفل الكاتدرائية، وكنيسة السيدة العذراء والأنبا رويس وكنيسة السيدة العذراء والأنبا
بيشوي، وإضافة إلى ذلك هناك كنائس أسقفية الخدمات، وهي كنيسة الأنبا أنطونيوس بالمقر البابوي وكنيسة القديس موريس والقديسة فيرينا وكنيسة العذراء والأنبا بولا والأنبا صموئيل، عوضاً
عن المباني الخدمية العديدة التي تضمها الكاتدرائية، حيث يضم المركز الإعلامي باسم الكنيسة والمركز الثقافي الذي يحافظ علي تراثها، ومسرح الأنبا رويس الذي يشهد جميع الاحتفالات الكنسية.
وخضع المقر البابوي الحالي لأعمال تجديد عديدة نذكر منها ما هو في عهد البابا الحالي البابا تواضروس الثاني، بعد جلوس قداسته علي الكرسي المرقسي بعامين بالتحديد في أواخر 2014م، قام بالعمل علي تجديد الكاتدرائية وتطويرها؛ وذلك بمناسبة الاحتفال باليوبيل علي إنشائها.
وكلف البابا تواضروس الثاني بعدد ضخم من رسامي الأيقونة في مصر بإضافة أيقونات علي جدران الكاتدرائية تعبر عن تاريخها الكنسي السابق وتاريخها الأليم المعاصر؛ حيث استهدفت الجماعات الإرهابية العديد من الأقباط المسيحيين عقب عزل الرئيس السابق محمد مرسي.
واشتملت الأيقونات الجديدة علي رحلة العائلة المقدسة لأرض مصر، وأيقونة كبيرة لشهداء الأقباط فى ليبيا، وكذلك مجموعات شهداء العصر الحديث فى البطر سية وطنطا والمرقسية فى الإسكندرية، بجانب العديد من الأيقونات التاريخية مثل أيقونة للبابا أثناسيوس الرسولى حامى الأيمان والأنبا بولا والأنبا أنطونيوس وهما مؤسسا الحياة الرهبانية فى العالم والانبا رويس شفيع المكان.
واستمرت أعمال التطوير لمدة أربع سنوات، وفى يوم تاريخي قام قداسة البابا تواضروس الثاني بتدشين الكاتدرائية المرقسية ذكري عيد تجليسه علي الكرسي المرقسي في يوم 18 نوفمبر 2018م حيث قام قداسته بتدشين الثلاث مذابح
الرئيسية؛ وأيقونة حضن الآب؛ كما قام الآباء المطارنة بتدشين الأيقونات الموجودة علي جانبي الكاتدرائية. واشترك في صلوات التدشين حوالي 107 مطارنة وأساقفة، وتم تدشين حوالي 200 أيقونة من أيقونات الكاتدرائية الجديدة.
وتعتبر الكاتدرائية في الوقت الحالي هي إحدى أهم القلاع الكنسية في الشرق الأوسط، ولها مكانة كبيرة في قلوب الأقباط؛ بسبب الأحداث التاريخية التي شهدتها علي مدار هذه العقود شهدت الكاتدرائية، فقد عادت رفات مرقس البشير
من كاتدرائية سان ماركو بفينيسيا بإيطاليا والتي تسلمها وفد بابوي برئاسة الأنبا مرقس مطران أبوتيج من البابا بولس السادس- بابا الفاتيكان- في 22 يونيو 1968م، ودشن بالمقر مدفن خاص بالقديس مرقس كاروز (واعظ) الديار المصرية.
وشهدت أيضاً صلاة التجنيز على روح قداسة البابا كيرلس السادس فى 10 مارس 1971؛ كما تم تجليس البابا شنوده الثالث البطريرك الـ 117 فى 14 نوفمبر 1971م، وأيضا صلاة التجنيز على قداسته في 21 مارس 2012؛ كما تم بيها صلوات رسامة البابا تواضروس الثاني البطريرك الـ 118 في 18 نوفمبر 2012م.
أعلن الرئيس عبدالفتاح السيسي، عام 2016، عن خطة إنشائه للعاصمة الإدارية الجديدة، وحرص الرئيس على إبراز روح ومعالم الدولة الجديدة روح المواطنة والمساواة؛ حيث حرص علي إنشاء كاتدرائية "ميلاد المسيح"
بالتوازي مع إنشاء مسجد "عبدالفتاح العليم" أكبر مسجد في الشرق الأوسط، وتقع في شرق مشروع أرض المعارض (إكسبو)، جنوبي الحديقة المركزية بالعاصمة الإدارية الجديدة، على مساحة 15 فدانًا، أي ما يعادل 63 ألف متر مربع.
وتعد الكاتدرائية الأكبر في الشرق الأوسط، حيث تستوعب 8200 فرد، وتتكون الكاتدرائية من كنيستين كبرى وصغرى، وقاعة للمناسبات وقاعتين فرعيتين، وغرف تعميد واستراحة وغرفة
للكنترول، كما تحتوي علي متحف لتاريخ الكنيسة القبطية، ويوجد بها من الداخل أيقونات مرسومة علي الحوائط تعبر عن ميلاد السيد المسيح؛ وبشارة القديسة العذراء مريم؛ وبعض
الأيقونات المستوحاة من سفر الرؤيا ويبلغ قطر القبة الرئيسية 40 مترًا، وارتفاعها عن الأرض 36 مترًا، وتوجد منارتان يبلغ ارتفاع كل منهما أكتر من 60 مترًا، وبُنيَت الكنيسة بمساهمة
المصريين "مسلمين ومسيحيين"، وقد افتُتِحَت الكنيسة الصغرى بالكاتدرائية جزئيًّا لتشهد صلاة قداس عيد الميلاد بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي في يناير 2018م، إلى أن تم الافتتاح الرسمي في 6 يناير 2019م.
وعلي خطي نقل المقر البابوي من الإسكندرية إلي القاهرة عاصمة مصر الجدير العاصمة الجديدة في حقبة الفاطميين؛ فمن المتوقع نقل المقر البابوي من القاهرة إلي العاصمة إلي الإدارية لمواكبة التغير وانتقال مركزية الدولة إلي المدينة الجديدة.
وفي سابقة تاريخية لم تحدث من قبل، حصلت الكنيسة القبطية على مقر إداري منفصل عن المقر البابوي؛ وذلك عقب تقدم البابا تواضروس الثاني في 14 فبراير عام 2014 بطلب إلى المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء وقتها، بطلب تخصيص مساحة أرض في حدود 30 فدانا بالقاهرة الجديدة لنقل المقرات الإدارية الخاصة بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية إليها.
لتكون بذلك كاتدرائية ميلاد السيد المسيح مقراً لسكن وإقامة بطريرك الكنيسة القبطية فقط، بينما ستُدار كافة الأمورة الرعوية بالكنيسة في المقر الإداري الجديد، وكانت قد انفردت 'البوابة" بالحديث عن ذلك المقر وأردفنا كافة المستندات والتفاصيل المتعلقة به.
ويضم المقر المباني الآتية:
- مبنى المقر المركزي
- الديوان البابوي
- مقر المجمع المقدس (اللجان-السكرتارية)
- مقر سكن لبابا الكنيسة – المساعدين
- المجلس الملي العام
الهيئات التعليمية:
- الكلية الإكليريكية
- معهد الدراسات القبطية
- معهد الكتاب المقدس
- معهد الرعاية والخدمة
- معهد الألحان والموسيقي القبطية
الأسقفيات العامة
- أسقفية الخدمات العامة
- أسقفية الشباب
- أسقفية الطفولة والتربية
- أسقفية الأسرة المسيحية
- أسقفية المهجر
الخدمات العامة
- المكتبة الكبرى/ قاعات العروض
- كنيسة مارمرقس
- المسرح الكبير
- مبني الضيافة الرسمية
- هيئة الأوقاف القبطية
بالإضافة الى الملاعب الرياضية الشبابية والجراجات والحدائق والطرقات
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

دموع أنس الشريف تلامس قلوب مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي
دموع أنس الشريف تلامس قلوب مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي

خبر صح

timeمنذ 9 دقائق

  • خبر صح

دموع أنس الشريف تلامس قلوب مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي

في أحد تقاريره الميدانية، وقف المراسل الصحفي أنس الشريف أمام الكاميرا ليصف آثار المجاعة، وفجأة مرت بجواره عربة بخارية تحمل مصابين بإغماءات ومضاعفات نتيجة شدة الجوع، هنا انهار أنس، وتخونه الكلمات، لينفجر باكيًا وسط تضامن شعبي مؤثر، حيث يواسيه الغزيون قائلين: 'استمر، أنت صوتنا'، وتبقى لحظة بكاء أنس الشريف أثناء نقله آثار الجوع على أهل غزة محفورة في الذاكرة، وسط مواساة الأهالي له بقولهم: 'استمر، أنت صوتنا'. دموع أنس الشريف تلامس قلوب مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي شوف كمان: هجمات الدرون تهدد العمق العسكري الأمريكي بعد عملية شبكة العنكبوت وفي أول تعليق له على هذه اللحظة، كتب أنس عبر منصة 'إكس': 'صحيح، لم أتمالك نفسي من هول المجازر، لكنني وجدت صوت أبناء شعبي المجوّعين يصرخ بجانبي: 'استمر يا أنس، لا تقف، أنت صوتنا''، 'والله، هذا هو كل همي أن أنقل صوت الناس المخذولين، المحاصرين، المجوّعين في غزة'. صحيح، لم أتمالك نفسي من هول المجازر، لكنني وجدت صوت أبناء شعبي المجوّعين يصرخ بجانبي: 'استمر يا أنس، لا تقف، أنت صوتنا'. والله، هذا هو كل همي… أن أنقل صوت الناس المخذولين، المحاصرين، المجوّعين في غزة. — أنس الشريف Anas Al-Sharif (@AnasAlSharif0). تضامن واسع وتفاعل مؤثر أثار المقطع موجة تضامن كبيرة عبر منصات التواصل، حيث عبّر البعض عن تقديره لرسالة الشريف، بينما استشعر آخرون الحزن والعجز أمام المأساة، فكتب أحد المغرّدين: 'بكاء أنس الشريف على الهواء والناس يتساقطون من الجوع من حوله، وآخر يهتف له: 'استمر يا أنس.. أنت صوتنا''، 'لا أظن في تاريخ الإسلام حدث كهذا منذ حوصر النبي ﷺ في شعب أبي طالب'. بكاء أنس الشريف على الهواء مباشرة والناس يتساقطون حوله من شدة الجوع. وآخر ينادي: استمر يا أنس استمر.. استمر أنت صوتنا. لا أظن في تاريخ الإسلام حدث مثل هذا منذ حوصر رسول الله في شعب أبي طالب اللهم إنا استيأسنا! يا رب رحمتك، يارب نصرك، يارب ردّ بأس القوم المجرمين. مواضيع مشابهة: رعب في تل أبيب بعد إصابة مطار بن جوريون بصاروخ حوثي مما أدى إلى شلل الحركة فيه — Aseel (@f_maq106). وأضاف آخر: 'غلبته دموعه فخنق البكاء صوته، وساد الصمت، لكن الحشود خلفه هتفت بشغف: تابع يا أنس، لا تتوقف أنت صوتنا'. فيما نشر ناشط ثالث: 'انهار أنس بالبكاء عند الحديث عن الجوع، فسكت.. ثم صرخ الناس خلفه: 'استمر يا أنس، أنت صوتنا''، 'وأحنا بنقولك كمان.. لا تلتفت لأفيخاي ومن اصطفوا معه في الهجوم عليك.. استمر، أنت تمثّلنا'. انهار أنس بالبكاء خلال حديثه عن التجويع، فسكت.. ثم صرخ الناس من خلفه: استمر يا أنس، استمر… أنت صوتنا واحنا بنقولك يا أنس كمان .. انت صوتنا وصوت كل غزاوي .. استمر ولا تلتفت لأفيخاي اللي هاجمك اليوم ولشوية قمامة محسوبين علينا اصطفوا مع أفيخاي في الهجوم عليك! — صـقـر (@sqrpal105). وكتب آخر: 'حين انهار أنس الشريف، تسلّل صوت جائع من الخلف يقول له: 'استمر يا أنس أنت صوتنا''، 'حتى وهم يموتون جوعًا، ما زالوا يثقون بنا، لكننا والله لم نعد نستحق هذه الثقة!' فيما علّق أحدهم بأسى قائلاً: 'بكاء أنس الشريف وسقوط الناس من الجوع حوله قتلني، والناس تهتف: 'أنت صوتنا'.. سامحنا يا أنس، لم يعد هناك رجال إلا عندكم، يا منجي نجّهم نحن لا حول لنا ولا قوة إلا بك'. الجوع في غزة.. سلاح صامت يفوق القصف ومع استمرار إغلاق المعابر وتقييد إدخال المساعدات، تحول الجوع إلى سلاح فتاك يُحاصر السكان، لا يقلّ فتكًا عن صواريخ الاحتلال. وأعلنت وزارة الصحة في غزة عن وفاة 19 شخصًا خلال 24 ساعة فقط بسبب الجوع، بينهم الطفلة رزان أبو زاهر ذات الأربعة أعوام، التي عاشت نصف عمرها في الحرب، وكامل عمرها تحت الحصار. ووفق مصدر طبي في مستشفى شهداء الأقصى بدير البلح، فإن رزان قضت نحبها داخل قسم الأطفال نتيجة سوء التغذية، لتنضم إلى قائمة تضم 70 طفلًا من شهداء المجاعة منذ بداية العدوان.

تحية واجبة للشرطة المصرية .. بقلم خالد منتصر
تحية واجبة للشرطة المصرية .. بقلم خالد منتصر

الاقباط اليوم

timeمنذ 14 دقائق

  • الاقباط اليوم

تحية واجبة للشرطة المصرية .. بقلم خالد منتصر

بقلم خالد منتصر ما حدث مع مجموعة حسم أمس الأول يعد ملحمة بطولية تضاف إلى سجل مكافحة الإرهابيين، الذين يريدون الخراب لهذا الوطن، متابعة الشرطة المصرية وجهاز الأمن الوطنى ومراقبة تحركات هؤلاء القتلة المجرمين، هى درس أمنى لمعنى الأمن الحقيقى، الذى فيه دور التوقع والترقب قبل الحادث أهم من إحباط الحادث أو بالأصح الوسيلة الناجعة الناجحة لإحباط الحادث، كانت تلك الخلية الإرهابية تخطط كما هو المعتاد لحوادث تخريب وتدمير لزعزعة الأمن، حرق مؤسسات، تفجير هيئات، اغتيال شخصيات عامة.. إلى آخر تلك الأعمال الوضيعة التى يريدون بها استهداف نواة هذا الوطن واستقراره وإشاعة الفوضى والخراب فى ربوعه، رئيس المجموعة وعقلها المدبر يحيى موسى عقد مؤتمراً خارج البلاد يبشرنا فيه بوعد الله الذى حدث فى الثورة السورية، ويقول إننا سنصبح مثل سوريا محكومين بالتيار الإسلامى، والسؤال للدكتور يحيى، هل تريد أن يقفز المصريون المسيحيون من البلكونات مثل الدروز ويطلق عليهم الرصاص من ظهورهم، وتحرق بيوتهم مثلما أحرقت بيوت العلويين؟؟! هل تريد قتل عازفى الكمان مثلما قتل الدواعش فى سوريا الطفلة التى احتضنت قوس الكمان قبل موتها؟! هل ستترك الأمهات يصرخن كما تصرخ الأمهات فى السويداء والساحل على أولادهن؟ هل هذا هو المصير الذى قررت الثورة من أجله يا دكتور يحيى؟؟! طمنتنا يا شيخ إلهى يطمنك!! ما يقوله يحيى وغيره من الحمقى الإرهابيين، يثبت أن المعركة ليست مع أشخاص بل هى مع أفكار، حرب الإرهاب أهم من الإرهابيين، الفكرة التى تحركهم والمستمدة من تراث مصطلحاته مكانها الوحيد هو متحف الفولكلور، التكفير، الولاء والبراء، الجهاد بالغزو، البراء، الجزية، السبىإلخ، هذه الفكرة أهم من الأشخاص، ومقاومتها على نفس القدر من الأهمية مثل مقاومة ومطاردة الأشخاص، الشرطة تقوم بدور خرافى وأسطورى فى مقاومة هؤلاء الأشرار، الذين تفوقوا فى الشر على أكبر مافيا فى العالم، لكن لا بد من مساندتها من وزارات أخرى منها التعليم والإعلام، والخارجية والثقافة، كل هؤلاء مهمتهم مواجهة الإرهاب، الفكرة هى من تجعل الكلاشينكوف وحامله مقتنعاً بالقتل والتفجير والاغتيال، التناسخ من تلك الجماعات لن ينتهى إلا بقطع جذوره ثقافياً بفكر مستنير مضاد وقوى ومفتوح له كل نوافذ التعبير.

عن سوريا التى نحبها ونخاف عليها
عن سوريا التى نحبها ونخاف عليها

الدستور

timeمنذ ساعة واحدة

  • الدستور

عن سوريا التى نحبها ونخاف عليها

سوريا بالنسبة لنا هى حدائق الذوق والرقة والعذوبة، هى لا تُشبه الجولانى ومَن على شاكلته، هى عنوان نزار قبانى وأدونيس ومحمد الماغوط وسعدالله ونوس، وصباح فخرى ومحمد ملص ويشار أحمد وحنا مينا وحيدر حيدر، وزكريا تامر ونزيه أبوعفش وهانى نديم ودريد لحام، وعشرات، بل مئات من الذين يعبّرون عن التنوع والموهبة، والذين أسهموا فى تشكيل الوجدان العربى كله وليس السورى فقط. سوريا التى نحبها ونخاف عليها تضيع أمام أعيننا، بسبب شهوة السلطة وتواطؤ الأصدقاء مع أعدائها ضدها. المحللون السياسيون لا يفعلون شيئًا غير التعليق على الأحداث كأن الأمر لا يعنيهم، فى حين أن الشعراء والأدباء عاشوا يحذرون ويصرخون منذ عشرات السنين. شاعرى المفضل محمد الماغوط قبل رحيله فى ٢٠٠٦ كتب: «سأُنجبُ طفلًا أُسَمّيه آدم.. لأنَّ الأسامى فى زماننا تهمة.. فلن أُسمّيه (محمَّد ولا عيسى).. لن أُسمّيه (على ولا عمر).. لن أُسمّيه (صدّام ولا حسين).. ولا حتَّى (زكريا أو إبراهيم).. ولا حتَّى (ديفيد ولا جورج).. أخاف أن يكبر عنصريًا، وأن يكون له من اسمه نصيب.. فعند الأجانب يكون إرهابيًا.. وعند المتطرِّفين يكون بغيًا.. وعند الشيعة يكون سنّيًا.. وعند السُنَّة يكون علويًا أو شيعيًا.. أخاف أن يكون اسمه جواز سفره.. أريده آدم مسلم مسيحى.. أُريده ألا يعرف من الدين إلّا أنَّه لله.. وأُريده أن يعرف أن الوطن للجميع، سأُعلِّمه أنَّ الدين ما وقر فى قلبه وصدقه وعمله وليس اسمه.. سأُعلِّمه أنَّ العروبة وَهْمٌ.. وأنَّ الإنسانية هى الأهم.. سأُعلِّمه أنَّ الجوع كافر، والجهل كافر، والظلم كافر.. سأُعلِّمه بأنَّ مَنْ بدأ الحرب.. لم يعرف كيف يُنهيها.. وإلّا لما بدأها.. وإنَّ مَنْ ناصَرَ طرفًا.. كان خاسرًا مهما كَسِب.. سأُعلِّمه أنَّ الله فى القلوب قبل المساجد والكنائس.. وأنَّ الله محبَّة وليس مخافة.. سأُعلِّمه ما نسى أهلنا أن يعلمونا.. سأُعلِّمه أنَّ ما ينقصنا هو ما عندنا.. وأنَّ ما عندنا هو الذى ينقصنا.. سأُعلِّمه أنِّى بدأت حديثى بأنَّنى سأُنجبه ذكرًا لأنَّ الأُنثى ما زالت توأد.. وأنَّ الخلل باقٍ فى المجتمع العربى». فى مقدمة أعماله الكاملة كتبت زوجته سنية صالح أنه «جزء من المستقبل، لذا كان لا بد من حمايته من غباء الحاضر»، وقالت أيضًا إن مأساة الماغوط «أنه ولد فى غرفة مسدلة الستائر اسمها الشرق الأوسط»، غسان كنفانى قال عنه: «كلماته مسلحة بالمخالب والأضراس. ومع ذلك، فإنها قادرة على تحقيق إيقاع عذب ومدهش، وأحيانًا مفاجئ. كأن يتحول صليل السلاسل إلى عزف منفرد أمام عينيك ذاتهما فى لحظة واحدة». الماغوط شاعر وسارد ومسرحى وصحفى، تبدو بعض كتاباته عدمية، ولكنها كتابات يحملها الشعر والألم اللا إنسانى الشفاف، فى هذا المقطع يعبر عن حالنا هذه الأيام، نحن كعرب نشاهد على شاشات التليفزيون الانتهاكات غير الإنسانية ضد الشعب الفلسطينى، وكيف تحالف الأصدقاء ضد عدونا المشترك لتدمير سوريا ولبنان، لحظات حزينة فى تاريخ المنطقة وفى تاريخنا الشخصى، يقول صاحب «غرفة بملايين الجدران» كأنه يجلس بيننا وبعد تسعة عشر عامًا من رحيله: «لا يهزنى نصر، ولا تذلنى هزيمة. ولا يربكنى احتلال، ولا يسعدنى استقلال. لا تشغلنى مفاوضات، ولا يؤرقنى حصار، ولا يشدنى مسلسل، ولا تمتعنى رواية، ولا تضحكنى مسرحية، ولا تطربنى أغنية، ولا يزعجنى مواء أو عواء.. لا يعنينى تراث، أو حضارة، أو موقع استراتيجى، أو ثروات طبيعية، أو نهضة عمرانية أو فنية، ولا أوابد أثرية، ولا ملاحم عربية. لا أتذمر من شىء، ولا أطمح لشىء! أى طعام آكل وأى لباس أرتدى وأى حذاء أنتعل ولأى طائفة أنتمى بأى شروط أقبل على أى ورقة أوقع وحيث يدركنى النعاس أنام كالحيوان! لا أخجل من شىء، لا أحن إلى شىء، ولا أبالى بشىء شكرًا للثورات العربية المباركة. الثورات العربية: لا شكر على واجب!». لم أسعد بمعرفة الشاعر الكبير شخصيًا، ولكنه طلب رقم تليفونى من الأستاذ جمال الغيطانى، رحمة الله عليه، بعد أن نشر لى قصيدة قصيرة عن الماغوط فى أخبار الأدب، كانت نهايتها «سألعن محمد الماغوط ما حييت، لأنه اكتشف طريقًا جانبيًا، طريقًا عريضًا.. لا يفضى إلى شىء»، لم تتجاوز المكالمة دقيقتين، لم نتحدث فيها عن شىء يذكر، ولكنه قال فى النهاية: «لك بيت فى الشام، يرحب بك وقت ما تريد»، الماغوط هو صاحب المقولة الموجعة «لكى تكون شاعرًا عظيمًا يجب أن تكون صادقًا، ولكى تكون صادقًا يجب أن تكون حرًا، ولكى تكون حرًا يجب أن تعيش، ولكى تعيش يجب أن تخرس».

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store